الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/03/02

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية (43)/ ️اعتبار كتب المقاتل المتأخرة/

 

لا زلنا في محطة الصدق والكذب وهذه المحطة مؤثرة في بحث التراث العاشوري وعموم التاريخ وهذه المحطة حساسة لعموم التراث الديني والحديث ومرتبطة ارتباط ذاتي او عيني ببحث الحجية وسبق مر بنا ان مسلك الجمودي والقشري في الاستنباط ما هو؟ يعني ما هو الفرق بين الراوي والفقيه؟ في القرآن الكريم لولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين فلم يكتف بالرواية وانما ليتفقهوا ويتفهموا يعني ما الذي يبصره الفقيه ولا يبصره الراوي؟ مثلا الاحاديث الواردة في القضاء او غير القضاء عن الائمة انظروا الى رجل منكم روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف احكامنا فالفقيه سواء في الفروع او في علم الكلام او في استعمال الوحي واللغة بمعنى مطلق الذي لديه قدرة وفهم علمي موزون صناعي من مواد وحيانية فالفقيه لا يقتصر على رواية او روايتين وانما دأبه المنظومة كمجموع بل وما يستنتج منها مساحات كثيرة ، فطبيعة العلوم سواء بشرية او وحيانية هي هكذا .

فمر بنا في جملة من حلقات هذا البحث ان المؤرخ وظيفته جمع المواد والتحفظ عليها اما ابعاد تحليل هذه المواد انما يبصرها علماء العلوم الاخرى المتخصصون اذا عسكري فعسكري اذا امني فامني اذا اقتصادي فاقتصادي وهلم جرا ، احد المستبصرين القانونيين عنده حلقتين يستنطق النظام القانوني الموجود في قريش الجاهلية هي اكثر رعاية لحقوق المدنية من الانظمة الموجودة في بلاد المسلمين الان ، فهذا تاريخ ولكنه يقرأه قراءة قانونية حقوقية ، فالتاريخي لا يفهم ذلك لكن قانوني يستنبط لك منظومة حقوق وقانون وقوانين.

مثلا الان المستوى المعيشي للفرد في زمن الائمة كم كان والصرف من بيت المال يعني الضمان الاجتماعي يؤمن كم من النسبة هذا البحث الاقتصادي المؤرخ لا يلتفت له لكن الاقتصادي يعمل معادلية محاسبية يكتشف فيه انه اللازم في الضمان الاجتماعي والرعاية الاجتماعية اللي هي مسؤولية بيت المال تجاه الفقراء كم النسبة فيها ؟ فالمؤرخ لا يبصر والراوي لا يبصر وانما المتخصص يعرف الواقع الاقتصادي كيف كان والفارق الطبقي كيف كان وكذلك الاستفادة من المباحات يعني الفقيه سواء في الاقتصاد او في السياسة يستنتج ذلك.

مثلا يأتيك محلل سياسي يقول ان سيد الرسل لم يعدم القبلية او الاحزاب التي كانت انما هذبها مثل الانتساب الخزرجي او الاوسي وقريشي والرسول ما طالبهم بان ينتفي كل منهم عن هذه الهوية او التكتلات لكن هذبها فلاحظ هذه العملية تنظيمات اجتماعية سياسية التي هي عرفية ما حاربها الاسلام بقول مطلق انما يقول ليس الولاء الاول والاخير لها وانما للدين ، فهذه قراءة بغض النظر عن بحثها وتفاصيلها ولكن هذه القراءة من يشمها ان الرسول كان هكذا ؟ فاصل الراوي التاريخي لا يبصرها لكن لما تعطيها للسياسي القانوني في الفقه السياسي يقرأ الشيء الكثير عن هذه المواد يقول هذه سياسة الرسول وهي سننه انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ، فمن جهة يقول هذا ومن جهة يقر بان هذه امور اجتماعية نسيجية هو الله اوجدها فلا يحاربها وانما يهذبها تحت ظل الدين .

