الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/04/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الرياضة القلبية متعلقها الوظائف العقدية

 

كان الكلام في الحديث الشريف عن الامام الصادق ... والراوي وهو يونس ابن ظبيان وهو من اصحاب الامام الصادق الكبار السن في صحبته وغالبا اصحاب الصادق الكبار السن هم من تلاميذ الباقر واصحاب باقر كبار السن من تلاميذ السجاد وهلم جرا فعندنا في اصحاب كل امام من كبار السن او متوسطي السن او الاحداث يعني الصغار مثل جميل ابن دراج من صغار اصحاب الامام الصادق وصحب الكاظم . فيونس بن ظبيان من كبار السن وان كان جملة من الرجاليين كالنجاشي او ابن الغضائري طعنوا عليه انه من اصحاب ابي الخطاب ولكن هذا غير صحيح .

فيونس نقل للامام الصادق قول مالك بن انس واصحابه بالتجسيم فاستنكر الامام ذلك ثم عرج على الرياضات القلبية بما هي مرتبطة مع الباري تعالى فتارة الانسان يتكلم بالرياضات القلبية والروحية بلحاظ تهذيب النفس وقلع الرذائل وتنمية قوى النفس اما الامام ذكر هذه الرياضات الروحية من زاوية الارتباط بالله ومعرفته وهذا هو الذي مر بنا انه اعظم غاية في الرياضات الروحية وهي العقيدة والمعرفة ولكن بتوسط الفطرة والوجدان او قل المشاهدة القلبية او المشاعر الباطنة والمعروف ان اسلوب الوحي الالهي على لسان الانبياء يحرك ويرتبط بالقلب والروح اكثر مما يخاطب عقل الانسان ، فاسلوب الانبياء فرقه عن اسلوب الفلاسفة والمتكلمين وجملة من العرفاء ان نتاج الفلاسفة بشري وهذا وحي والبشر يخطئون ويصيبون بينما الوحي معصوم لكن احد الفوارق ان المتكلمين والعرفاء يتقوقعون ويحبسون النظر في القوى الفكرية ولايتناغمون مع القلب والفطرة والوجدان ومشاعر الباطن فمن ثم ترى تأثيرهم اقل .

معروف على طول التاريخ الفلاسفة والمتكلمين بالقياس الى الانبياء تأثيرهم اقل بكثير لان الانبياء يحركون الفطرة والوجدان والضمير كما يحركون الفكر وكذا فرقهم عن الفقهاء ان الاخير هو في الجانب التنظيري اما الانبياء فجانب تربوي اصلا فرق القران عن الكتب الاخرى وكذا نهج البلاغة والصحيفة السجادية عن الكتب العلمية ان اسلوب القران لايقتصر فقط على الفكر وانما يراعي الضمير والمشاعرة ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن او هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة فاسلوب الانبياء مجموعي وكذا القران ونهج البلاغة لذا في خطوة واحدة ترى ان جانب الفكر والتوحيد موجود وجانب المشاعر الباطنة ايضا موجود .

مثلا لماذا الشعائر الحسينية تؤثر اكثر قوة من مجرد تبليغ الاحكام بشكل فكري لانه لا يقتصر على قوة التنظير فقط يذهب الى الامر الجدي والعواطف والروح والقلب والمشاعر الباطنة فهذه بسرعة تؤثر ، يقولون وزارة التربية والتعليم فالتربية ناموس عند الانبياء والائمة وليس فقط تربية نفسانية واخلاقية وانما الاعظم هو تربية قلبية ولا سيما التربية القلبية في العقائد فالتربية القلبية على حب الله هذا بحث عقائد وليس اخلاق ، فتربية القلب على محبة النبي هذا عقائد وليس اخلاق وفوق الاخلاق وفوق تزكية النفس ، تربية القلب على حب امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وال البيت هذي فوق الاخلاق صحيح هو بحث تربوي روحي نفسي ولكنه يصب صميميا مركزيا في العقائد .

فلاحظ هذه معرفة بالله وايمان بالله ولكن ايمان يكون صادق لاحظ القران يقول قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم ، طبعا الفرق بين الوحي وغيره كبير جدا ولكن احد الفوارق هي هذه ان في اسلوب الانبياء جانب تربوي وانا لا اقول كل الفقهاء يعني هناك قسم الان احد الاعلام اللي قبره بجانب صاحب الجواهر سيد فقيه عاش في الجنوب واهتدى على يديه عشائر وقبائل الى ما شاء الله وتشرف عدة مرات فليس تنظير فقط وان كان التنظير خدمة عظيمة وكل يقوم بخدمة معينة لكن المنظومة الجامعة هي لدى الانبياء والائمة لانهم ليسوا منعزلين عن قلوب المجتع، من ثم السلطات الاموية والعباسية يتخوفون منهم .

