الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية (40) / اعتبار كتب المقاتل المتأخرة/

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-لزوم الأخذ بالعلوم الإجمالية في واقعة عاشوراء

2-العلوم الإجمالية بتراث عاشوراء والأحكام الفقهية موضوع الصدق والكذب

3-الصدق والكذب في كل من الأنشاء والإخبار

4-علم الكلام في تراث الحديث إخبار وفي فقه الفروع إنشاء

5-كل إخبار فيه إنشاء والعكس كذلك

6- الدواعي التكوينية وتشابك لإنشاء والإخبار

7-مسلك الجمود على الألفاظ والمعاني القريبة و الدس و الوضع

8-مسلك الاجتهاد و إسناد سلسلة المعاني للمتكلم

9-مسلك الحشويين وحصر إسناد بالألفاظ الصادرة

10-الصدق في الإخبار محصور على الألفاظ جمودا وحرفياَ

11-الفاظ التأويل والتنزيل للقران عند علماء الفرقين

12-نزول التأويل في كل عام ليلة القدر على كل أمام

13-إنباء النبي (ص) للبشر ببدنه، ولأهل البيت (ع) بقلبه ونوره

14-للنبي (ص) بعثتان لخصوص بني هاشم و لعموم الناس

15-اختلاف إنباء للنبي (ص) لأمير المؤمنين(ع) عن الصحابة

16-الأمام علي (ع) يرى ويسمع ما يراه ويسمعه النبي (ص) دون جميع الأنبياء

17-إنباء النبي () لأهل البيت (ع) بطريق النور

18-ألفاظ التأويل حسب بيانات الثقلين احق بالقرآنية من التنزيل

19-التأويل والتنزيل وأسنادهما للقران

20-الصدق لا ينحصر بألفاظ النص

21-صدق أسناد القول ولتقاول في القران

22-إسناد القول إلى لسان حال ومدار للصدق

23-الأخبار حكاية عدسة تصويرية لها شجون ودرجات لا تزعزع الصدق

كان الكلام في محطة الصدق والكذب في مبحث اعتبار كتب المقاتل وانطلاقا من وجود العلم الاجمالي والعلوم الاجمالية سواء من المصادر وغيرها في واقعة عاشوراء بما فيها كتب المقاتل المتأخرة وان هذه العلوم الاجمالية ملزمة للاخذ بها سواء في بعد الاعتقاد اذا وصلت الى درجة الضرورة والقطع او من جهة الاحكام الفقهية الشعائرية اللي هي اقامة العزاء والمواساة لاهل البيت وفي المرتبة الثالثة هو البعد التاريخي فبين هذه العلوم والاحكام الفقهية تقع قضية الصدق والكذب .

مر بنا ان الصدق والكذب في استنطاق الكلام هناك مسلك رئيسيان فيه مسلك جمودي حرفي حشوي قشري سطحي يجمد على الالفاظ والمعاني التصورية وان ذلك تمام الحقيقة سواء في الاخبار او الانشاء فيعتبر ان حقيقة دلالة الكلام في الاخبار او الانشاء لا تتجاوز الالفاظ والمعاني التصورية القريبة من دلالة اللفظ سواء في الاخبار كتراث عاشوراء او في الانشاء كتراث الحديث وفقه الفروع واللطيف ان تراث الحديث في علم الكلام والعقائد والمعارف هو اخبار وليس انشاء بينما تراث الحديث في فقه الفروع انشاء امر وله مولوية وفي الاخلاق هو بين بين قسم منه اخبار وقسم منه انشاء .

اذن لسان الوحي وخطاب الوحي بحسب العلوم الدينية ايضا هو بين الاخبار او الانشاء فمسلك الجمود على اللفظ والمعنى لا يفرق في خطاب الشرع بنمط الاخبار او بنمط الانشاء في اي علم من العلوم الدينية فيجمد على المعنى القريب واللفظ القريب ، وامس ايضا نقلنا كلام الشيخ الطوسي في المبسوط الذي يذكر ان الجو العام للمؤمنين او الاصحاب انذاك انهم مأنوسين بالفاظ متن الحديث وما ان يؤتى لهم بمتن اخر يستوحشون منه .

