الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

46/02/06

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية (23) / اعتبار كتب المقاتل المتأخرة/

 

المحطة التي كنا فيها وهي خطيرة جدا وامامنا محطات كثيرة اخرى خطيرة ان الفحص عن الادلة العلمية فرق بين المشهور وبين السيد الخوئي وتركيزنا على المقابلة بين المشهور والسيد الخوئي التحسس منها في غير محله لانه هو نوع من العرض العلمي ولابد من فتح الافق سيما ان مشهور القدماء من مفيدها ومرتضاها وحتى الطوسي عنده هذا المبنى وان كان يضم له مبنى اخر وكذلك ابن براج وابن زهرة وابن ادريس وابن حمزة .

وكما مر بنا الوحيد البهبهاني وتلاميذه بل كل الانسداديين سواء في الخبر العلمي في مقابل خبر الاحاد او بقول مطلق ان الدليل لا ينحصر بالدليل الظني التفصيلي بل يشمل الدليل الاجمالي فما يعذر الباحث حتى على مبنى السيد الخوئي .

مثلا قد يسائل انه لماذا قبل السيد الخوئي كبقية الاصوليين وصاحب الكفاية والشيخ الانصاري والنائيني والكومباني والعراقي ان قول اللغوي مع انه ليس بحجة اذا تراكم لديه يولد اطمئنان وهو حجة وهو ذكره في المصباح اذن من غير الحجة يتولد حجة فهذا الباب مفتوح وهذه الظنون غير مردوع عنها ونحن نحاسب بالقيراط كما يحاسبونا بالقيراط فلا يمكن ان لا نداين وهم يداينون فاذا كان الظن غير معتبر هنا لماذا لم يصبح من ضم الحجر للانسان? او ضم الحجر للحجر ما يولد انسان؟ اذن عند السيد الخوئي هذا الظن كاطمئنان وكقول اللغويين وليس فقط المفردات اللغوية حتى النحات والصرفيين والمعاني والبيان وعلوم اللغة هذا الظن ليس من قبيل السحر والقياس وحتى عند السيد الخوئي ، الفرق الصناعي ان هذا الظن من الظنون الملابسة المرتبطة بقنوات النقل والشارع حث وزج المتشرعة في هذا النار بكل شعبه ، ولولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا اي ليرووا .

فاذن هذه الظنون المحتفة بالنقل وقنوات النقل هو الشرع حث عليها يعني تاييد بالمعنى الاعم فهناك فرق بين هذه الظنون التي ليس عليها دليل خاص وبين الظنون التي نهى عنها كالقياس والسحر والشعبذة والكهانة والعرافة والتنجيم والرمل فهذه الظنون ليست من قبيل تلك الظنون وانما لها ميزان والا كيف هنا المنهج يتأتى وهناك لا يتأتى ؟ لان الميزان الصناعي واحد ولا يمكن ان نحرم انفسنا من حقائق التراث بان المنهج تارة نراعيه واخرى لا نراعيه وكما مر بنا في مبحث نصوص الرجاليين التي هي ليست مسندة السيد الخوئي يقول لان هناك علم اجمالي بوجود كتب وهي وان لم تصل الينا مع ذلك هذا العلم اجمالي عند السيد الخوئي بنية اساسية لاعتبار التراث كله فلنلتفت قليلا ما وننصف البحث العلمي هكذا عند السيد الخوئي العلم الاجمالي يبني لك التراث كله فما بال هذا العلم الاجمالي لا يراعى عند السيد الخوئي وتلاميذه ؟

اذن التفريط في قصاصات التراث او في واقعة عاشوراء ذنب لا يغفر لانه يتولد منه علم اجمالي عند السيد الخوئي وكل الاصوليين فاذن هذه المحطة لا يمكن نغادرها بسهولة ان قضية الظنون المتناثرة المرتبطة بالقنوات النقلية من الاخبار والدلالة او جهة الصدور او حتى الشهرة السيد الخوئي في المصباح قال ليست حجة في نفسها الا اذا وصلت الى درجة الاطمئنان فلماذا هنا الاطمئنان حجة مع انه ناشئ من مناشئ ليست معتبرة ؟

اذن هذه الظنون ايها الباحثون الصناعيون هذا المبنى موجود فيها والكل يعتبر ان الظن غير المعتبر بدليل خاص اذا كانت هذه الظنون مرتبطة بالاثار النقلية والاخبار والطرق والروايات هذه الظنون دليل لانه بشكل مجموعي تولد اطمئنان وتراكم موزون ولا يمكن رفع اليد عنه ولا يعذر الانسان عنه ومنجز وملزم واخذة بالخياشيم فكيف يتولد الاطمئنان من قول اللغويين ومن قول الرجاليين ومن الشهرة ؟ فهل الاطمئنان صدفوي عفوي عشوائي?

بل نفس ما ذكرناه من البرهان الاصولي العقلي ان هذه الظنون في نفسها غير منهي عنها عند الشارع اما اذا نهى الشارع عنها حتى لو ولدت تكوينا الشرع لا يعتد به ولكن هو لا يردع عنها بل حث عليها اجمالا بحث الشارع على الرواية وتراث الحديث ثم التفقه فيه هو دليل على ان كل ما يرتبط بملابسات النقل وقنوات النقل هو الشارع يدفع نحوها يعني اعتبار اجمالي فهذه العلوم النقلية المرتبطة بالتراث النقلي بالعكس الشارع يحث عليها وهو حياة و وقاء للدين فهذا نهي اعتباري اجمالي يعني دليل اعتبار اجمالي من القسم الثاني لاالاول وهذا هو السر الصناعي وهذا التراكم كما مر ليس عشوائي عفوي صدفوي بل هو تراكم صناعي دقي بحسب الاحتمالات تحسبه تكوينا ثم تنضم لبعضها البعض تكوينا ثم تعطينا نتيجة تكوينا ولا يوجد ردع من الشارع فردع الشارع لا ينتفي لكن ما يرتب الشارع النهي عنها ولم يردع عنها ، فالتكوين موجود واثار شرعية تترتب عليه فاذا كان العلم الاجمالي او الاطمئنان هكذا حاله فكيف نفرط في القصاصات تحت ذريعة ان هذه الظنون في نفسها ليس عليها اعتبار خاص سواء في الرجال او في الحديث او في الفقه ؟ لذلك الاستنباط الفقهي عبارة عن مجموعة قرائن وشواهد تجتمع فتصير النتيجة واضحة والا الخبر الواحد المبتور ما ينشأ منه اي دليل ولا استنباط ولا حجة حتى صاحب الظن والدليل الخاص في الاعتبار ما يمكن ان ينشأ منه استنتاج واستدلال فاذا الدليل اليقيني هكذا فكيف بالدليل الظني? اصل المنظومة في الاستنباط عقلا هي مجموعية منظومة وليست مردوعة .

اذن نستخلص من هذه الوجوه والنكات العديدة ان التفريط في ظنون التراث التي لابد ان تكون موزونة ولا يغالي الانسان في درجة الظن فيها ولا يفرط وكيف يستنبط وكيف يستنتج هذا كله صحيح ... لكن لا ان نفرط فيها تحت ذريعة ان هذه بمفردها لا توصل للنتيجة كم من ظن هو بمفرده لا يوصل للنتيجة هي جزء الحجة وذكر الشيخ الانصاري في حجية الاجماع ان جزء الحجة معناه انه بالتراكم تكتمل الماهية الكاملة للحجية لا انه بمفرده ، فهي اكثر تنوع واكثر تكاثر ومن نوعيات ودرجات مختلفة فكلامنا في الظنون المرتبطة بالقنوات النقلية لا الظنون المردوع عنها مثل الجفر والرمل هي علوم محللة لكن مع ذلك ترتيب الاثر على هذه الظنون مردوع عنه وكذلك السحر النهي عن الخوض فيه بترتيب الاثار عليه وكذلك الشعبذة والكهانة وكل ما يرتبط بالدين ، فهذا قسم ثالث ورابع بخلاف القسم الاول والثاني ، الان الم نقل مسلك النفي المطلق او المقيد المبهم غير المبين هو دجلي الان نذكر دجل اخر يعني النفي بقول مطلق دجل يصير من حيث يشعر القائل او لا يشعر .

مثلا مر بنا ان التواتر المعنوي تتفاوت عقلية الفقهاء في ادراكه مثلا ان رتبة حجية فاطمة هي ثالث الحجج بعد النبي وامير المؤمنين فهذا باي دليل؟ هذا شيء عقائدي قطعي يقيني ، او ان هناك دائرة اصطفائية ثانية غير الاربعة عشر معصوم عصمتهم انزل درجة وشأنهم انزل لكن تلو الدرجة الاولى ، انه دليل قطعي من الايات موجود ومن تواتر السنن النبوي موجود وانما تلك الاخبار الاحاد هي منبهات فالتواتر المعنوي تارة اللفظ مختلف لكن المعنى التصوري واحد فهذه درجة وتارة الالفاظ متعددة ودرجة المعنى التصوري ايضا متعدد ولكن المعنى الاستعمالي واحد فهنا عندنا حجابان حجاب تعدد اللفظ وحجاب تعدد المعنى التصوري فصار حجابين وتارة المعنى اللفظي متعدد وصوت المعنى التصوري متعدد وصورة المعنى الاستعمالي متعدد فثلاث حجب لكن المعنى التفهيمي واحد ولكن هذا اصعب وبحاجة الى فهم ،

وتارة كثرة الالفاظ وكثرة المعاني التصورية والمعاني الاستعمالية والمعاني التفهيمية والمعاني الجدية فانت عندك تصور واستعمال وتفهيم و جد يعني اربعة حجب كي تصل الى المعنى فهل هذا التواتر المعنوي اللي من هذا القبيل هل يدركه الرواة او يدركه المحدثون من حيث هم محدثون او يدركه علماء الرجال ولا حتى فقهاء الفروع وانما الفقيه في علم الكلام .

الان مثلا الشهادة الثالثة كيف تدخل في تشهد الصلاة? هناك عشرين وجه خاص وعشرين وجه عام قطعي وليس بالضرورة ان يكون واضحا عند الكل ولكن لما يتمرس الانسان يراها واضحة بشكل عجيب وغريب وتتبده لديه المعالم وليس بشكل خيالي وانما يكتشف ويقف على نكات لا بسبب نبوغه وانما بسبب التمرس فليس الملف ختم وانما على ذمة التحقيق ، هذه قضايا حقائق الدين ولهذا لم يسدوا باب الاجتهاد ، فيتعقل ان تكتشف مساحات من الحقيقة نعم اذا لم تجد دليلا هذا بحث اخر اما اذا وجدت الدليل ما بالك لا تأخذ به ؟ اذا تخاف فانت لست بمجتهد ولا فقيه نعم لا تخالف الضرورة ولا تقل بلا دليل ، لماذا ابن ادريس اختلف عن بقية من قبله مع جده الشيخ الطوسي ؟ فانت لابد ان يكون ثقتك بالدليل اكثر من الاشخاص مع احترامنا لهم والتعبير وارد من الائمة انه عدم الوحشة من الوحدة دليل قوة العقل ، ففي التواتر المعنوي اذا وصلت للمعنى الجدي اربعة حجب عندك تعدد الالفاظ تعدد المعنى التصوري ، علماء البلاغة علماء المعاني والبيان لماذا يتدخلون في هذه الامور? ان الدلالة اربعة او خمس مراحل اذا انت كنت لا تعترف بعلم البلاغة وبعلم المعاني هذه المشكلة فيك وليس في علم المعاني ، او لا تعترف بعلم البيان هذه المشكلة فيك او لا تعترف بضم علم المعاني والبيان الى علم الاصول المشكلة فيك او ما تريد تطبق ما هو موجود ومقرر في عمل اصول البلاغة فالمشكلة فيك والا الزمخشري ليس بعربي ولا يحسن العربية بطلاقة لكن عنده قدرة التحليل في اللغة العربية اكثر من غيره من العرب ، فاصحاب الالسن هي بين اللفظ والمعنى التصوري القضية ترتبط حينئذ بقضية المراس وبتعبير السيد عبد الحسين شرف الدين الزمخشري استخرج معنى خطير من اية المودة ، انت راجع كلام الزمخشري ما تفهم ما فهمه شرف الدين منه وانا شخصيا سمعت من السيد المرعشي النجفي حضرت مجلس درسه تبركا مرتين وهو سيد جليل فذكر هذا المطلب انه سأل السيد عبد الحسين عن ذلك فاجابه باني درست المطول ثمانية عشر مرة فصارت البلاغة عندي كالطين فاستثمرتها في بيان دلائل الايات واحاديث متواترة عن اهل البيت حول امير المؤمنين .

انا رايت اثنين من رجال الدين من الطرف الاخر يقولون لما ندخل كتاب السيد عبد الحسين شرف الدين كأنما داخلين في حديقة غناء فيها صوت البلابل والعندليب وهذا يجذبنا مع انه صناعة التحليل وهذا نص العبارة التي قالها اثنين من قضاة انطاكيا فالسيد عبدالحسين شرف الدين يستنبط من كلام الزمخشري غير العربي لكن عنده قوة في التحليل واستنبط من اية المودة شيئا لم يذكره علماء الفريقين الى زمانه وهو شيء مركزي في فريضة المودة ، والشيء اعظم موجود من افتراض المودة وهذا المعنى الذي استفاده الزمخشري من الفاظ الاية الكريمة موجود في حديث متواتر نبوي عند الفريقين بالفاظ مختلفة ولكن ما التفت اليها ، فحقائق الدين ليست تقفل او تجمد وانما اذا الدليل موجود يؤخذ به والا الان لو تقل لعوام الطلبة او عوام الفضلاء مع احترامي للجميع وانا صغيرهم ولكن كمنهج علمي اذكره اذا تقول لهم ان السيد الخوئي يفتي انه اذا كانت صلاتك الظهر والعصر في السفر ركعتين يجوز ان تأتي بها بصيغة صلاة جعفر الطيار وتنوي بها صلاة الظهر وقبله قال به السيد اليزدي ومحشي العروة ولكن انت غير متضلع في باب خلل الصلاة ، يعني يفتي بانه تأتي في الصلاة بخمسة عشر مرة بعد الحمد والسورة سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر قال هو ذكر مطلق .

احد الاساتذة من الزملاء قال اذا نطول هكذا فهذا غير الهيئة المتشرعية قلت له المتشرعة يجب ان يأخذوا هيئتهم من القواعد الشرعية لا انهم يستحدثون ما لم يوجد في القرآن الشريف فالسيد الخوئي الذي يستدل بالذكر المطلق اذا انا اتيت ليس بصلاة القصر وانما التمام في الظهر والعصر والعشاء او في المغرب على مقتضى استدلال السيد الخوئي صناعي ودقيق ومتين وتبعا للسيد اليزدي وكبار عمالقة محشي العروة اذا انا اتي في الركعة الثالثة في المغرب بخمسة عشر مرة سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر عند السيد الخوئي لا اشكال فيه وتلك الثلاث ورد فيها امر بالخصوص اما في البقية انت من باب الذكر المطلق تأتي بها ، فموجودة هذه الفتوى في العروة الوثقى اما في باب صلاة جعفر الطيار او مطلق النوافل فتنويها الفريضة ، اذا الهيئة تريدها بالدقة لصلاة جعفر الطيار ان تأتي في صلاة القصر للظهر والعصر وتنويها صلاة الفريضة لا صلاة جعفر الطيار وتنويها للثوابين .

فانت لا زلت صنعة الصلاة لا تعرفها اذهب وادرس صلاة الشيخ عبد الكريم الحائري وتباحث فيها بشكل جيد وكذلك صلاة النائيني ثم تعرف باب الصلاة ما هو? وباب الشهادة الثالثة في التشهد ما هو? وهذه قاعدة جيدة اخرى ان الفحص ليس يكفله التضلع الروائي فقط ، الفحص والتتبع ليس يكفله التتبع في الرجال كمواد انه مثلا حافظ النسخة الفلانية وكذا هذا جيد لا نستهين به هذا الباع مهم فالتضلع الروائي والتضلع الحديثي مهم والتضلع في مصادر التاريخ هذا كله مهم ولكن هذا جانب من بحث المواد والتتبع هناك جانب اخر هناك تتبع اجتهادي والفحص الاجتهادي التحليلي فالاثارات بدل ما تخليه جامدة اجعلها حيوية هذا تتبع وحدس علمي مستند الى قرائن وشواهد وموازين ربما هذه الفتوى التي افتى بها السيد اليزدي انه يصح الاتيان بصلاة جعفر الطيار في صلاة الفريضة يعني تنويها فريضة لا ان تنويها صلاة جعفر هذه الفتوى ربما لو تعرض على اجيال قبل السيد اليزدي لاستنكروها واستبعدوها واستبشعوها ولكن هي نقاط وقواعد .

اذن ليس الفحص فقط بمجرد التتبع الحسي وانما التتبع الفهمي الاجتهادي لان التواتر المعنوي والاستفاضة المعنوية ما تحصل بتوسط فقط التتبع الحسي وانما لابد من التتبع الحدسي يعني دقة التحليل الصناعي تكشف ما لم يكتشفه الاخرون فالذكر مشروع في الصلاة كما ان الذكر في الركوع مشروع فتقول اي ذكر وتطيله ، افضل الصلاة ما طال ركوعها وسجودها وقنوتها .

ونقل عن السيد محسن حكيم في المستمسك او حقائق الاصول انه كان يحتف بضريح امير المؤمنين في الليالي العادية وليس في شهر رمضان متهجدون في الليل وفي قنوت الوتر يقراون كل دعاء ابي حمزة بترنيم وتلاوة وليس تململ ، فهذه هل هي صلاة? نعم هي صلاة وليس تشريع ، التتبع له مساران مسار حسي وهذا يحتاج الى مهارة وفنون سواء في علم الرجال او في تراث الحديث او في التاريخ او في الوقائع ونقلت لكم الشيخ احمد العصفور بصحبته جملة من الاصدقاء الموجودين احياء شاهد على كلامي نقل ان النجف كان فيها اسطورة عمالقة من الخطباء ترى احدهم كأنما لغة متحرك و احدهم نهج البلاغة متحرك و احدهم في المقتل الحسيني متخصص حتى الفقهاء يرجعون له والتمرس له دور ولكن ايضا المسار الثاني له دور وهو التحليل والمداقة الصناعية فتكتشف ما لم يكتشفه الاخرون .

فالان في التواتر المعنوي حجاب اللفظ كثرة ولا تستعجل بالنفي العلم بحاجة الى صبر ، انك لن تستطيع معي صبرا قال هل اتبعك على ان تعلمني ؟ لان العلم ليس فكر العلم قبل ان يكون فكر يحتاج له نفسية تتحمل ، فما ربط تحمل النفس بقوة جدارة الفكر ؟ يعني النفس اذا ما تتحمل تغلق الفكر وهذا له ربط خاص في الادراك الفكري والقلبي فقال موسى هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا? ولم يقل ان فكرك ضعيف وانما قال له هذه بحاجة الى رياضة نفسية ورياضة قلبية لذلك يقول ائمة اهل البيت حديثنا صعب مستصعب لا يتحمله الا نبي مرسل او ملك مقرب او مؤمن امتحن الله قلبه للايمان يعني النفسية هي المهمة عندما تذكر له فضيلة لا يتضجور منها ، فالمشكلة ان النفس تشاغب الفكر ، قال انك لن تستطيع معي صبرا وما قال انك لم تقدر معي فهما وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا? فربط هذا بذاك ، موسى قال له لا ترهقني من امري عسرا يقول الامام الصادق النبي موسى عنده طمع في الترويض اما هؤلاء الذين ينكرون ويجحدون فضائل ومقامات ال البيت لا يريدون يروضون انفسهم فقال الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا ؟ هذه توصيات قرآنية ليست خزعبلات واساطير وخرافات وشعر وانما حقائق انت هذا المنهج المنطقي اذا ما تلتفت اليه ولا تراعيه لا تقدر على الفهم . فالجانب النفسي مهم والا ما معنى زيارة الصديقة? وهذا المتن معجز بغض النظر عن مصادره يا ممتحنة امتحنك الله الذي خلقك قبل ان يخلقك وفيها موجود و زعمنا انا مصدقون بكل ما اتانا به ابوك ووصيه اي ربط للصبر في المقام ؟

لذلك احد الوهابيين المستبصرين ذكر عن مصادرهم ولكن انا نسيته وهو الان مسجون انه احد اقسام النواصب هو من رويت له رواية في علي فشكك فيها او تبرم منها هذه عند علماء العامة وليس الخاصة وتنطبق على كثير ممن ينتسب الى موالاة اهل البيت ولذلك عندنا في دعاء يوم الغدير اللي رواه السيد بن طاووس ومذكور في ضياء الصالحين عن كتب السيد ابن طاووس ان كل مؤمن حتى في طوياته من حيث لا يشعر بحاجة الى التطهير من الشرك والغلو والتقصير ومن النصب والعداء لاهل البيت .

فهذه التخريجات الصناعية يجب ان تكون متمسك بالقواعد والصناعة والادلة اكثر مما متمسك باحاسيسك النفسية ومشاعرك النفسية لا تقل رب مشهور لا اصل له لا تنفر كالفرس الجموح والشموس وانما روضها لنروض انفسنا على الدليل والدلالة والقواعد فهذه الفتوى للسيد اليزدي طبقا للرواية الموجودة عن الامام الرضا عليه السلام كان يدخل صلاة جعفر الطيار في صلاة الليل يعني يأتي بركعات من صلاة الليل في جعفر الطيار فهذا في باب النوافل طبعا لكن الكلام عنه بنفس الصناعة والسيد اليزدي وجملة من محشي العروة ومنهم السيد الخوئي التزموا بذلك وليست بدعة ، البدعة ان لا تستهدي بدليل سواء عام او خاص .

فهذه النكتة التي نركز انه في مباحث عاشوراء العام له دور وسنبين كيف العلم الاجمالي له دور في الصدق والكذب مع انه امر معقد لكن يجب ان ندخل فيه ، فلاحظ في التواتر المعنوي اذا كان كثرة الفاظ ثم كثرة معاني تصورية ثم كثرة معاني استعمالية ثم كثرة معاني تفهيمية والمعنى الجدي وراء اربعة حجب هذا الاستنباط والحصول عليه صعب فهناك مساحة من التواتر المعنوي مغفول عنه عند عامة العلماء بلحظ المعنى الجدي .

ثم هناك نكتة تحقيقية رائعة اشار اليها العلماء انه من قال المعنى الجدي واحد ؟ هناك معنى جدي ثاني وثالث ورابع وهذه ليست هلوسة ، علم المعاني والبلاغة وعلم البيان وعلم الاصول ليست هلوسة وليس ترف فكري تقرأه بدون ما تطبقه وبدون ما تستثمره فلربما هناك معنى جدي ثاني ثالث رابع فصارت الحجب متعددة او بتعبير صاحب الكفاية وغيره ان معاني القرآن بينها سلسلة حلقات فهذه السلسلة والترابط موجود ولكن من يقدر عليه? فنحن كلامنا في الميزان وليس في قدرة البشر او قدرة العلماء ، فالتواتر المعنوي كثير منه محجوب الا عن اوحدي كل زمان فالتواتر والاستفاضة هو معنوي لكن مغيب ، هل العلماء الاولون والاخرون اكتشفوا كل مساحات التواتر المعنوي? كلا هناك مساحات كثيرة لم يصل اليها اصلا الا قدرة المعصوم .

مثلا من لا يأنس بصناعة بصناعة التحليل والتركيب يقول كل هذه استحسانات ، وعنده علم المعاني والبيان والاصول كلها استحسان لانه لديه عجز فاذن هل ما يقوله الكبار هلوسة ؟ فالقضية ليست منوطة بالقدرة وانما منوطة بالموازين ، حتى موجود روايات عن الائمة اذا رأوا من يشد بهم الظهر ذكروا له هذا المطلب امير المؤمنين في صلاة الايات والكسوف كان يصلي وبعض من خلفه يغشى عليه لانه يطيل الى ان ينجلي الكسوف يعني يغشى عليه من اطالة امير المؤمنين فهنا اضعف المؤمنين يخصص بسيرة امير المؤمنين ، فهؤلاء الوسواسيون النفاة اللي ما يلتفتون للصناعة الاصولية يسلكون مسلك هوجاء في النفي ومن دون ان يلتفتوا لحقائق الاستدلال العلمي في التاريخ وفي واقعة عاشوراء حيث هناك نكتة علمية موجودة في علم اصول حول حجية الظهور ان الظهور لابد ان يكون عرفي وهذه كلمة يغالط بها كثيرا وكلمة حق يراد بها باطل نقول الظهور عرفي يعني هو مبني على العلوم اللغوية التي تحملها اجيال ابناء اللغة بارتكازها وهذا صحيح يعني تعتمد على العلوم المخزونة في ارتكاز ابناء اللغة وحتى لو ما بعد فهو يكشف عما قبل ، فان كان معنى ان الظهور العرفي يعني النظام اللغوي الذي يحمله ابناء اللغة هذا صحيح اما اذا كان المراد من الظهور العرفي يعني قدرة العرف في تطبيق تلك القواعد والعلوم اللغوية هذا اكبر خطأ لان القرآن معجز في اللغة والعرف لا يقدر على بلاغة القرآن وظهوره فهل القرآن ليس نظامه اللغوي متين وسديد ؟ اذن ليس معنى الظهور العرفي انه كل ما عجزت انت عن فهمه ان تحكم عليه بالهلوسة والاستحسان? او يصير عندك داعشية في العلم تقول هذه بدعة وخلاف الضرورة سواء في علم اللغة او الاصول وهلم جرا .

اذا انت ما عندك قدرة على الاستنتاج وتنضيد القواعد وهما امر غريب على ذهنك ولا يخالف الضرورة ولكن انت ما تستطيع ان تفهمه تسميه استحسان وهلوسة اذن التواتر المعنوي له مساحات ما يكتشفها الا المعصوم او الاجيال النابغين من العلماء شيئا فشيء وطبعا لانه مساحات مرتبطة بالضروريات فهي ليست لها اي تضاد ولا تناقض فيشكلون بانه كيف السيد الخوئي واليزدي يفتون بان صلاة جعفر الطيار تدمج في صلاة الفريضة هذه بدعة وهذا تغيير للحقيقة الشرعية للصلاة والصلاة توقيفية كلا هذا غير تام ، التوقيفي بما اوقفه الشارع لا ما انت تستحسنه ، الشارع اعطى نظام قواعد لا انه تريده كما انت مأنوس به ، انت لست بمعصوم ولست وحي منزل معنى التوقيفية بمعرفة القواعد او مثلا ، لا يقبل كل ذكر في الصلاة من الصلاة ، فالمساحات العلمية ليست سهلة فهي تتبع فهمي وليس حسي فلولا نفر يعني ليرووا لكن هناك جناح اخر مهم يتفهموه لا ليتعاموا

يقولون هذه الواقعة ما موجودة في عاشوراء او حمزة ما اغتيل او الحر ليس عنصر نفوذي لسيد الشهداء او محمد بن حنفيه كذا فعل ، لعله محمد بن حنفية مناورة سيناريو امام الاعداء مع الامام زين العابدين فلا تحكم بسرعة اصبر او عقيل ذهب الى معاوية اصبر انت لاالدبلوماسية تعرفها ولاعلم السياسة تعرفه لا دهاء عندكم فصرنا مثل الخوارج نحكم على الظاهر هل انت تحاكم هؤلاء النماذج ؟ اصبر افهم ماذا يقولون كواليس التاريخ ما هي?

فقاعدة اليوم هي هكذا ان التتبع الاجتهادي هو المهم لاالتتبع الحسي الروائي .

اشكال طرح ...

يعني هذا معنى الشهرة لذلك عندهم بحث حول الشهرة ، حيث عندنا شهرة روائية شهرة عملية شهرة فتوائية اذا مرتبطة بالمواد الحسية لها دور اما اذا الشهرة فتوائية قد انت تلتفت الى ما لم يلتفت اليه مثلا تسعة قرون كانوا يقولون بان الاستصحاب دليل عقلائي وعقلي وليس روائي الى ان والد الشيخ البهائي الشيخ حسين عبدالصمد اكتشف ان الاستصحاب له منشأ روائي لا تنقض اليقين بالشك وذلك في القرن العاشر ، فهل ما اتى به الشيخ حسين عبد الصمد بدعة وشذوذ? او العلامة الحلي كل من قبله كانوا يذهبون الى ان البئر ينفعل مثل الماء القليل ولكن العلامة صار عنده جراة والمسألة ليست خلاف الضرورة ولا بدون دليل فافتى به والاستصحاب اللي هو ما كان منصوص وما كان روائي وكان يذكر بصفحتين ثلاث الان يكتبون فيه من النكات والضوابط خمسمية صفحة وهذا يسمى نوع من توسع العلم وتطوره لا من جهة جمود ولا من جهة بدعية .

نعم عجزة البحث العلمي كما سمعناها من الاعلام عوام الفضلاء او عوام الطلبة وحتى الخواجة الطوسي عنده هذا العبارة يقول عوام الفلاسفة متفلسفة وكذلك ابن سينا يعني اصحاب كل تخصص قلة وليس كل من دخل فيه وخاض هو متخصص ، فهناك عوامي لامتخصص يعني تقليدي جمودي بخلاف من يبتكر ولايخالف الخطوط الضرورية ولا تجمد وبدون دليل ولكن هذا الاستيحاش النفسي كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال قد جئت شيئا ادا امرا نكرا قال الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا? سانبئك بتأويل ما لم تسطع عليه صبرا ، فلماذا اخر الخضر الدليل عن موسى ؟ كي يقول له انت قبل ان تنفي وتنكر وتجحد اصبر .

وهذا درس عظيم من الله على يد الخضر للنبي موسى انه انت عندك حجة وهذا ولي من اولياء الله ومعصوم فلا تسارع في الانكار ولا في القبول ولكن موسى عنده حجة اجمالية ان هذا الخضر منصوب من قبل الله فلماذا يرفع اليد عن هذه الحجة الاجمالية مقابل ظنيات تنافي بين قواعد قطعية وما ذكره الخضر ؟ فنحن نريد نشرح الجانب الفكري والنفسي عند النبي موسى فعند النبي موسى ان الخضر منصوص عليه من الله معصوم حجة وهو معلم ومن جهة اخرى عنده ثوابت نبوية اما التنافي والتطبيق بين هذه الثوابت النبوية والتفاصيل هذه ظنيات فلما يتجزم بها? وهذه ليست مؤاخذة منافاة لعصمة النبي موسى وانما هو ترك الاولى كما يعبرون اسمى درجات الكمال فبالتالي بداهة قتلت نفسا بغير نفس هذا بديهي ، فهنا عندك الخضر معصوم فبين هذا الدليل اجمالي لا انك تتبع الفرق الضالة ومعروف سلوكه وسيره وعلمه ومصدره فهو ثابت مع ثابت هنا لازم يصير موازنة ولا تشنج وتوتر والا هؤلاء ايضا يحيدون على الشباب المضللين او حتى الكبار المضللين او حتى رجال دين يستخفونهم اذا ما كان عندهم حصيلة في العلم يقولون انظر النبي موسى انكر على الخضر يعني حتى القتل اللي هو حرام يصير حلال ابدا هذا غير تام ثم النبي موسى عنده ثابت بديهة وحي خاص من الله ان الخضر يتابعه ويتعلم منه فهذا الوحي الذي نزل عليه بعد ان نزل عليه التوراة ، لا مثل بعض انحرافات الصوفية ان المرشد اي شيء قاله لك حتى لو ارتكب الفجور اتبعه هذه تسويلات موجودة يعني قد تستغفل المباحث للضلالات .

فاولا نلتفت ان النبي موسى عنده وحي شبيه قضية النبي ابراهيم يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك كيف نبي يذبح نبيا? ما هو الذنب الذي ارتكبه كي يذبحه? فكيف تعقله عن النبي ابراهيم ؟ هل فقد عقله او فقد رشده او فقد نبوته فكيف يقدم على هذا? ولكن يقدم ليس مثل الفرق الضالة الذي يسمونه قربان لذلك لاحظ ابليس اتى للنبي ابراهيم يشكك ويوسوس له فابليس يدخل على الانبياء في اصعب المأمورية ويشاغبهم في المأموريات الوحيانية فابليس يقول للنبي ابراهيم ما ارى ان الذي جاءك بهذا اي بقتل اسماعيل الا الشيطان ، يعني انظر تجري الشيطان كيف هو يعني ؟ هل كان النبي ابراهيم ساذج يخدعه الشيطان? فالله تعالى يمتحن النبي ابراهيم لا على انه يقتل ابنه ام لا وانما هل نفسه والشيطان تشاغبه في يقينه بالوحي ؟

فقال له ويحك ان الذي اوصلني الى الخلة والرسالة والنبوة هو الذي امرني يعني نفس المنبع ونفس المصدر لذلك انظر القرآن بالنسبة للنبي ابراهيم في هذا الامتحان قال فلما فلما اسلما وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا يعني الله امتحن النبي ابراهيم باصعب الامتحانات في فكره وفي ادراكه القلبي حيث الادراك القلبي والفكري اخطر امتحانه من الادراك النفساني واخطر من الشهوة والغضب والهوى فهو ليس ساذج .

الخوارج مشكلتهم انها مدرسة موجودة وهي سذاجة فالمقصود اذن المنهج والقواعد ليست بالامر السهل كنت اقول لشخص يدعي الفضل في علم الكلام لماذا انت عاكف على كتب المتكلمين? اذهب الى الروايات وهذا بيان عقلي وليس بيان رواية اخباري محدثي توحيد الصدوق اصول الكافي عيون اخبار الرضا فقلت له هذه لغة عقلية وليست لغة بشرية قال اخاف يقول عني اخباري قلت له انت منهجك قراءة عقلية من النصوص قال اخاف انحرف قلت اذن انت لست مجتهد كيف تدعي الاجتهاد في علم الكلام ؟ طبعا بشرط ان تستعين بالعلماء ومن استبد برأيه هلك لكن ليس معناه انه خوفا من الانحراف اذن لا اجتهد او ما اعمل اجتهادي او ما اتمرس فاذا كان الحال هكذا لا تتصدى في شؤون ما تقوى عليها .

اشكال طرح ...

كما يقول الخضر للنبي موسى وحتى قاله الخضر لذي القرنين وهناك علمان من علم الولاية شعبة منه عند الخضر وشعبة منه عند ذي القرنين فكيف يحصل التوفيق بين لغتي هذين العلمين? فيقول الخضر للنبي موسى وذي القرنين انت مبتلى بي وانا مبتلى بك انت لك علم انا لي علم فلموسى علم وللخضر علم وحتى ورد عن الصادق وعن الرضا علم موسى افضل من الخضر يعني شخص في الفيزياء قوي والاخر في الرياضيات وعندنا في الروايات سلمان في العلم اقوى من المقداد لكن المقداد في صلابة الايمان اقوى من سلمان وهذا موجود في كفاية الاثر بحيث صلابة الايمان التي لدى المقداد مع انه من الدرجة الثامنة لا يتحملها سلمان كما ان علم سلمان لا يتحمله المقداد فشخص في الفيزياء قوي والاخر في الرياضيات قوي وثالث في العلوم اللغوية قوي فنحن اذا اردنا هذا الجانب فسلمان واذا ذاك الجانب فالمقداد وليس بقول مطلق .

فاجمالا هناك تعدد في العلم وليس هناك اعلم بقول مطلق هذا كله في المعصومين فما بالك بغيرهم?

اشكال طرح ...

موسى يقول له لقد جئت شيئا نكرا وادا وامرا يقول اخذ بتلابيب الخصر لما قتل الغلام كما في بيانات اهل البيت وجلده في الارض بعد ذلك قال له الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا وهذا لا ينافي العصمة وهؤلاء معصومين ينسجمون لا يصل بهم الاختلاف الى حد الخطر وجلده في الارض ليس استعجال في التعلم وانما استعجال في النفي والانكار والجحد لقد جئت شيئا نكرأ امرا ادا فهو استنكار في غير محله ولكن يعد في المعصوم ترك اولى وسيد الانبياء فوق كل ذلك هناك امتحانات لا تخطر على بال النبي موسى ولا الخضر ولا ابراهيم ذكرت في المعراج وتفوق في هذا الامتحان سيد الانبياء بما لم يصل اليه حتى الائمة الاثني عشر فامتحانات سيد الانبياء فوق ما يتصور .

اشكال طرح ...

بالنسبة الى محو صورة الصلاة هل هذا العرف مأخوذ من القواعد الشرعية او التوقيفية او استئناس عرفي من انفسهم ؟ كلما ذكرت الله فهو من الصلاة هذه قاعدة عامة انت انظر دائما للارتكاز والسيرة دليل لبي وهو مجمل ما يستطيع ان يعارض الدليل اللفظي المنصوص والقوي ، اتذكر في المشي الى كربلاء اتيت بشيء من التشهد المروي في موثقة ابي بصير يعني هذه موثقة ابي بصير صفحة ونصف كاملة فبعد ذلك رأيت احدا من المأمومين قال شيخنا انا صليت خلف العلماء ستين سنة واتداول علوم الدين انت من اين اتيت بهذا التشهد? قلت له هذا التشهد منصوص عليه ولكنه استنكر باستيحاش .

رحمة الله على الشهيد الثاني في شرح الروضة يقول كثير من السنن والاحكام المنصوصة مهجورة متروكة ويستوحش الناس والعرف منها ولكن العرف ليس محكم وانما المحكم هذه النصوص والفتاوى انا اقول لبعض من هو استاذ خارج ويدعي الفضل انه كيف فتوى الشيخ التبريزي جزما في صراط النجاة يستحب الشهادة الثالثة في تشهد الصلاة في كل النوافل فهل هذا معناها ان في خلد الشيخ التبريزي انها غير مشروعة في الفريضة? كلا ولكنه احتاط لانه الجو العام وكذا والا لو ان شخصا متضلع في صناعة الخلل في باب الصلاة يعلم بان ما يبطل الفريضة يبطل النافلة الا ما استثني كالحركة في صلاة النافلة اما في غير ما استثني فضوابط النافلة مع الفريضة واحدة فتوقيفية الصلاة ليس معناها ان نذهب الى ارتكاز المتشرعة فهل نحن نترك الدليل الاجتهادي ونتشبث بالدليل اللبي ، السيرة ما معلوم متصلة غير متصلة مصنوعة جهولة .

الان قرآن الصلاة كتاب الذكرى للشهيد الاول والفروع التي ذكرها الشهيد الى الان الفحول في القرن الرابع عشر يعجزون عن شرحها يعني الشهيد الاول وصل في بحوث الصلاة الى مقام من بعده صار نزول عنه علميا فالشهيد الاول يفتي باستحباب محمد وعلي خير البشر في الاذان بعد حي على خير العمل اخفاة تقولها كفتوى ابن براج هذه ليست فاطمية ولا اسماعيلية ولا نصيرية ولا اسرائيلية هذا كله تهريج انت اذهب للدليل انظر للاستدلال ما هو والكبار ماذا قالوا? نقب في كلمات الفقهاء ذكرت لكم الان قائمة عندي بمن افتى بالشهادة الثالثة ، الشيخ الطوسي في بعض فتاواه عنده وجوب بثلاث وجوه والسيد المرتضى بوجهين او ثلاثة في بعض فتاواه لمن يحلل فتواه وابن براج والعلامة في بعض فتاواه يرون وجوب الشهادة الثالثة في تشهد الصلاة هذه ليست استنباط وحدس وانما قواعد .

السيد ابراهيم علم الهدى السبزواري من ابرز تلاميذ السيد هادي الميلاني نقلت فتوى عنه في حاشية كتاب المقرم التي طبع عدة مرات مائة فتوى في من يذهب الى الوجوب وان الصلاة بدون الشهادة الثالثة في الصلاة باطلة ان من ذهب الى الوجوب قريب ستة عشر ووقفت على من افتى بالوجوب ولو في بعض فتاواه والخالصي كان يشكل على علماء النجف ان هذه الشهادة الثالثة في الاذان بدعة ، فالنقطة الصناعية يجب ان نهضمها .

 

وصلى الله على محمد واله