46/05/02
الموضوع: الأطباق السبعة وارواح الأنسان
كنا في هذا المبحث فاذا عمل بالقدرة عرف الاطباق السبعة ...
والاطباق السبعة هي ارواح سبعة فلماذا سميت بالاطباق ؟ كما مر بنا في بحث التفسير قبل امس هنا الانطباق هو الاحاطة وهي ليست احاطة جسمانية بالمعنى المعهود فكل جسم لطيف هو كالارواح خلافا للفلاسفة والعرفاء فبحسب بيانات الوحي الروح جسم لطيف وبيان موجود عند الامام الكاظم وايضا عن الصادق الروح جسم لطيف والفلاسفة يقولون الروح مجردة عن الجسمية ولكن في بيانات اهل بيت اذا قيل عن شيء روح فهو جسم ولكن ليس بغليظ وانما جسم لطيف وهذا الشيء الذي غفل عنه الفلاسفة كثيرا او الصوفية والان الفيزياء الحديثة تتوسع فيه كثيرا ان لطافة الاجسام لها درجات لا متناهية لطيف والطف الطف والطف والطف الى درجة انه اذا جسم لطيف ادرك جسما في غاية اللطافة لا يحسبه انه جسم يقول هذا شيء مجرد لان هذا الجسم اللطيف لا يأنس بالجسم شديد اللطافة كأنما حركات وافعال ذلك الجسم الشديد اللطافة ليست جسم وانما ابداع وكن فيكون .
طبعا الفلاسفة والمتكلمين والعرفاء عندهم الابداع وكن فيكون لكن بحسب بيانات اهل البيت عالم الابداع اعلى من عالم كن فيكون كما في الشبكات التواصل الاجتماعية تكتب انت رسالة وفي ثانية واحدة تصل الى اقصى الارض فهي كأنما ابداع وفجأة لكن بالدقة ليست فجأة فهناك تدريج ولكن نحن ليست لدينا اليات مسلحة لادراك التدريج والا هي مثل الموجة تصدر منك وتطوي الى ان تصل اقصى الارض لكن لانها سريعة نظن انها كن فيكون كلا ليست هكذا وانما نحن ليس لدينا القدرة لرصد الحركة فيها لا ان ليس لها حركة وانما اليات الادراك عندنا ليست لها قدرة لرصد الزمان لا ان ليست لها زمان لكن الجسم الغليظ او قليل اللطافة ليس بقدرته ان يدرك زمان الشيء اللطيف او شديد اللطافة ولا حركته ولا المسافة التي لديه لانه فوق قدرته فهي بحاجة الى عين مسلحة او سمع مسلح .
ذكرت لكم ان احد الحداثويين يستشكل انه كيف جبرائيل يذهب في لحظة وينزل في لحظة ؟ فيظن ان عروج ونزول جبرائيل كالاجسام الغليظة مع انه درس الفلسفة ولكن هكذا هي اشكالاته فلاحظ هذه بحاجة الى اساس معرفي بلغة فيزيائية فلسفية عقلية لحلحلة كثير من غوامض المعارف في الوحي ، ذكرت لكم مثال العلامة الطباطبائي واعظم من شأنه لكنه غير معصوم فكان يعترض على حديث ان الارض على جبل قاف اخضر وهذا الحديث رواه الفريقان واعتراضه هو لاجل غفلته وظن انه نحن لا نراه في الحس ، فمن قال ان حسنا يدرك كل ما هو محسوس؟ وبعد وفاته بست سنين اكتشف علم الفيزياء بالتلسكوب المسلح المجاري المغناطيسية التي يحيط بالارض وشكله قاف كما قال سيد الانبياء ولونه اخضر حتى الطاقة المغناطيسية لونها اخضر يعني حتى الاجسام غير المرئية اللطيفة لها لون لكن نحن لا ندرك لونها ولا نسمعها ولا نحسها .
فالحس فيه مسلح والبصر مسلح ، الان التلسكوب كل عقد من العقود البشر يكتشف قدرة العين المسلحة في التلسكوب اشد فاشد كتلسكوب هابل وغيره لكن سيد الانبياء زوده الله بعين مسلحة يرى فيها البرزخ والسماوات والقيامة والجنة وما وراء الجنة وكذلك صاحب العصر والزمان من اوصافه كما في الزيارة السلام عليك يا ناظر شجرة طوبا يعني بنفس بدنه الشريف يستطيع ان يرى ما وراء القيامة وشجرة طوبى من ثم احد اسباب كون ائمة اهل البيت هم ائمة هداة المهديين ان الله زودهم بعين مسلحة وسمع مسلحة عابرة للعوالم وان كانت تلك العوالم جسمانية لكن تختلف في اللطافة عن عالم الدنيا فيرون الاشياء من ثم يقولون هذا الفعل سيؤدي بك الى الجنة وهذا سيؤدي بك الى النار .
