46/06/07
الموضوع : اعتبار كتب الحديث وعلم العقائد
ان علم العقائد سواء علم كلام او غيره لا يظن ظان ان البحث في العقائد منحصر بعلم الكلام فان هذا خطأ فما كتبه المحدثون في العقائد تراث عظيم مثل الصدوق والكليني والطوسي والمفيد يعني الاخير عنده كتب في علم الكلام وعنده كتب في علم الحديث لكنها عقائدية فهناك نمطان من التصنيفات لدى الشيخ المفيد .
الان كتاب الاختصاص البعض يرى انها ليست للشيخ المفيد وانما هو لابي جعفر المؤدب ولكن بالتالي الشيخ المفيد لخصه ورتبه وبوبه فمنسوب اليه ، شبيه الشافي للسيد المرتضى والتلخيص للشيخ الطوسي او كتاب الكشي هو للكشي و تبويبه صار من الشيخ الطوسي باسم اختيار معرفة الرجال .
وقد حقق هذا المطلب بشكل وافر المحقق الطهراني في كتاب الذريعة وبين قوسين دائما اكرر ان امهر من كتب في اعتبار كتب الحديث هو المحقق الطهراني ومن قبله استاذه الميرزا حسين النوري في خاتمة المستدرك طبعا الميرزا النوري بغض النظر عن ارائه المواد التي جمعها في خاتمة المستدرك عظيمة وفي النجف الاشرف كانت هذه الخاتمة محل مباحثة باعتبارها احد الكتب المركزية في علم الحديث والرجال والدراية وهي دورة ممتازة تتعرف على ارائه كما ان الذريعة للمحقق الطهراني موسوعة في تعريف الكتب لكنها موسوعات متعددة موسوعة تاريخية تفسيرية موسوعة رجالية لانه شخصية متبحرة جدا في علم الرجال والدراية وعلم الكتب .
فقوة المحقق الطهراني العلمية في بحث اعتبار الكتب لا يقايس بها الجهد العلمي الذي بذله السيد الخوئي في دورته الرجالية وان محله منها في اعتبار الكتب كقطرة في بحر لان المحقق الطهراني بذل عمره سبعين سنة فقط في بحث اعتبار الكتب وهو متخصص في هذا الجانب والسيد الخوئي كان ينظر الى المحقق الطهراني نظرة اجلال واعظام علمي عجيب .
اذكر لكم نقطة عن السيد الخوئي انه بنى مبناه في علم الرجال وفي حجية الخبر الواحد في كل الفقه على مطلب ذكره المحقق الطهراني فالسيد الخوئي اعتمد مبناه الرجالي واستنباطه في الفقه على مقولة المحقق الطهراني وكان استاذنا السيد الروحاني لا يوافق السيد الخوئي في المبنى والكثير يعترضون او ينقدون السيد الخوئي في هذا المبنى لكن هذا المبنى في علم الرجال هو بناه على كلام المحقق الطهراني حيث الاخير يقول في كتابه مصفى المقال في علم الرجال ان هناك مائة ونيف مصنف في علم الرجال في زمن النجاشي والطوسي وابن الغضائري من ثم يبني السيد الخوئي على ان نقل النجاشي والطوسي والغضائر والبرقي نقلهم المرسل هو مسند متواتر يعني عندنا علم اجمالي تفصيلي فهو اجمال في تفصيل يعني كلمات الرجاليين لما يجرح او يعدل ليست كلها مسندة .
مثلا النجاشي يتعرض لاصحاب الامام الصادق مع انه لم يكن يعيش في ذاك الزمان وانما هو في القرن الرابع والخامس فكيف ينقل عن رجال في القرن الثاني او الاول او الثالث ؟ لابد ان تكون هناك سلسلة سند موجودة وهو لم يذكره وهذه مشكلة موجودة في علم الرجال وهذا ليس فقط عندنا حتى عند العامة المشكلة الرجالية هكذا لكن السيد الخوئي يحل هذه المشكلة بما ذكره المحقق الطهراني فكل مبناه وممشاه في علم الرجال وفي الاستنباط في ابواب الفقه هو على كلام المحقق الطهراني .
انظر كم هو كان مورد اعتماد السيد الخوئي في الدقة العلمية في النقل بحيث السيد الخوئي يعتمده وهذه حقيقة يجب الالتفات اليها وعندما نتأمل النتاجات والمطالب العلمية في الذريعة نرى هذا الرجل كم هو عظيم في التتبع العلمي وفي الدقة الموسوعية للعلوم وبشكل خاص في علم التفسير هو عجيب وغريب واما في علم الرجال فحدث ولا حرج وكذلك الدراية وكذلك في علم الفقه وعلم الاصول وتاريخ علم الاصول وتاريخ علم الفقه .
مثلا في علوم التفسير ذكرت لكم عنده كتاب النقد اللطيف هذا الكتاب المطالب الموجود فيه جدا ثقيلة والحبك الصناعي جدا غورها عميق ثقيل وعبارته اكثر تعقيدا من الكفاية وليس ذلك من جهة التعقيد اللفظي وانما من نقاط الصناعية الصعبة التي تعرض اليها في هذا الكتاب وبدون مبالغة المطالب التي فيه اضعاف النقاط التي ذكرها السيد الخوئي في كتاب البيان مع ان الاخير هو من مفاخر كتب الامامية في هذا العصر ويدرس حتى في المعاهد الاسلامية للمذاهب الاخرى فهو كتاب محل فخر واعتزاز نعترف بهذا الشيء لكن مع ذلك كتاب المحقق الطهراني في النقد اللطيف اعمق ودقته اكثر بمراتب .
فانت اذا تريد تعرف كتب الحديث اعتبارها كيف? راجع المحقق الطهراني مثلا الهداية الكبرى تحف العقول كتاب الاختصاص فارجع اليه لا اقول قلده لكن اطلع على كلامه واطلع على كلام السيد الخوئي واطلع على كلام الاخرين ولكن اعتن بكلام المحقق الطهراني لان مداقاته صناعية ومعلوماتية رهيبة ولكن العيب الواحد فيه كتابه هو ان جهده حول مبحث واحد او مفردة لا يذكرها في مكان واحد ولكن الحمد لله الان عن طريق الموسوعات الالكترونية يستطيع الانسان ان يتغلب على هذه المشكلة .
اتذكر حول كتاب منتخب الطريحي اردت ان اتتبع المحقق الطهراني رأيه ولا ابالغ انه ذكر نقاط عجيبة عن منتخب الطريحي اكثر من مئة مورد فنكات دامغة واحصائيات ومعلومات .
انا اتوقف كثيرا مليا عند اعتبار كتب الحديث لانه يصير تلاعب ويجب الفضلاء ان يكون عندهم يقظة هذا تراث اصل مصدر المذهب والوحي لا يتساهل فيه فاسمع اي قول ولا يجوز لك التقليد فيه حتى ولو لم تكن مجتهد فيا باحث ويا طالب العلم لا يجوز لك ان تقلد في اعتبار الكتب انت يجب ان تبحث وتنفتح على العلماء لترى مدى اعتبار الكتاب ولو قال لك اعلم الموجودين انا لا اعتد بهذا الكتاب لا يجوز لك التقليد فيه وانما ترى كل العلماء ماذا قالوا? لانه مصدر علم الحديث هو مصدر الوحي والثقلين وعندنا علم اجمالي بالالزام لا اننا في فسحة من العلم الاجمالي فهذا يكظ ويرغم انوفنا بالالزام بهذا التراث .
ولا انسى ان اذكر كتاب اعيان الشيعة للسيد المحسن الامين انصافا عنده قرائن ونكات لطيفة في الكتب واصحاب هذه الكتب قضوا عمرهم في هذا الشيء وكذلك رياض العلماء للميرزة عبدالله الافندي تلميذ المجلسي فهو كتاب حافل .
