45/11/11
الموضوع: الرياضات القلبية وبرهان التواتر المعنوي
كنا في هذا الحديث للامام الصادق وهل نجعل من هذا الحديث ملحمة? طبعا نجعل منهم ملحمة لانه ليس المقصود خصوص هذا البيان المقدس من الامام بل نتعرف لغة الادراكات القلبية والرياضات القلبية والروحية الواردة في الوحي اليوم في دعاء الصباح نقرأ : وانت غاية مطلوبي ومناي في منقلبي ومثواي انظر الى هذه المعادلة التي ذكرها امير المؤمنين الطلب شوق وتوجه مشاعر النفس انت غاية مطلوبي قد اطلب لكن غاية هذه المطلوبات انت ، وهذه رياضة نظام قلبي وروحي ان تجعل مطلوبك النهائي وشوقك ورغبتك وانسك هو الله كما في احد ادعية المناجاة الخمسة عشر استغفرك من كل لذة بغير ذكرك وهذه نفسها موجودة في دعاء الصباح بلفظ اخر .
ولما نقلنا تلكؤ بعض الاعلام في نسبة المناجاة الخمسة عشر للامام زين العابدين كل معادلاتها موجودة في ادعية الائمة بالفاظ اخرى او بنفس الالفاظ وانت غاية مطلوبي ومناي المنى هي ظاهرة قلبية وروحية يا ايها الذين هادوا ان زعمتم انكم اولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت ، انت غاية مطلوبي ومناي فالتمني والطلب النفساني هذا شوق فكل شوق لا يكون الباري تعالى غايته هذا الشوق غفلة عن الله لابد ان يستغفر منه .
لذلك عندنا في بيانات اهل البيت ليكن لك في كل فعل نية صادقة يعني تجعل الغاية النهائية هو الله يعني توظف شهوتك وغضبك وعلمك وكل افعالك ان تصب في سبيل الله غايات الهية وليكن لك في كل عمل نية وهذا عبارة اخرى وقالب اخر في الرياضات القلب والروح بلفظ اخر هو نفسه انت غاية مطلوبي ومناي او نفس عبارة دعاء كميل : واجعل اعمالي واحوالي كلها وردا واحدا وهو نفسه انت غاية مطلوبي ومناي.
فالالفاظ مختلفة والقوالب مختلفة لمعنى واحد فكيف تقول المناجاة الخمسة عشر هذه تتناغم مع الصوفية ولا تتناغم مع لسان اهل البيت? فهذا علميا وسوسته ليست في محله المضمون نفسه موجود بالفاظ اخرى وبقوالب اخرى فاذن مبحث رياضات القلوب او رياضة الارواح مستقل في الوحي يجب التعارف على اللغات وقواعده ونظامه وحلقاته وليس قضية خصوص هذه الرواية الشريفة يعني هذه ذريعة للانطلاق في هذه اللغة وهلم جرا من الابواب والاداب الشرعية انه انت غاية مطلوبي ومناي وهذا لا ربط له بالفكر ولا بالبدن فقط اختصاص بالروح واستشعارات الروح والقلب ، فدائما توجه واستقبل الله في منقلبك ومثواك يعني في كل حالاتك انت دائما تستقبل وجهة الله كل حالاتك النفسية والروحية والقلبية والفكرية يجب الانسان يكون هكذا كان النبي يدمن في جلوسه استقبال القبلة يعني التوجه دائما الى القبلة هذا البدن فضلا عن التوجه الروحي والقلبي والمشاعري .
فهذه قاعدة واحدة تصاغ في الوحي بعشرات القوالب فنحن لسنا جموديين ولا سطحيين ولا قشريين فنقول اين هذا النص ؟ واستغفرك من كل لذة لم تكن بغيرك هو نفس هذا المطلب وهذه نفس هذه المعادلات موجودة في دعاء الصباح وموجودة بقالب اخر وموجودة في دعاء كميل ونفسها موجودة في بيانات سيد الانبياء ولكن بقوالب عديدة فالمعنى الفوقي او اللب واحد لانه بعض الاحيان حتى المعاني تكون اثواب لمعاني اخرى الان مثلا في نفس هذا المثال : واستغفرك من كل لذة بغير ذكرك يعني حتى الشهوة الانسانية طبقات ففي كل هذه الطبقات يجب ان توجه في سبيل الله ، فكيف يوظف الشهوة الحيوانية في سبيل الله? يوظفها بانه هذه الذرية التي سيرزقها ينوي انه هذا استعصاما له من الحرام فهذا نفسه في سبيل الله وفرض في الروايات ان الزوج اذا اقبل على زوجته احتفت بهما الملائكة ، لماذا هذا? لان هذه حالة نورانية ليست ظلمانية لانها هي عبارة عن التطهير من الذنوب وابتعاد من الذنوب كما العكس لو ذهب الى طريق حرام ، فهنا بين الزوجيني يثاب يعني كمال نوري يعني تكامل نوري وروحي ولذلك تقبل الملائكة معنى اقبال الملائكة يعني طرد الشياطين وتنوير الفضاء والجو وهذه روايات اهل البيت عديدة فهذه حالة نورانية يحدثها الملائكة غير المرئيين .