كما في خطبة النبي الخطبة الشعبانية المعروفة العظيمة وقد شرحها كثير من الفلاسفة والعرفاء والمتكلمون كان النبي يشاهد شجرة الزقوم في جهنم لها اغصان تمتد الى الناس وشجرة طوبى في الجنة لها اغصان تتدلى فيها وكل شخص يتمسك بها يعني باعماله والحسنات فالاعمال الحسنة عبارة عن وصلة تكوينية بينه وبين الجنة والانسان السيء المعاصي وصلة بينه وبين جهنم ونفس الذنب رابط بين الانسان والزقوم واذا لم يتب ويقلع عنه تلقائيا فالزقوم تجذبه ولها جذابية عجيبة وخطرة وشديدة شرسة كما ان شجرة طوبى لها جذابية لكن مشكلة شجرة طوبى ان ظاهرها مكروه وباطنها عجيب عكس جهنم ظاهرها حلو وباطنه سم زعاف .
اذن الاجسام في اللطافة درجات متفاوتة حركة سرعة زمانا الى ما شاء الله بدرجة من التفاوت بحيث الجسم النازل يقول هذه الموجودات الفوقية اصلا ليست اجسام وانما هي مجردة عن الجسم مطلقا وهذا هو الاشتباه الذي وقع فيه الفلاسفة والعرفاء حتى الصوفية يقولون ان الروح مجرد هي ليست مجردة انتم ليست لديكم قدرة لادراك جسمية الارواح بهذا البدن الضعيف ، وحتى مكاشفاتكم ورياضاتكم ما عرجتم بها كثيرا ومن هذا وقعتم في خلط كما ان الفلاسفة وحتى العرفاء والصوفية بعضهم او كثير منهم يقولون الملائكة مجردين عن الجسم ، كلا الملائكة ليسوا مجردين عن الجسم بل العرش كثير من المتكلمين حتى الشيخ احمد الاحسائي يظن ان العرش مجرد ومطلق عن الجسم وهذا خطأ فانه بحسب بيانات الوحي العرش هو جسم وما فوق العرش عوالم جسمانية الطف فالطف الى ان يصل الى اول جسم خلقه الله هو فوق العرش .
هذه المعارف موجودة في اصول الكافي ولكن بحاجة الى عناية وتدبر وكثيرا ما ينشغلون الاعلام بكلمات بعضهم البعض ومصارعات علمية فتصير عندهم غفلة عن الوحي وهذا موجه لي وللكل يعني تصير عندنا غفلات والا عالم الجسمانيات حتى فوق العرش متكررة فاول جسم خلقه الله هو اول عالم روحاني وله خصائص .
المهم طبيعة الجسم الاقل لطافة لا يدرك جسمانية الاشد لطافة فيحسب انه مجرد عن الجسمية وهذا خطأ هو ليس مجرد عن الجسمية انما مجرد عن الجسم في الدرجة التي فيها الاقل لطاقة فلا يدرك زمانه ولعله هذا احد تأويلات ان يوما عند ربك خمسون الف سنة كذا .
المقصود اذا هذا باب لم يتوسع فيه بالقدر اللازم الفلاسفة او العرفاء والمتكلمين والمحدثين بينما الفيزياء الحديثة الان فتحت هذا الباب يعني يمكن يستثمر الانسان النظريات الاخيرة ويوسعها الى هذه الابحاث ان الاجسام اذا اختلفت لطافة تختلف حركة سرعة معنى مدة يعني الجسم الذي هو اقل لطافة عند الجسم الاقل لطافة يرى ليس له مادة وليس له ابعاد كلا له ابعاد انت ما تدركها ولا تدرك مادته بينما كثير من الفلاسفة بنوا على ان الذي يتجرد عن المادة الغليظة هو لا مادة له ، كلا له مادة لكن الطف لا انه ليس له مادة فاي جسم له مادة وان كانت شديدة اللطافة ويحتاج الى مدد .
