الموضوع: الأمام المعصوم والفعل البشري

كنا في هذه الرواية الشريفة وامثالها في روايات اهل البيت كثيرة جدا ان الامام الصادق في بيانه يشير الى ان مدارس الرياضات الروحية المباحة دون المحرمة والكافرة كالبوضية والهندوسية او دراويش التصوف كمخالفة الهوى وهو شيء مباح والمكابدة وحسن الخلق وامس ذكرنا كلام الشاه ابادي ان النبوة انما يحصل عليها النبي برياضة روحية ولا يعطى مجانا وكذلك الامامة وكذلك الاصطفاء وهذا بحث معقد جديد في الامامة وهو من علم الكلام الجديد يعني مستجدات البحوث الكلامية وهي انه ما هي مساحة الفعل البشري في الامام او النبي او المصطفى ؟ مساحة الفعل يعني الذي لا يستعين فية بالوحي فهل للمعصوم وللامام مساحة من الفعل البشري يسبق فيه بقية البشر ؟ بل يتسابق الانبياء فيما بينهم فيه ؟ تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض هل هذا جزاف ؟ امير المؤمنين افضل ائمة اهل البيت هل هو افضلهم جزافا ؟ ففعل امير المؤمنين المعتمد على وحي الله له هذا لم يكن بهمة امير المؤمنين طبعا التفاضل تكون من الله وهبات اصطفائية من امير المؤمنين دون بقية الائمة لكن قبل ذلك ما السبب الذي تفوق فيه بحيث جازاه الله بان جعله امير المؤمنين دون بقية الائمة وجعله اخا رسول الله دون بقيه الائمة ؟

اذا رجعنا الى الوحي صار التفاضل بسبب فعل الله وفعل الله له دور ولكن قوله تعالى ان تنصروا الله ينصركم او لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم هذه سنه الله في كل شيء امر بين امرين اذن هناك مساحة في الانبياء والرسل والمصطفين عين مساحة الفعل البشري الذي يتفوق فيه المعصوم على غيره من دون استناد على المواهب الاصطفائية من الله ، هذا التفاوت ليس من المعصومين وغير المعصومين وانما التفاوت في الفعل البشري هو فيما بين المعصومين انفسهم من ثم ياتي الجزاء الالهي .

لاحظوا واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن ... هل هذا الاتمام بفعل الله او فعل بشري ؟ انه بفعل بشري والجهة البشرية وهكذا قتل داوود جالوت هذا فعل البشري فاتاه الله الملك فعلاقة السبب والمسبب فالامامة والنبوة والرسالة والاصطفاء من الله فكل هذه المواهب اللدنية انما يعطيها الله وهو عدل لا يجور و وفق افعال ونجاحات في الافعال عنده فترجع الى جهة بشرية ومن ثم نعبر الاصطفاء ليس هو جبر بهذا المعنى وان كان هو فعل الله محضا ولكن هذا ليس جزافا .

مثل ادخال اهل الجنة للجنة هو فعل الله ولكن هذه مجازاة لهم ولافعالهم وان كان كل من الله وهكذا في النبوة والامامة والاصطفاء حتى الانبياء والائمة ما دام العامل البشري في حالة تصاعد يعطيه الله فاكثر فاكثر وهذا النظام الالهي صعب المستصعب .

امير المؤمنين يقول للعالم اليهودي ان الله اعطاني مقام اخوة رسول الله اشترط علي ان اقدم ستة امتحانات ويقول امير المؤمنين بقي علي امتحان فنحن ماذا نقول ؟ وهذا هو السر انه عندما استشهد الامام قال فزت ورب الكعبة هذا ليس بمعنى الشهادة والعاقبة الى الخير ، فهذا يراه كل مؤمن صالح امير المؤمنين امام الائمة وانما هذه النكتة عن المقامات العليا التي لم ينالها احد فتم النجاح من امير المؤمنين في تقديم هذه الامتحانات فاتمهن ، قال فزت يعني فزت بمقام امير المؤمنين وفزت بمقام اخ رسول الله ومقام سيد الاولياء وامام الاولياء وركن الاوصياء وعصمة الدين هذه المقامات عندما بلغت النفس للتراقي قال الامام فزت يعني بهذا اللحاظ .

