45/10/14
الموضوع: معالم المذهب وعلم الرجال
هذه الرواية التي رواها الخزاز في كفاية الاثر تبين حقائق هامة كثيرة :
اولا هذه الرواية رواه اعلام الطائفة ورؤساء الطائفة فهذا ليس بالشيء السهل وهذا هو بحث الرجال انه ليس قصة ثقة او غير ثقة فقط وانما قصة هذا العلم الذي هو مضمون رواية معينة يمثل مسلك لدى اعلام الطائفة من اصحاب الائمة جيلا بعد جيل هذا هو المهم يعني دراسة المتن من خلال الطريق لا من جهة الوثاقة وعدم الوثاقة من جهة انه هذا المتن من تبناه؟
مثلا الرواية التي تروى ان فاطمة بنت اسد اعظم اصطفاء من مريم بنت عمران من من اعلام الطائفة روى هذه الرواية? وتبنى مضمونها ؟ هذه نكتة مهمة طريق ودراسة الطريق هو دراسة الكتاب وليست اهمية حجية خبر الواحد مثل اهمية استعراض فتاوى الاعلام ، لماذا نحن نستعرضها في مسائل العلوم الدينية? لكي نتبين مسار الطائفة والمشهور اين هو وخذ بما اشتهر بين اصحابك فان المجمع عليه لا ريب فيه وكاشف عن سيرة متلقاة من المعصومين ، نعم يدرس الطريق عند القدماء لكن لا لاجل قضية ثقة وعدم ثقة وانما لاجل استعراض فتاوى اصحاب الائمة كيف تستعرضهم وتقف على كلماتهم ورواياتهم لان الفتوى كما يعترف السيد الخوئي فتوى فقهاء علماء وتلاميذ الائمة وطبقات اصحاب الائمة فتاواهم عبارة عن تبنيهم لمضمون الرواية ، اذا بعده بعد دراسة متن يعني حتى الطريق انما يدرس لاجل المتن ان هذا المتن من تبناه من افتى به ولذلك مرارا العلماء من السيد المرتضى اذا رأوا احد اعلام الطائفة روى رواية كتاب ولم يردها ويطعن عليها مثلا باللا حجية يقولون اذن تبنى مضمون هذه الرواية وافتى به من اين يعرفون فتاوى الكليني او الصدوق? بنفس روايته للرواية ، هي ليست قصة رواية وانما قصة دراية وهذه نكتة جدا مهمة نلتفت اليه ، مذاق علماء الرواة وعلماء الطائفة في زمن الائمة بلا شك الممشى الذي يمشيه زرارة وابن مسلم وبريد العجلي وابو بصير وابان بن تغلب ومعاوية بن عمار او معاوية بن وهب والفقهاء الكبار هذا يعكس ممشى الامام الصادق والباقر ع بخلاف بقية الرواة .
فليست قصة راوي وثقة ، قصة هؤلاء بتعبير الشيخ المفيد في الارشاد هؤلاء خواص مسيرهم واقوالهم واراؤهم انعكاس عن مذاق الامام الصادق ع فاذن ليست قصة جرح وتعديل وليس قصة ان الطريق ثقات او غير ثقات ، وانما قضية التعرف على مدارس تلاميذ الائمة ، لماذا الكلام في حواري كل امام يختلف عن بقية اصحاب الامام? لان الحواريين يعكسون شيئا معينا ولم يرد طعن فيهم وهذه ليس عصمة لكنه بالتالي انعكاس .
لماذا الان الوقوف على رأي المشهور في مسألة فقهية او كلامية او تفسيرية او السيرة والتاريخ مهم ؟ لان هذا المشهور ما بعد الائمة ايضا فيه تلاميذ للائمة وهذا مهم فاذن انا ادرس المتن ليس لاجل انه كانه ثقات واحاد ، كلا وانما ادرس المتن اريد ان اعرف ان متبنى مدرسة علماء الامامية في زمن الائمة ما هو? وهذه نقطة جدا مهمة .
