الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/03/05

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية (44)/ ️اعتبار كتب المقاتل المتأخرة/

 

مر بنا امس في سلسلة اعتبار كتب المقاتل المتأخرة فالبحث في مصادر عاشوراء والشعائر الحسينية الا ان البحث في زواياه كثيرة فيعم مطلق تراث الحديث الديني لسير المعصومين واللغط كثير في هذا المجال وذكرنا ان اربعين شخصا ما بين مجتهد وفقيه كتبوا قرابة اربعين رسالة فقهية استدلالية في الشعائر الحسينية ومطبوعة في موسوعة رسائل الشعائر الحسينية وهذه الموسوعة من عشرة مجلدات جمعها احد الفضلاء عن واقعة الطف ويا ليته يوفق هو غيره ان يجمع جميع فتاوى العلماء في الشعائر الحسينية لان هذا باب فقهي عقائدي عظيم يجب الالمام بمصادره الاستدلالية على صعيد الفقهاء والمجتهدين فهذه الموسوعة الان متوفرة في الاسواق وهي بمثابة كتاب الجواهر في الباب الفقهي للشعائر وهؤلاء الاربعين من الفقهاء والمراجع ليسوا بالوزن السهل فمن يريد ان يخوض في بحوث استدلالية عميقة ويغور في الشعائر الحسينية لابد ان يرجع الى هذه الرسائل مع اشتمالها على مئة وثلاثين مقالة في الشعائر الحسينية ويمكن التعبير عن هذه الموسوعة انها كتاب الجواهر او العروة الوثقى في مباحث الشعائر الحسينية وفي هذه الاربعين رسالة اسهب الاعلام في التدقيق الصناعي واللغوي ومراحل الاستنباط بشكل عميق بحيث لو اردت ان تدرسه درس خارج اقوالي في الشعائر الحسينية لكان اعظم مصدر .

واجمالا ذكرنا انه عند الاعلام قاعدة مشهورة انه في الرواية التاريخية الدينية يتساهل فيها فيما لا يتساهل في علم الفقه الاستنباطي ومن ثم يعني يمكن ان يتسع المجال في كتب السيرة والرواية الشيء الكثير اوسع من باب الفقه وملخص ما سبق من سلسلة الابحاث انا وجدناه على العكس تماما فبالدقة البحث التاريخي الديني موازينه اصعب وامتن من موازين البحث الفقهي وهو على خلاف ما يظن وهذا خلاف كلمات المشهور شهرة عظيمة جدا والنتيجة ليس هو التقليص او تضييق مصادر الروايات التاريخية الدينية بل بالعكس توسع كل المصادر .

فح يتساؤل اذا كان الميزان في الرواية التاريخية اشد فكيف تتوسع الى كل المصادر؟ ولكن لا يوجد هناك اي تناقض اما الدعوى الاولى وهو ان الرواية التاريخية الدينية الاجتهاد اشد فيها منها في فقه الفروع وهذه الدعوى خلاف ما هو المشهور من كلمات الاعلام وهذه البحث من بداية السلسلة الى الان تعتمد على مباحث الحجج في علم الاصول وليس فقط تعتمد على اسرار صناعية في هذه المباحث ، ومن بركة هذه المباحث في كتب المقاتل نقحنا امور لم نذكرها في الدورتين الاصوليتين السابقتين في مباحث الحجج مما اذعن به غالب علماء الاصول في عسائس الزوايا الخفية في علم الوصول .

فهنا نذكر هذه المقدمة بشكل ملخص ان سيرة العقلاء هي من اعظم المصادر في مبحث الحجج في علم الاصول - طبعا بين قوسين توضيح معترض قصير نذكر ان علم الاصول في مباحث الحجج لا يختص ولا يقتصر فوائده على فقه الفروع بل على مطلق الفقه الديني لان كل العلوم الدينية تعتمد على الحجية والحجية وظائفها وقولبتها وميزانيتها من وظائف علم الاصول فلا يتوهم ان علم الاصول خاص بفقه الفروع هذا توهم خاطئ علم الاصول عبارة عن منطق منهجي لكل العلوم الدينية .

