الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/05/30

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: إمامة فاطمة (ع) في النصوص القرآنية

 

ورد انه قبل استشهاد حمزة سيد الشهداء اخذ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم البيعة من اصحاب الكساء ومن حمزة على العقائد الحقة ومر بنا في بحث الفقه ان اوفوا بالعقود واردة في الاساس للعقود والعهود التي يتعهد به الانسان تجاه العقائد الحقة وليس فقط البعد المالي فليلة استشهاد حمزة اخذ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم البيعة منهم على العقائد الحقة وكما في الرواية يأخذ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في المواطن الخطيرة البيعة خاصة من اصحاب الكساء ومن الدائرة الاصطفائية الثانية كحمزة وجعفر دون بقية الناس وهذه ظاهرة مهمة يلتفت اليها فكما الرسالة بدأت بامر خاص من الله بخصوص القربى الخاصين وانذر عشيرتك الاقربين ورهطك المخلصين وهذه اصح القراءات عن عبدالله بن مسعود وابي ابن كعب وعبدالله ابن عباس ومثبت فيها ورهطك المخلصين فكما في بدء الدعوة في يوم الدار قيد الله عز وجل انذار الرسول وبعثه وامره بامر يختص فقط بالاقربين دون بقية الناس وهذه نذارة خاصة من ثم في حديث يوم الدار الذي هو متواتر يقول سيد الانبياء بعثت اليكم يا بني هاشم بخاصة والى الناس بعامة .

فبنو هاشم غير سلمان المحمدي وغير ابي ذر وعمار والمقداد وهذا الحديث متواتر وليس احاد صحيح السند ظني ان الرسالة بالضرورة تنقسم الى قسمين ان النبي مبعوث لبني هاشم ببعثة تختص بهم وبمسؤوليات واحكام تختص بهم اعني المصطفون منهم والمصطفون يعني المخلصين كما يصف الله عز وجل انبياؤه واولي العزم بالمخلصين انه كان من عبادنا المخلصين ومن اوصاف امير المؤمنين انه مخلص لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم يعني لا يشرك في ولايته لرسول الله احدا غيره ولا يقدم احدا على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بل لا يجعل لرسول الله ندا في الطاعة ولا يجعل في توجهه واستراتيجيته بعد الله غير رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وحتى لايقدم نفسه فهو مخلص لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم .

لذلك الامة تراكضت وهرعت الى الرئاسة والخلافة في سقيفة بني ساعدة وامير المؤمنين بقي عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فهذا مخلص لرسول الله ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو الدين وبتعبير السمهودي تراب قبر الرسول اعظم من العرش فكيف بنفس الرسول؟ حتى ان امير المؤمنين تشاغل بالنبي قبل ان يتشاغل بجمع القرآن وقدم النبي على جمع القرآن بوصية من النبي فاولا النبي ثم جمع القرآن ثم الخلافة .

من ثم يوم الشورى بعد رحيل الثاني لم يقرن أمير المؤمنين مع سنة الله وسنة النبي سنة الشيخين وانما هو مخلص لسنة الله وسنة رسوله فاذن انذر عشيرتك الاقربين بشرط ان يكونوا محل اصطفاء وهذه خاصة لاقرباء النبي دون غيرهم بلغ ما بلغ دون سلمان وابي ذر وعمار فاذن النبي في بدء الدين كانت لديه رسالتان وبعثتان بعثة بتواتر النصوص وبنص القرآن لبني هاشم خاصة وهم الدائرة للاصطفائية الاولى والثانية وهناك بعثة للعموم فهؤلاء يأخذ البيعة عليهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في كل اوان حساس كما كان يأخذ من عموم الصحابة او المسلمين في صلحة الحديبية وبيعة الرضوان وهلم جرا فكلما كانوا ينكثوا عهدا يجدد عليهم البيعة كي لا ينكثوا مرة بعد اخرى ويفروا من الزحف مرة بعد اخرى اما بالنسبة لبني هاشم والخمسة من اصحاب الكساء وحمزة وجعفر والمخلصين المصطفين من بني هاشم يأخذ منهم البيعة .

