الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/10/18

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الإمضاء والتأسيس في فقه القلوب والأخلاق

 

كنا في صدد استعراض حديث الامام الصادق حول المدارس الروحية وهنا نكتة مهمة في الحديث الشريف ونكتة مهمة في خطاب الوحي في القرآن وبيانات المعصومين انه في علم الاخلاق او علم النظام الروحي او علم فقه القلوب ليس الخطاب تأسيسيا من رأس نعم قد في موارد تأسيسي لا ننفي ولكن ليس كله تأسيسي بل في جملة من الموارد امضائي ولما يقال امضاء لا يتوهم احد انه انفلات عن الوحي مثلا ان يقال المعاملات امضاءية صحيح امضاء ولكن بشروط وبقيود فالامضاء لا يعني انفلات وتسيب كما لا يعني انه تأسيس من رأس بقضه وقضيضه بل حتى في الحقيقة الشرعية ذكروا علماء الاصول ليس لدينا حقيقة شرعية من رأس برمتها وبقضها وقضيضها نعم له جذور لغوية تكوينية عقلائية .

افرض الصلاة اولها التكبير واخرها التسليم ثلثها الركوع ثلثها السجود ثلثها الطهور النية جزء معنوي فالصلاة مركبة من قسم غير مرئي وقسم مرئي لا صلاة الا بطهور طهور مادي او طهور معنوي ؟ الغسل والوضوء يقال عنه الطهور معنوي ولكن هناك طهور معنوي للصلاة اكثر توغلا في المعنوية من الوضوء فاعظم طهور للصلاة الولاية وجعل ولايتك طهارة لانفسنا وتزكية لنا ، فالحقيقة الشرعية ليست تأسيس في كل الزوايا .

لنمكث اكثر في منهجية علم الاخلاق او علم فقه القلوب او فقه الرياضات الروحية لان هذا البحث منهجي ليس في هذا الحديث الشريف الذي رواه زعماء الطائفة بسندهم الى الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ورواية عظيمة بل هذه منهجية حتى في دعاء كميل ذكر امير المؤمنين معادلات للرياضات الروحية : واجعل قلبي بحبك متيما هذه معادلة في علم الرياضات الروحية كبيرة نفس هذا البيان من امير المؤمنين ان الذي يجعل قلبه فيها هيمان لحب الله عز وجل مع مراعاته للحدود الشرعية الاخرى الباب مفتوح فللمباحات اليات يجعل القلب يهيم في حب الله ما حدده بشيء صلوات الله عليه بالمحددات العمومية .

واجعل قلبي بحبك متيما واجعل افعالى واورادي كلها وردا واحدا ، هذه معادلة اخرى ما معنى ان افعالي واورادي كلها وردا واحدا? هذه معادلة او في دعاء الصباح حيث من اوله لاخره كلها معادلات روحية وراء الاخلاق مهيمنة على الاخلاق تصوير ان النفس مطية وكذا فبئس المطية التي طغت من هواها فواها لها لما سولت لها ظنونها انظر هنا يعني يصور غرفة العمليات في النفس اين الغرف? المحركات اين ؟ زر التحكم اين? كله قواعد يشرحه ويرشد الى نظام في دعاء الصباح وهو عبارة عن ملف تحليل تكويني نظام النفس مدرسة عظيمة لمن يتدبر المعادلات جملة جملة .

فهل هذه فيها حقائق شرعية او ارجاع الى المعاني التكوينية لغوية ؟ وليس الكلام فقط في حديث الامام الصادق وانما في دعاء كميل وفي دعاء الصباح والكلام الكلام ، كذلك كل الصحيفة السجادية عظيمة ، وكل التوصيات الاخلاقية في القرآن او التوصيات الروحية في القرآن او القلبية في القرآن تعبير الاية الكريمة : والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعام ما هذه التوصية في القرآن في سورة النبي محمد الاية الثانية عشر ؟ والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعام من البداية تقول ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعام .

فهنا يذم الله عز وجل ان يأكل الانسان ويتعاطى الشهوات كما تتعاطى الحيوانات وليس فقط بهذا المورد وانما هناك ايات عديدة كالانعام كالبهيمة كما هو كلام امير المؤمنين ااقنع من نفسي ان اكون كالبهيمة يعني في ذم اخلاقي من القرآن ومن الوحي النبوي والعلوي ، وكذا ان يكون نظام الشهوات فيه بنفس النسق البهيمي الحيواني ، فما ما هو الفرق بين اكل المؤمن المثالي وبين اكل الانسان المادي? يعني هذا ليس بالانسان الذي يكون الجو الروحي عنده في الاكل كجو الحيوانات .

انا هذه الرواية تعرفت عليها لاني سألت احد قدماء تلاميذ السيد الخوئي عنده في قضايا المعنى بعض الشييء الشيخ محمد الغروي يعني من الجيل الثالث تقريبا من تلاميذ السيد الخوئي ادرك كثير من اهل العلم كان سؤالي هكذا ان مزاولة المعصومين ما لهذا الرسول يأكل ويمشي في الاسواق بعض الكفار او المنافقين يسألون زوجات النبي كيف يجامع النبي? يعني لماذا يسألون هذا السؤال? لانه النبي هل يعني يمارس ممارسة بقية البشر او الطف ؟ يعني سؤال حساس يعني صحيح انه انا بشر مثلكم ولكن هناك تتمة يوحى اليه فهل هذا يغير في بشرية النبي ام لا? في رواياتهم ورواياتنا بعض زوجات النبي عندما يقضي النبي حاجته يشتمون ولماذا هذه ؟ لانه هو يختلف عنهم فهل النبي بشر مثل بهيمية البشر ام بشر متلطف ؟

كرارا بعض زوجاته تذهب تقول يا رسول الله لم ار شيئا قال نعم انما وكلت الارض باخفاء ما يخرج من اهل البيت ورائحة زكية وليست رائحة نتنة حتى ان العلامة الحلي في كتاب التذكرة ينقل فتوى الشافعي في حكم دم النبي او بول النبي يفتي الشافعي بالطهارة ، فبغض النظر عن ان هذه الفتوى صحيحة ام لا? ليس الكلام في هذا الكلام في هذا الجنبة البشرية للمعصومين هي الطف من البشر او مثل دهماء البشر ؟

لاحظوا هذه التساؤلات يذكرها القرآن الكريم قالوا لولا انزل عليه ملك في سورة الانعام ولو جعلناه ملكا لجعلناه بشرا وللبسنا عليه ما يلبسون يعني يريد يقول كما يقول المجلسي وكلامه صحيح ذكر هذا المطلب ان هذا النبي بدنه لباس بشري يعني البدن لباس فالقرآن يطلق على البدن لباس اصطلاح معرفي روحي من نظام فقه القلوب وفقه الاخلاق والروح يسمى الهيئات الاخلاقية النورانية ، ولباس التقوى خير ولم تلبسك الجاهلية من مدلهمات ثيابها المعاصي ثياب سرابيل وكذا هذه اصطلحات وحيانية يجب ان نتعرف عليها وهي اصطلاحات نفس علم الروح .

فيذهب المجلسي انه هذا النبي فيه جنب بشرية فيه جنب ملكوتية وملكانية وجنبة سماوية جنب عرشية وهلم جرا طبقات لسيد الانبياء من ثم ورد ان انه العرش انه الكرسي هذا كلها صحيحة هذي طبقات فهم يتعجبون ما لهذا الرسول يأكل ويمشي في الاسواق صحيح يأكل ويمشي لكن ليس كالبهيمية .

الان لاحظوا الحيوانات الطيور اكلها لطيف يعني الطيور الناعمة لا الوحشية السبعية الطيور اكلها لطيف نكاحها وجماعها لطيف بينما الدواب بعضها اكبر دموي وحشي حتى جماعه نفس الشيء كأنها معركة او مخاطرة مثلا بعض الحيوانات الجماع بين الانثى والذكر مخاطرة قد تموت الانثى انظر الغلظة واللطافة .

