الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/04/09

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الشعائر الفاطمية إثارات وأجوبة

 

بمناسبة الفاطمية نذكر نكتة مهمة مرتبطة بالشعائر الفاطمية هناك سؤال قد اثير ان الاعلام سيرة يدا بيد يحيون ذكرى شهادة الصديقة مرتين او ثلاث مرات يعني هناك ثلاث روايات موجودة رواية الخمسة والاربعين ورواية السبعين ورواية التسعين فبالتالي يحيون شعيرة العزاء والحزن على استشهاد الصديقة فاطمة بنت النبي ثلاث مرات او لا اقل مرتين فالسؤال الذي يثار ان الشهادة هي واحدة وليست ثلاث فهي لم تستشهد الا في يوم واحد فكيف يحتفون العلماء يدا بيد والمؤمنين والمؤمنات تبعا لهم بهذه الشعيرة ثلاث مرات او مرتين مع ان الواقع واحد هنا ؟ لماذا لم يبنوا العلماء على التعارض والتناقض? لماذا لم يبنوا على ان هذه الروايات بعضها موضوعة او اشتباه من الراوي وان كان سندها صحيح?

او مثلا مرقد العقيلة زينب الله عليها في الشام او في مصر فسيرة علمائنا على زيارتها في كلا المرقدين مع ان المرقد واحد فما هو منشأ هذه السيرة وما هو تخريجها الفقهي? ولماذا لم يبنوا على التعارض? وانما بنوا على كلا الامرين وكذلك مكان دفن الرأس المقدس العظيم لسيد الشهداء هل هو في مصر? او في عسقلان? او هو في موضعين في فلسطين? او في كربلاء او في الشام? فسيرة علماؤنا الاعلام طيلة عشرة قرون ولربما الائمة عليهم السلام بانهم لم يمنعوا شيعتهم عن الاحتفاء بهذه الاماكن المقدسة فما هو السر وراء ذلك?

فنلاحظ في المراقد وفي تعيين الوفيات مع اننا نعلم اجمالا انه هو واحد وليس متعدد وان كان هذا بالنسبة الى مرقد العقيلة زينب الحوراء كل منهما بنت امير المؤمنين سواء زينب العقلية الكبرى او غير الكبرى والا كلهن بنت أمير المؤمنين فمن هذا القبيل نرى موارد عديدة عند علماء الامامية في سائر الشعائر المرتبطة باهل البيت لا يبنون على التعارض ولا التناقض ولا الجعل ولا الوضع يعني حتى لو كانت الاسانيد صحيحة لا يبنون على التعارض يعني حتى لو كان احد الاطراف فيها اشتباه الراوي يحيوها كلها .

لا بأس هنا ان ننقل كلام السيد الخوئي استفتي من قبل اهالي البحرين ونشر في كتاب صراط نجاة وانا وقفت عليه وقبله في كتيب لاحد الفضلاء مسائل وردود جمعها وطبع في عهد السيد الخوئي السؤال الذي وجه للسيد الخوئي انه نحن في بلادنا عندنا مقام للامام زين العابدين او للامام المهدي او باسماء ائمة عديدين منتشر فما هي شرعية هذه الاماكن?

من اجابة السيد الخوئي يفهم بان الاحتفاء بكل هذه مشروع فما هو السر في ذلك? طبعا ذكر السيد الخوئي الوجه في ذلك لا انقله الان اريد فقط الاثارة كي نلتفت الى نكتة مهمة في التراث وفي شعائر التراث بما يرتبط بالشعائر والشعار بما يرتبط بالتراث .