فليلة استشهاد حمزة اخذ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم البيعة من اصحاب الكساء ومن حمزة ومن ضمن ما اخذه على حمزة هو الاعتقاد بالدائرة الاصطفائية الاولى ومنها فاطمة سيدة نساء العالمين وسيدة نساء اهل الجنة واخذ على حمزة الاعتقاد بالدائرة الاصطفائية الثانية فيقر حمزة انه سيد الشهداء بعد الدائرة الاصطفائية الاولى فكما رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يشهد في صلاته بانه رسول الله ويقول امن الرسول بما انزل اليه من ربه فهو يجب ان يعتقد بمقامه اولا ولا يرتاب فالطبقات النازلة من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تذعن بطبقاته العليا كذلك حمزة اخذ عليه الاقرار بالدائرة الاصطفائية الاولى والثانية بانه سيد الشهداء وان ابن اخيه جعفر الطيار في الجنة وحمزة قد استشهد قبل جعفر .

فالمقصود الاعتقاد بفاطمة مأخوذ على حمزة وهو من ضمن اصول الدين وفي ضمن منظومة الاعتقاد بسيد الرسل هو الاعتقاد بسيد الاوصياء وسيدة النساء وسيدا شباب اهل الجنة والتسعة من ولد الحسين فالاعتقاد بهم مأخوذ على حمزة فكيف بمن دونه؟

لذلك في محاججة امير المؤمنين لابي بكر وعمر قال ع : لو اتى شاهدان وشهدا على فاطمة والعياذ بالله بمنكر من المنكرات اتصدقونهما؟ قالا نعم قال اذن تكفرون بالله لان الله يشهد بطهارتها وعصمتها كما شهد لبقية اهل البيت فامير المؤمنين جعل قدسية فاطمة ضمن قدسيته وقدسية النبي وقدسية الحسنين فليس هو امر من الفروع وانما هو امر اساسي اعتقادي نص عليه الكتاب .

هذا تعليم منه للامة انه ما هي الدلائل التي تلزمنا بالاعتقاد بفاطمة وان على الامة لزوم التصديق والعمل بما تقول فاطمة فمن يرد على فاطمة يرد على الله ففاطمة مصدقة في قولها ونحن ملزمين بالاخذ بقولها فهذه هي سمات الولاية والامامة فالادلة القرآنية والحديث متواتر عن النبي في شأن فاطمة .

نحن لا نعذر عن عدم فهمه او السهو والغفلة لان هذا امر من اصول الدين سواء بلوره متكلمي الامامية بشكل مفرز ام لا هذا لا يعذرنا لان المحدثين لم يغفلوا هذا الشيء والادلة موجودة اذا هو ليس امر بطر علمي او بذخ علمي وانما هذا امر من اصول الدين يجب الاذعان والاعتقاد به ومن رد على فاطمة فهو يرد على المعصوم وبقية الائمة ويلزمنا قولها بذاتها كما في امير المؤمنين وان كان لبا يرجع الى وصية الرسول ولكن هي بالتالي يؤخذ بها .

احد النصوص التي احتج بها فاطمة وامير المؤمنين ويدل على ولايتها وامامتها وحجيتها ما سنذكره الان ولا يخفى ان كل هذه العناوين هي مشتركة فلا يتخيل ان الولاية في اهل البيت غير الامامة ، كلا فانه بضرورة الاستدلال عند ائمة اهل البيت وحتى علماء الامامية ان ادلة الامامة ليس من شرطها ان تتضمن لفظة امام فاية التطهير من ادلة الامامة وليس فيها لفظة امام والغفلة عن هذا المطلب غفلة عجيبة وسهو لا نعذر فيه احدا ، فادلة امامة النبي والاربعة عشر معصوم تسعين بالمئة منها او اقل لاتتضمن لفظ الامامة وهذا لا يخل بالاستدلال بالامامة فهي بضرورة الدين عند الفريقين كما وردت في بقية اصحاب الكساء فهي قد وردت في فاطمة فليست قضية تشهي واستذواق وانما قضايا بديهية قطعية يجب التدبر بها مليا من دون سهو وغفلة والتباس واشتباه فلا نعذر احدا عن هذا الشيء .

فمن ضمن النصوص التي احتج بها امير المؤمنين على ولاية فاطمة وامامتها وكذلك احتجت هي واحتج الائمة على مقام فاطمة وحجيتها وطاعتها وولايتها هي قضية فدك فلو نراجع قضية فدك فهي عبارة عن سبعة قرى ضخمة تبعد عن المدينة المنورة باتجاه الرياض مئة وثلاثين كيلو متر على الطريق فتدخل العمق مئة وثلاثين كيلومتر اخرى فالمجموع يصير قريب مئتين وخمسين كيلو متر وفي خزانة دولة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انذاك اكبر خزينة وعوائد سنوية او شهرية هي فدك وذكر في التاريخ وفي المصادر المتعددة ان عوائد فدك سنويا اربعين الف دينار مثقال ذهب او سبعين او اكثر يعني اكبر مصدر ثورة لدولة النبي ، هذه نصوص قرآنية عظيمة قطعية عندنا ومنها يفهم مقام ولاية وامامة وحجية فاطمة ع .