في مبحث الحجج في علم الاصول لكل العلوم الدينية ذكر العلماء النابهين ان السيرة العقلائية على قسمين : قسم من الحجج المطلوب فيها التنجيز والتعذير وهذا النمط يكفي فيه الظاهر والحكم الظاهري ولو كان اصلا عمليا وليس المطلوب فيه الوصول الى الواقع كما هو .

الاجتهاد نفس الشيء المطلوب فيه ان المكلف اما يجتهد او يقلد او يحتاط الاجتهاد والتقليد الحجية فيهما هو من نمط القسم الاول وهو المطلوب فيه المعذرية الظاهرية وليس المطلوب الوصول للواقع بما هو هو او بقدر الوسع

القسم الثاني من سيرة العقلاء المطلوب فيه ليس التعذير والتنجيز ولا يكفي اقتصاره على المنجزات الظاهرية بل المطلوب الوصول والاحتياط والحيطة والوصول للواقع بقدر الوسع وهو من قبيل الاحتياط المكلف اما يجتهد او يقلد او يحتاط ففي باب الاحتياط المباين للاجتهاد وللتقليد ما يكفي فيه المعذر وانما المطلوب في الاحتياط رعاية الواقع بقدر الوسع وقطعا الاحتياط يصيب الواقع اكثر من الاجتهاد والتقليد وهو في اصابة الواقع قطعا مضاعف على الاجتهاد او التقليد .

الان كمثال عرفي باب التجارة والصناعة التاجر بحاجة الى ايدي عاملة او مدراء يعملون على اقصى جهد للحصول على الارباح فاذا تأتي بمدير يقول انا علي الوظيفة الظاهرية فقط يقولون له انت لا تصلح مدير شركة ولا تدير مصنع انا اريد مدير يوصلني الى اكثر ارباح ممكنة لا انه بمقدار ما يصلني من طلبات او مقدار ما علمت وانما انا اريدك ان تستقصي السوق والاستثمار باقصى حال لا انك روتين ووظيفة .

لماذا الان القطاع الخاص افضل من القطاع العام فالدولة هي القطاع العام يعني الموظف ما يهمه الواقع وانما يهمه روتين الوظيفة اما القطاع الخاص هو الذي يهمه وصول الارباح والثمار والانجاز الخارجي ، فما هو فرق الموظف الحكومي مع الموظف في القطاع الخاص؟ ففي القطاع الخاص يريد ان يصيب الربح اذا ما صار من هذه الجهة ففي هذه الجهة .

يقولون السيد الخوئي اتوا له بخادم مفيد وامين ففي اليوم الاول السيد الخوئي نسي خاتمه في مسجد الخضراء ورجع الى البيت فقال للخادم اذهب وابحث عن الخاتم هل موجود او غير موجود؟ فذهب واتى فقال له السيد هل وجدته؟ قال نعم وجدته قال لماذا لم تأت به؟ قال انت ما قلت لي ائت به انت فقط قلت ابحث عنه هل موجود او غير موجود؟ فالسيد الخوئي اعتذر عنه وعن مواصلة خدمته .

فالحرفية لا تفيد وانما يجب ان تراعي المصالح باقصى حد وهذا هو الفرق بين قضية المعذرية والوصول للواقع انت تريد شخص مدبر من دون حتى انت تأمره وتنهاه يعرف المصالح ويراعيها هذا يسمونه الوصول للواقع والسيرة على الوصول للواقع لا انه انا معذور ، كلامنا ليس في التنجيز والتعذير الكلام في رعاية الواقع بقدر الوسع .

الان سير العلوم كلها في الفيزياء والعلوم التجريبية والعلوم الاخرى لما العلماء ينقبون هل هناك منجز عليهم او يريدون الوصول للواقع بقدر الوسع اكثر فاكثر ، اذن للعقلاء سيرتان سيرة الوصول للواقع بقدر الوسع وسيرة بمقدار ما هو منجز علينا ، فعلم التاريخ عبارة عن استقصاء الحقيقة بقدر الوسع من دون الوقوف فقط على المنجزات والمعذرات هذه لا تفيد في الوصول لحقائق التاريخ بخلاف علم فقه الفروع يكفي فيه المنجز والمعذر فايهما اصعب واشد وطئا؟ انه علم التاريخ لا عكس ذلك ، لذلك انت لاحظ تنبيش التاريخ جيلا بعد جيلا ومحقق بعد محقق مستمر حيث هم يريدون ان يصلوا الى حقائق التاريخ بما هي بقدر الوسع وليس الاكتفاء بالمنجز والمعذر والسند المعتبر وغير المعتبر .

