45/11/21
االموضوع: الوحي وكثرة اصطلاحات وعناوين فقه القلوب
ضمن استعراض بيان الامام الصادق في الحديث الشريف وهو كما مر متقدم منذ عهد الامام الصادق ان ما يبينه الامام هناك مدارس في الرياضة القلبية يعني فيما يعنيه ان في زمن الامام الصادق وان كانت مدارس عند المسلمين او غير المسلمين في الرياضات القلبية الا ان دور الائمة هو في دور بيان الضوابط وتخطئة الخطأ وتصحيح الصحيح او تكميله كما مر بنا في بيان سيد الانبياء بعثت لاتمم ولم يقل اكمل ولم يقل اسس وهذا يعني فيما يعني امور كثيرة منهجية بنيوية في علم الاخلاق عندما يقول النبي ص لاتمم كل كلمة منه وحي يوحى .
وهكذا عندما الامام الصادق يبدأ يتعاطى ذلك يدل على ان هناك خلفية عند المخاطبين الذين يخاطبهم الامام بهذا الحديث الشريف ، اللطف القلب نزل منزلا من النازل? القلب? الروح? المنزل ليس منزل بدني جغرافي وانما منزل من منازل السير الملكوت ، فالملكوت له منازل لا نبصره بابداننا لكن له وجود فلاحظ هذه الدراسة لملابسات الرواية الصادرة عن المعصوم تعطيك ما هي البيئة والسيرة ، وهل هذا البيان من المعصوم تأسيسي امضاءي ؟ كلها امور تؤخذ بعين النظر كما ان الحديث النبوي بعثت لاتمم .. فكلمة اتمم وليس اؤسس وليس اكمل هذه الحيثيات ليست جزاف وانما حيثيات منهجية مهمة جدا .
قال عليه السلام فان حب الله اذا ورثه القلب ...
فهنا اطلق الوراثة على القلب انظر كلمة كلمة في بحث فقه القلوب يجب ان يدرس اذن هناك وراثة يعني وراثة تكوينية ملكوتية لدنية انت بمقدار ما تقوم برياضة قلبية معينة يورثك الله جانب الملكوت وليس هذا الجانب فيه تأخير وانتظار فهو يورثك شيء هذه وراثة تكوينية ملكوتية وتسمى مواهب لدنية وتسمى عطايا الهية تلقائيا بلا تشبيه نورث الارض من نشاء فقال ورثه القلب ولم يقل ورثه اللروح ، وهذه لها معادلات وقوالب ليست جزاف فهو يتكلم على صعيد القلب ولم يقل صدر حتى في بحث علم الروح وعلم القلب مر الفرق بين الصدر والقلب ، القرآن يقول الم نشرح لك صدرك ولم يقل قلبك ما الفرق بينهما? القلب ارفع درجة ومن يشرح الله صدره للاسلام كما كذا كذا يجعل صدره ضيقا حرجا فالصدر آلة القلب وليس هو القلب ، كالمخ المخ ليس هو العقل وانما الة العقل هذا القلب الصنوبري ليس هو القلب الة الصدر ايضا الة للقلب يعني الصدر هذه المنطقة من تعلق النفس بالبدن يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء القلب ليس العقل الفكري ولا الروح بقول مطلق اذا قوبل القلب مع الروح مع النفس فالقلب اعلى .
والقلب له نوعان له السمع وله لسان في نصوص القرآن اعين القلب غير اعين البدن هذا ايضا مر بنا لان القلب في الحقيقة الابدان اللطيفة المتصاعدة لطافة المتعددة في الانسان ولكن تلك الابدان لها احكام تكوينية مهولة تختلف عن هذا البدن الغليظ وسبب تسميته بالقلب لانها هي طيارة تتخلل ذكر الله كذا كذا وهذي صفة لها فالقلب من التقلب اسمه صفة .
فاذا ورثه القلب استضاء به واسرع اليه اللطف ...
