45/11/20
الموضوع: علم التأويل وفقه القلوب
كنا في هذا المطلب ان هناك استعمال وحياني لاصطلاحات فقه القلوب او علم رياضات القلوب او الرياضات الروحية ومن يتقن هذه العناوين في هذا العلم يلتفت الى كثرة استعمال الوحي لهذه العناوين في شؤون القلب مثل بحث اللطف الالطاف الالهية .
مر بنا ان الحديث النبوي المقبول بين الفريقين ان اللطائف للاولياء ما فرق اللطائف عن الاشارة? عن العبارة ؟ عن الحقائق ؟ هذا تقسيم نبوي لهذه الرواية المقبولة عند الفريقين ما هي باب الاشارة ؟
باب العبارة يعني حجية الظهور العبارة للعوام الاشارة يعني الظهور الخفي يعني على طبق الموازين المرحوم الشيخ محمد رضا المظفر في مباحث الالفاظ تبعا لعلماء البلاغة ذكر دلالة الاشارة والايماء والتنبيه وهناك دلالات كثيرة والتعريض والكناية يجمع هذه الدلالات انها النظام الخفي في الدلالة ولكنها على الموازين وان كانت خفية على الاخرين وان كانت جلية لمن يستظهرونه .
هناك نزاع عند علماء الاصول والفقه والتفسير ان الدلالات الخفية حجة ام لا? والصحيح انها موجودة بشرط ابتنائها على الموازين وليس الكل يحيط بالموازين على درجة واحدة وهذا البحث طويل حتى السيد المرتضى في كتاب الشافي وانصافا هذا الكتاب عظيم جدا وكان مقررا درسيا في الحوزات العلمية اربع مجلدات بوبه الشيخ الطوسي بعنوان تلخيص الشافي ، فهو كتلخيص فهرسة جيد ولكن كحرارة متدفقة كتاب الشافي اكثر حرارة من كتاب تلخيص الشافي والا هو لخص وبوب وهذا الدأب موجود عند القدماء انه عالم يشذب كتاب عالم اخر ونفس الكتاب ينسب اليه شبيه كتاب الاختصاص هل هو للشيخ المفيد? او لابو جعفر المؤدب مثلا الذي هو قبله بطبقتين ؟
شبيه مورد ثالث الشيخ الطوسي بالنسبة لكتاب رجال الكشي وما اكثر هذا الداب عند القدماء وهذا نوع من تكامل الجهود العلمية فالكتاب ينسب الى الاثنين ولا مانع فيه فالسيد المرتضى في كتابه استعرض بحوث حساسة في الامامة وكان يعتني بالبراهين الموجودة في المتن اكثر مما يعتني بالصدور في ردوده على القاضي عبدالجبار وعنده صناعة قواعدية في علم الكلام بديعة .
من ضمن الامور التي ذكرها السيد في كتاب الشافي مبحث مقدس ويستغربه الاصوليون المعاصرون انه اولا يذهب الى ان الظهور درجات جلي واجلى وخفي واخفى وهذا مبحث مهم لان باب التأويل الموزون قائم على هذا المنهج بينما هناك جماعة من الاصوليين او المفسرين او الفقهاء ينفون حجية الظهور الخفي طبعا كسيرة علمية لا محالة يبنون على حجية الظهور الخفي او الاخفى ، يعني جملة لا تنقض اليقين بالشك متأخري الاعصار كتبوا فيه خمس مئة صفحة او تنبيهات الاستصحاب المعقدة مثلا بعض ابحاث الاستصحاب لا تنقض اليقين بالشك النوابغ يستصعب عليهم تصورها كاستصحاب مجهولي التاريخ او استصحاب مجهول التاريخ ومعلوم التاريخ حجة ام لا? وهو مبحث معقد جدا ليس بسهل اواستصحاب العدم الازلي والى ما شاء الله .
فمبحث الادراكات القلبية وتأويل النصوص الوحيانية كثيرا ما يعبر عنه بالمكاشفات وكثير من الادراك هي بالاستعانة بتأويل النصوص الوحيانية وليست هي مكاشفات ابتداء ادركوها بقلبهم فقضية باب التأويل بموازين باب مهم في قضية الادراكات القلبية والروحية وهذا يثيره السيد المرتضى ان الظهور اقسام اذا كانت بموازين وكلها حجة بل اكثر من ذلك يذهب اليه السيد المرتضى بل يقول انه ربما هناك اصل من اصول الدين يأخذه الله على عباده ولو بدرجات الظهور الخفي وهذا الظهور ليس من باب الظن الظهور دليل قطعي ولكن خفي .
