الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/04/10

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: التوحيد بالتهليل لغة فكرية وقلبية

لا زلنا في فقه القلوب وتبين لنا من هذه المسيرة التي ذرفت على المئة جلسة ان البحث فيها ليس بحثا معترضا بل الحري من الان فصاعدا ان تحرر المباحث العقائدية بلغة الفكر والعقل النظري ويضم اليها لغة الوحي ولغة افعال القلب لا سيما وان الادلة الوحيانية كما مر هي متنوعة باللغتين لغة العقل النظري وجود ولا وجود واثبات وعدم هذه لغة مهمة وضرورية ولكن فيها جفاف وهناك لغة اخرى حب الله وحب الرسول .

فالحب لغة قلبية مودة القربى فتمنوا الموت ان كنتم صادقين يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها يعني هي العصمة من اراد الاخرة وسعى لها سعيها او من كان عدوا لله ولجبريل او ولي الله كما ورد في القرآن انما وليكم الله ورسوله ومن يتصدق بالخاتم وهو راكع امير المؤمنين فبالتالي اذن لغة الوحي في المعارف وفي العقائد بلغتين رئيسيتين لغة اثبات ووجود وعدم ونفي اللي يعبرون عنها بالعقل النظري ولغة اخرى لغة القلب او العقل العملي والمعبر عنها بينبغي او لا ينبغي .

افمن شرح الله صدره للاسلام فيعبر صدره فهذا ليس اثبات ونفي هذه حالة قلبية روحية اعتبرها القرآن كفر وردة عن الاسلام فالصدر هو جانب روحي موجود في الكفر وفي الاسلام يشرح صدره للاسلام وللكفر ، وكذلك القلب ليس المراد به العضو المادي الصنوبري وانما القلب الروحي ولكن من شرح للكفر صدرا فشرح الصدر للكفر كفر فالانسان اذا صار عنده انس ومحبة للكفر متجذرة في قلبه هذا كفر وليست معصية فرعية .

اذن هذا منطلق بحثي في فقه القلوب ومبحث عقائدي وليس مبحث اخلاقي او رياضات روحية او تزكية وتهذيب للنفس وان كان هذا هدف عظيم لكن في الاساس هو مبحث عقائدي وكثير من الادلة العقائدية في القرآن وفي متواتر الحديث عزف او غفل عنها لاجل عدم التدقيق في الامر ، يا علي حبك ايمان وبغضك كفر فليس نفي واثبات وانما حب وبغض حب علي ايمان وبغضه كفر يعني اسلام واقعي وكفر واقعي سواء ابرز هذا البغض ام لم يبرزه لا يتحقق له الاسلام الواقعي انما يكون اسلام صوري ظاهري واذا اظهر يصير ازيد .

فمن الضروري جدا الوظائف العظمى الاولى للقلب هي وظائف عقائدية قبل ان تكون وظائف ورياضات روحية اخلاقية او مكاشفات فبالدرجة الاولى هي عقائدية فالعقيدة عملة حقيقية لها وجهان وجه لغة نفي واثبات ووجود وعدم اي العقل النظري وهناك لغة اخرى وهي لغة القلب .

الان البحوث الحديثة تكاد تتوسع ان القلب له شبكة اعصاب كشبكة الاعصاب في المخ كأن للانسان مركزان للقرار مركز القلب ومركز المخ الان البحوث الفسيولوجية والبيولوجية في الانسان توصلت لهذا بشكل بديهي يعني هناك شبكة اعصاب هائلة في القلب كشرطة الاعصاب في المخ بل الان الاكتشافات الاخيرة زيادة على ذلك اكدت ان القلب فيه ذاكرة هارد ديسك وهذا غير ذاكرة المخ وكأنما كمبيوتر الانسان او الحاسوب صمم على هيئة الانسان فكأنما هناك هاردين للذاكرة وفيه معالجين للمعلومات معالج يأخذ من الذاكرة الاصلية الى الذاكرة المؤقتة وصفحة الكمبيوتر يعبر عنه بالسي بي يو يعني المعالج فعندنا معالجان ومخزنان واستعراضان وعندنا صفحتان للكمبيوتر الانساني صفحة الذهن العقلي والادراكات الحصولية وصفحة المشاعر والذبذبات الروحية والانقباض والانبساط الروحي .

