الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/06/12

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : باب الدفع والدفاع والتفريط فيه

 

بمناسبة وفاة ام البنين وابي الفضل العباس وبما يرتبط بالاوضاع الراهنة اذ ام البنين وابو الفضل العباس هم قدوة في مدرسة اهل البيت عليهم السلام ومرتبطين بعاشوراء وبكربلاء وعاشوراء مرتبط بباب عظيم بالدين وهو باب الجهاد وطبعا ام البنين وابو الفضل عباس لهما ابعاد عديدة منها باب الجهاد .

وبكل صراحة الجهاد هذا البحث النظري والتنظيري والتبليغي والارشادي متروك مهجور وفيه تقصير عظيم نتحمله نحن رجال الدين وبكل صراحة في كافة طبقات العلماء ومسار الحوزات العلمية هذا باب عظيم متروك ولا اقصد الجهاد الابتدائي وانما الجهاد الدفاعي ، فالجهاد الدفاعي باب متروك احكامه وادابه ومسئولياته بل تنظيرا ارشادا نشرا تبليغا فضلا عن اجرائه وتنفيذه والقيام بمسؤولية وظائفه فاذا الخطوة الاولى وهي الوعي العلمي صار مهجورا فبطريق اولى رعاية هذا الباب امتثالا انقيادا لاحكامه سوف يكون التفريط فيها اكثر واكثر مع ان هذا الباب احكامه ليست من قبيل الصغائر والكبائر بل هو من قبيل حفظ بيضة الدين والايمان فليس هو كشرب الخمر والفجور وانما حفظ اصل حومة الدين وبيضته .

الجهاد الدفاعي امر مسلم في الغيبة الكبرى ولا يتوهم احد غلقه ، الان الاسباب التي ادت طيلة عشرة قرن ان الاعلام لم يتوسعوا فيه مع ان الشيخ الطوسي في المبسوط والخلاف عنده التوسع وايضا جملة من القدماء كابن ادريس خاضوا فيه لا بأس ولكن شيئا فشيء اصبح نضوب في هذا الباب والسيد الخوئي مرة اخرى احيى هذا البحث في كتاب منهاج الصالحين وخاض فيه بنمط تقليدي لابتوسع عصري .

هذه احد الافات الكبيرة التي قصرنا فيها في هذا الباب وهذا ليس بحث استحباب وندب ولا امر تخييري وانما هو من الواجبات المرتبطة ببيضة الدين وركن الدين وركن الاسلام فكيف يمكن التفريط به? وبغض النظر عن انه واجب كفائي ام فردي ، مع انه مر بنا انه كفائية الحكم اهم من الواجب العيني وهو بعكس ما يظن لان الواجب العيني فردي اما الواجب الكفائي مسؤوليته وتداعياته مرتبط بمجموع النظام الديني سواء سياسي اجتماعي هوية المجتمع نظام الدين .

فاذن الواجب الكفائي اعظم من الواجب عيني وان كنت الان في صدد التنظير ولست في صدد التطبيق السياسي ، فالتنظير الذي هو من مسئوليات البيئة العلمية الخاصة والحوزة العلمية ومن اوجب الواجبات على الاقل نشرح للنخب السياسية والعسكرية التنظير الموجود في الدين وبيان الاحكام الشرعية فهي الوظيفة الاولية الملقاة علينا .

فاذا هذا البعد لسنا في عذر من العزوف عنه بل من اللازم جدا الخوض فيه لانه مرتبط باصل بقاء الدين وحفظ بيضة الدين وراية الايمان واعظم من الدماء ومن الاعراض ومن الاموال فلا يمكن ان يتغافل عنه فبيضة الدين واساس الدين في منطق الدين والادلة والفقهاء اعظم لان الجهاد تسترخص الانفس والاموال والاعراض لاجل حفظ بيضة الدين لاننا نزايد بالدماء حفظا بيضة الدين او هوية الدين فبحسب منطق الدين وتسالم الادلة والفقهاء ان بيضة الدين وهويته مقدمة على الدماء او الاعراض والفروج والاموال لا العكس يعني لا يمكن في منطق البحث البحث الفقهي في الجهاد الدفاعي وما شابه ذلك ان نجعل البحث في الدماء مقدم على بيضة الدين .