فهل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم استولى ولاية على فدك؟ بانه ذهب و احياها؟ كلا ولم يعقد بيع شخصي وانما السبب يرتبط بمقام النبوة ومقام الحكومة النبوية جملة من الروايات الواردة عن الامام الصادق والكاظم يقول ما كان لابي بسبب الامامة فهو لي خاصة دون اخوتي وما كان لابي لا بسبب الامامة فهو لي ولاخوتي على السواء يعني بعض الممتلكات للامام المعصوم ولسيد الرسل يتملكها من جهة اسباب فردية اما بعض الامور مثل انما وليكم الله ورسوله هذه الولاية للرسول ليس بعد فردي وانما بعد متجسم فيه الرسالة والنبوة غير منفكة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فهذا لا يجري عليه الاحكام الفردية وانما يجري عليه احكام الولاية وهو غير منفك عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وانما متشخص متعين في رسول الله .

ما هو السبب ان فدك لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ؟ انه هو الفيء ، والفيء هو نفس الانفال يعني الثروات العامة في الارض وفي سورة الانفال يسألونك عن الانفال هذه كلمة خاطئة والصحيح في القراءات يسألونك الانفال يعني يطلبونها منك وليس يسألونك عن الانفال الجواب قل الانفال لله وللرسول وليس للمسلمين فيها نص نصيب فهذا ملك الحكومة وليس ملك الشعب ، ومصرفه الان بسبب حاكمية الرسول والرسول ليس هو ملك قيصر او كسرى وانما هو حاكمية يوزع الثروة بالعدالة على طبقات المحرومين كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم والفي والانفال هو شيء واحد.

طبعا هو ينقسم الى قسمين قسم اوجف المسلمون يعني سيطر عليه بحرب فهذه الغنائم تكون ملكا للمسلمين بعد ما يخرجون خمس المغنم فالاخير ليس لهم وقسم من الفيء لم يوجفوا عليه بركاب ولا بخيل انما سيطر عليها الرسول او امير المؤمنين بمفردهما او طوعانية فهذا ليس للمسلمين فيه نصيب اذن المال العام قسم منه ملك الشعب وقسم ملك الحكومة ، اذن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عنده ملك فدك وهو اكبر ثروة خزينة في دولته سبب الملكية ليس فردي وانما سببه مقام النبوة فحينئذ هذا ليس حكمه حكم الاموال الفردية وانما حكم مقام النبي وليس بديل عن النبي فالنبي عنده وظائف ومسؤوليات شرعية بحسب مقام نبوته التي لا بديل له فيها وعنده وظائف بما هو مسلم وبما هو فرد وانا اول المسلمين .فالوظائف الفردية شيء واحكام المقام التي لا شريك لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيها شيء اخر لكنهما بعدان وليس بعد واحد .

في محاججة امير المؤمنين وفاطمة وام ايمن لابي بكر حيث ابو بكر وعمر يحتجان ان هذا فيء والفيء للمسلمين واجاب هذا الاعتراض او هذه الذريعة امير المؤمنين وفاطمة وحتى ام ايمن وغيرهم انها فيء لكن هذا ليس ملك للمسلمين ما افاء الله على رسوله منهم يعني من الكفار فما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء يعني ليس لكم ، يسألونك الانفال قل لله ولرسوله فالانفال وهو ثروات الارض تنقسم قسمان قسم منه انتم المسلمون سيطرتم عليه بالجهاد والحروب فهذه اربعة اخماس يوزع بينكم وخمس منه يبقى ولايته لله ورسوله وقرباه اما الفيء والانفال الذي ما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب الله يسلط رسله على من يشاء اصلا ليس لكم فيه حظ .

ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله ولايته وللرسول يعني ليس ملك فردي وانما ملك لمقام سيد الانبياء ، لله وللرسول ولذي القربى المصطفين ، اذن من الذي حكم بان القربى لهم ملكية ولاية وليس ملكية فردية يعني ولاية على المال العام في الارض الذي لم يغنمه المسلمون بحرب ولكن الله سلط رسوله او الامام على ذلك هذا النص القرآني في سورة الحشر والنص القرآني الموجود في سورة الاسراء وفي سورة الروم فات ذا القربى حقه وفي روايات الفريقين ان هذه النصوص وردت في شأن فدك ، ففدك يعني المال العام الذي لم يغنمه المسلمون وانما غنمه النبي بتسليط الله لنبيه على ذلك او الامام وفدك هو اول مصداق منه .

