46/01/16
الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية (3) / اعتبار كتب المقاتل المتأخرة/
كان الكلام في هذا المحور وهو اعتبار كتب المقاتل المتأخرة وغير المسندة او المرسلة وما شابه ذلك حيث جماعة فرقوا بين كتب التواريخ او المقاتل المتقدمة في السبعة قرون الاولى عن كتب المقاتل في السبعة قرون المتأخرة او الاربعة او الخمسة المتأخرة بذريعة انها مرسلة وغير مسندة فكيف يعتمد عليها?
وهذا نرده بوجوه عديدة ولسنا في صدد ان كتب المقاتل او التواريخ المتأخرة اعتبارها بدرجة كتب المقاتل والتواريخ المتقدمة ومر مرارا التفاوت في الاعتبار لا ريب فيه وانما نحن في صدد اصل الاعتبار وان كان متفاوتا ففرق بين ان نقول لا اعتبار بها وبين ان نقول لها اعتبار وان كان متفاوتا .
النقطة الاخرى :
اننا لسنا في صدد الاعتبار التفصيلي وانما في صدد الاعتبار الاجمالي وما هو معنى الاعتبار الاجمالي? هذا المبحث ربما مغيب عن اذهان الفضلاء ومبحث جدا حساس سنخوض فيه بعمق ان الاعتبار الاجمالي ما هو وهذا يفتقد يعني انتهاجه عند كثير من الاعلام لا بالمرة لكن في جملة من الموارد ، اذن نحن في صدد اصل الاعتبار مع تفاوت الاعتبار وثانيا في صدد الاعتبار الاجمالي وان لم يكن اعتبارا تفصيليا وسنبين قيمة الاعتبار الاجمالي .
في جملة من الموارد الاعتبار الاجمالي اعظم من الاعتبار التفصيلي فيما كان الاعتبار الاجمالي قطعي والاعتبار التفصيلي ظني وهذا طبعا مقرر في علم الاصول وليس بدعا في هذا العلم وهذه مباحث مقررة تكاد ان تكون متسالم عليها في علم الاصول ولا يصارع ولا ينازع العلم الاجمالي والاعتبار الاجمالي القطعي لا ينازع ويصادم الاعتبار الظني التفصيلي .
اول الوجوه كنا في صدد بيان الجواب عن هذه المقاتل باعتبارها غير مسندة ومرسلة ومتأخرة ما بنى عليه السيد الخوئي في علم الرجال هذه المشكلة نفسها في كتب المقاتل او كتب التاريخ بعينها موجودة في كتب الرجال حتى النجاشي والشيخ الطوسي فالمشكلة العلمية والتساؤل العلمي بعينه موجود في كتاب النجاشي وفي كتاب فهرسة الشيخ الطوسي والبرقي وفي كتاب العقيقي والكشي في جملة من الموارد وحتى كتاب الرجال للشيخ الطوسي حيث الشيخ عنده كتابان في علم الرجال كتاب الرجال والفهرست او توثيقات الشيخ المفيد في كتاب الارشاد او الكتب الاخرى ، فالمشكلة نفسها ان توثيقات او تضعيفات علماء الرجال غير مسندة وهؤلاء علماء الرجال الثمانية او التسعة هذه الاصول الرجالية ليست معاصرة الى طبقات اصحاب الائمة حيث بينهم طبقات فاين السند?
لنفترض اخباراتهم حسية وليست اجتهادية وذكرنا امس ما ذكره السيد الخوئي في معجم رجال الحديث من اشكال الطريحي صاحب منتخب الاثر انظر كيف طرحه دقيق في علم الرجال ومتبحر وليس متساهل وهو نفسه صاحب منتخب الطريحي في مقتل سيد الشهداء وهو نفسه صاحب مجمع البحرين فهو من فقهاء اعلام النجف يقدم طبقة او طبقتين على المجلسي وتوفي قبل المجلسي بعشرات السنين ربما قرن وهو واخوه من اعلام النجف وفقهائهم والاخوين لديهما مقتل في سيد الشهداء الاول مطبوع ومعروف والثاني الى الاسف الان حروفي او مخطوط موجود لدى العائلة الطريحية .
فالطريحي يشكل هذا الاشكال وهذا التساؤل مختص بعلم الرجال عند الامامية حتى عند العامة الكلام واحد ان هذه النصوص الرجالية في الجرح والتعديل ليست مسندة لانه ما مذكورة اسانيدها فاين اسانيدها? كما هو موجود في كتب المقاتل وفي كتب الرجال اين اسانيدها? اين طرقها?
فالسيد الخوئي في قبال هذا الاشكال يجيب بجواب وانتم لاحظوا ان المبنى في علم الرجال اللي يعتمد السيد الخوئي هو تنصيص الرجاليين على الجرح والتعديل وهذا ليس مبنى كل الرجاليين مثلا مبنى البهبهاني ليس هذا المبنى وليس على تنصيص الرجالي لكن السيد الخوئي هو مبناه في مدرسته الرجالية قائمة على هذا واما القواعد اخرى للتوثيق او التضعيف ما يكترث بها ولا يعتبرها وانما يكترث بتنصيص اعلام الرجاليين على التوثيق او التضعيف .
فهذا المبنى وهذا المنبع لعلم الرجال يواجه هذا الاشكال المذكور على كتب المقاتل او كتب التاريخ او كتب الحديث المرسلة الكلام الكلام نفترض تحف العقول لم يذكر فيها اسانيد او كتاب الاحتجاج للطبرسي لم يذكر فيها اسانيد او تفسير العياشي كان كتابا مسندا وفيه اسانيد وحذفه الناسخ باعتراف السيد الخوئي وكثير من العلماء حيث الناسخ سابقا يعني مطبعة والناسخ وسيلة للنشر فالناسخ اختصر الاسانيد فابقى لنا تفسير العياشي بلا اسانيد وحذف الاسانيد .
فالمهم ان في جملة من كتب الحديث او قل كتب التاريخ او كتب المقاتل محذوفة الاسانيد وعلم الرجال نفس الشيء نعم قليلا ما يذكر النجاشي اسانيده في توثيقاته وتضعيفاته والشيخ الطوسي كذلك والعقيقي كذلك والبرقي كذلك وابن الغضائري كذلك والمفيد وغيرهم ممن يعتمد على توثيقاتهم فكيف تحل هذه المشكلة عند هذا المبنى ؟
اعود واذكر ان علم الرجال لا يعتمد على هذا المبنى فقط وانما مدارس كثيرة وربما هناك ستة عشر منبعا لعلم الرجال واقوى من هذا المنبع الذي اعتمده عليه السيد الخوئي والمشهور يعتمدون على المنابع الاخرى لا على هذا المنبع لكن السيد الخوئي حصرا اعتمد على هذا المبنى وعمدة الدليل عنده في علم الرجال هذا المبنى فهل يا ترى اخبارات الرجاليين شهادات حسية? كما يصر السيد الخوئي على ذلك وليست حدسية وانا اصر على ذلك ولشرح هذا المطلب لكي ابين ان التراث الذي نتعامل معه باي مدرسة لا نصير في غفلة حيث انت بعلم الرجال تريد ان تحاكم به تراث الحديث وهو جله مسند كالكتب الاربعة وكتب الصدوق وكتب الطوسي الراوندي والعياشي والقمي كلها مسندة فكيف تحاكمه بعلم غير مسند? هذا لا يمكن ، مثلا تحاكم تراث الشيعة الضخم العظيم بنسخة لقيطة من كتاب ابن الغضائري كيف يصير هذا التراث احاكمه بنسخة ليس معلوم اصلها ؟ فكيف يقبل هذا الشيء .
فعلم الرجال ضروري لكن على اي مدرسة ففي علم الرجال مدارس وانا شخصيا ليس كلامي وحي منزل ولكن رأيي الاجتهادي ان من امتن مدارس علم الرجال هو مدرسة الوحيد البهبهاني مدرسة متينة وهو علم علم الاصول المجدد لعلم الاصول وتجدوا مبانيه في كتاب رجال الخاقاني للشيخ علي الخاقاني التلميذ المباشر للشيخ مرتضى الانصاري وطبع هذا الكتاب عدة مرات يشرح فيه بشكل مفصل في خمس مئة صفحة ونحن ذاك الزمان مع جماعة من الاصدقاء بحثناه سطر بسطر لانه منهج دقيق قويم للوحيد البهبهاني وانتم قارنوا بين مباني الوحيد البهبهاني في رجال الخاقاني ومباني السيد الخوئي في الجزء الاول من معجم الرجال انظروا اي المسلكين اقوم وامثل وادق ؟
طبعا حتى بحر العلوم على مسلك استاذه والميرزة القمي صاحب القوانين على مسلك الوحيد البهبهاني يعني ليس الوحيد فقط الشيخ جعفر كاشف الغطاء النراقيين صاحب الرياض صاحب الجواهر تقريبا كلهم باربع طبقات من الوحيد البهبهاني كل طبقة فيها عشرات كلهم يسلكون مسلك الوحيد البهبهاني والوحيد البهبهاني من اخواله يصير صاحب البحار وهو يرجع نسبه الى صاحب البحار وهو الوحيد البهبهاني عنده تعليق على رجال الميرزا محمد الاسترابادي صاحب منهج الرجال له مقدمة يشرح فيه مبانيه وتعليقاته على المفردات .
وممن تابع البهبهاني على هذا المسلك الشيخ علي النمازي الشاهرودي صاحب كتاب مستدرك معجم رجال الحديث وهو مقارب لمدرسة الوحيد ومسلكه مقارب الى مسلك المفيد والقدماء والمتقدمين ولا يظنن ظان انه اذا اشكل على مدرسة في علم الرجال يعني هذا الاشكال على كل مدارس علم الرجال فعلم الرجال ليس حصريا بمدرسة السيد الخوئي هناك مدارس عديدة وباب الاجتهاد مفتوح والا مثلا نسخة رجال ابن الغضائري السيد الخوئي لايقبل هذه النسخة يقول لا نسب لها ولا سند وكلامه صحيح واغابزرك اشد من السيد الخوئي في هذه النسخة .
نعم ابن الغضائري الاب من اعلام الطائفة الحسين ابن عبيد الله الغضاءري والابن احمد منسوب له هذه النسخة هو علم وفحل كذا ولكن الكلام نسبة هذه النسخة اليهما غير معلومة فكيف نسخة غير معلومة النسب نحكمها على تراث لها الاف الطرق وكتب قطعية النسبة اي عقل يتحمل هذا? ونحن الان مع مبنى السيد الخوئي وانتقده تلميذه الاكبر السيد محمد الروحاني وابدا ما قبل هذا المبنى من السيد الخوئي وكرارا يكرر نقده لهذا المبنى لانه علم الرجال يحاكم التراث المسند فعلم الرجال كيف اسانيده على هذا المبنى لا على سائر مباني ومدارس علم الرجال ؟.