فالرياضية الروحية كما يبين هنا الامام الصادق اول واهم وغاية اهدافها ان يقوم القلب بالوظائف العقائدية تجاه اصول الدين وليس فقط معرفة اصول الدين بالفكر ذاك مطلب ضروري ولايستهان به ولكن لايكفي .

في نهج البلاغة يقول امير المؤمنين وكمال التصديق الاخلاص له ، فالاخلاص جانب قلبي وان كان فيه بعد فكري وهو اشمخ من التصديق والتوحيد فهي مرتبة اعلى من المعرفة الدينية فطبيعة الاسلوب الوحياني يحرك القلب والفكر معا وهذا ليس تناقض هذه مرتبط بدرجة التفكير فالتفكير ثوابه قد يعادل ليلة القدر فاذن في منطق الوحي والرياضة الروحية النفسانية هدفها الاعظم الرياضة القلبية وان كان مر بنا رياضة النفس دون رياضة الروح ورياضة الروح دون رياضة القلب ورياضة القوى البدنية هي غير البدن القوى البدنية في البحث النفساني او علم النفس او علم الروح او الفلسفة وعلم الكلام القوى البدنية منبثة في البدن يعني هي طاقات منبثة في البدن .

مثلا انت ترتاض ان لا تأكل كثيرا هذه رياضة للقوى البدنية او تروض نفسك ان لا تأكل السكر كثير لانه يضرك او لا تأكل الدهون كثير او تروض نفسك انه ما تتكلم بحدية او بعصبية هذه كلها رياضات للقوى البدنية او لا تضطرب ولاتنفعل هذه تسمى اداب للقوى البدنية ولكن هناك ترويض للنفس وصفاتها وهذا يتكفله علم الاخلاق وهناك ترويض لروح الايمان وروح الشهوة وروح الغضب هذه مخازن ملكوتية تنبثق منها الاخلاق وحالات النفس وهذه يسمى العرفان والمدارس الروحية والرياضة وهناك طبقة رابع وهي الاعظم وهي رياضة القلب رجال لا تلهيهم فاذا مسكت القلب مسكت الارواح في الانسان ومسكت اخلاقه وحالات النفس ومسكت قوة البدن ورئيسهم القلب فاذا تم التحكم في كل مملكة القلب سيكون التحكم فيها .

فاربع طبقات من العلوم الروحية موجودة لدينا في الرياضات ومربنا هذا البحث والتعاليم الوحيانية تصنف على هذه الطبقات ففي هذا الحديث الشريف الامام الصادق يركز ان الرياضات غايتها ترويض القلب لمعرفته بالله وباصول الدين ويطاوع قلبه لحب علي وفاطمة والحسن والحسين بدت البغضاء من افواههم تخفي قلوبهم اكبر انتم لاحظوا ادب امير المؤمنين وفاطمة مع رسول الله كيف يفترق عن تعامل بقية الصحابة? فالقرآن يقول التأدب مع النبي ايمان وسوء الادب معه يحبط اصل الايمان ففي سورة الحجرات جعل الادب مع النبي عقيدة وليس ادب فكري بحت ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى او لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون .

فقوى البدن فضلا عن قوى النفس فضلا عن الروح والقلب اذا ارتبط مع الله تصير عقيدة ولا يبقى فعل فقهي فرعي فالادب مع الله من مراسم العقيدة ولذلك اجمع المسلمون ان من يسيء الادب مع الكعبة المكرمة كأن يتبول او يتغوط داخل الكعبة يتزندق ويكفر ويخرج من الدين لان الاسلام الظاهري فضلا عن الواقعي ليس مجرد الاقرار بالشهادتين وانما عدم انكار الضروري وعدم اللاستخفاف بالدين .

فالاستهزاء بالكعبة فضلا عن القران الكريم فضلا عمن هو اعظم وهو رسول الله كأن يحاربه ويحادده ويشاقق قرباه فاذا القوى البدنية والنفسانية فرق بينها فالقوة الهاضمة قوة بدنية وليست قوة نفسية الغضب قوة نفسانية فهناك طبقات في الانسان قوى النفس قوى البدن قوى الارواح وقوى القلب .