فوقوفي على علماء الامامية وممشاهم من اصحاب الائمة ومن رواة اصحاب الائمة اهم لي من قصة رواية انه ثقة وحجة وليست بحجة هذه الرواية شاذة وان كانت طريقها ثقاة وهذا مهم فاذن لاحظوا علم الرجال نحن ندرس به ماذا? ندرس به مسيرة الامامية التابعين لائمة اهل البيت ما هي? السيرة اهم من قصة الخبر ، السيرة يعني مسير وهوية معالم هذه الطائفة التابعة لاهل البيت كيف كانت? هذا اهم من رواية واحدة وخبر واحد او خبرين لعله تقية لعله اشتباه سقط صار فيه ، فالقدماء عندما يدرسون الطريق لا يدرسونه لاجل قضية خبر الاحاد وانما يريدون يوقفون على مذاق علماء الامامية من طبقات الامامية الذين هم تلاميذ معاصرين للائمة كيف كانوا? سلمان بصمة في التاريخ لا يمكنك ان تقول ان التشيع بعدين حدث فاذن سلمان من هو اذن? و ابو ذر من ؟ وحذيفة اليماني من? وعمار? والمقداد? هذه البصمة في التاريخ وفي اعماق التاريخ في الصدر الاول هؤلاء لم يكونوا سقيفيين وهؤلاء نجوم وكيف تقول التشيع حادث? التشيع موجود قبل الصفويين وقبل الجمل حتى التشيع لم يحدث بعد الجمل ولا بعد الصفيين ولا بعد السقيفة انما قبل ذلك لان هؤلاء نجوم كانوا قبل السقيفة .
فالدراسة العلمية للرجال لبيان الجذور الضاربة والتاريخية للدين وللمذهب هذه عبارة النجاشي في اول صفحة من رجاله ان الهدف من علم الرجال اثبات هوية المذهب عبر تاريخ الاجيال نقطة جدا مهمة واين هذا من قصة خبر الواحد? كتاب اعيان الشيعة الذي الفه السيد محسن الامين يريد يثبت المذهب وليس قصة عالم عالمين المذهب لا يكون رهين عالم او عالمين او ثلاثة المذهب هو اعيان ومجموع خذ بما اشتهر بين اصحابك هذه هوية المذهب جيلا بعد جيل وتعبير نفس سيد الخوئي لو كان المدار على رجل واحد من العلماء لصار معصوما نحن ما عندنا عصمة للعلماء وانما مجموعة العلماء نعم يشكل سيرة هوية ضاربة الجذور في التاريخ .
انتم لاحظوا اول صفحة في كتاب النجاشي انظروا ما هو يذكره من غاية علم الرجال وهو غاية كتابته لهذا الكتاب نفس التعبير بالفاظ اخرى اللي ذكرها الشيخ الطوسي في اول الفهرست وهذا هو نفس الغرض الذي حمل السيد محسن الامين ان يكتب اعيان الشيعة بحيث ترك المرجعية وترك ما ترك وكتب دورة استدلالية مثلا اما حيث السيد محسن الامين فقيه مجتهد لماذا تقحم نفسك في هذا المجال? هذا المجال يرتبط باصل المذهب وبعقيدة المذهب اعظم من رسالة عملية وكتاب فقه استدلالي في باب معين وان كان كل هذه لها احترام مرتبط باصل المذهب .