فلسنا في صدد استعراض هذا الاشكال على كل مدارس علم الرجال انه بنص اعلام ارباب الجرح والتعديل انت الان راجع الذهبي ضعيف والعقيلي ضعيف ، اين السند? او ابن حاتم الرازي او غيره من ارباب الجرح والتعديل عند العامة هم ليسوا معاصرين لاصحاب امير المؤمنين او الرسول او الائمة يقولون ضعيف من اين السند? فيبقى الكلام على الجرح والتعديل من اين اتى? هل نزل وحي عليهم? كلا فاذا هنا تغمضون الطرف على الارسال فلماذا في الروايات لا تغمضون النظر عن الارسال? فانا اريد ان اقيم الروايات المسندة بمنبع ومصدر غير مسند فهل انت تتقيد بإلاسناد ام لا? فكيف انا احاكم مسند بغير مسند? انا لا اقول لا تقيم السند قيم السند ولكن لا تقيمه بغير مسند هذا لا يتعقله العقل .
فهذا التساؤل بعينه في كتب التواريخ او المقاتل سواء المتقدمة او المتأخرة مثلا تجد محقق في التاريخ وقضى عمره كله في التاريخ ونحن نجله ولكنه يقبل الكتب التاريخية المتقدمة ولا يقبل في التواريخ المتأخرة نعم هناك فرق في الاعتبار لا ريب فيه بين التقدم والتأخر لكن اصل الارسال كيف نعالجه? او الاسانيد المذكورة في الطبري وغير الطبري فهل نحذف هذه الكتب او هذه الروايات من التاريخ? لا يقوله عاقل وهذا خلاف الدين لان علم اجمالي موجود ومن ينكر العلم الاجمالي يستلزم انكاره انكار ما علم صدوره من النبي فيخرج من الدين كما ذكر الاصوليون في مبحث الانسداد ومبحث العلم الاجمالي .
فنحن امام تراث جبل اشم ما نقدر نصطدم به سواء التاريخ او اللغة او الرجال او تراث الحديث وراءه جبل اشم وهو العلم الاجمالي ومن يتنكر على هذا العلم يستلزم تكذيب النبي وتكذيب الدين والمروق عن الدين كالعلمانيين والمشككين فالان نحن كلامنا مع الجواب التفصيلي الذي يعتمده السيد الخوئي في علم الرجال سنرى ان هذا الجواب بغض النظر عن تمامية تطبيقه صغرويا في علم الرجال وعدم تطبيقه بعينه يأتي في كتب المقاتل اذن اصل التساؤل صار واضح انها مرسلة كيف نحاكم مرسل بمرسل او نحاكم مسند به كيف يصير?
يجيب السيد الخوئي عن ذلك :
ان لدينا علم اجمالي لا كبير ولا صغير وانما متوسط وكلامه صحيح يقول نعم الاسانيد ما مذكورة وكلها مرسلة طبعا النجاشي طريقه الى الكتاب ذكره وكذلك الشيخ الطوسي ذكره ولكن طريقه الى الجرح والتعديل لم يذكره النجاشي وغيره فكيف انت تعتبر علم الرجال مسند? فنفس علم الرجال يواجه ازمة الارسال وهذا غير قابل للانكار ان علم الرجال ليست فيه اسانيد سواء عندنا او عند العامة فالسؤال والتساؤل على كلا الفريقين ان علم الرجال المرسل كيف نحاكم به العلوم الدينية الاخرى والتراث الديني المسند ? يعني كانما مثل اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب ؟ وهؤلاء الذين يدعون التشدد والعلمية في علم الرجال هم غافلين عن اصل القضية واصل الاساس لا يدرون به .
هنا يبدي السيد الخوئي حلا جيدا قويما كبرويا نحن نقبله ولكن تطبيقه في علم الرجال بحث اخر لاننا مسلكنا في علم الرجال مسلك الوحيد البهبهاني وهو مسلك زرافات من العلماء من تلاميذه والمفروض ان هذا المبنى التام عند السيد الخوئي الذي ذكرناه المفروض السيد الخوئي يراعيه في الفقه وفي علم الكلام وفي التفسير الا ان السيد الخوئي فقط حصريا قبل تطبيقه في علم الرجال وتناساه عمليا في علم الحديث وفي علم الفقه والكلام والتفسير فاذا كان المبنى صحيح فهو مبنى وميزان يمشي بها في العلوم الدينية كلها وليس فقط علم الرجال .
فالسيد الخوءي يقول الحل والعلاج اننا نشكل علم اجمالي متوسط قريب من التفصيلي وليس تفصيلي هذا العلم الاجمالي يبني عليه ان اقوال الرجاليين واخباراتهم المرسلة تكون مسندة ومعتبرة اجمالا يعني اجمال في عين التفصيل وليس اجمال كالعلم الاجمالي هذه ظاهرة اخرى صاغها السيد الخوئي صناعيا ونحن لا ننكر على السيد الخوئي هذا المبنى وانما ننتقد مسار السيد الخوئي ان ما حصره بعلم الرجال نفس الاشكال موجود في علوم دينية اخرى لم تراعيها لذلك هذا المبنى اكتشافه بغض النظر عن انه تقبله ام ما تقبله نفس الصياغة الصناعية مرتبة لان علم الرجال بعبارة مختصرة شعبة من علم التاريخ ، فالكلام انه كما راعى السيد الخوئي هذا المبنى في علم الرجال المفروض يراعيه في علم التاريخ ايضا وهو لم يراعه ابدا ولا في الحديث ولا في التفسير ولا في الكلام مع احترامنا العظيم له لكن البحث العلمي على حاله .