الجواب يرتبط بعدة امور الان شهادة الصديقة هي احد الموارد نحن كلامنا في صدد الجواب الصناعي بغض النظر عن الايحاءات وانما حسب الموازين الظاهرية والصناعة ما هو وجهه? والمعروف عن احد الفقهاء السيد محمد جعفر المروج انقل عنه بواسطة واحدة انه كان مدة مديدة في صدد ان يرجح احد الروايات الثلاث على الاخرى وان كانت فيها اكثر من خمس روايات او اكثر من خمسة في استشهاد الصديقة فكان يريد ان يرجح احداها فاخذ مدة مديدة ثم انصرف عن ذلك لانه التفت الى انه ترجيحه خطأ واحياء الثلاث هو الصحيح والنكتة في ذلك هو المنهج في الشعائر وفي التراث .

انا اطرحه بصيغة صرفة صناعية ولا صيغة عواطف ولا احاسيس وان كانت العواطف لاهل بيت صادقة فكيف نحن نرتب هذه العبادة على امور ثلاث حيث الشعيرة عبادة? هل هذا تشريع على خلاف الواقع? الفقهاء يجيبون بالنفي وانما تشريع يصيب الواقع في ثلاث خيارات .

ايضا نفس السؤال وجه للشيخ بهجت وانا سألته بنفسي قلت له هذه الاذكار الخاصة وغيرها كيف هي يعني? وكان احد احفاد المراجع الكبار موجود سأله نفس السؤال فطرحنا سؤالين بنمط واحد فالشيخ اجاب بجواب واحد .

طبعا الاذكار الواردة بدليل خاص من الائمة لها خصوصيتها ولا كلام فيها الكلام في الاذكار التي ليست واردة بنص خاص او بنص ضعيف او غير ضعيف يعني العبادات الموجودة في مفاتيح الجنان بعض اسانيدها مرسلة هل من باب قاعدة في التسامح في ادلة السنن ام ماذا? اذ في قاعدة التسامح في ادلة السنن انا لا اعلم بالخلاف ولكن هنا انا اعلم بالخلاف يعني اما فاطمية اولى اوثانية اوثالثة فعلماؤنا يعتبرون احياء الفاطمية الاولى والثانية والثالثة رجحان واقعي لا ظاهري وان كانت الشهادة واقعة في واحدة .

كلام السيد الخوئي بانه انت لما تزور زينب في مصر او في الشام انت واقعا اتيت برجحان التقرب للعقيدة فهو ليس فقط من باب الاحتياط والاحتياط راجح نعم هذا لا بأس به ولكن فتاواهم ليست من هذا الباب وانما رجحان واقعي وليس ظاهري انتم لاحظوا لسان قاعدة من بلغ لا يبني على انها تفيد الرجحان والاستحباب وانما من باب الاحتياط وهذا مبنى السيد الخوئي والاحتياط كما قال الاعلام ان اصاب الواقع فهو والا فقط من باب الانقياد بينما فتوى السيد الخوئي هو الرجحان والرجحان ذات تشريع حقيقي .

الشيخ الانصاري عنده فتوى نسيتها حول المراقد المنتشرة في العراق وايران فيما كانت مرتبطة بذرية النبي والتي لا يعلم باستحداثها هذه المراقد اذا علم باستحداثها فحكمها واضح وليست لها اصالة في التاريخ لكن هناك مراقد لا يعلم باستحداثها فضلا عن انه يعلم بجذورها الضاربة كما في مراقد الائمة المعصومين اما غيرهم كالدائرة الاصطفائية الثانية واكثر ذراريهم فكيف ؟

فهنا عدة صور تارة نعلم بالاستحداث فهذا واضح امره وتارة نعلم بان جذورها ضاربة في التاريخ كالامام المعصوم هذا ايضا واضح حكمه وتارة لا نعلم يعني الى مئة سنة او مئتين سنة فنعم اما اكثر فلا كالقبر الذي ينسب للشريفة بنت الحسن الى مئتي سنة وذلك في الوثائق التاريخية العثمانية والبريطانية موجودة فهذه المراقد يعمل بالظاهر ولا يبنى على انها واقع .

