45/12/05
الموضوع: فقه القلوب في تراث الوحي بين الأصالة والانكار
وصل بنا الكلام في هذا الحديث للامام الصادق صريح جدا في علم احوال واصطلاحات القلوب التي يوضح ويكشف عنها الشارع في احوال الرياضات القلبية وهذا الحديث مفعم بهذه اللغة كما مر بنا ان هذا الحديث مودع في احد المصادر الحديثية العظيمة الاصيلة للتراث الامامي وهو كفاية الاثر ومنقول هذا الحديث عن والد الصدوق وعن التلعكبري قبل الصدوق ثم عن الاسكافي ابي علي وهو من علماء الغيبة الصغرى كبير المنزلة وينقله عن الحميري يعني زعامة الطائفة من عهد العسكري الى الغيبة الصغرى وليس فضلاء الامامية ، هذا يسموه علم رجال انه اي الاجيال الحديثية تلقوا ونقلوا هذا الحديث وليست نتائج تقليدية جوفاء سالب وموجب هذا تقليد عمياوي للرجال وانما علم الرجال ان تعرف التاريخ العلمي لكل رواية .
مثلا المصدر الجديد دخل في احوال الامام انت ما تعتبر به كيف تعتبره ولا تعتبر؟ انت من؟ ثم ماذا؟ ولا يثبت كانما هذا من مسلمات الطائفة اي هذا التدليس؟ عجيب! فلا تقتصر الطائفة في شخصك انت وانما مدارس العلماء كثيرة ، فعلم الرجال ليست نتائج مختزلة خواء ليس فيها اي شرط تفصيلي حيوي حي لكل التاريخ العلمي للرواية وهذا ما كان يمارسه المفيد والمرتضى حتى نجاشي ، الان مسلك جملة كثير من المعاصرين لا صلة له بمسلكه ولا صلة له بابن الغضائري مع انه رجال ابن الغضاري ليس مقطوع النسبة وانما محتمل النسبة واصلا هذه النسخة من رجال ابن الغضائري لها اب لها ولا ام ، لقيطة ، فاللقيط لا يسمى منسوب بل من الاغرب ان اجعل هذه النسخة حاكم على اولاد الاسرة الاصيلة ذات النسب .
فبغض النظر حتى هذه النسخة اللقيطة لكن نفس ابن الغضائري اكرم به وانعم لكن حتى هذه النسخة اللقيطة الوجادة هو مبناه ومبنى نجاشي والشيخ الطوسي يختلف عما هو موجود لدى المعاصرين في علم الرجال وعما هو موجود لدى السيد الخوئي وبينا في الجزء الرابع من كتاب علم الرجال بالارقام انه مئة وثمانين درجة خلاف بينهم ولا نظن بان مسلك متاخري الاعصار هو مسلك النجاشي ، النجاشي مبناه عين مبنى الشيخ المفيد ، فمسلك النجاشي اولا صحة المتن وفي الرتبة الثانية التبعية الصحة للكتاب ولايطلق الصحة على الطريق لا النجاشي ولا هذه النسخة من ابن الغضائري ولا الشيخ الطوسي .
انتم حاولوا ان تقفوا على مورد واحد صريح وليس ملتبس ان الصحة وصف للطريق لا تجده لا في كلام الصدوق ولا الطوسي في التهذيب او الفهرس او الرجال ولا في كتاب ابن الغضائري ، فاين هذا المبنى من مبنى السيد احمد طاووس او السيد الخوئي مئة وثمانين درجة يختلف ، النجاشي عنده اصالة المتن لا الطريق والاخباريون عندهم حساسية في الصدور والموضوعية والمركزية في الصدور بينما الاصوليون عندهم اصالة المدن والان عكست الاية .