ولذلك ذكرت السيد محمد الروحاني ينتقد هذا المبنى اما الانتقاد صغروي بحث اخر اما كبرويا المبنى وجهه واضح لنتفهم الان هذه الصياغة الصناعية المرتبة للسيد الخوئي هنا السيد الخوئي يقول هذا العلم الاجمالي ليس كالعلوم اجمالية الاخرى بحث العلم الاجمالي مهم جدا الشيخ مرتضى الانصاري في الرسائل بحث العلم الاجمالي في مواضع ، الموضع الاول في تنبيهات القطع ، سؤال يوجه للشيخ الانصاري كيف يحشر بحث العلم الاجمالي في القطع مقدما على الظن والاصول العملية مؤخرة عن الظن ؟
هنا السيد الخوئي يأتي بصياغة جديدة وحتى ملاصدرا في مبحث التوحيد اتى بهذه الصياغة وهناك اشتراك بين علم الاصول والفلسفة من جهات بعض العلوم الاجمالية فيها جنبة علم مقدمة على الظن وفيها جنبة احتمال مؤخرة عن الظن ومن ثم جعلوا العلم الاجمالي والاحتياط من الاصول العملية لكن ليس من الاصول العملية بقول مطلق وانه من بعض زوايا العلم الاجمالي ، فلا تحسبن العلم الاجمالي من الاصول العملية مطلقا نعم من جهة العلم الاجمالي مقدم على الظن ومن جهة مؤخر عن الظن لكن ليس العلم الاجمالي بقول مطلق مؤخر عن الظنون التفصيلية .
ومن ثم الشيخ الانصاري وغيره من الاكابر جعل العلم الاجمالي من القطع مقدم على الظن اذن العلم الاجمالي له جهات لا واحدة و السيد الخوئي يضيف شيء اخر انه بعض العلوم الاجمالية مقدمة بقول مطلق على الظنون وليست تندرج في الاصول العملية بتاتا مثل مقامنا هنا العلم الاجمالي الذي يريد ان يقرره ويحرره السيد الخوئي في علم الرجال ، وكبرويا كلام السيد الخوئي صحيح بعض العلوم الاجمالية كالعلم التفصيلي ولا تعامل معاملة بقية العلوم الاجمالية لانه قلنا العلوم الاجمالية لها جهتان او جنبتان طبعا هذا المبنى الذي بنى عليه السيد الخوئي ايضا بنى عليه القمي والمجلسي وكثير من الكبار في ابواب اخرى وفي علوم اخرى دينية فبعض العلوم الاجمالية اجمالها كالتفصيل يعني علم اجمالي في عين التفصيلية وذكرها الملا صدرا في علم الباري تعالى العلم الاجمالي في عين الكثرة التفصيلية هذا الاجمال ليس بمعنى غياب التفاصيل وانما بمعنى دمج التفاصيل .
من باب المثال اذا قال لك الاعداد الرياضية من رقم واحد لمئة تفصيلا تعلمون بها ام لا? نعم لكن ليس تفصيلا بنحو التبعثر والتباعد وانما نعلم بها بنحو الاجمال لكن اجمال في عين التفصيل يعني هذا العلم الاجمالي اللي الان عندنا من واحد لمئة او لالف او لمليون هذا صحيح الان كأنما هي صورة واحدة الحظها لكن هذه الصورة الواحدة فيها تفاصيل والتفاصيل ليست غائبة وليست منفكة عن بعضها البعض هي صورة واحدة مجملة واحد الى عشرة لا انها ليس فيها تفاصيل ولو التفاصيل مبهمة لكن لا انها غير موجودة وهذا الامر تكويني .
فهنا يسمونها اجمال في عين التفصيل وحدة في عين الكثرة وثبت فلسفيا ان هذه الوحدة اكمل من الكثرة المنفكة فالوحدة في عين الكثرة اكمل واقعية وحقيقة من الكثرة المبعثرة كالهارد للكمبيوتر تجمع انت فيه ملفات وتضغطها هذا الوجود اكثر من الوجود الموجود في الرام وفي الدسكتوب او لوحة الشاشة لانه انت البحث في خلال الملف المضغوط اسهل للوصول لاي معلومة من هذه المعلومات اللامتناهية من المعلومات الموجودة ومبعثرة على صفحة المكتب الكمبيوتر والحاسوب بينما انت في الهارد ديسك في الذاكرة الداخلية المضغوطة في بحث واحد تحصل على كل المعلومات .
فلسفيا الوجود الاجمالي مع التفصيل المبهم هذا اكمل من التفصيل المفصل هنا السيد الخوئي يريد يؤسس ويقرر علم اجمالي في علم الرجال وليس هو العلم الاجمالي المعهود في اذهاننا اللي فيه جنبتان جنبة اجمال وابهام يصير اصل عملي وجنبة علم يصير مقدم على الظنون فعادة العلوم الاجمالية فيها جنبتان جنبة اجمال مؤخرة عن الظنون من الاصول العملية وجنبة علم مقدمة على الظنون .
