الموضوع: الإصطلاحات اللغوية لعم القلب والاخلاق و الآداب

مر بنا اصطلاحات الامام الصادق عليه السلام حيث عبر بالعديد من العناوين المعنوية لغات وتسميات واوصاف وحالات القلب وهي خاصة بالقلب والروح لا العقل الفكري ولا البدن ولا النفس ولا اصطلاحات علم الاخلاق حيث يوجد تباين مع الاصطلاحات اللغوية التكوينية بين علم الاخلاق وعلم الروح والقلب كما توجد بينونة في الاصطلاحات بين اللغة البدنية او النفسانية ولغة علم الاخلاق .

اذن علم الاداب له اصطلاحات طبعا الاداب البدنية والنفسانية وعلم الاخلاق له اصطلاحات لغوية وتكوينية وحتى وحيانية وعلوم بشرية هذه خطوات خطوة خطوة الشخص يتعرف على بحث علم القلوب والادراكات القلبية واذا انس بهذه الاصطلاحات اللغوية الخاصة بعلم القلب وفقه القلوب يشمشم وشامته تكون قوية في القرآن وفي سنة المعصومين وبياناتهم حول هذا العلم فلابد ان نفرق بين الاصطلاحات حتى على الصعيد اللغوي حيث فيه مفارقات فضلا عن الوحيانية فضلا عن العلوم البشرية بين الاداب والاخلاق وعلم الروح والقلوب .

فهناك اصطلاحات حتى لغوية بين العقل الفكري ولغة العقلية الفكرية ولغة القلوب كل قوة من قوى الانسان تخاطب بلغتها وتناغم بلغتها وتنشط بلغتها ومن ثم قبل ستة عشر في سنة في بداية دورة اصول الكافي مر بنا ان لكل علم لغة يخاطب بها ذات المخلوق شبيه اختلاف معجزات الانبياء حيث الحضارة في كل بيئة نبي تختلف عن الحضارة في بيئة نبي اخر كل نبي بعث بلسان قومه وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه واللسان ليس المقصود منه اللسان سرياني لادم ونوح او ابراهيم او لسان عبري للنبي موسى وعيسى او لسان عربي مبين لسيدنا محمد ص .

في سورة ابراهيم وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين ... وهنا اللسان ليس صرف اللغة العرقية وانما بمعنى اللغة الثقافية ومن ثم القرآن الكريم يقول لو انزلنا هذا القرآن على اعجمي ما كانوا به مؤمنين فالقرآن كيف لا يختلف? لانه هي بلحاظ الثقافة والمعنى والعلوم هو نفسه اللغة اللسانية الجغرافية او العرقية او المراد من اللغة لغة المعنى فكل علم لغة اذن حقائق الوحي يمكن ان تبين بعدد العلوم وكل علم لغة ، فلغة للتفاهم ولغة لايصال الحقائق من ثم يمكن بيان العقائد بلغة فقهية ويمكن بيان الفقه بلغة كلامية ويمكن بيان لغة العقائد بلغة علم الاجتماع او بيان لغة العقائد بلغة العلوم التجريبية او بلغة القلب ان زعمتم انكم اولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة قبلا يعني معاينته وكلمهم الموتى يعني لغة القلب وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنون.

الان ما الفرق بين نزلنا اليهم ونزلنا عليهم? هذي مرت بنا وبين حشرنا عليهم ؟ هذه لطيفة معرفية ، فهنا ثلاثة عناوين من علم القلوب والادراكات والمكاشفات القلبية احتج بها القرآن ، اذن لكل علم اصطلاح لغوي فضلا عن الوحياني فلا تتنكر لوجود علم فقه القلوب هو المعصوم يرفد في بيانه بعناوين عديدة كلها خاصة بحالات القلب ولغة القلب وليست لغة النفس او لغة البدن او لغة العقل الفكري ونحن في كل بحث وجلسة نستذكر قاعدة من قواعد فقه القلوب استنباطا من هذه البيانات يعني المنهج المنظومة.

فيقول الامام الصادق فاذا نزل منزلا نزل يعني هذا البحث هو سفر وحركة منزلا اذن هناك منازل المنزل هو مفرد وجمعه منازل فاذا نزل منزلا صار من اهل الفوائد ما هو مصطلح الفوائد? الفوائد في المكاشفات القلبية ، هنا الامام لا يتكلم في الادراكات الفكرية وانما يتكلم في الادراكات القلبية ، صار من اهل الفوائد ولم يقل فتحت له الفوائد وانما صار من اهل الفوائد ما الفرق بين اهل الفوائد وبين وصلته الفوائد ؟ هو يفيد الاخرين فيشافي ويعافي حيث المشافي والمعافي الاصلي هو الله ، وهذه حقيقة وقعت في زماننا احد الفقهاء والصلحاء الكبار توسل به مريض من عدة جهات يعني اصابه حادث فاصر ان يدعو له ويعافيه ، قال اذا تشافى انا ابتلى ، وفعلا ابتلي وانتقل اليه هذا المرض يعني ذاك الطرف محتم عليه هذا القدر اذا تريد تزعزعه تكون انت بديل له وضحية له ، وهذا في عالم القضاء والقدر الالهي كيف تفسر هذه من اصعب البحوث عند المتكلمين? وهو بحث الابتلاءات في عالم القضاء والقدر وموجود في كتب علم الكلام حكم الابتلاءات والبلايا والمحن كيف تفسر في عالم القضاء والقدر?