فلب هذا المعنى واعوذ بك هو التوجه الى الله في كل حالاته يعني مثل المعنى الماهوي النوعي ، المعنى الماهوي للجنس القريب او المعنى الماهوي للجنس المتوسط او البعيد فهذا يسمى ان المعاني تستبطن بعضها البعض روح المعاني يعني المعنى له روح له وله لب وراءه طبعا الصوفية اقتبسوها من اهل البيت عليهم السلام وفي زيارة امير المؤمنين السلام : على من عنده علم المعاني يعني نفس المعاني لها معاني وترامي المعاني فتكون المعاني الانزل ثوب او وعاء للمعاني الارقى كما ان الارواح تستبطن بعضها البعض والمعاني هكذا وهذا ليس هلوسة وانما وفق لموازين وموازين التحليل الماهوي ووفق موازين صناعة البرهان ، فصناعة البرهان قائمة على التحليل المهوي للمعاني .
درستم صناعة البرهان او لم تدرسوها سواء في كتاب كتاب الشفاء بغض النظر عن الفلسفة اليونانية ولكن اجمالا او صناعة البرهان في كتاب الاشارات او صناعة البرهان في منطق المظفر ايا ما كان راجعوا العمود الفقري لصناعة البرهان مرارا كرارا مر بنا التذكير بهذا المطلب ان الجزء الثالث للمنطق المظفر يعني قوة كبيرة في علم الكلام مع اني لا اوافق ما تبناه الشيخ المظفر رحمة الله عليه تبعا لابن سينا والمشاء في جملة من الموارد في البرهان في كتاب العقل العملي بينا هذا الشيء ولكن هذا لا يزلزل ان صناعة البرهان مع اختلاف المباني والاقوال صناعة مهمة في المعارف سواء في علم الكلام او في علم الادراكات القلبية فقه القلوب ورياضات القلوب والرياضات الروحية سمي عرفان او تسميه اي شيء وليس نتاج بشري ، كي لا يقال هذه هلوسة هذه صناعة البرهان هي هذه ان تخطو في الاستدلال والبحث خطوة خطوة تحليلية عمدة ما موجود في البرهان هوصناعة التحليل والتركيب حتى في فقه الفروع هذه صناعة مهمة ممتازة امتاز بها المحقق الحلي والعلامة الحلي والمحقق الكركي والشهيد الاول وغيرهم من الكبار صناعة التحليل والتركيب .
فيذكر في صناعة البرهان وكل ما تكرر هذا الجزء الثالث من منطقي المظفر مع اختلاف الاقوال لانه جملة من المباحث ذكرها الشيخ المظفر ليست على مسلك العدلية الامامية وانما على مسلك الاشعرية وهذا ذكرناه في العقل العملي ولكن اصل المبحث صناعة البرهان مهم وكل ما تكررون هذا البحث يكون بحثكم المعرفي والمعارفي سواء لغة علم الكلام او لغة علم المعنى وفقه القلوب والرياضات الروحية وعلم الاخلاق يكون مشيكم مشي برهاني علمي وليس استذواق استحساني بحجة دامغة فانت تتعاطف مع اهل البيت ولكن بلغة البرهان وبلغة الحجية الدامغة .
