45/10/28
الموضوع: تصدي أهل البيت (ع) لهداية الرياضات القلبية الروحية
هذه الرواية العظيمة التي يبينها الامام الصادق ويبين فيها المدارس الروحية ومدارس الرياضات الروحية والقلبية بغض النظر عن التفاصيل التي سيذكرها هذا التصدي من الامام الصادق ماذا يحمل من دلالات? وهذه بوابة يجب ان نتدبرها ، فتصدي الامام الصادق الى فنون الرياضات القلبية ماذا يعني? سواء من يصحح او من يخطئ ماذا يعني? ان ذلك يعني ان الائمة هم من مسؤولياتهم الوحيانية هو هداية البشر لنظام روحي في الرياضات الروحية ولنظام قلبي في الرياضات القلبية وان الرياضات القلبية والرياضات الروحية باب من ابواب يدفع ويحث اليها ولكن بتوصيات وحيانية يحث عليها الوحي .
الان هذه الرواية في كفاية الاثر في النص على الائمة الاثني عشر رواها زميل الصدوق الاشعري القمي الخزاز محمد بن الحسن وهو كتاب عظيم عند كل الامامية فهذا الكتاب في القرن الرابع وباسانيد زعماء الطائفة الى القرن الثاني يبينون ان الامام الصادق في زمانه كان يرعى مسير الرياضات الروحية ويرى نفسه مسؤول عن تفقد الصحيح من السقيم في الرياضات الروحية والرياضات القلبية .
احد شؤون مسؤولية الامام هو ذلك اي الارشاد للنادي الرياضي القلبي وللمنتدى الرياضي الروحي وهذا غير الاخلاق حيث هذه الرواية ليست في صدد النظام الاخلاقي لان النظام الاخلاقي انزل وليس في صدد نظام الاداب لانه انزل هذا التصدي ينبهنا على ما مر بنا في كلمات جملة من علماء الامامية ان مسئولية الامامة الالهية هي ادارة نظام الرياضات الروحية بادارة سليمة غير منحرفة او غير ملتبسة بها شذوذات البعض يرى في الروايات التي رواها الحر العاملي عنده كتاب الاثنى عشرية في الرد على الصوفية كتاب قيم الان لا اريد ان ابين المؤاخذة على الاخبار التي اعتمدها الحر العاملي هذه الروايات في ذم الصوفية والاردبيلي في كتابه حديقة الشيعة ايضا اورد روايات في ذم الصوفية وهناك مصادر اخرى .
البعض اراد ان يستفيد من هذه الروايات ان باب الرياضات الروحية وباب الرياضات القلبية الائمة يذمونها بقول مطلق وهذه الاستفادة ليست في محلها افترض مثلا عندنا روايات يستفاد منها ذم الفلاسفة البعض اراد ان يستفاد منها ذم اللغة العقلية في العقائد وهذا خطأ او مثلا روايات تذم الصوفية هذا لا يعني ان الروايات في صدد غلق باب الرياضات الروحية والقلبية والمكاشفات وانه لا حجية لها وان الخوض فيها انحراف عن الوحي هذه استفادة خاطئة جدا لان بحثنا الان منهجي كلامي فلسفي في الرياضات القلبية ومر بنا قوله تعالى احتجاجا على اصل النبوة او التوحيد بمكاشفات قلبية في سورة الانعام الاية 111 : ونزلنا اليهم ... فالقران يعتمد في موارد كثيرة على ذلك وليس فقط على العقل الفكري والقران ياتي بادراكات قلبية في موارد عديدة في الاحتجاج على التوحيد والنبوة والمعاد والامامة ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وفرق بين اليهم وعليهم ، اليهم يعني معاينة
انا رسل ربك اليك ... وهذا ليس ادراك فكري وانما ادراك قلبي وهذا لا يقول القرآن ليس بحجة والحجة غير النبوة وليس انه عصمة واصطفاء عندما يقول الامامية بان العقل حجة لا يعني ان البشر معصومين وانما العقل حجة في دائرة لا انه بلغ ما بلغ فهي لا افراط ولا تفريط اذن لا نقول المكاشفات حجة اذن لانقول ان المكاشفات هي الاول والاخر والظاهر والباطن ولا يعني انه انت معصوم بل في دائرة محدودة ثم هذه الدائرة المحدودة هل حجية العقل او القلب مستقلة عن حجية الوحي? كلا هنا افراط يحدث حيث هو يعكف على مشاهدات ويترك الوحي اين الوحي من هؤلاء? اذن ما معنى حجية العقل والقلب? حجية القلب يعني متعلم ومؤيد وتلميذ للوحي وهو الطالب المتعلم الاول للوحي لا انه يتمرد القلب او العقل البشري عن الوحي او ينقطع عن الوحي هذا جنون وانحراف .
فعندما يقول الاصوليون وعلماء الكلام بحجية العقل لا يعني انهم معصومين عن الخطأ وانهم مصطفون وانهم انبياء وائمة ولا انهم يستغنون بحجية العقل عن الوحي معنى حجية العقل في ظل خيمة الوحي وفي ظل نور الوحي ورشاد وارشاد الوحي فاذا استقل ينحرف والعقل يرشد للوحي .
الان مثلا شخص تلميذ في الفيزياء لانه عنده ولع وشغف في الفيزياء يقول اكفر بكل معلمي الفيزياء هذا خطأ تراث الفيزياء يجب ان تطلع عليه ويجب من وسيط بينك وبين تراث الفيزياء لانه اكثر تضلعا منك وكذا في الكيمياء وفي الطب وفي الرياضيات فكيف بك بالوحي? هذه سيرة العقلاء وسيرة كل عاقل?.
وانا كم شاهدت من الاعلام من رجال الدين والصالحين عندهم قدرات لكن لانه في باب معين لم يطلع عليه في الروايات فيقع في الخطأ وعنده معرفة ناقصة والكلام في انفسنا نفس الشيء فنحن يجب ان نتشبث بالوحي والوحي هو العاصم مر بنا هذا الوحي في طرقنا والطرف الاخر ان سيد الانبياء يقول نبوة النبي موسى و وحيه من دون ارشاد سيد الانبياء يكون ضلال يعني النبي موسى يكون ضلال، فالنبي موسى وهو من اولي العزم ان لم يسترشد بوحي سيد الانبياء واكتفى واستغنى بما اوحي اليه وانزل اليه من كتاب عن وحي سيد الانبياء سيكون موسى في ضلال والهلاك فهذا في اولي العزم وفوق كل ذي علم عليم فحجية النبي موسى ان لم ترتبط بحجية سيد الانبياء لا حجة لها استقلالا وفيها انحراف فحتى الوحي حجيته منظومية ترابطية وارتباطية وليست حجج مستقلة فكيف بالضعاف من البشر? الذي لا حول لهم ولا قوة فكم التقينا بالصلحاء او علماء لكن خفيت عليهم ابواب روائية او نكات في السور القرآنية جعلت مكاشفاتهم منقوصة او لا يدركون حقيقة ما شاهدوه بمعايناتهم القلبية لانه لم يرجعوا الى الروايات والقيصري هو بنفسه يعترف يقول كشف سيد الانبياء ما يمكن لاي مكاشفة ان يصل اليه لانه متصل باللا متناهي من العين الزلال .
ولذلك مع ان القرآن يقول لا نفرق بين الرسل مع ذلك يقول فضلنا فضلنا لكي يبين هذا المطلب فاذا كان هذا الحال بالرسل والانبياء فكيف بغيرهم? وفي حين يقول القرآن التوراة من الله والانجيل من الله وزبور داود من الله لكن يقول ان القرآن يصدق الكتب لكنه مهيمن عليها لان طبقات الحجة ليست واحدة وليست مستقلة بس وهذا امر مهم اذا جعلناه مبتورا عن بعضها البعض يبدأ الانحراف اذا امنت بمنصب موسى مستقلا عن سيد الانبياء انحرفت وان امنت بالتوراة من دون القرآن انحرفت وكذلك النبي عيسى لان النبي ص هو المعلم الحقيقي فاذا كان هكذا حال الانبياء فكيف بك بالعرفاء?
اذن روايات الذم ناظرة ليس لاصل حجج الادراكات القلبية وليس لاصل الرياضات الروحية هذا فهم خاطئ هو القرآن يقول ولو انا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى فالقرآن يعتبر تكليم الموتى حجة برهانية قلبية على وجود الغيب ووجود المعاد وثم يقول حشرنا عليهم كل شيء وهذا غير الملائكة حيث في البرزخ هناك مخلوقات غير مرئية الى ما شاء الله فلو جعلنا هؤلاء الكفار يعاينون اولئك المخلوقات التي هي الدليل على الغيب لكن هؤلاء قلوبهم مغلوب عليها فالقرآن يعتبر المكاشفات القلبية برهان على التوحيد وعلى المعاد وعلى النبوة .
لاحظ امير المؤمنين في الخطبة القاصعة يقول انا امنت بنبوة سيد الانبياء معاينة ومكاشفة وليس امنت بها من وراء حجاب وليس مثل بقية المسلمين كنت انظر للوحي كيف ينزل على رسول الله? والنبي يقول انك تسمع ما اسمع وترى ما ارى الا انك لست بنبي فامير المؤمنين امن بنبوة سيد الانبياء ليس كبقية المسلمين وفاطمة امنت بنبوة سيد الانبياء ليست كبقية المسلمين وكذلك الحسنان مع صغر سنهما امنا ليس كبقية الصحابة وانما امنوا عيانا .
