46/03/11
الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية (45)/ ️اعتبار كتب المقاتل المتأخرة/
لازلنا في هذا المبحث وهو سلسلة اعتبار كتب تراث عاشوراء والكتب المتأخرة وكتب المقاتل وهذا مبحث حساس وان لم يكن البحث في كثير من ابعاده وجهاته مختصا بتراث عاشوراء بل نستطيع ان نقول تراث سيرة المعصومين الاربعة عشر او نستطيع ان نعمم في كثير من ابعاد هذا البحث الى تراث الحديث او تراث الدين عموما فهي قاعدة مهمة خلافا لما اشتهر في الالسن عند طبقات العلماء الاعلام رضوان الله تعالى عليهم ان البحث التاريخي سهل المؤونة وليس من التعقيد والتشدد فيه كالتشدد والتقييد الموجود في فقه الفروع وقلنا هذه المقولة من الاعلام مسامحية جدا .
هناك نكتة مهمة وربما يشير له بحر العلوم وصاحب الفصول وصاحب الجواهر باختلاف العبائر وباختلاف البيان ان ارتكاز المشهور احرى بالاهتمام والاكتراث من تصريح المشهور في العلوم الدينية عموما، وهذا ما ابحثه لانه طويل الذيل لكن اجمالا هكذا ان ارتكاز المشهور امتن من الاقوال التفصيلية ، ولماذا هذه الفائدة اقحمناها لان ارتكاز المشهور كما نستقرئه هو على خلاف ما يدعون انه تسامح في التاريخ بالعكس التاريخ الديني البحث فيه كما مر امس يطلب فيه الوصول الى الواقع باوسع حدوده وبحسب القدرة والبحث فيه مستدام بينما في فقه الفروع ليس غرض الفقيه كشف الواقع بما هو هو وانما هدف الاستنباط في فقه الفروع هو تحصيل المعذر والمؤمن من العقوبة ولو كان حكما ظاهريا هذا هدف الفقه بينما في التاريخ الهدف الوصول للواقع باوسع مدياته فايهما اصعب؟
وهذا شبيه بالاحتياط ، فهنا احتياط في المنهج العلمي في التاريخ من ثم في التاريخ لا يمكن لمن يعقل المنهج التاريخي عموما وخصوص التاريخ الديني لا يعقل في هذا المنهج اللي هو مبني على الاحتياط في المنهج العلمي لا يعقل الاستبعاد وابعاد اي قصاصة و اي مادة و اي احتمال و اي محتمل ، وعدم الاستبعاد لا يعني انه تراكم عشوائي فوضوي هوجي كلا وانما التراكم منسق بموازين وضوابط ، فكونك انت تراعي كل الاحتمالات وكل الروايات وكل المصادر والكل في الكل ليس معناه الصلح في الكل وانما بموازين وبضوابط .
وهذا مثل نظرية تراكم الاحتمالات فكل احتمال لا تفرط فيه سواء خمسة بالمئة او خمسين بالمئة ، فخمسة بالمئة يبقى خمسة بالمئة ولا تفرط فيه وتعتني بكل شيء من الاحتمالات انا كل شيء خلقناه بقدر فاذا صار بقدر وبنظم صار ميزان موزون ، فلا تفرط كن سويا واقيموا الوزن بالقسط فهذا معناه لا انه الافراط والمغالاة او التفريط والتقصير كلا ، فلا الغلو في الاحتمال العلمي ولا التقصير فيه .
فاذا هذا هو التاريخ الديني منهجه قائم على مراعاة كل القصاصات ، ناتي هنا لكم بمثال علمي صناعي في علم الاصول ، الوحيد البهبهاني ممن ذهب الى الانسداد وهو مجدد علم الاصول تلميذه بحر العلوم وتلميذه الشيخ جعفر كاشف الغطاء وتلميذه الميرزا القمي والنراقي وصاحب الرياض ومفتاح الكرامة وصاحب الجواهر عشرات زرافات من الاعلام الاوتاد في الساحة العلمية تلاميذه ما شاء الله بركة وكلهم نجوم وحتى يقال ان الشيخ الانصاري دار البلدان ليلتقي بتلاميذ الوحيد لانه لم يدرك الوحيد ، فهذا الفحل وهو الوحيد مدرسته الانسداد في الاصول وكذا تلاميذه الطبقة الاولى والطبقة الثانية كذلك والطبقة الثالثة صاحب الجواهر كذلك الطبقة الرابعة اللي ما ادركوه مثلا ابناء الشيخ جعفر كاشف الغطاء الشسيخ موسى الشيخ علي الشيخ حسن ثلاثة من الطبقة الثانية والطبقة الثالثة صاحب الجواهر وامثاله والطبقة الرابعة التي لم تدركه هي الشيخ مرتضى الانصاري ايضا انسدادي ، نفس صاحب المستمسك سيد محسن الحكيم رحمة الله عليه انسدادي واستاذنا السيد محمد الروحاني الله يرحمه انسدادي ، فالانسداد نظرية عريقة ولو انا شخصيا لست انسدادي .
