الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

46/02/12

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية (29) / اعتبار كتب المقاتل المتأخرة/

 

كان الكلام في انواع الصدق والكذب وهذا البحث وان خاض فيه علماء البلاغة شيئا ما في علم المعاني في مبحث الاخبار والانشاء وبحثوه علماء الكلام وعلماء الاصول والفقه وعلوم عديدة فالصدق والكذب مبحث اساسي في باب النبوة والرسالة والامامة فالصدق الذي يشترط توفره في النبي يفوق درجة الصدق في الاخرين وكذلك الصدق الذي يشترط توفره في الامام يفوق درجة الصدق في الاخرين لان كل ما كانت الموقعية خطرة استلزمت درجات من الصدق خاصة ومن ثم من اوصافه تعالى الفعلية ومن اصدق من الله قيلا لماذا قال قيلا? لان الصدق من انواعه موزع على صدق القول والقلب والنية وصدق الافعال وصدق التعهد فالصدق والكذب يتوزع وينتشر على طبقات ذات الانسان ومقابل الصديق منافق او كاذب فالصدق كمال من الكمالات يمكن ان يتصف بها قوى في الانسان كثيرة فالشجاعة تعتبر صدق في الباطن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يعني صدق في العهد وهذا المبحث مرتبط صميميا مع النبوة والاصطفاء والامامة الصديق لا يغسله الا الصديق والصدق في الطاعة فالمعصية كذب وزيغ القلوب في مقابل صدق القلوب فالصدق له معاني كثيرة وبالتالي الحجية ايضا مرتبطة به ومن ثم ننقح الصدق في كتب المقاتل والتراث ومرتبط بالواجبات الركنية في الشعائر الحسينية من الرثاء والندبة والعزاء وبحث الصدق مرتبط بالحجية والصحة وما شابه ذلك وهناك اقسام كثيرة مرتبطة باعتبار الرواية التاريخية وكتب المقاتل او روايات التراث عموما في الصدق والكذب ومن اهم التقسيمات في مبحث الصدق والكذب المرتبطة بالحجية والعلوم الاجمالية الصدق الخبري المتن والصدق المخبري جانب الفاعلي والتمييز بينهما مهم غاية .

ولننظر الفوارق بين القسمين والخلط بينهما واحكامهما واثارهما يسبب التشويش كثيرا فيما هو القالب والميزان والمدار في حجية الخبر وحجية الكتب والتراث والتدقيق بين هذين القسمين مهم للغاية .

ومن احد الفوارق هوصحة المتن اصلا ما هو معناه عند القدماء ؟ احد اوصاف الصحة وذكرته مرارا هو يوصف للمتن وانا لم اجد عند القدماء مورد لا عند المفيد ولا الطوسي ولا النجاشي ولا الغضائري ولا السيد المرتضى ولا ابن ادريس لم اجد وصف الصحة يطلقوه على السند والطريق نعم هم يناقشون السند والطريق لكن لم يصفوا الطريق والسند بالصحة او عدمه وانما هو وصف للمتن نقول هذا خبر صحيح يعني المتن صحيح او يطلقون الصحة وصفا للكتب يقولون مثلا كتاب الكافي صحيح ليس المقصود الطرق فيه وانما المتون التي رواها يعني الطرق موضوعا ليست مزيفة ، فصحة الكتاب متقدمة تكوينا على صحة الطريق في الكتاب حيث هناك طريق منا الى الكتاب هذا بحث اخر ثم اذا وصلنا للكتاب الطريق الموجود من الكليني الى الامام طريق خارج عن الكتاب الى الكتاب او حتى منتخب الطريحي تارة طريقنا الى الكتاب وتارة الطرق اللي يذكرها داخل الكتاب منه الى واقعة كربلاء فهناك طريقان طريق الى الكتاب وطريق خارج كتاب فالطريق منا الى الكتاب يسمى المشيخة .

الان الصدوق في اخر من لا يحضره الفقيه والشيخ الطوسي في التهذيب والاستبصار يعبرون بمشيخة الطوسي في التهذيب او مشيخة الصدوق في الفقيه يعني الطوسي الى اصحاب الكتب عنده طريق اما تلك الكتب او الاصول اربعمائة في داخلها الى الامام ذاك طريق اخر طريق الطوسي الى الكتب والاصول خارج عما هو داخل في الاصول او في الكتب لذلك سماه مشيخة يعني المشايخ هم يدا بيد صدرا بصدر تناولوا هذا الكتاب مثل كتاب ابن ابي عمير و زرارة حيث ابن ابي عمير ليس فقط ينقل عن المعصوم وانما ينقل عن تلاميذ المعصوم عن المعصوم .

