46/02/15
الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية (32) / اعتبار كتب المقاتل المتأخرة/
خلال الايام السابقة والانقطاع الحاصل لاحظت جملة من الفضلاء في الحوزات العلمية المختلفة من نجف وقم ومشهد او الخليج عندهم هذا التساؤل ولا سيما هذا التساؤل نابع عن عدم الالتفات الى احكام العلم الاجمالي في علم الاصول او في العلوم الدينية ومبحث الانسداد متروك الان في الدراسة الحوزوية سواء على صعيد السطوح العالية من رسائل او الكفاية او على صعيد البحث الخارج غالبا متروك والحال كما مر بنا ان اسرار ونكات وعلم الاصول مخزونة في مبحث الانسداد بغض النظر عن نظرية الانسداد بل الكلام في نفس البحوث المثارة في الانسداد هي جدا جدا ذات اهمية عالية وللاسف هو مغيب عن الثقافة العلمية الحوزوية الان .
مع ان مبحث الانسداد كما ذكرنا بدأ من صاحب المعالم الى الوحيد البهبهاني الى طبقات تلاميذه جلهم انسداديون الى صاحب الجواهر الى الشيخ الانصاري الى السيد محسن الحكيم في المستمسك الى السيد محمد الروحاني يعني نظرية الانسداد احد الوجوه القوية جدا التي يستند اليها المتقدمون والمتأخرون خلافا للسيد الخوئي في حجية قضايا الرجاليين غير الدعوى التي ذكرها السيد الخوئي والتي اشكل عليها الكثيرون وان كنا نحن ارتضيناها اجمالا ولكن حصرية مصدر علم الرجال بالوجه الذي ذكره السيد الخوئي هذا الحصر خلاف مشهور علماء الرجال وغير صحيح فاحد وجوه منابع ومصادر ومخازن علم الرجال التي هي ثمانية عشر وجه ومنبع ومصدر من مجموع بحوث الرجاليين احدها نظرية الانسداد في علم الرجال فمبحث علم الانسداد ذو خطيرة كبيرة في العلوم الدينية بدءا من علم الكلام وانتهاء الى علم الفقه الفروع وسنبين شيئا ما حول ذلك .
وهناك اصطلاح عند كثير من المدارس العلمية لدى علماء الامامية مغيب في الجو العام بل عند الاساتذة فضلا عن الفضلاء وهذي ازمة علمية انه يحسب ان علم الرجال هو مدرسة واحدة وهذا سبق ان نبهنا عليه انه خطأ وهذه غفلة وانما هناك مدارس كثيرة في علم الرجال حيث مر بنا ثمانية عشر مصدر من نصوص الرجاليين ، فالنصوص شيء والانسداد شيء والطبقات شيء ومتون الروايات وكتب التاريخ وكتب العامة فهي مصادر مختلفة عن بعضها البعض ومنابع مختلفة وضوابط ومعايير مختلفة فلا ربط بوجود اعتراض على مصدر انه يسري على المصادر والمناهج الاخرى .
وكما في بيانات اهل البيت لا تضيقن الواسع لكن للاسف نوع من التشبع الذهني والفكري على مدرسة واحدة ولم يتدرب الذهن علميا على مدارس اخرى فيتيه ويضل الطريق وسينفرط عليه الامر لانه ما عود نفسه ان يلتفت الى مدارس ومناهج وضوابط اخرى سواء رجالية او اصولية او كلامية وهذا ينذر بنوع من حالة الجمود والتقليد او نوع من سبات الفكر فيجب الاطلاع على المدارس المختلفة.
وسبق ان ذكرنا مدرسة الوحيد البهبهاني التي هي احد المدارس الرجالية شرحها تلميذ الشيخ الانصاري وهو الشيخ علي الخاقاني واسم الكتاب سمي برجال الخاقاني بامكانكم المراجعة وملاحظة المباني التي فيه.
