46/04/02
الموضوع: فقه القلوب والوظيفة الاعتقادية الكبرى
لا زلنا في مبحث فقه القلوب ومر بنا ان من اعظم ثمرات وغايات هذا العلم خلافا لما ينطبع لدى الاذهان ان فقه القلوب هي عقائدية قبل ان تكون رياضة روحية اخلاقية ، يعني الاداء الوظيفي الاول لفقه القلوب هو عقائدي يعني القيام واداء الوظيفة العقائدية واصل امتثال الاعتقاد في التوحيد في النبوة ، فالاسلام والايمان ليس مجرد فعل فكري وانما اقرار باللسان واعتقاد في الجنان يعني في الجوانح وعمل بالاركان .
هناك قاعدة فقهية ذكرها الفقهاء في الاسلام والايمان معا ولها ربط ببحثنا قالوا لايكفي في شرائط الاسلام الظاهري او الواقعي لايكفي مجرد الاقرار بالشهادتين او الشهادات الثلاث الشيء الزائد عدم انكار الضروريات للاسلام الظاهري او الواقعي ، من ثم انكار مودة وفضائل اهل البيت في القرآن يخرج حتى من الاسلام الظاهري ويكون منتحل للاسلام وبضرورة علماء الامامية لايترتب جميع اثار الاسلام على الاسلام الظاهري ، ولاتصل على احد منهم مات ابدا ولاتقم على قبره فكيف يكون مسلم واقعي والنبي لايدعو له ولايستغفر له ولذلك والله يشهد ان المنافقين لكاذبون .
يعني هم شهدوا بالشهادة الثانية هذه الثانية يقول الله عز وجل ليست واقعية وذلك في سورة المنافقين وفي سورة التوبة وفي سورة عديدة يعني لا وجود لها يعني يقول ليس الاسلام واقعي عندهم فالله يكذب المنافقين في اقرارهم بالشهادة الثانية في سور عديدة لذلك القرآن نفسه يقول لا تصل على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره اذن الاسلام الظاهري يترتب عليه ثلاث اثار كما يترتب على اهل الذمة فاذن الاسلام الظاهري او الواقعي ليس صرف الاقرار منك لابد ان يتقارن بعدم انكار الضروري من ثم ولاية اهل البيت مأخوذة في الاسلام الظاهري والواقعي معا اما في الظاهري فان لا ينكر المودة وفضائل اهل البيت في القرآن والا يخرج حتى من الاسلام الظاهري ويكون ممن انتحل الاسلام وهذا قسم اخر ذكره القدماء من المفيد الى ابن ادريس .
الفقهاء عندهم شرط اخر الا يستخف ولا يستهزئ بالمقدسات العظيمة جدا فاذا استهزأ بالنبي سبا او بالائمة واساء الادب معهم او مع القرآن بشكل سافر شنيع او مع الكعبة او المقدسات العظيمة لا يحكم عليه حتى بالاسلام الظاهري فضلا عن الاسلام الواقعي فصرف الاقرار لا يحقق الاسلام الظاهري فضلا عن الواقعي لا بد من عدم انكار الضروريات وان لا يستخف لذلك بحث الفقهاء في سب النبي او الائمة او المستخف بالقرآن او الكعبة بانه يكون مرتد كافر فثلاث اركان ذكروا في الاسلام الظاهري فضلا عن الواقعي فضلا عمن يشتم امير المؤمنين او اهل البيت ما يحكم حتى بالاسلام الظاهري من ثم عند كل فرق المسلمين النواصب لا يحكم باسلامهم الظاهري وانما هو منتحل للاسلام وليس مسلم ظاهري وما تترتب عليه احكام الاسلام .
فهذا شرط مهم وهو من وظائف القلب وليس من وظائف الفكر كن مؤدبا مع النبي ومع ال البيت والكعبة والقرآن والادب درجات والاستخفاف درجات المقصود هو الاستخفاف والاستهزاء الشديد والهتك الشديد بهذه المقدسات العظيمة والا تحبط اعمالك والا هناك اساءة ادب ليست بتلك الدرجة الشديدة مثلا يعلي صوته على النبي وهذا حرام كبير لكن لا انه يرتد عن الدين يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون يعني حتى ايمانكم يروح ان الذين يغضون اصواتهم يعني هناك غض الصوت وغض للبصر يعني نبرة الصوت ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك امتحن الله قلوبهم للتقوى .
يقول الامام زين العابدين في سورة الحجرات فيها تعظيم وتفخيم واجلال للسيد الانبياء كتبه الله لنبيه لم يكتبه حتى الملوك لانفسهم تعظيم وتفخيم وتأدب مع ساحة النبي مع انهم يذكرون ان بعض الصحابة كان يعلي صوته في محضر النبي فلما اكثر القوم اللغط وتصايحوا قال ص قوموا عني فانه لا ينبغي عند نبي تنازع .