بعبارة اخرى الفرق بين السيرتين العقلائيتين ان السيرة الثانية هي حجية العلم بينما السيرة الاولى المنجز والمعذر يعني ظنون معتبرة والعلم والقطع مقدمة على حجية الظنون المعتبرة لان حجية الظن حجية ظاهرية منجز ومعذر بينما حجية القطع يعني الوصول للواقع بما هو هو ، فعلم التاريخ يطلب فيه تحصيل العلم وتحصيل العلم ليس ظن واعتبار تعبدي وانما عقلية تكوينية وهل حدد الاعلام منشأ العلم بظن معين؟ كلا ، اذا لم يكن الظن منهي ومردوع ومنبوذ عند الشارع ايضا لما الظنون تتراكم يولد لك العلم ويتسع الافق ومن ثم علم التاريخ الديني من جهة اصعب من علم الفقه الفرعي ومن جهة يتسع لكل الظنون ولكل كتب المقاتل ولكل التراث وهو اصعب ولكنه اوسع افقا بخلاف علم الفقه وفقه الفروع على ما هو الدارج طبعا ليس كذلك .

هذه قاعدة ذكرناها ومن القواعد التي ذكرناها وجود علوم اجمالية والعلم ولو كان اجماليا لكنه مقدم رتبة على الظنون التفصيلية المعتبرة وتحصيل العلم الاجمالي من الركام وتراكم قرائن وشواهد وظنون ، فتاريخ الدين وتاريخ المعصومين يطلب فيه علوم اجمالية كثيرة ثم وصلنا الى مبحث الصدق والكذب طبعا في العلوم الاجمالية نقلنا كلمات كافة الاصوليين ان العلوم الاجمالية هي الاصل لاعتبار الخبر الواحد لاالعكس يعني لولا حجية وجود العلوم الاجمالية في تراث الدين لما استطعنا ان نستحصل حتى على ادلة حجية الظنون المعتبرة فالبنية الاساسية الاصيلة لكل التراث الديني هي العلوم الاجمالية لا الظنون المعتبرة التفصيلية ونقلنا كلمات كثيرة .

هذه الخارطة يجب ان تكون واضحة والان للاسف بسبب منهج السيد الخوئي يوهم لدى الكثير ان الاصل في الدين هو الخبر او الظنون المعتبرة وهذا خطأ الاصل في الدين هو العلوم الاجمالية لا الظنون المعتبرة والاخيرة هي من ثمار العلوم الاجمالية فاول الدين هو العلوم الاجمالية لا الظنون المعتبرة التفصيلية وهذا المطلب سبق ان نقحناه بشكل مفصل بعد ذلك وصلنا لهذه الفهرسة لكي نواصل المسيرة هل هناك احكام فقهية مترتبة على تراث عاشوراء ؟ وذكرنا ان هناك قواعد فقهية عديدة لم نتعرض لها بعد مترتبة على العلوم الاجمالية مثل وجوب اقامة العزاء والرثاء والندبة على مصاب سيد الشهداء واهل البيت وهذه الواجبات باعتراف جملة من الاعلام كالسيد الخوئي واليزدي والسيد ابو الحسن الاصفهاني والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء وكثير من الكبار يقولون بان وجوب اقامة العزاء والرثاء والشعائر الحسينية من اركان الدين وهذا تعبير الاعلام بالضبط سواء باللغة العربية او الفارسية فهذه كلها قواعد فقهية ذكرها الاعلام .