يا مولانا الصادق هذه العناوين اين هي? لا ترى بالحس ، قوالب جسمانية لطيفة الروح هو جسم لطيف كما بينوا عليه السلام واسرع اليه اللطف اذن كما ان هذا البدن يسافر ويأتي ويروح تلك الابدان ايضا تسافر اما في عوالم النور او في عوالم الظلمة وهناك بيانات عديدة في القرآن ان الانسان بلحاظ قلبه وروحه وابدانه غير المرئية في حالة حركة على الصراط اما الصراط المستقيم او الجحيم .
هناك رواية رواها الفريقان عن النبي ص ان النبي ص كان على المنبر وفجأة سمعوا رجة او رجفة اخافت الحضور طبعا هذه يعتبر من معاجز النبي ص يعني امور ملكوتية ببركة سيد الانبياء تكشف للحاضرين كشف غيبي ببركة وجود النبي ص يكشف للحاضرين معجزة دلالة نبوية كما ان بعضهم الف كتابا في دلائل النبوة الدلائل الغيبية الاعجازية لخاتم الانبياء من ضمنها هذه القضية فقال النبي ص ان رجلا من رؤوس المنافقين للتو مات ووصل وهوي في قعر جهنم فنزعت وزهقت روحه وسمعت هذه الرجفة او الوجبة يعني صوت وقوع شيء في شيء فهذا مرتبط بعالم القيامة كيف يسمعونه الناس في عالم الدنيا ؟ انه ببركات اعجاز النبي ص ، وقال ان هذه الصخرة في جهنم يعني روح هذا المنافق من رؤوس النفاق او الاعداء للنبي هذه ثمانين سنة روحوه تهوى وربما في الحديث ثمانين عاما وحسبوا عمره هكذا .
هذه الامور الغيبية قوام الايمان بالاخرة اذا ما يعجبك الحديث عن هذه الامور الغيبية هذا نتيجة الاعراض عن ذكر الاخرة واليوم الاخر وما اكثره بسبب الانغماس في المادة والدنيا وصنمية الدنيا وصنمية الحس لك ، فتترجم بتبرمات من الغيب وننفر من عنده ، القرآن هو كله غيبيات الذين يؤمنون بالغيب او الذين يؤمنون باليوم الاخر او اننا نتشهى ما يفيد عالم المادة والحس والشهوانية نقتنصها من القرآن وما يصب في عوالم الغيب نتبرأ منه ، يجب الموازنة بين المادة والغيب ، هو ليس كله غيب وليس كله مادة انت لتكون لغتك اجتماعية والا ماذا يحدث القرآن عن الغيب? اذا صار الانسان عنده صنمية المادة والحس يصير وحش كاسر مادي نتن ما يكترث ويصير دمار للشعوب قنبلة نووية اصلا ما يتأثر لانه مادي كله لغة مادية .
فيجب الموازنة بين المادة والغيب مثلا اكثار ذكر الموت ليس معناه اليأس الموت يعني برزخ وغيب يعني دائما خواطري ورصدي الادراكي موجه الى عالم اخر هذا معناه ذكر الموت ليست فقط سكرات الموت وليس زفرات النفس عندما ينقبض وينبسط ، ذكر الموت هو برزخ وجانب غيبي نعم انت تنفر من الجانب الغيبي هذا شأنك لا بد من الموازنة بين الغيب والمادة .
لذلك العلوم الدينية متعددة الان علم الفقه على حاله وعلم الاداب على حاله علم التاريخ والسيرة على حاله وعلم التفسير وهناك علم المعارف على حاله والعلوم الدينية ليست علم واحد ، فهل كل ما لا اتضلع فيه اتنفر منه? هذا خطأ ، او استهزأ به؟ هذا غير صحيح وهذا ليس منطق وانما يجب الموازنة نعم عندك اشكال في الدليل لا بأس لا ان تستهزئ الامم كانت تناقش او تستهزء ؟ هي كانت تستهزئ ، فالاستهزاء والتسفيه والتبرم شيء والنقاش في الاستدلال شيء اخر .
