الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

46/02/13

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية (30) / اعتبار كتب المقاتل المتأخرة/

 

كان الكلام في انواع الصدق والكذب وان اقسامها متعددة متكثرة وعدم الالتفات اليه يسبب دمج بين هذه الاقسام وله اثار تخبطية كثيرة فلابد ان نلتفت الى معاني الصدق والكذب ، ورد مثلا في القرآن الكريم ان الشهود على الفجور اذا لم يأتوا باربعة شهداء فهؤلاء عند الله هم الكاذبون وهذا الكذب ما هو معناه? ربما الخبر مطابق للواقع و رأى بعينه لكن اعلان هذا الشيء بدون الموازين التي وضعها الله فهي كذب عند الله كما انه مثلا الله اذن لكم ام على الله تفترون الفتيا بالحكم الشرعي لابد من الاذن من الشارع مع انه لو كانت الفتيا مجرد اخبار محض لما احتجناه فبعض مواطن الاخبارات تحتاج الى تخويل وصلاحية وان لا يكون كاذب .

كذلك الامر بناء هلة الصدق والكذب الفاعلي على خلاف ما يتوهم ويعرف في علم الرجال انه لا صلة له بالمطابقة وعدمها ، هذا اشتباه وسبب ازمة في علم الرجال ونبه عليه الوحيد البهبهاني ، الان الانسان تارة يخبر بلا علم فهذا كذب فاعلي وليس خبري يعني لربما الخبر الذي ذكره صحيح ومطابق للواقع ولكن من جهة فاعلية هو يكذب يعني هو لما يخبر بنحو الجزم عنده علم ربما بالخلاف او شاك متردد ويظهر الجزم فالخلط الذي يحصل في علم الرجال عندما يقولون فلان كذاب بمعنى انه لا يراعي موازين الصدق والكذب في الجهة الفاعلية في الاخبار ، مثلا يخبر باشياء بصيغة الجزم فتكون كذب لانه لا جزم له او عنده اعتقاد بالخلاف ، اذن الصدق والكذب الخبري المتني لا يدور مدار العدالة ولا وثاقة الراوي ولا يدور مدار كذب الراوي وصدقه فكذب المتن بمطابقة المتن ولا مطابقته .

في القرآن الكريم تأكيد على ان الكتب السماوية تصدق بعضها بعضا وموجود ايضا ان الانبياء يصدق بعضهم بعضا فما المراد من التصديق? هل معناه واحد ام معاني? اذا حملنا التصديق هنا على العقل النظري فقضايا العقل النظري وجود وعدم ، المثلث مجموع زواياه كذا درجة سواء مطابق لواقع ام لا لا ربط له بان هذا المخبر صادق او كاذب فالعقل النظري يرتبط بصدق المتن ومطابقة الواقع ، العقل العملي يرتبط بفعل الانسان يعني الصدق والكذب الفاعلي .

الان المراد من ان الانبياء والكتب السماوية تصدق بعضها البعض كما في سورة المائدة وانزل عليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه وهذا برهان على انه وحي لانه اذا تطابق بعضه البعض مع فاصل زمني وعدم معرفة بحسب الاسباب البشرية فاذا كان هناك تطابق متني بين الاسس في الكتب السماوية هذا برهان على انه وحي شبيه قوله تعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فهذا استدلال عقل نظري .

فالصدق بحسب باب العقل النظري هو وجود ولا وجود تطابق ولا تطابق ، والميزان في العقل النظري هو التطابق في المتن واللاتطابق مثل ما مر بنا امس القانون متى يكون دستوري ؟ اعني القانون الوزاري والبرلماني والبلدي ؟ اذا طابق الدستور لا انه اذا كان الناشر والمظهر له الناطق الرسمي للبرلمان او للحكومة او للوزارة او للبلدية فالقائل ليس له دخل في دستورية القانون فهذا عقل نظري وليس عملاني من جهة صدق الفاعل .