فالسيد الخوئي يريد يؤسس علم اجمالي متوسط في عين التفصيل ، كي هو قول من اقوال الرجاليين في مفردة مفردة مفردة من المفردات الرجالية يعتبره مسند يعني تفصيل والا شيء اجمالي في قناعته لا يفيده هو يريد اجمال في عين التفصيل اذن هنا السيد الخوئي ليس فقط في صدد تأسيس علم اجمالي كالعلوم الاجمالية المعهودة هو في صدد علم اجمالي في عين التفصيل وهذا مبحث في علم الاصول لم يبحثوه بشكل مبلور ، كثير من المباحث علم الاصول واي مبحث اخر تجده في عساعس البحوث يلتقطها اصحاب التحقيق من اسرار ذلك العالم .
فمن اين يؤسس هذا العلم السيد الخوئي ؟ سنقرأ كلامه ونشرحه ونطبق الشرح على كلامه ان هذا بعينه يأتي في كتب المقاتل وكتب التاريخ بشكل اشد واعظم مما شيده السيد الخوئي في علم الرجال فضلا عن علم الحديث هذه هي النقطة الاخرى التي يريد يقررها السيد الخوئي نستعرض الان دليل السيد الخوئي في العلم الاجمالي اولا ونستعرض دليله في كون هذا العلم الاجمالي يختلف عن بقية العلوم الاجمالية انه علم اجمالي في عين التفصيل .
اذن لا نحسب كل العلوم الاجمالية علوم اجمالية بعض العلوم الاجمالية في عين القطع التفصيلي ، وان كان فيه ابهام وهذه نكتة مهمة جدا السيد الخوئي يستدل بعدة ادلة وعدة مواد متعددة ليست تفصيلية وانما مواد اجمالية لكن يستفيد منها علم اجمالي كالتفصيلي .
طبعا هناك نمطان علم الرجال وعلم الفهارس كتب فهارس وكتب علم رجال السيد الخوئي قناعته العلمية هكذا ان بدء كتابة علم الرجال الذي احرزه هو و وقف عليه بدأ من الحسن ابن محبوب الزراد من اصحاب الاجماع ومن اصحاب الامام الرضا عيلما فقيه كبير وكتابه كتاب المشيخة من التأليف البرزخي بين علم الحديث وعلم الرجال المشيخة فالمهم السيد الخوئي يقول بدأت كتابة علم الفهارس والرجال من زمن الحسن ابن محبوب وتكاثرت الى زمن الشيخ الطوسي وهذا كلامه صحيح ويستشهد علاوة على ذلك بكلمات النجاشي وبكلمات اجمالية لاالتفصيلية ، كلمات النجاشي سنقرأها في كلمات السيد الخوئي وكلمات الشيخ الطوسي دالة على ان عندهم مصادر متكاثرة لعلم الرجال ثم يستشهد على ذلك ايضا بما حكاه البحاثة الشهير الماهر اغا بزرك الطهراني في كتابه مصفى المقال في علم الرجال ويلاحظ السيد الخوئي اعتمده في علم الرجال في اساس بنية علم الرجال اعتمد على الشهادة العلمية التي ذكرها المحقق الطهراني و وصفه بالماهر والشهير والبحاث حيث ذكر الطهراني في كتاب مصفى المقال في علم الرجال مئة ونيف كتاب في علم الرجال .
اذن السيد الخوئي يقول نصل الى نتيجة ان كتب علم الرجال طبقاتها متعاقبة يدا بيد من زمن الامام الرضا وهو لم يصل الى السجاد والباقر والصادق وانما وصل فقط للرضا ونحن في الصغرى لانوافق السيد الخوئي لان علم الرجال لا يعتمد على هذا فقط نحن قناعتنا العلمية مع الوحيد البهبهاني لكن الكبرى في نفسها مفيدة فيقول السيد الخوئي صحيح ان النجاشي لم يذكر في كل مفردة مفردة مفردة السند والشخص الطوسي لم يذكر السند كذلك المفيد والعقيقي والبرقي وغيرهم من ائمة علم الرجال عندنا لم يذكروا السند تسعين بالمئة غالبا لم يذكروا السند في الجرح والتعديل ولكن عندنا علم اجمالي بوجود كتب تذكر الاحاد واحد واحد فهذا العلم الاجمالي كالتفصيلي فانا السيد الخوئ مع اقوال الرجاليين المرسلة صورة اتعامل معها تفصيلا ان واحدا واحدا واحدا منها مسندة بالادلة الاجمالية هذا ذكره في معجم الرجال المجلد الاول .
فالنتيجة التي يصل اليها هكذا ان كل رواية وخبر رجالي ورواية رجالية وان كانت صورة مرسلة غير مذكور فيها السند الا ان هذه المواد المتبعثرة المتراكمة لما نضمها لبعضها البعض يتولد عندنا علم اجمالي في عين التفصيل سواء ذكرها النجاشي او رجال ابن عقدة او ابن فضال او ابن محبوب فتبقى مبهمة لكن في عين التفصيل فالمبنى كبرويا نقبلها من السيد الخوئي الا ان الكلام ان هذا المبنى السيد الخوئي لم يراعه في العلوم الدينية في الحديث والتفسير وهذا لا يمكن قبوله منه انه هنا تراعيه وهناك لا تراعيه .