طبعا القاعدة الاولية الحفظ في الامور مهما امكن اولى من التفريط باحدها يعني ان نحفظ البيضة والدماء عند التزاحم والدوران والاولوية وان كان الحاكم السياسي الفطن او المسئول العام يلزمه مراعاة كل طبقات وملاكات الاحكام يعني يحفظ بيضة الدين ويحافظ على الدماء والاعراض مهما امكن ولكن بالتالي الاولويات يجب ان تراعى . فاذن باب الجهاد والدفاع هذه ليست من الاولويات المستحبة وانما فوق ذلك .

هناك معلم اخر في هذا الباب ما ذكره الاعلام بسبب الظروف الامنية او الدول الطاغية التي عاشوا في كمد والاعلام ما تسمح لهم ببسط البحث فقد تكون اسباب موجودة معذرة او غير معذرة لكن المذكور في كتب الفقهاء من الدفاع كجهاد دفاعي شيء مختزل جدا وقد ذكرناه في كتاب التوحيد في المشهد الحسيني فالدفاع ليس علاج انفعالي وانما احد انواع الدفاع التي يقر بها العقلاء وحتى في قانون الوضع الدولي يسموه بالحرب الاستباقية وقد روي انه ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا يعني اغزوهم قبل ان يغزوكم فمن تراه يترصد للعدوان وتقويض النسيج الاجتماعي والمدني والبنية فاذا تصبر عليه الى ان يقع ثم تدافع هذا لا يمكن وانما تكون حرب استباقية .

انا لست في صدد تطبيق ونحن في صدد تنظير التقديم مثلا عنون الفقهاء يحرم بيع السلاح على الاعداء لانه من باب اضعاف قوة المؤمنين واعطاء القوة للعدو غير المحارب فضلا عن المحارب فهذه المسؤوليات الموجودة في باب الجهاد هل يمكن القيام بها بين ليلة وضحاها? او هي بحاجة الى اعداد دائم مستمر طيلة عشرة قرون ؟

الان هل الصلاة يمكن القيام بها دفعة او لابد من تعليم احكام الصلاة ونشرها واقامة المساجد والاذان واقامة شعائر الصلاة ؟؟ فهذا يحتاج الى الدؤب المستمر فكيف بك بباب الجهاد الذي هو حفظ بيضة الدين? كيف يترك هذا المسار تنظيرا وتنفيذا ولا نتحسس منه الباري تعالى عنده اسباب ومسببات يقول ان تنصروا الله ينصركم ولم يقل ان اقمتم الصلاة ينصركم مع ان الصلاة لا نتهاون بها ولم يقل ان تزكوا ينصركم الله وهذه ليست استخفاف بالزكاة ولا بالصلاة ولكن لماذا قال ان تنصروا الله ينصركم? ولم يقل ان تتقوا الله ينصركم مع ان التقوى ضروري وكذلك الصلاة والزكاة والصوم يعني في مقابل المخاطر التي لديكم امام اعدائكم وخصومكم ان تنصروا الله ينصركم ولم يقل ان تحجوا ينصركم وانما قال حج بيت الله الحرام مع ان حج بيت الله الحرام من اركان الدين ولكن كل شيء له سبب ومسبب .