لذلك اول خطوة في علم الرجال هو انه مدارس وحتى الذي لا يعرف المدارس الاصولية هذه ابجديات علم الاصول خطوة خطوة ، فيجب ان تقارن لا ان تمشي عمياويا فضلا عن ان نحاكم كتب حديث متلقاة عند الاعلام يدا بيد نناقشه على ضوء نسخة لقيطة وليس على ضوء منهج المدرسة المشهورة عند علماء الامامية / انظر كيف التفاعلات والتداعيات الخطرة تتبع بعضها البعض في علم الرجال فهل انا احصل علم الرجال بهذا النهج وبهذه المدرسة؟ كيف نستغفل؟ علم الرجال علم عظيم من اشرف فوائده وغاياته انه حامي التراث وحامي العقيدة وليس بتعصب .
هو يفكر انه يصير علمي بهدم التراث يعني كلما صار علماني اكثر وانقطع عن التراث الوحياني اكثر صار علمي اكثر ، اذن هذا الحديث له تأصيل عند الطائفة هذا هو علم الرجال وهو حديث المدارس الروحية والرياضات القلبية للامام الصادق لا انه حديث لقيط ملتقط وجادة ، هذا حديث تداولته الايدي جيلا بعد جيل من زعماء الطائفة الكبار يعرفون مذاق الشريعة فكيف نقول ان الائمة ليس لهم اسلوب او علم في القلوب والرياضات القلبية او ان القرآن لا يتكفل ذلك ؟ فبعض المتون موجودة في الصحيفة وفي نهج البلاغة وفي القرآن وفي دعاء كميل ودعاء الصباح والادعية كدعاء ابي حمزة الذي تقبله علماء الطائفية طائفة جيلا بعد جيل يعني صححوا المتن .
لماذا الشهرة العملية لها دور كبير؟ لانها مؤشر على صحة المتن ، والشهرة الفتوائية والشهرة العملية اعظم من الشهرة الروائية الشهرة الروائية منهج اخباري يعتمد على الصدور والطريق الشهرة العملية والشهرة الفتوائية تعتمد على المتن والمضمون ، شهرة تعتمد على الفقاهة والاجتهاد ، يعني هذا المضمون ليس شاذ عن قواعد المذهب اذا عمل بهذه الرواية يعني شهرة عملية او فتوائية يعني جهابذة الطائفة رأوا مضمون الامر مطابق للقوانين الدستورية القطعية الضرورية للمذهب هذا يسمونه علم رجال وعلم حديث .
هذا تفسير صناعي حقيقي لمعنى الشهرة والشهرة الفتوائية واعظميته على الشهرة الروائية ، الشهرة الروائية ليست شهرة علمية رواة العلم كثيرون و رعاته قليلون حديث تدريه خير من الف حديث ترويه يعني خير من الف طريق من الشهرة الروائية ان تأخذ بالشهرة العملية .
يقولون لنا هذا التقليد ، بالعكس اذا انت تعمل بالشهرة الرواية تقليد وتغمض عينيك عن المضمون وتغمض عينيك عن الاجتهاد والفقاهة فقط تكون اذن سامعة لا تميز بين الصحيح والخطأ فهما منهجين مختلفين ، فاذن لا يتلاعبون بنا انه هذا الطريق فيه ارسال ، اذا كانت الطائفة هي تلقت هذا بالقبول كما هناك مقطوعات روائية في نهج البلاغة سنذكرها بعد هذا الحديث يتعرض فيها امير المؤمنين الى بداية الرياضة الروحية القلبية والى نهايتها يتعرض فيها وهذا الحديث في متن نهج البلاغة وكل الطائفة تلقته بالقبول جيلا بعد جيل فكيف تقول بان اهل البيت ليس من شأنهم ولم يتعرضوا الى علم الرياضات القلبية الروحية وانما هذا علم مخترع بشري من نتاج الصوفية وعلم كاذب كلا هذا علم اصيل في تراث الوحي قبله اعلام الطائفة هذه اللغة في تراث الحديث.