ومر بنا في علم الكلام منذ امير المؤمنين ديدن ومسار علماء علم الكلام ليس الجمود على الالفاظ بل الاستنتاج والتحليل وما شابه فاذن في قضية الخطاب الديني سواء من نمط الاخبار او الانشاء مسلك الجمود على الالفاظ واسناد هذا المطلب الى الشارع والى الوحي هي نص الالفاظ والمعاني القريبة جدا فيحددوه في دائرة ضيقة اما المعاني البعيدة فهم يتلكؤون او ربما يبنون على ان هذا وضع وكذب لان الوحي يحصروه في القرآن وفي الفاظ التنزيل اما الفاظ التأويل وما شابه ليست من القرآن فبالتالي يكون كذب .

واللطيف انه في الانشاء هناك صدق لان الانشاء يتضمن الاخبار فعندما ينشئ الفقيه حكما ما يسنده الى الشارع وهو اخبار انشاء حكاية آمرية الشارع واسناد الى الشارع بان هذا الامر او هذه الجملة يعني الفتوى فيها جنبتان جنبة اخبار وجنبة انشاء وليست انشاء فقط ، االله اذن لكم ام على الله تفترون يعني نفس الفتيا بلا علم هي جنبة اخبار وليست متمحضة في الانشاء ، اذن في الانشاء هناك اخبار وفي الاخبار هناك انشاء وفي كل انشاء اخباره وفي كل اخبار انشاء وهذا ذهب اليه جملة من علماء الفنون والبلاغة واللغة وعلماء الاصول وعلماء المنطق يعني نفس الفتيا بلا علم هي جنبة اخبار وليست متمحضة في الانشاء .

مثل قوله تعالى عن المنافقين اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون ففي التشهد ينشئ الالتزام بالاسلام وبالايمان وهناك اخبار يخبر انه موطن قلبه ونيته على الالتزام والايمان بالله وبالرسول وبقول اولي الامر فكل انشاء فيه اخبار وكل اخبار فيه انشاء وليس بالضرورة ان يكون اخبار واحد ولا انشاء واحد وانما عدة اخبارات كما انه ليس في الاخبار انشاء واحد ربما عدة انشاءات وهذا ربما دقق فيه بعض علماء البلاغة والمعاني والاصول وبعض علماء المنطق ونحن هذه المقدمات مضطرين لتوضيحها كي نخوض في البحث لان المدار على الصدق والكذب في الاخبار والانشاء معا .

طبعا التراث العاشوري هو تراث اخبار فهو اخبار ليس فيه انشاء ؟ او اذا هو فيه انشاء ليس اخبار ام ماذا? يقولون المتكلم اذا انشأ هو في صدد الاخبار ايضا سواء واحد او اثنين او ثلاثة ليس بالضرورة حصرا في واحد يعني اذا انشأ في صدد الاخبار اني ارادتي الجدية متعلقة ومرتبطة بهذا المنشأ ، مثلا في الدعاء يخبر عن طلبته القلبية الروحية من الساحة الالهية فاذن يقولون المعاني الانشائية التي هي وجودها اعتباري تنوجد بالة الانشاء ولها وجودات تكوينية في قلب وروح المتكلم في الانشاء ، فالتمني انشاء لكن هذا التمييز في الانشاء هناك تمني تكويني في قلبه اذا كان صادقا في التمني فوجود التمني في القلب وجود تكويني وليس اعتباري او هو يدعو الله عز وجل بحاجة فهذا انشاء ومعنى اعتباري ولكن في قلبه هو متوجه الى الله يطلب من الله فيكون دعاء ، الكلام في زاوية اخرى تخبر عن وجود المعنى الانشائي في قلب المتكلم وهلم جرا المعاني التسعة التي يذكرونها للانشاء هذه المعاني التسعة انما يكون انشاء نسميه صادق او انشاء حقيقي اذا كانت هذه المعاني الانشائية الفرضية الاعتبارية موجودة بوجود تكويني في المتكلم في نفسه فوجودها انشاء كأنما ايضا يخبر عن وجودها والله يشهد ان المنافقين لكاذبون لانه ما عندهم التزام ، الالتزام في البيعة سواء بيعة سياسية او دينية هذي انشاء هذه البيعة التي هي انشاء متضمنة للاخبار ايضا لانه عنده ارادة جدية بان يلتزم بالاسلام ويتعهد بالاسلام واحكام الاسلام اذن فيها جنبة اخبار وفيها جنبة انشاء وتكذيب الله لهم كذب في الاخبار وليس في الانشاء من حيث هو انشاء .