فهذا مبحث جديد في علم الكلام ومن الضروري تسليط الضوء عليه ان المعصومين عندهم جانب بشري وليس بالضروري يستعينون بالوحي ولا بالمعجزة ولا الملائكة ولا حتى بالناس وانما يستندون الى تفوقهم ومدى متابعتهم ومقابلتهم البشرية فكم يكابد المعصوم في بعده البشري ؟

ادارة الامام الحسن فيها بعد وحياني هذا بحث اخر ولكن فيها بعد ومساحة ترجع الى الكفاءة البشرية للامام وانه يستدرج معاوية من حيث لا يشعر وكذلك يستدرج عمر بن العاص وهذا بحث طويل شرحناه عدة مرات في هدنة الامام الحسن مع معاوية ، امير المؤمنين في صفين بتدبيره القيادي وصل لمعاوية مرتين بدون مساندة الوحي لكن الله لم يعد له ان يقتل معاوية ، وليس لان معاوية من الصالحين ولكن الامة لا تستحق معالجة المرض السرطان الاموي فيها وانما يجب ان تبتلى وتمتحن فالله يريد ان الامة تنبري في هذا المجال والا كما تقول فاطمة وسيعلم التالون غب ما اسس الاولون ، والا مالك الاشتر سيف امير المؤمنين وصل لمعاوية مرتين وتعرى معاوية من لباسه لينجو بنفسه فلم يؤذن للامام ان يقتله .

كما ان الامام الحسن في تدبيره لمعاوية كان يستطيع ان يقتل معاوية بدون غيلة وحتى اقر على ذلك اصحابه انك استطعت ان تخدع معاوية بدون غدر وغيلة هو لا يفهم عن المفاوضات شيئا ويفكر المفاوضات هدنة مع انها ليست كذلك ، حتى ان عمر بن العاص انخدع فمكر الامام الحسن اعظم من مكرهم ولكن لم ياذن له الله وكذلك الحسين ليس صعبا عليه النصر العسكري ولكن بتدبيره كان انتصر هو في عدة مشاهد ولكن الله لم ياذن له ولو بذلك يستلزم سفك دماء الحسين ولكنه يتحمله.

ويشير اليه دعاء الندبة شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء به ، فاذا كان هذا الشرط من الوحي اذت ليست فضيلة للانبياء والرسل والحجج والمصطفون ودعاء ندبة فيه معجزات علمية لا يصل اليه العقل البشري فضلا عن ان يكون انشاء عالم ، سبك البلاغة الادبية فضلا عن البلاغة المعرفية الموجودة في دعاء الندبة يحتار فيها العلماء الكبار وهذا التناغم بين الاعجاز المعنوي مع الاعجاز اللغوي ، صحيح ان الاعجاز البلاغي في نهج البلاغة دون القران ولكنه اعجاز والمعاجز درجات كما يقول القران في سورة المائدة انه مهيمن وانزلنا اليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا على ذلك كله .

فكلهم معجزات ولكن فوق كل معجزة معجزة فنهج البلاغة تبقى معجزة فاهل البيت يدعون انهم بلغاء الكلام لا يصل الينا احد وهذا ادعيتهم ببابك وخطبهم ببابك ائتني ببليغ اديب عادي من الاولين والاخرين ياتي بهذه الخطب فهذه منظومة ادب يخسر فيها الاولون والاخرون ان ياتوا بمثله هذا اعجاز وان كان دون القران وهذا لا ينافي فذاك اعجاز فوقي وهذا اعجاز في المرتبه اللاحقه .