كما ان دعاء كميل لقطات فيه ليست فلسفية وعقلية وانما لقطات قلبية صارخة من نظام الرياضات القلبية واجعل قلبي بحبك متيما واجعل اعمالي واورادي كلها وردا واحدا ومن هذا القبيل وكذلك دعاء الصباح كله بلحاظ الرياضات النفس والروحية والقلبية ، اذا انت ما تتعمق في معانيه هذا شأنك وتلقلق الالفاظ بسطحية هذا شأنك لكن اذا واقع المعاني تغور فيها نظام روحي قلبي من الرياضات المتسلسلة وهو حلقات كل الطائفة تلقتها بالقبول فكيف تقول ان اسلوب فقه القلوب ولغة فقه القلوب بعيدة عن اسلوب ال البيت ؟ كيف بعيدة؟ اذا كانت الادراكات والقوة القلبية معترف بها عند كل الطائفة اذن هذا من اصول التشريع والوحي يعني حجية الادراكات القلبية ولكن ليست عصمة كالعقل ، انواع الادراكات العقلية حجة اذا كانت بديهية ولكن ليست اصطفاء وعصمة وليست نبوة فهي حجة قطعية وذاتية وليست عصمة وليست اصطفاء فلا تحصر الحجية بالعصمة والاصطفاء .
وربما عشرين شق من كلمات العلماء ذكرناها بشكل سريع ، فنحن لسنا مبتكرين لها وكثير من العوام من اهل العلم فضلا عن عوام العوام تقول له حجة يعني انه امامة ونيابة خاصة ، كلا ليس هذا معناه العقل حجة ولكن ليس عصمة هذا التفكيك الاصولي في اصول الفقه بين هذه المباحث قلما يخوض فيه الاعلام الا رواد الاعلام فلما الطائفة تتلقى الروايات القلبية ليس معناه انها عصمة والنيابة الخاصة .
كثير من الانحرافات في الفرق الباطنية افرطوا وظنوا ان الحجية يعني نيابة خاصة او الحجية تعني اصطفاء او تعني امامة او نبوة ذكرت القلبية مرتبطة بالغيب فيقولون هذه نبوة كلا هذا خطأ كما ان جمهور العامة يظنون ان اي ارتباط بالغيب هو نبوة كلا ، هناك ارتباط بالغيب واصطفائي وليس نبوة وانما امامة وهناك ارتباط بالغيب لا نبوة ولا امامة ولا رسالة ولكن حجية اصطفائية كمريم ، فمريم حجة اصطفائية ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ، فهي حجة لكن ليست امام ولا نبي ولا رسول فليس كل ارتباط اصطفائي بالغيب نبوة ، هذه لم يعيها الجمهور العامة وكذلك الداخل الخاص هناك من يظن ان كل ارتباط بالغيب حجة اصطفائية كلا ليس هكذا فالادراكات القلبية ليست حجيتها مطلقة ولا معدومة وانما امر بين امرين كما هو الحال في حجية العقل ، اصلا هل العقل عين حسية او وراء الحس؟ فهل كونه وراء الحس يعني اصطفاء نبوة امامة؟ وعصمة؟ كلا وانما حجية يعني هي حجية قطعية وليس ظنية وفي مساحة بديهية لكن لا يجعل لها عصمة ولا اصطفاء ولا نيابة خاصة ولا يلغيها .
فعلم اصول الفقه ليس دراسة الفروع فقط وانما هو فقه لدراسة قواعد منهجية في كل العلوم الدينية هو يحدد هندسة قواعد علم الكلام وعلم التفسير وعلم الرجال وعلم السيرة يقولون السيرة المروية في الكتب المتأخرة لا نعتمد عليها بل نبدع من يخالفنا لنجعلها كالضرورة ، اي جهالة هذه؟
في اصول الفقه حتى منهجية قواعد السيرة موجودة ، رجل كالطريحي جامع المعقول والمنقول وعنده مصادر كثيرة وصلت اليه يدا بيد ، الان المصادر التي وصلت للحر العاملي لم تصل الينا قطعا والسيد الخوئي يعترف بذلك ، والمصادر التي وصلت لصاحب البحار لما وصلت الينا والكل يعترف انه لم تصلنا الميرزا النوري والسيد الخوئي والحر العاملي فهي وصلت الى الحر العاملي والفيض الكاشاني وقد لا يصرحون بالمصادر .