فاذن المبنى صحيح كذلك في المبادئ الاخرى فبغض النظر عن الاشكالات التي ترد على السيد الخوئي مسلكا اجمالا سنبين الليلة القادمة ان هذا بنفسه ياتي في كتب المقاتل حتى المتأخرة ما هي المواد التي تشكل لدينا علم اجمالي في عين التفصيل سنذكرها الليلة القادمة ان شاء الله .
اشكال طرح ...
طبعا علم الرجال تأسيسه من قبل امير المؤمنين وفاطمة ولكن من كتب في علم الرجال حتى النجاشي ذكر ان هناك في زمن امير المؤمنين من كتب عن الصحابة فكتابة علم الرجال بدأت بعد وليست بدأت من زمن الحسن بن محبوب كما هي في قناعة السيد الخوئي ففي الصغريات هناك اختلافات كثيرة ولكن اصل الكبرى الذي ذكره السيد الخوئي متينة قويمة .
مثلا في زمن الامام الرضا عليه السلام بالنسبة للائمة السابقين نحن لم نعاصرهم بيننا وبينهم طرق فبالتالي لا بد ان تتعرف على تلاميذهم وطبقاتهم والسلاسل والرواة بل حتى في زمن امام الرضا نفس الامام معصوم نعم اما من ينقل عن الامام الرضا رواة كثيرين وطرق كثيرة هؤلاء لابد التعرف عليهم ولذلك يقول الراوي للامام افيونس بن عبدالرحمن ثقة اخذ عنه معالم ديني ؟ مع انه معاصر له لانه كثيرا ما الاخذ لا يكون مباشرا عن المعصوم وانما يكون عن طريق الرواة او التلاميذ فالمنقول اليه معاصر والناقل المعاصر والمنقول عنه معصوم معاصر لكن بالتالي الواسطة ليست معاصرة فكون المعصوم معصوم شيء وكون من يتلقى عن المعصوم شيء اخر .
فككتب علم الرجال لم تنقطع ، وهذه الدعوة من السيد الخوئي صحيحة اجمالا لا تفصيلا ولكن هذا المبنى الذي رآه السيد الخوئي بعينه يأتي في كتب الحديث وكتب المقاتل ولكن غفل عنها السيد الخوئي وسنبين غدا ذلك او هو لم يراع هذه الصناعة والصياغة في بقية العلوم الدينية والحال انه اولى بل لها شواهد وموارد اكثر بكثير لان السيد الخوئي جمع الان مائة ونيف بينما الاصول الروائية هي اربعمائة اصل فاين هذا من هذا? انا الان لست في صدد الاعتبار ولكن اقصد اجمالا كما يراعيه السيد في علم الرجال والا اغماض العين في علم الرجال وفتح العين في علم الحديث وعلم التفسير ما يمكن فيجب مراعاة الموازين ككل .
فبالتالي نحن عندنا اصول اربعمئة مشهورة وشهيرة بل في بعض النقول تسعمائة اصل كما يذكرها اغابزرك ثم عملية التمحيص الروائي على يد المعصومين اللاحقين جرت عدة مرات الجمهور عندهم الوحي ثلاثة وعشرين سنة فقط وبعده انقطع الوحي تماما بينما عند الامامية ثلاث مئة وثلاثين سنة الوحي مستمر بل على كلام الشيخ الطوسي وهو الصحيح والسيد المرتضى الف واربعمئة سنة مستمر صاحب الزمان موجود .
ونظرية الشيخ الطوسي والسيد المرتضى ان صاحب العصر والزمان يرعي العلماء وغير العلماء ومسار المذهب بشكل خفي الطاف خفية لا يسمح للانحراف ان يدب فيه فبالتالي اما الوحي نقول ثلاث مئة وثلاثين سنة او بالدقة كما يقول الشيخ الطوسي الف واربع مئة وستة واربعين سنة و وحي صاحب الزمان لم ينقطع ورعاية صاحب الزمان لم تنقطع نحن غير ناسين لذكركم .
وهذا المبحث ذكره الشيخ الطوسي في الاجماع اللطفي حيث في الاجماع عندنا اجماع لطفي وتقديري وتشرفي ثلاثة اقسام من الاجماع هذه الثلاث اقسام من الاجماع بالدقة هي اقسام عقائدية حيث الاجماع انواع واقسام محصل منقول تقديري لطفي تشرفي الاجماع اللطفي والتشرفي والتقديري هذه ثلاثة اجماعات مرتبطة بعلم الكلام وعلم العقائد وشرحها الاصوليون القدماء والمتأخرون كثيرا والمحقق الحلي ابن بجدتها .
صاحب الشرائع اخر دليل يستدل فيه على ولادة صاحب العصر والزمان بعد ما يأتي بالروايات في دورته العقائدية ورسالة عقائدية طبعت منشورة له اخر دليل يستدل به على ولادة الامام واستمرار وجوده وطول عمره يستدل بتواتر التشرف من مجموعة خاصة يقول نقطع بانهم لا يكذبون ولا يتواطؤون على الكذب على ان ما ينقلونه تواطؤهم على الكذب محال عقلا وكأنما المحقق الحلي يقول فلسفة التشرف في الغيبة الكبرى وتمكين جملة من الصلحاء والعلماء ربما حتى غير الصالحين تمكينهم من التشرف بنور طلعته البهيية سرها الوحياني او الديني كي يقع تواتر بوجوده البدني الحسي الارضي الشريف يكشف عن طلعته البهية بين حين واخر .