بغض النظر عن صحة النظرية نتيجة او عدم صحتها هناك زرافات من العلماء بنوا قرنين ثلاثة على نظرية الانسداد في علم الاصول ونظرية الانسداد في منهجها لا تفرط في اي رواية من روايات كتب الحديث راجعوا انسداد الرسائل وانسداد الكفاية انسداد النائيني والعراقي والكمباني والسيد الخوئي الانسدادي يعني انه لا يفرط في صغيرة ولا كبيرة ، فهو انفتاح ولكن اسما هي نظرية الانسداد فلا يفرط في اي رواية في تراثنا ، يعني بعد ليس طالاخباريين فقط الكتب الاربعة وانما هذا فتح الباب كاملا .
الان ما الفرق بينهم وبين الحشويين سواء من الاخباريين والاصوليين اي القشريين السطحيين الجموديين منهم ؟ فلا تصغ لمن يخدعك في العلم اكبر خطر هو الخدعة والخديعة في العلم اياك ان تخدع في العلم والعلوم الدينية يجب ان تبصرها انت بنفسك ، الانسدادي قائل بان كل الروايات وكل كتب الحديث محل اعتبار ، فكل شاردة وواردة في كتب الحديث كلها معتبرة هذه النقطة الاولى اما النقطة الثانية انه درجات الاعتبار ليست متساوية بل متفاوتة ونقطة ثالثة عند الانسداديين وهم جمهرة كبيرة من فحول العلماء ان نظم هذه الظنون وهي ما شاء الله بحر طمطام نظمها بموازين صناعية فقهية واصولية وليس بشكل عشوائي وهوجائي وخوائي ، هذا هو الفرق بينهم وبين الحشويين .
اذن الانسدادي ليس حشوي وقشري وجمودي وسطحي وانما بموازين ينظم المعلومات ، بموازين صناعية فقهية اصولية فيستخرج النتائج صحيح ان الانسدادي يقول باعتبار كل الروايات وكل كتب الحديث ولا يستبعده ويقول المساس بكتاب من كتب الحديث جناية على الدين وعلى تراث الدين فمن يفرط في كتاب من كتب الحديث يتطاول على مصادر الدين ، وهذا ليس فقط كتب الحديث بل كتب التاريخ الديني وكتب المقاتل يعني نظرية الانسداد ما تنحصر بفقه الفروع و انما في العلوم الدينية طرا ، فاذا تفرط انت تجني وتريد ان تعدم وتبيد التراث الديني ، فاذا تطبع كتاب وتحذف من عنده بعض الابواب هذي ليست امانة ، للاسف في عصرنا تطبع بعض الكتب لكن تحذف منها ابواب لم هكذا ؟ اي امانة هذه؟ ابواب تحذف مع ان جهات معتبرة تطبع هذا الكتاب فهذا تراث لا يمس ، فاما لا تطبع الكتاب او اذا طبعته فاطبعه بامانة اما تطبع على مزاجك اللي يصرف لك تطبعه ولا يعجبك لا تطبعه انت ليس وصي على المذهب والتراث ليس لاحد الوصاية على التراث .
فالانسدادي يذهب الى ان التفريط في اي تراث من التراث الديني ككتب التاريخ الديني وكتب المقاتل وكتب الحديث هذا جناية لا تغتفر ولو بنسخ مختلفة ، لم؟ لان الانسداد نظرية منفتحة على كل التراث الديني لكن ليس بشكل فوضوي عشوائي ولكن منظم باختيار درجات الاعتبار ولذلك عند الانسداديين هذه الاصطلاحات الظن بالطريق والظن بالواقع والظن المانع والظن الممنوع والظن الاقوى والظن الاضعف ووو ... فدرجات عندهم ونسق ونظم ، اما انت تعبث بمصادر الدين اي امانة هذي؟ او تريد تلغي طباعة كتاب او كذا او عدم طباعة كتاب وتسيس طبع التراث الديني هذا بحث اخر هذا ليس بصحيح وليس بامانة ، فتراث الدين لا تعبث به اما اطبعه كما هو او لا تقدم ، لان الانظار مختلفة سواء على الانسداد او غير الانسداد ان التراث الديني كل ورقة في التراث الديني لا يعبث بها .
