الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/11/19

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: اصطلاحات فقه القلوب في لسان الوحي

وصلنا الى هذا المقطع في حديث الامام الصادق حول المدارس والرياضات القلبية والروحية : فان حب الله اذا ورثه القلب استضاء به واسرع اليه اللطف كل ما يتنور القلب والضوء من من كثرة النور ، واسرع اليه اللطف ، فنزول المواهب اللدنية والالطاف من المواهب اللدنية ايضا يعبر عنها في الاصطلاح في علم فقه القلوب او الرياضات القلبية او الروح يعبر عنها الطاف الهية .

في المناجاة الخمسة عشر اشارات كثيرة لقضية الالطاف كما في الرواية المشهورة عن سيد الانبياء عند الفريقين وان كان سندها مرسل لكن تلقاها الفريقان بالقبول في القرآن العبارة للعوام والاشارة للخواص واللطائف للاولياء والحقائق للانبياء ، فاذا تأخذ قطعة قطعة منها موجود في الروايات ما معنى ان الحقائق للانبياء? واللطائف للاولياء وهذا موجود بغض النظر عن هذه الرواية والاشارات للخواص هذه موجودة .

طبعا نظام دلالات الاشارة في مبحث فقه القلوب والرياضات قد يعبرون عنها بالواردات القلبية فاسرع اليه اللطف ، مبحث اللطائف يجب ان يبحثها الانسان بفصل وكذلك الحقائق مع ان الامام سيتعرض لها يعني كيف نبوب فقه القلوب على وفق الوحي? وهذا مشروع هندسي لفقه القلوب يحتاج ورشة عمل طويلة المدى كيف نبوبه بغض النظر عن تبويب العرفاء او الصوفية طبعا لا مانع ان نطلع عليه لكن الاهم استكشاف التبويب من متون الايات ومن متون بيانات المعصومين وهي خطوة مهمة في فقه القلوب .

فمنها بحث الحقائق وهو مبحث عقائدي معرفي فكري وكذلك الالطاف والاشارة في هذا الحديث النبوي ما هو? فاذن هذا مضمون الحديث النبوي ليس فقط تلقاه الفريقان بالقبول وبالذات من الامامية ، القبول يعني مضمون هذه الرواية مطابق للقواعد والمحكمات غير ما صوروه متأخرو الاعصار ومنهم السيد الخوئي انها قضية صدور كلا ليست قضية صدور ، مر بنا في بحث العقائد والتفسير والفقه هناك وثوقان او صدوران عند القدماء والمشهور وثاقة الراوي شيء اخر الوثوق بالصدور هناك وثوقان وصدوران علماء الاصول في مقابل الاخباريين واشرنا اليه عدة مرات بشكل عابر ولكن هذا يفيدنا في مباحث العقائد وفقه القلوب منهجية في الاستدلال ليس هلوسية منفلتة واستذواق هلوسة وانما انضباط في الموازين ذوق منضبط بالموازين فالصدور صدوران هناك صدور تفصيلي يصدر من المعصومين من النبي والال وينقله الرواة هذا هو الصدور المعهود التفصيلي وهناك صدور اجمالي وهو غير العلم الاجمالي يعني ان المعصوم يقنن او يجعل يعني الصدور الثاني بمعنى الجعل الثبوتي التقنيني والاجمالي فالمعصوم يقنن قاعدة مثل الدستور الان تنظوي تحت هذه القاعدة الى ما شاء الله من المصاديق والافراد او القوانين هذه القوانين التفصيلية او المصاديق مثل ما يقولون الان حتى المعاصرين جملة من متأخري اعصار يقرون بان قاعدة لا تعاد هذه القاعدة الجحفلية الهامة في باب الصلاة صادرة من رحم قاعدة اعظم منها واعم منها من باب الصلاة وهي قاعدة لا تنقض السنة الفريضة او لا تنقض الفريضة بالسنة يعني نفس العبارة فتلك هي قاعدة الام ، فانظر كيف قاعدة تتولد من قاعدة بحيث ان قاعدة لا تعاد بحذافيرها بقالبها الصلاتي متولد من رحم وقالب واطار لا تنقض الفريضة بالسنة او لا تنقض السنة بالفريضة مع انه غير خاص بالصلاة وانما بالحج بالصوم بالوضوء .

