الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

46/02/25

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية ((36/ اعتبار كتب المقاتل المتأخرة/

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ1-التراث الديني وعاشوراء و أدلة لزوم الدين و العلم الإجمالي الكبير

2-العلم الإجمالي بالدس والوضع معارضته للعلم الإجمالي بالتراث

3-تراث عاشوراء والعلم الإجمالي بالتعتيم والإخفاء

4-تنقية تراث الحديث الأهل البيت (ع)

5-النبي (ص) جوهره وحي مستمر منذ الولادة

6-سيد الأنبياء (ص) امتيازه وجوهره الوحياني

7-تراث الحديث وتراث عاشوراء والعرض على اهل البيت (ع)

8-لزوم التنقيب والفحص للعلم الإجمالي بالصدور أو الوضع لا الأنكار

9-الوضع والدس والصدق والكذب لهما معاني وأقسام

10-علل الحديث وفهم الراوي وتأثير بصدق النقل وكذبه

11-الفرق بين الصدق الخبري المتني والصدق الفاعلي المخبري

12-الفرق بين الكذب الفاعلي والكذب الفعلي المتني

13-الأصول النبوية المحمدية احد نتاجها صحف إبراهيم

14-صحة المتن بمطابقته للقوانين الدستورية للدين

15-الدس والوضع بمعنى المطابقة أو بمعنى الفاعلي

16-المحكمات هي ميزان التمييز للعلم الإجمالي بالدس

17-العلم الإجمالي بالدس والوضع هادم لحجية خبر الواحد

18-العلم الإجمالي بالدس والوضع يزعزع حجية الخبر الواحد

19-صحة المتن بمطابقته للأصول الدستورية في الدين ثم صحة الكتاب والطريق

20-الصدور الإجمالي الوحياني اعظم الصدور التفصيلي

21-جامعية سيد الأنبياء (ص) لتوازن الفضائل فيه

22-الجدلية بين الأصوليين والأخبارين والصدور التفصيلي الإجمالي

23-العلوم الإجمالية في التراث مع الصدق والكذب والعزاء والرثاء

24-العلوم الإجمالية الدينية و العقيدة في ضروريات المعلومات

25-المعلومات في التراث الديني بدرجة الضرورة عقيدة

26-ضوابط الصدق والكذب في التراث و في الشعائر الحسينية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الانام سيد الاولين والاخرين واشرف السفراء المبعوثين محمد الطاهر الامين وعلى اله الاوصياء الخلفاء الائمة الراشدين

 

كان الكلام ان اصل الحجية في التراث الديني وفي تراث عاشوراء نابع من لزوم التدين بالدين وتشكل العلم الاجمالي الاكبر بلزوم الاخذ بالتراث اجمالا وهذا لا ينازع فيه احد من علماء الكلام ولا علماء الاصول ولا علماء العلوم الدينية ان الملزم لنا بالاخذ بالتراث هواصل ادلة لزوم التدين بالدين كالتوحيد والنبوة والامامة والمعاد والشريعة وهذه الادلة تقتضي لزوم الاخذ بهذا التراث لان هذا التراث في كل مجالاته الحديثية وغيره حامل لنا لهذا الدين سواء لعاشوراء او لتراث عموم الدين .

وسبق ان هناك اشكالية او اعتراض انه لدينا علم اجمالي بالدس والوضع فهذا العلم الاجمالي يتعارض مع العلم الاجمالي بصدور التراث وواقعيته فيتعارضان ويتساقطان .

وبينا صغرويا انه في تراث عاشوراء الامر على عكس تماما فهناك علم اجمالي بالتعتيم والتغييب والطمس والابادة والتضييع للحقائق عموما وهذه عوامل كثيرة اعترف بها علماء الجمهور قبل الخاصة .

طبعا في خصوص تراث الحديث لاهل البيت بما تعتقد به الامامية من عصمة الائمة وارتباطهم بالوحي وعلمهم بالغيب وما شابه ذلك اذن فترة الوحي ليست لدى الامامية كما هي عند العامة ثلاث وعشرين سنة من عهد النبوة بل اعتقادنا في نبوة سيد الانبياء انه لم ينفك مرتبطا بالوحي وهو في الاصلاب وهناك بيانات ان نوره مرتبط بالوحي وهو في الارحام المطهرة ونوره مرتبط بالوحي في الولادة يعني سيد الانبياء ليست هناك فترة من فتراته انقطع عن الوحي فهو لم ينقطع عن النبوة منذ خلقته في العوالم السابقة الى يومنا هذا يعني هو جوهره وحي قل انما انا بشر مثلكم يعني هذه الدرجة النازلة اما الدرجة الصاعدة يوحى الي .