ورد ان اكثركم ورعا اكثركم ذكرا للموت يعني الانسان يجب دائما يوازن بين المادة والغيب مثلا الان نزل منزلا صار من اهل الفوائد ما معنى الفوائد? هذي الاصطلاحات الان في علم العرفان وعلم الرياضات الروحية والتصوف مع ان هذه العلوم فيها انحرافات كلامنا في قلب الوحي ما هي الفوائد? ما فرق اللطف عن الفوائد? قبله قال اذا ورثه القلب يعني الحب يعني القلب يسير او الفكر ؟ هذا الفكر يستنزل الفيض الملكوتي على القلب وهو حب الله ثم بعد حب الله يصير الضوء والنور يعني الرؤيا فيه ادراكات استضاءة يعني يرى ما لا يراه الاخرين .
ثم يقول : فاذا نزل منزلا ...
ترى دائما يعبر عنه نزل منزلا يعني في حالة السير والسفر تعبير الاسفار هي نعم اسفار لا ان ما ذكره ملا صدرا وحي لا يخطأ وانما نتاج بشري فيه ما فيه ولكن بمقدار الاثارة صحيح فقال نزل منزلا بينما يصف الله عز وجل جبرائيل رسول امين ذي قوة عند ذي العرش مكين ومكين غير نزل منزلا ، بالنسبة الى ذي القرنين وصف القرآن الكريم عن قدراته التكوينية الملكوتية : انا مكناه في الارض واتيناه من كل شيء سببا وليس اتيناه كل سبب يعني هذي عالم الاسباب بعضها اعطيناها وهذا غير نزل منزلا و غير ورثه وغير اسرع اليه وهذه حالات وعقلا يختلف .
ما هو معنى ما يؤكد عليه الائمة وان سرقه الصوفية او العرفاء ما يرد في زيارة اهل البيت : السلام عليك يا باب المقام ؟ كما ان هذا الوصف هو مقام وليس نزل منزلا فباب المقام شيء ملكوتي لا بدني او مادي ارضي ، ان فتشت عن لفظ اتى بها الصوفية هذا ليس تصحيح للصوفية ان التصوف نظري لا دردشي والدروشي العرفاء لم يبتكروا عنوانا من انفسهم يعني الشطارة للوحي وليس لهم ولا ما عندهم كله مطابق للوحي يعني هذه العناوين موجودة سواء استعملوها بصحة او بخطأ ولكن الكلام انه اذا انت منبهر بالتصوف النظري او العرفان هذا كله موجود في الوحي ولكن بضبط وحياناني وليس نتاج بشري خاطئ فهذا كلام المعصوم وليس انسان بشر عادي ومجتهد هذا كلام المعصوم لا يأتيه الباطل من بين ولا من خلفه .
هنا اهمية السند لابلحاظ الجرح والتعديل يعني ان الذي تلقف هذا العلم من زمن المعصوم اوصله لنا اي مدرسة من تلاميذ اهل الائمة تبنت هذا المضمون ؟ هذه سيرة وهذي اهم من قضية السند والطريق ليس خطورته في قضية الجرح والتعديل خطورة هذا المسلك وهذا المبنى وهذه المدرسة من تبناها من الرواة ومن التلاميذ واصحاب الائمة ؟ هو هذا بيت القصيد ؟ انه في زمن الامام الصادق يعني في بدايات القرن الثاني هذه الاصطلحات موجودة ، اي ابن عربي اي غزالي اي بسطام ؟ فهذا موجود قبل الكل في الكل .
الان باب المقام ما هو معناه في القرآن? يعني هل هذه كلمات الائمة او كلمات الغير? وما هو معناه? ما الفرق بين منازل القلب والروح والمقامات? ولماذا الامام باب المقام? يعني واسطة الفيض الالهي يعني اعطي جعفر بن ابي طالب مقام وليس منزل يسير يعني تمكين اعطي مقام الطيار ما معناه? الان هو في البرزخ لكن اعطي له المقام الجناوي كما ان ابو الفضل عباس اعطي ، والمقام ليس منزل والمقام غير المنزل هذه اصطلحات وحيانية قبل ان تكون صوفية او فلسفية او عرفانية هو وحي ونحن نكتشف هذا النظام في علوم الوحي ما هو? يعني نزل منزلا يصف في حالة سير القلب وسير الروح .