رحمة الله عليه العلامة الاميني يعبر تعبير لطيف يقول لو بقيت ورقة من الاسلام من كل تراث الفريقين لوجدت فيها الله محمد وعلي يعني هذا الناموس موجود في الثلاثي الباري تعالى وسيد الانبياء وسيد الاوصياء الشهادات الثلاث هذا تعبير العلامة الاميني سمعناه كثيرا من تلاميذه ، فالمقصود ان التراث الديني ما يعبث به نحن ننتقد الفريق الاخر كيف يحذف وكيف كذا وكذا ونحن نمارس نفس القضية ، للاسف سمعت كتاب مهم حذفت منه فصول او ابواب كيف يعني؟ ليس على مذاقكم ، اليس الكاتب من العلماء ؟ وهذا كتاب تراث ؟ لم تعبث به؟ والجهة الطابعة من جهة معتبرة ، فهذا خطر وليس صحيح ، التراث يطبع كما هو او لا يطبع عندك محذور في طباعته في قناعاتك الشخصية دعه لجهة اخرى حرة مستقلة حيادية تطبعه انت لا تطبعه انت ليس ضروري ان تطبعه ، فاذا تطبع اطبع بامانة او لا تطبع لا انه تحذف منه .
فاذن الانسداد وهم جمهرة من علماء الاصول من قرنين او ثلاثة القرون الاخيرة عندهم كل التراث الديني في كل العلوم الدينية لا يفرط فيه مع اختلاف الدرجات ولكن بنظم هذه الدرجات من الاحتمال بموازين علمية صناعية لكن ذي القصاصات اذا اجتمعت تكون اللوحة كبيرة والافق كبير في الحقيقة الدينية والحقائق الدينية ، هذا هو محصل ما نقلناه امس من كلام المجلسي في ملاذ الاخيار في الجزء الاول في الصحيفة سبعة وعشرين وبداية كلامه من صحيفة اثنين وعشرين لكن لب كلامه في صحيفة سبعة وعشرين ، فيذكر هناك للمجلسي ان ما كتبته في البحار كله محل عمل ومعتمد لي في العمل ، فما معناه ؟ هل معناه ان كل هذي الروايات على درجة واحدة من الاعتبار؟ كلا حاشاه وانما في درجات من الاعتبار ، فكيف يوفق بينها ؟ هل عشوائيا فوضويا ؟ كلا وانما يوفق بينها انه يراعي الاقوى والاضعف بموازين ، يعني نفس نظرية الانسداد بصناعة فقهية وصناعة اصولية وضوابط وقواعد وصناعة .
نرجع الى المطلب اذا علم التاريخ الديني ومنه تراث عاشوراء المنهج فيه اصعب من الفقه ، فالفقه يكتفى به بالظاهر وبالحكم الظاهري اما في التاريخ الديني كالعقائد يطلب فيه الواقع على ما هو عليه وحقائق التاريخ على ما هو عليه ، لذلك باب البحث في التاريخ الديني مفتوح مستدام ، ولا تصغ لمحقق تاريخي مهما كان شأنه يدعي ان هذا البحث انتهى في هذا الموضوع او هذا الفصل التاريخي او هذه الحقبة التاريخية ، هذه دعوى لا اساس لها في البحث التاريخي فالبحث متواصل لان المطلوب في التاريخ هو كشف ما وراء الاستار وكشف ما وراء الحجب والكواليس والوصول للحقيقة بما هي هي بكل وسعها من ثم يبقى الباب مفتوح على مصراعيه بشكل مستدام وهذا فوق طاقة البشر يحتاج لاجيال فكل جيل انما يصل الى نتائج ولا يدعي انها حسم نهائي .