فاصل ذات النبي حسب تعريف القرآن عين الوحي لا انه ثلاث وعشرين سنة فقط وهذا تعبير خاطئ نعم البعثة الرسمية للرسالة ثلاثة وعشرين سنة بخلاف اصل النبوة اذ كنت نبيا وادم بين الماء والطين ، وليس الاعتماد في هذا المبنى فقط على هذه الرواية وانما القرآن يقول ان النبي ذاته وحي وجوهره وحي ، يوم نبعث من كل امة شهيدا عليهم من انفسهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فكيف يكون النبي شهيد عليهم? او ليكون الرسول شهيدا .

هذه تصريحات صارخة في ان سيد الانبياء من الخطأ ان نتعاطى معه فقط بالجهة البشرية هناك جهة يمتاز بها عن البشر وهو وحيانيته وجوهر الوحياني فهذه قاعدة معروفة مهمة في معرفة سيد الانبياء اللهم عرفني نفسك اللهم عرفني نبيك اللهم عرفني حجتك وكما يوصي امير المؤمنين من عرف حقنا من القرآن زالت الجبال ولم يزل ايمانه او من عرف حقنا من القرآن لم تلتبس عليه اللوابس فهذه الحقائق يجب ان تؤخذ وتتأصل من القرآن ومن محكمات القرآن .

نعم عند العامة هو ثلاثة وعشرين اما عندنا هو على طول المسيرة وطول الخط الوحي موجود ولن ينقطع فمن ثم تراثنا الحديثي كان يعرض على اهل البيت وكذلك تصحيح الكتب وتنقيتها في تراث الحديث وتراث العلوم فضلا عن تراث عاشوراء ، فالعامل الصغروي الاخر هو الاخفاء والتغييب والطمس .

كذلك في تراث الحديث كان العرض دائما من الاصحاب على اهل البيت كحماد بن عيسى الجهني عندما سأله الامام الصادق اتحسن الصلاة? قال يا مولاي اني احفظ كتاب حريز قال لا عليك قم فصل فاذن كتاب حريز في مرمى يد الامام الصادق فكتب نصوص التراث معروضة على اهل البيت وهناك نصوص مسندة صحيحة السند فضلا عن انها صحيحة المتن وصحيحة المصدر على ان هذا التراث الحديث العظيم مرات وكرات معروض على الصادق والباقر والكاظم والرضا والجواد والهادي والحسن العسكري وعلى صاحب العصر والزمان .

انت حتى لاحظ حتى الكتاب الفقهي الذي هو كله متون روايات ككتاب التكليف للشلمغاني ابن ابي عزاقر الذي كان من اخص خواص النائب الثاني في ايام استقامته عرضه على النائب الثالث بعدما انحرف الشلمغاني قال خذوا ما رووا وذروا ما رأوا من عقيدة فاسدة وفي هذا الكتاب ذكرت الشهادة في تشهد الصلاة .

فهذه نقاط صغروية تنفي وتزعزع هذا الادعاء ولكن لو سلمنا جدلا بالعلم المعارض فهذا لا يسبب تناقض ولا تساقط لان هذا العلم الاول من لزوم التدين بالدين منجز غاية الامر افترض ليس كله من الدين ولكنه نحن ملزمين بالعمل به ويلزمنا بالتنقيب والفحص والتحقيق لا انه نترك العلم الاجمالي المنجز .

اصلا ما معنى العلم الاجمالي? يعني مثلا انت تعلم بان هناك ملك للغير في اطراف معينة فمعناه انه بقية الاطراف ليست ملك للغير وانما ملك للشخص نفسه فهل يقال هذا العلم الاجمالي معارض لذاك ؟ كلا ذاك له مقتضاه وهذا له مقتضاه وكل علم اجمالي هكذا ، افرض اعلم بان احد الاواني طاهرة والبقية غير طاهرة ، فكل علم اجمالي فيه طرف هكذا وطرف هكذا فطبيعة قوام العلم الاجمالي هذا .

ثم الجواب الاخر انه العلم الاجمالي بوجود الدس يعني ماذا ؟

في بحث الصدق والكذب اللي لم نستمر فيه وان شاء الله نستمر فيه بعد دفع هذه الاشكالات والشبهات وهو بحث مهم ان الصدق له معاني والكذب له معاني فيجب ان نمزج وندمج بينها ، انظر ما هو معنى الصدق والكذب لا سيما في بحث الحجية اهم هذه المعاني قسمان : الصدق والكذب الخبري او المتني والصدق والكذب الفاعلي المخبري ، المشكلة كما يعترف بذلك علماء البلاغة في علم المعاني وعلماء المنطق وعلماء الاصول وعلماء علوم عديدة وعلماء الفلسفة المشكلة في الصدق والكذب عدم تمييز الصدق الخبري عن الصدق الفاعلي والكذب الخبري المتني عن الكذب الفاعلي ، قد يكون عادلا من العدول ومن اورع الناس ولكن خبره غير مطابق للواقع اما اشتباها او نسيانا وهذا يسمى بعلل الحديث في علم الدراية وهذا مبحث جدا هام يعني كأنما مرض وعلة فحتى لو كانوا عدول وثقات لكن النسيان والاشتباه وسوء الفهم موجود ، والفهم له دور في صدق النقل لان هذا السامع عندما لا يفهم المطلب بشكل تام قد ينقله بشيء من تغيير المعنى او التقديم والتأخير في الالفاظ ولكن هو لا يلتفت ان المعنى الاصلي ليس هذا وهذه نقطة لطيفة ان فهم الراوي وعلميته وفقاهته لها دخل في اضبطية صدقه فكلما كان اكثر علما كان اصدق وكل ما كان اقل علما كان اقل رعاية للصدق .

فلما الامام يقول افقههما يعني الفقاهة داخلة حتى في الصدق اذن عندنا صدق وكذب خبري وصدق وكذب فاعلي ومخبري وهذا لا تلازم تكويني بينهما وربما مدلس لكنه لا يحالفه الحظ في الكذب الخبري فيكون كله صدق لان هذا المتن مطابقته للواقع واللا مطابقته ليس بمورد اختيار وقدرة الراوي لان الصدق الخبري هو مدار مطابقة هذا المتن للواقع علم بذلك ام لا? مثل ما ورد في الرواية القضاة اربعة ثلاثة في النار وواحد الى سبيل النجاة من قضى بالحق وهو لا يعلم فهو في النار فمع انه قضى بالحق لكنه مؤاخذة عليه فهذا هو الجانب الفاعلي وان كان الجانب الفعلي حكم موزون لكنه لانه اقدم عليه بلا علم فيؤاخذ ، فلا يكفي ان الانسان يعلم بالحق بل لابد ان يعلم انه حق في اسناد الدين والنسبة للدين والاخبار او القضاء .

اذن فرق بين الصدق الخبري والصدق الفاعلي الصدق الفاعلي يقول بما يعلم ولكن لعله علمه جهل مركب فلا يعلم ولا يعلم انه لا يعلم فمدار الصدق والكذب المخبري الفاعلي ان يقول حدود علمه وحدود قناعته وحدود ادراكه اما الصدق والكذب الخبري مطابقة المتن للواقع .

ان قلت :

اذا جاء وضاع ووضع امرا اليس هذا كذب? نقول الكذب الفاعلي لا ربط له بالكذب الفعلي هو يرى نفسه وضاع ولكن من حيث لا يشعر ربما هذا المضمون الذي وضعه مطابق للاصول التشريعية ومطابق للحقائق فهذا ليس وضع خبري كما عندنا صدق وكذب خبري عندنا كذب ودس فاعلي ، فالدس والوضع الفاعلي نعم صحيح اما الخبري من يقول? هذا الحديث الموجود في اصول الكافي ويتبناه الكليني ومشايخه ان الامام الصادق يقول يا هشام المحاججة التي حاججت بها عمرو بن عبيد والذي هو رئيس علم الكلام للطائفة الفلانية هذه المحاججة من اين اتيت بها? قال يا ابن رسول الله انت علمتني قواعد كلية وانا استنتجت منها ، قال هذا عين الوحي الذي نزل على ابراهيم من اولي العزم ، فالامام الصادق لا يريد ان يغري هشام ابن الحكم بانه نبي او يساوي ابراهيم وانما مراده انه هذه الاصول النبوية المحمدية احد نتاجاتها صحف ابراهيم ، فكم علم النبي عظيم? وكم الجامعة الوحيانية لسيد الانبياء عظيمة?

وكما ورد ان علماء امتي افضل من انبياء بني اسرائيل يعني العلم الذي اخذوه من النبي هذا العلم النبوي اعظم مما لدى جميع انبياء بني اسرائيل ومن ثم يقول القرآن الكريم في سورة المائدة ان القرآن محيط ومهيمن على الكتب السماوية التي قبله يعني قطرة في بحر ، فمن يتعلم القرآن يحيط بالتلك الصحف ببركات النبي واهل البيت عليهم السلام فهنا هشام قد بين وتلفظ بصحف ابراهيم الوحيانية من حيث لا يشعر فمطابقته ليست مرتبطة بعلم او عدم علم هشام بن الحكم .

وهذا شبيه ما مر بنا مرارا ان القانون الوزاري او البرلماني او البلدي او الدستوري دستوريته ليس بان الصحف الرسمية ماذا تنشره? وانما دستوريته في الحقيقة هو مطابقة متنه للقوانين الدستورية وهذه المطابقة واقعية ادركتها المحكمة الدستورية او لم تدركها فهي شيء واقعي تكويني وليس فاعلي ، فالوضع والدس بمعنى المطابقة غير الدس والوضع بالمعنى الفاعلي ربما دس فاعلي ولكن لا يصادف ولا يوافق ان يكون دس ووضع خبري ، فانت عندما تدعي ان هناك علم اجمالي بالدس والوضع اي دس ووضع? هل متني او فاعلي? الفاعلي لا يلازم دس متن فعلي ، فالفاعلية غير الفعلية ، فاذا تريد ان تدعي الفاعلي هذا بحث اخر واذا تريد ان تدعي الفعلي نأتي من المحكم في الدس والوضع والكذب المتني? المحكم هو المحكمات للتراث يعني قانون الدستوري الموجود في القرآن في كل الابواب والاحاديث المتواترة .

في كل علم وفي كل مسألة هناك قوانين دستورية وطبقات القوانين الدستورية هي المحكمة لغربلة وتمييزها لا انه وثاقة الرواة وعدم وثاقتهم يكون المحكم ، فالمدار هو القوانين الدستورية في الثقلين اني تارك فيكم كتاب الله وعترتي اهل بيتي فالمحكمات هي الميزان وبالعكس يصب مع ما قلناه من تراكم بحث الظنون بلحاظ المتن لا بلحاظ الطريق ، فدعوى الدس تفند ميزانية الطريق ان الطريق والسند هو الميزان الاكبر كلا المتن هو الميزان الاكبر والمحكمات واسس التشريع وهذه تصب لصالح المشهور خلافا لمبنى السيد الخوئي .

جواب اخر ذكره الشيخ الانصاري والتزم به استاذنا السيد الروحاني وان كان صغرويا لا نقبله لكن كبرويا كلام الشيخ الانصاري والسيد الروحاني صحيح فالشيخ في بحث حجية خبر الواحد يطرح هذا الاشكال انه عندنا علم اجمالي بالتراث وفي مقابل عندنا علم اجمالي بالدس والوضع فالشيخ الانصاري في الرسائل في نهاية حجية خبر الواحد تنبيهاته اشار اليه وكذا ذكره في الانسداد والتزم به وبقي الى اخر عمره انسدادي وان تبدل من انسداد الى انسداد كما هو قال وصرح بذلك في الرسائل من انسداد الطرق وانسداد علم الرجال لان الانسداد انواع .

فهذا العلم الاجمالي بالتراث في قبال العلم الاجمالي بالدس والوضع لو سلمنا جدلا به هذا لا يزعزع منجزية العلم الاجمالي بالتراث ولزوم التدين بالدين وانما يزعزع حجية خبر الواحد يعني الظن التفصيلي المعتبر لا يؤخذ به يؤخذ فقط بمقتضى العلم الاجمالي وهذه فذلكة صناعية ، فالشيخ الانصاري يقبل بوجود ادلة حجية خبر الواحد وخبر الثقة وخبر العادل لكنه يقول عندنا مشكلة صغروية تجعل ادلة حجية خبر الواحد لا جدوى لها وهي وجود العلم الاجمالي بالدس او الوضع او الارسال في علم الرجال وغيره وهذا يجعل حجية خبر الواحد لا نستطيع ان نحرز له صغرى من الصغريات فتكون ادلة حجية الخبر الواحد التي تقول الخبر الواحد ظن خاص تفصيلي لا جدوى لها صغرويا ولا بد نرجع الى نظرية الانسداد العلم الاجمالي المنجز في التراث وهو نفس مبنى السيد الروحاني .

فالسيد الخوئي يعترف ان نقول الرجاليين كلها مرسلة فكيف انت تحرز ثقة او غير ثقة? فالشيخ الانصاري يقول هذا العلم الاجمالي يدحض تمامية الدليل الخاص على اعتبار الخبر الواحد العادل فحينئذ نفس العلم الاجمالي بلزوم التدين بالدين يكون هو الملزم ويصير شبيه الانسداد فظنون في اطراف العلم الاجمالي ظنون مقترنة بملزمية ومنجزية العلم الاجمالي بدرجة ان من يرفع يده عن هذا العلم الاجمالي يمرق من الدين فهي ليست علوم اجمالية عادية وانما علوم اجمالية عقائدية اشد من الفقهية او علم اجمالي في الابواب الفقهية يعني في اصل الدين لان الامر اذا صار ضروري يدخل في الاعتقاديات .

لذلك كثير من بحوث الفقهية طابعها عقائدي لانها اذا صارت ضروريات تصير عقائدية فمن انكر وجوب الصلاة فهذا بحث عقائدي او من انكر وجوب الحج او من انكر حرمة الربا وحرمة الفجور فالشيخ الانصاري يقول هذا العلم الاجمالي بالدس او الوضع او الارسال يزعزع ان الخبر الواحد لا فائدة فيه لا انه يزعزع العلم الاجمالي الاول المنجز ، فالسند والطريق ليس هو الميزان وانما الميزان مجموع تراكم الظنون .

فهذا الاشكال لو تم ليس اشكال على منجزية العلم الاجمالي وعلى مسلك المشهور وانما اشكال على من يعتبر الميزان الاصل هو الطريق وهنا فائدة عظيمة انه القدماء عندهم اولا صحة ودستورية المتن لا الراوي من الشيخ المفيد والكليني والصدوق والمرتضى والطوسي وابن براج وابن سلار وابن حمزة وابن زهرة وابن ادريس والعلامة وللاسف الان ثقافة خاطئة منتشرة حتى في المثقفين والمتدينين انه لما يستند الرواية يبحث عن السند ، انت قبل ان تبحث عن السند ابحث عن المتن هل المتن مطابق للاصول المعرفية في الدين ام لا? فانت اسأل عن متن الدعاء فلا تصير ذنبي وانما صر قممي ، المتن هو القمة فهذا تغييب للثقافة الدينية وللفقاهة وترسيخ للمسلك السطحي القشري الحشوي .

فالمشهور حتى الوحيد البهبهاني من المتأخرين وطبقات تلاميذه مبناهم نفس مبنى القدماء انه ليس المدار على السند والطريق وانما اولا المتن وبالدرجة الثانية هو صحة الكتاب والدرجة الثالثة يلاحظون الطريق وان كانوا هم لا يطلقون الصحة على الطريق لان الكتاب اذا ملعوب فيه ما فائدة الطرق? لان الطرق الموجودة ايضا ملعوب فيها اذا كان صاحب الكتاب ليس ثقة وضبط ومعتمد لا يكفي الوثاقه بعد وانما يكون مشهور وعلم من الاعلام .

اذن تقديم صحة الكتاب على صحة الطريق ليس عبط عند القدماء وهذه نفس قضية العلم الاجمالي بالدس مقابل العلم الاجمالي بصدور التراث فاول شيء يجب ان نعتمد على اصالة الكتاب ووثائقيته ومعتمديته ومستنديته ثم بعد ذلك اعتمد على المتن هل هو مطابق للاصول التشريعية وللقوانين الدستورية سواء في علم الاخلاق او في الدعاء حيث عندنا قواعد وقوانين دستورية في الدين وهي محكمات والدستور اعلى شأنا من الوزير ومن القوانين الوزارية واعلى شأنا من البرلمان ورئيس البرلمان واعلى شأنا من المحافظ ورؤساء المحافظات .

فهذا نظام القانون في كل العلوم فالبديهات محكمة على كل النظريات وهي نفسها القوانين الدستورية المنطقية فيجب ان لا نكون سطحيين بل نكون اصوليين نرجع للقوانين الدستورية فلا تقارن بالقوانين الدستورية شيء اخر ، المحكمات هي ام الكتاب فلا تقارن حجيته بشيء اخر وربما الراوي مع انه عادل لكن مغلوب على امره ينسى او يخطأ ، هو يجب ان يوزن وهذا مسلك المشهور هو المسلك العمدة يعتمد على الاجتهاد والفقاهة والعلم لا فقط يعتمد على السماع فهذا العلم الاجمالي الثاني لو فرض التسليم به ليس يزعزع العلم الاجمالي الاول المنجز انما يزعزع حجية السند والطريق انها مزوقة ومزخرفة وملعوب بها فاسانيد قد دونت وكتبت لعب بها لكن المتن عندهم هو الميزان .

ومر بنا الصدق والكذب هي بلحاظ القوانين الدستورية الموجودة ولا شيء اخر اذن هنا هذا العلم الاجمالي بالدس والوضع هل الدس والوضع الفاعلي او الخبري ؟ فهو قد كذب في قناعته لكنه لعله مطابق للقوانين الدستورية كما مر بنا الصدور عن الائمة هل صدور اجمالي او تفصيلي? خصوص هذا الخبر الذي نطق به الامام الصادق نطق الوحي الاجمالي سواء من الصادق او من ابائه او النبي اعظم من النطق التفصيلي كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير فالقرآن يبين ان الاحكام في الاجمال لا في التفصيل التفصيل يكون فيه تشابه .

هناك تعبير عند الغربيين او عند اهل الكتاب ان تفاصيل يتدخل فيها الشيطان فيصير فيها اشتباه ، ففي جميع العلوم البديهيات هي رأس المال ، البديهيات هي اجمال جملي وليس اجمال ترديدي ومر بنا الفرق بين العلم الاجمالي الجملي والترديدي وايدنا السيد الخوئي من هذه الجهة فهو يقول عندنا علم اجمالي بوجود كتب رجال مئة ونيف وهذا على حد العلم التفصيلي فهو مع انه اجمالي لكن اعتبره السيد الخوئي تفصيلي لان هذا ليس علم اجمالي ترديدي وانما جملي يعني مثل البديهيات هي جملية ولكنها في الحقيقة بمنزلة التفصيل الكلي الساري في الافراد لا انها ترديدي .

مثل نقاش الاصوليين الاخباريين هل المدار على الصدور الاجمالي من الوحي ام الصدور التفصيلي? المدار على الصدور الاجمالي يعني القانون الدستوري هذا المدار في القوانين الدستورية الوحيانية عن القوانين التفصيلية ، فشيء طبيعي ان القوانين الدستورية اعظم فالقوانين او المعارف الدستورية اعظم من المعارف التفصيلية في الوحي القيم الاخلاقية الدستورية اعظم من قيم التفصيلية في الوحي .

يقول الامام الحسن العسكري هذا لا تعول عليه حتى لو كانت قيم تفصيلية ولا تأخذ بعمومه النبي ابراهيم من اولي العزم معصوم صدر منه الترك اولى وهي ليست معصية ولكن عوتب عليها سببه حلم النبي ابراهيم مع ان الاواهية فضيلة ولكن هذه الاواهية اذا تمسك بها بدون الموازنة مع فضائل اخرى تكون رذيلة ، فلما جاءت ابراهيم البشرى يجادلنا في قوم لوط فانت لا تناقش مع الله عز وجل هو ابراهيم سلم لله لكن ليس مثل تسليم سيد الانبياء يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء من ربك ولكن مع ذلك الله يعتذر له ويقول ان ابراهيم لحليم اوه منيب.

فالفضائل لما تصير تفصيلية ليست كالفضائل الجملية انك لعلى خلق عظيم يعني امر جملي جمعي وليس تفصيلي ، جامعية سيد الانبياء لم يصفه الله للنبي ابراهيم او لموسى ولعيسى فقط هي لسيد الانبياء كي تصير توازن بين الفضائل فاذا يتمسك ببعض الفضائل دون بعض يؤول به الى ترك الاولى هذه بحوث منطقية وحيانية يجب فهمها ان القيم الاجمالية والاسس الاجمالية الدستورية عند الوحي اعظم من التفاصيل فلا تغرنك التفاصيل لربما هذه التفاصيل تؤدي بك الى ترك الاولى .

فانت مرادك من الدس والصدور هو اي صدور ؟ اشكالية الاخباريين مع الاصوليين هكذا انه انت ايها المفتي الفقيه الاصولي كيف تفتي بقضايا تفصيلية ؟ هذه التفاصيل لم تصدر من المعصوم وانت تسندها للشرع ؟ الان مثلا الفقهاء كيف يسندون هذه الفتاوى التفصيلية للشرع ؟ كما في الجواهر يقال اثنان وستون الف فرع وفي الشرائع اثنى عشر الف فرع ؟ هذه الفروع اصولها في الروايات ولكن تفاصيلها ليس في الروايات فكيف يسندها الفقيه الى المعصوم?

الجواب نفس الجواب وهو الصدور الجملي كيف انت تقول كلما حكم به العقل حكم به الشرع لابد من الصدور من المعصوم نقول لهم اي صدور تقصد? هل صدور تفصيلي او اجمالي? كما الان في كل العلوم والبديهيات في الفيزياء والكيمياء والطب والميكانيك وفي الرياضيات وفي العلوم الانسانية البديهيات تحكم على التفاصيل هي الميزان الاكبر لا ان تقول اينشتاين قالها ثم ماذا? هو مجتهد من المجتهدين .

نكتفي بهذا المقدار ونعود الى بحث الصدق والكذب وربط العلوم الاجمالية بالتراث الديني او تراث عاشوراء ، فما ربطها بالصدق والكذب ثم ما ربط الصدق والكذب بالرثاء والبكاء واقامة العزاء فما ربط هذه الحلقات مع بعضها البعض? فالعلوم الاجمالية بالتراث في كل العلوم الدينية كما مر بنا هذه اول ما تفرز لنا هي اولا عقيدة فالضروريات والمعلومات الدينية ولو كانت تاريخانية او جغرافية هذه المعلومات اذا بلغت الى درجة الضرورة تصبح عقيدة فليس هي تاريخ محض ولا جغرافيا محضة فالكعبة الشريفة عقيدة وليست جغرافية يعني اندمجت الجغرافيا بالعقيدة ، هي مشاعر شعرها الله او اصل ولادة سيد الانبياء ومجيئه لمكة المكرمة وهو ابن عبد الله ابن عبد المطلب ، اشهد انك نبي الله اشهد انك محمد ابن عبد الله هذا ليس بحث تاريخي وانما عقيدة وكونه تاريخي لا ينافي كونه عقيدة او اشهد ان عليا كونه ابن ابي طالب ، ولذلك من اللازم في الاعتقادات في الائمة ان نعتقد بانهم ابناء من? او ولد النبي في عام الفيل هذا بعد تاريخي لكن تلون بلون العقيدة .

فاذن العلوم الاجمالية والمعلومات اذا بلغت درجة الضرورة سواء في تراث عاشوراء او في التراث الدين تصير عقيدة وملزمون نحن بها نقول في الزيارة اشهد انك قتلت او استبيح حرمك او خذلت هذه كلها قضايا تاريخية ولكن صارت عقيدة اشهد يعني اعتقد انا ملزم بالاعتقاد بهذا ، فليس هو بعد فقهي او تاريخي محض اولا هو بعد عقائدي وعندما نقولب التراث بانها علوم يعني بلغت الضرورة .

الزيارة عندما نقرأها هذه كلها اعترافات من عندنا امام الله وملائكته وانبيائه اللهم اني اشهدك واشهد رسولك وانبيائك وملائكتك اني كذا كذا مؤمن بكذا كذا فاذن هذه ليست قضية صدق وانما بلغت الضرورة ولو اجمالا ويجب ان يؤمن به .

في البحث الفقهي سواء البكاء والرثاء او اي شيء ما هي ضوابط الصدق والكذب في التراث عموما او في تراث عاشوراء والطف ؟ وكنا في هذا الحديث قبل الاربعين وهذا بحث جدا حساس ومهم مر بنا احد انواع الصدق والكذب ، االله اذن لكم ام على الله تفترون? ما ربط الصدق والكذب باذن الله? يعني هل ما تقولون مطابق للواقع ام لا هذا صدق اخر? فبحث صدق والكذب له ربط بالاثار والاحكام الفقهية في الشعائر الحسينية في الرثاء والندبة وبحث مهم وكثير خاض فيه من الفقهاء وفي هذه الموسوعة الحسينية اربعين مرجع من مراجع نجف او فقيه بحثوا في الشعائر الحسينية او بحثوا في الصدق والكذب وسنستعرض كلماتهم وبحثهم في الحقيقة اكثر بسطا ودقة من بحث الفقهاء في المكاسب المحرمة وبحث طويل الذيل ومعقد ودقيق وكثير ما يصير لغط في التكذيب والتصديق واذا لم نضبطه نكون في متاهات وهذا ليس فقط في تراث عاشوراء وانما في عموم التراث الديني .

اشكال طرح ...

هذا ما يقال حتى على مسلك اصالة السند والطريق هوتقليد امعي وليس اجتهادي وللاسف يسمى هذا التقليد تحقيق ، طبعا لانه جانب الاجتهاد والفقاهة صعب وبحاجة الى اختبار وورشة عمل فلكي يتخلصوا منه يذهبون الى التقليد في علم الرجال واما منهجنا يسمونه بالتساهل يعني الذي فيه عناء وجد ومثابرة ومراجعة للكلمات وجهود العلماء يسمونه بالتساهل اما التعتعية والامعية يسموه بالتحقيق يعني قلب للاوصاف والعناوين .

اشكال طرح ...

نعم يعني هذا هو التزوير اذا لم يكن مثلا كتاب صحيحا ومعتمد قد يكون ملعوب وزور فيه الاسانيد والطرق اما المتن حتى لو اراد ان يزوره المزور فانت تراجع القوانين الدستورية فتجدها صحيحة الان مثلا زيارات الاربعين تجدها منصوصة في كتاب مصباح المتهجد والتهذيب حتى بغض النظر عن هذا الجدل والعناد الاعمى لكن نقول هل الزيارة يجب فيها تفاصيل ؟ فماذا عن الزيارات العامة للسيد الشهداء? هم عندهم القانون الدستوري لا فائدة فيه فقط قانون البلديات وقانون المحافظات واما العموم فليس هو اصل التشريع يعني نفس الفكرة المقلوبة علميا ... بالعكس انت العمومات الفوقية اللي يعترف بها الاصوليون ان درجات العموم هي الاساس في التشريع وهي بدء التشريع ولذلك معنى الخاص والتخصيص عند القدماء يختلف عن المتأخرين وكذلك معنى النسخ عند القدماء يختلف عنه عند المتأخرين من الامامية فالاصل في التشريح هوالعمومات لا العكس فالدليل الخاص ليس كل شيء بالعكس الدليل العام هو كل شيء يعني القانون الدستوري وهنا حصلت غفلات في الكلمات .

اشكال طرح ...

بلحاظ الدس المتني ليس هو دس متني وليست بقدرته وانما هو دس فاعلي مخبري الان مثلا كيفية اطلاق المركبات الفضائية في المجال الجوي اصل الذي اخترع هذه الفكرة رياضيا وفيزيائيا فلكيا عبارة عن كاتب مسرحي تخيلي وبعد ذلك رآه علماء الرياضيات ان هذا الخيال هو الصحيح فهو نسيج خيال طلع مطابق للواقع ورياضي دقيق ، فالجانب المتني شيء والجانب الفاعلي شيء اخر ولذلك حتى التخييل من قال لك التخييل كله ليس مطابق للواقع ؟ الان عندنا حقيقة علمية ونظرية علمية وفرضية علمية وعندنا خيال علمي وطبعا عندنا البيان ، الان الجامعات تحرص على جمع كل اسطورة من اساطير البشر لانه كثير من الخرافات لها مطابقة علمية لبيئات علمية تفتح لك الافق يعني هذه الحلقات التي ركبت بشكل خاطئ هذه يستفاد منها لاكتشاف الحقائق فهي ثروة تصورية معلوماتية لكن لا انهم يعملون همجيا بهذه الاسطورة يعني هي ترقي للبديهيات هذا العلم الاجمالي ولكن يطبقون هذه البديهيات الاجمالية على نفس الاسطوريات ، فيقولون نفس العالم الخيال الفكري يعبرون عنه انه يعبد الطريق للوصول الى الفرضية والنظرية ثم الحقيقة العلمية .

في سنة اربعة وثمانين احد مخترعي الشيعة في طهران في علم الذرة اكتشف ان الذرة ليست الكترون وبروتون وانما عبارة عن سحب خيوط طاقية وقدم اطروحته كماجستير في جامعة هارفارد فبدل ما يعطونه ماجستير اعطوه كرسي يدرس في جامعة هاروارد يعني فوق الدكتوراه ، و اجروا معه لقاء قال هذا النترون والبروتون هو موجود لكن ان الذرة تكون متشكلة من الالكترون والبروتون هذه فرضية علمية وليست حتى نظرية علمية فضلا عن ان تكون حقيقة علمية ، انظر كم الفرق بين النظرية والفرضية والحقيقة العلمية وهذا الاكتشاف من عند فجر الموقف العلمي الفيزيائي الرياضي فمن الضروري التمييز بين الصدق الخبري المتني والفاعلي.

 

وصلى الله على محمد واله الطاهرين