المهم كتب الفهارس كتب عديدة فاياك ان تقلد عمياويا قول احد العلماء حتى المحقق الطهراني لا تقلده ولكن اطلع على كلمات متعددة متكاثرة للعلماء لان هذه جهود وانظر للقرائن ثم تجتهد فيها لا تقول لانه قال فلان اذن هذا وحي منزل هذا ليس حجة وانما المواد والنكات التي عنده حجة فكل من يريد يلتزم بمبنى ليلتزم ولكن الادلة ما هي? ويا ليت ان موسوعة المحقق الطهراني تنزل في تطبيق موبايلي تكون محل تناول يومي وآني للباحثين ولان تطبيق الموبايل سهل التناول وانصافا موسوعة الذريعة ليست موسوعة واحدة وانما هي موسوعات وكتاب عظيم جدا حتى الطرف الاخر يثمن هذا الكتاب انه كم هو عظيم .
فنرجع الى موضوع كلامنا ان في العقائد لا تأتيني وتقول علماء الكلام لم يذكروا بابا مستقلا لحجية ولاية فاطمة ... وان لم يكن يذكروه من قال لك ان العقائد مصدرها الوحيد هو كتب علم الكلام الشيخ المفيد ذكرت لكم عنده كتب عقائدية بلغة علم الكلام وعنده كتب عقائدية بلغة علم الحديث والعقائد كتب الحديث تتكفلها وكذلك كتب التفسير وعلم التفسير وعلم الحديث وعلم الكلام وحتى علم الفقه .
في الصيف الماضي في مشهد المقدسة صار لي بحث مع مجموعة من الاخوان فقط استعرض لهم فهرسة المسائل العقائدية التي نقحها الفقهاء في علم الفقه ولم ينقحها علماء الكلام ففي علم الفقه هناك قائمة بمسائل كلامية بسطوا تنقيحها الفقهاء وبلغة فقهية فلاحظ علم الفقه يتكفل العقائد فلا نتوهم ان علم العقائد يختص بها علم واحد هذا اشتباه .
اذن عندنا علم العقائد الذي يتكفله علوم متعددة وليس علما واحدا ولدينا علم النظام الروحي وهذا العلم ايضا علوم متعددة تتكفلها سواء من فقه القلوب والرياضات الروحية وعلم الاخلاق وعلم الاداب هذه كلها مرتبطة بالنظام الروحي .
مر بنا السيد علي بن طاووس نذر نفسه لباب الادعية يعني باب الرياضات الروحية وفيها معارف عظيمة وعقائد فاحد مصادر العقائد هي كتب الادعية يقول السيد ابن طاووس في مهج الدعوات في الربع الاخير منه انه عنده في مكتبته فقط من كتب اصول الاصحاب في الادعية سبعين مجلدا وفي كتاب اخر يذكر عدد اخر من السبعين مجلد يعني على هذا الموجود يصير ضعف البحار او ثلاثة اضعاف البحار يعني ثلاث مئة مجلد فقط في الادعية ،
كما انا وجدنا عبارة للشيخ الطوسي في التهذيب او في المصباح يقول انني لا اذكر سند الدعاء لانه يطول وان وجدت لدينا اسانيد له يعني الشيخ الطوسي والشيخ المفيد دأبهم حذف اسانيد الادعية والزيارات لبنائهم ان هذا باب مندوب وهذه غفلة منهم او لئلا يكبر الكتاب ولكن لديهم الاسانيد وهذا الديدن موجود عندهم انه يذكرونه مرسلا لا انه هو مرسل .
فالعلم الاجمالي بالاسانيد موجودة وهذه هي ايضا احد المصادر العظيمة كما يذكر المجلسي الاب احد المصادر العظيمة للعقائد هو الدعاء .
فهكذا خلاصة الكلام ان علم العقائد بعلوم متعددة مع علم النظام الروحي حيث باب الادعية من النظام الروحي وعلوم العقائد ايضا من النظام الروحي والسيد ابن طاؤوس عنده لفتات عجيبة في الرياضة الروحية والرياضة القلبية يعني فوائد وتفسير للروايات والادعية الشيء الثالث هو الفقه ولابد من تلازم هذه الامور الثلاثة.