الان يقولون ظلامة الزهراء امر تاريخي كلا هذا خطأ ظلامة الزهراء واجب ركني فقهي الظلامات التي جرت على الائمة تفصيلا لا يمكن ان تقول لا تعنيني هي موضوع لركن الدين اذن ليس تاريخ الدين تورخة محضة انما التاريخ الديني من اركان الفروع بل زيادة على ذلك التاريخ الديني مثل الجغرافيا الدينية فمكة المكرمة دين وعقيدة وليس فقط ركن الفروع وانما اعتقاد بان الله شعر بيته الحرام وجعل الله الكعبة قياما للناس فهذا عقيدة ودين واركان الفروع فهكذا حال في تاريخ الائمة وتاريخ النبي وتاريخ الاسلام والايمان

فهو عقيدة اذا وصل الى درجة القطع والضرورة ، ظلامة الزهراء اذا وصلت الى درجة الضروريات عقيدة وليست تاريخ فاذا كان قطع تكون القضية من اركان الفروع ليس تاريخيا محضا فهذا خطأ في تاريخ المباحث فالوعي العلمي اعظم نصير للوحي وسنبين كيف ان المعطيات القطعية او الضرورية عقيدة وليس اركان فروع فقهية فقط .

اذن مخرجات العلوم الاجمالية التي نقحناها سابقا هي عقيدة اذا بلغت درجة الضرورة او اركان الفروع اذا كانت درجة القطع دون الضرورة او بعد فروع فقهية اذا كان ظنون معتبرة او تاريخ محض اذا كانت غير ضرورة وغير قطعية اذن هكذا هو تقسيم التاريخ الديني وبسعته الواسعة هذه الفهرسة الاجمالية لما مضى .

حلقة هذه الفهرسة وقفنا عندها في الجلسات السابقة في شهر محرم وصفر انه ما دور الصدق والكذب في سلسلة هذه المباحث؟ لان كثير من الذين عندهم حملة شعواء شرسة على الشعائر او على المنبر الحسيني والخطباء الحسينيين وكتب المقاتل او عموم التراث قضية الصدق والكذب وهي حلقة بين العلوم الاجمالية وبين اركان الفروع فالصدق موضوع لوظائف الشعائر الحسينية الرثاء الندبة العزاء احياء ذكرى اهل البيت وهذا ليس فقط في تراث عاشوراء وانما في كل سير المعصومين بدءا من النبي وامير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وبقية الائمة حلقات .

فحلقة الصدق والكذب حلقة متوسطة دخيلة في موضوع الوظائف الفقهية المرتبطة باعتبار كتب المقاتل والتدقيق في الفهرسة اهم من الانشغال بالتفاصيل وهذا امر علمي هام يجب ان لا نغفل عنه الفهرسة العلمية تعطي بصيرة علمية فانت بدل ما تخوض في فوضى تفاصيل النقض والابرام يعني نضبط التفاصيل بالفهرسة، فالفهرسة صناعة استنتاجية تنظيمية علمية مهمة جدا وهذي هي ملكة الاجتهاد انه يصير عندك وعي حساس يقظ في الفهرسة العلمية في اي علم فهذا يدل على انه عندك ملكة علمية فيه.

فحلقة الصدق والكذب تقع في هذا الوسط هذه الحلقة خطيرة ولها ابعاد واركان ومحطات ومقامات عجيبة احد الجهات المهمة في مبحث الصدق والكذب ان الصدق والكذب مرتبطة بالحجية حجية هذا الصدق تعبدي ظني او عدم الحجية مثلا .

هنا مبحث اخر مهم في الصدق والكذب فهرسيا نستعرضه ان الصدق انواع مهويا وفي مقابله الكذب انواع وليس نوع واحد ، فيخطئ من يظن ان الصدق منحصر في المطابقة للواقع واللا مطابقة حيث المطابقة واللا مطابقة احد عناصر الصدق واحد اقسامه ولا يكفي ذلك في استكمال بقية اركان الصدق ، يعني الصدق لا يكفي فيه المطابقة للواقع .

مثلا الان انسان اخبر بان زيدا في الدار ولكن هو في قناعته ان زيدا ليس في الدار ولكن في الواقع هو زيد في الدار هنا يقال كذب لانه اذا كان المراد مطابقة او اللامطابقة فالمطابقة موجودة ولكن كذب لانه ادعى اني اعلم بان زيدا في الدار وهو لا يعلم ويعبر عنه بالكذب الفاعلي وان لم يكن كذب خبري متني والعكس كذلك قد الانسان يقول زيد في الدار لكنه اشتبه وزيد ليس في الدار هنا صدق فاعليا ومخبريا ولم يصدق خبريا ومتنيا فعدنا صدق خبري متني وعندنا صدق فاعلي ولا تلازم بينهما .