امير المؤمنين يعبر كما في البيانات الوحيانية الموت سفر ، من الذي يتحرك ؟ هذا البدن هو في القبر جاث? هو جسم اخر ويسمى الروح يسمونه سفر الاخرة ، آه من طول الطريق وقلة الزاد وبعد السفر ماذا تقصد يا امير المؤمنين من بعد السفر? يعني ليست قصة انتقال روح من هنا لعالم البرزخ وانما هناك عوالم طويلة ولذلك جبرائيل يقول لسيد الانبياء يا رسول الله اما بعد الموت اطم فاطم يعني الطامات اهوال من موتات وليست موتة واحدة والقيامة خمسين عقبة خمسين عالم وكل عقبة هول من الاهوال يعني هنا ننتقل من عالم لعالم او مثلا يقول عن الموت وحشة الطريق ونحن الان في حالة سير ولكن لا نشعر .
الا نجد الان من انفسنا بعض الاحيان تصيبنا حالة سرور واخرى حالة غم هذا سير الروح اما في ظلمة او في نور الم تقل قلبي منقبض? القلب يعني جسمك غير المرئي اللطيف يسمى روح يبقى في حالة سير ، قد هناك ظلام ليس لاجل المعاصي وانما هو نوع من وحشة الطريق كما يقول امير المؤمنين : الطريق موحش كما الامام الحسن المجتبى قيل له مما بكاؤك يا ابن رسول الله وانت ابن رسول الله وانت وانت وانت ؟ قال هول المطلع ، فالمعصوم طبقات وليس طبقة واحدة نفس المعصوم طبقات مريم بنت عمران تقول لعيسى لم تبكي لما اعطيتك الدواء ؟ قال يا اماه بكيت لصغري من يعني الجانب النازل عندي ومرارة الدواء ، فنفس النبي عيسى طبقات وليس طبقة واحدة وشؤون ، والطبقات تختلف ، فمريم هي مصطفاة لكن تستغرب من حالات عيسى فكيف نحن ؟
فبكاء الامام الحسن المجتبى قال ابكي لهول المطلع وثلاث امور ذكرها وهذي جنبة بشرية لا ينافيها قيل لسيد الرسل لم تدمع العين? اولم تأمرنا بعدم الجزع ؟ قال فيض العين هذا ليس جزع بالعكس رحمة في القلوب وذلك لما توفي ابنه العظيم ابراهيم .
او الامام يقول فتزودوا لانك الان في حالة السير خذ معك الزاد وليس الاولاد ينفعون ، طبعا ليس انك لا تديرهم لانك انت مسؤول عن الاولاد لكن ليس كل همك وغمك الاولاد ، يوم لا ينفع .. يوم يعني عالم وليس يوم ، هذه العوالم اللي انت تسير فيها اعظم ناصح ومخلص لك العمل واعظم صديق واعظم محب لك واعظم معاون لك اعظم انس لك هو العمل ، وواقعا بياناتهم عظيمة الوفي والصديق والنصوح والمعين والمؤنس ليس ولدك نعم لك مسئولية تجاهه بما هو عمل مأمور به من الله لا بما هو ولد كذلك الزوجة كذلك كذا كذا .
هذا العمل اصدق الاصدقاء اوفى الاوفياء مؤنس وهو جوهر ملكوتي ولا يتركك اذا كنت من اهل الصلاة حتى يدخلك الجنة وفي الجنة مؤنس لك فليس لك صديق اوفى منه ويكون جوهر لك جواهر حور عين وغيره اما اذا كان ظلماني فطامات .
على كل باب المقام يعني عندنا مقام وعندنا منزل ومنازل هذا اصطلاح وحياني قبل ان يكون بشري ، هل فهمته بشكل صحيح او لا بحث اخر لكن هذه اصطلاحات وهذه القواعد والاصطلاحات والمعادلات مكدسة نظاما في كلام الامام الصادق يجب ان لا نعبر عنها وانما كل معادلة يحتاج لها شرح والحديث يفسر بعضه بعضا.