فلاحظ مثل هذه البحوث وهذه الرؤية في سيرة الرسول كحضارة ذات ابعاد علوم كثيرة علوم انسانية علوم اخرى فالمؤرخ لا يشمها ولا يلتفت لها وانما الباحث التخصصي يبصر ما لا يبصره المؤرخ ومر بنا وانما اريد ان اعيد هذا المطلب ان القصاصات التاريخية رؤوس خيط لاستكشاف حقيقة واسعة ليس من الضروري ان الراوي التاريخي بالفاظها يكتشفها نعم من يكون جمودي سطحي يقول هذه الالفاظ ما وردت ويقول كان يمضي الاحزاب السياسية بشرط ان تكون ولائها للدين ولم يرد عندنا هكذا لفظ .

هناك زيارة مهمة لاهل البيت اوردها الشيخ القمي في باقيات الصالحات تحت عنوان زيارة ائمة المؤمنين وفي الزيارة تحليل سياسي انه كيف حصل افإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن كفر فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ، انه لما انكفأ الانصار وتخاذلوا بدت تدخل تحزبات الاحزاب التي حاربت رسول الله وتخرج رأسها في الساحة وفي عاصمة دولة الرسول في المدينة المنورة فالزيارة تحلل انه كيف حصل هذا .

وذكرنا من باب النموذج ما يلهج به انهم صحابة صحابة الصحابة هم الانصار وقليل من المهاجرين اما الطلقاء ليسوا انصار الا ان يكون الصحابي بالمعنى اللغوي بحث اخر فورقة الصحابة ليست بيد السقيفة انما الذي شكل السقيفة هي مسار الاحزاب التي هي ليست من الصحابة واللعب بورقة الصحابة نغمة مغالطية تماما وهي ذريعة ومن الخطأ المجاراة مع الطرف الاخر نقول لهم اي الصحابة تقصدون؟ الصحابي اللي اعتمد عليهم الرسول وهم الانصار وقليل من المهاجرين المخلصين ؟ هؤلاء لم يكونوا مع السقيفة ابدا ولم ينشئوها وانما تخاذلوا ولم يكونوا من اركان السقيفة فالصحابة البدريين الاحديين انكفؤا حين اخذت الاحزاب التي هم الطلقاء وغير الطلقاء .

في صفين اكثر الصحابة كانوا مع امير المؤمنين ونادر منهم كان مع جيش معاوية لذلك لاحظ حتى مروان الحكم هو اغتال طلحة عبيد الله فعمدة الصحابة ولم يؤسسوا السقيفة فابصار حقائق التاريخ ليس بيد المؤرخ وانما بيد تخصصات اخرى ، هناك مسلك حشوي جمودي يقول الحقيقة فقط في الالفاظ المروية في الرواية التاريخية وهذه رؤوس الخيوط ليست هي الحقيقة وانما الحقيقة وراء ذلك وكما مر بنا في الاخبار الصدق ليس وصف للواقع وانما وصف للاعلام وللنشر والاذاعة فهو خبر فقد يتقوم هذا الخبر الصادق بان يكون اعلام مضلل فالاعلام المضلل هو حقيقة كذب .

بعبارة اخرى الكذب في جانب الاعلام او الصدق ليس معناه صرف مطابقة الواقع جمودا يعني سطح الواقع وزوايا من الواقع هذا ليس صدق ، الصدق هو كل ما تستوعب الحقيقة فمركز الحقيقة لا تغفل وتستغفل عنه وليس ما يتراءى سطحا من الحقيقة هو مركز الحقيقة فالمحطة الاولى ان الحقيقة والواقع ما هي مساحته؟

المحطة الثانية الحاكي والحكاية المحطة الثالثة النشر والبث والاعلام والاشاعة والمحطة الرابعة هي اثار المحطات الثلاث هذا هو بحث الخبر الصادق او الاخبار الصادقة فالخبر الصادق والكاذب يتقوم بهذه الاركان الاربعة وصدق الخبر مرتبط بهذه الاركان لا مجرد الاقتصار على بقعة من الواقع هذا ليس صدق قد يكون تضليل وتغرير ومخادعة كما مر بنا جملة من الامثلة .

لذلك القواعد التي نتناولها اما هي مرتبطة بالواقع وما هي مساحة الواقع؟ القواعد الموجودة في العلوم الدينية حول استكشاف مساحة الواقع وطياته كم طبقة مطوية في اخرى وكم ما وراء الستر من حقائق هي كبد الحدث التي تؤثر وهي مستورة عن غير ذوي البصائر السياسية سواء امنية او عسكرية او سياسية ، البصائر من علوم مختلفة فما هي القواعد التي تحدد او تستوسع لنا مساحة الحقيقة وطبقاتها ؟ وهو بحث مهم في كتب المقاتل وتاريخ عاشوراء وكثير ممن يطعن على تراث عاشوراء او الخطباء او على الرواديد والشعراء انطلاقتهم غير قضية الدجل في النفي والتدليس والوضع حيث الدجل نوع دس علمي فهو لا يفحص ويدعي معلومة احصائية معينة يعني لا يعطيك معلومة احصائية يعني يعطيك معلومة احصائية كاذبة يدسها يختلقها بتمام معنى الدس .

فعلاوة على هذه القضية احد منطلقات هؤلاء النفاة انهم يجمدون على الفاظ الرواية التاريخية بشكل سطحي وقشري وحشوي والحال ان الفاظ الرواية التاريخية هي رؤوس خيوط انت تستكشف منها امور كثيرة من وراء الستار تبصرها ولكنهم لا يبصرونها ، مثلا عندنا قاعدة من القواعد ان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى عبرة يعني عبور والاعتبار يعني عبور يعني لا تجمد سطحيا قشريا حشويا على لفظ التنزيل ، الله ذكر هذه الاية في سورة يوسف مع ذلك يطالبنا القرآن الكريم ان نعبر من النبي يوسف ويعقوب واخوته الى شيء وراء ذلك لان ما هو وراءه هو المقصود الجدي النهائي لله او ما قبل النهائي .

كما انه في صدر سورة يوسف ان في ذلك لايات للسائلين يعني هذا مرآة لشيء وراءه ، فالاية هذا معناها فانت تقول عبور واعتبار وعبرة اية مرآة كلها بمعنى واحد يعني بالمعنى العقلي الترادفات كلها معنى عقلي واحد ، كما يقول الامام الباقر السورة نزلت في يوسف ويعقوب ولكن ليس المعنى المقصود ليوسف وانما في من نزلت ولكن لمن نزلت وصح هي نزلت في مريم لكن في الحقيقة مريم مثل ضربه الله لفاطمة والمقصود يعني انه من وراء مريم واعظم منها وهي معنى ان في قصصهم لعبرة .

لذلك مثلا غيبة صاحب العصر والزمان كحقيقة وحيانية ودينية وما شابه ذلك برهن الله عليها في قصص كثيرة وفي سور وتستطيع ان تقول هذه الظاهرة العلمية الوحيانية والظواهر القرآنية والايمان وغيبة الامام المهدي يعني حالة الغيبة للانبياء في السور القرآنية مثل يضربه الله للحجة ابن الحسن العسكري وشؤون الاسئلة التي تثار ويتسأل بها عن الامام المهدي اجوبتها موجودة في قصص الانبياء كلها وبينها اهل البيت ، فتقريبا نستطيع ان نقول قصص الانبياء تحمل اجوبة لتعريف الاربعة عشر معصوم من سيد الانبياء وامير المؤمنين وسيدة النساء وسيدي شباب اهل الجنة وهلم جرا لمن يستطيع ان يفطن ويستيقظ لموارد العبرة الموجودة في قصص الانبياء انها اجوبة وحيانية لهذه التساؤلات.

فحينئذ الفاظ التنزيل فی النبي يوسف ويعقوب وداوود واصحاب الكهف والخضر كلها امثال ضربه الله لاهل البيت وهم في الحقيقة ائمة هذه الامة وهذا الدين في اخر الزمان نعم نحن نعتقد بالنبي يوسف ونصدق رسل الله وانبياؤه وكتبه ولکن كما يقول القرآن اعبروا هذا الجسر ولا تقفوا عنده فالمحطة النهائية والمراد من الاية وراء ذلك فلو كنا على مسلك الحشويین القشريین نقول سورة مريم نزلت في مريم وهي المراد النهائي بها ولكن ليس هكذا القرآن يصرح ان هذا ليس صحيح حتى امثلة للدائرة الاصطفائية الثانية في بيوتات الانبياء ذكرها القرآن مثلا ام اسحاق تتكلم مع الملائكة وتبشر وهي ام الانبياء هي ليست من الدائرة الاصطفائية الاولى وليست نبي ولا وصي وكذلك ام موسى اخت هارون ليست نبية ولا من الدائرة الاصطفائية الاولى في نبوة النبي موسى وانما هي من الدائرة الاصطفائية الثانية فقاعدة العبرة والاعتبار في القرآن يعني انه لا تجمد ولا تسطح المعنى او الحقيقة وتخويها ولا تجعلها قشر اللي هي اللب وراء ذلك ، هذا اللب الذي هو وراء ذلك يجب ان تصل اليه .

فالحقيقة متسعة وليست ضيقة ومثل قاعدة خذ الغايات واترك المبادئ وسنتعرض لها ، نأتي لقضية الحكاية يعني الادراك كيف العدسات تختلف ؟ نفس الكلام الية قدرات الانسان للوقائع مختلفة كما درجة قوة ضعفا لكن لا انه ليس في البين ادراك فالادراك موجود ولكن درجات الادراك تختلف وهذا لا يزعزع الصدق ومن ثم العلوم الاجمالية هي علوم وان كانت مختلطة بالاجمال والابهام فوجود الابهام لا يزعزع اصل الادراك والرؤية كما ان وجود الرؤية لا يعني شموليتها لكل التفاصيل بتفاصيلها فلا الاجمال يزعزع العلم ولا العلم ينفي الاجمال كل في مساحته بزواياه وهذا الذي يختلط على الجمودين وما شابه ذلك ، يعني اذا اجمال فاصل الحقيقة موجودة ولكن زواياها غير موجودة اما اصل الواقعة موجودة وهذا نوع من الخلط فالادراك درجات واليات بحث الواقع وبحث الادراك او الحكاية هذا مما يختص به العلوم العقلية او العلوم التخصصية وبالنسبة للادراك الذهني وما شابه ذلك هذا يختص به علم المعاني في البلاغة وعلم الاصول او علوم اخرى فالمرايا مختلفة.

القرآن الكريم يشير الى هذا المطلب ايضا قيل لها ادخلي الصرح يعني جسر فلما رأته فكيف رأته ولم تره لشفافيته؟ فلما رأته حسبته لجة يعني حسبته ماءا لشفافيته وعدم كدورته وهذه فيها معاني توحيدية ومعرفية قاعدية واخلاقية عجيبة وغريبة فكشفت عن ساقيها قيل انه صرح ممرد يعني ممرود وهذا هزها فاذن كانت المرآة شفافة جدا لا ترى اصلا مع انها موجودة فاذن اليات الادراك انواع عجيبة وغريبة كما يقولون الان عين مسلحة وعين فوق مسلحة وكم درجة تسلحها .

الفقهاء اختلفوا في الهلال التلسكوبي الصحيح انه ما يجزي فماذا عن الناظور؟ هذا مو مسلح ولكن عين حادة كثير يذهب الى اجزائها والصحيح اجزائها اذن درجات العدسات والاليات تختلف في ادراك الواقع .

في بحث الخبر الصادق او الاعلام الصادق الوحي هو طبقات فوحي سيد الانبياء اين من وحي النبي موسى؟ وفوق كل علم عليم وهذه قاعدة منطقية قرآنية في باب المعرفة معناه ان العلم درجات تأتي مرحلة البيان او النشر او البيان او الاشاعة او الاذاعة ، هنا يختص بعلم البيان عملية الادراك الثاني او الحكاية او عملية النشر هذه مرايا عديدة فهناك مرآة لادراك الواقع وهناك مرآة مشاهدة الاخرين في الواقع يعني المرآة تارة انت تستخدمها لكي ترى بنفسك وتارة تستخدمها لكي تكون عاكس لما رأيت فالاعلام مرآة وهذا يدلل على اهمية علم البلاغة ولا بأس اذكر هذه تحفة لطيفة ان الاعجاز البلاغي في القرآن الكثير يفسره بالاعجاز اللغوي ولكن جملة من المفسرين قالوا ليس المراد خصوص البلاغة اللغوية وانما المراد بلاغة كل العلوم ، فاعجاز القرآن بالبلاغة واعجاز النبي عيسى بالطب او احياء الموتى واعجاز النبي موسى بتشكل الجواهر من جوهر الى جوهر فعصاته تنقلب جوهريا الى حية وهذا عكس السحر ، السحر ما ينقلب ، النبي صالح كانت معجزته علم النحت ينحتون من الجبال بيوتا فيما قومه اقوياء فيه فالنبي صالح اخرج لهم ناقة من الجبل كانما منحوتة ولكن تلك جامدة وهذه حية وكل نبي يتحدى قومه فيما تفوقوا فيه من العلم .

الان عندما يقال القرآن اعجازه في البلاغة اي بلاغة مرادة؟ هل بلاغة خصوص علم اللغة؟ البلاغة يعني المنطق العقلي الانسان جسم حي ناطق ليس المراد من النطق هو نطق اللسان وانما ادراك الكليات وهذا بعد عقلي فبالتالي المراد من البلاغة مطلق البلاغة ، فقوله تعالى وما علينا الا البلاغ المبين هل هو بلاغ لساني او عقلي او علمي؟ او مطلق البلاغة؟ او قوله ادع الى سبيل ربك بالحكمة وهو برهان وسماه القرآن بلاغا بلاغة عقلية وعلمية ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة هذه ايضا بلاغة لسانية وجادلهم بالتي هي احسن .

فهنا نأتي الى المحطة الثانية والثالثة فعلم البلاغة بالدقة والذي يبحث في اللغة العربية طبعا هي ثلاثة علوم علم البلاغة والمعاني والبيان لا يبعد ان الجهود التي بذلت في اللغة العربية للبلاغة جعلتها اقوى اللغات في تراث علوم اللغة وسبقت بقية اللغات ولكن بقية اللغات اكتسبت وسرقت انجازات اللغة العربية اليها فهنا عندما يقال معجزة القرآن هي البلاغة هل البلاغة اللسانية او العقلية او العلمية؟ وما هو معنى البلاغة العقلية؟ يقولون الانسان بالغ بلغ الشيء يعني وصل اليه يعني ايصال تام لكل العقول ولكل الافهام ، فاذن جانب الحكاية او النشر والبيان اللي يصير به البلاغة يعني النظام فيه اليات موصلة تماما الى الحقائق او الى الصور المحكية.

هنا ايضا جملة من القواعد اذا لم يلتفت لها يأتيك القشريون يقولون هذا خلل في الصدق فالمحطة الاولى هي الواقع والثانية ادراك الواقع اي الحكاية والحاكي والمحطة الثالثة نشر هذا المدرك وبثه فما هي الضابطة في المحطة الثالثة؟ علم البيان الاستعارة مجاز الكناية تعريض ما هي دورها .

ما هو دور الاستعارة في بث الحقيقة والاستعارة اقسام تمثيلية استعارة مجاز كناية ما ربطها في البث والنشر لكي نربطها بالصدق والكذب ؟ لماذا الاستعارة ليست كذب القشريون يقولون الاستعارة ليست نفس الواقع فلماذا تكون صدق؟ هو مجاز لغوي لكن حقيقة تكوينية كيف يصير المجاز اللغوي او حتى المجاز العقلي حقيقة عقلية وتكوينية وفقهية ودينية واللطيف ان الكناية ابلغ من التصريح . فالكناية ابلغ من التصريح حتى في اصول الدين او في محطات اخرى.

اشكال طرح ...

البلاغة معجزة القرآن ليس المراد بها البلاغة اللغوية واللسانية فقط وانما بلاغة علمية وعقلية وبلاغة نورية فالمعاجز العلمية للقرآن اعظم بكثير من المعاجز اللسانية

اشكال طرح ...

مر بنا امس جملة من الحشوية منا او من المذاهب الاخرى يقولون لماذا لم يسم الله عز وجل اسماء الائمة في القرآن؟ مع انه تسمية اهل البيت في القرآن وردت اعظم من تسميتهم باسمائهم ، فالقربى هذه ليست فيها ترديد بحسب علم البلاغة قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى وهذا علم لاهل البيت اكثر من اسمائهم علي وفاطمة والحسن والحسين وموجود اسم علي في اربع سور ما فسروها باسم علي ابن ابي طالب مع ان المراد به هو امير المؤمنين وانه في ام الكتاب يدينا لعلي حكيم او صراط علي مستقيم ولكن القوي لا تتركب صراط عليَّ مستقيم

وفي علم البلاغة العلم درجات العلم يعني المعرفة مقابل النكرة ، وليس اقوى درجات العلمية هو اسم العلم بل الضمير هو اقوى ، فقل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى او ما افاء الله على رسوله وذي القربى هذه الايات الخمس اصرح من العلم لكن المشكلة الطرف في الاخر اما لا يفطن او لا يريد يفهم لكن حتى لو سلمنا ان اهل البيت غير مسمون في القرآن بالعلم فهل اذا لم يسمون اذن لا يكفون في اصول الدين؟ انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا قل لا اسألكم عليه اجرا ما افاء الله هاي كلها ايات الولاية ولو سلمنا معهم جدلا ليس تصريح فمن قال انه اصول الدين الضروري فيه ان يكون تصريح ؟ فالكناية ما هي؟ اليس الكناية ابلغ من التصريح؟ فاذا اصول الدين تبين بالكناية هذه البلاغة واضحة بلاغ مبين وهذا يوصل المعنى ابلغ .

فالمقصود من البلاغة واعجاز القرآن بالبلاغة يعني يبلغ ويوصل الحقيقة سواء لسانية علمية عقلية يوصلها الى الغاية والنهاية ، الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان ليس البيان بمعنى النطق يعني اللسان وانما ادراك العقل فالبلاغة والبلوغ وادراك العقول او ادراك الهدف الغائي المراد الوصول اليه لا انه في البلاغة اللسانية وانا كنت اريد ان اصل الى هذه النتيجة لكن الوقت ما كفى ان علم البلاغة بالدقة ليس بلاغة لسانية وانما البيان اما المعاني فحدث ولا حرج فليس له ربط باللسان وانما له ربط بلغة المعاني وليس لغة اللسان هذه كلها تدقيقات عقلية .

علم المعاني الذي انجز باللغة العربية اقتبسه الفرنسيون وكذلك الانجليز والصينيون واليابانيون فهو انجاز وغير مرتبط باللغة العربية خصوصا وانما مرتبط بالمعاني وهذه لغة مشتركة بين كل البشر فلماذا ادرجه علماء البلاغة في البلاغة؟ اذن معناه البلاغة هي اللغة اللسانية حصرا والى الان ما بحثوه في علم معين هذه المعاني كلها تدقيقات عقلية في قوالب واطر المعاني .

اشكال طرح ...

يعني هل المتدين يقول ليس هناك ادلة على الدين؟ هذي كلها ادلة على الدين وهذه الادلة هي تلزمك بكل ما جاء به النبي والائمة وهذا يلزمك بالتراث ولو بنحو الاجمال .

اشكال طرح ...

هذا الاجمال يعبرون عنه اجمال بنحو التفصيل موجود بنحو جملي حيث مر بنا في بداية حلقات هذه السلسلة ان هناك علم اجمالي جملي يعني التفاصيل كلها مندمجة في هذا الاجمال وشانها كشان العلم التفصيلي ويعبر عنه في الوحي جملا ، كان الوحي ياتي بالانباء عن المستقبل الى رسول الله جملا ثم يفصل .