حتى علماء الجمهور نقل علماؤنا عنهم كثير من ذلك اقامة للحجة لئلا يغلب الباطل على اهله السلام على العلم المنصوب الله نصبه علما واحد قنوات نصب هذا العلم هو التشرفات بغض النظر عن الدجالين والدجالات والكذابين والكذابات .
فالمحقق الحلي يقول نقطع بعدم تواطؤهم على الكذب ونقطع بعدم توافقهم فيما نقلوه مع عدم علمهم بالاخر صدفة فهناك علماء صالحين تشرفوا وفساق تشرفوا لا لاجل فسقهم ويكون حجة عليهم وانما لكي ينقل للاخرين فما هو السر انه عجل الله فرجه يكشف عن طلعته البهية كل كذا سنة منذ الغيبة الكبرى بل الغيبة الصغرى الى الان وعلماء كبار وليسوا صغار اقروا بهذه التشرفات فكل العلماء الكبار متفقين على هذا الشيء ومنهم المحقق الحلي .
والسيد البروجردي معروف عنه قال لاحد العلماء المجتهدين الكثير التشرف والسيد البروجردي يقر بتشرفاته وكذا السيد ابو الحسن الاصفهاني وكذلك السيد الخوئي فنفس ذلك العالم المجتهد السيد البروجردي قال له اصعد المنبر في الفيضية وقل للطلبة انا تشرفت فقال له سيدنا هذا ما يقال للناس ؟ قال انا امرك ان تصعد كي الطلبة يؤمنون ان عندهم امام .
انظر هذه هي فلسفة التشرف نفس الذي ذكرها المحقق الحلي طبعا التشرف شيء والنيابة والبابية شيء اخر هو دجل فاقرأوا علم الاصول هو من اعظم العلوم التي تفسر العقائد وتفسر العلوم الدينية الاجماع التشرفي اقرأوه في كتاب القوانين وكتاب الفصول والاجماع اللطفي اللي ذكرها السيد المرتضى وخلاصة الاجماع اللطفي للسيد المرتضى والمفيد بعبارة عصرية انه ريموت كونترول موجود عند صاحب العصر والزمان وهو سيد الزمان وهذا هو الاجماع التقديري لان قسم كبير من اجماعات الشيخ الطوسي في كتبه الفقهية او العقائدية يسموه اجماع تقديري هذه ثلاث اقسام من الاجماعات المهمة لان فيها بعد عقائدي .
السيد الخوئي يقول كل التوثيقات والتجريحات الرجالية كلها تفصيلا مع انه مرسلة ولكن تبقى مسندة على كلامه يعني نقول علم اجمالي كالتفصيلي وهذه النكتة اذا تمت كبرويا تحل مشاكل عديدة .
مثلا كتاب تفسير العياشي نعلم عنده طرق وكانت موجودة في كتابه هذا الناسخ حذفها فهنا ايضا عندنا علم اجمالي هذا ليس مرسل وانما مسند وكذلك كتاب الاحتجاج للطبرسي هو يقول كلما ذكرته من روايات فانها مشهورة واذا تعاملنا مع نهج البلاغة من جهة السند لا من جهة المتن والا فالمتن جبلا فوق علم العلماء كل علماء الشيعة من اول الغيبة الصغرى الى الان الاعجاز العلمي في نهج البلاغة وفي الصحيفة السجادية يقرون انه اعجاز علمي عظيم فاذا غضينا النظر عن الاعجاز العلمي في نهج البلاغة والاعجاز الادبي والبلاغي كذلك في الصحيفة وتعامينا عن هذا الوجه ونظرنا الى السند الكلام هنا ايضا انه السيد الرضي هو ذكر ان هذه الخطب كلها مشهورة ولها طرق فالسيد الخوئي مع ان هذا المبنى يراعيه في علم الرجال هو ايضا في موارد في علم الرجال لم يراعه وهي موارد كلية ليست جزئية .
مثلا النجاشي في كتابه صرح عدة مرات ان الطرق التي اذكرها للكتب وليس للتوثيق والجرح والتعديل وانما للكتب هذه ليست واحد لكن كي لا يتضخم الكتاب انا مجبور اذكر طريقا واحدا فلماذا هنا الكتب لم تجعلها ايضا معتبرة? هو يقول طرق عديدة عندي ونفس كلام الشيخ الطوسي والصدوق ذكرها للاصول الروائية التي يروي عنها كتاب الفقيه يقول عندي طرق لهذه الاصول متعددة وكثيرة ومتكاثرة ولكن ما قدرت اذكر كل الطرق اذكر طريقا واحد منها في المشيخة ، فكيف انا احاكم طرق الصدوق الى كتب الاصول اللي روى عنها ؟ احاكمها بطريقة واحدة مع ان علم اجمالي موجود كيف ما راعته ؟
فهنا في النجاشي ما رعاه وفي كتاب الفهرست للشيخ الطوسي ما رعاه كذلك مشيخة التهذيب مع ان هذه الطرق قطعا اكثر من الطرق التي يدعيها السيد الخوئي في الجرح والتعديل فنحن لا يمكن ان نقلد السيد الخوئي انه في موارد يراعيه وفي موارد لا يراعيه سيما كتب المقاتل وكتب الحديث اصلا القرائن والشواهد انه اذا هنا مائة ونيف هنا الف ونيف يعني العقل ما يتحمله .