او مثلا هذا المسجد لعله قبل مئة سنة كان مغصوب ولعله ما كان مسجد ، فهنا تبني على الظاهر فهناك فتاوى للنراقي وللشيخ الانصاري ولكثير من الكبار اذا لم يعلم به ما هو حكمه? يقولون بالظاهر يؤخذ فهذا الرجحان لا يبنون على انه ظاهري وانما واقعي .

هناك ذكرنا قاعدتين او ثلاث قواعد وهما واقعيتان كيف الظاهر يتبدل للواقعي? فهل نحن مصوبة في مقابل المخطئة? هنا كأنما علماء الامامية صاروا مصوبة مع انه معروف عن المذهب خلاف ذلك ، نعم في المعصوم فقط مصوبين اما الباقي مخطئين ، فهنا لماذا التزموا بالتصويب? فهم يحيون ثلاث فاطميات لاجل امر واقعي فهذا تصويب اشد افراطية في التصويب .

هذا كله نذكره كي نلتفت الى ان التراث كيف نتعامل معه? الان المساجد العادية لا يشترطون العلم بتعاقب اليد مثل قبور الائمة وقبور البقيع وقبر النبي ومكة والمسجد الحرام وانما تبني على الظاهر ولكن هذا البناء على الظاهر لا يكتفون به وانما يجعلوه بناء على الواقع فكيف يتبدل? وما هو الوجه الصناعي فيه? هناك كان شخص من البيوت طعن في خطيب ايراني انه هذا يأتي بتصوير للمصائب اصلا ما انزل الله بها من سلطان قلت والله لن يكذب ولم يكذب والان سوف اتي لك بوجه صناعي لذلك وهو نفس هذه النقطة التي ساذكرها .

انا اذكر واثير اثارات متعددة لان بينها جامع صناعي يجيب عن هذه التساؤلات ان هذه حقيقة وليست زخرف وليست تمهل بل حقيقة والاثارة للذهن اهم من الخوض السريع في الاجوبة .

هناك وجه اتبناه في روايات من بلغ يختلف عن اشكالية المتأخرين حيث المتقدمين يرون قاعدة من بلغ تفيد الاستحباب الشرعي الواقعي ظاهري وقسم يرى ان قاعدة من بلغ تفيد الاستحباب الشرعي الظاهري يعني ان اصاب الواقع فبه والا فلا وقاعدة تسامح في ادلة السنن تقول ان التراث الروائي الذي ضعيف اكترث به على نهج كل علماء الامامية فمن يرى استحبابه الواقعي فواضح وان لم يكن في الواقع كانما تصويب وقاعدة من بلغ الظاهري فهو من باب الاحتياط على رأي المتأخرين الشيخ الانصاري فما بعد انها لا تفيد الاستحباب الواقعي ولا الظاهري ولكن من باب الاحتياط العقلي .

فهناك ثلاثة اقوال رئيسية في قاعدة من بلغ اما يكون استحباب واقعي او استحباب ظاهري او احتياط ، فالقدماء يلتزمون بالقول الاول المتأخرين صار عندهم استحباب ظاهري ، وصلت النوبة الى الشيخ الانصاري ومن قبله بشيء يسير والى الان السيد الخوئي وهو الاحتياط وانا التزم بالقول الاول يعني احتياط واقعي او استحباب واقعي وهذا ليس تحكما او استذواقا وانما لنقطة صناعية ساذكرها الان جوابا عن هذه الاسئلة المتعددة التي اثرناها فحتى على كلام متأخري الاعصار قاعدة التسامح في ادلة السنن يقولون غير ثابتة ولا تفيد الاستحباب الشرعي الظاهري فضلا عن الواقعي لكنهم قالوا بان الاحتياط العقلي راجح .

طبعا الروايات ضعيفة تارة نعلم بانها خلاف الواقع هذا بحث اخر ولكن بعضها مثل ايام الفاطمية نعلم بان الثلاث المجموعات معا خلاف الواقع مع ذلك عملوا بها او مرقدين للعقيلة كذلك ، فعلى الاقوال الثلاثة في قاعدة من بلغ واشدها انكارا لهذه القاعدة القول الثالث ولعلمكم روايات قاعدة من بلغ صحيحة السند عند الكل مع ذلك المتأخرين قالوا لا تفيد الاستحباب الشرعي الظاهري فضلا عن الواقعي وانما تفيد الاحتياط هذه الاقوال الثلاثة تفيدنا نقطة مشتركة مهمة وهي انه علينا ان نعتني بالتراث الضعيف في العبادات ، فحتى المتأخرين يقولون احتط في الروايات الضعيفة اكترث عقلا بها ولا تعزب ولا تعرض عنها اياك والوسواس الخناس المعرضون عن العبادات .

اذن هناك نقطة مشتركة بين الاقوال الثلاثة في قاعدة من بلغ بين من ينكرها او من يثبتها نقطة مشتركة وهو الاكتراث بالتراث فراجح عقلا ان تعمل بكل التراث وهذه نكتة مهمة اولا في تعاطينا مع التراث مع ان هذه عبادات ولو عبادات مستحبة قلنا في روايات من بلغ التي هي صحيحة السند عند الجميع ومصدرها في الوسائل المجلد الاول ابواب مقدمات العبادات وكذلك تستطيعون ان تراجعون مستدرك النوري والبحار وجامع احاديث الشيعة فتكون مستفيضة قطعا وهذه الروايات فيها انه اذا بلغك ثواب على عمل عبادي واتيت به رجاء ذلك الثواب يعطيك الله ذلك الثواب بعينه وان لم يكن كما بلغك فهل هو التصويب? يعني حتى لو التزمنا بقول متأخري الاعصار انه صرف احتياط هذا المعنى لم ينكره الشيخ الانصاري الى السيد الخوئي فضلا عن المتقدمين انك تعطي وعدا الهيا وتعطي الثواب الخاص وان لم يكن كما بلغك مع انه في الواقع ما صدر هذا الحديث عن الائمة ولا عن النبي .

فقاعدة من بلغ تجري حتى في الروايات الصحيحة السند في العبادة فلعل الراوي الثقة اشتبه ولم يكن في الواقع كما روى فهناك وعد الهي بان تعطي ذلك بعينه وقلنا مورد البحث ليس العلم بالوضع او بالجعل او العلم بالدس ، فنحن في قضية الفاطمية او المراقد نعلم بانه ليست كليهما ، كيف انا اثاب على زيارة العقيلة في الشام وفي مصر واثاب على زيارة رأس الحسين في كل هذه الاماكن ؟

هناك عدة وجوه واقعية وعدة وجوه ظاهرية طبعا الشيخ الانصاري شيئا ما اشار الى ذلك في مبحث حجية الظن ان هناك عدة وجوه واقعية وعدة وجوه ظاهرية ... وانا اكثر في البحث لان القالب الصناعي اهم من الدخول في التفاصيل فيجعل عندك سلاح علمي تكمم به افواه المشككين ، هذه الوجوه الصناعية الواقعية التي لا ربط لها بالتصويب ولكن كانها تصويب هي متعددة وليست واحدة هذه الوجوه الموضوع بحسبها ليس قابل للتخلف يعني ليس كل موضوع ظاهري يخطئ ويصيب وانما يصيب على اية حال ففي قاعدة من بلغ هناك من يرى الاستحباب الواقعي وهذا الفرض لا يتصور فيه الخطأ والاصابة فهو يصيب مهما كان وان لم يكن في الواقع يعني يمكن ان نوسع تشريعات الله عز وجل بسبب اشتباه الرواة الثقات العدول ؟ كلا حتى في قاعدة من بلغ تجري في الروايات الصحيحة الذي الراوي قد يخطئ ويشتبه فلا يضيع العمل بل لن يضيع حتى هذا الثواب الخاص الذي اخطأ فيه هذه الثقة .

الوجه الواقعي الاول :

وهو مرتبط بالوجه الثاني وان كانا هما وجهان وليس وجه واحد ان هذه العبادات كاحياء ذكرى الصديقة ومظلوميتها وظلامتها بما فيها من دروس وبصائر عقائدية عظيمة هذا يندرج تحت عمومات واقعية وهي احياء شعائر اهل البيت ع وهذا يندرج تحت عمومات واقعية واشار له السيد الخوئي والشيخ بهجت وغيره من الاعلام والشيخ الانصاري قبلهم وهو احياء ذكر اهل البيت او احياء ذكر الله هذا الذكر واقعي وليس ظاهري لا ربط له بانه صادف رواية السبعين او الاربعين او التسعين فذكر اهل البيت غير مقيد بزمان خاص وكذلك ذكر الله ، فالعبادة بالطبيعة العامة مشروعة واقعا وليست مشروعة ظاهرا .

فجواب السيد الخوئي هكذا كان قال اي موضع يوضع عليه اسم اهل البيت هو بنفسه راجح واقعا بغض النظر عن هذا المنشأ ، فنفس ذكر الله وذكر اهل البيت عبادة راجحة واعظم بل هي تدشين العقيدة الحقة واحياء لها في قلوبنا وافكارنا والتربية العقائدية اعظم من التربية العبادية ، وكذلك المستحدثة اذا لم يكن قصدنا انها واقع ضاربة في التاريخ وانما نعلم ونبين ان هذا مستحدث وهو منشأ لذكر اهل البيت بشرط ان لا يدلس ولا يكذب فيه اما في غير المعلوم نحن صادقون في كل الزوايا ، فغير المعلوم نقول مقدار ميزانيته هكذا انه الى مئتين سنة عندنا دلائل لا اكثر وهو لا يستلزم ولا يتوقف على الدلائل .

فعموم العبادة هذه ليست فيه بدعية وعموم احياء ذكر اهل البيت لا يوجد فيها اي بدعية الخصوصية لا دخل لها بالمشروعية زيارة الحسين في نفسها عامة يوميا في كل ساعة بغض النظر عن الادلة الخاصة الصحيحة .

في زيارة الاربعين الواردة في كتاب التهذيب مسندا او كتاب مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ايضا ومصادر عديدة وابن طاووس كلها مسندة او مروية اصل زيارة الحسين مشروعيتها ليس من الادلة الخاصة وانما من العمومات لذلك شخصيا انا ابني وطبعا لم ار من قال بهذا ولكن انا اتبناه ان مشروعية قاعدة من بلغ ليست هذه الروايات الصحيحة وانما العمومات العامة في العبادات والروايات الصحيحة منبهة على هذه النقطة الصناعية لذلك هناك استحباب واقعي في قاعدة من بلغ .

هناك فتوى للسيد الخوئي تبعا للسيد اليزدي يقول تستطيع ان تأتي بصلاة جعفر الطيار في صلاة الفريضة فانت تقصد صلاة الفريضة ولكن تأتي بها بشكل جعفر الطيار مثلا عندك صلاة الظهر والعصر قصرا في السفر تأتي بهما بهيئة صلاة جعفر الطيار فتثاب ثوابين فانت تقصد الفريضة لاالنافلة لكن الهيئة التي تأتي بها هي هكذا يعني قبل ان تركع تقول خمسة عشر مرة سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ، طبعا السيد اليزدي ما قال صلاة القصر وانما قال صلاة الظهر فتأتي بها تماما في الحضر فبدل ان تقول ثلاث مرات سبحان الله في الثالثة والرابعة تقول خمسة عشر مرة قبل الركوع بالتسبيحات الثلاث.

فالفقهاء لا يحسبون انفسهم كالرواة جموديين على اللفظ وانما يعتبرون النص قالب صناعي وليس قالب لفظي فكيف افتى السيد اليزدي وبعض محشي العروة بان صلاة الفريضة تأتي بها بهيئة صلاة جعفر الطيار من دون ان تقصد صلاة جعفر الطيار وانما تقصد صلاة الفريضة فتثاب ثوابين .

فهنا استدل السيد اليزدي والسيد الخوئي وغيره من الاعلام بعموم الذكر في الصلاة مستحب وقراءة القرآن في الصلاة مشروعة ان تقول في الركوع عشر مرات سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وارفع رأسك من الركوع و ايت مرة اخرى .

حتى قضية الشهادة الثالثة في التشهد نكاته الصناعية هنا لانه هذا ذكر مطلق عند السيد الخوئي اذن احياء ذكرى فاطمة سواء في الاولى ولو لم يطابق الواقع هو ذكر فاطمة تربية وبصائر عقائدية تقع بغض النظر عن تطهير النفوس والافكار من السموم المعادية لاهل البيت .

طبعا السيد جعفر المروج التفت للنكتة ان انشداد المؤمنين لفاطمة ما ربطه بان الشهادة الواقعية هي الاولى او الثانية او الثالثة ؟ فالانشداد حاصل بل ربما هذا الانشداد الحاصل يحصل في غير الواقعي اكثر من الواقعي مثلا اذا تعارف عند المؤمنين زيارة الحسين او زيارة احد معصومين في يوم ما لم يرد امر خاص به ولكن عند المؤمنين اقبال بيئي ظروفي من الملابسات في هذا اليوم شيء عظيم فلا مانع بان تختار هذا اليوم لعموم زيارة المعصومين مثلا عند بعض المؤمنين في ارض عرفات يصلون صلاة جعفر الطيار فهو راجح وان كان يستحب في ارض عرفة الاتيان بمئة ركعة بعد الزوال كما في الرواية فالعمومات الواقعية هي اكبر مشرع .

فعند المشهور اصل المشروعية ليست من الادلة الخاصة التي قد تخطئ وقد تصيب هذه العمومات الواقعية التي هي قطعية لا تخطئ ولا تصيب بل تصيب قطعا من ثم المشروعية الموجودة في قاعدة من بلغ بالدقة ليست للروايات الخاصة انا شخصيا لم اجد من نبه على هذه النكتة وهو وجه متين جدا لبيان قاعدة من بلغ انه تثبت الاستحباب الشرعي الواقعي وليس الظاهري .

الوجه الثاني :

ايضا وجه واقعي لا بأس نذكره وهي قريبة التوافق مع النكتة الاولى ولكنها مختلفة وقد اشار لها الشيخ الانصاري بمبناه في المصلحة السلوكية حتى المرحوم الشيخ المظفر او ربما النائيني يقولون هل هذا تصويب جديد اتى به الشيخ الانصاري? قالوا ليس تصويب وهذا الوجه ربما ذكره مشهور الاعلام وهو ان الانقياد والفعل في نفسه راجح ففرق الانقياد عن الطاعة ما هو؟ فالانقياد غير مرهون بالواقع وانما مرهون بالقصد والنية وهذا الانقياد كما يقول الشيخ الانصاري لربما ثوابه اعظم باضعاف من الطاعة في قبال التجري والمعصية فعندنا انقياد في مقابل التجري وعندنا طاعة في مقابل المعصية.

الوجه الثالث :

هو قاعدة من بلغ بالمعنى الاخر الذي يقوله الاعلام الظاهري .

الوجه الرابع :

هو القواعد الظاهرية التي اشرت لها في هذا الكتيب قاعدة اليد قاعدة ظاهر الحال قاعدة الشهرة فانا ذكرتها عن الاعلام في هذا الكتيب .

الوجه الخامس :

الاحتياط في نفسه راجح واللطيف ان الشيخ الانصاري الى السيد الخوئي قالوا الاحتياط الذي هو مفاد قاعدة من بلغ لا يبنون على انه استحباب شرعي ولا استحباب ظاهري قالوا لكن الثواب واقعي مع انه احتياط صرف لكن قالوا الثواب واقعي .