45/11/18
الموضوع: أمراض القلب وأدويته في الوحي
في هذا الحديث الشريف حيث يستعرض عليه السلام المدارس والرياضات الروحية طبعا قبل ان ادخل في هذا المتن الحديث المشهور العلوي الصادر عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك ولكن وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك وبصيغة اخرى مروي هذا الحديث الشريف ولكن حبا لله هو ايضا بيان ان العبادة تارة بالميزان الفقهي اما تنجيز او تعذير فعبادة التجار او عبادة العبيد ولكن اذا كانت العبادة بمحرك قلبي هذه عبادة الاحرار او الاكرمين التي بالحب يعني بتحريك قلبي روحية لا ان حدود العبادة لا يتكفلها علم الفقه وعلم الفروع بلا شك هو هذا لكن هذه العبادة يؤتى بها بطقوس التنجيز والتعذير بالميزان الفقهي هذه عبادة حدودها تستعلم من النصوص الشرعية الواردة في الفقه وفي العبادات لكن اذا كانت منطلقة من الدواعي القلبية تكون عبادة الكملين .
فبالتالي هذا حث ان تكون العبادات الشرعية وهي رياضات شرعية تنطلق من المستوى القلبي دواعيها تكون عبادة كاملة كما انه في الصلاة ، كذلك اذا الصلاة تنجيز وتعذير فيلف ويضرب بها وجه المصلي لكن تارة تنبعث من القلب وتوجه القلب هذا طوبى له تصير الصلاة معراج المؤمن وقد بين في الاحاديث النبوية واحاديث الائمة ان الصلاة اذا كان بمستوى قلبي هو بنحو او لا اقل فكري .
في بيان النبي الصلاة ركعتين بتفكر في شأن الله وفي امر الله افضل من صلاة المصلي لاه قلبه وفكره فلا اقل في الصلاة الفكرية اعلى مستوى من الصلاة الفقهية والصلاة بلغة علم الكلام او الصلاة بلغة عقلية هذه اعلى منها والاعلى منها هي الصلاة القلبية يعني نفس الصلاة الفقهية عندما تكون بمحرك قلبي طوبى لمن عانق الصلاة عانق يعني بشوق ورغبة قلبية هذه صلاة كاملة .
ايضا نفس التعبير النبوي معراج المؤمن يعني المفروض ان الصلاة يأتي بها الانسان بسير روحي اما يأتي الصلاة بلا فكرة فضلا عن ان يتوجه قلبه الى عالم طبقات روحية معينة هذه صلاة نازلة فالمقصود في بيانات النبي سواء حول الصلاة او غير الصلاة وبيانات امير المؤمنين كذلك في مطلق العبادات انه العبادة هي رياضة شرعية مقررة الزامية اذا يؤتى بها بمستوى قلبي مقارن لها او داخل فيها فحينئذ مستوى العبادة درجة اخرى بخلاف المستوى النازل .
كما مر بنا مرارا مثلا معانقة سيد الانبياء الى جذع النخلة هذه المعانقة هل هي من الاداب الشرعية? وهذا فعل متواتر عند الفريقين عن النبي هذا الفعل هل هو ترجم في علم الفقه المقرر الرسمي? كلا لكن هو بلا شك سنة نبوية هو يفسر بلحاظ عالم الاداب القلبية الروحية وليس عالم الاداب الفقهية التنجيز والتعذير وهذا ليس خبر واحد وانما متواتر عند الخاصة على حدة والعامة على حدة .
ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ولكم في رسول الله اسوة حسنة نعم بلحاظ الاداب القلبية له ترجمان وبالتالي هو مصدر شرعي ومن هذا القبيل كثير ، كما ان تقبيل سيد الانبياء الحجر الاسعد فالقبلة يعني تبرك او نوع مشاعرة قلبية روحية تجاه الحجر خلافا لاصحاب المسلك الحسي والجمودي القبلة تعني فيما تعني عند البشر وعند العقلاء يعني تفاعل روحي ومشاعري نوع احترام روحي اقبال روحي ليس قضية طقوس بدنية بحتة ابدا .