ففي ابواب الدين كل باب رصده الدين لغاية وان كانت الغايات تجتمع فتكون الكمال ، فما بالنا باب الحج نعر له اهمية وباب الصلاة نعر لها اهمية وكذلك باب الصيام اما باب الجهاد والقوة لا نعير لها اهمية كيف يمكن ذلك? ثم ننتظر من الله تعالى وبالدعاء والتوسل بصاحب العصر والزمان اغثنا ، كيف يصير? لا يمكن ذلك البعض

يسأل بانه في اخر الزمان قيل انه المدينة الفلانية كقم هي في امان هذا القول هو للمستضعف الضعيف وليس خطاب لمن يمتلك القوة ولو بالتدريج فان هذا حرام عليه ان يفرط في المسؤولية مثل الخطاب في القرآن الكريم مستضعفين في الارض قال الم تكن عهد الله واسعة فتهاجروا فيها? لاحظ حتى المستضعف لا يبرر له ان يستضعف نفسه وانما فليهاجر اما اذا كان ذا قوة فلايترك البلاد والعباد للمعتدي الغاشم ويفر هذا لا يمكن .

عندنا في الروايات في اخر الزمان وقبيل الظهور ملعون من يفر من اراضي مواجهة العدو لانه كانت عندك قدرة كما تقول الصديقة خطابا للانصار وفيكم العدة والعدد وانتم اهل الكفاح فما هذه النية عن حقي? حقها في الولاية وفي اصل حفاظ الدين .

فالمقصود ان عملية التهجين والتقاعس عن المسئولية الكبرى في باب الجهاد الدفاعي وهذا لا مبرر له ، عندنا روايات في الوسائل في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مضمونها ان الله يبغض المؤمن الضعيف المستضعف وعندنا روايات عند الطرف الاخر في طرقهم ان المؤمن القوي احب الى الله من المؤمن الضعيف والقوة ليست فقط في الجانب العسكري وهذا ايضا باب اخر للاسف مغفول في باب الجهاد انه هل الدفاع فقط بالالية العسكرية ؟؟ كلا الدفاع بالية المال ، الان المال والاقتصاد يمكنهما ان يغيرا المعادلة في الحروب حتى العسكرية .

كذلك باب الامن لم غفل عنه في باب الجهاد ؟ هناك وجود لوزارة الدفاع في اللغة البشرية بخلاف وزارة الامن هذا ايضا يصب في بحث الدفاع والامن ، اصلا باب الامن لم يبحث في كتب الفقه بشكل مركز مبوب ، احد الاخوة سألني انه ما هي الية الفرار لو دوهمنا ؟ قلت له انت فكر في الية الصمود لا الية الفرار احد الاليات الدفاع الذي لم يبحثه الفقهاء هو الدفاع المدني يعني انت حتى لو تكن اعزل وبغير سلاح يجب ان تكون عندك حركات قتالية تستطيع ان تأخذ سلاح العدو بحركات بهلوانية هذه من الية الدفاع ولكن هذه ليست مفعلة عند عموم المجتمع المؤمن مع ان ابسط انواع الدفاع الان عصريا هو تعلم الفنون القتالية هذا ليس مستحب ولا فقط واجب لحفظ الدماء والاعراض هذا واجب لحفظ بيضة الدين فكيف لا نتعلمه? فاي باب نستضعف فيه انفسنا? سيأكلنا العدو من ذلك الباب لانه باب قوة لا يعذر احد في التفريط فيه.

لاحظ صفية عمة النبي بنت عبد المطلب هذه لبوة في حرب الاحزاب والخندق فهجم فارس من المشركين فانتدبت صفية فرات رجلا ولكنه لم ينصرها فلبست لباس الرجال وتعممت وبسيف واحد قتلت هذا المهاجم .

وحتى بنات عبد المطلب وبني هاشم يتعلمون فنون القتال بابرع ما يمكن فنساء بني هاشم لبوات ولسن هجينة هذه هي مواصفات الشجرة المباركة لبني عبدالمطلب ولبني هاشم وذكروا ان فاطمة في هجوم الدار ، المعتدين في طرف وهي في طرف لم يستطيعوا بجمعهم ان يزحزحوا امير المؤمنين بمسك فاطمة لبوة النبوة وهذه الرؤاية موجودة في البحار وربما لها مصادر متعددة فمن ثم اضطروا ان يضربوها بغمد السيف ويقال احد اسباب كسر الضلع لعل هذه الطريقة والا ما استطاعوا .