طبعا التلاحم على الفكر يؤثر على القلب والقلب يؤثر على الفكر واشارت العقيلة الى هذا المعنى في القرآن الكريم ثم كان عاقبة الذين اساءوا السؤاى ان كذبوا باياتنا فالانسان مجموعة قوى عديدة تؤثر بعضها على بعض فالنازل يؤثر على الصاعد والصاعد يؤثر على النازل فمنظومة تجاذبات كما يشير اليه امير المؤمنين في دعاء الصباح هواي ونفسي وقلبي وغالب ومغلوب ، كما يشير دعاء الصباح الى منظومة قوى الانسان المتصارعة فهناك قائد جيش واعضاء فرقة ومنظمة فكيف تدار الحرب الداخلي ؟

هنا يشير لها امير المؤمنين في دعاء الصباح او دعاء كميل او مناجاته ويقول الشهيد مطهري ونعم ما يقول ان هذا من معاجز القرآن والعترة يعني يشيرون الى تعدد قوى النفس المتصارعة ببسط ليس موجود في العرفان الهندي ولا العرفان المسيحي ولا العرفان البشري او التصوف البشري فالذي يشير له القرآن والوحي هو مراتب من قوى النفس لم يتم اكتشافها من قبل .

الان في البحوث الكثيرة الحديثة انه القلب امره عجيب وغريب ولكن هذا القلب مرتبط بالقلب المعنوي والروحي والمخ المادي مرتبط بالعقل النظري المعنوي فاذا طبيعة الانسان عنده غرفتان للتحكم تحكم الفكر والمسماة بالعقل النظري وتحكم القلب ولابد منهما معا .

في رواية كفاية الاثر الامام الصادق يتصدى للمدارس الروحية ويصحح ويخطئ ويرشد ويشذب ومر بنا ان الامام الصادق يأخذها ارسال المسلمات ان الرياضة الروحية لابد منها وذلك ليس فقط لاجل انها رياضة روحية يعني احد الوسائل المهمة للتحكم في الانزجار عن المعاصي والاستقامة على الطاعات هي عبر التحكم في الرياضات الروحية ومعروف في علم الطب سواء في طب الابدان او الارواح بدل ان تذهب للمعلول والمرض اذهب الى العلة والعلة اذا لها علة اذهب الى علة العلة الى ان تصل الى منطلق العلة وسلسلة العلل ففرق الطب القديم عن الطب العصري هو هذا ان في الطب القديم دائما يعالجون العلاج العلي للمرض وليس المعاليل فقط بينما الان يعالجون المعاليل ويغفلون عن العلل فينجم من ذلك تجدد المرض .

الطب الروحي ايضا هكذا الانسان لكي يسهل عليه ترك المعصية فيذهب الى غرفة الروح او القلب الذي هو اعظم من النفس واعظم من القوة البدنية فالقوة البدنية قوى طاقية بين النفس والبدن القوة الهاضمة القوة الجاذبة القوة الباطشة هذه القوى طاقية وهي دون النفس لكن متغلغلة في البدن مثل الكهرباء طبعا بمعرفة خارطة النفس يسهل على الانسان التحكم في الزر الذي ينطلق منه المعصية او الزر الذي ينطلق منه الطاعة .

الوظائف العظمى للقلب هي وظائف عقائدية في الدرجة الاولى اذا عولجت يعالج من دونها قوله تعالى ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم كارهون فهذا قد لا يصل لدرجة الكفر الاصطلاحي ولكنه اشارة الى هذه الحقيقة .