فكأنما الاية صارت مقلوبة فلا يسنده الى المسلمات بل يبدع من يستند اليها كما في الفتنة الكاظمية قبل خمسة وسبعين سنة ذلك الشخص الكاظمي كان يحارب من يأتي بالشهادة الثالثة بالاذان لان عنده منهج معين يدعي فيه الضرورة فيبدع الاخرين ويفسق الاخرين ويفسق الخطباء والمؤذنين كيف يعني انت؟ هذه مناهج متعددة كيف تلغي انت المدارس لعلماء الكلام وعلماء الامامية المختلفة ؟ فهذه مباحث وعرة غامضة دقيقة؟
فمن قضى تسعة قرون لا يتقحم لا يلغي ولا يحمل رؤيته على الاخرين ، اصلا تشخيص حتى هذا ضروري ام لا؟ هذا ليس متفق عليه ، فانظر كيف البحث الاصولي عظيم جدا وكثير ما يتداول في علم الاصول السطحية هوائية قشرية ، والضروري هو الخوض في علم الاصول اما مسألة البسملة جزء من القرآن ومن السورة او ليست بجزء السيد الخوئي يستدل ان البسملة جزء من كل سورة .
هناك سؤال قدم لي امس من احد الاساتذة الكبار البسملة عندما يلتزم السيد الخوئي وتسعة وتسعين بالمئة من علماء الامامية يلتزمون بانها جزء من كل صورة هل هذا يستند الى دليل ظني او دليل قطعي؟ هل يمكن بدليل ظني نجعل شيء جزء من القرآن؟ قطعا لا ، القرآن يعني لازم قطعي يكون فلا يمكن ان تنسب شيء للقرآن وليس ثابت عندك بالقطع فما يسوغ ان تعتمد على دليل ظني تجعله شيء من القرآن وانما لابد ان يكون قطعي ، فهل هو قطعي ظني او قطعي بديهي؟ فهل تستدل على جزئية شيء في القرآن بدون قطع بديهي اللي هو قطعي نظري ؟ لابد قطعي بديهي لان النظري محل كلام .
لا اريد ان اقول بان من لا يلتزم بان البسملة جزء خالف الضرورة لا هذا بحث اخر قصدي ان الضرورة يمكن ان يختلف فيها بحيث من يجعل البسملة جزء من السورة كما وردت الرواية عن الامام قاتلهم عمدوا الى اعظم اية في القرآن فحذفوها ، فهل هذا الذي يلتزم تسعة وتسعين بالمئة من علمائنا بدليل ظني هل بخبر صحيح واحد؟ الدين ضرورة فلا يمكن ان تستدل الى دليل قطع نظري وانما بديهي ، وحتى البديهي بين الاعلام فيها اختلاف فاذا كان هكذا البحث عند الاعلام ان في تشخيص الضروري اختلاف انت تريد تصادر الطائفة بالنظريات الظنية ؟
تقول في سيرة الائمة انا ما اخذها من المصادر المتأخرة فقط اخذها من مصادر المتقدمة فنفسق ونطعن في الخطباء بهذه الذريعة هذه الصيحات الانحرافية بدأت تنتشر و اغا بزرك في كتابه في نفي التحريف عن القرآن يقول هذه المصادر التاريخية المرسلة عند كل المسلمين تولد منها ضروريات ، لا تقل لي متواترات الضروري فوق المتواتر في صناعة علم الاصول ، فهذه الكتب المرسلة بصناعة منهجيته تولد لنا ضرورات فانت تتلاعب بالتراث ، فانت احرق اذن كل كتب اللغة لانها مرسلة فانت سوف تمحي الدين كله تحت ذريعة انه مرسل .
اعرفوا كيف نعرف التراث بلغة اصولية عند مدارس الامامية والمدارس المتعددة .