فاذا صار من اهل الفوائد تكلم بالحكمة يعني ليس انه صار نبيا ولا رسولا ولا اماما ولا اصطفاء ولا نائب خاص ولا فقيه وانما تكلم بالحكمة يعني ذات الكلام متضمن للبرهان وللموازين لا انتساب الكلام اليه ، فهذا هو الفرق بين ان يكون التعويل على ذات الكلام او على المتكلم فتارة على ذات الكلام هذا يسمى حكمة يعني برهان ذاتي او ضمني في الكلام ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، كيف القطع حجية ذاتية? والعلم حجية ذاتية يعني حجية العلم ليس بالعالم وانما بذاته .

فحينئذ ما هو تفسير قوله تعالى ان النبي الذي بعث في الامم يعلمهم ؟ حجيته من جهة ذات العلم الذي يحدثهم النبي في الاخرين هوحجة ذاتا وانتسابه للنبي حجية اخرى كما ان الله يعلم ويعلمكم الله فذات الكلام فيها حجية وانتسابها الى الله حجية اخرى وليست احد الحجتين تتصادم مع الحجية الاخرى ولا تتوقف عن الحجية مستقلا، فحجية الحكيم حجيته بالحكمة وهنا بطل من يستشكل على ما قاله اهل البيت السلام وما قاله القرآن ان حجج الله قسمان حجج مشهورون يعني دعاية انتخابية وحيانية منتشرة وهناك حجج الهيون مصطفون لكنهم مغمورون مستورون مخفيون ، كيف تكون الحجية وهي خفية وهي مستترة ؟ الحجية لا تقوم بمتكلم دائما ذات الكلام فيه حجة هذا الشخص الذي اصطفي عين نابعة تنبع بكلام ذاته حجة وعين الحكمة .

هناك وصف من اوصاف فاطمة ذكره ابو بكر ولم يدع ابو بكر انه ابتكره او وصل الى ذهنه وانما قال في ذيل كلامه انه من رسول الله لانه قال نحن المسلمون على هذا يعني اخذناه من الاسلام ومن سيد الرسل قال انت بحمد الله عين الحجة يعني تنبع بالحجج سواء في الاولاد او في الكلام ، وانت الاصل او الفخار لذريتك وولدك ، الان سلم بها عملا ام لا? هذا بحث اخر ، لكن رواه وسلم بعشر صفة اصطفائية قممية لفاطمة .

ومنها قال انت سيدة امة ابيك وليس سيدة امة النساء يعني رجالا ونساء ، المهم اذن وصف الله للنبي يعلمهم يعني النبي والائمة انتساب القول لهم حجية فيه وذات كلامهم فيه حجة ذاتية لذات الكلام بغض النظر عن صدوره عن النبي او عن الله او عن الامام ، لذلك الاصوليون يقولون حجية العلم او القطع ذاتية وليست انتسابية ولا اسنادية .

فرق مسلك الشيخ المفيد والمرتضى وحتى الطوسي الى ابن ادريس في حجية الخبر ان الحجية للمتن لا للصدور ولا من جهة اسناد الخبر للرواة الاحاد يقولون لا نعمل بحجية الاخبار من باب الاحاد وانما من جهة شواهد المتون شواهد يعني منظومة التراث كله ، والشيخ المفيد ينادي باعلى صوته والسيد المرتضى وابن ادريس والطوسي انه فرق بين حجية الخبر من باب الاحاد يعني اسناده الى الرواة وبين حجية الخبر من جهة شواهد محكمات التراث كله هذا طريق فقهائي استنباطي وذاك طريق روائي .

هذا التعبير من الامام الصادق عندما يقول تكلم بالحكمة مع انه لم يصف هذا المرتاض بالرياضة القلبية الامام لم يصفه انه نبي ولا رسول ولا امام ولا نائب امام خاص ولا عام انما الحجية في ذات الكلام .

اذن هناك في منطق الوحي نظام حجية الكلام ذاتية فيقول هذا القانون مطابق للدستور ام لا? فالعقلاء عندما يقولون هذا القانون الوزاري او البرلماني ماذا يقصدون من الحجية? لان الجريدة الرسمية نشرت هذا القانون ؟ او ان الناشر لهذا القانون رجل رسمي؟ او لان القانون مطابق للاصول الدستورية ؟ فحجيته من اين? هي ذاتية ، فقد يصدر القانون من مجلة رسمية ومن رجل الرسمي ثم يتضح ان هذا القانون غير مطابق للاصول الدستورية .

المدار الاعظم في سيرة العقلاء على حجية المتن وليست حجية اسناد الصدور نفس تعبير الامام الصادق ان ذات الكلام حكمة يعني هو يشير الى جملة من الابحاث بهذه الكلمة الواحدة كما ان قبل الامام الصادق القرآن الكريم عندما يصف لقمان كلامه بالحكمة ، فهل حجية لقمان وصفه القرآن بانه نبي رسول امام فقيه نائب خاص ؟ كلا وانما انه حكيم وعلمه بالحكمة ، اتينا لقمان هل النبوة هل الرسالة هل الامامة هل الفقاهة هل النيابة الخاصة ؟ كلا وانما الحكمة وعلم الحكمة ، الحكمة حجيتها ذاتية برهانها فيها حجية القرآن ذاتية وانتسابية معها لانها من الله ولانها من سيد الرسل فهي حجة وذات القرآن في نفسه فيه معجزات علمية في علوم عديدة .

اذن حجية القران من جهتين مستقلتين صيرفة علم الاصول في مباحث المعارف .