الان علماء الفيزياء وعلماء الرياضيات وعلماء اي علم يدعون انه حدود العلم المعين التجريبي هو حسم نهائي؟ كلا هذا لا معنى له؟ باب العلم مفتوح الى ما لا نهاية وهذا ما مر بنا امس في هذا المطلب ، نرجع مرة اخرى الى بحث الصدق والكذب ودوره في التاريخ الديني وبالذات في تراث عاشوراء الصدق والكذب مرتبط بالحجية ومرتبط بكشف الحقيقة فملخص ما مر بنا في الصدق والكذب ان الصدق والكذب انواع واقسام ويقع الخلط بين انواع الصدق وانواع الكذب وبحث الصدق والكذب في العلوم الدينية بل في العلوم عموما وخصوصا في العلوم الدينية بحث شائك غامض دقيق لان انواع الصدق مختلفة وانواع الكذب مختلفة وقد تم استعراض جملة من النماذج وسنستعرض جملة من النتائج الاخرى اكثر فاكثر لكي يتضح ان البحث غامض ومعقد وليس بهذه السهولة يبت الباحث فيه ، بل بموازين وتؤدة وتأني .
فمر بنا الصدق الخبري والصدق المخبري الفاعلي و بينهما بون بعيد وهذا الصدق ضابطته غير هذا الصدق ومر بنا ان الصدق يعتمد على اركان اربعة ومطابقة الواقع احدها وليس كلها فالصدق يعتمد على ادراك الواقع والعدسة التي بها تدرك الواقع مسلحة او غير مسلحة فهذا الركن الثاني في الصدق لذلك الصدق درجات وادراك الواقع متفاوت باليات متفاوتة الصدق يصير متفاوت تلقائيا ، كأنما عدسة تكشف لك خمسين متر وعدسة اخرى تكشف لك اميال فالصدق يختلف ، الركن الثالث في الصدق هو النشر والاعلان والاعلام والبث والاشاعة الياتها مختلفة وبحسبها يختلف الصدق والكذب والقسم الرابع تأثير النشر والبث والاعلام والاشاعة آلياتها مختلفة وبحسبها يختلف تأثير سلبية مضللة او تأثيرات ايجابية صادقة ، فيختلف اقسام الصدق والكذب ايضا بحسب الركن والمحور الرابع والمحور الثالث والمحور الثاني والمحور الاول؟ فمحاور اربعة موجودة في الصدق والكذب .
مرت بنا الله اذن لكم ام على الله تفترون ؟ ما ربط الولاية والاذن بالصدق والكذب؟ فليس صرف المطابقة حسب هذه الاية الكريمة نوع من الصدق والكذب مقابلة بين المأذون صادق وغير المأذون كاذب ، فلا يكفي مطابقة للواقع حسب منطق هذه الاية الكريمة .
ايضا اثارة اخرى في القرآن الكريم ومن اصدق من الله قيلا ماذا يريد ان يقول القرآن الكريم؟ لماذا يبين القرآن الكريم نظرية ان الصدق درجات ؟ والكذب ايضا درجات ، فعندما يقال الله اصدق يعني الذي هو اقل صدقا كاذب ؟ حاشاه ليس هكذا ، شبيه درجات الحرارة فدرجات الحرارة الى قريب الصفر واما دون الصفر فتصير برودة ، فالصدق درجات ولا يعني ان الصدق درجات يعني بعض الصدق مخلوط بكذب كلا .
الان نحن نشاهد بقوة عين اعتيادية لكن لو نضع الناظور فيصير اقوى واذا نضع التلسكوب يصير عين مسلحة ، والتلسكوب درجات فلاحظ ابصار الحقيقة مع انها حقيقة ابصارها درجات فالصور التي تنطبع عندنا من ابصار الواقع درجات وليست درجة واحدة الان في اجهزة مسلحة اقوى من الميكروسكوب فهناك كوانتوم ونانو يعني هذا حتى يدرك مئات الاف ربما اكثر مئات الالاف من الحجم الصغير وطبقات من الصغر يدركه طبقة الف مليون مرة مئة مليون الف مليون مليون ، هناك اجهزة تدرك الصغر بحيث انت لما تشاهد بهذه الاليات البصرية للصغائر ترى واقع الاجسام كانما خيال فهذه الالوان والاجسام خيال ، اصلا كانما ليس هناك اجسام جامدة وانما كلها متحركة ، الان الذي سنشاهده هل نصير سفسطائيين و مشككين ام ماذا؟ ونقول لا نرى الاجسام ام ماذا؟ يعني حتى الالوان مختلفة ، اصلا تدخل انت في عالم كأنما اخر فليس عندنا جسم صلب وانما كله طاقة متكثفة فالجسم يمكن يتبدل تظنه اختفى ولكنه تبدل ، لانه عبارة عن طاقة متقاربة الاجزاء .
الان اي العينين صادقة ؟ الاعتيادية ام المسلحة ؟ كلا العينين صادقة ولكن هل العين الاعتيادية خدعة ام خيال ؟ هذا معنى التفاوت في الصدق يعني في ادراك الحقيقة عما هي عليه هناك درجات لا ان نكون مشككين فالذي نراه نراه لكن هذه الدرجة من الادراك ضعيفة ، شبيه لما نرى شبحا من بعيد هل هو شبح هيولائي لاتشخص له ؟ كلا له تشخص نحن لا ندركه ، كما هو الحال في الجسم البعيد هو ليس شبح وانما ضعف ادراكنا لهذا الجسم المتحرك بسبب البعد نراه شبح ، هو حتما جسم متشخص فدرجات الادراك للواقع تؤثر في درجات الصدق والجمود على درجة من الصدق خطا ، وهذا غير السفسطة فالسفسطة يعني انكار الواقع هنا لاينكر وانما نقول ادراك الواقع درجات يجب ان لا نخلط بينها .
مثلا قول القران الكريم وفوق كل ذي علم عليم اي مقوله هذي نظرية عظيمة يثيرها القران الكريم ان العلم على الدرجات يعني هل العلم الدوني جهل ؟ او متشابك بالجهل ؟ كلا ، او انه ليس بعلم ، كلا هو علم ، اذن ما معنى ان العلم درجات ؟ هذه نظرية عظيمة بالقران في نظرية المعرفة وفوق كل ذي علم عليم هذا الذي يذكره القران الكريم ليس فقط في العلم بل وفوق كل ذي شجاع شجاع وفوق كل ذي عفة عفيف وفوق كل طاهر اطهر وفوق كل صفي اصفى لذلك من اوصاف سيد الانبياء او سيد الاصفياء يقال لهم صفوة المرسلين ، يعني هم صفوة الصفوة ، كما في الحديث النبوي عند الفريقين لا زال الله يصطفيني انا وعلي من كل ظهر من كل شعبة وظهور الاباء والقبائل حتى نقلنا الى اطهر طاهرين ، اذن حتى الطهارة درجات وهم عبد الله وابو طالب .
المقصود وفوق كل ذي علم عليم يعني فوق كل ذي كمال كمال ، اذن الكمال درجات والفضائل درجات والظلمات درجات ظلمات بعضها فوق ، فالمقصود هذا المطلب وهو ان ما يثيره القران في نظرية المعرفة ان الصدق درجات وادراك الحقيقة درجات وهي تختلف عن السفسطة ، ففي السفسطة يريد ان ينكر كل شيء وان كانت السفسطة مدارس .
اذن الصدق درجات وادراك الحقيقة درجات ووو ، ما معنى ان الكذب درجات وان النور درجات والظلمات درجات ظلمات بعضها فوق بعض او في ظلمات ثلاث فهو يختلف الاتحاد الطلبات درجات ، يا من الظلمات عنده نور كلام الامام زين العابدين ، فهذا بحث عقلي فلسفي كلامي ان الصدق درجات والحقيقة درجات .
طبعا الحقيقة درجات ليس معناه سفسطة ولا تشكيك ولا عبارة عن انفلات الموازين ، بل الموازين دقيقة لكن هي الموازين تقتضي الدرجات فليس فوضى في الموازين؟ حيث البعض يظن ان كل التراث اذن فوضى ، كلا انت ما تعرف الموازين وتصعب عليك الموازين انت يراد لك ضابطة المرحلة الابتدائية والمدرسة الابتدائية وميزان واحد فقط اما تستوعب كل الموازين فصعبة عليك ، فلست كالبروفيسور
لاحظ النجاشي وابن الغضائري في الكتاب المنسوب له او كتب الشيخ الطوسي كالفهرست والرجال او كلام الصدوق حول الطرق يعبرون في درجات الضعف في الطريق انه ضعيف جدا او ضعيف نهاية الضعف لماذا يميزون القدماء بين درجات الضعف ؟ ما الفائدة في ذلك ؟ نعم درجات الاعتبار يميزون بينها عرفنا وجهه طبعا كلمة الصحة ما يطلقونها علي الطريق لكن درجات الاعتبار يميزون بينها باعتبار الترجيح وكذا لكن في الضعف لماذا يميزون بالدرجات ؟ لو لم يكترث النجاشي والطوسي والصدوق والقدماء طرا بالرواية الضعيفة لماذا يهتمون في درجات الضعف ؟ وهذا سؤال رجالي ، مسلك الاسيد الخوئي لايمكنه ان يلماذا يكترث القدماء المفيد الصدوق الكليني التوصيل الغذائي العقيقي هذا يكترثون بدرجات الضعف الطريق العلمية لو لم يكترثون بالرواية الضعيفة لما دققوا في درجههي درجة الضعف ولا ذكرناه على الانسداد الكل يؤخذ به بقدر جواب هذا تراكم الاحتمالات يكترثون ادمان احدتعديلات الممارسة قبل 25 سنه قبل في محفل من بيوتات العلمية وكذا فاعترض علي قال لي ما اجدك في كتاب صلاة المسافر هو ابن احد الاعلاملما انت تكترث بالدرجة الضعف ما الفائدة في ذلك قلت له النجاشي يكترث الطوسي يكترث الصديق يكترث المفيد يكترث قال ما استفيد ما في فائدة في فائدة عندهم تراكماحتمالات في تراكم المحتملات لازم تميز هذا الاحتمال خمسة عشرة 20 15 12 لان تراكم عشوائيا نهائيا بدقة بموازين هذا السبب لاحظمن اوله لاخره من مهدي على اختلاف ابنائهم عن مبنى السيد الخوري الشيخ الطوسي لاحظ ايضا رجال الشيخ الطوسي لاحظ تهذيب الشيخ الطوسي المشيخة او كل التهذيب او الاستبصار للشيخ الطوسي او من لا يحضره الفقيه للصدوق لماذا يكترثون في دقيق مجهري لدرجة الضعف لماذااحسنت احسنت وبالتالي تراكم منظومة احسنت الجبر الجبر كم يحتاج الكسر اذا التدقيق فييعني انه يكترث بها والا لو لم يكتف بها الساعة 9:40 الساعة 4:45 عندما يقول نعم الروايات هذه كلهايعتد بها بناء عشوائيا هوائيا فوضويا الكيلو يدققون في درجة الضعففي التراكم يحسب بدقة بدون افراط ولا تفريط هاي النكتة ولا هذه الاصلاحات عند النجاشي والطوسي وغيرها في كتب الرجال هذاكتابه كله منكر مظلم يشدد في الضعف يميز لك درجات الضعف لماذابس بلا افراط ولا تفريط هذا برهان علمي لمبنى القدماء في بعض الصدق والكذب
يجيب عنه نعم مسلك المشهور يجيب عنه ، لماذا يكترث القدماء النجاشي المفيد الصدوق الكليني الطوسي الغضائري العقيقي البرقي لماذا يكترثون بدرجات الضعف في الطريق ما الثمرة في ذلك العلمية ؟ لو لم يكترثوا بالرواية الضعيفة لما دققوا في درجة الضعف ودرجة الضعف هو اللي ذكرناه على الانسداد الكل يؤخذ به بقدر وبدرجته فالجواب هذا وهو تراكم الاحتمالات يكترثون بها .
احد الاساتذة ربما قبل خمسة وعشرين سنة قبل في محفل من البيوتات العلمية وهو ابن احد الاعلام فاعترض علي قال لم اجدك في كتاب صلاة المسافر انت تكترث بدرجة الضعف ما الفائدة في في ذلك؟ قلت له النجاشي يكترث والطوسي يكترث والصدوق يكترث والمفيد يكترث قال ما الفائدة فيه قلت له والنكتة هي تراكم الاحتمالات ففي تراكم المحتملات لازم تميز هذا الاحتمال خمسة عشرة عشرين خمسطعش اثنعش لا ان تراكم عشوائيا بل بدقة وبموازين فهذا هو السبب .
لاحظوا كتاب النجاشي من اوله لاخره مما يدل على اختلاف مبناهم عن مبنى السيد الخوئي ، لاحظ فهرست الشيخ الطوسي ولاحظ ايضا رجال الشيخ الطوسي ولاحظ تهذيب الشيخ الطوسي المشيخة او كل التهذيب او الاستبصار للشيخ الطوسي او من لا يحضره الفقيه للصدوق لماذا يكترثون في التدقيق المجهري لدرجة الضعف ؟ اذن التدقيق في درجة الضعف يعني انه يكترث بها والا لو لم يكترث بها فلا يدقق في درجة الاحتمال، عندما نقول الروايات هذه كلها يعتد بها يظن انها عشوائيا خوائيا فوضويا ، كلا هم يدققون في درجة الضعف كي التراكم يحسب بدقة وبدون افراط ولا تفريط والا هذه الاصلاحات عند النجاشي والطوسي والكشي وغيرها في كتب الرجال يقولون هذاكتاب كله منكر مظلم ووو فيشدد في الضعف ولكن البعض يقول عنه يعرف وينكر يعني يميز لك في درجات الضعف يعني الكل يكترث به لكن بلا افراط ولا تفريط وهذا برهان علمي لمبنى القدماء .
الان لاحظ نظرية القران الكريم ايضا في الشر والخير او في كلمات العترة نفس الكلام مثلا امير المؤمنين سلام الله عليه يقول ابدا لا تقيموا مساواة بين الخوارج والامويين لماذا يا امير المؤمنين؟ هؤلاء كلهم ضلوا عن الجاده لماذا لا نساوي بينهم ، هو الامام يقول اليس جهنم طبقات يعني الشر طبقات وليس طبقة واحد ، ولماذا الجنة درجات جنان عندنا يعني معناه الصدق درجات والكمال درجات والنور درجات والحقيقة درجات وليست درجة واحدة فيقول امير المؤمنين في وصف الخوارج وهذا مبدا مهم في علم الفرق الاسلامية او في علم الملل والنحل اسسه امير المؤمنين انه لا تكيل الكل بدرجة واحدة .
يقولون فلان يعتقد بستة من الائمة هذا افضل ممن يعتقد بخمسة او باربعة او باثنين وبمن لا يعتقد اصلا ، لذلك في علم الملل والنحل تقول فرق الشيعة والتشيع بالمعنى العام ، فلايمكن ان تدرج من هو مشترك معك في نصف الطريق او في اثناء الطريق مع من له مشتركات معك في بدايات الطريق فقط كما ان المؤمنين ليس في درجة واحدة ومساواة هناك مؤمن فاسق ومؤمن عادل ومؤمن تقي ومؤمن ورع ومؤمن على يقين واليقين درجات ومؤمن مخلص فالايمان درجات ، هاي نكتة مهمة جدا .
اذن امير المؤمنين يؤكد على ان في علم الملل والنحل والفرق لاتساو بين فرق الشر كما لا تساو بين فرق الخير ، كما في الاية القرانية هم درجات عند ربك فهي درجات وليست الدرجة واحدة ، اوتي للامام الصادق اخبروه ان شخصا ينال منك الامام الصادق قال اله في حب علي نصيب ؟ قالوا نعم قال فاني اعفو عنه لحب علي ، اذن دقق ولاتجعل الكل في درجة واحدة هذا اساس في علم الملل والنحل في منطق علي بن ابي طالب وكذلك في علم الفرق ، اذا عندك الصوفية عندهم انحرافات عندهم اباطيل ونحن لانريد ان نصحح اباطيلهم ولا انحرافاتهم لكن المقدار اللي يؤمنون بالائمة الاثني عشر ائمة الملكوت هذا قاسم مشترك بيننا ما يمكن ننكره وهناك فرق بين التصوف الدروشي والتصوف الفكري ، فلا تكيل بميزان واحد وانما ميز ، كما يقول امير المومنين ليس من طلب الحق فاخطاه وهم الخوارج قالوا كلمة حق ارادوا بها باطل لا حكم الا لله ، فليس من طلب الحق فاخطاه كمن طلب الباطل فاصابه وهم بني امية انت اذا تساوي فتمييز علمي ما عندك في الفرق والملل ، هل انت تدرج الصوفية فكرا تدرجهم في فرق السقيفة هذا خطا ، هم يؤمنون بان الائمة حكام الاخرة وحكام الملكوت ، بل ربما يؤمنون بمقامات ملكوتية لائمة اهل البيت فوق ما قاله متكلمي الامامية ، فماذا تقول ؟ ما نريد ان نقول الصوفية حق وانما نميز بين ما هو غث وسمين في كل الفرق .
فهذا البحث صعب وهو درجات الصدق ودرجات الكذب ودرجات الانحراف والضعف ودرجات الاستقامة .