مثلا الشيخ حسين الحلي منقول عنه كلمة انه بعد ان نبني على ما بنى عليه المشهور فلا حاجة لنا بعلم الرجال وهو مع انه عبقري في علم الاصول لكن هذي العبارة جدا مسامحة لانه من قال ان علم الرجال فقط هو قضية الجرح والتعديل حيث هما فصل من فصول عديدة من علم الرجال ، فعلم الرجال ما ينحصر وظيفته بالجرح والتعديل وهذه غفلة عجيبة وخطيرة قضية المشتركات والطبقات والمدارس المختلفة للرواة ومدى التوتر بينها وهذه كلها قرائن يحتاجها الفقيه في الاستنباط ويستمده من علم الرجال او علم الحديث وعلم الدراية يعني كأنما في ذهن الشيخ حسين الحلي انه علم الرجال فقط هذه هي طريقة السيد احمد ابن طاؤوس وخلاصة العلامة الحلي ورجال ابن داوود الى السيد الخوئي ، كلا هذه مدرسة من المدارس .
انت لاحظ الكشي كمدرسة لا يكتفي بانه ثقة او غير ثقة وانما يتبنى من تلاميذ الراوي واساتذته وترعرعه ومشربه العلمي كيف كان ومشربه الكلامي الفقهي السياسي المعيشي ومر بنا المجلسي الاول يبحث حول شخصية ابن ابي عمير التي هي لا ريب فيها ولا ترديد ولا تشكيك في جلالته ووثاقته لكن يتابعه خمسين عاما يعني احد الملفات التي هي قيد التحقيق ومفتوح عنده ولماذا يجعل هذا الملف ساخن دائما ويجمع فيه مواد وقرائن مع ان ابن ابي عمر ليس راوي عادي ولا صاحب عادي من اصحاب الائمة وانما حصلت له هيمنة روائية مدرسية اثرت على طبقات واخذ من طبقات وحلقة وصل بين طبقات والاطلاع عليها هي اطلاع على مشجرة علم الحديث وعلم الرجال .
فما هو ربط علم الرجال بالجرح والتعديل? الان للاسف يعني يفهم انه هو محصور بالجرح والتعديل كلا ليس هكذا او مثلا يقال ان علم الرجال فقط من مصادر الخاصة اما المصادر العامة لا يؤبه بها ، وهذا خطأ لان الخصوم اذا اعترفوا بشيء فيؤخذ به ، الان مثلا عمرو بن شمر من تلاميذ جابر ابن يزيد الجعفي النخعي والنجاشي على مسلكه وعلى مسلك مدرسة الفضل ابن شعبان التي اورثت الى ان وصلت الى بغداد والى الكشي والعياشي صاحب التفسير والسمرقندي الى ان وصلت حتى للشيخ المفيد وان كان الشيخ المفيد عنده تغيير عن مدرسة الفضل ابن شاذان ولكن جو بغداد تأثر بالفضل كثيرا كثيرا وهذه من اهم النقاط والمحطات في علم الرجال والكلام والفضل ابن شاذان في عين جلالته لكن عنده توتر خاص مع مدارس كلامية للرواة الامامية الاخرين .
فهذه هي قناعات واذا صار فيها حدة وتوتر بغض النظر عن بحث العدالة لكن هذا منبه ويجب الالتفات اليه وحتى لو كانت مستندة وهناك معاتبة من الامام الهادي او العسكري لبعض المواقف من فضل بن شاذان لكن مع ذلك كله فعلم الرجال لا ينحصر بمدرسة ومدرستين وثلاث ومشرب ومشربين وانما مشارب مختلفة نعم المدرسة القمية لها مشرب رجالي وكلامي وفقهي وروائي وكذلك مدرسة الري هذه الامور يجب ان نلتفت اليها فلا يمكن للانسان يجعل من مدرسة واحدة هي الميزان الاكبر وانما انت يجب ان تتخضرم بين مدارس مختلفة وتوازن وتقارن فلا يصح البناء على مدرسة واحدة رجاليا او اصوليا وانما وسع ذهنك ، اذا انت ما تربيت على اساتذة متنوعي المشارب فلااقل انت انفتح على كتب العلماء المختلفة واذا ما عندك قوة على التمييز لا بأس قارن والتفت ولا تبق حبيسا لمدرسة واحدة سواء في علم الرجال او الاصول او الكلام او الفقه فهي كلها مدارس علماء الامامية الكبار وليسوا صغار .
وهناك تعبير للسيد الخوئي لطيف في الاجتهاد والتقليد انه حصر الميزان العلمي في احد العلوم الدينية او في مسألة علمية حتى بشخص واحد كقطب ومركز كأنما هو ادعاء النيابة الخاصة او تدعي الامامة له ولو في مسألة واحدة فمعنى الانفتاح في باب الاجتهاد والتقليد انه لا تغال في قول عالم ، فان هذه المغالاة او التعصب او التزمت كما يقول السيد الخوئي واقعها اما النيابة الخاصة او الامامة ، انت كن ابن الدليل وعود ذهنك ان تجرب نقاط وجهات اخرى فكلهم علماء امامية وكلهم كبار فمعنى فتح باب الاجتهاد والتقليد في مدرسة اهل البيت يعني البقية ليس لهم حالة قطبية ومدارية ومركزية وانما هو للدليل ، نعم الائمة لهم شخصنة اما غيرهم مع الاحترام ليسوا هكذا والتعظيم والاحترام لا يبلغ درجة المركزية وانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فالدليل له موضوعية لاالقائل ، القائل له احترامه لكن تضفي زيادة على ذلك هذا افراط وغلو وهذا يميت علوم الدين يعني الكثير لا يفرق مثلا السيد الخوئي ينتقد النائيني يعني هل هو يهينه? وحتى العبارات ربما حادة ما كنا نتوقعه وكذا لانه بعد علمي لان السيد الخوئي لا يفرط في النائيني انه كلامه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وانما حكم الدليل والميزان .
نرجع الى بحث العلم الاجمالي فمن هذه البحوث التي جدا مهمة في العلوم الدينية هومنجزية العلم الاجمالي وذكر علماء الاصول في الانسداد بعض انماط واسناخ منجزية العلم الاجمالي ، فليست المنجزية وظيفة فرعية فقهية ظنية او حتى قطعية بعض منجزيات العلم الاجمالي وظيفة عقائدية يعني ينجز علينا العقائد والتزام عقائدي ، فاذن الوظائف والواجبات والفرائض ليست كلها فرائض فقهية فرعية وانما اعظم منها وهي الفرائض العقائدية الاصولية وهذه الفرائض كما بين ال البيت : اول ما فرض الله الايمان به ، فالتوحيد مع انها ليست فريضة فقهية فرعية ولا المنجزية فريضة فرعية المنجزية امر مهول عقائدي .
لذلك علماء الاصول في مبحث الانسداد قالوا ان العلم الاجمالي رفع اليد عن هذا العلم الاجمالي ليست قضية عصيان فرعي وانما يستلزم المروق من الدين لانه صرح في الفرائض العملية هذا يرجع الى امر اعتقادي وكما مر بنا اداء الصلاة من الفروع ووجوب الصلاة ليس من الفروع وانما من الاصول اركان الفروع ليست فروع ، فاركان الفروع كوجوب الحج من الاصول ولكن اداء الحج من الفروع وكذلك الصوم والزكاة والخمس ففرق بين المطلبين .
هنا ايضا قال الاصوليون في الانسداد وليس عبطا وهذا هو الانسداد الذي لا يدرس كل مقطع من عنده مباحث غزيرة في العلوم الدينية بغض النظر عن نتيجة نظرية الانسداد ، انت تزعم انك تتقمص علم الاصول كيف لا تلتفت اليه? فمن ضمن النكات التي ذكروها في علم الاصول ان هذا العلم الاجمالي بصرح الفقه وبابواب الفقه كلها هذا العلم الاجمالي ليس من قبيل العلوم الاجمالية اللي عندي علم بان الصلاة اما قصر او تمام يعني بانه اما اتم او اقصر او احتاط من جهة شبهة صغروية او شبهة حكمية هو ليس من هذا القبيل وانما علم اجمالي بكل الابواب الفقهية وهذا هوية معلم الدين فلا يمكن ان نتعامل مع هذا العلم الاجمالي معاملة العلم الاجمالي في فرع فقهي هذا العلم الاجمالي يعبر عن هوية عقائدية تصير مثل وجوب الصلاة ووجوب الصلاة وجوب متعلق بالفرع لكن نفس الوجوب ليس فرعي .
وانا اجد نفسي مضطرا لاوضح هذه الاصطلاحات لانه هناك اسئلة عجيبة مع احترامي لكن ما تعلمناه من الاكابر وهذه الاصلاحات يجب ان تعرف فلا يدمج الانسان بين هذه البحوث ، لذلك في العلم الاجمالي الذي ذكروه في بحث الانسداد عبروا بالانسداد الكبير والصغير ، كبير يعني بوسع ابواب الفقه وهذا يصير عقائدي ، لذلك ذكروا في مقدمات الانسداد في الانسداد الكبير ان من لا يراعي هذا العلم الاجمالي الكبير كأنما فسخ عروته بالدين لا انه مثلا مسألة فقهية فرعية فليست كل العلوم الاجمالية فرعية ولو ارتبطت بفروع يعني هي مرتبطة باصل صرح الدين مثل علم اصول الفقه ، فضروريات العلوم الدينية ليست من الفروع وانما كلها في علم الكلام .
مثلا ضروريات علوم القرآن هي ترجع لقضية عقائدية صحيح هي من علوم القرآن لكن لما تصبح قضية ضرورية تزحف وتدخل في علم الكلام فعلم الكلام بحث النبوات يرتبط بضروريات القرآن وضرورات الوحي مثلا مبحث سيرة سيد الانبياء والائمة المعصومين تاريخي ديني ومن العلوم الدينية لكن اذا صار ضرورة يرجع الى علم الكلام .
انكار قضية مظلومية الزهراء وما جرى عليها اذا اصبحت ضرورة بحسب مصادر الفريقين ليست هي قضية تاريخانية وانما ضرورة في مصادر الفريقين فوصفها بانها مظلومة ومقتولة وشهيدة ، او كون سيد الشهداء مظلوم مقتول فهذا معتنق عقائدي و اي ضرورة في العلوم الدينية تصل الى درجة الضرورة فح تدخل في شعبة من شعب علم الكلام ، والضرورة ليست مرتبطة فقط بالضرورة ببعد ذهني فكري فقط ولا ربط له ببعد جغرافيا او زماني ، فلو شخص ينكر هجرة الرسول هذا صار معتقد وضرورة او وقوع حرب بدر لا يمكن انكاره فحرب بدر ضرورة دينية وهذا بغض النظر عن دلالة القرآن هي ضرورة اعتقادية بدهت او قل مخزون كل علم من العلوم الدينية اللي هو الضروريات والبديهيات ملحق بالعقائد فكونه مرتبط بالتاريخ او بعلم الرجال او ببحث علوم الدين او بالفروع الفقهية اذا بلغ قضية الضرورة لا يزعزع وانما يلحق بعلم الكلام وهذا اوضحه الاصوليون في مبحث الانسداد وهو تمييز الضروري في كل علم عن الفروعات الظنية لذلك العلم .
فقضية تاريخية تصير ضرورة معتنقة وتصير عقيدة يعني قضية جغرافية تصير ضرورة كالحرم المكي والمدني وبيت الله الحرام والكعبة لا يمكن ان تقول لا اعتقد انها ضرورة حيث هذه ليست جغرافية محضة هذه ضرورة بديهية دينية ، المشاعر جغرافيا يجب ان اعتقد بها بل حتى جهنم فيها جغرافيا من الجغرافيات يجب ان تعتقد بها اشهد ان الجنة حق والنار حق هذا المرقد لامير المؤمنين ضروري اذا انت لا تعتقد تزعزع اصل اعتقادك بامامة الائمة وهو مستلم يدا بيد عن الائمة او مرقد الحسين او العسكريين او الرضا فهذه ضرورة مأخوذة يدا بيد عن ائمة الهدى وواقعا كتاب الرسائل للشيخ الانصاري حافل بتطبيقات اصولية في العقائد ومن المؤسف انه متروك بل حتى انسداد الكفاية لا يدرس لا في السطوح العالية ولا في بحث الخارج .
العلم الاجمالي اذا صار كبير وانسداد كبير هذا يرتبط بالعقائد قضية واقعة عاشوراء وما جرى قبله وبعده قضية عقائدية وتاريخية فهو ليس تاريخ وانما ضرورة عقائدية فليس العلم الاجمالي الذي مر بنا من كتب المقاتل قضية ظنية فرعية وسبق ان نقلنا عن المحقق الطهراني في كتاب النقد اللطيف يشرح المنهج التاريخي الديني بعبارات اعقد من الكفاية والمادة جدا دسمة وصناعة عجيبة ولا اغالي عندما اقول ان بعض الكلمات الصناعية الاصولية الرجالية التفسيرية التي ذكرها في كتابه قلما توجد في كتب الاصول فهذه القصاصات المرسلة تشكل ضرورة .
تعال الى علوم اللغة حيث فيها ضروريات وبديهيات ولكن مصادرها كلها مراسيل لكن نقول عندنا علم اجمالي يدا بيد من كتب اللغة عن بعضها البعض وقسم منها اندثر ولكن هذا الذي اندثر ينقل هذا المتأخر عن ذاك المندثر والمندثر عن ذاك المندثر الى ان تصل الى المصدر الاصلي وهذي المصادر لم تصل الينا .
ذكرت ان قاطبة علماء المذاهب الاسلامية الاخرى لايستغنون عن اربعة كتب من كتب الامامية لا في جامعة الازهر ولا الجامعة الاسلامية الوهابية في المدينة المنورة ولا جامعة القيروان كتاب التبيان للشيخ الطوسي وكتاب مجمع البيان للطبرسي وكتاب الذريعة في اصول الفقه للسيد المرتضى وذكر فيها كل اسس العلوم الدينية يعني هو اصول تطبيقي حيث كثير يسألون اين تطبيقات علم الاصول? تطبيقات علم الاصول في كل العلوم الدينية وكذلك كتاب الذريعة كان يباحث في الحوزات العلمية الى مئتين سنة قبل لكن السيد المرتضى لم يذكر علم الاصول في كتاب الذريعة بشكل تجريدي جاف وانما ذكره تطبيقي والعامة من المسلمين يعتبرونه مصدر والان سوف ابين ما ارتباطه ببحث العلم الاجمالي .
ايضا كتاب عدة الاصول للشيخ الطوسي لا يستغنون عنه حتى ان قبل خمسة عشر سنة صممت الوهابية ان يحذفوا مجمع البيان والتبيان من مقررات جامعات الرياض ورئيس الجامعة قال انا استقيل نعم صحيح هذه الكتب من كتب الرافضة لكن هؤلاء الاعلام نقلوا عن مصادر سنية الان اندثرت ولم ينقل عنها لا البخاري ولا الطبري الا الطوسي والمرتضى والطبرسي فهم تراجعوا عن قرارهم ، هذا تراث كيف تفرط فيه? نفس عبارة الذهبي في ميزان الاعتدال قال لو حذفنا او تركنا او اعرضنا عن احاديث ابان بن تغلب ونظرائه لضاع من سنة النبي الشيء الكثير والذهبي معاصر للعلامة الحلي ولابن تيمية ويكفر الاخير وايضا معاصر للمزي صاحب تهذيب الكمال وعلى علاقة طيبة معه لكنه يكفر ابن تيمية ، فيقول لو اعرضنا عن مثل احاديث ابان ابن تغلب لضاع كثير من السنن النبوية .
فهذا العلم الاجمالي مع انك ليس توثق الراوة له لكن عندك علم اجمالي بهؤلاء الرواة غير الموثقين يأخذ بخناقك كيف تتركه? لانه يتوسع في كل ابواب الفقه والعلوم الدينية فتصبح القضية وظيفة عقائدية وليس وظيفة فرعية وامثلة العلوم الاجمالية الى ما شاء الله يجب الالتفات اليه .
لاحظوا علماء علم الكلام من الفريقين بان العلم الاجمالي لدى الانسان بان الله ارسل رسلا بالدليل العقلي وادلة اجمالية وادلة العقل في علم الكلام غالبا ادلة اجمالية النبوة العامة والامامة العامة فغالبا ادلة علم الكلام اجماليات وهي منجزة ولا تترك ، فلاحظ في علم الكلام غالب الادلة هي علوم اجمالية الشيخ جعفر كاشف الغطاء الكبير في مبحث المعاد يقول المقدار الثابت كونه ضرورة في المعاد الجسماني انه جسماني اما تفاصيله هل هو لطيف او غليظ هي ليست ضرورة وانما الضرورة هي اصل جسمانية المعاد فهذا لا يمكن ان اتركه لانه علم اجمالي لا يمكن تركه وانه ليس فيه تفاصيل او الاعتقاد بتفاصيل الجنة وطبقاتها هل لان الدليل ليس تفصيلا نتركه? هذا اجمال ملزم وهذا الاجمال الملزم هو الذي يعطي غطاء علمي اعتباري لتفاصيل ما ورد في الجنة و في جهنم فاولا لا نخطأ ونغفل ونتخيل بان العلوم الاجمالية حكمها قضايا فرعية كلا اذا تتسع وتتوسع تصير اساس ومن بنية الدين وضرورة .
ثم القضية التي مرت بنا هذه الليلة وهو قضية تاريخية لا تفكره انه تاريخ محض وانما تاريخ ديني ثم هذا التاريخ الديني اذا يصل الى درجة الضرورة يصير عقيدة وليست وظائف فقهية مثلا اقامة الرثاء على مصيبة سيد الشهداء والندبة والبكاء ومجالس البكاء والابكاء بشكل مستدام نحن مأمورين بالضرورة فيجب ان لا يقطع ذكر الحسين وذكر النبي فضلا عمن هو اعظم من الحسين وهو وامير المؤمنين .
هناك استفتاء للسيد الحكيم موجود سئل عن الاكثار من ذكر يا علي قال نعم الذكر هو ، في بيوت اذن الله ان ترفع لا ان تهدم وتحقر ويتطاول عليها وتباد وهذه البيوت هي اهل البيت ونفس الوعد الالهي لرفع اسم النبي مقرونا بالوعد الالهي برفع البيوت لاهل البيت اذن الله يعني امر الله فيجب ان ترفع ورفعنا لك ذكرك وتتشامخ ، و اذن الله يعني امر الله ، حتى بيت الله الحرام ما عبر القرآن ان ترفع وانما عبر قياما للناس بل جعل الله غاية عمارة المسجد الحرام والحج فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم ، فالولاية لاهل بيت اعظم او القرب منهم اعظم ؟ كما ورد في الروايات انه الولاية مقدمة على القرب .
مثلا الصلاة غايتها الى الله هل الغاية اهم ام الطريق الى الغاية? طبعا لما نقول الغاية اهم ليس معناه ان نفرط في الطريق كما انحرف في ذلك الصوفية من الفرق الباطنية انه فاعبد ربك حتى يأتيك اليقين ، اليقين هو الموت وسمي الموت باليقين لانه يحصل فيه اليقين وهو اجمل اسم للموت .
فاذن في ايات عديدة يجعل الله غاية العبادات هم اهل البيت فاذا كان بهذه المثابة يجند الدين وابواب الدين للقرب منهم حينئذ هذه الضرورات حول شأنهم وذكرهم هل يستخف به? هذه بلغت الضرورة لدرجة العقيدة .
اشكال طرح ...
ابن حجر العسقلاني عنده دورتين موسوعتين رجاليتين و احدهم تعليق على الذهبي وهو يقر باحاديث ابان الان نحن نريد ان نركز على الصيغة الصناعية لاستثمار العلم الاجمالي صناعيا حججيا تنجيزيا في التفاصيل وذكرنا سابقا ان الظنون التي هي اطراف العلم الاجمالي وفي الانسداد يقولون هي كأنما خلاصة تنجيز العلم الاجمالي والظنون المقرونة بعلم اجمالي تعتبر خلاصة لمنجزية العلم الاجمالي لانها ليست ظنون مبتدأة وانما ظنون مقرونة بالعلم الاجمالي واصل فكرة الانسداد هذه بغض النظر عن صحته وعدم صحته .
عبارة الذهبي حول ابان ابن تغلب مع انه هو يعتبر رواة الشيعة والرافضة بين بدعة صغرى وبدعة كبرى يقول فلو رد حديث هؤلاء لذهبت جملة من الاثار النبوية يقول علم اجمالي عندي مع قناعتي ان هؤلاء كذا كذا وهذه الشتائم والقذف والطعن لكن يقول عندي علم اجمالي ، فهو يقول علم اجمالي وليس تفصيل كل رواية رواية فيقول مع ان هؤلاء كذابين ومبدعين لكن لا ينافي تحقق العلم الاجمالي.
فايها النفاة من الوسط الداخلي الشيعي تدعون انه بمجرد شخص رمي بالوضع والكذب والغلو معناه ان احاديثه ما تقبل اذن انتم دجاليون لان هذه مباني الفريقين لان علم اجمالي يحصل حتى من الكتب التي كتبها المبدعين فعلم اجمالي ملزم لنا فلو رد حديث هؤلاء لذهبت جملة من الاثار النبوية وهذا يقول مفسدة بينة يعني ليس عصيان وانما مفسدة في الدين ثم في الدين يعني قضية معرفية عقائدية وليست قضية معصية كصلاة القصر او التمام او صلاتك صحيحة او باطلة او طوافك صحيح او باطل وانما مفسدة في الدين فربط العلم الاجمالي الحاصل بوجود اثار نبوية من مبدعين واهل بدعة بالعلم الاجمالي يعني هو نفس كلام المحقق الطهراني ان هذا يسبب ان تمرق من الدين تحت ذريعة انه وضاع وغير ثقة واعظم منه كلام الامام الصادق ان هؤلاء الاربعة لو تركوا لهدمت اعمدة الدين زرارة محمد بن مسلم ووو فليست قصة وثاقة وجلالة وانما ترك احاديث هؤلاء الاربعة يوجب المروق من الدين يعني قضية عقائدية وهذا علم اجمالي في عين التفصيل كما ذهب اليه السيد الخوئي في بعض العلوم الاجمالية واسس عليه علم الرجال .
فالامام الصادق يصور ان اعتبار قضية زرارة ليست حجية خبر واحد هؤلاء الاربعة الاخذ منهم الزام عقائدي مرتبط باصل الدين لولا هؤلاء لانقطعت اثار النبوة ، لذلك قضية الانقطاع عن علماء الامامية ليس الاحياء فقط وانما طبقات عشرة قرون والانقطاع عنهم يعني عبارة عن المروق بالاثار الوحيانية النبوية والولوية وليست قصة عالم وعالمين واثنين وثلاثة ، الارتباط بالاموات من العلماء والاحياء هذا ليس ارتباط تقليد وانما هذا ارتباط ضرورة بوجود اثار وحيانية وما يمكن ترفع اليد عنها .
كتاب النهاية للشيخ الطوشي او كتاب المقنع للمفيد او كتاب الانتصار للسيد المرتضى او كتاب المهذب لابن براج او كتاب المقنع للصدوق او الهداية هذا التراث ليس فتوى عالم وانما عبارة عن وجود علم اجمالي بتراث اهل البيت وتراث سيد الانبياء الا ان ترفع اليد عنه وتتخلى عن مصادر الدين اذن وجود العلم اجمالي اهم من قضية السند الظني التفصيلي .
اشكال طرح ...
نحن نقول اذا طابقت محكمات القرآن ومحكمات اهل البيت لا نتركه ولذلك تحت ذريعة ان هؤلاء الرواة مخالفون لا يمكن ان نروي عنهم كلا ما عندنا هكذا دعوة ، انت تريد ان تترك تراث النبوة المتواتر في حق فضائل اهل البيت بهذه الذرائع ؟ هناك مشروع لدى بعض الفضلاء ان تستخرج الاحاديث المنقولة عن اهل البيت في تراثهم وهو مشروع جيد .
اشكال طرح ...
ضابطة الضرورة اذا تاريخ الدين اذا بلغت الضرورة تصير عقيدة وكذلك الجغرافيا الدينية او مطلب تفسيري بلغت الضرورة تصير عقيدة مثلا قضية حجية المصحف الشريف التي بين ايدينا هل تريد ان تعطله? هذا خروج من الدين ، فهو تاريخ لكن بلغة دينية اشهد انك قتلت يعني هل هي عقيدة فقط? في زيارة العباس خمسة او ستة اشهد واشهد لانه صارت ضرورة فهذا الاشهاد لانه بلغت درجة العقيدة وليست قصة تاريخية او زمانية او فرعية انه انا ارثي فقط سيد الشهداء واندبه ، اشهد يعني يجب علاوة على البكاء ان تعتقد بظلامة سيد الشهداء وان تعتقد بانه سفك دمه وان تعتقد بانه هتك حريمه وسبيت نسائه وليس من باب انه تبكي فقط كحركة مشاعر وعواطف وانما تعتقد وتبكي وهذه مباحث في الشعائر الحسينية متروكة اشهد يعني وظيفتي العقائدية ملزم بها هذا هو مستحب او وظيفة فرعية او وظيفة عقائدية فهذه الخطوط العامة اللي حصلت في واقعة عاشوراء عقيدة كيف تقول ظلامة الزهراء ليست عقيدة? هي عقيدة ويقر بها الفريقان وصارت ضرورة .
احد البناء التعليمي الديني لهوية الدين من الزهراء انها غيبت قبرها يعني هذا ينبه على كل الضرورات ويجعلها بدرجة الضرورات وماثلة وحية في الاذهان فاذن ما جرى على ال البيت ليس بعد تاريخي او بعد فقهي فرعي انه نرثي ونندب ونبكي هذا عظيم بلا شك والشعائر الفقهية بلا شك شيء عظيم وانما جانب اخر يجب ان يكون مطوي في فتاوى الاعلام ان هذا معتقد وضرورة والتملص منه مروق من الضرورات الدينية.
نعم مظلومية فاطمة عقيدة وما جرى عليها من الاحداث اجمالا عقيدة وليست فريضة فقهية لا ان ابكي وارثي فقط وانما يجب ان اعتقد قبلها ولا اجحد ما جرى عليهم واذعن بها وهذه كلها صفات كمال لهم وللاسف متاركة البحث الفقهي للشعائر الحسينية سبب نوع من الضبابية حتى في تنقيحات الكبار لذلك انا ذكرت هذه الموسوعة اللي جمعها لاربعين رسالة من مجتهدي او فقهاء ومراجع النجف شيء كبير ومن المهم تنقيح هذه الزوايا والحيثيات في الشعائر فلا تفكر انها قضية تاريخية .
كانت سيرة السيد محمد الروحاني يصر على تجليل الخطباء واعترض عليه كثير من تلاميذه انه انت تبالغ في احترام الخطباء قال هؤلاء الخطباء سبعة قرون الحوزات العلمية انشغلت بالفقه والاصول وتركت العقائد والكلام وهؤلاء هم اللي حفظوا العقيدة وعلم الكلام وتراث الحديث في العقائد وهذا ليس معناه ان هؤلاء معصومين وما يخطئون ولكن اصل الفكرة ان الخطيب في خندق جهاد علمي وخندق الحفاظ على التراث باعتراف عبقري علم الاصول وهو السيد محمد الروحاني يقول عن دور الخطباء في حفظ علوم الحديث انه الدور الرئيسي لانه الكثير انكفئ عن هذه العلوم وانحصر في الفقه والاصول وعلوم الفروع وهلم جرا وبالتالي هذا الذي نسميه بالعلوم الاجمالية .
وصلى الله على محمد واله