الان اقلاع الطائرات المصنوعة من المعدن هل قبل ثلاث مئة سنة كانت محتملة لدى البشر? ولكن نظامه المعادل التكويني كان موجودا وهي قدرات فيزيائية خارقة فهل خفاؤه على البشر يعني عدم حقيقتها ؟
او القنبلة النووية هي حقيقة الان علم الفيزياء وعلم النانو وعلوم الفيزياء المتولدة علوم مهولة واذا تريد تقارن بين مئة سنة الاخيرة في علم الفيزياء مع مئات السنين السابقة يعني كالمحيط مع البحيرة فهل يمكن ان نقول انا اكفر بعلم النووي? او الالكترونيات ؟ كيف تكفر هي موجودة ، فهو عملاق موجود ولكن في علم الفيزياء هذا كله مثال او الميكروبيولوجي استنساخ الاعضاء مثلا حتى يفسرون انه ولادة السيدة العذراء مريم على ضمن هذا يسلم به العلم تماما خلافا لطعن اليهود لا زال هو في عرض مريم لانهم يرونهم ممتنع كيف مرأة تولد بدون وجود رجل ؟ قالت انى يكون لي غلام ولم يمسسنى بشر ولم اك بغيا كذلك قال ربك انه علي هين .
فالمقصود ان السيد المرتضى يذهب الى انه اصل من اصول الدين القطعي لكن ليس من الضروري ان تكون جلي ، هذه المباحث منذ عشرة قرون اثارها السيد المرتضى في كتاب الشافي وهو تطور في منطق ومنهجية الاستدلال والمعرفة ليس علينا بادراك العموم وانما علينا بذات الدليل واشار قبله الامام الهادي في زيارة الغدير في مواضع عديدة ان اصل من اصول الدين ادلته احيانية الا ان العموم لا يدركونه فيبين الامام الهادي في زيارة الغدير في مواضع عديدة ان امامة امير المؤمنين جعلت من قبل وانما اظهرت للاذهان بشكل ساذج للامة يوم الغدير لا ان نجعلها حصرها في الغدير ويبين الامام الهادي العديد من الايات التي فيها نصب امير المؤمنين اماما قبل غدير ولكن لا يلتفت الى ذلك الا اولوا الالباب يعني هي قطعية مهولة مثل علم النووي والفيزياء سبعة الاف سنة البشر عاشوا ولم يدركوا العلم النووي فانت كن ابن الدليل وليس ابن العليل .
فهو ابن بجدتها السيد المرتضى عنده تحليل المفاد وليس فقط السند فانت انظر الى الدليل سواء ادركه الاخرون ام لا ، هل اليقين بالعقول او بمقدمات الاستدلال? هذه الطلعات بديعة من السيد المرتضى .
لذلك على كلام السيد المرتضى يصح ما ذكره اهل البيت ان هناك من الحجج الالهيين لكنهم مغمور كيف مغمور وهو حجة? كيف ان زينب وحمزة حجة مع انهما ما عندهما تبليغات ودعاية وحيانية ، وكذا عبدالمطلب و ابو طالب واباء النبي لكن من يلتفت يرى ان لهم ادوار اعظم من الادوار المعلنة عنه .
اليس الخضر اشار ان له علما يفتقده نبي الله موسى وهو من اولي العزم ؟ هل الله يريد ان يزعزع ايماننا باولي العزم ؟ فليس اصول الدين انتم تدركوه بذهنكم الساذجة المدار على بينات الادلة وهذا يصر عليه السيد المرتضى ، فالمدار هو الدليل وليس قدرة الاذهان على الادراك ، فلا تخلط بين قدرة الاذهان وبين الدليل نفسه الدليل شيء اخر القرآن نفسه يقول انه قسمان محكمات ومتشابهات لكن هذه في اذهان عامة العلماء لكن عند المعصومين بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العالم يعني القرآن برمته هكذا .
لذلك تشابه القرآن بسبب عجز العقول لا بسببه هو في نفسه وهذه مغالطة بين العجز عند البشر والعجز في القرآن لماذا القرآن يحتاج الى معلم? القرآن هو في نفسه نور ولكن المشكلة في المخاطب ليس من النور ، هناك مغالطة يقول اذا كان القرآن نور فلا يحتاج الى معلم اهل البيت ؟! هذه مغالطة انت ستحاسب عليها بالعكس عظمة القرآن يدل على احتياجه الى المعلم لان الطرف الاخر ضعيف ولو كان قدرة البشر عمومهم قوية في العقول لما احتيج الى الانبياء واصلا ما احتجنا الى القرآن ، فلان دين الله لا يصاب بالعقول عامة البشر احتجنا للقرآن والى معلم في القرآن لان القرآن عظيم يحتاج الى معلم عظيم .
فالمقصود انه عندنا مباني في نظرية المعرفة في علم الكلام جدا عظيمة للسيد المرتضى وليس فقط في الشافي بل حتى في كتاب الرسائل للسيد المرتضى ومن ضمن المباحث التي وجدتها للسيد المرتضى يقول وجوب الصلاة على النبي والال في التشهد دليل الامامة والشهادة الثالثة لاهل البيت عند كل المسلمين ، طبعا هذا المطلب انا التفت اليه من سنين قبل كلام السيد المرتضى ولكن السيد يقول انه وجوب الصلاة على الال عند كل المسلمين جزء التشهد والتشهد ناقص بدونه والصلاة يعني امامة و ولاية والشهادة الثالثة من اهل البيت فالسيد منهجه تحليلي عقلي وليس جمودي سطحي وهو منهج جدا عظيم فكلامنا ان منهج التحليل يحتاج اليه فقه القلوب .
طبعا هذا ليس بانفلات وبلا موازين بموازين وان كانت خفية وانما بحاجة الموازين والادلة.