بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

33/10/20

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: مراتب السجود
 كنّا في مسألة ان السجود ذو مراتب ومر بنّا الاستدلال بالدليل العام الذي نستفيد منه قاعدة عامة بديلة عن أدلة قاعدة الميسور
 وسيأتي في مبحث البرائة في الاصول ان أدلة البرائة أو أدلة القواعد الثانوية تصلح دليلا عاما بديلا عن الأدلة الخاصة في قاعدة الميسور وسيأتي ذكره مفصلا
 ودليل آخر عام بديل عن قاعدة الميسور هو دليل اجتهادي وهو العمومات الأولية للأبواب وتفسير التقييد والتخصيص لها على ضوء نظرية القدماء في معنى التقييد والتخصيص انه ذو مراتب وليس رفع للعموم عن أصل عمومه وليس كما هو المعهود اليوم في الأذهان بل التخصيص يكشف ان عنوان الخاص مانع عن اقتضاء العام وليس رافعا لأصل اقتضاء العام وليس كاشفا عن عدم اقتضاء العام وهذا نوع من التزاحم الملاكي في الجعل
 وهذا الاختلاف في حقيقة التخصيص والتقييد على مبنى القدماء يفيد دليلاً ثانيا لعمومات قاعدة الميسور لأن حقيقة التقييد والتخصيص تقول ان أصل العموم وملاك غاية الأمر وجود الخاص وهو تمام الملاك فاذا عجز عن الخاص فلا يعني ان أصل طبيعة ملاك العام قد انتفت
 ونعود الآن الى الادلة الخاصة
 الرواية الثانية: موثقة عمار في أبواب السجود الباب الرابع عن جعفر عن أبيه (عليه السلام) قال، قال علي (عليه السلام) لاتجزء صلاة لايصيب الأنف ما يصيب الجبين
 وقلنا ان المفاد المطابقي في الرواية بصدد استحباب السجود على الأنف والتأكيد الشديد عليه
 ومن الواضح ان المراد من الجبين هنا هو الجبهة الاّ ان اطلاق الجبين على الجبهة يدل على ان الجبين وان لم يكن جبهة الاّ انه ملحق بالجبهة لذا عمم لفظة واسمه على الجبهة فاذا تعذر السجود على الجبهة فلابد من السجود على الجبين
 فلا يمكن فقد استثمار المجاز بالمرةّ كما هو دأب المعروف بل ان مناسبة المجاز هي مناسب يؤخذ بها ويعتمد عليها
 الرواية الثالثة: موثقة اسحاق بن عمار في أبواب السجود الباب الثاني عشر عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث قال قلت له رجل بين عينه قرحة لايستطيع ان يسجد قال يسجد مابين طرف شعره فان لم يقدر سجد على حاجبه الأيمن فان لم يقدر فعلى حاجبه الأيسر فان لم يقدر فعلى ذقنه، قلت على ذقنه؟ قال نعم أما تقرأ كتاب الله عزوجل ويخرون للأذقان سجداً
 وان نفس لفظ الحاجبين ورد في صحيحتي زرارة المتقدمتين في تحديد مايجزء من السجود في الجبهة
 ولكن السيد الخوئي أشكل على هذه الصحيحة بان جل الحاجب في الجبهة فمراده (عليه السلام) من الحاجب الايمن والحاجب الايسر هو طرف الجبهة
 ولكن هذه غفلة واضحة لأنه لو دققنا فان الحاجب غالبه في الجبين غاية الأمر الجبين هو مثلث فقاعدته الحاجب ورأسه القرن فالمراد من الجبين الأيسر هو ان غالبه قاعدة للجبين وكذا الجبين الأيمن
 فهذه الرواية نص لما افتى به المتقدمون والمشهور من الترتيب وهو الجبين الأيمن ثم الأيسر ثم الذقن ثم الخدين وهذا يدل على للسجود مراتب وكلها من السجود
 الرواية الرابعة: ماورد في أدعية السجود من كون الصاق الوجه بكله أو بأيّ موضع منه في الأرض هو من السجود