45/11/03
الموضوع: علوم الروح ورياضات القلب في الوحي
توقفنا مليا قبل الدخول في هذه الرواية الشريفة ان هذه الرواية اعتمدها ابن بابويه الاب وهو من زعماء الامامية ومن المدرسة القمية وكذا الاشعريون ومحمد ابن الحسن الخزاز هكذا انظر هذه قراءة تاريخ الرواية احد تفسيرات وتعريفات الرجال مر بنا تعريفين مهمين هدفيين
الهدف الاول الاسمى : ان علم الرجال برهان عقائدي للمذهب فلما يكون عقائديا يحتاج ان يكون دليل قطعي ان الرجال برهان عقائدي للمذهب وكل برهان عقائدي يحتاج الى دليل قطعي ليس وهذا هو الذي حدد هذا الهدف ونوه بهذا الهدف والنجاشي في اول صفحة من كتابه قال ان الهدف الاسمى لعلم الرجال ان يكون برهانا على تقادم جذور نشاة مذهب الحق فهو برهان وليس قضية طرفة سمرية تاريخية ، فالسيد محسن الامين كتابه برهان على الجذور الضاربة لرجالات المذهب فليس المذهب وليد الساعة او وليد الغيبة الصغرى او الكبرى كتاب سيد محسن الامين اعيان الشيعة وكتاب الطهراني الذريعة برهان على عظمة الطائفة المحقة وجذورها الضاربة في اعماق الاسلام وكتاب طبقات اعلام الشيعة لاغا بزرك شبيه اعيان الشيعة للسيد محسن الامين ولكن الذريعة اختص بالكتب وتراجم الكتب .
من ثم مر بنا ان اعتبار كتب الحديث لا يسوغ لاي مؤمن ولو عامي ان يستند في ذلك الى عالم واحد المسألة ليست تقليد الان مثلا انظروا البحار كم درجة اعتباره? لا يسوغ لي ان ارجع فيها الى السيد الخوئي ولا ان ارجع لنفسي المجلسي مثلا مجلسي كتب بحثا علميا حول اسانيد الكافي والعجيب انه ليس حسب مبناه وانما حسب مبنى السيد احمد ابن طاووس حتى التوثيق والجرح ذكره المجلسي في مرآة العقول لاعلى حسب مبانيه وهذي من العجائب وليس من حسب قناعته وانما حسب قناعات تلك المدرسة لاحمد بن طاووس هذا التقييم من تلك المدرسة لا اعتبار به لان تقييم الكتاب ككتاب الكافي اجمالا هذا ليس مما يرجع فيه الى عالم او عالمين او ثلاثة او اربعة معنى عدم اعتبار التقليد ايضا ذكرنا مرارا ليس معناه القطيعة مع العلماء بل معناه انك لا يسوغ لك الاكتفاء برجل او رجلين او ثلاثة او جيل او جيلين بل لابد لك شرعا وعقلا ان تنفتح مع كل اجيال العلماء ومع كل قرون العلماء .
الان اليسوا هم يقولون المكلف اما ان يجتهد او يقلد او يحتاط ؟ دققوا هذه مناهج معرفة لاصل الدين والمذهب لا فيها مجاملة ولا محاباة ولا مداراة هذه مباحث اصل مصير الدين اما ان يجتهد او يقلد او يحتاط هذا يقلد يعني يكتفي بعالم واحد اما يجتهد او يحتاط يعني لا يكتفي بعالم واحد بل ينفتح على جميع الاعلام في اي زمان وفي اي دوران ولا يصح اجتهاده واستنباطه ان لم ينفتح على جميع العلماء لانه لابد ان يفحص عن الادلة وانى له ان يفحص عن الادلة ان لم يعتن لااقل بالاقوياء في كل جيل لان جهود العلماء في القرون عبارة عن حصيلة جهود علمية بغض النظر ان الباحث يصحح استنتاجهم او لا يصحح لكن جهة المواد هي مواد ثرية .
لاحظ كثير مما غاب عن المعاصرين من مئتين سنة غاب عنهم ادلة لمسائل تسالم عليه طبقات العلماء الامامية مثل من زنى بذاته حرمت عليه مؤبدا المعاصرين قالوا لا دليل على ذلك الا الاجماع بينما بشيء من التتبع وقفنا على ثلاثة عشر من العلماء ذكروا تفصيلا الايات والروايات على ذلك والمعاصرين يقولون لا دليل لا من اية ولا رواية والمعاصرين ليسوا واحد ولا اثنين ولا ثلاثة ولا اربعة وانما جهابذة كبار لانه حصيلة عشرة قرون جهود لزعماء الطائفة ونوابغ ورواد جهودهم كلها مخزونة في كتبهم وان لم تكن انت تريد ان تقلد لكن لابد ان تبحث عن الادلة وتفحص عنها .
