الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

46/01/27

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية (14) / اعتبار كتب المقاتل المتأخرة/

 

كما مر البحث في اعتبار كتب المقاتل المتأخرة المقرر ان يكون على مسارات ثلاثة :

الاول هو كيفية نشوء العلوم الاجمالية

الثاني البعد الصناعي لهذه العلوم الاجمالية وقد تقدم شطر من الكلام حوله وسنعاود البحث فيه تفصيلا ، الميرزالنائيني يقال انه تتلمذ على يد جملة من الاعلام الفشاركي في سامراء والنجف وقيل ان السيد اسماعيل الصدر احد اعلام اسرة الصدر في زمن المجدد صاحب رسالة عملية وفتيا ومن الاعلام البارزين ويذهب مشروعية الشهادة الثالثة وتعميما في تشهد الصلاة فهو كصاحب الكفاية والسيد اليزدي والميرزا محمد تقي صاحب ثورة العشرين فهذا السيد اسماعيل الصدر كان متميز قوة وقدرة في العلوم الاجمالية بحيث ان الميرزا بعد ما اكتفى من اساتذته مع ذلك عكف على السيد اسماعيل الصدر حتى لما قيل له انت تتلمذت على كبار بعد ما يحتاج ان تعكف على السيد اسماعيل الصدر قال العلوم الاجمالية اللي عنده عظيمة وهو صاحب الشبهة العبائية فكان قويا في هذه البحوث وسنبين العلوم الاجمالية ليس من الاصول العملية فقط وانما مبحث يتقدم على الظنون فالعلم الاجمالي ليس بحث سهل بحيث السيد اسماعيل الصدر من بين تلاميذ الميرزا الكبير متميز وله قواعد العلم الاجمالي وضوابط وبحوث عقلية وليست تعبدية ، وانما منجزية العلم الاجمالي ودور العلم فيه وهذا ليس على صعيد الفقه والفروع وانما على صعيد كتب مقاتل سيد الشهداء وسنبين كيف يستثمر العلم الاجمالي كنظام في الحجج .

السيد علي اليثري كان من انبغ تلاميذ المحقق العراقي ومن خريجي النجف الاشرف وتلميذ السيد اليزدي وادركت كثيرا من الكبار اللي كانوا يتفاخرون بحصول اللقاء بينهم وبينه وهاجر من النجف الى قم ولعله من اساتيذ السيد الخميني في الكفاية والمكاسب فهو علم كبير و احد اساتذة الخارج من الزملاء وان كان الفاصل العمري بيني وبينه ثلاثين سنة لكن زاملت هذا الشيخ ربما مدة اربعين سنة هذا الشيخ كان ممن ايضا ادرك هذا السيد واستفاد منه فهو معروف بقدرته في العلوم الاجمالية حتى ان كثير من المراجع يتأسف انه لم يستطع لقاء هذا السيد فهو عقلية رياضية عجيبة عنده مع الفاصل الزمني بينه وبين السيد اسماعيل الصدر .

وانا اذكر هذه القضايا الحوزوية كي يلتفت الجيل المعاصر للفضلاء مدى اهمية العلوم الاجمالية وطبعا بحث الانسداد كله قائم على العلم الاجمالي مع انه اعتبار الظن ومن احد ادلة الظن والظنون وحجية خبر الواحد هو ادلة الانسداد وهو قائم على العلوم الاجمالية فبغض النظر عن ان الانسداديين ليس كل علماء الاصول وانما بعضهم فصاحب المعالم انسدادي ومدرسة الوحيد البهبهاني كالشيخ جعفر كاشف الغطاء وبحر العلوم والنراقي وصاحب الرياض والشيخ مرتضى الانصاري والسيد محسن الحكيم وصاحب الجواهر والسيد محمد الروحاني كذلك .

فليس القائل بالانسداد رعيل قليل بل كبار وكذلك صاحب مفتاح الكرامة وانا شخصيا لست انسداديا ولا اؤمن بالنتيجة ولكن المباحث الانسدادية اعظم من نفس نتيجة الانسداد ومن اسرار علم الاصول هو بحث الانسداد فالمباحث التي اثاروها في الانسداد اعقد واصعب من مباحث حجية الخبر الواحد او حجية الظهور اصل هذه المباحث جذورها واساسياتها في الانسداد فعلم الانسداد عبارة عن استخراج دليل اجتهادي من العلم الاجمالي وكثير من قوالب العلم الاجمالي واستثماراته واستخراجاته يتولد من عنده دليل اجتهادي وليس اصل عملي وهذه الخارطة قلما يباح بها وتذكر .

هذه عملية الاشراف والهيمنة على هيكلية تبويب علم الاصول عبارة عن الصناعة الخفية لاسرار علم الاصول ان العلم الاجمالي يستخرج منه دليل اجتهادي لا انه اصل عملي لان العلم الاجمالي جانب منه مقدم على الظن فهو علم ، فاذا لوحظ اجمالا يؤخر عن الظن من جهة هذا الصحيح لكن لا انه بقول مطلق اصول عملية ، فالعلم الاجمالي جهة منه مقدمة على الادلة الاجتهادية من ثم يستوردون منه دليل اجتهادي ظني تفصيلي فليس هو بحث ترف علمي وانما هو في صميم بحث الحجج وهذا لمن يتقن خفايا واسرار علم الاصول فاحد المسارات لدينا في المواد ومسار في صياغات الصناعية للعلم الاجمالي واهميته ودوره والمسيرة الثالثة قضية الاستبعادات الذوقية السليقية التي يحكمها كثير من اصحاب مسلك النفي الدجلي الذين لا يراعون الموازين فاذن ثلاث مسيرات عندنا ونحن فقط نستعرض عناوين ونماذج لا تفصيلا .

بعد ما بينا ان كيف الائمة حرصوا على تربية اجيال من القراء في المقتل الحسيني من النادبين والمادحين والراثين والقصاصين سبع عناوين امس مرت بنا في زمن الامام الصادق فضلا عما بعده وقبله هذه اجيال شيعية حريصة على تداول كل صغيرة وكبيرة في هذا الجانب يعني بعد ما ذكرنا اجيال ثلاثة بعد عاشوراء في منتصف القرن الاول الى القرن الثاني او حتى الى الامام الرضا فهذه اجيال عديدة وكتب ما يقتصر فيها على المقتل ، مثلا مقتل الاصبغ بن نباتة او مقتل ابي مخنف ومر بنا المختار دولة مع امكانيات وبذل ودعم فهذا اين والجهد الفردي اين ؟ فهي دولة كانت طابعها العام حسينية دولة شعائرية يعني هي دولة سياسية لكن هويتها العام حسينية كاملة باكملها فهي اسست على اساس خدمة مشروع الحسين هنيئا للمختار حيث هذا ليس بالطريق السهل كيف ترجم اللغة السياسية لدولته بانها دولة حسينية? كيف القانون الدستوري الذي اسسه? بالتالي هي الدولة حكمت وسط العراق الى شمالها مدة ثمانية اشهر وهناك صراعات معقدة صعبة بين الامويين والزبيريين وغيرهم فهو يدبلج كل وزارات الدولة وانشطتها في ظل عدالة امير المؤمنين لكن مشروعه الاساسي هو انجاز احياء المشروع الحسيني ، فاعلام دولة المختار طابعها ونشاطها رمز الدولة كله الحسين كيف الله عز وجل جعل الكون وارهاصاته كلها بيد الحسين وهي ليست بعيدة العهد عن الاحداث التكوينية لعاشوراء .

ولذلك كثير من الاعراف الحسينية بسبب التوابين والمختار تعرفنت عند الشيعة والمؤمنين ، فاذن هي اجيال تحمل تموج ثقافي ديني سياسي هويتها الحسين لا ان القضية انقطعت براوي او راويين او ثلاثة هذا ضرب من الخيال فالمصادر الى ما شاء الله كما ذكرنا وايضا قضية عاشوراء ليس فقط مقتصر على المقتل وانما تاريخ الحسين وكل من شارك مع سيد الشهداء وتاريخ البلدان وتاريخ الكوفة والبصرة فهي بشكل او باخر مرتبطة حتى كل من كتب عن الصحابة كتب عن الحسين او حتى الصحابة الذين شاركوا في واقعة كربلاء حتى زوجات النبي ممن لهن اسهام في القضية الحسينية سيما ام سلمة بروايات مستفيضة عند الجمهور ان سيد الرسل اوعز الى ام سلمة وصايا خاصة بالشعائر الحسينية الهية خاصة بواقعة عاشوراء كقضية القارورة التي هي وديعة الهية اودعت عند ام سلمة ، فهي لما اتاها خبر الحسين وتبدلت القارورة الى دم صبغت وجهها وشعرها بدم القارورة وهذا موجود في مصادر القوم واقامت خيمة في مسجد رسول الله واقامت الندبة مع النساء واحدثت ضجة في المدينة المنورة هذه كلها وصايا من النبي لام سلمة وهي ممن ينقل مجالس عزاء النبي على الحسين .

فاحدى مسؤوليات ام سلمة هي الاسهام في الاعلام والتشييد للشعائر الحسينية وجذب الامة بصدق الرسول كما ان سيد الشهداء اودعها جملة من العهود الوحيانية و اودع الفاطمة العليلة عندها وكذا انها لمن يأتيها رمز شفرة وحيانية تعطي الامانات الى ولده زين العابدين ، فام سلمة كان لها دور متميز خاص عبأها النبي ذلك كما في روايات الجمهور وهذه الروايات فيها ارهاصات اعجازية تكوينية عن واقعة الطفوف قبلها وبعدها هذه كلها ايعازات ووصايا من سيد الانبياء لام سلمة .

وحيث طبيعة المرأة عاطفية فالرسول شحنها بالحسين وما يجري عليه لذلك حتى عبدالله بن عباس اتاها عندما ضجت وسببت ضجة في المدينة في نفس يوم مقتل سيد الشهداء بسبب علامة الهية اعطاها النبي عن الله تبدل التراب دما فهذه علامة الهية ونبوية وليست خرافة واساطير وانما متواترة في كلمات الجمهور فضلا عن رواياتنا فطبيعة المراة هي تنشحن وهي زوجة الرسول فيحق لها ان تاتي بعد خديجة الكبرى وان يكون لها دور متميز ، فاذا هي من زوجات النبي المأمورة من قبله ان تحفظ تراثه والتراث الالهي والوحياني عن الحسين ، انظر ترجمة ام سلمة نفسها تحمل لك مصدر كبير عن واقعة الطف .

فالراوي عن كربلاء مصادر متنوعة جدا فهناك رواة لواقعة الطف هم قبل الطف وكثير منها احاديث قدسية عن الله وليست نبوية او عن جبرائيل وحتى عند جبرائيل ما يمتلك من مقام ملائكي تكويني وانه رسول كريم مطاع ثم امين وهذه المصادر لهذه الواقعة لم تجمع في مكان واحد ولا في موسوعة الكترونية والحال انه يجب ذلك سيما على عاتق العتبة الحسينية والعباسية ان يكون من اعظم وظائفها حفظ تراث الطف ونشره وهذا اعظم من نشر الابنية وان كانت الحسينيات والبنايات اعظم بها واعظم ولكن الثقافة هو نور .

العامل الاخر هي قضية التفاعل الشديد مع واقعة الطف نجده في اي باب من ابواب الدين يعني بالتالي هذا قدر وتشريع الهي وهو التفاعل مع سيد الشهداء تفاعلا اكده الشارع واسسه الوحي وشدد عليه وعلى حفظه لعدم النسيان وعدم الانقطاع وانما التفاعل الشديد وحرارة وحماس مغناطيسي ومخاطرة يعني عوامل التحفيز والاستمرار يجب ان تدرس لا ان يكون هناك حالة انقطاع ونسيان وفتور .

النقطة اخرى هي ضخ تواتر واستفاضة وقائع عاشوراء في الاذهان وايضا من المواد هناك اسم لكتب تاريخ الحسين او لمقتله ذكره رجال الامامية او الفرق الشيعية الاخرى او رجال السنة وصلت حتى القرن السابع وانقطع ذكرها .

دعوني نقطة اذكرها ذكرها الاصوليين وعلماء الكلام انه لو نفترض ان كل التراث الروائي للامامية او فرق الشيعة او بقية مذاهب المسلمين لا سمح الله تلف هل يسوغ لنا ان نقول اذن نحن اباحيون في كل الافعال ام ان هذا العلم الاجمالي المبهم يشكل لنا ملزم ؟ فبالتالي هذا العلم اجمالي يأخذ بخياشيمنا فلو اتلف تراث الحديث هل يمكن رفع اليد عن كتب الفقهاء? يعني يصير عندنا علم اجمالي ان هذه الفتاوى كلها مأخوذة من هذا التراث العظيم ، لذلك الاصوليون في باب الانسداد يقولون الذي يتخلف عن هذا العلم وهذه العلوم الاجمالية مارق من الدين وينسلخ من الدين .

فاذن نحن ليس عندنا علوم اجمالية بفروع فقهية وانما علوم اجمالية بالتراث او العلوم الدينية لا يمكن ان يرفع اليد عنها ما دمت تتدين بدين الله حتى لو لم يكن لديك علم تفصيلي فتأخذ بعلم اجمالي ، اذن ضياع الكتب لا يجعلها مرسلة مهملة غير معتبرة وانما العلم الاجمالي يأخذك ويلزمك يعني بمستوى الضرورة وليس تنجيز فروع فهذا هو دور العلم الاجمالي ليس فقط في الفروع وانما في اصل التراث ، فنحن عندنا علم اجمالي ان هناك كتب لم تصل حتى الى السيد بن طاووس والعلامة الحلي والمحقق الحلي وانما وقف عليه الشيخ الطوسي والنجاشي والقطب الراوندي والمفيد فهل هذا العلم اجمالا نتركه? هو ملزم لنا ، فهذا لا يقارن بالظن التفصيلي هذا علم اجمالي وهو لا يخطأ ولا يمكن ان يخطأ فلا ترفع اليد عنه ولذلك السيد البروجيردي له مبنى ونعم المبنى انه اذا اتفقت كتب الاقدمين على فتوى فهو يفتي بها ويجزم بانها رواية معتبرة وان لم تصل الينا بطرق واسانيد معتبرة ويعبر السيد عنها بالكتب الاصلية او ذات المسائل الاصلية المتلقاة عن المعصومين في قبال الكتب التفريعية .

فالمقصود ان الكتب الفقهية في القرون المتقدمة بعضها نسخ لصق عن سؤال وجواب في الروايات مثل نهاية الشيخ الطوسي ومقنعة المفيد وكتابه هداية الصدوق فهو يقول اذا اتفقت هذه الكتب على فتوى وان لم تصل الينا في كتب الروائية الاربعة انا افتي بذلك بانها كتب اصلية متلقاة لان هذا العلم الاجمالي دين فهو يسند الى الله ورسوله ويتدين بها.

نضيف نقطة اخرى من العلوم الاجمالية سواء في الحديث او المقاتل او التواريخ اسماء كتب يذكرها السيد ابن الطاؤوس من القرن الخامس او السابع او السادس او الحادي عشر اسماء الكتب الان لا وجود لها سواء في المقتل في التاريخ في الحديث مثلا كتاب مدينة العلم للصدوق يقول صحيحة فلان موثقة فلان وهذا الكتاب فقد وكان عند الاصحاب واعتباره اكثر ممن لا يحضره الفقيه هناك اسماء كتب في الحديث ذكرت في كلمات علمائنا مثل كتاب منتخب الطريحي عنده مصادر مقاتل يقول لانه ما وصلت حيث كل جيل يكتب عن مقتل الحسين وواقعة الطف وكتب الحديث في ابواب العلوم الدينية هذا يشكل لدينا علم اجمالي كيف نرفع اليد عنه?

نقطة اخرى سلسلة الاحراق وليس الضياع :

حيث مكتبة الشيخ الطوسي احرقت بل احرقت مكتبات شيعية في فتنة اقاموها النواصب في مقام الشهادة الثالثة في الاذان والتشهد من سنة ثلاث مئة وثلاثة وخمسين الى ثلاث مئة سنة هذا الفتن تارة تصير كل سنة واخرى كل سنة سنتين خمس سنوات وذكرت لكم عن مصادر موسوعات تاريخية من الجمهور الخطيب البغدادي ابن الاثير في الكامل القاضي التنوخي البداية والنهاية لابن كثير او المنتظم لابن الجوزي وموسوعات تاريخية رصدت هذه الفتن ثلاث مئة سنة يعني من منتصف القرن الرابع الى نهاية القرن السادس قريب ثلاث مئة سنة كم احرقت كتب? مع زوال الدولة البويهية ايضا السلاجقة احرقوا والمغول احرقوا تراث الشيعة في بغداد هذه الفتن كم احرقت? الايوبيون كما احرقوا من تراث الشيعة في مصر وفي حلب والموصل والدولة العثمانية كم احرقت من مكتبات جبل عامل ؟ حتى في زمن الامام الكاظم كتب ابن ابي عمير بعضها تلفت نفس سليم في كتابه العظيم كان متخفي اشد مما كان يتخفى من البعثيين فهو شخص واحد فقط عنده نسخة من هذا الكتاب حيث هو في معارضة وملاحقة .

بتعبير الباحث الفرنسي الكبير يعجب كيف هذه الطائفة بقت وتنامت وتوسعت مع ان كل الدول تستهدفها وليس ذلك الا لوجود الامام المهدي فهو عنده برهان امني حضاري على وجود صاحب العصر والزمان وكتابه سرق من مركز الدراسات وطبع وترجم باللغة العربية والفارسية وطبعت سنة ثلاثة وتسعين ميلادية كتاب حول اعجاز المهدي يعني عندهم بديهية وجود هذا الرجل يقول العلوم الامنية والاستراتيجية هذا هو اللولب الحضاري لهذه الحضارة ونخشى منه مستقبليا يقول اخوف ما نخاف على الحضارات الغربية والسلطة الغربية من هذا الرجل هذا الرجل لو قدر ان تنتشر مبادئه لاستهوى شعوبنا وولاء شعوبنا .

هذا الرجل صاحب اكبر مركز دراسات في العالم كله في فرنسا وهو عضو مجلس الشيوخ وعنده تخصصات كبيرة ومركز تخرج دكاترة كبار وسنذكر في بحث المنهج ان المؤرخ اذا لم يكن عسكري لا حق له ان يقول معقولة هكذا قتلى ؟ انت خطيب نحترم خدمتك للحسين ولكن لا تخصص لك في الشان العسكري ولا تفهمه هذا ليس تخصصك التاريخ عبارة عن حضارة فيها علوم عديدة هذا يقول انا عندي برهان حضاري امني على وجود المهدي لا يعتمد على نص ولا غيره وانما حضارة اربعة عشر قرن بقت .

مثل باتريوس رئيس القوات الامريكية يقول لاحد الوزراء الشيعة ان هذي الاربعين هل النظام العراقي يديرها او النظام الايراني او الحوزة العلمية ؟؟ هذه نحن الدول العظمى نعجز عنها نحن ليس عندنا شيء صدفة هناك من يدير ويتحدانا في الادارة فيشمونه فينافسهم ويوصل رسائل اليهم عبر هذه الانجازات .

فالتاريخ او الظواهر المجتمعية تحتاج الى علوم تخصصية فلا يصح انه اذا دخلنا في التاريخ نعطي راي في كل المجالات فالتاريخ حضارة تحتاج الى علوم كثيرة اذا الان في زماننا حادثة حصلت فهي بحاجة الى دراسة انه كيف حصلت? ملفات معقدة فما بالك في التاريخ? لا نظنها كليلة ودمنة فهذا انكى اذا يستبعد فبدل ما يعتمد على علوم التخصصات يعتمد على تذوقاته ، هل انت تحيط بالطبيعة الجغرافية بين كربلاء والكوفة? ما هي عشائر الفرات الاوسط كيف كان تعلقها بسيد الشهداء عشائر البصرة والجنوب كيف كانت ؟ هو يظن كانه مسرح شرب ماء ومنقطع عن العالم ، هناك تفاعل نسيج اجتماعي عشائري سياسي تراكمي مترابط شبكة عنكبوتية بل اعقد من الشبكة العنكبوتية يريد يعطي رأيه في كل شيء .

مثل واقعة احد يقولون انهزم المسلمون ويقطعون الفيلم مع ان هناك تتمة مرتبطة حيث علي ابن ابي طالب حقق النصر فهم يقطعوا الفيلم هذا لا يفهمه الا شخص عسكري عنده المام بالبعد العسكري والامني والسياسي يعني قريش التي مثلت بجسد حمزة في احد بابشع التماثيل بحيث اغمي على رسول الله عدة مرات عندما رأى جثمان عمه فهؤلاء وامثالهم لو كانوا منتصرين هل يتنزهون عن الهجوم والاغارة على اخذ الغنائم وسبي النساء في المدينة المنورة? ماذا عن افظع الفجائع مع حمزة هند اكلة الاكباد وكذا ابو سفيان ماذا صنع? فهل يتنزهون عن سبي نساء المدينة وغنائمهم وهم منتصرين? فكيف حمزة حصل له اغتيال في اول المعركة وبعدهم المسلمين ليسوا منهزمين وكيف يخترق الصفوف هذا الوحشي قاتل حمزة ؟؟؟ هذا ليس معقول هي دسيسة من داخل المنافقين من المسلمين فهذه قضايا عسكرية لا يمكن لخطيب او مؤرخ او رجل دين ان يبدي رأيه بدون ان يستعين بخبراء في مجالات مختلفة والا يصير قفز على البحث وعلى كل المواد فلا يمكن تلخيص حضارة بعدة كلمات وبتعتعات لسان يجب احترام عقولنا .هذه واقعة الباري تعالى هيأ لها الكون كله والزمان والمكان .

اشكال طرح ...

وجدت موسوعة كتبها كاتب من ذوي المشرب الاموي عن عشر مجلدات مثلا في الخندق ذكر كل شيء الا علي ابن ابي طالب مع انه عنصر لولبي فيه وكذا لا يذكر في احد ولا في بدر وهذا كتاب من خمسين سنة قبل او مائة سنة ولكن مشرب اموي واضح وذكرت لكم ان الدولة الاموية او العباسية كانت مناوئة لاهل البيت او مسارات اخرى مناوئة يعني اليس يشكل لك علم اجمالي?

الان هؤلاء الضحايا في العراق او اماكن اخرى مع انه لم يكتبها احد اليس لنا علم اجمالي بوقوعها وتفاصيلها ؟ او انه ماذا جرى في سجون البعث من احداث دموية او داعش فاقصد المظلومين من لهم? في كتابة الحقائق والملفات انت كمحقق جنائي لديك تحريات تشكل لديك المجمالي فلا يجوز ان تفرط في القصاصات التي لصالح المظلوم لو كنت محقق حيادي والا يكون منهجك اموي فمع كل هذه الملابسات تراه يتعجرف وينفي بسرعة ويلمع ويبيض الطرف الاخر .

رحم الله الازري في شعره مضمونه يقول اخفى فضائله صديقه خوفا واخفى فضائله عدوه بغضا ومع ذلك ملأت فضائله ما بين الخافقين يعني هذه معجزة ومع ذلك يطالبني انه لا يوجد علم اجمالي فينفي ، كيف تنفي مع وجود هذا الكم الكبير من العلوم الاجمالية? كما لو كان عندي علوم اجمالية بانه مال اخرين موجود في الاموال المتعددة في اماكن متعددة فهل يمكن ان انكر انه ليس اموال الاخرين فيها ? هذا علم اجماعي لديك اذا كنت ذا دين .

هذا فضلا عما يرتبط بالتراث والمحقق الطهراني في كتابه النقد اللطيف وهو بمثابة الكفاية في العلوم القرآنية كتاب صناعي صعب جدا ومعقد عميق يذكر المنهج التاريخي يقول هذه القصاصات التي تراها مرسلة ومشتتة ومبعثرة تثبت لك ضروريات دينية وليس استفاضة وتواتر وسوف نشرح كلامه فلا يمكن ان نضيع تراث الضروريات الدينية يعني نوع من الطمس لذلك ذكرنا ان هذا النفي المطلق المتلاحق كبيرة من الكبائر وفسق كبير لمن يتحرج في دينه ، نعم انت قل انا راجعت الكتاب الفلاني والسطر الفلاني ولم اجده ولا تدلس اكثر من ذلك حيث تدليس النفي اشد من تدليس الاثبات اذ الاثبات يقول لك هذا المصدر عندي ولكن انت بالنفي تدلس وتغري العقول انه اصلا لا وجود .

انت كم هي قدرتك في التتبع وفي الفحص? فهذه العلوم الاجمالية ليست واحدة ولا اثنين ولا ثلاثة ولا اربعة كيف نرفع اليد عنها? انا ذكرت لك هذا البروفيسور اللي هو من مجلس الشيوخ الفرنسي صاحب اكبر مركز دراسات والتقيت باثنين من تلاميذه على مستوى دكتوراه يعني هم امرأتين قويتين احدهما استضافتني جامعة الكوفة واتوا بها فاجتمعت بها فرأيتها قوية جدا واخرى في البلد فاذا كان تلاميذه هكذا اقوياء فما بالك به ? فعندهم دراسات متخصصة عن التشيع والاثني عشرية بحيث حتى بريطانيا في بعض القضايا يستشيرونه ، فهذا الشخص يقول هذه الطائفة الشيعية في العالم برهان على وجود لولب يدير وما تستطيع القوى العظمى مقارعته في النظم والادارة والقيادة والخفاء الامني وكم مرة انا هذا الكتاب درسته .

وكذلك باتريوس رئيس القوات الامريكية سنة الفين وثمانية التقى باحد وزراء الشيعة ثلاث مرات استمعت القصة من هذا الوزير يقول انا عندي تسع تخصصات فعندما اقول لك الاربعين تحدي للدول العظمى اعي ما اقوله ثلاثين مليون من يستطيع ان يديره? هم اوليمبياد بخمسة ملايين ما يستطيعون يديرونه الحج مليونين ما يستطيعون يديرونه مع انهم يتعاضدون دول عظمى في الادارة وفي الامن وفي التغذية والمرور ومع ذلك يعجزون ، هو يقول نحن نتلقاها رسالة الينا ولكن نحن بعفوية وسذاجة واللا علوم العصرية نأخذ الامور كانها هينة .

فعملية الاستبصار انجرت بشكل كبير فهم وان لم يكونوا شيعة لكنهم محبين وهواة لاهل البيت وليسوا بقليل والمشكلة في الدراسات انها ما تستند الى علوم تخصصية وهذا اكبر خطأ في علم التاريخ يعني المؤرخ يجب ان يستند الى خبراء في تخصصات مختلفة ولا يظن نفسه هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ، فالمؤرخ فقد خبرويته في جمع القصاصات ومصادرها اما التحليل ورسم لوحات من هذه القصاصات ليس تخصصه ، المشكلة الان اذا تقول لباحث ان في احد اغتيل حمزة يقول لا يوجد عندنا نص تاريخي وكذب وتدليس نقول له انت كذاب لان هذا تاريخ شغلته المحلل الجنائي او الامني يفهم الملفات ما وراءها ولكن انت غافل ولا تدري ذلك فانا بعلم امني وعلم العسكر اعلم ما وراءه .

المشكلة انه جمودي على النص فهو نصب لا تخصص ، فهذه من الامور التي جرى عليها التعمية وخبط ان المؤرخ ليس دوره كل شيء ولا مصادر التعليق دورها كل شيء وانما دورها اعطاء رأس خيوط اما الخيط اين موجود ؟ هو عند خبراء العلوم يكتشفون المستور يعني حبل ممدود طرف منه عند الناس والطرف الاخر يتوسل اليه بالخبراء .

واما بالنسبة للمستشرقين فالباحثين عندهم انهزام خاص منهم يعني لما يصير مستشرق يعني لابد ان نتغاضى وننبطح عليه يعني هذه النفسية الانبطاحية والفكرية الانهزامية موجودة الى ما شاء الله وهذا عامل اخر وانا اركز على شيء اخر غير قضية اليد الاموية والعباسية ويد الاعداء وهذا جانب مهم يجب ان يدرس وانت ترى من يدعي انه مناصر لاهل البيت ولكن يبرئ للطرف الاخر ولا يكترث باصل المصادر والعلوم الاجمالية يعني هذا جان من الجناة ولا يقل عمن شارك في قتل الحسين من حيث ان هذه قتل للحسين عصرية فقتل الحسين معنويا اخطر من قتله بدنيا فالمؤرخ ليس دوره ان ينقل كل الحقائق وانما رؤوس قصاصات وخبراء العلوم يكتشفون حقائق غافل عنه المؤرخ وهذا باب عظيم لاكتشاف الحقائق وليس هذا من التدليس في شيء وانما العلوم التخصصية الاخرى تتدخل .

مثلا الان هذه الطائرة المروحية كيف سقطت? يأتون خبراء يفهمون فهذه الامور لخبراء الطيران وخبراء عسكر خبراء امن وخبراء اتصالات ولنفترض انه انت عندك المام في التاريخ فالتاريخ ليس كل شيء انت فقط مواد اما هذه المواد كيف يستنتج منها ؟ لهذا يكون ذلك بتوسط خبراء وتخصصات مختلفة تعطيك افلام عن الحقيقة ولخلايا ما كان يشعر بها المؤرخ ولا كاتب تاريخي اما الذي هو جاهل بالعلوم التخصصية ليس له حق ان يبت في قضية عسكرية او امنية او سياسية او اقتصادية وانما يقول هذه المادة التاريخية موجودة ام لا? اما تأليف هذه المواد والقصاصات ليس من وظيفتك واذا تبدي الراي فانت كذاب مدلس .

التحليل التاريخي اذا قضية عسكرية يأتون بخبراء عسكرية اذا قضية صحية بخبراء الصحة اذا زراعية كذا ، كي مثلا نحن نعرف عظمة ادارة الرسول في الزراعة يأتي شخص لا تخصص له يقول النبي لا باع له هل انت تفهم في الزراعة? فكيف انت تسمح لنفسك ان تتدخل في شيء ليس لك تخصص فيه? فاي عالم يجب ان يكون امين في الا يتدخل في تخصصات غير تخصصه ويفتي سواء فيزياوية طبية .

الان من اين نعرف ان الباقر عليه السلام معجزة في علم النقد? لان الدولة الاموية تورطوا ولو لم يعنهم الامام على ضرب السكة لهدرت كل اموال المسلمين كما هو الحال في غسيل الاموال ، فعظمة هذا الانجاز العلمي للامام الباقر لا يفهمه الا عالم النقد او قضية التفاوض الان هو علم مستقل من العلوم الاستراتيجية السحرية في البشر يأتيك من له تخصص ويقول نعم علي ابن ابي طالب عنده تخصص واكبر منظر بشري في علم التفاوض اما يأتي فقيه ليس تخصصه او فيزيائي ليس تخصصه وكذلك الطبيب غير متخصص ، فعلم التفاوض يجعل عدوك صديقك ويجعل الصديق تلعب فيه كما تشلء ، فعلم التفاوض من اخطر العلوم يعني ربما هذا العلم اخمد حروب ونهج البلاغة مشتمل على هذا العلم لا علماء الشيعة ولا السنة الان اختصاصيين اكاديميين كتب بالبرهان في علم التفاوض ان عليا اجدر في هذه المدرسة من المنظر البشري الحالي فلا يحق ان تقول لان هذا تراث ديني فلي الحق ان اتدخل في كل التخصصات هذا غير تام ، التخصص بحاجة الى متخصص .

الان من معجزات النبي دولته من جاو الى طنجة من بلقان الى افريقيا هذه نفسها دولة ولكن دولة كبرى وتنضبط تحتها دول سياسية مؤقتة والا نفس الدين الاسلامي هي دولة نسيج معين مجتمعات معينة فالحضارة الاسلامية دولة مستدامة فالرسول معجزته انه بنى دولة مستدامة الان هذه الدولة اخترقت في جملة من الملفات لكن اصل الدولة باقية واصل الحضارة باقية .

اشكال طرح ...

فيما يتعلق بالفلسفة الاسلامية انظر الى خطبة الصديقة ارشاد صدق على هذا الكلام من يفهم فقه المقاصد في زمن الصديقه? وما هو دور فقه المقاصد في اصل المسيرة الدينية والعلوم الدينية? الى ان يتطور العقل البشري ، الفقهاء لم يفهموا وكذا المتكلمون وحتى زمن الامام الصادق تلاميذه لم يفهموا خطبة الزهراء وكذلك ايام الرضا تلاميذه ما فهموه وحتى الشيخ المفيد واعظم به لم يفهم ولكن الان البشرية عرفت فقه المقاصد والقانون الدستوري وعرفوا هيمنة لبوة النبوة في العلوم وان العلوم طبقات هيمنة وشبكة الان العقل البشري يحاول ان يفهمه .

حتى الان الصحابة وحواريي المعصومين لايمكن يفهمون المشاريع يعني حتى حواريي الصحابة لا يفهمون المعصوم كما هو حق لكن الان العقل البشري بتطوره يفهم المعصوم الان العقل البشري اذا تطور يفهم ان هذه خطبة الزهراء قنبلة علوم ادارة امامة قيادة فهل زوجة من زوجات الرسول تفهم هذه القضايا? او صحابي من الصحابة يفهم هذه القضايا? الان ما ربط العقائد بالفقه ونصوص الفقه بالاخلاق? هذه شبكية وتداعياتها ، الان البشرية بعد مئتين سنة الفقه الدستوري بدأ يدرسه وتخادم العلوم مع بعضها البعض وترابطها .

هذا البحث سابقا الفقهاء والمتكلمون والمفسرون ما كانوا يشموه انه ما الفرق بين المعصوم وغير المعصوم? كما قال ذلك الشخص وصح ما قال علي خلق لغير زمانه وفاطمة خلقت لغير زمانها وسيد انبياء خلق لغير زمانه وكذلك الحسن والحسين فهم لا يستوعبوهم لذلك قتلوهم وشردوهم يعني من هو نجاة للبشر ترى البشر يفترسه ويقضي عليه وسيعلم التالون غب ما اسسه الاولون .

انا اقول ان فلاسفة الشيعة الكبار من ملا صدرا الى الان قالوا هذه الخطبة الشريفة صميم التوحيد والذي يستبشع اللغة الفلسفية العقلية ولذلك انا اقول في بعض الاحيان محاربة الفلسفة مع انه نتاج بشري فيه غيث وسمين ومحدود ولكن محاربة الفلسفة بذريعة محاربة لغة العقل هذا خطر على الدين ليس الفلسفة هي حماية الدين وانما اللغة العقلية اذا كانت محاربة العرفان لاجل محاربة اللغة القلبية هذا خطر على الدين لانك تجعل الدين قراءة مادية حسية وصنمية المادة وهذا خطر او تحت محاربة الشيخية يريد يحارب فضائل اهل البيت يعني قميص عثمان وهم زلتهم في النيابة الخاصة وهذي الهجوم على حقائق الدين وهذا خطر يروج للوهابية وشبهاتهم تحت ذريعة الغلاة وهذا قميص عثمان لترويج المباني الوهابية لكن بدون ان يذكر اسم الوهابية .

اذا الباحث ما عنده بصيرة وفطنة يستدرج ويستغفل حيث اقمصة عثمان ليست واحد واثنين وانما اقمصة كثيرة تحت ذريعة ترويج فلان واذا انت تحارب الشفاعة والتوسل فماذا بقي من التشيع? فليس انه وهابي او شيعي او عمامة شيعية الكلام في الفكر حيث انت تطعن في التراث الشيعي او فضائل اهل البيت الموجود في تراث السنة ما نقبله يعني يتمسكون برواية عن امام الرضا واصلا الرواية لا اصل له بهذا الكلام رواية واحدة مقابل تواتر سيرة المعصومين واحتجاج المعصومين وعلماء الامامية بتراث الجمهور فهو اما ساذج او يريد يحارب فضائل اهل البيت الموجودة في التراث الاخر يعني انعدام البصيرة والمنهجية خطر جدا كبير يمكن ان يستغفل به الفضلاء والاجواء المختلفة .

هو لا يميز مثلا بين الطرق واعتبار الطرق فيعتبر اعتبار التراث باعتبار الطريق .

 

وصلى الله على محمد واله الطاهرين .