فاذا سنخ الصدق والكذب في باب المتن الخبري الذي يؤكد عليه القدماء خلافا للسيد احمد ابن طاووس والسيد الخوئي ركزوا على الصدق والكذب الفاعلي المخبري هذا الراوي عادل او غير عادل ثقة او غير ثقة ملتزم بصدق اللسان ام لا? هذا جانب الصدق والكذب الفاعلي ، ربما هو متعمد للكذب لكن ليس تحت اختياره فما اخبر به مطابق للواقع والا هو يصطنع الكذب في اعتقاده فلا تلازم بين صدق المتن والراوي ، التلازم ظاهري لا واقعي وربما هو صادق من جهة اللهجة والارادة ولكن خبره كاذب لانه اشتبه .

اذن الصدق وكذب المتن مداره وميزانه ليس صفات الراوي وحالاته وانما تطابقه مع الاسس الفوقية مثل ما مر من القانون الدستوري او تطابقه للواقع والخارج وليس فاعلية الفاعل ، علماء البلاغة والاصول والمنطق قالوا هذا الفاعل عندما يخبر هو يخبر باخبارات اخرى مثلا لما يقول انه زيد في الدار يدعي اخبارا باني على علم وجزم ان زيدا في الدار والتزم بهذه الحكاية هذا نوع انشاء وبالتالي هذه اخبارات اخرى ترتبط بفاعلية الفاعل يكذب فيها او يصدق ، اما صدق المتن من حيث هو متن ليست بقدرة القائل والراوي وكذلك كذب المتن ليس باختيار وبقدرة الراوي فالعدالة ليس لها دور ثبوتي ، نعم لها دور اثباتي من باب التلازم الظني بحث اخر وهنا يقع الخلط ، فاذا قيل عن شخص وضاع دجال انه خبر وحتما غير مطابق ، من قال هذا? بالعكس اذا كان عادل و ورع قد يشتبه ويخطأ ويصير عنده قصور في السمع وتلبد في الحافظة فهو ما تعمد الكذب لكن متن كلامه كذب .

يوم امس استوفينا الكثير من الحديث حول مباني القدماء ومدرسة الوحيد البهبهاني ومن ثم القدماء عندهم الصحة وصف المتن وليس وصف الطريق والراوي و وصف الكتاب ابن الغضائري في هذا الكتاب المزعوم في موارد يقول فلان الراوي قمي قد طعنه عليه القميون ورموه بالكذب والغلو ورأيت له كتابا في الصلاة كله صحيح فهذا وصف للمتن ولا ربط له بالراوي لذلك انت لاحظ اية النبأ صارخة في المقام ان الاتي بالنبأ فاسق مع ذلك الاية تقول تبين عن المتن بموازين اخرى لا ربط له بالراوي وصفاته وحالاته فالاية جدا عظيمة في التفكيك بين صحة صدق المتن عن صحة الطريق وصريحة انه مجرد كون الراوي فاسق او المخبر فاسق لا يسوغ لك عدم الاكتراث بالخبر .

لذلك كثير من المفسرين او الباحثين في اصول القانون قالوا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة هذا الاحتمال موجود حتى في الخبر العادل اذا كان الامر حساس ومهم فاية النبأ تبين بين صدق المتن وصفات الراوي يعني حتى اذا جزمت بانه فاسق وكلمة فاسق ليست يعني مقيم على الكبائر ، فقد يطلق الفسق حتى على الكفر مع ذلك الاية تقول اكترث بالمتن ونقب عنه ، من اين انقب ؟. من الراوي? الراوي هو فاسق ، اذن من موازين المتن لا الطريق والاية موردها القتال مع قوم ليس على الظاهر ، يعني هذا الفاسق وليد بن عقبة جاء واخبر انهم ارتدوا فالاية تؤكد على موازين اخرى في صدق المتن لا ربط له بالطريق .

اذن هذا الخبر الذي تؤكد عليه اية النبأ بالاعتناء بالفحص عن متنه وصل تكوينا لنا ام لا? المفروض انه وصل فالوصول التكويني للاخبار ليس متوقف على وثاقة الراوي فدور الرواة او الطريق هو الايصال الموضوعي لان الوصول التكويني للخبر لا يتوقف على اعتبار الطريق وانما يتوقف على الوجود التكويني للطريق وامس مر بنا انه ما الفرق في الطريق بيننا وبين الكتاب والطريق الموجود داخل الكتاب من المؤلف الى المعصوم ؟ طريق داخلي وطريق خارجي الطريق الداخلي من المؤلف الى المعصوم له بعدان بعد وجود الطريق الرواة والبعد الثاني اعتباره مثلا الكليني عن علي ابن ابراهيم عن ابراهيم بن هاشم عن ابن ابي عمير عن جميل بن دراج عن محمد بن مسلم عن الامام الباقر فالطريق اللي نريد ان نقيمه انه معتبر ام لا هل وجوده التكويني متوقف على اعتباره? كلا لكن احراز ان هذا الوجود التكويني ليس مزيف ربما شخص عبث في الكافي وزيف وجود هذا السند ، فكتاب روائي الاسانيد فيها كلها مزيفة لا بد ان نسد باب هذا الاحتمال والطريق بعد ذلك نأتي الى اعتبار هذا الطريق ، فمن الذي يحرز لنا الوجود التكويني للطريق? هو صحة الكتاب ان هذا الكتاب سواء من قبل مؤلفه او من قبل النسخ التي وصلت الينا عبر القنوات نطمئن او نجزم انه لم يعبث بالكتاب ، هذا احراز موضوعي للطريق داخل الكتاب عبر صحة الكتاب بدءا من مؤلفه الى ان يصل الى النهاية .

فصحة الطريق في الكتاب قطعا متوقف على صحة الطريق داخل الكتاب يعني سلامة امن الكتاب لاالعكس ، لذلك القدماء عندهم صحة الكتاب اهم من صحة الطريق وعندهم ايضا المتن اهم من صحة الكتاب كما قلت كلام ابن الغضائري ان فلان القمي طعن عليه القميون بالكذب ورأيت له كتابا كل ما فيه صحيحا ، صحيح يعني طابق كتاب الصلاة لهذا الراوي القمي مع كتاب الصلاة للحلبي مثلا فوجده متطابق فصحة المتن لا تتوقف على صحة الكتاب بل نستطيع ان نقول صحة الكتاب تتوقف على صحة المتن يعني عكس ما هو متداول عند المعاصرين لانهم ينظرون للجانب الاثباتي لاالثبوتي ، فالثبوت عكس ذلك فابن الغضائري يصحح الكتاب بصحة المتن ويريد ان يوثق الراوي ويوزن جرح القميين بصحة الكتاب وصحة المتن يعني صار بالعكس ومن هذا القبيل في كتاب النجاشي وكتاب الفهرس للشيخ الطوسي وكتاب ابن الغضائري المزعوم من المتن ينطلقون لحال الراوي لا العكس ، الراوي اذا كان جبري او تفويضي او غالي او مقصر او ناصبي المتن يرووه ومن نفس المتن اللي يرويه يلتفتون اليه فالمتن هو يعرف لنا الراوي لاالعكس .