فالصدق حجية اي حجية تقصد؟ هل صدق حجية الخبر متنا او حجية وثاقة الراوي ؟ ان جاءكم فاسق بنبأ هل يلازم هذا النبأ مكذوب متنا؟ وانما تبين فهو فيه صدق خبري وان كان فاسق فاعلي فعندنا اقسام من الصدق ، القضاة اربعة ثلاثة في النار وواحد في الجنة احد الثلاثة من قضى بالباطل وهو انه باطل و احدهم من قضى بالباطل وهو لا يعلم واحدهم من قضى بالحق وهو لا يعلم هؤلاء الثلاثة كلهم في النار فليس المدار على المطابقة مع انه قضى بالحق لكن لانه لا يعلم فهو في النار فالحق في القضاء متنا يختلف عن الحق في القضاء انشاء وانما الذي ينجو من قضى بالحق وهو يعلم انه الحق فهناك بعدان في الحق وفي الصدق كما انه عندنا بعدان في الكذب فالصدق والكذب في بيانات واهل البيت العترة الطاهرة اقسام عديدة وبمقابلها اقسام عديدة من الكذب فالصدق والكذب حلقة خطيرة جدا ومؤثرة في مبحث الحجية في كل العلوم الدينية ومنها كتب المقاتل والتراث .

فمبحث الصدق والكذب كيف يتوسط صناعيا بيين المصادر والعلوم الاجمالية والوظائف الفقهية

مثال اخر في القران الله اذن لكم ام على الله تفترون ، فهنا مقابلة الكذب بالاذن فكيف يربط الباري الكذب والصدق بالاذن الالهي وعدمه؟ فلو كان الكذب والصدق مدار المطابقة اذن الله ام لم يأذن؟ بينما الله يقول لابد ان اذن لكم والا اخباركم عني كذب وافتراء وبدعة وتشريع .

لذلك ورد عندنا في بيانات اهل البيت لا يقبل الله عبادة عابد حتى يعبد الله من الامام الذي يدله على الخير فلو كان عبادة الله هي الواقع بما هي واقع اذن الله ام لم يأذن لا يفرق ، لكنه لابد ان يأذن والذي يأذن هو من ينصب خليفة واماما للناس اما اذا تأتي بعبادة من نفسك هذه ليست لله ولا الدين ولا يقبل الله تلك العبادة الا ان يكون طاعة العبد من الباب ومن الامام الذي نصبه الله له وبدلالة ذلك الامام .

لانه ذاك القائل يقول حسبنا كتاب الله يعني نشطب على النبي وعلى وصي النبي لا يمكن ذلك لان الله يقول انما تعمل بكتابه برعاية ولاية النبي ووصيه ، اطيعوا الله ورسوله وليس فقط اطيعوا الله فلو كانت مطابقة الواقع بما هو واقع لكان فقط اطيعوا الله لكن الله جعل الباب لطاعته هو طاعة الرسول ، الله اذن لكم ام على الله تفترون ، فالافتراء يسميه الباري كذب اذا لم تؤذن انت بهذه الطاعة لله صرف مطابقتها حتى للقرآن عند الله غير مقبولة طاعة القرآن مقيدة بطاعة الرسول وبطاعة اولي الامر يعني طاعة الله والرسول المقيدة بطاعة اولي الامر قلة خاصة رفع الله طاعتهم في القدسية بمنزلة طاعته وطاعة رسوله فاذن ما ربط الاذن بالكذب؟ مما يدل على انه صرف المطابقة ولو طابق الكتاب اذا لم يكن باذن من رسول الله ومن وصيه واولي الامر لا يفيد . فالاذن لابد ان يكون وولاية ، فالآذن هو ولي فقابل بين الولاية والكذب الولاية صدق واللا ولاية كذب وان طابق الواقع هذا منطق قرآني في احد انواع الصدق والكذب في القرآن الكريم .