اشكال طرح ..
انت انظر كتاب الحقوق للامام زين العابدين اصلا نفس هذه العلائق التشريعية حقوق وليست احكام بحتة هذه معجزة باب فتحها الامام السجاد ان احكام التشريعية حقوق وفرق بين الحكم والحق ومنظومة حقوق تحيط بالانسان وانا شخصيا استمعت لمقابلة تلميذين للشاعر الشيعي شهريار معروف سيد محمد حسين شهريار وقصة كرامة لسيد المرعشي معه معروفة انا سمعت ان هذا كانت علاقته مع اينشتاين الالماني عنده علاقة عبر وسيط بروفيسور اخر شيعي ايراني وارسل اليه كتاب الحقوق لزين العابدين انبهر بها وهو اينشتاين ارسله لعصبة الامم المتحدة .
والمشكلة اننا متقاعسون عن نشر حكم وعلوم اهل البيت في العالم بلغات عالمية فنحن صايرين حجاب متقاعسين وانا ذكرت في كتبي ان علم الرجال يشتمل على ستة او ثمانية عشر منبع وحصره في منبع واحد كما اعتمده السيد الخوئي غير صحيح وهي حسية لكن ليس من النمط التي ذكرها السيد الخوئي بعضها حدسية واكثرها حسية وهذا ذكرناها في الجزء الاول والجزء الثاني من علم الرجال وهذا الذي ذكرناه عبارة عن بسط تفصيلي دقيق لمدرسة الوحيد البهبهاني وكما يقول السيد البروجيردي لا انسداد في علم الرجال وانما انفتاح شديد شرس فيمكنك ان تعتمد منابع عديدة ولا تقتصر على منبع واحد .
مثلا المجلسي الاب الشيخ محمد تقي في علم الرجال اقوى من ابنه وكذلك هو اقوى من ابنه في علم الرياضات الروحية وعلم القلوب او العرفان صاحب البحار في الفقه او في علم الكلام اقوى ولكن في الحديث كلاهما متبحران ومن ضمن تبحر المجلسي الاول ولديه رسالة فارسية يقول موثقة ابي بصير مذكور فيها الشهادة الثالثة في التشهد واشهد ان الله نعم الرب وان محمدا نعم الرسول واشهد ان عليا نعم الولي الذي افتى بها سلار والصدوق الاب والشلمغاني ابن ابي عزاقر .
فالمجلسي مع تبحره في علم الرجال اكثر من ابنه صاحب كتاب شرح روضة المتقين وايضا لوامع صاحبقراني وشرحه ليس كبي بيست وانما عموم وخصوص من وجه يعني تحقيقات هناك لم يذكرها هنا وعند هناك تحقيقات لم يذكرها هنا ، وذكر في مقدمة كتابه حسب ما نقل لي استاذنا السيد الفاني انه تابع المجلسي الاول شخصية ابن ابي عمير مع انه ليس مختلف في وثاقته يعني علم الرجال ليس هدفه الوثاقة والتضعيف وانما هدفه شبكة عنكبوتية تاريخية تعرف الماضي كيف هو وتعرف مدرسة ابن ابي عمير وما هو تلاميذه ومشايخه وبقعته التاريخية العلمية ما هي? هذا هو علم الرجال وهذه المدرسة غير مدرسة السيد الخوئي .
المجلسي الاول في شرحه باللغة الفارسية قال تابعت ابن ابي عمير خمسين عاما يعني الملف مفتوح عنده دائما فواضح مشرب الرجالي للمجلسي الاول ليس على قضية التوثيق او التضعيف هذه بقعة صغيرة من علم الرجال و احد فصولها والفصول الاكثر في علم رجال تعرف التاريخ بشكل لوحة كبيرة كاملة ، فهو تابع ابن ابي عمير خمسين عاما ، فالمهم علم الرجال له مدارس ومواد مختلفة مثلا صار نزاع في مسألة ولائية عقائدية بين الاستاذ والتلميذ ، الاستاذ هشام وهو قد قضى عمره كله في الدفاع عن اهل البيت وتلميذه ابن ابي عمير ، فصار طلاق علمي بين الاستاذ والتلميذ على مسألة ولائية وعقائدية يعني يتسابقون في الولاية العلمية لاهل البيت وهذا موجود في الكشي وفي الوسائل هشام ابن الحكم يقول الخمس والانفال للامام و قال له ابن ابي عمير الارض كلها للامام و ولايتها له وصار نزاع علمي بينهما وابن ابي عمير ليس شخصية سهلة ، فانظر هي مدرسة علمية في المعرفة الولائية ومنطق فقهي لكن يقرأ العقائد بلغة فقهية اكثر سعة من استاذه هشام ابن الحكم مع ان هشام ابن الحكم لا يشك في اخلاصه وفي دفاعه ولكن فوق كل ذي علم عليم وصار طلاق علمي بين ابن ابي عمير وهشام ابن حكم على هذه المسألة فهم يتسابقون في معرفة اهل البيت وتولي اهل البيت فمع ان هذه مسألة عقائدية الا ان ابن ابي عمير خاض في هذه المسألة بمنطق فقهي ووصل الى نتيجة صحيحة اصح من نتيجة هشام ابن الحكم وهشام ابن الحكم لم يكن رأيه راجح .
وصلى الله على محمد وعلى الطاهرين