ثم انما اخر تولية فاطمة لفدك شبيه يوم الغدير والايتان في سورة الروم وسورة الاسراء وات ذا القربى حقه متأخرة عن هذه الاية فرسول الله صلى الله عليه واله وسلم كما تمهل في الغدير يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس سببه ان في ذهن الصحابة والمهاجرين والانصار ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يستأثر لقرباها بالاموال ككسرى وقيصر ولذلك في الغدير اعترض على رسول الله انه هذا هل منك او من الله؟ قال من الله فنزلت سورة المعارج سأل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج لذلك اخر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اعطاء فدك لفاطمة فنزل من الله تشديد وتأكيد لمقامات فاطمة ولها شبه عجيب بمقامات امير المؤمنين فنزل من الله تغليظ وتأكيد على رسوله انه ولاية فاطمة على الاموال العامة هذي التي لم يوجفوا المسلمون عليها بخيل ولا ركاب هذه الولاية العامة فعلها يا رسول الله وان فاطمة هي ولية في المال ووزيرة من وزراء النبي ، فكما ان امير المؤمنين وزير لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاطمة ايضا لها عبء حكومتي لرسول الله ولها ادارتها بنص هذه الايات فهناك وزيران لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم في حياته وهما علي وفاطمة .

هذه نصوص قطعية قرآنية والذي لا يفهم فدك بهذا المعنى هذا مجانب للحقيقة وفكره في واد سحيق وبعيد عن الحقيقة ، فنزاع القوم لفاطمة في فدك بما هو فيء وهذا الفيء ملك ولاية لفاطمة انت لو تجمع ملف فدك فقط في روايات اهل البيت ثم في رواية الطرف الاخر وفي الكتب التاريخية ستجد الفيلم كاملا عن ان فدك جعله الله قبل رسوله لفاطمة وابان ابن تغلب يقول للامام الصادق هل جعل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الفيء لفاطمة ؟ فغضب الامام قال بل جعله الله لفاطمة يعني ولاية الله وليست قضية فردية وبعد فردي من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .

ونفس القوم يقرون على انفسهم فابو بكر وعمر يقولان نزاعنا مع فاطمة في فدك لانها فيء وامير المؤمنين وفاطمة لم ينكرا انها فيء لكن قالا ملكها يعني ملك ولايتها وتدبيرها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كيف انت ترفع اليد عنه؟ فهي ملك ولاية وليست للمسلمين فكيف تسلبه؟ فهي ليست للمسلمين كي تقول ان المسلمين بايعوني كخليفة هذا شأن الله والرسول ولم يولى المسلمين كي يصنعوا بها ما يشاؤون يعني الانفال التي لم يغنمها المسلمون وانما استولي عليها طوعانية للدولة الاسلامية غاية الامر كل احتجاجات علي وفاطمة وام ايمن نصرة لفاطمة او ربما ام سلمة او غيرهما ان فدك هو فيء لكن فيئ ليس بيد المسلمين وانما بيد الله فما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب او يسألونك الانفال اي يطلبونه قل الانفال لله وللرسول ، نعم الانفال التي غتمتموها لكم اربعة اخماسها وليس كلها وخمس منها ايضا يبقى على نفس حكم الفيء انه لله وللرسول ولذي القربى .

ففدك عنوان يشير الى ان فاطمة ولية بالفعل في عهد سيد الانبياء وان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ملزم من قبل الله ان يعطي بعض صلاحيات الحكم والدولة النبوية لفاطمة كما ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الزم من قبل الله من يوم الدار الى يوم الغدير ومن اول الاسلام الى اخر حياته المقدسة ملزم ان يستوزر امير المؤمنين بل لامير المؤمنين مقام فوق الوزير انه اخو رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فليس ولاية امير المؤمنين فعلت بعد رسول الله وانما ولايته مفعلة في زمن النبي لكن في طول رسول الله ، مثل الرئيس والوزير فالوزير ايضا له دور وله احكام في الوزارة ، يعني هيمنة رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية على حالها ولكن الوزير ايضا له دور .