بالتالي اذن هناك افعال صدرت بالتواتر عن النبي لا تترجم بالتنجيز والتعذير ترجمانها انها اداب قلبية برزت في افعال النبي البدنية او ما توتر او ما تواتر ان النبي يقوم بمجيء الصديقة فاطمة عنده يقبلها ويقبل رأسها يديها هذا التمجيد ليس اداب فقهية وانما اداب تنطوي على معاني معرفية عقائدية لها ترجمان عقائدي وليست مجرد طقوس فقهية بحتة نازلة بل هي صاعدة تلتحم فيها العقيدة مع فقه الفروع او القلب . اجمالا اذن هذا النظام موجود بالتواتر وليس خبر احاد .
نرجع الى صلب الكلام يقول الامام في الرواية التي رواها الخزاز في كفاية الاثر في النص على الائمة الاثني عشر زميل الصدوق و ابن قولويه واستاذ المفيد ومن مدينة واحدة من قم ومن الاشعريين ان اولي الالباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا ... هذه وراثة اصطفائية يعني تكوينية لدنية هبة حتى ورثوا منه حب الله هذا اصطلاح في عالم المعنى وفي عالم القلوب والرياضات الروحية والرياضات القلبية يقال وراثة يرث يعني يؤدي الى هبة لدنية انت تعمل ورد معين يورثك يعني يوصلك الى استفاضة موهبة لدنية فيقال عن تلك الموهبة اللدنية المعلول لهذا الورد يعني موروث يقال لها وهنا استعمل عليه السلام نفس الاصطلاح حتى ورثوا منه حب الله .
فلاحظ هذه كلها اصطلاحات من الرياضات الروحية والقلبية كيف ندعي ان الائمة لم يستعملوا اصطلاحات الرياضات الروحية وانما استعملها الصوفية والعرفاء وهلم جرا ، اصلا هو كلامهم مقتبس من الوحي لا اقول هم على استقامة وانما اقول هذا الاصطلاحات ليس ملكا وحكرا لهم مثلا دعاءكميل من القرن الاول وفيه اصطلحات كثيرة للرياضات الروحية واجعل قلبي بحبك متيما حتى تكون اعمالي وافعالي و اورادي كلها وردا واحدا .
فحين يسجل اشكالات على دعاء معين او على المناجاة الخمسة عشر ان هذه الاستعمالات للرياضات الروحية !!! وهي ما اكثرها في الاحاديث والروايات والايات فهو من اسلوب الوحي بامتياز فحب الله من افعال القلب والروح المشاعر الباطنية فان حب الله اذا ورثه القلب استضاء به طبعا في مقابل حب الله لا سمح الله الانسان عنده تبرم او شكاية من الله يعني يشكو من الله فعنده تبرم ونفور وتارة اكثر من ذلك عنده شكوى ضد الله ان الله ظلمني او ربما يزيد ان الله يعاديني يعني ابليس هكذا يدعي هذه كفر برزه لم يبرز ولذلك السيطرة على حالات القلب ليس بالشيء السهل .
الامام زين العابدين في دعاء ابي حمزة الثمالي يذكر دواء للقلب عن هذا المرض فهي ادوية للقلب ليس للبدن وليست للاخلاق حتى في ابواب الفقه ادوية للقلوب في غير ادوية للاخلاق والبدن والقلب يشخص بيانات القلب انه فيه داء وادواء وجمع الدواء ادوية الذين في قلوبهم مرض هذا الملف يعتبره القرآن اشد من النفاق هو النفاق ان المنافقين مع الكافرين في الدرك الاسفل من النار .
المهم المرض القلبي يعتبره القرآن في عدة سور اشد من النفاق ما هو المرض القلبي ؟ عداوة وبغض اهل البيت ام حسب الذين في قلوب قلوبهم مرض ان لن يخرج الله اضغانهم الضغينة في مقابل من فرض الله مودتهم يعني اما ضغينة مع الله او مع رسول الله او مع اهل البيت فالقلب الطاهر من يحمل حب الله وحب الرسول وحب ال البيت اتى الله بقلب سليم اما القلب المريض الذي يحمل الضغينة على الله وعلى الرسول وعلى اله الذين امر الله بمودتهم كما صرح بهذا البيان في سورة النبي محمد .
اذن فالمقصود هناك ادواء وهي امراض القلب عديدة وهناك ادوية للقلب وبتعبير دقيق اذا استصلح الانسان امراض القلب وهي المنبع لسلامة الاخلاق وامراض القلب وهي المنبع للاخلاق الرديئة وللرذائل سلسلة لا يمكن ان تتخلف احوال القلب والروح تنعكس تلقائيا قهريا على الاخلاق .
مثلا الانسان لما يعالج المرض يعالج معلولات المرض هل انت تعالج العلل ام المعلول? الصحيح علة ومعلول لكن الاصل هو المعلول لا العلة اما تعالج المعلول والعلة باقية? العلل هي التي تولد المرض مرة اخرى فعلل ورذائل الاخلاق وامراض القلب والروح هو امراض القلب والروح وعلل لسلامة وفضائل الاخلاق ومكارم الاخلاق هي القلب وسلامة القلب والروح .
فاذن احوال الروح هي غرفة التحكم في الاخلاق لذلك مر بنا مرارا علم القلوب والرياضات القلبية وفقه القلوب يتولد منه علم الحالات الروحية ويتولد منه الاخلاق والاخلاق تتولد منه الاداب البارزة على البدن الاداب صورة حسية متولدة معلولة من الاخلاق ورد في الروايات الادب صورة العقل وهو معلول يعني اللباس .
اذن هذه طبقات اربع ودوما الانسان اذا يستصلح اخلاقه وادابه العمدة ان يستصلح قلبه اولا والقرآن الكريم يقول الا من اتى الله بقلب سليم وليس بعمل صالح فيؤكد على القلب ، فسلامة القلب هي العمدة اما العمل الصالح فلا يفيد ، سلامة القلب يعني سليم من الامراض لانه هو القرآن الكريم يقول في قلوبهم مرض هو يقول قلبه السليم السلامة مقابل المرض احسب الذين في قلوبهم مرض ان لن يخرج الله اضغانهم هذه في سورة محمد هنا افصح القرآن عن احد اعمدة امراض القلب هو البغض من امر الله ، بمودته في قوله وهو مودة الله ومودة الرسول ومودة القربى .
اذن اذا نتتبع في الادعية ونستقصي الدواء لادواء القلب الامام زين العابدين يقول دواء القلب اذا كان القلب متبرم من الله عز وجل او معاديا له دواءه ان تستذكر قلبا وفكرا نعم الله عليك ، عندنا لا انسى اياديك عندي انا لا انسى لا انسى لا انسى التذكير بنعم الله المغرور الانسان بها يورث محبة الله كما يقول الامام الصادق عملوا بالفكرة ان تستذكر نعم الله يورثك حب الله ، لان النفوس مجبولة على حب من احسن اليها ، فاذا كان الانسان دائم الذكر وفكرا باحسان الله ونعم الله ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها حينئذ سوف يكون الانسان عبدا مديونا مغمور خاضع متضرع لله تلقائيا بل هذا دواء للقلب يصفه الامام زين العابدين وقبله امير المؤمنين يصفونه حتى لاهل جهنم حيث يريدون دواء لمن لم يكن معاند فيها ويريدون طريقة خلاص .
امير المؤمنين في جملة من الادعيات كدعاء كميل وزين العابدين في جملة من الادعية يقول الدواء حتى لاهل جهنم وداخل جهنم ان تتذكر نعم الله واحسان الله باب للنجاة والخروج من النار ضيق الصدر ، ما الفرق بين الصدر والقلب الصدر ؟ دون القلب يعني هذا التعاطي بين قلب الانسان الروحي والبدن هذه العلاقة بين القلب الروحي والبدن وهو الصدر يعني هذه مرحلة الصدر الم نشرح لك صدرك كيف ينشرح الصدر ؟ الاخلاق الجميلة ما يمكن ان تكون في الصدر الضيق كيف ينشرح الصدر? حالة من حالات القلب والروح .
فاذن البحث في ادوية القلب اهم من البحث في ادوية الاخلاق لانه علة والبحث في ادواء القلب اهم من البحث في ادواء الاخلاق ، الاخلاق الرذيلة جرس منبه على داء اعمق لذلك من اعظم المدارس الاخلاقية هي المدارس القلبية والفكرية ومن ثم كرارا تم التداول مع الاخوان ان نفس العقائد دوام التفكر فيها بشعبها هذه العقائدية بنفسها مدرسة تربوية اخلاقية تنعكس على الاخلاق تلقائيا ومن اعظم الامور الاخلاقية يربط بين هذا الفهم الفكري العقائدي مع الله وشؤون الله او مع النبي وشؤون النبي او مع الامام وشؤون الامام تلقائيا ينعكس على اخلاقه في التعامل مع الله او مع النبي او مع الائمة او مع عموم الاخرين .
هذا كله منظومة عناوين في الوحي بلغة القلب اذا يؤنس بها يعرف ان هذه معادلات وحلقات منظومة سلسلة .
حتى ورثوا منه ... كما مر بنا لمن يأنس بالاصطلاحات التي مرتبطة برياضة القلب والروح يلتفت الى ان دعاء الصباح من اوله لاخره مرتبط بعناوين الرياضات القلبية والروحية وكذلك دعاء كميل وجل الادعية فيها جانب فكري عقائدي عقلي وفيها جانب كبير معظمه في الرياضات القلبية والروحية فان حب الله اذا ورثه القلب استضاء .
لاحظ القلب يضيء او يظلم ؟ واذا تتذكرون قلب الانسان يعني باطنه عندما يقال ان الانسان له سبعة ابدان الطف والطف او قل سبعة ارواح او اكثر هذه هي القلب ومراتب القلب وسيأتي في كلامه عليه السلام ان القلب له اطباق سبعة هذا اطباق اصطلاح روحي رياضية روحية قلبية في كلام الامام الصادق وهذه رواية اصيلة وليست دخيلة وليست لصيقة وليس هذا امر بعيد عن نظام العلوم عند اهل البيت عليهم السلام .
استضاء القلب هكذا يستضيء او يظلم ورد كثيرا ان القلب له نقطة نور او نقطة ظلمة تزداد او تقل ، انظر نفس الكلام باصطلاح رياضات القلب وفقه القلوب وفقه الارواح والرياضات الروحية وهذا بيان من الوحي قبل ان يكون من الصوفية او العرفاء وغيرهم ، الظلمة علم لشجرة الزقوم وعلم لصراط جهنم والطريق على جهنم بدل ما يكون مصابيح يكون ظلمات الطريق الى الجنة الصراط المستقيم هو مصابيح ضياء النور حكما تكوينيا في العوالم كلها ، يخرجهم من الظلمات الى النور بالعكس الكفار والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات .
فالظلمة في عالم الملكوت هي مؤشر كما يقول في الخطبة الشعبانية سيد الانبياء التي هي خارطة لرياضات القلب والروح ما هي شجرة الزقوم واغصانها? وما هي شجرة طوبا شجرة الجنة ؟
النور علامة للتعلق بالصراط المستقيم الى الجنة وشجر طوبى الظلمة في القلب علامة لمصيدة القلب والروح باغصان شجرة الزقوم يصفها القرآن كأنها رؤوس الشياطين هذه اصطلحات كلها في عالم القلب والرياضات القلبية والروحية ، استضاء هو غير بحث الفكر والبحوث الاخرى . فاذن منظومة من الاصطلاحات الوحيانية في هذا المجال قبل العرفاء والصوفية ومنظومة من المعادلات والاصطلاحات والابحاث لابد من تبويبها وترتيبها والوقوف على معانيها والانس بمصطلحاتها.