المقصود اذن في سيرة بنت المصطفى وعمة النبي وغيرهم الفنون القتالية حتى النساء فضلا عن الرجال .

الان مثلا قضية سبايكر كيف الفين مؤمن شاب ان لم يكن اربعة الاف كيف لم يتعلموا الحركات البهلوانية الموجودة لدى البشر كالكاراتيه والكونفو والتايكواندو ما تعلموها وكيف نحن نكون عزل لجان ؟؟ هذا ما يجوز سيما بالظاهرة العامة فنحن عندنا تفريط في باب الجهاد فاذا كان طابعك المدني وردي فهذا طابع خطأ في تربية المجتمع سواء من السياسيين او من رجال الدين وانما المجتمع يجب ان لا يكون وردي هذا خطأ وانما يجب ان يكون مدني زراعي قتالي وخشوشني فكل الابعاد الكمالية موجودة فيه والا يأتوك المغول والتتر وغيرهم ويهاجمونك وانت تظل على الهجان .

فالمقصود هذا البعد لا ننساه فالدفاع له اليات متعددة كما له جانب البعد الفردي والاسري والمدني وبعد الشرائح الاجتماعية هذا مغفول عنه تماما لانه متروك بحثه النظري بل ربما كثير من المقدسين او اصحاب التشهد والتهجد في الليل يظن انه الورع هو الابتعاد عن هذه الابواب اللي هي ابواب الدين و احد الامور التي احياها الامام الحسين هو جهاده الدفاعي نحن الان كلامنا ليس في الجهاد الابتدائي وانما الدفاع الذي هو مسلم لا ريب فيه عند علماء الاصول وعند الاخباريين ولا احد من علماء الدين يشكك فيه لكن هذا متروك الان تنظيرا عصرنة وكذا اليات القوة باب متروك وتركها يعني تفريط في هذه القوى .

واعدوا لهم ما استطعتم من قوة لا اقل القدر متيقن من هذا العموم هو في باب الدفاع الان مثلا ثروات المؤمنين او المسلمين تنهب هذا ليس موضع قوة عند المؤمنين وانما موضع ضعف و احد اليات الدفاع عن المال هو الدفاع عن الاقتصاد النفطي والنقدية التي يتم بها التداول .

فرجال الدين لابد ان يبينوا انه نخبة من المؤمنين يصبحون متضلعين متبحرين في باب الاقتصاد والتداول النقدي والتداول النفطي كيف نحن نكون نائمين غافلين عما يجري في باب الاقتصاد والنقد ونكون مستضعفين وتنهب ثرواتنا ، ايضا هذا دفاع عن المال العام وليس المال الشخصي .

لاحظ العنوان الذي عنونه الفقهاء حتى في المكاسب المحرمة يحرم بيع السلاح على الاعداء في حال السلم وليس في حال الحرب فضلا عن حال الحرب فالكيان السياسي والاجتماعي عندنا لا يصح الفت في عضده بل يجب ان يتنامى قوة وانتم لاحظوا حواشي الفقهاء على المكاسب وقبلهم صاحب الجواهر وكاشف اللثام والمبسوط للشيخ الطوسي وكل الفقهاء الذين عنونوا هذه المسألة استندوا الى قاعدة مسلمة وفاعلة غير مجمدة في الغيبة الكبرى ان السلاح احد مصاديق القوة وكل اليات القوة يحرم على المجتمع المؤمن ان يبذلها رخصة الى الطرف الاخر فضلا عن انك تنسحب عن بلاد بكامله وتعطيه لقمة سائغة الى الطرف الاخر .

احد الاليات التي نفتقرها هو كيفية الاقدام الاعلامي والزوبعة الاعلامية لان الحرب كما يقول سيد الرسل والخبراء ثمانون بالمئة منها حتى العسكرية هي حرب نفسية اعلامية فكيف ان المجتمع المؤمن يكون واعي امام الحرب الاعلامية والحرب النفسية . بل هذا يزعزع حتى القيادات لانه اذا كان عموم الجمهور المؤمن هو مستضعف هذا يستضعف حتى القيادات فح تنهزم امام الطرف الاخر لان الحرب النفسية والزوبعة الاعلامية والخداع يأكلهم.