لذلك عندنا في الروايات ان الملائكة غذاؤهم التسبيح يعني المدى الطاقي بحسب تلك العوالم المشكلة ان البعض يظن ان الطاقة بحسب عالمنا الغليظ كلا عالمنا الغليظ الان باعتراف الفيزيائيين الجدد ان الطاقات في هذه الارض لم تكتشف كلها بعد بل لم يكتشف عشرها هناك طاقات غير مرئية تتحكم في هذا الكوكب وهذه الحركات التي لدينا لو اكتشفها البشر لصنعوا المعجزات في الارض فيسموها طاقات سابحة غير المرئية الطف من الكهرباء والطف من النووي والطف من الليزر والمغناطيس هذا غير الفتونات والالكترونات يعني ما اكتشف من طاقات غير مرئية فيزيائية لعالم الدنيا الا القليل نعم البشر في حالة اكتشاف تدريجي .
هذه البحوث لاجل ان الانسان في تفكيره المعرفي لا يظن ان الاجسام على وتيرة واحدة وزمان واحد الان حتى البحوث الرياضية والفيزيائية تؤكد على ان الازمان تختلف وازمان كل عالم تختلف حتى ربما اينشتاين التفت الى هذا نحن نظن ان الزمان فاصلة الشمس والقمر والليل والنهار كلا بحسب بيانات الوحي اهل البرزخ يعيشون في كوكب الارض ولديهم ليل ونهار ويصلون الصلوات الخمس ويصومون شهر رمضان ويحجون ولكن زمانهم الطف من هذا الزمان والاتجاهات الجغرافية عندهم الطف من هذه الاتجاهات التي موجودة عندنا .
فالمقصود ان هذا اصل عظيم في المعرفة ان نلتفت الى طبقات طبقات طبقات الاجسام والارواح عبارة عن طبقات الاجسام اللطيفة .
قاعدة اخرى مهمة تتلو هذه القاعدة ان الجسم الاكثر لطافة يتصرف وينفذ في الجسم الاقل لطافة مثلا قضية مس الجن وتلبس الجن لانه هو طبيعته موجود الطف يستطيع ان يخترق هذا الجسم الغليظ وينازع روحنا فيتصرف في هذا الجسم بحسب استسلام روح المصاب و احد علاجات التلبس والصرع والسحر ان تقوي ارادة المريض فيندفع السحر بالتعاليم الشرعية .
فالمقصود اذن طبيعة الجسم اللطيف ينفذ في الجسم الغليظ ويتصرف فيه فيكون بمثابة الروح له طبعا هذا البحث طويل وعريض لا ندخل فيه نحن نتكلم في القاعدة الثانية من ثم الالطف روح للطيف واشد اللطافة للالطف فاذن كل جسم لطيف الالطف منه هو روح له وحتى هذا الالطف والاشد لطافا منه روح له وتداخل الارواح في بعضها البعض بل لها اطباق بهذا اللحاظ واطباق يعني تعدد اجسام اللطافة يدخل بعضها في بعض وهو ليس كدخول جسم في عرض جسم الاخر كلا فهذا يدخل في هذا وهذا يدخل في هذا لكن اذا صار احد الجسمين الطف يكون اختراق اللطيف في الغليظ واذا صار الثالث الطف يخترق اللطيف واذا صار الرابع يخترق الثالث من الالطف فيكون بمثابة الروح .
فاذن يمكن للانسان او اي مخلوق والملك والجن ان يكون له طبقات من الارواح ليست في عرض بعضها البعض وانما في طول بعضها البعض فتسمى اطباق سبعة وهذا مما يشير الى ان السماء الثانية ليست لها محاذاة جغرافية مع السماء الاولى .
