الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/11/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: رواة المعارف والاجتهاد في علم الرجال

 

اليوم ندخل في البحث ولم نقف في اذن الدخول ولو اذن الدخول مهم ويقال في اداب الزيارة اذا زار يتوخى فيها العناية اكثر اثر الزيارة يكون اكثر كما ان اداب الصلاة مقدمات الصلاة يعني عموم العبادات هكذا اذا مقدمات الصلاة يعتني بها المصلي اكثر يكون العناية اكثر سأل سائل سيد الانبياء انه لا يصير عندي توجه في الصلاة فماذا اصنع? فالنبي امره ببدء التوجه الى الله منذ بدء الوضوء هذا يساعد على التوجه الى الله داخل الصلاة فنحن وان كنا وقفنا في مقدمة الرواية طويلا ولكن هذه المقدمة تعطيك منهجية منظومية وهي اهم من معالجة رواية واحدة فهي تعطيك منهج في الالتفات الى مجموعة وجزء كبير من تراث الوحي من الثقلين المتعرض للرياضات القلبية والروحية .

من ثم هذه المناهج والوجوه لا يستشكل احد بانها طويلة لانه بالمراجعة الى ما قدمناه من مقدمات المفروض نجد الجواب عنها ، طبعا الشيء بشيء يذكر ان اصحاب المدرسة الكلامية دأبهم عندهم طعون شديدة على اصحاب روايات المعارف وغالبا هناك توتر علمي موجود بينهم ، بتعبير صاحب الحدائق عنده مبنى رجالي لطيف يقول المعاصرة داء يعني دائما هناك تنافس وحسد وصراع فالمعاصرة داء فالانسان يجب ان يتحفظ في طعون المتعاصرين في الاخذ بهم وفي الاخذ بالطعن لانه عادة هناك توترات وتشنجات فلا بد ان لا يأخذ الطعن بسذاجة وانما يجب ان يدرسه ودوافعه ماذا هي? يعني احد زعماء قم كان له موقف مع يونس بن عبدالرحمن فما يمكن ان تقول انه الطاعن ملك من الملائكة والمطعون غوي رجيم وابليس وكذا وحتى لو افترضته عادل فالعادل ليس بمعصوم قد تحركه افكار خاطئة وقناعات خاطئة وميول خاطئة .

هناك في قضية ثورة الدستور في ايران التي يعبر عنها بثورة المشروطة وجدت هناك توترات وتشنجات بين فريقي المرحوم الاخوند والسيد اليزدي في حوزة النجف الاشرف وهم في ضمن الضوابط يختلفون فحتى قيل للاخوند انه جماعة من مجتهدي السيد اليزدي مخالف لك قال لو علم بخلاف ما يشخص عندي لكان ليس بعادل مع انه انا اخطئه في تشخيصه لكن لو علم بخلاف ما يشخص ما كان عادل .

فالمقصود انه قضية الطعن في الرجال وفي طبقات رواة اهل البيت او حتى في العصر الحالي الذي نعيش فيه ليس الطعن مقدس والمطعون فيه لا قدسية فيه انت يجب ان تدرس الطعن في موازينه . فالمقصود بين رواة المعارف واصحاب المنهج الكلامي او الفقهي عندهم توتر وتشنج ، جابر ابن يزيد الجعفي لانه طود كبير لم يطعنوا فيه لكن طعنوا في كل تلاميذه ما بقى احد من تلاميذ جابر الا وطعن فيه ، هناك تلميذ اسمه عمرو بن شمر لاحظوا ترجمة العامة عنه يصفونه بالرافضي لكن يقولون مقدس متهجد متعبد امام جماعة في المسجد في الكوفة طوال عشرين عاما لم نجد عليه زلة مع انه رافضي كذا كذا انظر الخصم يعتبر هذا التلميذ لجابر نجم صفاء وعبادة وللاسف تأتي الى النجاشي وما ادراك ما يصنع به او غير النجاشي قبله او غيره المقصود هذه التوترات والتشنجات موجودة فيقول العامة عن عمرو ابن الشمر لم ير طيلة عشرين عاما احد يسبقه الى المسجد في التهجد وهو اخر من يخرج من المسجد فاذا العدو هكذا يقول عنه فما بالك بحاله ، لذلك هذه قرائن اجتهادية ، ويروي رواية جابر عن الامام الباقر احدهما عمرو ابن الشمر عن جابر فلا بد ان لا تأخذ كلام النجاشي كأنه كلام وحي وهو ليس حسي هو العدو الخصم ينقل عن حس يقول لك عشرين عام متنسك ولم يجد عليه زلة فانت تطعن عليه بانه كذاب دجال وضاع كيف يكون هذا? لانني اختلفت معه في المشرب !

ومن هذا القبيل كثير فهذه بحوث علم الرجال يراد لها تنقية وتصفية او قل محاكمة وحوكمة ، هناك سند صحيح عن الجواد يجعل محمد ابن سنان في صف صفوان ابن يحيى وفي مصاف كبار الطائفة الاربعة يأتيك شخص يقول انا لا اقبل ان الامام الجواد جعل محمد ابن السنان ثقة ، الامام الجواد لما يترحم على اربعة يقول نجوم تلاميذ ابي لما? لان محمد بن سنان طعن فيه لان مذهبه ليس بكلامي يعني ليس مثل هشام بن حكم وفضل ابن شاذان ولكن رحمة الله على ابن شاذان لم ينصف استاذه ، فهذا نص صحيح اعلائي عن الامام الجواد يجعل نجوم تلاميذ الامام رضا وتلاميذ اصحاب الامام الرضا واصحابه كيف تقول لا يستفاد منه الوثاقه?

فكما يقولون التاريخ يحتاج لغربلة وتصفية واعادة تحقيق الرجال هكذا رحمة الله على المحقق البحريني الشيخ سليمان الماحوزي بتعبير الوحيد البهبهاني يقول هو اول بطل علم الرجال لانه من السيد احمد ابن طاووس الى عصرنا صار تقليد في علم الرجال لكن هو بدأ يشكك في هذه الطعون وكان رئيس الاصوليين في زمانه وعنده كتابين مهمين ومن فتح باب الاجتهاد هو والمحقق الوحيد البهبهاني والمحقق البحراني لانه مسيرة التقليد كسرها قام ينقح قرائن وتحليل وكذلك الوحيد البهبهاني والسيد بحر العلوم وتلاميذ طبقات الوحيد البهبهاني وافضل من كتب حول مدرسة الوحيد البهبهاني الشيخ علي الخاقاني تلميذ الشيخ مرتضى الانصاري والكتاب ضروري المباحثة فيه اسمه رجال الخاقاني طبع عدة مرات مجلد واحد هذا كان في الحوزات يتباحثون في هذا الكتاب لانها مدرسة اخرى هذه مدرسة الوحيد ورئيس الاصوليين ومجدد المذهب هذا الكتاب يشرح فيه مباني الوحيد البهبهاني وشرحه عظيم جدا لمباني الوحيد البهبهاني ويأتي ويتابع كلماته الرجالية تماما بالنص .

فالمهم نطلع على المدارس ولا نجعلها كلها مسلمات الاجتهاد مهم في كل علم من العلوم الدينية طبعا الشيخ علي النمازي الذي استدرك نقدا على كتاب معجم الرجال معاصر للسيد الخوئي عنده مستدرك معجم الرجال مسلكه مسلك الوحيد البهبهاني والمحقق البحراني والمير داماد مسلكه نفس المسلك وكذا الميرزا محمد صاحب كتاب منهج المقال في ذيل تعليقة الوحيد البهبهاني يعني جملة من اساطين علم الرجال المتأخرين مدرستهم الاجتهاد في الرجال والاجتهاد في نتائج الرجال ولا تأخذهم مسلمات ابحث انت عن القرائن ومحص فيها المحقق التستري هو مجتهد في النسخ وفي النصوص اما في التحليل لم يتحرر عن التقليد تماما وان كان هو في موارد يعني ينقلب على مدرسة السيد احمد ابن طاووس مثلا في ترجمته المفضل ابن عمر يثور ثورة عظيمة علمية ضد النجاشي ويأتي بشواهد على ان النجاشي تحامل بلا ميزان علمي على المفضل ابن عمر وهذا المفضل ابن عمر من رواة المعارف وليس منهجه كلامي .

فالمقصود هذه النكتة ان اصحاب رواة المعارف او رواة اسرار المعارف مستهدفون اما من قبل ارباب الجرح والتعديل او من قبل المتكلمين او من قبل المسلك الفقهي وفي طبقات حياة اهل البيت عليهم السلام ليس كلهم ولكن جلهم ، وهذه وقفة يجب ان تكون اجتهادية فيها نكات مهمة ، طبعا هو نفسه التستري الشيخ محمد تقي في المفضل ابن عمر لاحظوه كيف يرد طعون النجاشي والطعون ابن الغضائري وطعون من طعن في المفضل ابن عمر ويجيب شواهد دامغة على تألق نجم المفضل .

ومنهم يونس ابن ظبيان هذا طعن انه خطابي ومن الفرق المنحرفة الباطنية في زمن الصادق فبسرعة يلصقون به ذلك فتضيع كثير من الحقائق حينئذ واذا كان الانسان نفسه يستقرئ عوالم الروايات وطبقات الاسانيد يرى كثير مما هو السير التاريخي العلمي للرواة غير ما يذكره ابن الغضائري او فهرسة الشيخ وان كان الشيخ اكثر اعتدالا من النجاشي. وهذا ليس بحث رجالي محض سبق ان ذكرنا هذا بحث يرتبط بالعقائد وبالتراث انت تقيم التراث يجب ان تكون مبانيك العقائدية واضحة وعلى ضوئها تقيم يونس بن عبدالرحمن ثقة اخذ عنه معالم ديني فهذا ليس قصة صحة طريق وانما سيرة علمية متشرعية كاشفة عن مسار اهل البيت .

العمري وابنه ثقتان اخذ عنه معالم ديني فهذا معالم ديني ليس قصة راوي وانما قصة ان هذه المسيرة العلمية الموجودة عنه سليم وسوي او زائغ ؟ يونس بن عبدالرحمن طعن عليه طعون كثيرة مع انه فقيه من اصحاب الاجماع فالطعون موجودة ما يصير تقلد يجب ان تكون مجتهد سيما مرتبط بمسير تراثي كيف انت تقلد في قضايا عقائدية? لا يجوز لك يجب تجتهد وتنفتح على جميع العلماء وهكذا مدرسة الوحيد البهبهاني زعيم الاصوليين في زمانه مجدد المذهب ولكن مشيه معتدل ومتوازن ليس تقليدي ينبذ التقليد ومن الامور الرائعة عند الوحيد البهبهاني وفاقا للمحقق البحراني وكثير من الاعلام حتى الميرداماد ان الضعيف ليس كذاب من الرواة ، اصطلاح الضعيف عند النجاشي وابن الغضائري والكشي ضعيف يعني ضعيف علميا وليس ضعيف في سلوكه العملي ويأتي بشواهد عجيبة يعني انه متساهل في الجنبة العلمية وعنده بساطة وعنده ضعف علمي لا انه من جهة الصفة العملية ولسانه يكذب .انظر اصطلاح واحد يقلب لك علم الرجال رأسا على عقب فاذا انت ما تجتهد في معنى الضعيف في علم الرجال انت عمرك العلمي كله مشيه عمياوي امعي انا لا اريد ان اقول ان المبنى الوحيد صحيح انا اريد ان اقول الوحيد البهبهاني من الامور التي حارب عليها وجاهد عليها علميا في كثير من الابحاث الفقهية والاصولية والرجالية لا سيما ان معنى الضعيف ليس كذاب معنى الضعيف اصطلاحا عند الفريقين وليس فقط عند الامامية معنى الضعيف يعني علميا دون المتوسط فهذا المصطلح الواحد وهو الضعيف اقام الدنيا واقعدها وهو الوحيد البهبهاني لاحضوا تعليقة الوحيد البهبهاني على رجال الميرزة محمد الاسترابادي ياتي بشواهد دامغة ، انت ثبت العرش ثم انقش انت من الاول افترضت ان الضعيف يعني كذاب وليس صادق اللهجة هذا خطأ هذا ليس مبحث تقليدي ان تصير امعي الامعية في باب العلم حرام .

وهناك مصطلح اخر دوناه في الجزء الرابع من الرجال للاسف الان ما طبعناه هذا ايضا محطة مصيرية وقلب نابض في علم الرجال وهو مصطلح (الصحيح) في الحديث صحة الحديث عند الرجاليين القدماء والفقهاء والاصوليين الى العلامة الحلي الى قبل السيد احمد ابن طاووس الى قبل المحقق والمتقدمون الى ابن ادريس لن تجدوا عند النجاشي وعند ابن الغضائري وعند الشيخ الطوسي وعند المفيد وعند الكليني وعند الصدوق الصحيح صفة لمتن الحديث وليس لديهم الصحة وصف للطريق وهذا مصطلح اصولي ورجالي ومصطلح محطة ديناميكية صميم مركزية والقلب النابض في علم الرجال وعلم الاصول وعلم الفقه الصحة عندهم وصف حصري للمتن في الدرجة الاولى وفي الدرجة الثانية للكتاب اما الطريق لا يصفونه بالصحة او عدم الصحة .

هكذا كتاب النجاشي ببابك كلمة كلمة حاول ان تقف بمورد صريح حاول ان تقف على خلاف ما ادعيه او الصدوق او كتاب الكليني لاحظ كلمة الصحيح التي وردت في ديباجة الكليني في الكافي مراده صحة المتن والا هو عنده مراسيل في الكتاب كيف يقول صحيح? وغفل الاخباريون عن ذلك ويظنون ان الكليني يصف الطرق ، وكذلك الطوسي في التهذيب والاستبصار يصف الروايات بكتابيه بالصحيح ليس مراد الطوسي الطريق وانما مراده المتن والا هو يروي مراسيل عديدة الى ما شاء الله فكيف يدعي انها الروايات كلها صحيحة? واشتبه في ذلك الاخباريون ، وكذلك الصدوق عندما في ديباجة كتابه يصف رواياته بانها صحيحة مراده المتن وليس الطريق كما ان البخاري عندما يقول كتابي صحيح هو كثير فيه مراسيل وفي صحيح مسلم كذلك وفي الصحاح الستة كذلك .

فالصحة عند الفريقين قبل القرن السابع الى نهاية القرن السادس وصف للمتن او للكتاب ولا تجدهم يطلقون كلمة الصحيح على الطريق ابدا وصار انقلاب علمي وتشويش علمي وفوضى علمية عند الفريقين من القرن السابع وكيف حصل هذا الانقلاب المتزامن العسكري العلمي بين الطرفين كيف حصل? لا ادري والى الان لم اقف على الحقيقة ذلك لكن هذه حقيقة رجالية دامغة في تراث المسلمين وتراث الامامية ان كلمة الصحيح يعني الحجية لا يطلقونها على الطريق وانما المدار عندهم الحجية على متن الكتاب اما كلمة صحيح يطلقوه على الطريق ابدا ما عندهم .

الشيخ المفيد يرى ان من يقول ان الحجية تقف على الطريق فهو ابدع في الدين ونقل ذلك الشيخ الانصاري في الرسائل في بحث حجية الخبر الواحد وكذلك ابن ادريس يقول ابدع في الدين في السرائر والسيد المرتضى يقول بدعة في الدين يعني من يجعل الحجية مدارها الطريق هذه بدعة .

انا ليس كلامي في تصحيح مباني المتقدمين انا اقول اطلعوا ليكن عقلكم وعلمكم وبحثكم وافقكم منفتح على طبقات العلماء لا تحصرون انفسكم في مدرسة واحدة هذا بحث مهم جدا.