يقول امير المؤمنين الانسان مخبوء تحت لسانه وليس طيلسانه وهذا باب لم يتبناه السيد الخوئي في علم الرجال وهذا من اعظم مصادر علم الرجال عبارة عن جرد ما يرويه الراوي يعكس لنا شخصيته مثلا العامة الصحابي كدير الضبي قيل فيه انه اخر من بقي من صحابة الرسول وهو عمر طويلا مات بعد المئة ولم يترجمه علماء الامامية وانما ترجمه الجمهور في كتبهم وهذا حكم عليه بانه يتشيع ورافضي لانه شاهدوه في تشهد الصلاة يذكر الشهادة الثالثة فمن الف في الصحابة في القرن الثالث والرابع ذكروه فرفضت روايته وقاطعوه ورفضوه ، فسيرة الصحابة تكشف عن سيرة النبي وسيرة امير المؤمنين ،

في الجرح والتعديل عند العامة يقولون راوي رافضي خبيث اذا نقل مطاعن على الاول والثاني اذن من نفس المتن يشخص الراوي ناصبي غالي رافضي فالمتن تحرزه شيء ووصوله التكويني اليك شيء اخر ، الوصول التكويني لا يعتمد على اعتبار الطريق وانما يعتمد على نفس وجوده التكويني فبحث صدق المتن مع صدق الطريق او صدق الراوي الجانب العملي بينهما بينونة سنخية وتباين سنخي نوعي خلط يصير فالشيخ المفيد والصدوق والكليني والسيد المرتضى وابن براج وابن زهرة وابن ادريس حتى الشيخ الطوسي مبناهم ان المدار والركن هو المتن ، اعرضوه على القواعد الدستورية في اي علم من العلوم الدينية اذا كان مطابق فهو صحيح المتن وليس صحة الطريق .

ايضا هذا مبنى الشهيد الاول في كل كتبه المدار على تمحيص المتن لانهم لا يأبهون بالطريق، الطريق ضميمة لا انه الركن الركين وهذه من الفروق الهامة بين صدق المتن وصدق الطريق والراوي، هل المتن صدوره التفصيلي مدار في الصدق او صدوره الاجمالي? الاعم من الاجمالي والتفصيلي ، الصدور التفصيلي يعني الامام نطق بهذه الرواية وصدور اجمالي يعني الشارع قد انشأ هذا القانون العام الذي يشمل المتن وسمي بالاجمالي لانه عندما يخبر الشارع بقاعدة عامة يتولد من هذا علم تفصيلي والقاعدة العامة عبارة عن انه اذا كانت القضية كلية كبيرة فوقية عبارة عن ملايين الانشاءات يعني المواد الدستورية والدستور تقنن كل قوانين البرلمانية والوزارية والبلدية لانها كلها منطوية في هذا العموم الدستوري الفوقي اذا صدر اجمالا ليس تفصيلا .

اذا بلحاظ المتن اي صدور تقصده اجمالي او تفصيلي ؟ الصدور الاجمالي اعظم من الصدور التفصيلي ، التقنين التفصيلي ادنى من التقنين الجملي ، فنحن وصلنا هذا الخبر مرتان مرة عن طريق الراوي ومرة القاعدة الكلية ، غاية الامر قد ليس للفقيه ان يستنبط التفاصيل من القواعد الكلية ولكن كثرة التفاصيل موجودة بوجود واحد جملي ، فانطواء الكثرة في الوحدة حيث القانون الدستوري ينطوي فيه كل قوانين البرلمانية التي هي مجلدات مع ان القانون الدستوري كتيب ولكن ينطوي فيه مئات المجلدات من القوانين الوزارية ولكن بشكل اجمالي جملي .

عندما تقول في واقعة عاشوراء جرى سفك الدماء والالام الروحية والبدنية وفي زيارة ابي الفضل عباس لعن الله امة انتهكت حرمتك او حقك وانه قطعوا الماء حتى على النساء والاطفال يعني هذه تشكك فيها ؟ فانت تبقى على قضايا صغيرة تشكك فيها فاذن عندنا علم اجمالي يفوق بان هؤلاء ذئاب مسحورة وحوش لا ذمة ولا انسانية من بني امية كما يقول العلماء الكبار ما دون في كتب المقاتل عشر معشار ما وقع وهذا ليس كلام شعري وخيالي الان البشرية تبرهن على هذا الشيء ان الرصد الحسي بعين وعينين وثلاثة ما يمكن يحيط احاطة كاملة وانما لا بد من الاف العيون وعين مسلحة كي ترصد كل الاحداث .

عندنا علم اجمالي قطعا بان الاحداث كما وكيفا اوسع مما دون قطعا من المعلوم بالتفصيل فلا تفيد الوسوسة في هذا الكتاب او ذاك هذا فقه دستوري تاريخاني ديني بخصوص واقعة عاشوراء ما وقع كما من الايذاء الروحي والتعذيب الجسدي والوحشية الروحية والوحشية الاخلاقية ارذل الاخلاق هم ذئاب بني امية المتوحشة وعصابات دموية اموية لا ترى حرمة لال البيت يعني السماء تدخلت في المخدرات والا هؤلاء وحوش دمويين اراذل وقد وعد بذلك الامام الحسين ان الله حافظكم تلفح وجوههم الهاجرات اي وسوسة توسوس ؟ هذا اقل القليل ، انت التفاصيل هذي لا تحيط باطراف العلم الاجمالي والعلوم الاجمالية الموجودة اخبارات عندنا كثيرة عن الوحي اجمالية .

عندنا قاعدة دستورية ان ما كتب دون ما وقع كما وكيفا عقلا وقلت الان في نفس ملعب كرة القدم بحاجة الى مئات العدسات من زوايا عديدة تراقب مع انه مساحة صغيرة والمراقبين كثر وكذلك في المرور وفي الامن الجنائي يضعون عدسات تراقب المدينة المعينة والبلدية المعينة نظير هذا الكلام ما قاله القائد الامريكي للوزير الشيعي في سنة الفين وثمانية قال نراقب مسيرة الاربعين من البصرة الى كربلاء باحدث الاجهزة الالكترونية التي حتى روسيا ليست لديها فما وجدنا في زيارة الاربعين خرق صحي وانذاك كان خمسة عشر مليون زائر وهذا رئيس القوات في الشرق الاوسط كلها وليس فقط في العراق وهم هكذا يدرسون الامر ونحن نمر عليه مرور الكرام ، هم يدرسون الوضع بنظرة اجمالية واحصاءات علمية ونحن في نوم عميق وجهل بعيد عنها هذه علوم تخصصية اليات يقول لم نشاهد خرق صحي ولا مروري ولا اخلاقي ولا ازمة مالية ولا تموينية الان انت مدينة تديرها وكل الدول عاجزة عن رفاه المجتمع حتى في امريكا انظر كم البطالة والذين ينامون في الشوارع بلا مأوى مناطق مخيفة مرعبة في امريكا فلاحظ هذه الدول لا تستطيع ان تدير مدنها في رفاه والان في هذه السنة مرشحة ان يكون تعداد الزوار اربعين مليون لكن لا يعلن رسميا كي لا يصير تحسس من الجيران للمراسم اذ يتحسسون امنيا وحضاريا الاحصائيات دائما فيها تخفيف على قلوب الجيران والا الاحصائيات في العام الماضي ربما خمسة وثلاثين مليون فهذا الكم الهائل لمدة ثلاثين يوم .

انت في اي دولة في العالم اللي سكانها خمسة وعشرين ميليون كتونس هذا الرفاه غير موجود حتى لشهر واحد ويعاني الشعب الذي مثلا تعداده خمسة وثلاثين مليون او خمسة وعشرين مليون او مدينة كبرى في الدول العظمى سكانها خمسة وعشرين مليون اربعين مليون حتى لمدة اسبوع تعاني من ازمات في الخدمات او في الرفاه او العدالة وهذا كله في مدينة محصنة وخدمات واليات ولوجستية وصحية ومرورية والامنية والغذائية والخدماتية من كل جانب متوفرة في المدينة وليس في الصحاري والبراري فكيف هؤلاء خمسة وثلاثين مليون في البراري? اي دولة تديرها? هذا نص كلام ديفيد باتريوس لهذا الوزير الشيعي فالمهم هو الاحصاء والرصد ثم يقول نحن نراقب كربلاء كيف تستوعب خدماتها من كل الجوانب? يعني دولة وزارات مختلفة في كل محافظة في كل مدينة كيف تستوعب هذا العدد ولو تدريجيا لكن بالتالي مثل النهر يجري ، هي كربلاء بنفسها كم مليون? فاذا اتاها خمسة وثلاثين مليون كيف يصير? ولو بنحو النهر الجاري فلا الصرف الصحي يتدهور ولا الصرف المائي كيف يمكن? هل هذه صدفة? قال نحن لا نؤمن بالصدفة نحن نريد السبب كي نكسب هذه القوة والقدرة ، هذه ادارة تتحدانا ، ونعرف ان النظام الايراني لا يقدر عليها وكذا النظام العراقي ولا نحن نقدر عليها والحوزة ما تقدر عليها من هو ذاك الشخص الذي يدير القضايا? اذا تقول هذه ادارة عفوية فهذا خلل في عقلك هل ادارة الصحة وادارة الامن وادارة المرور وادارة التموين الغذائي عفوي? ما بال في الحج مليونين ثلاثة خمسة تديره سبع دول غربية في الخفاء كل سنة الان قضايا مسربة واضحة وسبع دول من العالم الاول وان اخفوا انه من يديرها، كلامي في انه كيف رصد المسلح يعطيك صورة واقعية عن زيارة الاربعين وهذا استدل به بتريوس فانت تقول لي عاشوراء من يرصدها? كم مسحهما الجغرافي والزماني? فبالتالي لدينا علم اجمالي وعلوم اجمالية بان ما كتب دون ما وقع كما وكيفا ، مصيبة ما اعظمها واعظم رزيتها في السماوات والارض ، ان يوم الحسين اقرح جفوننا لا يوم كيومك يا ابا عبد الله رواية عن الامام المجتبى مسندة وغيرها من القضايا المتواترة .

فهذه التفاصيل في كتب المقاتل التي تستكثرها كلها مطابقة للعلم الاجمالي المنجز ونحن ملزمين بهذه العلوم الاجمالية ويجب ان نكترث بها فتبينوا لا ان تعرضوا وتشككوا فاذا الفاسق تفحص عن كلامه مع انها قضية ليست بتلك الدرجة وانما قبيلة من القبائل ما شأنها? مسلم كذب عليها في زمن نزول اية النبا فكيف بك بناموس النبوة ونور النبوة? فلا تستدعي لك ان تنقب ايها المحامي عن الامويين ؟ انت لم تشكك ؟ ولم يصب عملك في تبرئة بني امية وتخاصم عن بني امية ؟ انا لا اقول لا تنقب علميا لكن لا تنفي بالزيف والدجل بدون دليل وتشكك بدون دليل وانما افحص ، فلا فرق بين التشكيك والنفي ومؤداهما واحد .

اشكال طرح ...

ليس اعراض الكل وانما خصصنا متأخري الاعصار وليس كلهم وانما من تبنى مسلك السيد احمد ابن طاووس مثل السيد الخوئي او الشهيد الثاني طبعا الذي افرط في هذا المسلك هو السيد الخوئي وما قبله كان بين بين اما مسلك المتن فهو مسلك القدماء ومسلك الوحيد البهبهاني وطبقات تلاميذه كصاحب الجواهر والشيخ الانصاري وليس مسلكهم مسلك السيد الخوئي في الرجال ابدا ولا في حجية الخبر .

اشكال طرح ...

هذا الطريق كيف نحرزه موضوعا غير احراز اعتباره ؟ فهناك احراز الموضوع للطريق وهناك احراز اعتبار الطريق ، احراز موضوع الطريق داخل الكتاب لا بد ان يكون كتاب صحيح فصحة الكتاب هي التي تثبت ومقدمة على صحة الطريق لانه كما مر اذا نفس الكاتب متساهل ومخلط ما يمكن تعتمده اما اذا كان المؤلف ناقد علم الحديث والرجال وضبط حينئذ يطمئن له وكذلك كتابه وصل الينا بلا عبث فيه وجيلا بعد جيل انتشر فما يصير يعبث فيه طرف معين ، فالنشر عبارة عن صمام امان عن التحريف سواء عبر الخط والمخطوطات او عبر اليات الطباعة الحديثة .

اشكال طرح ...

اعتبار الوثاقه هذه مرتبة المحمول اذا كان اعتماد الكليني في صحة الرواية وحجيتها على مسلك السيد احمد ابن الطاووس والسيد الخوئي فما تقوله صحيح اما اذا كان القدماء كما ذكرنا مرارا صحة الرواية تدور مدار صحة المتن في الدرجة الاولى لذلك ان الكليني وامثاله يصرحون مثلا هذه الرواية فيها ارسال اما ارسال طبقة واحدة او طبقتين او ثلاثة من هنا هو ما يدعي العلم ولذلك ذكرنا مرارا ان ادراج رواية عند عالم من الاعلام من دون ان يستنكرها ويأتي بكلام لردها او لرواية معارضة لها دليل على ان المتن عنده صحيح في الرواية وليس لطريق الرواية ، فاذا الكليني يروي روايات عصمة عبدالمطلب وعصمة ابي طالب وعصمة الحمزة بن عبدالمطلب وجعفر الطيار والشيخ الطوسي في الامالي اذا يروي رواية عصمة فاطمة بنت اسد ولو لم يكن بلفظ عصمة وانما اصطفاء حيث فاطمة اعظم من اصطفاء مريم فيعني هذا عنده قبول وتبيني.

البعض يقول ان ادعاء فاطمة اعظم من مريم هذا خلاف القرآن هو القرآن يبين ان فاطمة اعظم من جميع الانبياء عدا ابيها لان القرآن ذكر ان فاطمة من اهل التطهير ويحيطون بالقرآن والقرآن لا يحيط به لا ابراهيم ولا موسى ولا عيسى وانما هو مهيمن على الكتب الاخرى فيسجل القرآن في احد الطوائف من الايات وهي طوائف عديدة ان فاطمة اعظم من الانبياء فضلا عن مريم بينما الشيخ الطوسي في الامالي يروي ان فاطمة بنت اسد اصطفاؤها اعظم من مريم ، اذن الدائرة الاصطفائية الثانية جملة من الاعلام يتبنونها والصدوق في مقدمة احد كتبه يذكر انه الف ثلاث كتب في فضائل حمزة وجعفر الطيار وابي الفضل العباس وهذه فضائل اصطفائية من لسان النبي والوحي وليست فضائل بشرية يعني اصطفاء . نرجع فاذا المؤلف اذا لم يستصح الماتن وكان منكر مناقض لمحكمات القرآن والوحي ما معقول يأتي بها بدون ما يردها فحينئذ المتن صحيح عنده وهو المدار لا ان المدار صحة الطرق ولا صحة الصدور وانما صحة المتن ، يعني هذا المتن متطابق مع الاسس الدستورية العليا في العلوم الدينية الوحيانية .

اشكال طرح ...

يعني احد المصادر الكبرى لعلم الرجال عبارة عن استقصاء كبير كثير لما يرويه الراوي من المتون خلافا لما يدعي السيد الخوئي وهو يدل على ان هواه ماذا? سواء في الفقهي او العقائدي او السياسي .

اشكال طرح ...

مثلا راوي ولو يروي رواية واحدة ولكن هذه الرواية فيها اسرار عن التاريخ الذي وقع في السقيفة ويدلل على ان موقف الطرفين والاطراف كيف كانت? يعني مثل معلومة خبرية خطيرة ولو كانت رواية واحدة فنفهم ان هذا الراوي موقفه العقائدي ما هو? لذلك علماء الجرح والتعديل من الطرف الاخر اذا راوي ولو روى مرة واحدة طعنة في فلان او فلان قالوا هذا رافضي خبيث مع انه رواية واحدة فالانسان مخبو تحت لسانه لا طيلسانه ، اللسان يعكس حقيقة الشخص ولو في خبر واحد مثلا بعض الاعلام قال من نفس رواية عمر ابن حنظلة في تعارض الخبرين يظهر ان عمر ابن حنظلة من الفقهاء المدققين وعنده عقلية اصولية فقهية عجيبة انظروا الرواية فان كان كذا فان كان كذا فليس شخص متوسط في الفضيلة فاذن من رواية واحدة نعرف الشخص .

تكلموا تعرفوا ونحن عندنا شواهد مسندة على انه كانت مرجعيته اسبق من زرارة في الكوفة ومرجع وكان فقيه وكانت الشيعة ترجع اليه حينذاك ولم تكن ترجع الى زرارة واسبق زمانا تقريبا مع انه من تلاميذ الباقر والصادق ولكن في ظل وجوده هو متقدم في المرجعية وفي التصدي للمرجعية الفقهية على زرارة او محمد بن مسلم او ابي بصير او عمار وشواهد مسندة لدينا ان البيوتات الكبيرة من الشيعة كانت تستفتيه قبل زرارة وهذا ليس نقص في زرارة ولكن بالتالي العامل الزمني مؤثر ، مثلا علي ابن حنظلة يعرف باخيه عمر ابن الحنظلة فيوثق او يستحسن حاله فكيف بعمر ابن حنظلة .

اشكال طرح ...

الوحيد البهبهاني ونحن تبعا له المتن عندنا مقدم على النصوص وهو يعتبر هذه اراء حدسية واجتهادات نعم هي تناقش والوحيد البهباني في تعليقته على كتاب الرجال ناقش النجاشي والغضائري في كثير من التضعيفات ان المتون التي يرويها هذا الراوي خلاف ما طعن عليه وقبله الشيخ سليمان الماحوزي وكذلك الميرداماد والنمازي الشاهرودي صاحب المستدرك على رجال السيد الخوئي ، فكبار كثيرون يختلف مسلكهم عن السيد الخوئي تماما وحتى عن النجاشي ، فالمتن الواحد يدل على جلالته العلمية اما جلالته الوثاقية تستفيدها من قرائن اخرى مثلا الشيعة كانوا يرجعون اليه قبل ان يرجعون لزرارة فهذا يدل على جلالته لكن بالتالي كل متن له مؤشر بهذا اللحاظ فضلا عن مجموع المتون التي يرويها .

اشكال طرح ...

ذاك بحث اخر ، الكلام ان المتن اذا طابق المحكمات الموجودة لدينا افرض في علم الكلام وفي علم التفسير وفي علم الفقه وفي علم اصول الفقه اذا طابق الاسس الوحيانية الموجودة في علم الفقه مثلا قواعد باب الصلاة وفيها قواعد رصينة وقواعد المعاملات وقواعد باب البيع مسلمة متينة هذا الخبر يطابق هذه المتون فنقول متنه صحيح فالخبر صحيح متنا وان لم يكن صحيح طريقا هذا المبنى من التفكيك والتفصيل بين المتن والطريق يصر عليه الشيخ المفيد والسيد المرتضى وكل القدماء ويعبرون عنه بالخبر العلمي بينما اذا تصر انت على الطريق والراوي يسموه خبر احاد يعني تنظر للخبر مجزءا مقطوعا عن المنظومة العلمية يقولون هذا خطأ جدا.

 

وصلى الله على محمد واله