وهذا ليس في العلوم الدينية حتى في الفيزياء او في العلوم التجريبية اما ان يجتهد يعني ماذا يعني ينفتح على جميع العلماء لا انه يقلدهم وانما يكتسب مخزون جهودهم او يحتاط ايضا ينفتح على الجميع اذن الانفتاح على العلماء هنا لا ربط له بانهم احياء ام اموات وانما هي جهود علمية هذا ليس من باب التقليد وانما من باب اكتساب العلم هنا ايضا عندما نقول هذه الرواية في كفاية الاثر التي يتعرض الامام الصادق لترشيد الرياضات الروحية والقلبية هذه الرواية يتبناها زعماء الطائفة في زمانهم امثال علي بن بابويه والحميري وابو علي محمد بن همام الاسكافي وايضا التلعكبري فاربعة خمس طبقات من زعماء الطائفة اذن ما يرون مفادها امر مستنكر يعني يتبنون ان من وظائف الامام ان يتعرض لعلوم فقه القلوب ورياضات القلوب ويرون ان الامام ايضا من وظائفه هكذا .
وكذلك ايضا مر بنا نفس دعاء كميل كل الطائفة تلقته بالقبول والعمل وهذا اعظم من سند لان السند طريق واحد نقول كل الطائفة تبنته علماء فضلاء صالحين كذا كذا كما ان الحال في بقية الادعية هذه تلقفتها اجيال الطائفة بالعمل والقبول مما يدل على المضامين مؤصلة عندهم حسب الموازين والاصول التشريعية فاذن دعاء كميل ودعاء الصباح كما مر بنا يدلان على قواعد في الرياضات الروحية والرياضات القلبية الان لم يأت كثير من العلماء يشرحون بحسب لغة فقه القلوب وفقه الرياضات الروحية هذا بحث اخر هذا ربما نوع من النضوب العلمي ولكن سبق ان مر بنا استعرضنا جملة من الاعلام ممن خاض في هذا المجال .
اذن قضية فقه القلوب والرياضات القلبية والرياضات الروحية ليس امرا مبتدعا في منطق علماء الامامية بل امر راسخ عندهم نعم جهود لم تبذل بكثافة كبقية العلوم الدينية وهذا يستدعي من الفضلاء مزيد من الاصرار العلمي استنادا الى قواعد الوحي واللغة القلبية واللغة الروحية لانها لغة من اللغات كما ان المبحث العقلي له لغة من اللغات .
بعد ذلك مر بنا في السند عمر ابن علي ابن عبد الرقي عن داوود ابن كثير ايضا هو رقي عن يونس ابن ظبيان ويونس هذا راوي ليس كلامي وانما غالب رواياته في المعارف رواية اسرار المعارف يعني لغة المعرفة بافق مطلق سواء تسميه عرفان نظري او عرفان عملي ليس بلغة كلامية الان ما الفرق بين اللغة الصناعية العلمية في علم الفلسفة? وعلم العرفان .؟ ومع انهما نتاج بشري وليس وحياني يستندون فيه في الجملة على الوحي لكن ليس متمحض في الوحي ما الفرق بين هذه اللغات? اللغة يعني حتى نفس المعاني التصورية مثلا في القرآن الكريم بالنسبة الى ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون انظر اللغة العقلية الفكرية يعني حيث هي نفس نفي واثبات ووجود وعدم وهي لغة العقل النظري الفكري اما اللغة الاخرى في القرآن ولو اننا نزلنا اليهيم يعني عاينوهم معاينة كاشفوهم وليس عليهم ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى كلم يعني مرتبة معاينة وحشرنا عليهم كل شيء قبلا يعني مقابلة ومواجهة يواجهون لا اقل البعد الروحي لديهم .
لاحظ القران اصلا لم يأتي في هاي الايات الثلاث والابواب ثلاث لم يأت بعقل فكري اتى بمكاشفة قلبية للغيب واعتبر ان هذه الحجج حجج على الغيب وعلى عوالم الغيب لكن هؤلاء لا يذعنون فهذا منطق اخر ولغة اخرى للقرآن الكريم مثل لباس التقوى لغة اخرى غير اللغة الفكرية المودة لغة اخرى لغة قلبية وليست لغة فكرية لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر ويوادون من حاد الله ورسوله وظيفة قلبية لا ربط لها باللغة الفكرية الا المودة في القربى بلغة قلبية وليست لغة فكرية مع انها من العقائد .
اية المودة هي من اصول الدين مع انها فعل القلب وليست فعل العقل الفكري طبعا لها تداعيات كوظائف في فروع الدين ولكن اصل الوظيفة في اية المودة من اصول الدين رغم انها وظيفة قلبية مما يدلك كما مر بنا مرارا ان الوظائف الاعتقادية غير منحصرة بالعقل الفكري تشمل القلب اصلا تقوم الايمان بلحظ افعال القلب فاذن هذه لغات يجب ان نلتفت اليها موجودة في الوحي كما ان الاداب في الدين عقلا منعكسة على الاخلاق يعني مولودة معلولة مسبب والاخلاق متولدة من الرياضات الروحية والرياضات الروحية متولدة من الرياضات والاحوال القلبية هذا برهان عقلي على ذلك ، فاذا تعرض الشارع لاحد الادلة التي مرت بنا بالتواتر وبالضرورة الاداب وتعرض للاخلاق ايضا وتعرض الشارع للاداب والاخلاق تلقائيا تعرض للحالات الروحية يعني الحالات الروحية يهتم بها الشارع والرياضات الروحية يهتم بها وجعلها قوانين انية القوانين الاخلاقية اشارة معلول للعلة دليل اني والمعلول يدل على ذلك يعني هو في الحقيقة نظر الشرع الى العلة وهي الحالات الروح التي تقع خلفية وبنية والسبب مولدة للاخلاق كما ان تعرض الشرع للحالات الروحية واجعل قلبي بحبك متيما او ان خذلي نصرك عند محاربة النفس والشيطان هذه حالات روحية المؤثر فيها القلب .
اذن الشرع يتعرض لطبقات اربع كما مر بنا في مجموعة هذه الامور الاداب ذكرتها في بحث الفقه والاصول بمناسبة الاداب والاخلاق تعتبر قواعد ادارية ناجحة وهذا علم عجيب وهذه قراءة عصرية لها انها قواعد ادارية للنجاح في التعامل مع الاخرين انجح القواعد الادارية للقيادة للمدير ولرب الاسرة ولعضو الاسرة انجح القواعد مراعاة الاداب المقررة من الوحي ومراعاة الضوابط الاخلاقية فاذن بعد الاداب والاخلاق ليس فقط الثواب الاخروي وليس فقط تكامل الانسان نفسه وانما بعد اخر فيه مادي عظيم النفع والنعمة وهو النجاح الاداري هذا بعد ثالث في علم الاداب وعلم الاخلاق ،ـ النجاح الاداري في قبال الفشل الاداري لاحظوا قوله تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ، اللين هنا يصفه القرآن الكريم نظام قيادي ناجح واما عكس اللين ولو كنت فظا غليظ القلب الفظاظة والغظاظة وغلظة الخلق وحدة وعنف لانفضوا من حولك هذا اساس خلقي يبين القرآن ابعاده الادارية وسعادته اللي هوبركة والحدة في الخلق والغل والشؤم ، الرزق الدنيوي المادي مرهون باللين وبحسن الخلق وببشاشة الوجه بش هش اما الانسان لما يصير وجهه عبوسا قمطريرا بالعكس الرزق ابتعد عنه والسعادة ابتعدت عنه اذن هو نجاح اداري وليس فقط تكامل الانسان .
اذن الاداب والاخلاق هناك بعد يكشف عنه الوحي لانه ليس فقط ثواب اخري و تكامل اخروي وتكامل النفس بعث ليزكيهم وكذا بل لانفضوا من حولك فبما رحمة من الله لنت لهم تستقطبهم تكون قيادتك ناجحة وناجعة وهذا بعد عظيم ، اذن في ضرورة علم الاخلاق وعلم الاداب وعلم الرياضات الروحية ان النجاح الاداري وادارة المجتمع وادارة الاسرة وادارة الحضارة بالنظام الروحي والنظام الاخلاقي اذن هذا العلم ضروري هذه العلوم الاربعة التي هي كل طبقة منها بمثابة الاب للطبقة الاخرى وام هذه العلوم الاربعة هي فقه القلوب والرياضات القلبية ثم جيل البعد الرياضات الروحية ثم المواليد الاخرى علم الاخلاق ثم الاداب .
من ثم الفلاسفة اطلقوا في محله ان الاداب الاجتماعية سياسة مجتمعية وادراة والاداب الاسرية سياسة عائلية والاداب والاخلاق الفردية سياسة ، كيف يسوس الانسان مجموع قواه النفسانية ؟ هذا بعد اخر في هذا العلوم يجب ان نلتفت اليه على اي تقدير اذن هذه العلوم ضرورتها كعلوم دينية لا انها علوم صوفية وانما هي في الاصل الوحانية يعني يجب الخوض في استكشاف قواعد الوحيانية ونظام الوحياني ومنظومته الوحيانية الانسان يقارن بين مفاده ومدارية الوحي والنتاج البشري ولا مانع من مدارس اخرى والمقارنة ليست بالضرورة تبعية للنتاج البشري ولاانحباس في النتاج البشري ولكن توجب نوع من تعلق البحث كما يوصي امير المؤمنين حياة العلم بالبحث والنقد لا مانع من ذلك ونحن لم ندخل في الرواية بعد لان هذه التمهيدات لشرح الرواية تمهيدات منهجية ضرورية في النظرة المعرفية الدينية تجاه علوم الروح وعلوم النفس وعلوم فقه القلوب ورياضة القلوب ورياضة الروح.