اذن قاعدة لا تعاد قبل ان تصدر تفصيلا من المعصوم صدرت في ضمن قاعدة لاتنقض السنة بالفريضة فصدرت تقنينا اجمالا لكن الذي يشم هذا الصدور ويدركه ليس الرواة وانما العلماء كل حسب اختصاصه وهذا يسمونه صدور اجمالي هذا الصدور عند الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي مقبول ان الصدور الاجمالي عمدة الصدور يعني المتن وهذا ما يعبر عنه بصحة المتن .

ما هو سند هذه الرواية النبوية? العبارة للعوام والاشارة للخواص واللطائف للاولياء هي ليس لها سند صدور تفصيلي يعني قد موجود الله اعلم لكن حسب كثير من الفريقين والعلوم الدينية عند الفريقين يذكرها مرسلة لكن متلقاة بالقبول ليس يعني جبر الصدور التفصيلي القبول عند الشيخ المفيد والمرتضى يعني فيما يعنيه هو الصدور الاجمالي والسند الاجمالي سند المتن اعظم من سند الرواة فهو سند وطريق ومستند ومعتمد من المضمون فالصحة للمضمون هذا هو مبنى المفيد الى ابن ادريس ابن حمزة ابن زهرة الحلبيون القدماء عن بكرة ابيهم بما فيهم الصدوق والنجاشي وحتى ابن الغضائري هذا هو مبناه وهو الصدور الاجمالي .

فالسند المتني هو العمدة في صحة الحديث وليس الصدور التفصيلي والطريق التفصيلي الذي اعتمده وبدا بالاعتناء به كركن هو السيد احمد بن طاووس طبعا كركن ايضا القدماء يكتثرون بالسند التفصيلي لكن كاطناب الخيمة وليس عمود فرق بين ما هو وتد الخيمة وما هو اطناب فالاطناب لها دور لكنه اطناب حجية الرواية عند الفقيه وعند العلماء نمط وحجية الرواية عند الرواة نمط اخر .

مثلا على اليد ما اخذت حتى تؤدي كل علماء الامامية يقولون هذا الخبر النبوي ليس من طرقنا ابدا وحتى عند الطرف الاخر ايضا مرسل ولكن تلقي بالقبول ومورد قبول كافة علماء الامامية فالمضمون يعني صدر بقواعد قوالب فوقية مهيمنة وهذا غير ما يفسره السيد الخوئي ومتأخرو العصر اي المتن قد صدر بتقنينات فوقية ، لذلك السيد الخوئي يعترف في قاعدة على اليد ما اخذت حتى تؤديه هذه القاعدة من حيث هي قاعدة خاصة ورواية بالفاظها انا ما اقبل صدورها التفصيلي لكن اقبل انها مضمونها تقتضيها القواعد ، فيا سيدنا هذا الممشى في كل الفقه ليست فقط في هذه القاعدة مع انها قاعدة وليست مسألة .

هلا اجريت هذا المبنى الذي هو مبنى القدماء في كل الفقه وفي كل العلوم وهذا هو الصحيح وهذا من ضمن الموارد التي يقر السيد الخوئي بمسلك المشهور وينقاد اليه فكل ما في هذه القاعدة تقتضيه القواعد الفوقية مع ان هذه القاعدة ليست خاصة بباب البيع هذه قاعدة جحفلية في كل الابواب وانا اتوسع في المنهج المفروض نذهب الى البحوث الخاصة لكن هذا توضيح صناعي منهجي لانه احياء لمبنى المشهور على خلاف متأخري الاعصار غير مأنوس به ، لذلك نكرره توضيحا من زوايا وصياغات صناعية متعددة وهو الاصل فقاعدة اليد هي قاعدة وليست مسألة صادرة بالصدور الاجمالي لاالتفصيلي .

مثلا خطبة البيان وخطبة التطنجية وهي جملة جملة منها موجودة في روايات مستفيضة ان لم يكن بالفاظها فهي بمعانيها اذن سند خطبة التطنجية او خطبة البيان او خطبة ذي قار هذه الجمل مبثوثة في طوائف من الروايات وان لم يكن بالفاظها فبمعانيها وليس فيها تأليه وفيها مقامات بحسب المعيار الفلسفي عند فلاسفة الشيعة ليس فيها شيء المعنى الصحيح من هذه الخطب معنى لا يستلزم المربوبية .