من اوصاف المختار في امير المؤمنين انه كيس فطن ، فهي قيادة كيسة لا تخدع فلا يزلزله الحرب النفسية والاعلامية فالحرب العسكرية قسم كبير منها اعلامية وليست حقيقية ، فيأخذون منك بلاد كاملة مقابل زوبعة اعلامية اصلا لا شيء عسكري لا قوة وهذه احد الابحاث وهذه المفروض يبحث في باب الجهاد الدفاعي .

فمتاركة الثقافة الجهادية هذا يوجب الجهل والغفلة بكثير من المسائل والتقصير والتفريط فيها ليس كبيرة من الكبائر فضلا عن الصغيرة من الصغائر وانما هو تفريط في بيضة الدين ، نحن فقط نحمل المسئولية لصاحب العصر والزمان وكما يخاطب السيد حيدر الحلي صاحب الزمان وكانه هو المقصر ،، حاشاه هو المعصوم وانما التقصير منا المؤمنين والا هو الان وسابقا يتحمل ما يتحمل ولا يؤذن له ان يحقق النصر ، فهو كاجداده يحققون النصر بلا معجزة وبلا ملائكة وبلا راية رسول الله وبلا مؤمنين وانما من تفوقهم البشري في الادارة يحصل ذلك .

كما حصل ذلك في صفين حيث امير المؤمنين مرتين اصطاد معاوية واستطاع ان يقتله ومعاوية ابدى ما ابدى فاعرض عنه امير المؤمنين كرامة وكذلك عمرو ابن عاص ارداه امير المؤمنين بتطبيق وبتدبير فائق بشري كما ان الامام الحسن اصطاد معاوية وجيشه في الكوفة وغيره من الائمة كما انه صاحب العصر عنده قدرة النصر لكن هذا النصر لا يريده الله انما ، ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم فالائمة ليسوا مؤذونين بذلك وانما هم بتفوقهم الاداري في كل مجال يستطيعون ان يحققوا النصر ولكن سنة الله انه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم .

اذن نحن هذا الباب فرطنا فيه ولا زلنا نفرط سواء على مستوى الاستنباط لدى الاعلام او على مستوى الفضلاء والخطباء والمبلغين هذا باب يجب ان يقرأ ايضا بلغة عصرية ويبلور بلغة واليات عصرية ولا ان ينبز من يقوم بالمسؤولية والعجيب الانكى ان ترى الجو العام يقع في من يكابد بالمسؤولية في هذا الباب ويخذله ويقاعسه وربما بعض السياسيين ايضا يخذل المؤمنين في هذا ويخدعهم عن تحمل المسؤولية .

هذا الباب متروك سواء باب الاعلام والحرب النفسية والارجاف حيث الارجاف يعتبره القرآن الكريم ليس من الصغائر ولا الكبائر وانما على حذو النفاق والكفر ، لئن لم ينته الذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ، الارجاف يعني ان تكون بوق للعدو في الحرب النفسية فويل لمن يسوغ للعدو الحرب النفسية والاعلامية كما يقول القرآن الكريم وبين اهل البيت الفتنة اشد من القتل .

احد مصاديق الافتتان هو الارجاف ومن ضمن الاشياء المتروكة في هذا الباب والمسؤولية تقع علينا جميعا ان نتداول احكام باب الجهاد الدفاعي بلغة عصرية واليات عصرية لانه كيف انت تفتح باب بدون ان تفتح موضوع ذلك الباب? يعني شبيه الذي يطالب ان تكون الشعائر الحسينية بمنأى عن الاوضاع الراهنة !! هذا تجميد لمدرسة الامام الحسين او تجعل الامام الحسين بالطقوس التقليدية بعيدا عن الاوضاع الراهنة هذا ايضا تجميد للامام الحسين ، كلا الطرفين ينأى عن الامام الحسين اما الطريق الصحيح للاقتداء بالامام الحسين ان تحيي الشعيرة وتجعله هو المعالج للاوضاع الراهنة وهذا مبدأ عقائدي فقهي وليس كلام ثقافي .