فاذن كل انشاء ينطلق من دواعي تكوينية فلما ينشئ كانما يخبر ايضا بان الداعي التكويني موجود عندي واذا لم تكن هذه الدواعي التكوينية لها وجود خارجي في نفس الانسان المتكلم يكون كاذب والله يشهد ان المنافقين لكاذبون فهذا بحث مفيد طويل والبحوث كثيرة فيه.

و ربطه بالمقام الكلام الكلام ان التراث الديني سواء كان في الحديث او في تراث عاشوراء اخبار فيها انشاء فالمخبر ينشئ للسامع اني التزم بصدق هذا الاخبار واتعهد لك بذلك فالاخبار ايضا فيه انشاء فالاخبار حكاية والانشاء هو ايجاد اعتباري لكن بينهما تشابك فهناك مسلك يجمد على الالفاظ والمعاني القريبة ومسلك يتوسع بموازين فمسلك الجمود على الالفاظ والمعاني القريبة يعتبر ما وراء ذلك هو دس و وضع وتخرص وليس بصدق ومن ثم مر بنا احد اشكالات الحشوية والاخباريين او الاصوليين هي ان الفتوى بغير الفاظ النص اسنادها الى الشارع كذب ولا يجوز ان تختلف عن الفاظ المتن الواردة في النصوص والا يصير كذب لان الفتوى اسناد حكم لله وللرسول وللائمة وبالتالي اذا لم يكن بالالفاظ فهو كذب فهم يجمدون على الالفاظ والمعاني القريبة والفرض انه لم تصدر من المعصوم فالانسان كاذب يعني في الفتيا .

كذلك في الاخبارفي تراث عاشوراء الكلام الكلام هذا التراث يجب الوقوف عنده نصا حرفيا بالفاظه ومعانيه القريبة اما اذا تتوسع هذا وضع ودس وتلاعب اذن هذان مسلكان فالحشوية يرون في اخبارات خطاب الشارع او انشاءاته اذا توسع فيها الى غير الالفاظ الصادرة عن المعصوم يقولون هذا نوع تدليس وتلاعب وهذه محطة من بحث الصدق والكذب وهو طويل الذيل ونحن الان في صدد ان نأتي بشواهد كثيرة في باب الاخبار او الانشاء على ان هذا الاسناد ليست بما هي الفاظ النص يعني النص اللفظي وانما هي الفاظ المعاني وحتى المعاني البعيدة فهذا الاسناد صادق وليس بكاذب .

بعبارة اخرى الفقيه لما يفتي باحكام يستنتجها من عدة معادلات ويسند هذا الحكم الشرعي للشارع مع انه لم يصدر تنزيلا او الفاظه من الشارع ولكن هي الفاظ بعيدة مرتبطة بالمعاني للالفاظ الصادرة وهذا ليس كذب ولا جعل وانما هو صدق ، فاذن لدينا في فنون الكلام اساليبه واطواره سواء الاخبار او الانشاء سلسلة من المعاني ومن الفاظ المعاني تسند الى المتكلم مع انه لم يتلفظ بها وهذا ليس كذب وانما صدق وتتسع دائرة الصدق على مسلك الاستنباطيين المحققين اما على مسلك الحشويين عندهم المسوغ ان تسند فقط وفقط الالفاظ الصادرة من الله او من المعصومين فهنا تضيق دائرة الصدق سواء في تراث عاشوراء او التراث الحديث وهذه لها ثمرة كبيرة في باب تراث عاشوراء بين ترسيم وتصوير المصاب .

وهذا المسلك ليس فقط عند مذهب الامامية وانما عند مذاهب المسلمين ان الصدق في الاخبار هل يقتصر على الالفاظ? ام يتوسع? مثل الفاظ تنزيل قرآن او الفاظ تأويل القرآن وربما في ذهن غالب علماء الفريقين ان التأويل ليس من القرآن ، القرآن حصرا بالفاظ التنزيل نعم التأويل هوحقائق القرآن ولكن ليس قرآن مثلا كيف ان الفاظ التنزيل من الله تسند الى النبي? اسناده الى النبي بواسطة الايصال شبيه ما في سورة التكوير انه لقول رسول كريم يعني جبرائيل مطاع ثم امين ذي قوة عند ذي العرش مكين فالفاظ القرآن هو التنزيل اما الفاظ التأويل ليست قرآن وانما بمثابة الشرح والتفسير وما شابه ذلك بينما في بيانات اهل البيت التأويل احق بكونه قرآنا من الفاظ التنزيل فهو ليس عدة مصاحف يعني كما تعلمون في كل عام في ليلة القدر منظومة النص القرآني ينزل تاويل المصحف وهذا بروايات متواترة بين الفريقين فهذه الفاظ التاويل التي تنزل في كل عام على كل امام بعد النبي يا محمد لا يبلغ عنك الا انت او رجل منك يبلغ عنك يعني حتى يبلغ القرآن يعني هناك سور من القرآن ما بلغه النبي وانما امير المؤمنين لكن يخبر عن النبي فلا يبلغ عنك يعني مقام قلب النبي فالنبي ينبئ البشر ببدنه وينبأ عليا وفاطمة الحسن والحسين بقلبه وبنوره ونصه حديث متواتر لا يبلغ عنك الا انت او رجل منك واحتج به علماء الامامية وقبلهم الائمة وهو حديث قدسي على امامة اهل البيت .

اللطيف هذا المقام تشترك فيه فاطمة، فاطمة مني وانا منها لا يبلغ عنك الا انت او رجل منك رجل ليس بمعنى الذكر رجل بمعنى المستقيم واصطفاء فرجال يعني اشخاص مستقيمون رجال صدقوا عاهدوا الله عليه رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع ثم لم يقل الذكور قوامون على الاناث وانما قال الرجال قوامون فالرجولة تستخدم في القرآن في غير معنى الذكورة فلا يبلغ عنك الا انت او رجل منك .

في حديث يوم الدار في اوائل بعثة النبي بالاسلام ولم يجهر بالبعثة لسائر الناس نزل قوله تعالى وانذر عشيرتك الاقربين ففي هذا الحديث المتواتر يصرح النبي انه بعثه الله بعثتين بعثة لخصوص بني هاشم وليس لعموم الناس يعني حتى سلمان ما يدخل في هذه البعثة والنواب الخاصين ما يدخلون وانما خصوص بني هاشم المصطفون منهم بعثت اليكم يا بني هاشم بخاصة او في بعض الالفاظ بعثت اليكم يا بني هاشم خاصة يعني بمأمورية وببرامج الهية ونواهي خاصة بكم بما انكم بيت القيادة وبعثت الى الناس بعامة او في بعض الالفاظ عامة فهذا الحديث يدل على انباء النبي من الله لبني هاشم انه انباؤهم مضمونا وقناة يختلف عن انباء عموم الناس وانباء النبي لعلي يختلف عن انباء النبي للصحابة ، فالصحابة ما عندهم تخاطب مع النبي ولا ارتباط روحي ولا نوري الا عبر اللسان ويسمع واما اذا لم يحضر فما يدري بينما امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين لهم ارتباط نوري وينبئهم النبي نوريا يا علي انك ترى ما ارى يعني ترى بواسطة سيد الانبياء يعني ما رأى النبي ينعكس على علي ورأى النبي ما لم يره جميع الانبياء وسمع النبي ما لم يسمعه جميع الانبياء فامير المؤمنين رأى كل ما رأه النبي ولكن بواسطة النبي وبنبوته وسمع كل ما سمعه النبي وحتى بعد ما رحل سيد الانبياء لان هذا الارتباط ليس قائم على البدن وانما قائم على الروح .

امير المؤمنين في اليمن شهرين ثلاثة حيث بعثه النبي مرتين ما ينزل على النبي من تردداته وامواجه تصل لامير المؤمنين وهو في اليمن والا كيف امير المؤمنين يدعي وادعائه حق ان كلما نزل على النبي في ليل او نهار يعلم به ؟ فكثيرا ما النبي يرسل عليا لمعركة تستغرق ايام فالتواصل من اين? لذلك امير المؤمنين وفاطمة والحسين لهم انباء عن النبي بالية نورية تختلف عن غيرهم لذلك هي فاطمة محدثة ومصحف فاطمة نزل على فاطمة وحيا ملكوتيا بعد رحيل سيد الانبياء في روايات كثيرة ويلتزم بذلك علماء الامامية يعني قسم من مصحف فاطمة من القاء النبي لفاطمة فهذا اي القاء واي ارتباط? والمفروض ان المصحف العظيم بعد رحيل النبي قد ختم .

فاصل البحث ان الصدق والكذب ليس مقصور على الفاظ التنزيل في القرآن مع انه جل علماء الفريقين يقولون القرآن فقط يصدق على الفاظ التنزيل لا التأويل مع ان الفاظ التأويل بحسب بيانات القرآن الكريم واهل البيت احق بالقرآنية من الفاظ التنزيل فضم اليهم ما هو موجود عند الفريقين ان تأويل القرآن ينزل في كل عام حتى بعد رحيل النبي فهو ينزل على الائمة هل بواسطة بدن النبي او بواسطة نوره? ففي كل عام للمصحف تأويل مذكور عند اهل البيت .

نرجع الى مركز البحث ان الصدق والكذب بلحاظ الفاظ التنزيل او الفاظ التأويل او الالفاظ الصادرة في تراث الحديث او تشمل الفاظ المعاني ؟ الحشوية عندهم الصدق فقط على الفاظ التنزيل فالتنزيل ينسب الى القرآن والتأويل ينسب الى القرآن فالقرآن منه تنزيل ومنه تأويل لا ان القرآن حاصر في التنزيل وهذا من امهات علوم القرآن عند اهل البيت ولا يعقله الا القليل .

طبعا الشيخ المفيد اشار له وجماعة كالطوسي والمرتضى والشيخ جعفر كاشف الغطاء وسنتعرض الى سلسلة في الفقه وفي العلوم الدينية وفي اللغة على ان الصدق لا ينحصر بالنص اللفظي وانما يشمل الفاظ المعاني اخبارا او انشاء وهذا مبحث طويل الذيل وهذه كلها فهارس اجمالية ويدخل في هذا البحث لسان الحال والاستعارة والمعاريض والكنايات والمجاز والتصوير وفنون واساليب الكلام كلها تدخل في هذا البحث .

واللطيف هناك مواضع قرآنية القرآن يسند القول الى التنزيل مع ان كثير من المسلمين يقولون هذا ليس اسناد تنزيل وانما هي الفاظ المعاني اذ قال ربك للسماء والارض اتياء طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين وليس المراد به نفس القول ، الحشوين يقولون نبقى على الالفاظ او في سورة النمل قالت نملة ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده كثير من المفسرين يقولون ليس هناك قول وانما شيء اخر فهذا ليس كذب هو الله اصدق القائلين فهو شيء اخر يبرزه القرآن بصيغة القول .

فكثير من علماء المفسرين من الفريقين قالوا اسناد التقاول هنا ليس كذب وحاشا الله من الكذب وانما صدق اذن لو كنا جموديين حرفيين يعني قال قالت هو نفس القول وكذلك الهدهد وجهنم يوم نقول لجهنم هل امتلائت وتقول هل من مزيد يعني لسان الحال? فهذه من فنون الكلام واساليب الكلام فلا تقل للخطيب انت تكذب المدار في الصدق والكذب ما هو? فما هو لسان الحال? وما هي فنونه وانواعه? حتى لو لم يصرح ولا يبرز الخطيب ان هذا لسان الحال يبقى لسان الحال لا يكون كذبا .

فالمفسرون من الفريقين كثير من المواضع في القرآن الكريم فسروه بلسان الحال مع ان عامة الناس يفهمونه بلسان القال لكن كثير من الفلاسفة يقول ليس هذا قول وليس لسان حال فلاحظ يعني هناك نزاع بين الكبار انفسهم يعني حتى الكبار المسألة ليست محسومة عندهم انها لسان حال او لسان قال ومع ذلك قالوا لو كان المراد لسان الحال لما كان كذب زما يكون الامر مبهم بهذا الغموض فلا تصريح من القرآن ان هذا لسان حال وانما حتى على العلماء مبهم فلماذا تطعن على الشعراء والخطباء? اذا كان لسان الحال مدار للصدق فالصدق حتى ولو لم يبرزه صدق فليس مدلس وانما انت حشوي سطحي وجمودي لكن الحقيقة اوسع من ذلك لانه ومن اصدق من الله قيلا فالصدق والكذب هل يدور مدار صدق الالفاظ جمودا? او الفاظ المعاني ومعاني المعاني? فهناك سلسلة موجودة من انواع واساليب ووجوه الكلام سندخل فيه انشاء الله .

مسار اخر ان الاخبار حكاية يعني عدسة تصويرية وسنبين ان العدسة التصويرية للمرآة والمرايا لها شجون ودرجات عجيبة غريبة ولا يؤثر في الصدق والطاعنون لا يفقهونه فهذان البابان في الصدق والكذب .

اشكال طرح ...

لسان القال ادنى من لسان الحال والحشويون والقشريون والجموديون والسطحيون يقولون اصدق شيء هو لسان القال واما لسان الحال فمجاز مثلا في زيارة الغدير للامام الهادي الله يعلم كم جملة فيها وكل جملة معادلة عقائدية احد المعادلات التي في هذه الزيارة اشهد انك لم تقدم ولم تحجم يعني حتى بعد السقيفة الا بامر من الله ورسوله فخطوة خطوة في التفاصيل انطلاق امير المؤمنين من امر الله وامر الرسول وحتى هناك روايات انه امير المؤمنين عندما هاجم بيته فلان اخذه بتلابيبه وصك به الارض وجذع انفه فهم ان يقضي عليه فتذكر امر النبي ان يتركه ، لان الهجوم على الزهراء حسب كلام احد المحققين وسمعت هذا الكلام منه هو اكثر من عشر مرات ومتغاير عن بعضه البعض حتى خارج الدار وفي الازقة وكان مقصودهم التصفية عليها .

فارتباط امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة بالنبي ليس عبر البدن الدنيوي وهذا الحديث القدسي لا يبلغ عنك الا انت او رجل منك او يا علي انك ترى ما ارى هذه لم يبلغه النبي ببدنه ولكن الجهاز التكويني الملكوتي للنبي الذي يستقبل الوحي ينعكس على امير المؤمنين لذلك قال الباقر عليه السلام في تفسير القمي في ذيل اية و اوحينا الى موسى وهارون الراوي يسأل يعني الوحي ينزل عليهما مشتركا .؟ قال لا وانما ينزل على موسى فيوحيه موسى الى هارون يعني الارتباط وحيانيا وليس بدنيا فالتوراة نزلت على النبي موسى جغرافيا كان بمفرده على جبل طور كيف علم به هارون? هو موسى يتلقى الوحي ويوحيه الى هارون لان جملة من الانبياء عندهم قدرة على الايحاء فهكذا ينزل الوحي على سيد الانبياء صورة او سمعا فيوحيه النبي عبر الروح للروح والقلب للقلب يا علي انك ترى ما ارى وتسمع ما اسمع الا انك لست بنبي يعني ليس مباشرة يتلقون وانما يتلقى عبر رسول الله لكنه وحي بالتالي .