اخلاق الحيوانات ايضا عجيبة مثلا الهدهد وغيره اخلاقه لطيفة جدا يقولون الطيور دائما ما عدا الجارحة والسبعية دائما في حالة دعابة روحية لطافة روحية فحتى الحيوانات طبقات خلقا وروحا .

فصحيح انا بشر مثلكم لكن هل كغلاظ البشر? ودهماء البشر ؟وبهيمية البشر? كلا ماذا قال حبيب بن المظاهر للشمر? قال ان انت الا بهيمة وكلامه صحيح صورته انسان لكن روحه بهيمية .

فالمقصود هنا يقع الكلام ان الاوصياء والانبياء هؤلاء المصطفين صحيح فيهم جنبة بشرية لكن من الطف درجات بشرية يعني في كل النوازع البشرية الموجودين من الطف واشفف شفافة صفاء ولذلك في هذه الرواية يأكل في النور ينكح في النور في النور يعني ماذا? يعني جانب نوراني ليس ظلماني الخواطر التي تنتاب الانسان حين الاكل والدواعي او حين الجماع او حين اي مزاولة ممارسة بشرية تؤثر في نورانية الفعل او ظلمانية الفعل .

فهذا التساؤل هو الذي قادني لهذه الرواية الشريفة عموما عندما سألت الشيخ الغروي .

فهذه الرواية او الصحيفة السجادية او توصيات القرآن عموما حول علوم الروح وفق القلوب والاخلاق هل هو تأسيسي من رأس ؟ من قضه وقضيضه ام هو امضاء? والامضاء ليس معناه انفلات وانما امر بين امرين البعد اللغوي والتكويني ينقح ثم يلاحظ الترشيد الوحياني والهيمنة الوحيانية لا بد منها .

مثلا واقم الصلاة لذكري غاية الصلاة جعلها القرآن ذكر الله ولذكر الله اكبر طبعا ذكر الاولياء المعصومين اعظم اليات ذكر الله وهو اعظم سبيل لذكر الله ، فروح ولباب الصلاة ان يكون القلب دائم الذكر مع الله عز وجل .

من اوصاف ائمة اهل البيت عموما في الزيارة الجامعة السادة الولاة والذادة الحماة واهل الذكر واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ، في صلاة الجمعة اذا قضيت الصلاة من يوم الجمعة فامضوا الى ذكر الله ، اصح القراءات ، فجعل صلاة الجمعة الكبيرة ذكر الله لعلكم تفلحون .

فالذكر الكثير يفلح الانسان به ، فالمقصود هل الذكر سبعة ؟ مئة ؟ الف ؟ ما حددها القرآن يعني لو ذكرت ذكر قرآني معين من اسماء الجلالة بعدد معين ليست بدعة لان امر الشرع ليس محدد يشمل كل هذه المواقف ما لم يأت نهي خاص ، انا شخصيا سالت الشيخ بهجت بحضور الاعلام والاجلة عن هذه الخصوصيات الذكرية اللي فيها اسماء الجلالة وكذا كيف فقهيا عندك فيها تحديداته? قال العموم شامل له ، وكلامه صح ، اربعين اربع مئة خمسين خمس مئة .

عندنا توصية انه ما ان يأتي الانسان بورد ويدوم عليه سنة يصير له نوع عيار نوري خاص ، احد البيوتات العلمية المعروفة بخاصية معينة يدمنون على صلاة جعفر الطيار يوميا في وقت خاص لا مانع كما في الرواية صلاة جعفر الطيار الكبريت الاحمر تحصل على قضايا معنوية اذا تدوم عليها انا شخصيا شاهدت من هذا البيت والعائلة كل هذه القضايا، فالمقصود ان العمومات تشمل وليس التاسيس .