45/10/22
الموضوع: الرياضات القلبية الروحية واعتبار المواهب اللدنية
كان الكلام في هذا الحديث المبارك عن الامام الصادق وهذا مما يبين ان للائمة وللامام الصادق اعتناء واعتناؤهم لاساس كل العلوم الدينية لا انهم ذو بعد واحد وهذا هو الميز بين المعصوم والعلماء ان المعصوم محيط وملم ومربي ومؤسس لكل العلوم فاستعراض الامام الصادق في هذا الحديث الى مدارس الرياضات الروحية وبشكل مهيمن دقيق دليل على ان من اهتمامات ائمة اهل البيت هو للمدارس وللرياضات الروحية والرياضات القلبية لا انه فقط علم الكلام وعلم الفروع او علم التفسير وانما علوم عدة وجمة.
كما ان يعني ادعية اهل البيت تبين اهتمامهم في جانب التربية القلبية والتربية الروحية ولا يقتصرون في تربية الامة على جانب الاداب البدنية او العبادات البدنية ايضا هم لهم اهتمام في جانب النظام الروحي والمسير الروحي والمسيرة القلبية اذن هذه من اهتمامات اهل البيت وهم الائمة لاس ولاساس علوم الدين على كل مسارات الامة ،
السيد المرعشي عنده مقدمة كتبه على احد التفاسير المطبوعة وهذا ذكره قبله السيد محسن الامين في اعيان الشيعة وذكره كثير من علماء الامامية المتأخرون ان احد براهين تفوق ائمة اهل البيت تفوقا اصطفائيا لا اكتسابيا ، وهذا ليس جبري والاصطفائية قمة الاختيار وقمة الاستثمار الكامل للاختيار حينئذ يصير اصطفائي اما اذا لم يكن استثمار كامل للاختيار وان سبب استفاضة الشخص لمواهب لدنيا غيبية ولدنية ليست اصطفائية لا يقال عن هذا الفعل اصطفائي ، الاصطفاء فعل الله وليس اجبار ارغام لمن يصطفيه بل لان الله عز وجل علم ان هذا الشخص سوف يكون الرائد السابق على كل البشر فيحسن الاختيار التام الكامل في الطاعة ويأتي الفعل الالهي حينئذ بالاصطفاء وفي دعاء الندبة وهو برهان على ان دعاء الندبة معجز مضمونا ليس من عقلية البشر : شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وكذا وكذا ثم يقول وشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء به فاذن احبطت عليهم ثياب الاصطفاء.
فالاصطفاء وان كان فعل الله وليس فعل البشر ولكنه ليس الجاء لمن يصطفيه او تبرعا او مجانا وانما قانون ومن يعمل مثقال ذرة خيرا او شرا يره وان ليس للانسان الا ما سعى وانه لا يستثنى منه حتى المعصوم لكن علم الله بان سعي المعصوم يختلف عن غيره من ثم اهبط عليهم اثواب الاصطفاء لعلمه بما سيكون من سبقهم في الاصطفاء ، فالاصطفاء ليس ارغام ولا اجبار ولا ولا ولا وانما فعل الله وليس فعل البشر لكن فعل الله مستندا الى النتائج الاختيارية التي سيقوم بها من يصطفيه الله ونتائج الحسن الكامل التام للاستثمار حينئذ يصير اصطفاء اما اذا دون ذلك قد يعطيه الله مواهب لدنية لكن ليس اصطفاء ، يعني يمكن ان يزل او حتى وان لم يزل ولكنه ليس مصطفى وليس درجة القمة يا ابن قماقم الاكرمين او قمم الاكرمين .
اذن الفرق بين الاكتساب للمواهب اللدنية يعني ليس مادية فهل الذي اعطاه الله عز وجل لبلعم بن باعورا مادي? كلا وانما هو ايتائي لدني غيبي ولكن ليس اصطفاء ولا يعبرون عنها مواهب لدنية لان الدنية هي من الله وليس من المادة وهي اكتساب اكتسبها فليس كل اكتساب مادي وانما لدني ولكن يبقى اكتسابي ليس اصطفائي في معرض الزوال ان لم يستقم .
مثلا لاحظ في قوله تعالى ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا هذا الباب ليس خاص بالاصطفاء وان كانت الحكمة لدى المصطفين اعلى من الحكمة التي قد يعطيه الله لمن اجتهد في الطاعة فلما بلغ اشده اتيناهم رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ، فحكمة وعلما فهذا علم لدني وليس محصور في الاصطفاء نعم عند المصطفي درجة اعلى اما عند غير المصطفين لدني يعطيه حكمة وعلم لدني يختص به وهو لا يعطيه لشخص اخر ولا يجعله حجة .
هذه المباحث سبق التعرض لها لكن ضروري ان نستذكرها لانها يلتبس فيها وباب الدجالين مفتوح بين افراط وافراط او تفريط وافراط الان مثلا لقمان هل له حجية? كلا ليس له حجية كالانبياء والرسل او الاوصياء اذن لم القرآن يخصص له سورة كاملة باسم لقمان ؟ اي بعد في لقمان ؟ لقمان حجته فيما يقول لا في من قال ، يعني ما يقول متضمن للحكمة فانظر الى ما يقال لا الى من قال ، عندما يقول يا بني انها ان تك مثقال ذرة كذا كذا يأتي الله بها هذه الوصايا نفسها براهين في الحكمة العملية او الحكمة النظرية علم اوتيه لقمان فالحجية في لقمان ليس فيه وانما فيما يقول ، او فيما يقول لانه قاله ؟ او لتضمن ما يقول برهان ؟ وهذا صعب على من لا يفكك بين المتن والطريق يصعب عليه فهم هذا الشيء لقمان وجه حجيته فيما يقول لانه متضمن للبرهان لا في الطريق نفسه يعني من قال .
وهذا شبيه قول امير المؤمنين للتفكيك بين حجية المتن وحجية الطريق : اعرف الرجال بالحق يعني بالمتن ولا تعرف الحق يعني المتن بالرجال وهذا دليل على ان الاصل في الحجية هو المتن وليس الطريق ، نعم عدة بيانات لهم في هذا المجال مثلا الرواية تقول الحق لا يعرف باقدار الرجال اعرف الحق تعرف اهله فالمتن هو يكشف .
اصلا علم الرجال قائم على هذا فيقولون هذا جبري هذا ناصبي هذا غالي هذا يستفاد من المتون التي يأتي بها ، والمصدر الاصلي الاكبر في علم الرجال هو ذلك ومن يقول غير ذلك ليس بسديد اكبر مصدر عند النجاشي وعند الشيخ الطوسي هي المتون اللي يرويها الراوي وهي اكبر مصدر لمعرفة مذهب الراوي ومسلكه ومشربه اي مجموعة بيانات متون رواياته ، تكلموا تعرفوا فهذا هو علم الرجال تكلم عن المتن في نفسه ماذا? وهذا هو مبنى القدماء في الرجال ومدرسة الوحيد البهبهاني وبحر العلوم وتلاميذ البهبهاني .
فاذن حجية لقمان ليست في ذاته وانما فيما يقول اي المضمون وهذه مباحث اصولية مرتبطة حتى بالعقائد وبعلم الكلام لان علم الاصول يهيمن على كل العلوم الدينية استثمر هذا الموضوع لمبحث عقائدي في بيانات ،
هناك مطلب متواتر في بياناتهم وفي القرآن كذلك اشار لها اهل البيت الان لا اريد ان ادخل في هذه المسألة ولا في ادلتها ولا اريدها وانما فقط زاوية من هذه اشرحها لا تخلو الارض من حجة لله اما شاهر ظاهر معروف او مستتر مغمور او السنة عديدة وليس فقط امير المؤمنين قالها بل كل الائمة بينوا هذا الشيء وكذلك من هذا القبيل اجداد النبي من عبدالله وابي طالب الى عبدالمطلب وهاشم هؤلاء حجج ولكن مغمورين من الدائرة الاصطفائية الثانية زينب سلام الله عليها وعلي الاكبر وابالفضل والعباس وحمزة وجعفر والمحسن كيف هم حجج ولكن بدون دعاية وحيانية انتخابية لهم ، طبعا موجود ولكن ليس بشكل ملفت للنظر .
فهم دورهم بلحاظ ما يقول وما يقوم يعني ما يقول يبث امور على هذا ، الان ام موسى هل سلط الاضواء عليها? كلا ولكن ما تقولها ما تقوم به ، وكذا سارة ام اسحاق النبي وكذلك هاجر يعني نفس ما يقول تقام الحجية فيه يعني اعلى حجية من لقمان لانه يقول حكمة وهذي اعلى منه يعني حجة تصير صفة وحيانية يعني برهان وحياني اعظم من البرهان اللدني غير الوحياني وغير الاكتسابي وغير الاصطفائي وانما درجاته طبقات .
فالحكمة ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا فهل كل حكمة ايتائية من الله اصطفاء ؟ كلا ليس كذلك لقمان وسلمان ليس لهم اصطفاء لكن بالنسبة الى ما فوقهم كال ابراهيم اتيناهم الحكمة والنبوة والكتاب هؤلاء اصطفاء .
فاذن مضمون الحجية الموجودة في الدائرة الاصطفائية الثانية او في الحجج المغمورين كالخضر مثلا اين دوره? او صاحب العصر والزمان ؟ طبعا هو له لا يقايس بهم هو من الدائرة الاولى لكن اقصد شخصه الشخص المقدس العظيم هو لا يدركه البشر وليس من الضروري ان يدركه البشر وانما المهم هو الدور الذي يقوم به والادارة التي يقوم بها وليس لنا ان نتخلف عن راية اهل البيت ع وهذه راية اهل البيت بيده وان لم نشاهده ، هذا مسار ابائه واجداده بيده ومن خرج عن جماعة راية اهل البيت شذ فلا بد ان لا تخرج عن جماعة راية اهل بيت والشيخ الطوسي والسيد المرتضى وحتى المفيد يقول الخروج عن مجموعة الطائفة المحقة خروج عن ولاية صاحب العصر عج لانه هو حتما بالتالي رضاه ورؤيته لاحد الاطراف ، يعني هذا عشرين ثلاثين خمسين جناح في ظل مجموعة واحدة واحد منها بالتالي او اثنين ؟ الله اعلم وانما مجموعة هذا دائما يستدل به الشيخ الطوسي والسيد المرتضى في علم الاصول وفي علم الفقه .
فاذن الحجة ليست ضروري ان تقوم بالطريق وانما تقوم بالمضمون وبالمتن وهي الاصل في الحقيقة اعرضه على كتاب الله او على المحكمات من السنن القطعية .
نرجع هنا ايضا المواهب اللدنية منها اصطفائي وقسم منها ليس اصطفائي ، وليس اصطفائي يعني ليس الحجية في الشخص وانما الحجية فيما يقول لافي من قال ، طبعا الحجية فيما يقول من شخص مصطفى البرهان الموجود فيه اعلى من البرهان الموجود في الشخص حيث هو لم يصطفى ولكن البرهان هو فيما يقوله لا في من قال .
وهناك امثلة كثيرة الان انت لاحظ في القرآن الكريم بلعم بن باعورة او مثال ثاني هو الغراب بعث الله غراب يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة اخيه ، هل الله عز وجل اصطفى الغراب? كلا ولكن فعله حجة وفعله متضمن للحجة لذلك هو استلم الرسالة اي قابيل وهو ليس بنبي فلما هنا مراسلة غيبية بين الله وبين قابيل ؟ وقابيل من اصحاب التابوت لماذا الله عز وجل يبعث له رسالة? فبعث غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة اخيه فهذا النموذج لاجل هابيل ولكن هي تمر على يد قابيل و سيء العاقبة قال يا ويلتاه يعني استلم الرسالة ففهم انه هذا في نفسه حجة اي فعل الغراب والمضمون نفسه حجة ، فهل الغراب موثق? وطريقه حجة? هل الغراب فاسق عادل? كلا وانما المضمون هو حجة ومن قال بان ارشاد الغراب صحيح?
فاذن الكلام ليس في الغراب وانما في المرشد اليه يعني المتن ، قال يا ويلتي اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فاواري سوءة اخي هذا دليل وبرهان في نفسه يعني الموضوع عمل حميد فاذن الحجية ليس في الطريق وانما في المتن والمضمون وهذا مضمون وحياني من الله مع ان الطرف ليس مصطفى بل وليس صالح وانما الطرف طالح مع ذلك الله يرسل اليه ويقيم عليه الحجة شبيه ان الله عز وجل يزود العصاة بالعقل وببديهيات العقل .
تعبير الميرزا القمي في كتاب القوانين في قبال الاخباريين يقول بديهيات العقل وحي فطري وحي من الله يزود الله به كل عباده ولكن ليس معناه انهم مصطفين وهذه نقاط جدا مهمة نلتفت اليها .
مثال اخر في القرآن الكريم لقضية ان المواهب الدنية درجات وهو اصل مبحثنا ان الائمة عليهم السلام يرعون هذا الشيء هل الله يرعى قابيل او يرعى هابيل? ولو على يد قابيل مثال اخر قضية النبي يوسف فشهد شاهد من اهلها ان كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين يعني كيف طفل صغير يخبر بهذا الشيء ؟ هل هو ثقة عادل ؟ فالحجية فيما قال وهذا التفصيل الذي يأتي به تفصيل عقلي برهاني في التحقيقات الجنائية ولم يتلكئ عزيز مصر ان هذا صغير وكذا اصلا ليس في هذا الصدد وانما فيما قيل ، وما قيل عبارة عن برهان في التحقيقات الجنائية ولماذا سماها القرآن فشهد شاهد? لانه في الحقيقة مضمون الشهادة التي ولدها وارشدها اليه مضمون عظيم وهذا البحث اي بحث المضمون بحث وطيد الصلة بباب الرياضات الروحية والقلبية ان الحجية للمضمون لاللشخص وهو بحث طويل الذيل وحساس ومهم سبق ان اشرنا اليه اشارات ولكن بسطه من زوايا عديدة لا بد منه ولو في ضمن فترة واخرى.