فاذن في المعصوم والامام مساحة من التفوق البشري يعجز عنها البشر وهي غير مستندة الى الوحي ، فادارة الامام قسم منها ادارة وحيادية بمدد من الله وهذا على حاله وهناك مدد من النبي ومدد من الملائكة وهناك تفوق ونجاح قممي لدى المعصوم غير مستند لهذه الامور وتعتمد على مكابدة المعصوم نفسه من جهة زاويته البشرية .

ذكرت لكم بعض المحققين ينقل ان في زمن الامام الصادق كان للامام صناعات بفكره في بعده البشري كان له صناعات بشرية الان البشر توصلت اليه وهكذا في زمن صاحب العصر والزمان .

الكثير يسال هل يستخدم صاحب الزمان الاعجاز في مواجهة اعدائه ؟ كلا ليس دائما نعم هناك مساحة امر بها من الله بحث اخر ولكن هناك مساحة تعتمد على المكابدة البشرية لصاحب الزمان والصناعة الادارية له يعني نحن نؤمن بان الامام لا يكون اماما الا لابد ان يتفوق في البعد البشري المحض غير المستند للوحي والملكوت فيتفوق على كل البشر .

احدهم يسال الامام الصادق ان صاحب الزمان ظهوره كانما مفتاح غيبي يحصل فقال له الامام الصادق لو كان كذلك اعطاه الله لسيد الانبياء مع ان سيد الانبياء ادمي واغتيل من اول حياته الى اخرها وما عاش امانا بتاتا دائما ملاحق بالاغتيال كذلك صاحب الزمان يكابد وكذلك اعوانه وانصاره يكابدون الامرين .

يقول الامام امير المؤمنين انما نفسي اروضها على الجانب البشري فعملية المكابدة والترويض مسؤولية تقع على المعصوم في بعده البشري وعلى غيره والمساحة الكبيرة في المسؤولية حتى للمعصوم ترتبط بالفعل البشري .

فهنا قول الامام الصادق ان اولي الالباب الذين عملوا بالفكرة فقال اولي الالباب ولم يقل المسلمين والمؤمنين وهذه مفردة قرانية وهذا بحث بشري فهذا البعد يرتبط بالجنبة البشرية للانسان ومن ثم تفكر ساعة خير من سبعين سنة عبادة فمعناه تفكر ساعة لها ثواب ليلة القدر وكان اكثر عبادة ابي ذر التفكر في امر الله فالتفكر لا هو توقيتي ولا حقيقة شرعية ولا ظني وانما هو امر تكويني عقلي وهذا يدل على حجية العقل والوجدان واللب .

الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا اي وراثة تكوينية فليس الذين يصلون ولا يزكون هذا باب على حاله مثل ان تنصروا الله ينصركم وما قال ان تصلوا ينصركم نعم الصلاة ضرورية لكن الشرط الاساسي في نصرة اللة ان تقوموا بنصر عسكرية امنية ، فلم يقل اعدوا لهم ما استطعتم من الصلاة والزكاة والتقوى مع انها ضرورية ومؤثرة ولا نستهزئ بها ولا نستخف ولكن الشيء الاساسي المامورين به هو اعدوا في مواجهة العدو اعداد سياسي او عسكري او اقتصادي .

اليس تقول في كل زيارة ونصرتي لكم معدة ؟ يعني مسؤولية موجودة في الجانب السياسي والاجتماعي كما هي موجودة في الصلاة والزكاة فهذه ايضا مسؤولية ان تنصروا الله ينصركم لا انه ان تكونوا عفيفي ينصركم الله وان كانت هي مؤثره ولكن الركن الركين في نصره الله هو انشطة القوه فنصرة الدين من مسؤوليتنا كما مسؤولين عن الصلاة والزكاة وبقية المسؤوليات ولا تحصل تلقائيا / هي هذه ايضا مسؤوليات ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم او اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم.