الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

46/01/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية (6) / اعتبار كتب المقاتل المتأخرة/

 

كنا في هذا البحث وهو في رد القول القائل بالتفصيل في اعتبار كتب المقاتل او التاريخ او السير والاثار في التفصيل بين المتقدمة الى القرن السابع وبين المتأخرة من بعد القرن السابع ومر بنا انه ليس كلامنا ان اعتبار الكتب على درجة سواسيا ولكن في صدد اصل الاعتبار مع تفاوته الموجود ففرق بين ان نقول لا اعتبار او نقول هناك تفاوت في الاعتبار وهذا مبحث حساس في مبحث الحجية ونقطة صناعية جدا مهمة مغفول عنها .

مثلا الان الخبر الحسن عند السيد الخوئي وعنده مشهور متأخري الاعصار ان الخبر الحسن والخبر القوي والموثق والصحيح كل هذه الاقسام الاربعة حجة نعم عند التعارض يرجح الاقوى على الاقل قوة وعند عدم التعارض يعمل بها جميعا او باحدها فحجية الظن والطريق عند متأخري الاعصار مع انها حجية اجتهادية وظنية الا انها متفاوتة ومتراتبة وليست في درجة واحدة يعني نفس الدليل الاجتهادي الظني التفصيلي هناك درجات وليست درجة واحدة ، وهذه قاعدة مهمة في نظام الحجية فصرف التفاوت في الدرجات لا يعني اسقاط الاقل درجة عن الاعتبار ، فالاعتبار موجود لكنه اقل .

وهذا المطلب اللي ذكرناه في الحسن والقوي والمؤثق والصحيح والصحيح الاعلائي هكذا الحال عند مشهور القدماء وحتى الوحيد البهبهاني باعتباره انسدادي هكذا الحال عنده في كل الاخبار حتى الضعيفة ، يعني الضعيف بمفرده لا يمكن التعويل عليه لابد ان ينضم اليه روايات اخرى لكن لا انها تحذف عن قاموس المحاسبة الاستنباطية الاستنتاجية ولكن مهما ضعفت يبقى لها نوع من الاعتبار نعم ليس بدرجة الحسن وليس بدرجة القوي والموثق والصحيح لكن لا انه عدم الاعتبار لها وانما بالتراكم وبالانضمام .

فلاحظ هذه الدرجة من الاعتبار وان كان اختلفت وهذا المبنى المشهور ومبنى الشيخ الانصاري والسيد الروحاني والوحيد البهبهاني بخلاف مبنى السيد الخوئي واكثر تلاميذه من ثم السيد محمد الروحاني حيث الشيخ الانصاري عنون اشكالات صغروية في الرسائل في نهاية مبحث حجية خبر الواحد طبعا شخصيا لا اعتبر هذه اشكالات وانما قابلة للجواب ولكن الشيخ اعتمد هذه اشكالات وهي نابعة من مواد رجالية ولكن تحليلها بحاجة الى تحليل دقيق الان لسنا في هذا الصدد هذا المواد دائما في علم الاصول والفقه والحديث والرجال وعلم السير مواد ضرورية يجب الوقوف عليها وسعتها وكثرتها ولكن الضرورة الاخرى تحليلها صناعيا وتفسيرها فكلا الجناحين مهمان .

فالشيخ الانصاري في نهاية حجية الخبر الواحد في الرسائل يذكر مواد رجالية وحديثية تقتضي انسداد باب العلم في الرجال صغرويا ومن ثم يلتزم بالانسداد، السيد الروحاني في دورته الاصولية ايضا قناعته هي قناعة الشيخ الانصاري حيث البعض يسألون انه كيف السيد الروحاني نقض على استاذه السيد الخوئي في دورته الاصولية فبالتالي مجموع منظومة هذه المواد ادت بالسيد الروحاني الانسداد وان جواب السيد الخوئي ليس تام صغرويا وان كنت انا شخصيا اجبت عنها في علم الرجال وفي علم الاصول هذه المواد التي جمعها الشيخ الانصاري لا تقتضي الانسداد الصغير ابدا في علم الرجال ولا في علم الحديث من زاوية علم الرجال بل لها اجوبة دامغة ولكن حصلت غفلة عند الاعلام .

فاذن درجات الاعتبار متعددة وهذه اسرار صناعة بحوث اصولية يجب الانسان يقف عندها مليا يلتفت ان درجة الاعتبار عند المتقدمين يعني المفيد والصدوق والكليني والمرتضى والطوسي وابن ادريس وابن براج وابن زهرة والشهيد الاول من ثم اصحاب المسلك الرباعي في الطرق قوي وحسن وموثق وصحيح ربما يتعجبون من نهج الشيخ الانصاري يذكر كل رواية ولا يتركها وان كان ينقح درجتها وكذلك صاحب الجواهر الذي هو من الطبقة الثالثة من تلاميذ الوحيد ومفتاح الكرامة وكاشف اللثام دئبهم هكذا لا انه يعتمد على رواية ضعيفة بمفردها هم اصلا ليسوا مبناهم الاحاد وانما في قبال المنهج المنظومي المجموعي من ثم يكترثون بكل صغيرة وكبيرة في الروايات لكن يعطون لكل رواية حجمها من الظن لا ان هذا تساهل بالعكس هو نوع من التدقيق عند اصحاب مسلك القدماء ومسلك متأخري الاعصار اللي هو الوحيد البهبهاني ومدرسته اربع طبقات من بحر العلوم طبقة اولى وطبقة ثانية الى الشيخ الانصاري اللي هي الطبقة الرابعة .

فهذه النكتة فيصلية فاصلة مفصلية ان الاعتبار درجات ومعنى الدرجات ليس التساوي سيما عند القدماء ولكنه يكترث به بحجمه ولا يغالى فيه ولا يفرط فيه لا غلو ولا تقصير لا افراط ولا تفريط واذا تراهم يدققون في الاسانيد حتى الشيخ الانصاري او السيد محسن الحكيم حيث هو انسدادي والانسداد عريق في الاعلام بعد الوحيد البهبهاني وان كنت انا شخصيا لا اتبناه ولكن مباحث الانسداد بغض النظر عن نتيجة الانسداد مباحث صناعية وطفرة في علم الاصول جدا مهمة يعني بحثها الانفتاحي الذي لا يؤمن بالانسداد وبحثها الانسدادي فهي صناعية قولبية جدا مهمة .

فلاحظ اصل الفكرة مضافا الى قضية المنظومية الاجمالية اللي مر بنا معنى خبر احاد في قبال اخبار يعني المجموع هذا المجموع نظام صناعي وليس عشوائي ولسنا في صدد ان الاعتبار متساوي المتقدم اين والمتأخر اين? لكن كونه غير متساوي لا يعني انه كالعدم حيث تكوينا لا يكون كالعدم ، هو ظن ولا نهي عنه ذاتا ، اذن يكتفى به بدرجته وحجمه لا انه قضية عشوائية وتساهلية وتسامحية .

فاصحاب الحصر في الطرق الاربعة والخمسة كما يذكر السيد احمد ابن طاووس في التحرير الطاووسي والذي تبناه اولئك عندهم تفريط وتسامح لانهم ما يكترثون بالمجموع التكويني حيث الاطمئنان علم عرفي وليس علم عقلي دقي وهذا العلم العرفي حجة واعظم من الظنون ، فباب الاطمئنان باب عنونه جملة من الاعلام المعاصرين منهم السيد محمد الروحاني فرز له بحث مفصل خاص في دورته الاصولية الثلاث والسيد محمد سعيد الحكيم في كتابه في الاصول ايضا فرز له بحث والاطمئنان هو قمة الظنون والشهيد الثاني يقول هو العلم المتأخم للعلم العقلي السيد الخوئي وكثير من الاعلام عندما لا يجدون مثلا دليل اعتبار خاص بظن من الظنون كقول لغوي حيث هو مرسل لكن يقولون الاطمئنان الحاصل منه حجة وكل الاصوليين اتفقوا عليه فمن اين اتى هذا الاطمئنان? هم ينادون باعلى صوتهم بان الظن الحاصل من قول اللغوي لا دليل على حجيته فهل نسفوه ورموه في البحر? كلا فكون هناك ظنون غير معتبرة بمفردها لا يعني عدم الاكتراث بها ، البعض قد غرز فيه السموم من حيث لا يشعر الان قضية قول اللغوي ليس كلام السيد الخوئي وانما غيره من الاعلام في قول اللغوي او افرض القراءات الاخوند عنده ان القراءات لا متواترة ولا مسندة وكذلك عند البلاغي وعند السيد الخوئي ليست حجة اصلا هي ليست مسندة فضلا ان تكون متواترة ولكن مع ذلك اذا حصل الاطمئنان فبحث اخر وكذلك بحث الشهرة جابرة او كاسرة يستثنيها السيد الخوئي وغيره الا اذا حصل منها اطمئنان فالاطمئنان من اين يحصل? وما وجه حجية الاطمئنان? قلت لكم السيد الروحاني والسيد محمد سعيد الحكيم عقدا مبحث مستقل بين الظن وبين القطع منطقة برزخية تارة تحسب على العلم والقطع وتارة تحسب على الظن وهي الاطمئنان فهذه علوم دين فاما ان تبحث فيه بدقة او لا تدخل فيها .

فما هو الاطمئنان? هل من ضم حجر الى حجر يتولد لدى الانسان? كلا وفي جملة من الموارد السيد الخوئي عنده غفلة كبيرة كيف هو ضم حجر الى حجر? هو يعترف بانه اطمئنان استثنى في الشهرة وفي قوله اللغوي وفي جملة من الظنون الذي نفى وجود دليل خاص على اعتبارها الا اذا وصل الى درجة الاطمئنان ، اين هو الاطمئنان في خارطة علم الاصول? من اين اتى? هل جزافا وعبطا? يعني هل بشكل سليقي فردي او بضوابط وموازين علمية عقلائية? وهذه اسئلة صناعية .

مثلا الاطمئنان هنا لماذا قبلوه الاعلام? بينما الاطمئنان الحاصل من السحر والشعبذة والكهانة والعرافة والجفر والرمل سواء علوم محرمة او محللة الاطمئنان لا يعول عليه وكذلك الاطمئنان الحاصل من القياس بل الجزم بصورة اليقين وهو ليس يقين والقطع الحاصل من القسم الثالث والرابع من الظنون ولا حجية فيه وهم ذكروا في القطع ليس كل قطع حجة ، كنعق الغراب يحصل لك الجزم او وسواسي اما انت مفرط في الجزم او مفرط في الجزم يعني حالة مرضية في ادراك الانسان بين افراط وتفريط مثل الفخر الرازي يقولون كل ما تأتي له بادلة يشكك ويوسوس ولكن هذا لا يزلزل المواد الاستدلالية البرهانية فالتفريط الحاصل في الجزم لدى الفخر الرازي حتى في شرح الاشارات او غيرها عنده تفريط في التشكيك وفي الوسوسة يعني تفريطه في الجزم هل هذا يعول عليه في نفي حجية البرهان? كلا هو حجة عليه وان فرط وان لم يجزم فالجزم شيء والبرهان شيء اخر .

وذكرنا ان ما افاده الاصوليون من ان القطع حجيته ذاتية هذا كلامهم مسامحة هم لا يريدون القطع ولا الجزم وانما يريدون اليقين لاحظ في دعاء كميل فباليقين اقطع يعني عنده اثنينية بين اليقين والقطع وفعلا هناك اثنينية شخص يقطع بالظن يقطع بالشك يقطع بالاحتمال هذا عنده افراط في القطع وفي الجزم ، فمرادهم من الحجية الذاتية هو اليقين اللي هي موازين موضوعية علمية حيادية برهآنية والا الجزم الحاصل اما تفريطا او افراطا لقطع القطاع او تفريطا مثل فخر الرازي ما يحصل له جزم كما يقول القرآن كثير من الجاحدين وحتى الكافر ما كانوا ليؤمنوا ، ولو جئناهم بكل اية وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنون الا ان يشاء الله ، او ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ما تبعوا قبلتك هذه المباحث اذا في المنطق وفي المقدمات لم يخض الانسان فيها خوضا عميقا يبقى عنده تلكؤ .

الاطمئنان سكونه دون الجزم والجزم اكثر سكون ولكن الجزم اذا كان بمنشأ صحيح فصحيح لذلك قطع القطاع والقطع الناشئ من استبداد العقل دون معلم وحياني ايضا اشكل عليه الاصوليون فالجزم يجب ان يحصل عن اليقين لاالتجزم السريع لقطع القطاع ولا الوسواسي الذي لا يحصل عنده السكينة المعول هو على اليقين يعني نفس المقدمات التي يحصل منها برهان المقدمات التي يحصل منها البرهان هي المدار هذا في القطع واليقين اما الاطمئنان لماذا فصلنا فيه? وهذا من المسائل المستحدثة في علم الاصول كما ذكر السيد الروحاني ان هيكلة منظومة الاطمئنان باب جديد في علم الاصول يجب ان يغوص فيه الباحث هذا الاطمئنان لا هو ظن ولا هو ظن خاص ولا هو قطع يقين هو برزخ الشهيد الثاني في شرح اللمعة يقول متأخم ، فهذا الاطمئنان ما بالكم ايها الاصوليون فرقتم بين الاطمئنان الحاصل من القسم الاول او الثاني عن الظنون القسم الثالث والرابع ، القسم الاول هو الظنون التي قام عليها دليل خاص القسم الثاني هي ظنون المرتبطة بهذه الظنون الخاصة لكن لم يقم عليها دليل خاص فهي مرتبطة بالاحاديث والاخبار والظهور ودلالات الظهور وقول اللغويين وغيره وبكلمة موجزة الفنون المرتبطة بالعلوم النقلية التي لم يقم عليها دليل خاص كالشهرة والاجماع فظنون كثيرة عندنا مرتبطة ومنشعبة عن العلوم النقلية ولم يقم عليها دليل خاص هذا يعتبر قسم ثاني في علم الاصول . وهذه المطالب نذكرها عن الاكابر خفية فهرستها حتى على كثير من الكتب الاصولية ولكنها موجودة عند الاكابر.

القسم الثالث الظنون المحللة لكن لم يسوغ الشارع على التعويل عليها مثل الجفر والرمل والتنجيم ولكن مع ذلك الشارع لم يجوز التعويل عليها في الشرعيات لا الكبرويات الشرعية ولا الصغرويات والقسم الرابع ظنون محرمة كالسحر والشعبذة او ارتباط بالجن والكهنة والعرافة وعلاوة على تحريمها اصلا الشرع لا يعول عليها فلا القاضي يعول عليها ولا المفتي ولا المتشرع المتدين مثلا انا علمت بان فلان او فلانة سحرني او الساحر قال حتى الذي يفك السحر افترض ما يرتكب حرام هو قال ان فلان من ارحامك او من اصدقائك او من اعدائك سحرك هذا لا يعول عليه ولا يجوز التعويل عليه وكذلك القسم الثالث لا يعول عليه يبقى القسم الاول والثاني القسم الثاني الظنون المتعلقة بالعلوم النقلية من شهرة واجماع من قول لغويين وقراءات هذه الظنون القسم الثاني اتفق الاصوليون على انها اذا ولدت اطمئنان فهي حجة بينما اذا تولد من القسم الثالث والرابع قالوا ليس بحجة .

اذا هناك اية وقرآن اصولي متفق عليه وبديهي الى درجة الضرورة ان الاطمئنان الحاصل من الظنون غير المعتبرة بدليل خاص هذه اذا تولد منها الاطمئنان حجة ملزمة هذا للاسف في سير العملي للسيد الخوئي في الفقه وفي العلوم الدينية نادرا يراعيه وهذه المؤاخذة عليهم ان هذا السر في التراكم عن المشهور لان هذا الاطمئنان ما يمكن الرفع اليد عنه من ثم مشرب السيد الروحاني او السيد محمد سعيد الحكيم او غيرهم من الاعلام بهذا السبب ان هناك افتراق والسيد الروحاني دائما يكرر ان الفقه كلها ينبني على لملوم يعني منظومة اطمئنانية وفعلا الفقه هكذا والا انت تريد فقط قوالب ظنون دل عليها الدليل الخاص هذا الفقه لا ينبني .

فهذا ليس تساهل لا في واقعة الطف والمقتل ولا في علوم الدين نعم درجات الظنون تختلف من واحد بالمئة خمسة بالمئة عشرة بالمئة عشرين بالمئة هذا كله صحيح لكن هذه الظنون مرتبطة بالنقل والعلوم النقلية يعني نحن اشياء ناخذها بالنقل عن الوحي وفرق بين العلوم النقلية والوحي فالمؤاخذة واضحة على السيد الخوئي في منهجه في الرجال والمؤاخذات كثيرة وهذا لا يخل بمقامه العلمي واحترامنا له مثلا في علم الرجال هو يقول بانه كونه وكيل ليس دليل على الوثاقة وكونه كثير الرواية او كونه صاحب اصل او كونه كذا قرائن الى ما شاء الله ذكرها المشهور لا يعول عليها ، نقول نعم لا يعتنى به كدليل خاص اما كاطمئنان يعتنى به ثم الرواية درجات وكثرة الرواية درجات وكونه عنده تلاميذ درجات او اساتذته مشيخته فحول او غير فحول هذه درجات روى عنه الاكابر درجات هذه الظنون وجودها تكويني فلا تعتمد على الاعتبار كي تقول كالعدم سيما هي في الاصل هذه الظنون في توليدها للاطمئنان ما تحتاج الى الاعتبار الشرعي التكويني ، فوجود ظن تكويني وانضمام تكويني والنسق تكويني والنسيج تكويني الدرجات الميزانية التكوينية دقية عقلية يولد اطمئنان عقلي تكويني فكله تكوين في تكوين وهذا الاطمئنان اعتباره ليكن اعتبار شرعي ولكن اطمئنان حاصل من الظنون المرتبطة بالنقل وبالعلوم النقلية لا بالجفر وكذا والغيبيات .

وهكذا الحال في واقعة الطف كيف تقول هذا الكتاب لا اعتبره كم درجة هي? هل تكوينا ليس له درجة احتمالية? تكذب اذا تقول ليس له اي درجة احتمالية عطه واحد بالمئة خمسة بالمئة والكتاب ليس على وتيرة واحدة المواد فيه مختلفة بحسب القرون بل بحسب المؤلف وقوته وحذاقته وملابسات الواقعة هذه امور تكوينية وظنون تكوينية حصول الاطمئنان من عامل تكويني كيف تنفيه? هذا اقوى من الدليل الخاص واتفقوا على ان الاطمئنان مقدم على الظنون الخاصة ومتاخم للعلم .

اين تدعي الصناعة والالتزام والورع العلمي? هذه الليالي مضينا في المنهج الصناعي والان نبدأ في المخزن للمواد وسوف نرجع للمواد الصناعية وهذي سنذكرها سردا جمعا تشكل علوم اجمالية عديدة علم كبير اكبر علم متوسط اوسط وسيط علم صغير اصغر يعني درجات من العلوم تشكل وهذه نقطة مهمة في المواد وكل ما صار سبر المواد اكثر فيصير اطمئنان او العلم يحصل له والاطمئنان حجة الاطمئنان المرتبط بالعلوم النقلية لم ينازع اصولي في حجيته الحاصل من القسم الثاني نعم درجاتها تختلف فاول مصادر هذه بضرورة المسلمين بل بضرورة البشر حادثة كربلاء وهولها وعظم حادثتها قصاصات ومفردات الحادثة الى ما شاء الله رزية ما اعظمها على الاسلام وعلى اهل السماوات والارض ورزية على الاسلام ونفس سيد الانبياء ذكر هذا المعنى وببالي ان العلامة الاميني في كتاب سيرتنا وسنتنا اقتفى حذو السيد عبدالحسين شرف الدين ربما عنده خمسة وثلاثين مجلس كل مجلس له طرق يعني سيد الانبياء قطعا اقام عشرات المجالس للبكاء وابكاء من حوله او في المسجد او في بيته او مكان اخر على الحسين بل جبرائيل بمقام العزاء للنبي وطرقها متواترة .

فليس الموضوع هو البكاء وانما عظمة الحادثة وهولها منها حتى الدم الذي جعلها الله رمزا تكوينيا لسيد الشهداء الى يومنا هذا متواتر عند روايات الجمهور بقي الى سنين في كل مدن الاسلام فانا بصدد عظمة المصاب وعظمة الظلامة وعظمة الهتك الذي حصل لحرم الله وحرم الرسول وحرم اهل البيت وهذا علم اجمالي اكبر وله مصادر وقيود الى ما شاء الله لمن يتدين بالتراث هنا علم اجمالي اكبر .

ما ثمرة هذا العلم الاجمالي? سنبين ثلاث اربع صياغات صناعية ذكرها الاصوليون بالاتفاق مصيبة ما اعظمها واعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع السماوات والارض جزى الله خيرا كل من كتب من الفريقين في عظمة واقعة كربلاء وكل من خدم في هذا المجال قطعا سيد الشهداء واهل البيت والنبي يجازوه وهذا الهول والعظمة ينتج منها احكام كثيرة في الشعائر وهذا ليس كلام شعري شاعري الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء يقول انه الروايات المتعددة المستفيضة وفتاوى الفقهاء ان زيارة الحسين لا تترك مع الخوف حتى على النفس واسانيد عديدة يعاتب فيها الامام الصادق اجلاء فقهاء تلاميذه لم لا تخاطروا بانفسكم وفي كامل الزيارات موجودة ، الحاج اذا ما كان امن السرب لا يجب عليه الحج اما طريق الحسين هو الطريق شوكة .

الامام الهادي سيرته القطعية في زمن المتوكل نكل بالشيعة قتلا قطعا وفي كامل الزيارات روايات مستفيضة ونحن قرأنا كتاب كامل الزيارات وتداولناه مع الاخوة فقرة فقرة وسطر سطر مع ذلك لم نغص فيه الاعماق وهذا من اعظم الكتب في الحديث ان في زمن الصادق نقاط مسلحة للامويين والعباسيين سيطرات مسلحة يعبر عنه في زمان النصب بالمسالح وعندنا رواية انه من يقتل ما هي ثوب هو ثوابه وكذا .

من زمن الصادق والباقر بل من زمن دفن الامام السجاد للاجساد المقدسة الشريفة جعل الله كربلاء بارود معسكر تدريبي على المغامرات الاستشهادية دائما الحسين معسكر فداء ومعسكر مغامرات تضحوية ، اما بارد وامن هذا ليس مسار الحسين ، مسار الحسين ملغم بالتدريب المخاطري وهذا ينتج منه مباحث كثيرة في فقه الشعائر الحسينية فدائما طريق الحسين طريق مغامرة سواء في كربلاء او في اي ممثلية للحسين وسفارات لدولة الحسين وهي المواكب الحسينية هي دولة الحسين في كل العالم لابد فيها من مخاطرة ومغامرة ومحاذير امنية جعل الله الحسين طريق تدريب على التضحية للدين مع ذلك الامام الصادق يعاتب فقهاء كبار ابان ابن تغلب الامام الصادق قال اوجع قلبي موت ابان يعني هو ركن من اركان تلاميذ الامام الصادق ويتباهى به ويفتخر به النجاشي يقيم صفحتين ثلاث على ابان وهيمنته على علماء الجمهور مع ذلك يعاتبه الامام الصادق انه انت رئيس الشيعة لا تزور الحسين ؟ وليس فقط ابان بل حتى زرارة ومحمد بن مسلم وسبعة ثمانية من كبار فقهاء الشيعة الامام الصادق يعاتبهم لماذا لا تزجون انفسكم بالمخاطرة في سبيل الزيارة واسانيدها معتبرة مستفيضة الى ان وصلت النوبة الى زمن الامام الهادي .

انا اقصد عظمة واقعة كربلاء دينا عقائديا لذلك الفقهاء يحذرون من تعطيل الشعائر الحسينية ومن تعطيل العتبة الحسينية ومن تعطيل ممثليات دولة الحسين في اي مكان في الارض هذه راية عظيمة لاهل البيت لا يمكن ان تعطل ، الان المتوكل بالشيطان العباسي هدم قبر الحسين ونبشه مرتين بل قيل ثلاث مرات هذا غير التنكيل بالشيعة مع ذلك الامام الهادي كان يحث الشيعة بشكل شديد ان يزجوا بانفسهم للزيارة وهذه وقفة دعونا غدا نتطرق لها لا زلنا في منشأ العلم الاجمالي الاكبر وهو عظمة الواقعة هذه يترتب عليها احكام فقهية كثيرة وليس قضية شعر وخطابه يعني تقييم الملاك الشرعي للشعائر الحسينية انه الحج يمنع اما زيارة الحسين لا تمنع فالعلم الاجمالي الكبير مواده ما شاء الله كثيرة جدا .

اشكال طرح ....

هذا التخيل تخيله جملة من الاعلام ولكنه تخيل واهي و واهم جدا لان الموازين العلمية لابد ان تكون نوعية فعندما لايكون هناك انضباطيات في التراكميات ليس المقصود انه ليس هناك موازين بل هناك موازين في حصول العلم الاجمالي او الاطمئنان غاية الامر هذه الموازين بحسب البيئات وبحسب الموضوع تختلف قوة وضعفا في الظن لكن تتركب بشكل موزون منهجي لا ان كل يستنتج سليقة وذوقا وتشهيا وتحكما وتهوسا .

اتذكر سألني احد الفضلاء قبل خمسة وعشرين سنة في محفل من البيوتات النجفية والقمية قال لماذا تجمع انت القرائن في علم الرجال? ما الفائدة في ذلك? قلت له عرفني ما هو الفرق بين خبر الثقة والخبر الموثوق به? قال هذه من ابجديات علم الاصول فذكر ان الموثوق به شخصي وخبر الثقة نوعي فقلت له اذا كان الخبر الموثوق به شخصي كيف يدعى ان سيرة العقلاء على قبول الموثوق به? فسيرة العقلاء دائما على النوعي فلم يحر جوابا .

وهذا المطلب عرضناه في الدور الاصولية الاولى والثانية والثالثة لم نصل اليها بعد ، ان الفرق هو ان في الموثوق قرائن عديدة غير منضبطة في قالب واحد لكن تنضبط بدراستها موردا موردا درجة درجة نسقا تنسيقا لاانه قضية عبطية وعبثية وهلوسية فالفرق انه كل منهما هو منضبط نوعي الا ان هذا نوع ثابت ذاك نوع متغير متحرك لا انه ليس بنوعي والا كيف العقلاء يقرون به? فحتى الموثوق به نوعي فهل العقلاء يعتدون على اللا نوعية وعلى اللا انضباطية وعلى اللا ميزانية ؟ هذا الاطمئنان ذكروه في دهاليز الاصول وهو تكامل العلم انه شيئا فشيء يبوب ابواب جديدة ونحن خارطة الحجج بمشيئة الله في هذه الدورة الثالثة نبين انه يجب ان تبدل بنسق امتن واتقن صناعيا بكثير ومن كلمات نفس الاعلام لا انه نحن مبتكرون وانما نحن نهندس ونسيق خارطة امتن واضبط صناعيا .

السيد الروحاني في كتابه المنتقى وفي دورته الاصولية الثالثة عنون الاطمئنان بعنوان مستقل غير العلم وغير الظن الخاص وهو اصلا عنونته في باب هو هذا بحث مهم وكذلك السيد محمد سعيد الحكيم فبالتالي عملية التطوير والتنظيم الهندسي الصناعي في علم الاصول ضروري وان غفل عن تبويبها السيد الخوئي والا ارتكاز هو يصرح بهذا الشيء ويعبر عنه بالعلم العرفي او المتاخم للعلم الدقي ويعبر عن بعشرة اسماء .

نعم اليقين درجات كما قال المناطقة يعلوا بعضها بعضا ويقوى بعضها على بعض والاطمئنان دون العلم الاجمالي ولكن مع ذلك هناك نوع من التقارب بين العلم الاجمالي والاطمئنان ، الاطمئنان يعبرون عنه علم عرفي وليس علم دقي تكويني يعني هناك اشتراك شبه بينهم وهناك اختلاف ، الوجدان من مصادر اليقين اذا كان بديهي اما اذا ليس بديهي يدخل في الاطمئنان الوجدان له مساحات وليس مساحة واحدة ، يقول امير المؤمنين القطع الحاصل في المعرفة والايمان باهل البيت الحاصل من القرآن بتعليم من اهل البيت ورواية اهل البيت يقول عنه تزول الجبال ولا يزول يعني شديد يكون ، فاليقين درجات وليست درجة واحدة ، اليقين يكون منشأ للقطع وحتى المناطقة ذكروا انه عندنا جزم ظني وعندنا جزم اطمئناني وجزم قطعي .

اشكال طرح ...

سنتعرض لهذا انه كلمات من قبيل ان هذا لا يناسب ونستبعده ولا يليق كله هراء ، الامويين وحوش مستعرة كاني باوصالي تقطعها كذا فلا يمكن ان نقول نظرة وردية لمعسكر ابن سعد وهذا سيأتي بحثا مفصلا نحن امامنا وحش كاسر دموي كما قال الامام كلب ابقع وكما قال حبيب بهيمة ، هم اربعين الف قتلوه بالمدنية غير التسعين الف فهذه قضية الاستبعادات والسليقيات نتعرض لها وسنذكر انه كيف هناك قوانين دولية عقلائية بالعكس تؤكد على هذه القضايا والجرائم حتى بالمنطق العقلاءي الدولي المعاصر لكنه للاسف البعض عنده مرض الوردية هذه مشكلة وموجود انه اكبر مصاب تستعرضه الزهراء يوم القيامة وكذا ابوها هو مصاب الحسين ما اعظمها واعظم رزيتها في السماوات? يعني اذا هي وصلت الى الجنان انت لاحظ تداعيات امواج هذه القضية الى كم هي ؟ فهذا التركيز والتهويل من الوحي ليس عبط هذا طريق الله .

اشكال طرح ...

لذلك مر بنا ان الاطمئنان انما يكون حجة اذا كان المنشأ الذي حصل منه الاطمئنان مرتب علمي اما اذا خربط في المنشأ مثل الوسواسي فاطمئنانه غير صحيح لان منشأه غير موزون كذلك الوسواسي عنده على العكس وهناك شخص يجزم بسرعة فالتفريط خطأ والافراط خطأ

اشكال طرح...

قلنا انه ليس نحن في صدد دعوى ان الكتب المتأخرة اعتبارها كالمتقدمة ولكن ليست كالمتقدمة في التفاوت لا يعني انك تفرط فيها اصلا معنى التحريات والتحقيقات الجنائية الدولية كل قصاصة يعطوها مراكز دراسات وابحاث الان في الغرب يبحثون عن ملوك الاباطرة في روسيا التي قتلتهم الثورة الشيوعية كيف حصل هذا القتل لعائلة كاملة الى الان بين عشر سنوات والخمسطعش سنة يطلعون ملف قصاصه كي يدينون الشيوعية عليها فالملف يكون مفتوح وليس مسدود ونحن بدل ما يجمع القصاصات يبدأ ينفيها هل انت موالي ام عدو? يعني كأنما هو وكيل مدافع محامي عن الامويين وكما مر بنا ولا تكون للخائنين خصيما يعني وكيل مدافع محامي والا ستحشر معهم اذا تريد الدفاع عنهم فالقصاصة تدرس علميا حياديا واحد بالمائة عشرة بالمئة .

انا اتذكر في جلسة كان فيها اكابر اكثر الاكابر كانت عندهم نظرة سوداوية من بيئة معينة فانا قلت لهم كم هذه النسبة من هذا الطرف خمسة من هذا الطرف عشرة جمعناهم وصلنا للسبعين قلت هل هذا السبعين يفرط فيها لمسيرة طائفة ؟ فسكتوا ، فالمقصود هذا المطلب ان هذا هو معنى المنهج المنظومي فتكوينا هذا ظن فانضمامه موجود مع البقية ونسقا وانسياقا وانسجاما موجود المشكلة ان النظرة المجموعية تصعب على بعض العقول وهذا خطأ .

يقول اغا بزرك الطهراني في كتابه النقد اللطيف وانا من خلال هذا الكتاب علمت انه عملاق في علم الاصول وعملاق في الصناعة الرجالية والصناعة الدرائية وحتى في صناعة علم التفسير ولكن بشرط ان يدرس بدقة لا بسطحية و اغا بزرك الطهراني هو منهجية خاصة في التاريخ وهذه المنهجية بلا ان يكون فيها تسامح قيد شعرة نفس المنهج الفقهي الكلامي الاصولي وبدقة وهذا الكتاب شخصيا تداولته في ورشة عمل مع الاخوة ثقله العلمي الصناعي اعقد من كتاب البيان للسيد الخوئي بدون تبجح وبدون تعصب ، نعم كتاب البيان للسيد الخوئي عظيم ويدرس في الجامعات والحوزات حتى لدى الطرف الاخر وهو مفخر التشيع ولا اريد اجحد مفخريته ولكن اقول اذا اردنا ان نوازن كتاب النقد اللطيف في الصناعة التفسيرية جدا اثقل واعقد واعمق من الصناعة المذكورة في البيان.

في هذا الكتاب اغا بزرك الطهراني يدعي ان هذه المراسيل يتولد منها ضرورات دينية والامام الكاظم عنده بيان صناعي لطيف كلامي واصولي في كتاب تحف العقول انه ما هو معنى الضرورة? وموقعها في الادلة ما هي? شرحها الكاظم في مجلس هارون السفيه حتى هارون طالب من الامام ان يكتب هذا البحث كي يستفيدوا منه علماء الجمهور باملاه منه عليهم وهذا بحث الضرورة سنعقد له يوم ان شاء الله ، المهم ان اغا بزرك الطهراني يدعي ان هذه الكتب التي تدعي انها مراسيل وكذا تنشأ منها ضرورات بموازين علمية وليس ينشأ منها يقين ولا ينشأ منها قطع فحسب وانما هي ينشأ منها ضرورة والضرورة موقع اخر ، فانت تقول اعتبار ظني لا نأخذ به هذا غير تام هذا الكلام بالتراكم وبالانضباط تتصاعد وتتصاعد وهذا كلام مهم وموزون ، فجمع القرائن ليس بمعنى العشوائية والخربطية كما عندما يأتي اللوري لك بالاجر تراه ركام اجر ولكن المعماري استخدم لبنة لبنة كيس كيس اسمنت اسمنت حديدة حديدة تصير ناطحات السحاب فهو تراكم ولكن في نسق اصطناعي ذكي ومواد قوية وليس هو فقط بصرف قاعدة الاحتمالات وانما هو نمط ونسق ترتيبي .

وصلى الله