فبالنسبة لنا اذن هناك طرق من الطوسي داخل كتاب الطوسي الى الامام فالقدماء يطلقون كلمة الصحة على المتن بموازين نتعرض لها مثلا متن هذا الكتاب في المقاتل صحيح الذين يقولون بان كتب المقاتل ليست بصحيحة مقصودهم الطرق او المتون ؟ معيار ميزان الصحة في المتون ليست طرق وانما شيء اخر لا صلة لها بالطرق سواء في المقاتل او كتب التاريخ الديني او في فقه الفروع والعلوم الدينية الاخرى المشكلة ان في كتب الاصول المبسوطة كقوانين الميرزا القمي او كتاب الفصول هذه البحوث بسطوها اما المتأخرين لم يبسطوها والكفاية مثلا ما بسطها بخلاف رسائل الشيخ الانصاري وبخلاف بحر الفوائد اللي شرح الرسائل للاشتياني والسيد المجاهد عنده في الاصول ايضا مبسوط مفاتيح الاصول نفس كتاب العدة للشيخ الطوسي اصول ولكن هذا الكتاب قارنه وكتاب الكفاية او اصول الفقه للشيخ المظفر ما الفرق بينهما? او كتاب ذريعة السيد المرتضى ما الفرق بينه وبين كتاب اصول الفقه للشيخ المظفر? او الكفاية ؟ كتاب الذريعة للسيد المرتضى وكتاب عدة الوصول للشيخ الطوسي كثير من مباحث العلوم القرآنية موجودة فيه تطبيقا للقواعد الاصولية في القواعد القرآنية كثير من مباحث مناهج علم الرجال موجود في كتاب الذريعة وفي كتاب العدة للشيخ الطوسي وهذه المباحث المنهجية مغفول عنها في عصرنا ويا ليت كتاب عدة الاصول والذريعة يدرس كما كان سابقا يعني الطالب اذا خاض فيه يخرج بمنهج في قواعد علم التفسير وعلم الرجال والكلام والفقه لانه قواعد اصولية تطبيقية منهجته قولبة لاكثر قواعد العلوم الدينية.

الان كثير من المباحث الرجالية ينقلوها عن عدة الاصول وكذلك مباحث علوم القرآن الان نفس الازهر او جامعة قيروان وجامعة الزيتونة وغيرها من جوامع العامة عندهم هذين المصدرين الذريعة وعدة الاصول وكذا تبيان الشيخ الطوسي ومجمع البيان لا يستغنون عنه في العلوم القرآنية لان كثير من مباحث علوم القرآن موجودة فيه عن مصادر الان هم فقدوها وانما مصدرها هذه الكتب الان الطريق لهذا الكتاب او خارج الكتاب والصحة تارة للمتن و للطريق يركز في هذه الكتب فالصحة تارة وصفا للمتن يعني حجية يعني الصدق وتارة وصف للكتاب يقولون كتاب صحيح اما ان يطلقوا وصف الصحة على الطريق مع انا مع ورشة عمل من الاخوة كتاب النجاشي مورد صريح يطلق لفظ الصحيح على الطريق لم اجده ، نعم يناقش في السند ويضعف لكن يطلق وصف الصحة على الطريق ما موجود وكذلك ابن الغضائري في الكتاب المزعوم نسبته اليه وكذلك فهرس الطوسي وهذا ليس فقط عند قدمائنا من علماء الامامية بل هو اصطلاح عند كافة المذاهب الإسلامية الى القرن السابع يطلقون الصحة اما على المتن او على الكتاب لا على الطريق .

فكلمة الاثار الصحيحة الموجودة في ديباجة الكليني او مقدمة التهذيب والاستبصار او من لا يحضره الفقيه هذه اراد بها المحمدون الثلاثة وصفا للمتن لا للطريق وهذا ليس فقط صراع قدماء علمائنا بل اصطلاح لدى حتى جمهور العامة ومن الاشتباهات الكبيرة عند متأخري العامة لما يقولون صحيح مسلم وصحيح البخاري ليس مرادهم صحة الطريق وانما صحة المتن بالدرجة الاولى او صحة الكتب التي نقل عنها البخاري الا ان في القرن السابع كالذهبي او الحاكم النيشابوري تشبع في ذهنهم الصحيح يعني صحة الطرق والبخاري ليس هذا مقصوده حتى عنده ربط بالصدق المتني والصدق المخبري .

كذلك الكليني لما يقول اثار صحيحة مراده المتون صحيحة لا الطرق التي بينه وبين المعصوم والا مراسيل كثيرة ذكرها وهو يعتبرها مرسلة فكيف يقول صحيحة? واشتبه الاخباريون انه صحة الصدور او الطرق كلا وانما صحة المتن ويجب ان نفهم صناعيا ما هو معنى صحة المتن? كما ان كتب المقاتل نقول هذه الصحيحة ام لا? هل مرادنا صحة بحسب الطرق او بحسب المتن او بحسب الكتب والمصادر التي نقل منها ؟

ايضا السيد الخوئي ليس سديدا مبناه في كامل الزيارات او في تفسير القمي يفسر الصحة في كلام الاخباريين بان هذي طرق في الكتب الاربعة وليست هي كلها صحيحة مع ذلك هو سيد الخوئي وقع فيما وقع فيه الاخباريون في كتاب تفسير القمي وكامل الزيارات فسر الصحة التي يدعيها القمي في الطرق في كتابه صحيح ليس هذا مراده وانما صحة المتون اللي هو اصطلاح القدماء .

فبالدرجة الاولى صحة المتون وبالدرجة الثانية صحة الكتب والمتن خبري وليس مخبري ، رواة يعني الطريق والمتن يعني الخبر قلنا مثل مطابقته للقانون الدستوري يعني تفسير القمي المتون التي في كتبه مطابقة للقواعد الدستورية الموجودة في العلوم الدينية والتهذيب هكذا والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه وكامل الزيارات كيف كامل الزيارات يقول صحيح وهو فيها مراسيل وارسال ، فلا يمكن ان يكون مراد الصحة بمعنى الطريق المخبري البخاري نفسه يعتبر مراسيل موجودة في طرقه كيف يصير الطرق صحيحة?

فالصحة عند القدماء عندنا وعند الفريقين لا ربط لها بالطريق فليست الصحة فاعلي واخبار فاعلي وانما صحة متن صحة خبرية ذكرت قبل الدرس الان المحكمة الدستورية تنظر اي وزير قنن هذا القانون او اي جريدة رسمية قننت القانون ؟ كلا ، او البرلمان قنن لها القانون ؟ كلا ، هل هذا يكسب القانون صفة دستورية ظاهرية? او واقعية ؟ كلا الا ان تصادق المحكمة الدستورية .

دستورية القانون يعني صحة القانون وصحة القانون ليس بالرواة وبمن قال وانما بمطابقة متن القانون الدستوري الوزاري للقانون الدستوري للدولة ولا ربط له بالفاعل وبالمخبر والمقنن هذا القانون البرلماني الدستوري تعطيه الصفة الدستورية ظاهريا نعم اما تقول ان البرلمان ناطق رسمي باسمه صادق عليه اما اذا تريد تعطيه صفة دستورية واقعية مضطر لان ترسله الى المحكمة الدستورية وفي كل دول لها اسم مثلا في الجمهورية الاسلامية يسمونه مجلس المحافظة على الدستور شوراى نكهبان وهناك فقهاء لهم باع يطابقون المتن وما عليهم بان الناطق باسم البرلمان او باسم الوزارة او الجريدة الرسمية فالرواة او الطرق والقنوات لا دور لها عندهم وانما المتن وهذا يسمى صحة المتن هذه جملة من فوارق صحة المتن عن صحة الطريق المتن اذا كان قوانين دستور في الدين وفي العلوم الدينية وحيانية محكمات هذه فوق افق كل العلماء فضلا عن الرواة وسيرة العقلاء هكذا حتى ذكرت في محفل للاساتذة ربما نصفهم اساتيذ في الخارج في شهر صفر في مجلس ان السيرة العقلائية في صحة الخبر على صحة المتن اهم من صحة الطريق لان المتن يلاحظونه هل هو مطابق ام غير مطابق?

مثلا خبر في باب الطب ان هذا المرض يحتاج الى عملية فهل هذا الخبر فقط يلاحظون الرواة الطبيون له ثقات او غير ثقات ام علاوة عليه يلاحظون ان المتن يتطلب عملية جراحية وليزرية يعني يعرضوه على ضوابط الطب وليس فقط من صرح بهذا الرأي او في الميكانيك او في الكهرباء .