من اوصاف امير المؤمنين السلام عليك يا صاحب الحجة البالغة او الدامغة فالجزء الثالث من منطق المظفر ليس هو مقدمات وانما حتى في نهايات الاعلمية يحتاج له الاعلام هناك في صناعة البرهان ربط بين باب الكليات الخمس المهوية وبحث صناعة البرهان هو بحث واحد فعندما يقال ان بنود المناجاة الخمسة عشر موجودة في ادعية اهل البيت الاخرى ليس مقصودنا الالفاظ وانما تواتر معنوي والتواتر المعنوي غير التوتر اللفظي لكنه متواتر فعندما لا يكون التواتر او الاستفاضة لفظية يعني معنى والمعنى يرادون يعني هل المعنى التصوري واحد كالاسد يقال له غضنفر وهزبر وليث هل هذا هو التواتر المعنوي? يعني المعنى واحد لكن الالفاظ مترادفة او المراد من التواتر المعنوي الاشتراك حتى في المعنى الاستعمالي او المعنى التفهييمي او المعنى الجدي ؟ كل هذا تواتر معنوي او استفاضة معنوية ليس المراد من التواتر المعنوي او الاستفاضة المعنوية يعني ترادف لفظي مع تغاير اللفظ لكن المعنى التصوري هو هو واحد ليس فقط هذا هو التواتر المعنوي ، المعنى الاستعمالي غير المعنى التصوري اللغوي ، سعة التواتر المعنوي او الاستفاضة المعنوية تشمل المعنى الاستعمالي والمعنى الاستعمالي اي طبقة في المعاني ؟ هو في الطبقة الثانية والمعنى التفهيمي هو الطبقة الثالثة والمعنى الجدي طبقة رابعة والجد ايضا مراتب فيه .
فالتواتر المعنوي والاستفاضة المعنوية ليس محصورة بالمعاني التصورية المراد بالتواتر المعني والاستفاضة المعنوية تأخذ طبقات طبقات .
احد الاعلام الكبار جدا حفظه الله اوصل لي اعتراض قبل ربما عشرين سنة قال كيف انت بنيت على ان مقام فاطمة عليها السلام في الحجية يهيمن على الاحد عشر ويكون في ترتيب المعصومين الاربعة عشر النبي ثم أمير المؤمنين ثم فاطمة ثم الحسن والحسين ثم صاحب العصر والزمان ثم بقية الائمة كيف بنيت على هذا? هل تستند الى رواية مرسلة? هكذا تأخذ الدين والاعتقاد? نحن حجج الله فاطمة حجة علينا هذه رواية مرسلة ليس متواترة فانت من اين تبني? وصورة اعتراضه في محله وانا قلت لهذه الوسيط انا لم تكن اعتمادي على هذه الرواية المرسلة وانما اعتمدت على طائفتين متواترتين معنويا نفس المعنى فيها وهذا في الجزء الاول من مقامات فاطمة ، ما هي الطائفتين المتواترتين? طائفة الخلقة النورية لاهل البيت عند روايات الفريقين اول نور خلق في اكثر الروايات المتواترة عند الفريقين وليس عندنا فقط نور النبي اشتق منه نور علي ثم اشتق منه نور فاطمة ثم اشتق من الثلاثة نور الحسن والحسين ثم اشتق من الخمسة نور التسعة باللغة الفلسفية العقلية هذا معناه ان نور النبي يبلع كل الانوار وسلسلة الفيض والعلل وما شئت فسم يعني كل كمالات النبي تهيمن على كمالات امير المؤمنين وكل كمالات امير المؤمنين تهيمن على كمالات فاطمة وكل كمالات النبي وعلي وفاطمة تهيمن على كمالات الحسن والحسين وكل كمالات الخمسة تهيمن على كمالات البقية في كل الكمالات بحسب المنطق العقلي .
هذا معنى الحجية وهذا متواتر فاذن نلاحظ نفس اللفظة ما موجودة والمعنى التصوري ما موجود والاستعمالي ما موجود وانما الموجود هو الجدي والجدي هو بديل النظري والطائفة الثانية في ذلك قضية مصحف فاطمة كيف فاطمة تكون مصدر لعلوم الائمة غيبيا ، فنعم النبي فهمناه لكن انتم ايها الامامية كيف تتبنون ان احد مصادر العلوم الغيبية للائمة ان تكون فاطمة واسطة غيبية ماذا يعني شأن فاطمة ؟ يعني هي حجة على الغيب للائمة فضلا عن الانبياء وبقية الانبياء ، بقية الانبياء دون ائمة اهل البيت فاطمة واسطة ارخيت دونها حجاب النبوة واجماع الامامية على هذه العقيدة وهذه عقيدة الامامية ان فاطمة بروايات متواترة وبالفاظ مختلفة مصحفها هو حجة وفي العام القادم سابين ابعاد عجيبة وغريبة في مصحف فاطمة بينها اهل البيت فكيف تكون واسطة في الغيب ؟ يعني عندنا في الاية الكريمة بقراءة ال البيت وما ارسلنا من رسول ولا نبي ولا محدث وهذه هي القراءة الصحيحة في سورة الحج قنوات الغيب غير محصورة في القرآن بالانبياء واوحينا الى ام موسى .
فبعد فترة هذا العالم الكبير اصبح عنده من البديهي علو حجية فاطمة وفي الجزء الثالث والرابع بمقامات فاطمة ربما اوصلنا الوجوه الى عشرين روايات متواترة فيها نفس المعنى التواتر المعنوي ولكن ليس التواتر المعنوي في المعنى التصوري ولا استعمالي ولا تفهيمي وانما مراد جدي ، فهذه نقطة مهمة ان التواتر المعنوي دائرته وسيعة جدا وهل كل العلماء يلتفتون للتواتر المعنوي? كلا ، وانما يرتبطون بحسب قوتهم العلمية لان هذا الذي يفتش في الشبكة العنكبوتية في عالم المعاني يلتفت اين الاشتراك المعنوي التواتري الذي قد يغفل عنه جيل من العلماء لكن لو يتنبهون اذا دققوا يلتفتون اليه وهذا امر عظيم في التراث وهو التواتر المعنوي والاستفاضة المعنوية .
لذلك امير المؤمنين يقول انما حياة العالم بالدراية للروايات لا برواية الروايات الدراية تستكشف لك مساحات عجيبة في منظومة مجموعة الشبكة العنكبوتية للمعاني وفي ذلك فليتنافس وليتسابق المحققون المدققون الاساطين النوابغ هو بحر لا ينزف ولا ينتهي ، لا تظن ان الشريعة والدين ينتهي بحد ابدا كم الف حديث وصل الينا من اهل البيت? الله اعلم مجموعة كتب ربما مئة الف حديث او مئتين الف ثلاث مئة الف انا استحصائية دقيقة ما عندي اترك المكررات هذه المئات الالاف من الاحاديث هذا لفظها وسطحها اما المعاني لها بحر لا يتناهى .
بدليل نفس القرآن الكريم كم كلمة هو القرآن الكريم? القرآن الكريم سبعة وسبعين الف كلمة ، لكن هل معانيها 77 الف او 77 مليارد او 77 تريليون وهذا ايضا خطا ، قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي ، وذلك كما قال سيد الانبياء ، صحيح ان هذه السبعة وسبعين الف كلمة هذه الفاظ بيدنا اما بحور المعاني فلا ، وهي ليست هلوسة وانما برهان ، ومن ثم تتطور عمليات الاجتهاد بالموازين ، فباب التواتر المعنوي لا نهاية لها وكل جيل يكتشف امور لم يكتشفها من قبله شريطة ان تكون على الموازين والخطوط الحمراء والضروريات .
اذن المناجاة الخمسة عشر والتي هي احد المصادر والا مصادر فقه القلوب والرياضات الروحية في بيانات اهل البيت لا تعد ولاتحصى وهذه المناجاة لمن لديه تضلع في علم الروح وعلم القلوب ولغة المعنى مع ضميمة صناعة البرهان يمكن ان يكتشف وجود هذه المناجاة في مصادر عديدة جدا ، كما في مثالنا وانت غاية مناي ، في منقلبي ومثواي ، واتينا بلفظ من الحديث النبوي ومن بقية الائمة .
فالتواتر اياك ان تظن انه محصور باللفظي او المعنوي بمعنى المعنى التصوري او الاستعمالي او التفهيمي فقط او الجدي فقط بل بحور ترامي تلازم المعاني كحلقات مع بعضها البعض ، قوي على اكتشافها من قوي وعجز عنها من عجز ولكن السلسلة التكوينية لتلازم المعاني موجودة تكوينا والمعصوم يمكنه ان يبينها كما ادعاه بحق الامام الباقر لو شئت لاستخرجت من لفظة الصمد الشرائع والدين والاحكام والايمان اما العلماء والفقهاء ليس بقدرتهم ولكن الوجود الواقعي موجود ، وانا اطلت في هذا الباب كي ابين انه يجب الاحتراز عن التسيب والانفلات وانما هذا باب يجب ان يضبط بقواعد منهجية.