هذا بخلاف التسليم علي ع فان اطوع الناس لسيد الرسل هو امير المؤمنين بل ورد ان امير المؤمنين اطوع الناس في بني هاشم وفي اهل البيت لسيد الانبياء اطوع الناس باطلاقهم وهذا يدل على مدى الارتباط الروحي فهذا الجزء الثالث الذي ذكره الفقهاء في مسألة ساب النبي وكذا في مسألة من احدث في الكعبة متعمدا .
ثم ذكر الفقهاء في ابواب الحدود استخرج منها جزء اخر شرط في الحكم بالاسلام الظاهري او الاسلام الواقعي وهذا الشرط مرتبط بفقه القلوب يعني ليس فقط تميل قلبا الى النبي وليس فقط ان تقر بلسانك للنبي ولاهل بيته وانما يجب ان تراعي الادب في اللسان وفي الحركات وفي زياراتهم ولمراقدهم تراعي الادب وفي التعامل معهم لاحظ الاية الكريمة وقد نزل عليكم الكتاب اذا سمعتم ايات يكفر بها ويستهزأ بها فايات الله ليست هي الله يعني هذا يؤثر عليك انت نفسانيا انكم اذن مثلهم اذا بقيتم في هذا المجلس الذي يشتم فيه ويستهزأ بالنبي او باهل بيته نعم اذا منطقي علمي حجاجي بحث اخر اما الاستهزاء هذا هو عداء بغيض عمى مرض ام حسب الذين في قلوبهم مرض يعني عداوة النبي واهل البيت ان لن يخرج الله اضغانهم .
فهذا الجزء الثالث مرتبط بالادب طاطا كل شريف لشرفكم يعني ايماء ، ايماء للركوع والسجود وليس هو الركوع والسجود وبخع كل متكبر لطاعتكم فهذا فعل قلبي في اصل الايمان فاذن فقه القلوب ليس مجرد الفائدة فيه هو تزكية الاخلاق والرياضة الروحية المعنوية فالغاية العظمى منه هو اصل العقيدة وتحققها .
نأتي لفظة لا اله الا الله ، الالوهية قبل ان تكون معرفة فكرية بالدقة عبارة عن ميول قلبية مأخوذة من الوله ولها اشد من المودة واعلى درجة منها اذا اشتدت المودة تصل الى درجة الوله فالتاليه في الحقيقة ولهان القلب ومشاعر الباطن تجاه الباري تعالى لذلك ورد في بيانات الوحي ان عموم المسلم او المؤمن عندما يقول لا اله الا الله لها ثواب عظيم ويثاب وعليه فهو ذكر عظيم شريف وله اثار معرفية كبيرة جدا ولكن ورد انه لا يقولها صادقا الا المعصومين والا البقية لا يقولوها بصدق وان اثيبوا عليها لان المعصومين سيما اهل البيت هم الوحيدون الذين يحوم قلبهم حول الله يعني قلبه في طواف دائم حول الله .
هذه روايات مستفيضة عندنا في سورة فاطر ان المعصومين يمتازون بهذه الميزة ان قلوبهم تحوم وتطوف حول الله يعني توجهها ولهوها الى الله رجال لا تلهيهم اللهو في القلب والفكر فهم لا فكرا يشغل قلبهم عن الله ولا قلبا يهرب قلبه عن الله وهذا البحث فسره اهل البيت في بيانات عديدة .
يأتي البعض ويقول هل المناجاة لخمسة عشر للامام زين العابدين? نقول مضامينها مطابق والمحكمات الموجودة في بيانات السجاد في مناجاة المحبين والشاكرين والتائبين والخائفين والمتوسلين والراغبين والشاكين والراجين والراغبين المريدين والمحبين والمعتصمين والعارفين والمريدين يعني بيانات رهيبة اي بشر يستطيع ان يتقن هذه المفاهيم ؟ هذه كلها توجهات القلب .
نلاحظ هذه الاية في سورة النور رجال لا تلهيهم لا فكر ولا قلب ولاتجارة ولا بيع عن ذكر الله وعلى صعيد الفكر وعلى صعيد القلب والخواطر القلبية ورد في روايات الفريقين انها في اهل البيت نور الله نور السماوات مثل نوره في بيوت رجال وورد في روايات الفريقين ذكر خديجة وحمزة ايضا يعني الدائرة الاصطفائية الثانية في بعض الايات التي هي للدائرة الاصطفائية الاولى ذكر في روايات الفريقين بعض الاسماء النجمية اللامعة الاصطفائية الثانية لاهل البيت كحمزة وجعفر وخديجة وهناك آيات مختصة بالعصمة نعم عصمة الدائرة الاصطفائية الثانية اقل شأنا من الدائرة الاصطفائية الاولى لا انه في مستوى واحد كما ان الانبياء بينهم تفضيل النبيين ليسوا في درجة واحدة.