صار نزاع بين تاجرين فتحاكما عندي والاموال المختلف فيها طائلة فكنت اذكر لهم بعض الضوابط الفتوائية فاحدهم يقول الديكور استغرق في هذا المشروع كذا مبلغ اذا تقايسه مع ثوابت مقاييس الصرف في هذا الجانب تراه خيالي فينبأ على انه في البين تحايل حدث العاقل بما لا يعقل فهذا المشروع اللي هو ضخم مردوده صفر ؟ هل يعقل ؟ مع انه انا لست متخصص في القضايا التجارية لكنه هناك ثوابت في باب التجارة حتى ادنى شخص في المجتمع في الابواب العامة اللي تحيط بالحياة عنده ثوابت فهل يعقل هذا المبلغ الضخم كله صرفه في الديكور? فانت مع انك لست متخصص لكن تعرضه على الثوابت فالرادار يقول لك هنا منطقة رمادية .

اذن سيرة العقلاء في الخبر الواحد لا يتعاملون معه انه ثقة او غير ثقة وانما المتن يعرضوه على الثوابت لذلك المجال سواء بيئي طبي تجاري ميكانيكي ديني العقلاء عندهم بحث صحة المتن شيء وصحة الطريق شيء اخر ، في كامل الزيارات نفس المبحث صدق خبري وصدق مخبري وباسماء والفاظ وعناوين مختلفة حتى السيرة العقلائية اللي هو اهم دليل يعتبروه من حجية الخبر الواحد .

اتفاقا سيرة العقلاء على ان المتن هو المدار فكلام المعصوم لا يصرفه العلماء والرواة المغلوب على امرهم وانما يصرفه وحي محكم مثله والمحكمات في الدين وفي القرآن وفي الروايات يعني قانون دستوري فهنا غفلة تسجل على السيد الخوئي وعلى الاخباريين وعلى الميرزا النائيني والنوري انه النقاش في اسانيد الكافي حرفة العاجز .

فصحة روايات ليس بالطرق وانما بالمتون واللي يوزن كلام المعصوم ليس البشر المغلوب على امره وانما يزنه معصوم اصلا الصدور عند القدماء ليس هو المدار وانما المتن الان حتى الاطباء في الهند هل تذهب اليهم لاجل وثاقتهم او لخبرويتهم? يعطوك ثوابت انه في هذا المجال الطبي امراض معينة فتجارب موجودة وشهرة ، فالعملية مستحسنة ناجحة صحيحة ، فانت تلاحظ الثوابت في ذلك العلم قبل ان تلاحظ القائل ، نعم هو له دور لكن دوره متأخر هامشي فعندنا صحة الطريق الى الكتاب وعندنا صحة الطريق في الكتاب وذكرنا هذا المبحث استطرادا كي نعرف ما معنى اعتبار كتب المقاتل ، فانت هل تريد صحة المتون او صحة الطرق او صحة الكتب? ما الفرق الصناعي بحسب علم الاصول والرجال والدراية وعلوم كثيرة ؟ ما الفرق بين هذه الثلاث اقسام ؟

ادلة اعتبار خبر الواحد هو للمتن او الكتاب الموجود فيه خبر واحد او الطريق ؟ اذن احد تفسيرات صدق المتن يعني صحة المتن ومر بنا صحة المتن وصدقه ليس امر اختياري فلا الصادق بصدقه مقدور له ولا الكاذب بقدرته ان يصطنع الكذب في هذا او يصطنع الصدق هذا الصدق والكذب خارج عن القدرة والاختيار مثلا في مباحث يذكرها صاحب الكفاية وهي فلسفية منطقية عقلية لوازم الماهيات امر ازلي مثلا الزوجية والاربعة هذه ليست مجعولة يعني ليست مخلوقة يعني لا يمكن خلق الاربعة من دون خلق الزوجية طبعا الزوجية ليست واجبة الوجود ازلية وانما يلازم الاربعة لكن اذا فرض ان الله خلق الاربعة لا محالة تكون الزوجية وما يمكن التفكيك ويسمونها لوازم ازلية يعني هنا منطقة ضرورية ليس منطقة حاجة كي تحتاج الى الخلق خلق الله الاربعة هو عين خلقه للزوجية يعني ان كان القسمة على الاثنين فاذا كان في خلق الله هكذا فكيف في فعل البشر? كما يقال خلق الله المشمشة ولم يجعل المشمشة مشمشة يعني اوجد الله وجودا له ماهية المشمشية محدودة اي وجود من لوازم الوجود وهذا حتى موجود في كتاب الكفاية .

فبعض الامور تلازمها هي ليست محل جعل جاعل وانما جعلها بجعل ملازمها لا بجعلها هي لانه تلقائي اذا يخلق الاربعة يخلق الزوجية لا انه غير مخلوقة ولكن مخلوقة بخلق الاربعة لا بخلق زائد على الاربعة فهنا لما يخلق الله القانون الدستوري ويشرع القوانين التي تحتها تطابق هذه القوانين التحتانية مع القانون الدستوري الفوقاني التطابق اما موجود ازلا او غير موجود يعني تطابق صدق المتن لا تطابق الكذب فاذا كان في الجعل والتشريع الالهي هكذا فما بالك بفعل البشر فالصدق الخبري بالدقة ليس من فعل الصادق في صدقه لان الصدق الخبري عبارة عن تطابق هذا القول التفصيلي لذلك القول الاجمالي الكلي تطابقه في المهيات مع بعضها البعض هذا ليس من صنع صانع وفعل فاعل .

كذلك الكذب الخبري المتني ليس بفعل الكاذب هو ليس في البين تطابق لا بفعل الصادق اذا اشتبه ولا بفعل الكاذب اذا كذب هو شيء تكويني نعم الصدق المخبري والفاعلي هذا اختياري الصدق المخبري يعني كون المخبر على علم فاما علم عنده فيصير علمه صادق واما اذا ما عنده علم فيصير كاذب وهذا بفعله .

في انشاء الخبر متى يصير الانسان صادق او كاذب? بعد التكلم بالخبر، فالتكلم والجهة الفاعلية اختيارية فيحكي انه عالم بشيء او ليس عالم بشيء فهذه حكاية اختيارية وعلماء البلاغة يقولون عندما يقول زيد في الدار هنا خبران لا واحد ، الاول ان زيدا في الدار يعني دلالة مطابقية ودلالة التزامية اني اعلم بان زيد في الدار فاذا لم يكن عالما او عالم على الخلاف يكون كاذبا في الجهة الفاعلية ، اذن الصدق والكذب المخبري باختيار الانسان ، هنا تؤثر العدالة والوثاقة ، الصحة يعني الحجية وهذه المطالب موجودة في المطول وفي الشمسية والمغني وكتاب الفصول وهذه ضرورية في الاجتهاد انت حتى لو تريد محقق تاريخي ما يمكن الا اذا تكون ملما بهذه العلوم .

العلامة الطبطبائي مفسر فيلسوف عارف ما ان دخل في هذا المجال الا ان درس خمس دورات في الاصول دورتين عند النائيني ودورتين عند الكمباني ودورة اصولية عند السيد ابو الحسن غير الدورات الفقهية وتباحث مع السيد هادي الميلاني في علم الحديث الوسائل من الجلد الى الجلد وقرأ البحار مرتين ولخصه مرتين بنقل الشيخ جعفر سبحاني فبعد هذا التبحر يتخصص في الفلسفة او العقائد والتفسير انا لا اقول انه معصوم او اراءه ما تنتقد وانما حياة العلم بالنقد والبحث لكن اقول خاض في العقائد والتفسير بعد ما امتلا علما? وحتى نقل عن السيد الخوئي انه يقول العلامة لو تصدى للمرجعية لا يقل عنا كفاءة ، فانت تريد تصير محقق تاريخي وهذا المبحث في الصدق والكذب لا تلتفت اليه الان تشكلت قانون دستوري في وقائع عاشوراء عرض عليهم المتن وصحته في كتب المقاتل وهذه دعوى ضرورية للباحثين في وقائع عاشوراء ان يشكل هناك علوم اجمالية لوقائع عاشوراء وقانون دستوري لاحداث عاشوراء وما قبلها وبعدها وما يرتبط بالحسين ع يشكل قانونا دستوريا وقاعدة مسلمة اجمالية تعرض عليها التفاصيل ويكون البحث في صحة المتن اهم عندنا من صحة الطريق .

الان السيد الخوئي يبني ويشيد علم الرجال بنصوص الرجاليين مع انه هذا باب من ثمانية عشر باب والنصوص الرجالية كلها مراسيل وكتب اللغة يرجع اليها السيد الخوئي في يوميات الاستنباط وهي كلها مراسيل اذن ميزان الصحة بماذا? انه في علوم اللغة وفي علم الرجال بصحة المتن وبصحة الطريق والطريق ما موجود في البين اذن هذه الليلة خرجنا بهذا المطلب ان هذا التقسيم من الصدق والحجية ان في وقائع عاشوراء صحة المتن يجب ان تحيى وهي المدار والميزان الكبير .

اشكال طرح ...

الصحة داخل الكتاب غير الصحة خارج الكتاب اول شي لابد من تصور المطلب قبل التصديق مثلا الان طريقنا الى كتاب الكليني متواتر وحتى على الاجازات مثلا اجازات السيد المرعشي الى الكليني هذه اجازات خارجة عن الكافي الى الكافي اما الطرق الموجودة داخل كتاب الكافي من الكليني الى الامام تلك الطرق لها قسم اخر الان افترض كتاب مثلا ابن الغضائري النسخة الموجودة لا سند لنا خرج الكتاب اليه فمن قال بان الاقوال والاسانيد لها قيمة وواقعية ربما هذا الكتاب اخذه احد النواصب كما هي عقيدة المحقق الطهراني وعنده شواهد يذكرها ويسندها يقول هذه النسخ من الكتاب هي من انشاء احد النصاب يقول هذا ربما وجد النسخة الاصلية لابن الغضائري فجمع اراءه وحشاه بما يرتئيه يعني ما هو داخل كتاب ابن الغضائري من اين نعلم انه ليس بمزيف ومدسوس او لو سمح الله لو كان هذا الاشكال في كتاب الكافي اليس ينبغي ان نرى الطرق داخل الكافي صحيحة ام لا? يعني بحث محمولي ، انت تقول اعتبار الطرق فالطرق موضوع والاعتبار محمول فهل له اصل موجود او موضوع مزيف?

الان مثلا الكليني بسنده عن علي ابن ابراهيم عن ابراهيم بن هاشم عن ابن ابي عمير عن جميل ابن دراج او محمد ابن مسلم وهو عن الباقر او الصادق وسنده صحيح لكن من قال لك ان هذا السند غير مزيف? قد جاء شخص وعبث بهذا الطريق مثلا قد هو شخص ضعيف محى الاسماء الضعيفة وجعل بدلها اناس ثقات فصحة الطريق محمول والطريق موضوع فيجب علينا احراز الطريق قبل احراز صحة الطريق واذا نحن لم نتثبت من عدم تزييف الموضوع لانستطيع ان نحرز ان هذه الطرق ، فصحة الطريق تحرز لنا صحة متن الرواية اما احراز الطريق نحرزه بصحة المؤلف ان هذا المؤلف ليس مدلس وطود و وتد وكل ما ذكر من اسانيد داخل الكتاب ليست مزيفة موضوعا لذلك القدماء يقولون ان صحة الكتاب اهم من صحة الطريق داخل الكتاب لانه اذا كان الكتاب تلوعب به وعبث به فالطرق موجودة من اين تقول هذه الطرق لغيرها من قال هنا الرواية كلها اشخاص اسماؤهم صحيحة معتبرة وعدول ؟ لذلك صحة الكتاب مقدمة على صحة الطريق داخل الكتاب ورودا وتكوينا وهذه غفل عنه المتأخرون في مراعاتها تفصيلا .

من ثم القدماء من الفريقين الى القرن السابع عندهم ان صحة الكتاب اعظم من صحة الطريق داخل الكتاب يعني امانة المؤلف نفسه بل امانة وصول هذا الكتاب الينا ، لان المؤلف امين قد يكون ولكن من اوصل لك الامانة ليس بامين فهنا يتدخل الطريق خارج الكتاب في عدم العبث بالطرق داخل الكتاب وهذه موجودة في الكتب القديمة في علم الاصول والان متروكة جدا والحال انها اساسيات لتوضيح المناهج فصحة الكتاب مقدمة على الطريق الداخلي للكتاب نعم الطريق الخارج عن الكتاب مقدم على صحة الكتاب.

الان مثلا منتخب الطريحي منه الينا لا ترديد فيه وهو متواتر انه من هذا الطود العظيم او الفقيه الجامع للعلوم الدينية وهو من طبقة المجلسي الاول في حوزة النجف وهذا الكتاب لم يعبث به وهو كما دونه الطريحي وكذلك مجمع البحرين لم يعبث به وانتشر في الحوزات والكل عكف عليه وهو كتاب لغوي وروائي كما هو الحال في الكتب الاربعة والطريحي عالم اللغة ومفسر وفقيه واصولي ورجالي يعني بحر في علوم عديدة ومتميز فهو شخص صناعي رصين فكيف تحتمل انه يصير عشوائي في كتاب يرتبط بوقائع عاشوراء لولا ان عنده مصادر كثيرة وصلت اليه ولم تصلنا؟ ثم بعد ان احرزنا صحة الكتاب يأتي ونحرز الجانب الموضوعي من الطرق بعد ذلك تأتينا صحة الطريق داخل الكتاب صناعيا تكوينا رتبة .

فصحة الكتاب اهم من صحة الطريق ومراد العامة من صحيح البخاري ومسلم انه صحيح ليس صحة الطرق وانما مرادهم صحة المتن او صحة الكتاب وعلى ضوء ذلك ما يقوله السيد الخوئي ان اقوال الرجاليين وان كانت مرسلة في الطريق ولكن يعول عليها يعني صحة المتون فليست الصحة منحصرة بصحة الطرق وانما صحت المتون يجب ان يكون عندك قانون دستوري والعلوم الاجمالية التي شرحناها طيلة ثلاثين حلقة بلحاظ القانون الدستوري واهميته وهناك كثير من الاخوان يقولون لم نقحم العلوم الاجمالية في بحث التاريخ وبحث المقاتل ؟ الجواب لان العلوم الاجمالية بمثابة قوانين دستورية يعرض عليه المتون وهذه نقطة مهمة .

اشكال طرح ...

هذي شرحناها مفصلا اعتبار الخبر الواحد والظنون التفصيلية بالعلوم الاجمالية وهناك اشتباه الوهابية او نمط من الاخباريين او نمط من الاصوليين يظنون ان الخبر الواحد هو الكل في الكل ، كلا الكل في الكل هي العلوم الاجمالية والقوانين الدستورية والمحكمات وسنبين في كلام الامام الكاظم والرضا التركيز على ان اساس الدين محكمات القرآن ومحكمات السنة ومحكمات الفترة يعرض عليه كل شيء مشتبه في صغيرة او كبيرة وهذا تكونه من منظومة تراكم منسق علمي لالاف الملايين من القصاصات شبيه تكون تولد التواتر من امور كثيرة ، فمن ثم من الخطورة بما كان في علوم التراث ان نفرط في قصاصه او في مصدر مهما وصف ذلك المصدر بانه ضعيف نعم لا نغالي فيه لكن الدرجة الاحتمالية الموجودة فيه ضمت الى الدرجات الاخرى المجموع يوصلنا الى علوم اجمالية اللي هي اساس العلوم الدينية اللي هي المحكمات اللي هو اساس العلوم الدينية في المدار على اللوم غير العشوائي والمنسق والمنظم والمنسجم .

اشكال طرح ...

لماذا انت تقلد صاحب الوسائل انها رواية واحدة في هذا الباب? هل وحي منزل نزل عليه? لان المفروض ان صاحب الوسائل يقول ان في الباب رواية واحدة وكذلك الكليني يقول رواية واحدة وكذلك التهذيب ، من قال الواقع الواصل الروائي لنا هو رواية واحدة في هذه المسألة .؟

انا سند العروة المثقى في كل مجلد اذكر قواعد عديدة في الصفحات الاولى المتأخرون قالوا لا دليل عليها الا الاجماع والاجماع المنقول غير مقبول والمحصل غير حاصل وجدنا طوائف من الروايات الدالة عليها في ابواب لا يظن ان فيها روايات مرتبطة بهذه القاعدة فاذا قلدنا صاحب الوسائل او الشيخ الطوسي في تبويب الروايات فمشكل ، هذه مرحلة مفصلية خطرة في الاستنباط ذكرته في كتاب مناهج صنعة الاستنباط هذه الخطوة الكل يقلد في اللا شعور اصحاب الكتب الاربعة او صاحب الوسائل ففي هذه المرحلة الاجتهاد قليل .

الروايات الواردة في الشهادة الثالثة في تشهد الصلاة نذهب الى الوسائل ذكر عدة روايات هل هاي كلها? التتبع هو اساس الاستنباط في الاجتهاد ونحن نقبنا ثلاثين سنة ملف حي ساخن مفتوح كل ما نجد من القصاصات نكتبها فوجدنا طوائف روائية صحيحة السند غفل صاحب الوسائل عن ان يوردها في باب تشهد الصلاة وصحيحة السند ومن هذا القبيل كثير او خذ الروايات ربما لها دلالات في زوايا عديدة فقط اوردها اصحاب الكتب الاربعة في هذا الباب نعم هي لاصلة لها بهذا الباب لكن لها ارتباط بذاك الباب والباب الثالث والرابع والخامس والعاشر ربما عشرين باب .

الشهيد الثاني لما يتعرض الى رواية في المسالك او الروضة البهية هو يبحث فيها الان هي في البيع لكن يقول في الرواية عشر فوائد مرتبطة بباب الحدود والنكاح والمياه وعمدا يذكر فوائدها لان هذه غفل عنها وما ادرجت في باب الطهارة ولا الحدود مع ان لها صلة ، فديدن الشهيد الثاني شرح الحديث وهو غير الفقه الاستدلالي وهذا يعطيك وفرة في مصادر مغفول عنها وكذلك دور المجلسي الاول في شرح روضة المتقين هذا وكذلك المجلسي الثاني في مرآة العقول يذكر ان الرواية فيها فوائد ودلالات كثيرة وزوايا كثيرة .

بيع الصرف يقول رواية ما موجودة لكن لعل هي موجودة في بيع النسيئة فانا هذي الرواية اعالجها في كل زوايا زواياها فشرح الحديث لابد ان تبسطه ومن الافات المنهجية في صناعة الاستنباط ترك ذلك الان مثلا واقعة عاشوراء تجد نفس الرواية ما موجودة لكن هناك روايات اخرى تستلزمها انت اذا عالجت الرواية التاريخية والسيرة من قبل المتخصصين تقول هذه الواقعة الاخرى التي ربما منفرد بها هذا المقتل تؤيدها وقائع اخرى تستلزمها لان تلك الواقعة انت ما عالجتها من زاوية واحدة وانما من زوايا مختلفة وهو ليس خروج عن الموضوع انت حاول ان تحيي المواد التي يتفرع منها في ابواب عديدة مثل ما قلنا الشهيد الثاني يقول وفي هذه الرواية خمس عشر فوائد فنقول له يا ايها الشهيد الثاني نحن في بحث البيع لماذا تأخذنا الى الحدود? كي نلتفت عندما نصل الى هذا المبحث هناك روايات ترتبط به .

وجدت في احد الندوات ان شخص وجه اشكال على مندوب الامم المتحدة فقال لماذا الامم المتحدة ما تفرض قوانينها جبرا وقهرا على البقية? هو قال بان الامم المتحدة قاضي بالتحكيم وليس قاضي بالنصب يعني يعطيك صورة عن الموضوع كثيرا ما في البحث الاستدلالي يقولون لماذا تتشعب? كلا هي المواد تقتضي التشعب ولكن انت نظمها كي تستفيد منها في ابواب اخرى ولا تنساها وليس هذا من باب الفوضى في البحث وانما المواد يجب صيانتها وحفظها والا تروح ، والا مراجعة صاحب الوسائل تقليد عمياوي له.

احد فصول وبنود علم الحديث غير التتبع والاستقصاء هو شرح الحديث الان مثلا شرح الواقعة التاريخية في واقعة كربلاء انا اتعرض للواقعة التاريخية ليست فقط منحصرة بها وانما قد لها ربط بالنبوة والامامة فواقعة عاشوراء قرآن كامل فيها كنوز ، وانا عشر سنين مع الاخوة استخرجت بحث العولمة فقط من نصوص عاشوراء وكذلك بحث الارهاب من نصوص عاشوراء وكذلك الحداثويات من حادثة عاشوراء .

فاذا انت تلاحظ الواقعة من ابعاد عديدة ترى المنطق اللي يتكلم به الامام الحسين حداثوي او تقليدي او اصولي او اساسي تستخرج هاي الامور كلها فهذا الرواية نصت عليه الضوء من هذه الزاوية لكن الرواية فيها زوايا عديدة وجهات عديدة وحيثيات عديدة فطبيعة المواد الدليل منشعب ومنفتح على اصعدة مختلفة فالانسان يكنز هذه الجواهر ويرتبها فهذا الانشعاب في البحث ليس انشعاب وانما معرفة ما وراء البحوث وانت اي بحث تدخله عندك المواد والمخازن والمنابع فليكن عندك سعة افق وسعة فكر ولا تتشوش فلا تخف عما وراء البحث وانما كن محققا فالرجوع لمجرد الى الوسائل تقليد محض فهذه الخطوة مهمة وحتى صاحب الكفاية يقول في درسه ان الرجوع الى الوسائل غير مجزي بوحده ولهذا انبرى السيد البروجردي ليؤلف كتابا اخر لاننا اذا نرجع فقط الى وسائل الشيعة نقلد من حيث لا نشعر ومن ثم الميرزا النوري كتب ايضا مستدرك الوسائل ، فالتوسع في العلوم الحوزية مفيد للتحقيق جدا ومنها حتى كتب وقائع عاشوراء وكتب المقاتل ، كثير من النفي نسميه دجلي لانه يغفل عن الاصول والاسس ، صحة المتن في كتب المقاتل ما معناه? وهذا غير صحة الاسانيد مع ان صحة الاسانيد خلال ثلاثين ليلة شرحناها ولكن مغفول عنها

وصلى الله على محمد واله