ومن ثم في روايات المعراج ان روح امير المؤمنين عرجت مع النبي وهم لا يحجبهم شيء وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ، يقول امير المؤمنين يموت الميت منا وليس بميت فصحيح هو رحل لكن ارتباطهم بدار الدنىا لا يؤثر فيه موتهم لانهم بارواحهم وبنورهم يتصرفون لان وحي سيد الانبياء يصفه القرآن بانه مهيمن على كل الكتب السماوية الاخرى وهذا بقضه وقضيضه اوحي الى الائمة فما يعني السلام عليكم يا اهل بيت النبوة ؟ هم ليسوا انبياء يعني خزينة النبوة او السلام عليك يا خازن وحي الله او موضع الرسالة ما معناه? بهذا المعنى يعني نزول جبرائيل على النبي او بعض الملائكة الاخرين تلقائيا ينعكس على امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين .

ويقول امير المؤمنين كان الوحي ينزل على رسول الله فهو يخرج الكل الا انا وزوجي فاطمة وولداي ، طبعا الموجودين في يوم الدار من الدائرة الاولى هو فقط امير المؤمنين اما الباقون فمن الدائرة الثانية ومن ثم نقول الدليل على اصطفاء الدائرة الثانية دليل قطعي وليس ظني وخبر واحد وليس لكل بني هاشم وانما لمن اصطفي منهم مضافا الى النص القرآني وانذر عشيرتك الاقربين ورهطك المخلصين.

الامام الرضا في عيون اخبار الرضا يقول وانذر عشيرتك الاقربين ورهطك المخلصين احد ادلة اصطفاء الدائرة الثانية فكيف بالدائرة الاولى اللي هي موجودة ويقول في مصحف ابي وعبدالله بن مسعود ورهطك المخلصين وما انكر ذلك العباسيون وعلماء الجمهور وهذه الاية دليل الاصطفاء مع ان هذه الاية حصرا ليست منحصرة في الدائرة الاصطفائية الاولى وانما تشمل الدائرة الاصطفائية الثانية ومن ثم ترى جملة من بنود زيارة الجامعة هي موجودة في زيارة علي الاكبر نفس الالفاظ وكذا في زيارة ابي الفضل العباس ومسلم بن عقيل وهذه ليست صدفة معكم معكم قلبي مسلم لكم ونصرتي معدة لكم وفي زيارة السيدة معصومة وهذا قليل ما يتنبه لها جملة من الفاظ الزيارة الجامعة موجودة في زيارة السيدة معصومة وجملة منها موجودة في زيارة حمزة بن عبد المطلب وابراهيم ابن النبي وفاطمة بنت اسد وينقل عن بعض علماء الاكابر انه كان يزور السيدة فاطمة بنت موسى ابن جعفر بزيارة الجامعة خطابا بالدرجة الاولى من الدائرة الاصطفائية وتبع ذلك الدائرة الاصطفائية الثانية .

اشكال طرح ...

من زارها وجبت له الجنة عارفا بحقها حق الاعتقاد ان يعرفها ويعتقد بهذه المعرفة يعني ما اصطفاها الله به عارفا بالحقيقة الاصطفائية كما في زيارة العباس لعن الله من جهل حقك واستخف بحرمتك والدائرة الاصطفائية الثانية ليست هي رواية وخبر واحد وانما قطعيات متواترات ونصوص ايات وبالدقة الدائرة الاصطفائية الثانية في الحقيقة نوع برهان على امامة اصطفاء الدائرة الاصطفائية الاولى وعلو شأنها ولذلك احتج الرسول وامير المؤمنين وفاطمة الحسن والحسين والائمة باصطفاء حمزة ابن عبد المطلب وجعفر الطيار لذلك البحث في الدائرة الاصطفائية الثانية بالدقة يعني هي احد براهين اصطفاء الدائرة الاصطفائية الاولى وفي يوم الشورى بعد مقتل الثاني امير المؤمنين احتج بسبعين حجة على اعضاء الشورى على امامته واستحقاقه للخلافة احد الحجج اصطفاء حمزة بن عبد المطلب وجعفر ما ربط هذا بهذا ؟

وفي بيان الامام الباقر يقول كفى بيانا لامامتنا ولحقنا ان حمزة ابن عبد المطلب اسد الله عمنا ، يعني من يحيط بالدائرة الاصطفائية الاولى هو مصطفى فكيف بالمحاط والمركز؟ كذلك في خطب العقيلة وخطب ام كلثوم وسكينة وفاطمة الصغرى نفس التعبير نحن اهل البيت كذا كذا عمنا حمزة مثلا كذا .

اشكال طرح ...

لان الدائرة الاصطفائية الاولى زعماء للدائرة الاصطفائية الثانية وقادة فاذا هؤلاء مصطفون فكيف بغيرهم ؟ ففي الارث الاصطفائي دونهم وهم مقدمون يعني ما ورثه الباقر عن السجاد والسجاد عن الحسين والحسين عن الحسن وعن امير المؤمنين والحسن عن امير المؤمنين و امير المؤمنين عن رسول الله ما ورثوه اعظم مما ورثه حمزة فحمزة طبقة ثانية وليس اولى فاذا كان حمزة عنده وراثة اصطفائية من النبي فكيف بهؤلاء اللي هم احق واقرب? واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض بهذا المعنى وليس كل بني هاشم من الدائرة الاصطفائية الثانية هذا اشتباه نعم كل من هو من ادعى الاصطفاء يجب ان يكون من بني هاشم انما الدائرة الاصطفائية الثانية من نص تفصيلا بالاصطفاء مثلا ابو طالب وعبدالله وحمزة وجعفر .

اشكال طرح ...

هذا لا يدل على عدم اصطفاء عقيل ولا مثلبة في حقه لان بيت المال ليس ملك معاوية فيمكن استنقاذ ولا مانع في ذلك .

اشكال طرح ...

اذا كان امير المؤمنين يعلن حبه لمحمد ابن حنفيه يعني حب اصطفائي ورسول الله يعلن حبه لعقيل مرتين فهذه مرتبة من الاصطفاء عقيل الذي اسر مع العباس ابن عبد المطلب في بدر ما ان التقى بالنبي اخذ النبي يتداول معه النتائج العسكرية التي حصلت في بدر فيقول عقيل للنبي ابشر فقد ملكت الحجاز اذن هذا ضمن الطاقم وابتسم النبي من قوله فواضح انه منظومة وطاقة ولذلك قال النبي اذا رأيتم من بني هاشم فلا تقاتلوه فانما اوتي بهم قهرا والذي اسرى العباس ابن عبد المطلب وعقيل لكي لا يقتلهم احد هو جبرائيل فهذا صون من الله للعباس ابن عبد المطلب ولذلك ذاك الشخص كان يفرح ان يقتل العباس او بنو هاشم ، او قول النبي احب عقيل حبين حبي له وحبا لابو طالب له .

وايضا موقف محمد ابن حنفية يقال هذه مناورات ظاهرية وليست حقيقية وانما لكي يرشد من اعتقد امامته الى امامة السجاد المشكلة ان الباحثين في التاريخ يجمدون على الظاهر ولا يقرأون ما وراء الظاهر حتى ادعاء ابن الحنفية للامامة لم يكن جديا وحقيقيا كان مأرب للتغطية على الامام السجاد .

اشكال طرح ...

يقول امير المؤمنين بعث رسول الله بالتعريض وبعث الانبياء بالتصريح وهناك من يذهب من الفريقين ان التصريح حجة وما عدا التصريح ليس بحجة وهذا امر عجيب ، الحشويين من الفريقين يقولون في المعنى اللظاهري التفهيم هو المعنى الاستعمالي اما اذا يترامى كلا هذا ليس من الظاهر هذا بدلائل حكم العقل .

اشكال طرح ...

ربما يناقش صاحب الحدائق بانه كثير من الفتاوى التي انت تستنتجها من الروايات ما يفهمه العلماء والناس حتى في القرآن معالجة لدلالة اية الوضوء وغيرها ، فعندنا التعريض ابلغ من التصريح كيف لسان الحال يكون ابلغ من لسان القال? لان التعريض ابلغ من التصريح حيث القرآن هو ابلغ .

وصلى الله على محمد واله الطاهرين