نكتة مهمة اخرى انه هل الجسم اللطيف له محاذاة جغرافية مع الجسم الغليظ؟ كلا ، الجسم اللطيف جسم ولكن هذا الجسم الغليظ ليس من سنخه فليست هناك معادلة جغرافية مقدارية كمية زمانية بين اثنين في الكم فهم مختلفين في الزمن والجغرافيا الان احد الصعوبات التي تواجه العلم الحديث في الفيزياء ما يعبر عنه بالعوالم المتوازية او المتحاذية يعني يكتشفون مثلا فيزياء عالم الجن او فيزياء عالم الملائكة انه ما هي القواعد الرياضية الفيزيائية بينهم وبين فيزياء ابداننا الطينية ؟ والى الان ما اكتشفوه ولو اكتشفناه نستطيع ان نسيطر على عالم الجن طبعا المعصوم يعرف ويسيطر ولو استطعنا لكان ادم ولي للملائكة وامر وناهي مطاع تكوينا فقلنا للملائكة اسجدوا لان ادم له ولاية تكوينية على الملائكة المقربين وغير المقربين وليس فقط امر تشريعي كما ان الله ولي تكوينا على الملائكة وان كان لا يجبر الملائكة ، الله ولي الذين امنوا يعني وليهم تكوينا لكن لا يجبرهم ،
فليس معنى الولاية الاجبار اني جاعل في الارض خليفة يعني ولي تكوينا ولاية مطاعة فولايته مطاعة السلام على المطاع في الملكوت من اوصاف سيد الانبياء او اوصاف الائمة هذا وهو ليس مطاع تشريعي وانما تكويني كما ان الله ولي بلا قياس فالنكتة هنا هذه ان فيزياء الحديث الان ما استطاعت ان تكتشف فيزياء الملائكة كما ان الملائكة طبقات مثلا الملائكة العظام فيزيائهم نمط معين فيزياء ملائكة السماء الاولى فيزيائهم قوانين اخرى فيزياء الاجسام هي نفس الارض وفيزياء ملائكة السماء اجسامهم تختلف عن ملائكة السماء الاولى لذلك ملائكة السماء الثانية مسيطرون على ملائكة السماء الاولى لا العكس دائما اللطيف هو مسيطر على الغليظ او الاقل لطافة.
طبعا نفس الانسان موجود فيه هذه الطبقات وهذه الارواح لكن الانسان لا يفعلها او ليس في مقام تفعيلها والسيطرة عليها ، من عرف نفسه فقد عرف ربه احد تفسيرات هذا الحديث المستفيض انه يستطيع الانسان ان يسيطر ويربي قواه ويفعلها نحن لدينا تواجد في السماء السابعة لكن لسنا في صدد تفعيلها طبعا العبادات الشرعية تفعلها وهذا الشي موجود من حيث اللا شعور ولكن مع الشعور يكون اعظم
اذن الاطباق عبارة عن ارواح سبعة طبعا لم نجب عن السؤال الذي ذكرناه امس اذا كان الانسان هو متواجد في السماء السابعة والسماوات السبع بارواح واجسام متناسية مع كل سماء اذن ما معنى المعراج؟ او ان صلاة المؤمن معراجه اي شيء يعرج فيه؟ يعني الجسم النازل يعرج او هو يكتشف جسمه العالي ؟ المعراج يعني اكتشاف وادراك او المعراج حركة طبعا هذا نفسه البحث في معراج سيد الانبياء لا سيما ان علماء الكلام وعلماء الحديث والتفسير مطبقون على ان معراجه جسماني فكيف يكون ذلك؟ اذن هذا الجسم الذي هو مناسب للكرة الارضية هو يذهب الى عوالم اخرى بغلظته ام يتشفف؟ اذا تشفف ما صار ارضي وانما جسم سماوي فما هو معنى المعراج الروحي في مقابل المعراج الجسماني؟
معنى المعراج الروحي الذي كان لسيد الانبياء علاوة على المعراج المادي او للمؤمنين بحسب درجاتهم في القرب او في التوجه او في معنى المعراج انكشاف يعني ينكشف له وجوده السماوي وعندنا ان امير المؤمنين رأى معراج رسول الله من بدوه الى عوده وهناك روايات مستفيضة في بصائر الدرجات .
فهل هذا المعراج ادراكي؟ ام ما هو؟ الصلاة معراج المؤمن ما هي؟ وعندنا في الروايات ان الانسان اذا نام تعرج روحه فما معنى ذلك؟ فهل تنتقل من عالمها الى عالم اخر او خلع يصير؟ يعني تخلع كل روحك عن كل جسد فالجسد يقال له كأنه لباس للروح والجسد في اصطلاح الوحي حتى كذلك فالجسد بيت الروح الله نور السماوات مثل نوره النور في بيوت البيوت هي الارواح النازلة جسم نازل او الجسم الغليظ والجسم بيت للروح هذا اصطلاح وحياني .
هذه كلها معارف الوحي والبعض لا يحب ان يأنس بها انت فقط تريد ان تأنس بلغة معينة .