بالنسبة للزيارة الجامعة اقمنا مع بعض الاخوة قبل اربعة عشر سنة هنا في النجف فريق من الاخوة ربما في الاسبوع ثلاثة ايام حول زيارة الجامعة بعد سنتين او ثلاث وصلنا الى نتيجة عجيبة اصلا زيارة الجامعة ليست هي الزيارة سند زيارة الجامعة المتني هي عشرات الزيارات يعني كل جملة جملة منها موجودة مبثوثة انما الامام الهادي جمع لملمة وحيانية معصومية بنسق وحياني معجز ترتيبي تأليفي في زيارة واحدة فهي مبثوثة اما في الزيارات او الروايات .

قبل شهر وقفت على مصدر اخر لزيارة صدرت عن باقر العلوم ، هذا الذي اريد ان اقول ان عملية الشبكية بين متون الروايات ان الاشتباكية ان ترى مضمونها موجود في منظومة التراث ليس سندها رواة اربعة خمسة ستة هذا يعطي للتراث جبل شامخ لكل التراث ولكن يستطيع عليه الفقيه لا الراوي والعالم لاالمحدث ، طبعا قد يكون عالم ومحدث وقد يكون فقيه ومحدث كالشيخ الطوسي اما من حيث هو محدث وهو راوي كلا ، من هنا ذهب الصدوق والكليني والمفيد والمرتضى وحتى الشيخ الطوسي يقول نلجأ الى الصدور التفصيلي من باب مستشفى طوارئ هذا نص عبارة الشيخ الطوسي في العدة بل الصدور الاجمالي هو الميزان ولا يكفي الاعتماد على الصدور التفصيلي لانه اذا كان الفقيه اعتمد على الصدور التفصيلي فهو فتوى والحري بالراوي ان لا يتصدى للفتوى ، الفقيه يتصدى للفتوى بنص الاية لولا نفر يعني روى ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم اذا لم يكن الراوي فقيها تصديه للفتوى محل اشكال لانه يفهم هذه الرواية وما يفهم مجموع الروايات كالعام والخاص والمطلق والمقيد والحاكم والمحكوم فكيف يتصدى للفتوا? هذا ليس في الراوي الفقيه حتى الفقيه في المسألة اذا افتى في تلك المسألة فقط من جهة الرواية استنباطه غير مجزي لان الفتوى لا تعتمد على رواية واحدة وانما تعتمد على منظومة روايات ومنظومة الايات كيف يفتي ويبت استنادا الى رواية صحيحة السند في هذه المسألة ؟ هذا ليس استنباط فقيه وان كان هو فقيه وهذه ليست مجزية ويؤاخذ عليها لان رواية واحدة وسند صحيح ما يكفي في الاستنباط الاستنباط يحتاج لمجموع .

اليس يقولون لابد من الفحص عن المعارض? الفحص يعني فقاهة يعني فحص متني عام خاص مطلق مقيد مجمل حاكم محكوم انقلاب نسبة كله بحث متن وبحث شبكي او الاشتباكي او المنظومي في المتن فالصدور والسند ليس فقط صدور تفصيلي هناك صدور اعظم الشيخ المفيد والمرتضى وابن ادريس يقولون من يعتمد على الصدور التفصيلي حصرا يقولون هذا ابدع في الدين والشيخ المفيد لهجته شديدة ، اتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض لماذا يؤكد القرآن على مجموعية المجموع? لان المجموع منظومة يعني المسلك المجموعي المنظومي المتني هو الميزان للاستنباط وللفتوى ، والصدور التفصيلي انما يغتر بها الرواة الفقيه يحتاج الى مجموع .

لذلك مثلا زرارة اتاه احد تلاميذ الامام الصادق وهو من تلاميذه قال سألت الامام الصادق فاجابني الامام قال له اعطاك من جراب النورة ، من اين فهم زرارة ان هذه من جراب النورة? لانه خلل في هذه الرواية رواية تفصيلية قال لتلميذه لا تغتر انك تشرفت بالرؤيا الصادق لم يكن هذا مرادا جديا من الامام وهو فهمه من القواعد ومن فقهاته ليس من كونه راويا وانما كونه فقيها ، فلذا من يغتر بالسند وهذا راوي وتشرف بامام زمانه فاخذ الحكم ومتباهي ولكن زرارة قال له رويدا رويدا ما فهمت الحكم مع انه تلميذ زرارة لان المدار على منظومة مجموع التراث .

مشكلة الوهابية انه يأخذون الدين من رواية واحدة واية واحدة منعزلا عن المجموع في العقائد وفي التفسير وفي كل العلوم الدينية كيف تأخذ اية واحدة? وانما يجب ان ترى منظومة كل النظام الوحي يفسر بعضه بعضا وما عندنا ايادي سبأ موزعة ، لذلك كيف تعتمد على هذه الرواية? الان نلاحظ الشيخ الطوسي عندما يروي رواية في كتاب الامالي ان اصطفاء فاطمة بنت اسد موجود هذا مطابق للارحام المطهرة ويروي الشيخ الطوسي ان اصطفاء فاطمة بنت اسد يعني اصطفاء وعصمة وطهارة وان لم تكن بدرجة الاربعة عشر عندما الشيخ الطوسي وهو زعيم الطائفة يروي بان فاطمة بنت اسد فوق اصطفاء مريم فكيف ما نستنكر هذه الرواية ولو فيها سند? هو لا يعتمد على السند وانما يعتمد على منظومة المعارف في القرآن وفي الروايات ويتبنى هذا كما فعل قبله الكليني في الكافي في المجلد الاول اعتمد ان حمزة وجعفر لديهم اصطفاء ومطهرون لكن دون الاربعة عشر فلا يعتمد على سند صحيح .

نظام العقائد والمعارف يجب ان ترى منظومة العقائد كلها كيف? منظومة الروايات كلها هكذا نحن لسنا ابناء الاسانيد فرادى احاد عندنا مجموعة منظومة التراث الاحاد سبيلها الانحراف المجموع سبيلها الهداية ، هذه احد اشارات انه عليك بالجماعة الجماعة يعني مجموع التراث خذ بما اشتهر بين اصحابك ودع الشاذ النادر يعني لا تعتمد على احاد فان المجمع عليه يعني المجموع لا ريب فيه .

هو سيد الخوئي يفسر هذه الرواية بمسلمات التراث ومحكمات التراث لاحظوا في باب التعارض يقول المجمع عليه هنا بمعنى محكمات التراث فهذا المبنى هلا يعمل به في كل الابواب وليس بخصوص باب التعارض هذا بحث اصولي صناعي في منهجية التراث لانه دائما يسائل الاخر انه تعتمد على الرواية هذه ليس اعتماد على رواية وانما على منظومة التراث وشبكة كاملة وهذا ليس التسامح ، التسامح ان تعتمد على سند واحد والتساهل ان تعتمد على طريق واحد ورواية واحدة وتترك منظومة القواعد هذا هو التسامح والتساهل والتهاون اما انك تعتمد على مجموع قواعد يتطلب من عندك جهد فكري وصناعة كبيرة .

شغل الفقيه اين وشغل الراوي اين? الرواة انعم بهم واكرم ولكن هم ليسوا فقهاء الفقهاء والعلماء شيء اخر انظروا الى رجل نظر يعني فقاهة وعرف وليس روى حتى سيد الخوئي في هذه الرواية في مبحث التعارض والتقليد يعترف تبعا للمحقق الاصفهاني يقول عرف حلالنا المجموع ليس احاد ، الاحاد هو دع الشاذ النادر متى يرتفع الشذوذ? لما يصير مع منظومة حلالا يعني مجموع الحلال وحراما يعني مجموع الحرام عرف يعني مجموع الاحكام هذا جبل اشم لا يستطيع ان يتلاعب فيه العلمانيون ولا الحداثويون جبل اصم المدار على الفقاهة لا الرواية فقط والعلم اذن هناك سند اخر للروايات وهو سند ونسب متني وصدور اجمالي .