كذلك الحال في باب الجهاد الدفاعي الذي هو مسلم عند الكل يجب مداولته بلغته التقليدية وكذا لغاته العصرية وهذه هي الالية لامتثال الوجبات العظمى في هذا الباب ولسنا معذورين في التفريط به فضلا عن غمزه وبسد هذا الباب وبالطعن على من يقوم بالمسؤولية في هذا الباب هذا انكى .

لاحظ بان عنوان الامن اعم من الاستخبارات والمخابرات سواء الامن العام العصري الشمولي القومي الوطني الاقتصادي الزراعي الاخلاقي الاسري المجتمعي المدني اصبح كالدم في البنية التحتية للمجتمع في كل المجالات ليس في باب خاص مثلا الادارة كما يقول السيد الخوئي وباب الجهاد يتقوم بالادارة وخبرات اخرى ولكن للاسف نحن تاركيه ولكن انا لا اقول الحوزات تتخصص في الادارة لكن تدعو المؤمنين الى ان احد الواجبات التي ملقاة مسئوليتها على عوام المؤمنين هي الادارة وهذا غير الامن ، فالادارة عبارة عن الية عظيمة لاداء الواجبات الكفائية التي تحمي بيضة الدين وهويته هذا علم شمولي .

فلنوقظ المؤمنين لهذه المسئولية ولا يفكر في سد هذا الباب سواء العدو القاصي او القريب او دول عظمى وصغرى كيف نحن نتركهم ونتوقع من الله ان يكشف البلاء عنا ؟ فلا يمكن ان تدعوه وانت مقصر في العمل ان تنصروا الله ينصركم لا ان تتقاعسوا وتفروا ، مثلا الفرار من الزحف يمحق هوية الدين وكذلك لا يمكن الفرار من المسؤوليات .

اذكر لكم فهرسة بشكل مختصر ان ملف الامن لم يذكر في باب الجهاد وهذا من ضمن التقصيرات والاخفاقات في المسؤولية العلمية الملقاة على الحوزات العلمية ، فباب الامن ليس مغاير عن باب الجهاد هو نفس باب الجهاد لكن جهاد ناعم خفي ، اليوم استرعتني اية مرتبطة بهذا الباب يتضمن ثلاث عشر محور في الامن والنظام الامني وانما هذه نبدة انه ما الفرق بين المكر والكيد? يقول امير المؤمنين الحرب خدعة ، المكر هوالتخطيط الكامل اما الكيد هي اليات خداعية في التنفيذ ، اصلا باب الامن لم يذكر في الفقه مع انه الان عقلائيا عقليا وزارة الامن او الداخلية هي غير الدفاع لكن نحن منعكس فينا بلورة بلغة فقهية انه الامن مرتبط فقط بالجانب العسكري كلا وانما الامن العام الشمولي والاقتصادي .

لاحظ القرآن الكريم يقول ان تنصروا الله ينصركم لا ان تصوموا ينصركم السبب والمسبب عند الله ليس ان تتقوا ينصركم ولو هذه الامور كالصلاة والتقوى مهمة ولكن كل شيء له سبب ومسبب ان الله جعل العزة في الامن والامان المدني في ان تقوم بواجباتك العسكرية الامنية الكذائية اعدوا لهم ما استطعتم من قوة هذا واجب من الواجبات ان تنصروا الله ينصركم فوظيفتك النصر والا يكتب لكم ان يستحيوا نسائكم ويقتلوا ابناءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم هذا بلاء بيدنا نجلبه لانفسنا لان الله عز وجل جعل السبب القيام بوظيفة اعداد القوة في كل المجالات سواء الامنية الادارية العسكرية الاقتصادية النقدية ما ان تتكاتف هذه القوى يكتب لكم النصر .