من ثم الامام الكاظم لما يشرح للخليفة المستوي العباسي فدك قال حدودها كل الدول الاسلامية هذه ليست كناية فليس فاطمة فقط تحاجج على ولاية امير المؤمنين وانما تحاجج على ولايتها ايضا هذا الاحتجاج من فاطمة لولايتها يبين الامام الكاظم ان ولاية فاطمة هي كل الدولة الاسلامية من ثم نلاحظ ان فاطمة لها شأنا من الشأن وتشاطر امير المؤمنين في فعلية الولاية في عهد النبي فضلا عما بعده وشأنها يختلف عن الحسنين فالحسنان بنص القرآن يرثان الفيء من ابويهما وليس ابتداءا من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بدليل ان الله عز وجل جعل الفيء نظامه يصل الى الحسنين والسجاد والباقر والصادق وبقية الائمة عن طريق نظام القرابة وامير المؤمن مقدم على فاطمة في الفيء والخمس ، وقرابة فاطمة اقرب من امير المؤمنين في النسب . نقول هناك نص قرآني يستثني امير المؤمنين دون الحسنين والائمة التسعة ويقدم امير المؤمنين وهو في سورة المائدة انما وليكم الله ورسوله وعلي ابن ابي طالب الذي تصدق له خصوصية خاصة لا يرث الولاية من فاطمة بل له سببية الولاية على الفيء والخمس بسبب نص الله وهو نفس رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فكلما للرسول من صلاحيات هي ثابتة لامير المؤمنين لا بسبب القرابة فقط وانما بسبب انه نفس رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .

فاية انما وليكم الله ورسوله الذي يتصدق فامير المؤمنين له حسابه الخاص ولذلك هيمنته على الفيء والخمس كهيمنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في حين لفاطمة الولاية الفعلية لكن رسول الله يشرف على دورها وفي عين دور فاطمة ايضا امير المؤمنين يشرف فسبب ولاية امير المؤمنين ليس بسبب القرابة .

الان مثلا لاحظ اية المودة يحتج بها الائمة وعلماء الامامية على ولاية اهل البيت وامامتهم فالولاية في اية المودة اسسها الله على نظام القرابة وهذه الولاية من اية المودة انما تصل الى الحسنين من امهم فاطمة ومن ابيهم وكذلك بقية الائمة اما انها تصل لامير المؤمنين ليس بسبب قرابته للنبي فقط وانما بسبب انه بمنزلة نفس رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبسبب ان ولايته تلو ولاية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، انما وليكم الله ورسوله وعلي .

فالنصوص القرآنية الخاصة بعلي تبين ان امير المؤمنين سبب ولايته في هذه الموارد ليس بنظام القرابة فقط بل اعلى منها وهو كونه بمنزلة هارون من موسى وكونه وزيرا من اهلك وكونه بمنزلة نفس رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اما الحسنان فيخضعان لنظام القرابة هذه المعادلات ليست شعر شاعر وليست فتوى فقيه وفتوى متكلم هذه نظم قرآنية يجب ان نعتقد بها ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين يعني ال بيوتات الانبياء لها خصوصية وقرابات الانبياء لها خصوصية فعشيرة الانبياء تميز عن عشائر البشر ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين طبعا اسم ابو طالب هو عمران وفي قراءة عبدالله بن وحتى البخاري يشير الى هذه القراءة ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران وال محمد على العالمين ذرية بعضها من بعض يعني ذرية قرابة .

هذا ناموس في القرآن الكريم قال ومن ذريتي؟ قال لاينال عهدي الظالمين دعني عن كلام المتكلمين والفلاسفة والفقهاء واعظم بجهدهم واعظم لكن الدليل هذا قطعي وليس ظني يبين ان نظام الولاية بل نظام الاصطفاء في الوراثة الاصطفائية للكتاب وللعلوم الدينية قائم على نظام القرابة وللمصطفين فعندما يقال فاطمة وامير المؤمنين هما اللذان ورثا الحسنين والحسين يورث التسعة من ولده هذا ليس شعر وليس وراثة فردية وانما وراثة مقام اصطفاء ، فالله يحكم في الاصطفاء فنظام القرابة في اية المودة واية الخمس واية ال عمران ان الله اصطفى ادم وايات كثيرة يعني قرابة فهذا يجذر الاصطفاء في بيوتات الانبياء فالقضية ليست خيارية اننا نؤمن بحجية فاطمة ام لا نؤمن او نؤمن بولايتها او لا نؤمن او نؤمن بمقامتها او لا نؤمن وانما بنص القرآن وفدك والفيء.