من ثم يقول في الحديث القدسي المتواتر بين الفريقين لا يبلغ عنك يا رسول الله الا انت او رجل منك ، علي مني وانا من علي فاطمة مني وانا من فاطمة الحسن مني وانا من حسن والحسين مني وانا من حسين وهذا ما هو معناه هذا بحث اخر اذن الادراكات القلبية باب واسع ان لم نفتحه بموازين وقوالب كثير من الادلة لن تفهم وليس القرآن والوحي بصددنفيها فلا حجيتها تعني الاستقلال عن الوحي ولا تعطي العصمة لمن يمتلكها لان العقل البشري لا يستطيع ان يستغني عن الوحي كما ان المكاشفات القلبية ما يمكن ان يستغنى عنها وان كانت صادقة ، الوحي هوالمعلم والمرشد الاول والاخير من ثم هذا التراث الحديث القرآن العظيم لدينا هذا منبع عظيم للوحي والاستخفاف بتراث الحديث لا نقل انك اذهب الى التراث من دون بصيرة علمية ولكن ليس هو علم الرجال الذي هو مسلك ابن طاووس احوال الرجال شيء والتراث الوحياني شيء اخر بدون علم الكلام علم الرجل لا يوفر لك ذلك وكذلك بدون علم الفقه لابد تضم لعلم الرجال بصيرة فقهية وبصيرة كلامية وبصيرة تفسيرية ، فرجال منعزل مبتور عن العلوم الدينية هذه مدرسة رجالية خوائية اذا تضم علوم اخرى الى علم الرجال فنعم .
فالذم الوارد في الروايات في مقام الاستغناء عن الوحي واذا مارسوا الطقوس من دون الشارع ولا يؤيدها الشارع هذا يذم ، فمن هذه الرواية نستفيد ان مسؤولية الائمة هوالرعاية والاشراف على نادي الرياضات الروحية والقلبية ويبينون الصحيح من السقيم فيه ارشاد العباد لذلك اما ان يأتيني احد الاعلام كالمجلسي يقول المناجات الخمسة عشر المنسوبة للامام زين العابدين والتي فيها رياضات روحية يقول هذا باب لا يرتبط بالائمة كيف لا يرتبط بالائمة وهم رواد هذا الباب? اذن لماذا هنا الامام الصادق يبين المدارس الروحية? وهذه رواية في كتاب من اصول الكتب الامامية كتاب الخزاز ويتعرض فيها الامام الصادق بالدقة للمنهجية العظيمة الى كيفية اختلاف المدارس القلبية والرياضات القلبية والرياضات الروحية فكيف ان هذا لا يتوافق مع اهل البيت? وليس مذاق الائمة ؟ وما الفرق بين المناجاة الخمسة عشر والصحيفة السجادية التي يتعرض فيها الامام زين العابدين او حتى دعاء ابي حمزة الثمالي التي يتعرض فيها الامام لدقائق احوال الروح والقلب وهذا ليس بمقبول ان نقول مضمون المناجاة الخامسة عشر فيها تأمل هذا هو من شوون الائمة عليهم السلام ان يتصدوا لشؤون العباد في مساره القلبي الصحيح عن غير الصحيح .
اليسوا هم ائمة الخلائق ؟ هذه احد شؤون الخلائق و احد شؤون الملائكة والجن فهنا افراط وافراط وافراط وتفريط فاصل الحجية لا تعني الانعزال عن الوحي ثم وجود الحجية لا تعني الاستقلال ولا تعني عدم هيمنة الوحي ووجود الحجية لا تعني ان الوحي يتكفل العقل حجة لكن المرشد هو الوحي وارشاد الوحي ليس يعني ازالة للعقل وابادة له وانما متعلم ومعلم افضل متعلم هو العقل بك اثيب وبك اجازي فهو المخاطب الاصلي لاالحس ولاالمدرسة المادية والنظام الادراكات الحسية فعملية الموازنة بين الابحاث يراد لها صناعة اصولية فقهية كلامية تفسيرية مجهرية كبيرة جدا اذا ابعدنا لغة العقل والقلب عن الوحي فمن الذي يفهم الوحي بهذا المستوى? فهناك افراط وتفريط نعم المناجاة الخمسة عشر كل المعادلات المذكورة فيها ندقق فيها اذا كنا من صناعة الرياضات القلبية والعقلية سنرى تطابق بين دعاء الصباح ودعاء كميل ودعاء ابي حمزة والصحيفة السجادية حتى تتمة دعاء عرفة الذي توقف فيه جملة من الاعلام هذه المعادلات موجودة في الصحيفة السجادية ودعاء ابي حمزة الثمالي انا في علمي جهول فكيف لا اكون جهولا في جهلي? وهذا منطبق مع معادلات في دعاء ابي حمزة الثمالي .
او في كلام امير المؤمنين في نهج البلاغة :هو اقدرهم وهو اقدر منهم فيما اقدرهم عليه فنحن في قدرتنا ضعفاء فكيف في ضعفنا لسنا بضعفاء? هذا نفس المضمون ما الفرق? موجود في نهج البلاغة بالفاظ اخرى الان توحيد المفضل لا تقبله لانه ليس من شؤون الامام الصادق الطب كيف ذلك? الامام الصادق مجمع العلوم هل انت تظن ان الامام الصادق فقه بشري? الامام الصادق امام وهو غير الفقيه وليس عالم صالح الامام الصادق شيء اخر فهذه نكات يجب الالتفات اليها وهناك افراط وتفريط وافراط وافراط والموازنة شيء مهم في مبحث فقه القلوب وفي كل الابحاث.