قبل ان نواصل الرواية الشريفة نتعرض الى كلمة التوحيد لا اله الا الله هل هذه الكلمة هي بلغة نفي واثبات يعني هي لغة العقل النظري الفكري ام انها لغة القلب? ام هي لغتان معا? اصلا ما هي معنى الالوهية والوله? الهمزة في علم الصرف والعلوم اللغوية ليست اصلية وانما اصلها الاساسي اما واو او ياء او الالف بل حتى الف قيل ان اصله ياء او واو اي حرف العلة وله اله مألوه فالاله يعني مألوه فالمادة الاصلية من وله الوله يعني شدة الحب والتعلق الى درجة شديدة يسمى الوله والولهان فلا اله يعني لا وله قلبي ولا وظيفة قلبية وليس فقط وظيفة فكرية وفكر يعني اذا نترجم كلمة التوحيد بلغة القلب لا اله الا الله يعني لا وله للقلب الا الى الذات الالهية وهناك درجة التعلق اشد من العشق .

لذلك عندنا في الروايات كثير ممن يدمن على هذا الذكر قد يخاطب بانك كذبت لان قلبك لاهي بشيء اخر في شدة تعلق القلب بمتاع الدنيا فلا اله الا الله فقط لقلقة لسان اما بان ننفي كل تعلق شديد بشيء غير الله هذا من يستطيعه الا المعصوم ؟ رجال لا تلهيهم يعني على الدوام ...

النكتة اللي اكتشفها الزمنخشري حسب تعبير السيد عبد الحسين شرف الدين ان اية المودة ليست فقط تقتصر على فريضة المودة وليست تقتصر فقط على ان فريضة المودة اعظم فريضة هذا ذكره علماء الفريقين وانما تتعرض الى شيء اعظم فلا اله الا الله يعني كعبة انطلاقك في الوله يجب ان يبدأ من الله فاذا احب الانسان اولاده فيكون انطلاقا من امر الله او اذا احب الامور التي ترجع الى المعيشة فهو من امر الله فكل التعلقات القلبية والروحية منطلقة من التعلق الاصلي الاساسي وهو التعلق بالله هذه مجرد نظر بالنسبة الى عموم الناس والمؤمنين الا يكون تعلق اعظم من التعلق بالله .

النقطة الرابعة التي ذكرها الزمخشري وبينها شرف الدين انه ليس فقط يكون اكبر تعلق بالله ثم بالرسول ثم بذي القربى بل ان يكون سائر التعلقات من شعبة منطلقة من هذا التعلق وهذه اصعب الامور فهناك اربع اركان في اية المودة .

هناك بيان لامير المؤمنين عندما يشرح المودة وكذلك في القرآن انها الحرص القلبي الشديد جدا يود احدهم فامير المؤمنين يقول المودة في القلوب وائتلاف الارواح فعندنا الان ست محاور هذا فيه بيان نبوي متواتر وهو حديث جذع النخلة هناك رسول الله يقول المودة التي امرتم بها كوله الجذع بالنبي فهذا مربي ومدرس لكم وقدوة وقد اقسم النبي انه لو لم اعانق هذا الجذع واعده بالدخول للجنة لما سكت الى يوم القيامة فيقول هذه هي المودة التي امرتم بها وافترضت عليكم تجاهي وتجاه اهل بيتي فالوله قمة المودة .

اذن كلمة التوحيد لا اله بلغة القلب ولغة العقل الفكري معا فلا نفي والا اثبات هذه لغة الفكر لكن هو وله ياله مالوه المتأله يعني الواله فعنده من يؤله به ويعله فاذن نلاحظ انه في كبد التوحيد واساسه وهو التالیه ذكر فيه لغة القلب ونحن لا نقوم بهذه الوظيفة كما هي حقها لافی التوحيد ولا النبوة ولا الامامة لذلك مر بنا قد يقول الانسان لا اله الا الله ويخاطب انه كذبت وانما مجرد لقلقة لسان وهذا البحث موجود في سورة فاطر في ذيل الروايات الواردة فی ایة ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا .