46/03/10
الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية (45)/ ️اعتبار كتب المقاتل المتأخرة/
كنا في سلسلة اعتبار كتب المقاتل اصالة ومركزا ولكن البحث في الحقيقة لا ينحصر في كتب تراث عاشورا بل هو بحث في كل سير ائمة اهل البيت عليهم السلام بل هو بحث في كل تراث الحديث بل هو بحث في كل التراث الديني ولذلك هذه الاربعين جلسة امر ممتاز يعني الاربعين جلسة التي مضت في محرم وصفر ذكرنا فيها نظام الحجج اللي ذكره الاكابر في عساعس علم الاصول وربما يكون غير مأنوس لكثير من الاذهان ولكن نقلناها حرفيا وهونظام عظيم وسيما لتأييد مبنى المتقدمين وجملة من المتأخرين في حجية الخبر العلمي لا الخبر الاحاد .
من ثم بينا في الجلسة السابقة ان علم التاريخ الديني في السيرة اصعب ميزانيا من فقه الفروع عكس ما اشتهر في كلمات الاعلام حيث في كلمات الاعلام ذكر ان في تاريخ الديني والسيرة يتسامح بما لا يتسامح به في الفقه انا اقول العكس في الفقه يتسامح فيما لا يتسامح فيه في التاريخ الديني ولكن ليست النتيجة الحصر والضيق والحبس في مصادر معينة لان اصعب فلا بد من الانفتاح على كل المصادر ليس بنحو هرجي وانما بنحو تمييز بين درجات الاعتبار في حين انه اصعب لان في التاريخ الديني يطلب فيه العلم والعلم اصعب اذ في باب الفقه لا يشترط العلم وانما الظن المعتبر المعذر كافي وافي بينما في التاريخ الديني قمة غاية البحث التاريخي الديني هو العلم لا الظن وانما الظنون مقدمة وتمهيد اعدادي وما دون الظنون تمهيدات ، فلان المطلوب هو العلم فالاستقصاء بكل الاحتمالات بقضها وقضيضها لابد منخ فمن ثم هو صعب ، طبعا من جهة صعب ومن جهة ينفتح على كل الاحتمالات ولا يفرط ولايسقط اي احتمال واي قرينة مهما تضائل درجته لا انه يعول عليها لكن لا يفرط فيها ابدا .
بعبارة اخرى مر بنا ان عند العقلاء سيرتان واللي هو في باب الاحتياط ، هل في الاحتياط يكفي الظن ؟ ما الفرق بين باب الاجتهاد وباب التقليد وباب الاحتياط؟ مع احترامنا الكثير للوسط العلمي يحصل خلط ، فما هو بالدقة الفرق بين هاي الثلاث مسارات ، هناك انطباعات خاطئة عن هذه المسارات اوضحناها في نهاية الدورة الثانية في علم الاصول للاجتهاد والتقليد ليس المقصود من التقليد الا الظن الحاصل من عالم من العلماء ، بينما في الاجتهاد ليس فيه انقطاع عن العلماء وانما فيه انفتاح على اقصى حد متسنى ممكن من العلماء ، كذلك الاحتياط ففي الاحتياط فيه ارتباط بجمهرة العلماء اكثر فاكثر في الاحتياط وفي الاجتهاد بينما في التقليد انت تجتزء بالارتباط بعالم واحد ففي موارد المنع من التقليد ليس معناه المنع من الارتباط بالعلماء وانما معناه انه تمنع ان تكتفي بعالم واحد هذا معنى حرمة التقليد بينما الان هناك فرق معوجة الفهم ومنحرفة وتديرها ايدي من خلف حيث يشعرون اولايشعرون تحارب التقليد ، هم في الحقيقة ليس يحاربون التقليد وانما يحاربون الارتباط بالعلماء ولست انا في خصوص عالم من العلماء وانما كل الطاقم العلمائي او رجال الدين او الحوزة وهذا نوع من الانقطاع عن علوم اهل البيت عليهم السلام لان علوم اهل البيت اين هي موجودة؟ هي موجودة في الحوزات العلمية وموجودة عند العلماء فالانقطاع عن العلماء او عن الحواظر العلمية يعني تفشي الجهل والجهالات كما حصل لفرق كثيرة انحرفت وكان بدايته بالانقطاع .
عاملان رئيسيان ذكرا في بيانات الوحي للاعتصام عن الانحراف وهما الارتباط بالعتبات المقدسة والعامل الاخر هو الارتباط بعلوم اهل البيت عبر العلماء والحوزات العلمية واذا انقطع هذان الحبلان لا سمح الله دب الجهل والتفشي .
فالمقصود من ان التقليد منع في العقائد يعني لا تجتزء ولا تقتصر في براءة الذمة بعالم واحد بل عليك الانفتاح والارتباط على اكثر قدر من العلماء الاموات والاحياء لا فرق ومن ثم قالوا مخير انت اما تقليد يعني تكتفي بالدرجة الادنى في مقابل الاحتياط ، مقابل الاحتياط يعني ان تنفتح على العلماء على الاحياء والاموات الاجتهاد ايضا هكذا .
فما الفرق بين الاحتياط والقسمين الاخرين الاجتهاد والتقليد؟ لا كلام عند الاعلام ان الاحتياط من امتن الطرق حتى عن الاجتهاد، طبعا يعبر عنه الشيخ الانصاري الاحتياط الاكبر يعني كوكتيل من الاجتهاد والاحتياط فاذا تمزج الاحتياط مع الاجتهاد هذا صار كوكتيل كبير امتن من الاحتياط العادي وامتن من الاجتهاد .
اجمالا ما الفرق بين الاجتهاد العادي الروتيني المعروف مع الاحتياط الروتيني؟ الفرق هكذا في الاجتهاد تكتفي بالظن المعتبر الذي يتوصل اليه المجتهد اما في الاحتياط لابد لك من استقصاء كل احتمالات الواقع بقدر الوسع وما يكفيك المرتبة الظنية وما يكفيك الفحص المعذر بل لا بد ان تكون درجة الفحص الى درجة ليس انك فقط تعذر وانما الى درجة تستقصي فيها احتمالات الواقع وتصل الى الواقع بقدر ما يمكن ، اذن لدينا في العقل والعقلاء سيرتان سيرة معذرة كالاجتهاد والتقليد يكفي فيها الظن المعتبر وسيرة لا يكفي فيها الظن وانما يجب ان تستقصي الاحتمالات بحيث لا يفوتك الواقع ، ففي الظن قد يفوتك الواقع وان كنت معذورا واما في الاحتياط بنحو لا يفوتنك الواقع .
هذا مثال مثال اخر نعرف الفرق الجوهري بين هاي الثلاث مسارات ، وهاي الثلاث مسارات كما يقول السيد محسن الحكيم في اول المستمسك نقلا عن اجيال من العلماء هذي المسارات هي اصل لزوم الديانة والتدين بالدين وما هو مربوط بفقه الفروع المسارات الثلاثة كما ذكر الشيخ الانصاري في اول الحجج في الرسائل او ذكر صاحب الكفاية في اول الحجج هذي اصل مسار التدين ولزوم الالزام بالدين في تراث عاشوراء كعلوم دينية في فقه الفروع وفي العقائد في في في في وهذا البحث هو ان المكلف اما ان يجتهد او يقلد او يحتاط هذا الالزام ليس خاص بفقه الفروع وانما شامل لعلم الكلام وشامل للعلوم الدينية الاخرى التي فيها وظائف شرعية هذا ليس خاص بفقه الفروع هذي هيكلة خارطة استراتيجية لاصل الدين والديانة وذكرها في اول الحجج الشيخ الانصاري ،
ولو تلاحظون كلام النائيني وكلام الكومباني في اول مبحث الحجج تراه دقيق ، وكذا كلام الميرزا القمي وكلام كثير من الاكابر لانها منهجية استراتيجية لكل العلوم الدينية يقول الامام موسى ابن جعفر وانقل بالمعنى وليس باللفظ في اصول الكافي انه اللي تصير عنده ثقافة دينية حتى ولو كان من غير رجال الدين وانما عموم المؤمنين اذا تصير عنده ثقافة دينية ما يخدع وما يلعب عليه لان الثقافة الدينية مفتاح البصيرة فيصور الامام موسى ابن جعفر صلوات الله عليه الدين والعلوم الدينية في مخزن مفتاحها هاي الثقافة الدينية والتفقه والتفهم ، يعني هذي القاعدة ان المكلف اذا التفت اما ان يقطع او يشك او يظن ثم قالوا اما ان يجتهد او يقلد او يحتاط ، فتقسيمان ثلاثيان ذكروا التقسيم الاول اما ان يعلم او يظن او يشك فهذا من حيث الموضوع والظن اعم من ظن معتبر او غير معتبر وهذا تقسيم موضوعي ، معذرة اني اضطر لهذه الابحاث كي اوضح خارطة الحجج في العلوم الدينية ما هي ، وخارطة الحجج في تراث عاشوراء ما هي؟ وفي تراث الحديث ما هو؟ ومن حيث المحمول والوظيفة اما ان يجتهد او يقلد او يحتاط ، الاجتهاد والتقليد مسيران ظنيان يكفي فيهما الظاهر وان لم تصل الى الواقع ، اما الاحتياط لابد لك ان تصل الى الواقع بقدر طاقتك ولايكفي الظاهر دع عنك الظاهر ودع عنك موازين الظاهر التي يكتفى بها في فقه الفروع ، في الاحتياط كما في التاريخ الديني يطلب فيها الوصول الى الواقع .
لذلك بالعكس بحث التاريخ الديني والسيرة الدينية اصعب لانه لا يكفي فيه الظاهر ، دع عنك الظاهر الان الظاهر في المصادر ان معركة احد العظيمة ختمت بهزيمة المسلمين وهذا كذب وانما انتصر المسلمون ثم هزموا ثم انتصروا بعلي امير المؤمنين ، هذا المقطع لانه متصل بعلي ابن ابي طالب فحساسية موجودة مع ان الشواهد دامغة على انهم نصروا بامير المؤمنين لكن لانه مرتبط بامير المؤمنين ، فليس المطلوب في تاريخ الظن وانما الواقع هو المطلوب ، التاريخ الديني هو للوصول الى خفايا الواقع والى الكواليس المستورة هذا المطلوب في التاريخ الديني .
في سيرة حمزة ذكر انه قتله الوحشي ، فهل فعل هذا قتله او قتله الطابور الخامس في جيش المسلمين ثم اجهز عليه الوحشي ؟ لانه هو قتل قبل الهزيمة فكيف يصير يقتل قبل الهزيمة؟ كيف قتل؟ قتل حمزة بدايات الحرب عسكريا امنيا كيف هذا يحصل؟ وبعد ذلك حصل نصر المسلمين، بعد ذلك الهزيمة حصلت ثم النصر بامير المؤمنين ، كيف هاللعبة ؟
بعض المحققين الرائقين عندهم ان حمزة اغتيل في الطابور الخامس وحصلت اغتيالات وتصفيات داخل جيش المسلمين في احد وكيف لا وجيش المسلمين في احد ثلثه كان منافق رجع وخذل الرسول صلى الله عليه واله في وسط الطريق وثلثين بقى مع الرسول فهل هؤلاء الثلثين كلهم صافيين ؟ او فيهم طابور خامس ؟
المقصود ان حقائق التاريخ وراء الكواليس وليس ظاهر او سند معتبر وانما تحقيقات جنائية لاقصى الحدود هذا هو المطلوب ، حر بن يزيد الرياحي هل هو عنصر عبيد الله بن زياد؟ او عنصر نفوذي من الحسين بن علي ؟ ومن هذالقبيل حقائق في التاريخ مستورة بالكثير الكثير يمكن ننبشها وهي غير مألوفة وذلك بشواهد وبدلائل وبقرائن اذن المنهج التاريخي على خلاف ما يقال في التاريخ الديني المنهج التاريخي في التاريخ الديني المطلوب فيه الوصول الى ما وراء الكواليس وما وراء الستار والظاهر لاينفع في بحث التاريخ الديني .
كيف النبي صلى الله عليه واله سم وذاك باجماع المسلمين ؟ سم باي سم؟ من الذي ارتكب السم؟ ما هي الاغتيالات التي حصلت للنبي؟ يكفيك مراجعة كتاب الذهبي في سير اعلام النبلاء ما من قصاصة مرتبطة باغتيالات النبي من الطابور الخامس الا هي موجودة في كتب كتاب سير اعلام النبلاء للذهبي ، هل من يشك في هذا الذهبي ما هو؟ وان لم يجمعها ويكدسها في باب واحد هو تقريبا يزيد عن عشر مجلدات ان لم نشتبه طبعا كل طبعة فيه حذف وتصفية ، ففي باب التاريخ المطلوب الوصول للواقع وللخفايا ولوراء السطور كيف تحصل؟ حتى الان في كل الاحداث السياسية او العسكرية او غيرها في البشر هل انت تكتفي بظاهر الاعلام ؟ ظاهر الاعلام مضللة ويضلل ويبطل يعني لا اعتمد على ظاهر الاعلام وانما فتش عن ما وراء الكواليس من حقائق الامور شيء اخرى .
فالتاريخ الديني لا سيما اصعب مؤونة من الفقه المعروف اصعب اعقد وما ينتهي انت ليس مطلوب من عندك الظاهر، الظاهر للسطحيين السذج وكذلك العقائد هل تريد انت ايها المسلم تبرأ ذمتك يجب ان تعرف حقائق تاريخ سيد الانبياء وتاريخ الاسلام ومن هو المخلص لرسول الله؟ ومن هو معادي المناوئ لرسول الله ؟ هذه عقيدة وليس الظاهر؟ ففي العقائد وكذلك في التاريخ اللي يمس بالعقائد يجب ان تصل الى اعماق التاريخ ويجب ان يكون عندك حس امني ويجب ان يكون عندك حس عقلي امني وعقلية تحليلية سياسية لكي لا تغفل لا تخدع ، بينما في فقه الفروع تكتفي بالظن فايهما اصعب؟ انه علم التاريخ الديني اصعب لانه لا يعتمد فيه الا العلم لكن هذا العلم ليس من العلم الفجائي الذي يولد مع الباحث في اول خطوة وانما يحتاج جهد جهيد يجمع كل القصاصات ولا يفرط في قصاصة واحدة يعني الناموس الاكبر في التاريخ الديني هو الفحص المستدام الى يوم القيامة ما يقتع جيل ما انجزه الاجيال السابقة ربما انت تقف على امور غفل عنها النجاشي وغفل عنها الشيخ الطوسي وغفل عنها ابن الغضائري فيمكن والف يمكن وان كانوا هم اقرب عهدا لكن الروافد تجتمع عندك ما لم تجتمع عندهم كل هذا ممكن .
وهذا من قبيل تحقيقات جنائية كيف التحقيقات الجنائية ، فاذن في حين ان الميزان في التاريخ الديني اصعب ميزانية وضابطة من فقه الفروع لكنه يستلزم الانفتاح كما في الاحتياط لاحظ في الاحتياط ما تقول من الاعلم ومن غير الاعلم وانما الكل في الكل من الحي من الميت وكل الاحتمالات وكل المحتملات مهما تضائلت يجب ان تراعيها ولربما الواقع على الاحتمال الضئيل فيفوتك الاحتياط .
مثل التجار الان التجارة في السيرة العقلائية لا يروم مرام معذر او غير معذر اذا معذر او غير معذر فانت خسران انت بالتجارة يجب ان تعرف كل الالاعيب وكل الحيل وكل الاحتمالات تستقصيها والا تجيب لك صانع في التجارة فقط مثل الة روبوت اذا ندوس عليها تتحرك واذا ما تدوس عليها ما يتحرك لايفيدك هو لازم يصير نشط يستقصي كل الاحتمالات كي لا يفوتك الربح شف باب التجارة ابدا ما يعتمدون على الظن والظاهر يعتمدون على ماذا؟ الاحتياط مهما امكن لان السيرة العقلاء على نمطين ليست على نمط واحد وهذا مر بنا .
فعندما نقول في التاريخ الديني او في التجارة او في السيرة العقلائية على مراعاة كل الاحتياط هذا لا يعني تسوية الاحتمالات في درجة واحدة ، ولا يعني ان الاعتبار للكل في درجة واحدة ولا يعني ان باب الفحص يقفل بل باب الفحص والتنقيب والتفتيش مستدام ، لذلك القائلين بالنفي هم دعاة لغلق باب الفحص اكثر من دعاة الاثبات فدعاة الاثبات قد يعتمد على مصدر بس ما يدعي لك ان هذا كل شيء لكن دعاة النفي منهجهم هدام للمنهج العلمي لانه يريد يغلق لك الباب عن الفحص وهذا خطير هذا ضد العلم منهج الجهل سواء التشكيك او النفي او الترديد او ما شابه ذلك دعاة لسد باب الفحص والبحث مع ان باب الفحص والبحث هو اعظم ناموس علمي واعظم شريان لحياة العلم ،
اذن الانفتاح على كل المصادر ليس المراد به غلق باب الفحص بل المزيد من الفحص بينما النفي والانكار هو من دعاة غلق باب البحث والفحص وحياة العلم كما ان معنى الانفتاح على كل الادلة والمصادر ليس معناه ان كل المصادر على درجة واحدة في الاعتبار ، يقال اغا بزرك الشهرودي النمازي وهو غير اغابزرك الطهراني ، فالشيخ النمازي صاحب كتاب المستدرك على معجم الرجال للسيد الخوئي ، هذا الشيخ النمازي محدث و رجالي متبحر ومؤرخ ووو علوم وفنون مختلفة حسب ما نقل لي احدهم عن تلاميذه عنه بواسطتين يقول الى اخر حياته كان اقام منافسة بين تلاميذه حيث هو متتبع متبحر عجيب ومنهجه في الرجال يخالف السيد الخوئي ومن ثم استدرك مواد وقرائن على معجم رجال اغفلها السيد الخوئي مع انها مؤثرة في الجرح والتعديل او في التوثيق ، ومسلكه في الرجال مسلك الوحيد البهبهاني ، ربما تعرضنا الى شرح مدرسة الوحيد البهباني مع طبقات تلاميذه مثل بحر العلوم وكاشف الغطاء النراقيين والميرزة القمي وصاحب الرياض ومفتاح الكرامة وصاحب الجواهر و زرافات من العلماء هم تلاميذ الوحيد البهبهاني ومدرسته متخالفة مع السيد الخوئي تماما وذكرت مرارا لمن يريد ان يطلع على مدرسة الوحيد البهبهاني عليه بكتاب رجال الخاقاني للشيخ علي الخاقاني تلميذ الشيخ مرتضى الانصاري يسمى برجال الخاقاني هو مجلد واحد هذا المجلد الواحد ربما خمسمائة صفحة وستمائة الصفحة الله اعلم شوفوا الكتاب وطبع عدة مرات يشرح فيه مدرسة الوحيد البهبهاني زعيم علماء الاصول في عصره في قبال الاخباريين وكان شديد مع الاخباريين وقبال صاحب الحدائق بلا هوادة لكن مع ذلك في مدرسته الرجالية مئة وثمانين درجة مناقض مع مسلك الخوئي مسلكه مسلك القدماء كالمفيد والمرتضى .
هومسلكه في حجية الخبر ليس حجية الخبر الواحد وانما حجية الخبر العلمي فهي مدرسة مهمة تبناها بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء و ابناء الشيخ جعفر كاشف الغطاء كلهم جهابذة النراقيان صاحب الرياض الميرزة القمي هؤلاء الفحول كلهم تبنوا مدرسة الوحيد البهبهاني في الرجال وفي حجية الخبر العلمي لا خبر الواحد حتى الشيخ الانصاري مسلكه مسلك الوحيد البهباني فمسلك مهم وانا اروج له هذا مسلك علمي عظيم رصين غير مسلك السيد الخوئي هو مسلك مهم قوي مثل مسلك القدماء المفيد والمرتضى وابن ادريس وابن زهرة وابن حمزة وابن براج وهلم جرا من كبار القدماء حتى الشهيد الاول فالشهيد الاول ايضا مبناه نفس المبنى ، اما المحق الحلي فبين بين والعلامة الحلي بين بين ونفس السيد احمد طاووس اللي اسس هذا المسلك هو في تحرير الطاووسي يتكلم عن نفسه بين بين لكنه صار هذا المسلك خبر واحد بشكل مفرط عند السيد الخوئي رحمة الله عليه وتلاميذه .
اجمالا مدارس علماء الامامية يجب الوقوف والاطلاع عليها للباحث العلمي ، المهم نرجع الى هذا الشاهرودي اللي مسلكه مسلك الوحيد الباباني وجيد كتابه تراجعونه ، والشيخ عبدالله المامقاني بين بين ، فبعضهم بين بين وبعضهم يصطف الى جانب ما فهي اصطفافات علمية يجب ان نلتفت اليه ، نعم هذي حقيقة مسار علماء الامامية يجب الوعي بها لا ان تقتصر على حقبة خمسين سنة سبعين سنة وتقول هذا مذهب ال البيت ، فهذه خدعة لان الخدع في العلم اخطر خدع في العلوم الدينية اخطر خداع على الاسلام يجب ان تلتفت الى مدارس مشارب علماء الامامية كم هي وكيف هي؟ ضروري جدا في كل العلوم الدينية لكي تعلم الجادة العظمى عند من؟ خذ بما اشتهر في قرون الاصحاب خذ بما اشتهر بين اصحابك في كل القرون لا في خمسين سنة وسبعين سنة ، الان للاسف الانعزال والابتعاد عن كتب طبقات العلماء في العلوم المختلفة حدث ولا حرج يقتصر لك على المعاصرين بل حقبة الخمسين سنة او السبعين سنة ولا غير وكان هاي الخمسين سنة وسبعين سنة هم جمعوا كل القرون العشرة !! ابدا هذا الكلام لا حقيقة له .
اذا انقطع الباحث العلمي في اي علم من العلوم الدينية عن تراث كتب علماء الامامية سوف ينقطع عن الحقيقة وعن الجادة العظمى في مسار المناهج العلمية وحذار حذار من ذلك الان هذا صاحب الجوار عنده حوصلة مع ذلك كم فات صاحب الجواهر من اقوال لم يسعفه الوقت لاستقصائه هي عشرات الموارد، مع انه دأبه هو وصاحب مفتاح الكرامة بايعاز من بحر العلوم ان يستقصوا الاقوال و فاتهم ما فاتهم اكثر مما حفظوه ، اعطيكم ارقام علمية في مسائل كثيرة لا اريد ان اخوض فيها الان كما هو الحال حتى في الشهادة الثالثة ما فات المتأخرين عن كتب القدماء الكثير الكثير و احد يستقصي مسألة من المسائل سيرى كم ان لدى طبقات السابقة من اقوال غفل عنها المتأخرون وظنوا انه هاي المسألة ثنائية القول ، كلا ربما هي عشرة اقوال فيها وعشرة وجوه فيها ، لاتقل شاذ ، انت شاذ لانك قصرت المسألة في قولين بينما طبقات القرون الاقوال الاخرى هي الاشهر هي الاكثر انت شاذ في فحصك والفحص عندك مشكل .
او يقولون لم يقل احد بوجوب الشهادة الثالثة في تشهد الصلاة ، انت ما عندك تتبع لااقل راجع كتاب السيد المقرم ، اقصد هذا الفحص والتتبع في المسائل العلمية والعلوم للاسف سمة العصر الذي نحن فيه وهاي السمة هي لا علمية وخطيرة جدا للعلوم الدينية يجب التتبع ويجب الانفتاح على اقوال العلماء في قرون متعددة فاياك ان تنغر او تخدع فقط بحصر الاقوال وادعاء حصر الاقوال في المعاصرين هذا خدعة علمية خطيرة انت انفتح على الكل كبحث علمي وانفتح على كل القرون هذه نكتة جدا جدا مهمة .
فلاتقل صاحب الجواهر استقصى كل الاقوال؟ ابدا هناك مسائل كثيرة شفناها لم يسعفه الوقت لا انه دلس وحاشاه لكن ما يسعفه الوقت ، والان في زماننا من ليس لديه حوصلة ولا همة ان يفتح الجواهر ولاكاشف اللثام ولا المبسوط فماذا تقول له؟ يعني كيف يصير؟ هل المقنعة فتحها يوم من الايام للشيخ المفيد ؟ المقنع للصدوق؟ المراسم لسلار ؟ ابدا مع انه هو يقول بجزئية الشهادة الثالثة .
فالكسل والملل والضجر والسرعة ما شاء الله سمة البحث العلمي في هذا العصر وهذي خطرة جدا هو العلامة الحلي وكاشف اللثام يقول اياك ان تركن في التتبع للاقوال او للمصادر الادلة الروائية او في الايات ان تركن او تعتمد على من قبلك ، انما انت بنفسك تتبع ستجد عجب العجاب وكم غفل الكثير عن حقائق موجودة في الادلة او في الاقوال الى ما شاء الله ، فلاتدع حينئذ هذه شهرة او الضرورة هكذا ، اي ضرورة ؟ الضرورة فقط للمعاصرين ؟ انت تتبع عشرة قرون من علماء الاعالم سواء في العقائد في مسألة عقائدية او مسألة فقهية او مسألة من مسائل العلوم الدينية او تاريخ الدين اياك ان تركن وتعتمد وتحبس نفسك في اقوال المعاصرين اطلع على اقوال المعاصرين لكن لا تعتمد وتحبس نفسك في هذا ابدا انفتح على كل كتب علوم الدين لعلماء الامامية طيلة عشرة قرون وتتبع انت بنفسك وتدبر انت بنفسك .
البعض سيقول ما الموضوعية لكلمات العلماء؟ لها موضوعية لانها عبارة عن وجوه تفاسير للروايات والايات او كلمات العلماء عبارة عن احتمالات علمية في تفسير الروايات وفي استقصاء جمع الروايات وفي استقصاء جمع الاقوال وليست زخرف اقوال العلماء، هاي النظرة لاقوال العلماء يقول لا يهمني الديكور ؟! طبعا اذا ظننا الديكور زخرف تقول ما اعتني بها ولا يهمني افتح كتبه اما اذا تلتفت كما يقول العلامة الحلي في وصيته لابنه فخر المحققين ربما دليل انت تعتمد عليه هم بينوا عواره وخوائه وربما دليل اعتمدوه انت لم يأت في ذهنك وفي خاطرك ابدا ، اعقل الناس من جمع عقول الناس الى عقله ، الاستشارة من اعقل الناس والاستشارة هي الاستشارة العلمية اعلم الناس من جمع علوم الناس الى علمه ، كيف انت تريد تستبد برأيك؟ والحال ان هذه جنود عقول هم رواد زمانهم واوانيم لا انه من باب التقليد ولا من باب الزخرف هي ذكر فيها قرائن وشواهد وروايات.
مثلا من زنا بذات بعل الان يقولون لا دليل الا الجماع راجعنا ثلاثة عشر مصدر من القدماء ذكروا الدليل الناصع البين خفي على المعاصرين ، هذي جهود يجب ان تكتنز يمكن توافقهم او ما توافق بحث اخر ولكن انظر الادلة والشواهد و اوزنها وعيرها وصيرفها ، فالانقطاع عن كتب القدماء في كل العلوم الدينية خطر جدا خطر ، فعلماء الامامية من الضروري الانفتاح عليهم.
لاحظ حالة الانفتاح والفحص المستدام كم مهم لا اصالة النفي الهربذية الدجلية ينفي بسرعة وكانه شغله النفي ويصير قاطع طريق امام الفحص العلمي دجلا تدليسا كذبا ، فهذا اغا بزرك النمازي الشهرودي ربى جيل من الفضلاء في علم الحديث والرجال وهو متبحر متوسع وكذا في الحديث وفي علوم اخرى وفي العقائد ، كذلك فهو جعل مسابقة بينه وبين تلاميذه ان اي تلميذ يستطيع ان يأتي بكلام لصاحب البحار يصرح فيه بانه يعتمد كل روايات البحار ، وهذا عكس ما يظن ، وخصص جائزة ثمينة قال من يأتي لي بكلام يصرح فيه صاحب البحار ان كل ما في البحار هو يعتمده ؟ المصدر في المجلد الاول في ملاذ الاخيار في شرح تهذيب الشيخ الطوسي ، هناك يصرح المجلسي في البدايات في المقدمات انه جمع في البحار كل ما يعمل هو به يعني كل ما في البحار يعمل به ، فما هو مراد المجلسي ؟ هل كله معتبر؟
نقول نفس الكلام مراد المجلسي ان كل ما في البحار معتبر ليس مراده انه كله على مستوى واحد في الاعتبار نفس النكتة في تاريخ تراث عاشوراء او في التراث الحديث او في التراث الديني ، اذن ما مراده انه يعمل به كله؟ يعمل به كله ليس هوجائي وانما الراجح مع المرجوح لربما المرجوح يصير قرينة للراجح ووو يعني نفس عملية جمع القصاصات مهما امكن من دون التفريط فيها ومن دون المغالاة في قصاصة هي خمسة بالمئة نعطيها خمسين بالمئة هذا خطأ لكن كون مستواها خمسة بالمئة لا نفرط فيه تحت ذريعة انه لم تصل الى خمسين بالمئة ، فمعنى تصريح المجلسي صاحب البحار في بدايات كتابه ملاذ الاخيار ان كل ما في البحار اعمل به كما هو الصدوق صرح في من لا يحضر الفقيه؟ مقصوده مع اختلاف درجات الاعتبار واختلاف منظومة والموازنة نفس اللي نذكره في تراث عاشوراء ونفس الذي نذكره في تراث الحديث ونفس الذي نذكره في كل المصادر الدينية ، فالتعويل ليس يعني ركام عشوائي فوضوي اهوجي كلا انما هي عبارة عن نظام حساب الاحتمالات بدقة .
ذكرنا سابقا ان تراكم الاحتمالات وبتوليده العلم الاجمالي لا يحتاج الى اعتبار تعبدي وانما هو تكوينا يولد نفسه ، لان درجات الاحتمال تكويني وانسجامها التنسيق بينها تكويني وتوليدها للعلم ايضا تكويني مثل التواتر فالتواتر يخطئ من يظن ان التواتر القطعي التكويني معتمد على الاعتبار الظني ، اصلا لارطب له بالاعتبار فالتواتر ظاهرة تكوينية وكل عناصرها تكويني فمن ثم لاينحصر بالظنون المعتبرة حتى غير المعتبرة تتراكم فيولد لك تلقائيا تواتر وللاسف كثير من الكبار غفلوا عن هذا الشيء ظنوا ان التواتر منحصر في الظنون المعتبرة وهذي غفلة فاحشة جدا مع احترامنا لهم لان التواتر في علم المنطق وعلم الفلسفة والعلوم العقلية ليس له صلة بعلم القانون والاعتبار هو امر تكويني اصل الظنون تكوينية ودرجاتها وتناسقها وانسجامها وتوالفها وترابطها تكويني هذه خطوة ثانية والخطوة الثالثة توليدها للعلم تكويني ، تكويني في تكويني في تكويني لا يعتمد التواتر على الاعتبار في شيء من شؤونه .
كذلك الحال في الاستفاضة في بحث الهلال احد الاعلام المعاصرين اشكل على تثبيت الهلال مر في بينات معينة فذكرت للوسيط الذي اتى بالاعتراض قلت له باب الاستفاضة غير باب البينة فباب البينة اعتبار قانوني كشرائط العدالة وغيره اما الاستفاضة خارجة عن باب الاعتبار التعبدي كالتواتر انما هي تراكم ظنون تولد لك العلم العرفي ما له ربط ببحث الاعتبار .
نرجع الى نفس البحث عملية تراكم الظنون لا صلة لها بالظنون المعتبرة نعم السحر والشعبذة والجن والرمل والجفر والتنجيم هذه الظنون سواء كان محللة او محرمة هذي خارجة عن نظرية تراكم الاحتمالات انما هذي نظرية تراكم الاحتمالات مرتبطة بالظنون النقلية ، الان ثلاث اربع قواعد ذكرتها التواتر الاستفاضة توليد العلم وهلم جرا من ثم مراد المجلسي ان كل ما في البحار اعول عليه لا انه في درجة واحدة وليس لامنضبط وانما نفس قضية تراكم الاحتمالات يعني رياضية دقيقة والمحاسبات فيها بالقيراط والدقة فيها اكثر كما مر بنا ان التاريخ الديني والعلم الحاصل به اصعب من فقه الفروع .