كما ان العلامة الاميني يقضي عمره في حديث نبوي واحد يكتب موسوعة واحدة لاثبات عقيدة المذهب واصل المذهب كما انه المحقق الطهراني لو تصدى للفقاهة والخمس وكذا وفلان ما يقل عن الاخرين اتفاقا هو عنده نبوغ عجيب في علوم عديدة وذكاء عجيب ونبوغ وذكاء في الصناعات صناعة الرجال صناعة الاصول صناعة التفسير صناعة الفقه وهو ما قاصر هو من زمان الميرزة الكبير وسامراء مدرسة النجف ومخضرم ولكن وجد من نفسه انه لابد ان يكتب كتاب نجاشي جديد يعني فهرس كتب الطائفة ونقل عن الشيخ باقر القرشي بواسطة واحدة والعهدة على هذه الواسطة قال جاء ممثلين كبار من الازهر وذهبوا الى السيد الخوئي وقالوا له مع احترامنا لك وانت زعيم ولكن نحن اتينا من القاهرة خصيصا لشخص اخر وهو اغابزرك فلما ذهبوا اليه رأوا بيت يرثى له كذا فاستاؤوا من وضعه وقالوا انت هوية مذهب الشيعة بك وبكتابك وقضى السبعين او ستين سنة من عمره في هذا المجال ليثبت ان هوية المذهب ضاربة ولا يأتيني شخص يقفز على هذه المسيرة العظيمة لمذهب اهل البيت وعلماء الامامية وتراث الامامية ويدعي ان هذا الكتاب اعتبره وهذا الكتاب ما اعتبره انا بكيفي
كلا الطائفة ضاربة بجذورها جيلا بعد جيل ما يمتلكه احد ، الطائفة ضاربة الجذور وضاربة الهوية وهذا هو هدف علم الرجال برهان عقائدي على اصل هوية ومعالم اصول الاعتقادات واصول الاركان ليست من نزوة عالم او كذا خذ بما اشتهرى اصحابك ودع الشاذ النادر وهذا معناه انه ما يمتلك امر الطائفة الا مجموعة اجيال وليس اجيال في الغيبة الكبرى او الصغرى بل اجيال طبقات تلاميذ الائمة منذ عهد سيد الانبياء الى يومنا هذا في الذريعة وهلم جرا من كبار الاعلام هذا هو علم الرجال فلا تغلق سمعك وبصرك عن حقيقة علم الرجال ما هو? والمدارس الاصلية في علم الرجال ما هي? لان علم الرجال ليست قضية جرح وتعديل و آحاد ، بتعبير الشيخ المفيد والطوسي والمرتضى وابن ادريس وغيرهم من الكبار ان الدين لا يثبت بالاحد وانما مجمع قرائن ومجموع ظنون ومجموع امور موزونة مرتبة يكون عليها المسير هذه نكتة مهمة .
لذلك اصل هوية التراث واصل اعتبار الكتاب هذا لا يسوغ فيها التقليد لانها مرتبطة بالمذهب وباصل العقيدة وباصل عقيدة المذهب والدين ما يمكن التقليد فيها قال فلان وقال فلان نعم نحترم ولكن التحري العلمي يجب انت تنفتح على جميع العلماء ولا يسوغ لك ان تقصر نظرك على عالم واحد في اعتبار كتب تراث الحديث هذا لا يجوز التقليد حرام في العقيدة واعتبار الكتب واعتبار تراث الحديث عقيدة وهوية المذهب لا يسوغ لك ان ترجع الى عالم او اثنين او ثلاثة ولا جيل ولا جيلين وانما يجب ان تنفتح على جميع اجيال علماء الطائفة .
لاحظوا هذه الرواية الان التي رواها علي بن حسين بن بابويه وهو من اعلام والطائفة الخزاز من اعلام رؤساء الطائفة والعكبري ايضا من اعلام الطائفة زوابو علي محمد بن همام العسكافي من اعلام الطائفة والحميري كلها رؤساء الطائفة ، خمس زعماء طائفة طوليين زمانيا وخمس طبقات تبنى مضمون هذه الرواية عن الامام الصادق فليس فيه احاد مضمون هذه الرواية ان هناك مدارس في الرياضات الروحية لا يفندها الشارع وهذا بحث مهم ان الامام الصادق عليه السلام وهو يمثل الوحي ووحي الامامة ووحي الولاية وخزنة النبوة هؤلاء منفتحين على الغيب كل الذي اوحي على النبي عندهم في الملكوت يسمونه بالمخزن والسحابة الالكترونية .
فالائمة عليهم السلام صندوق لحفظ الوحي الذي نزل ملكوتيا ولم يطلع عليه جبرائيل كله ولا الملائكة المقربين ولا يطلع على الرقم السري الا فقط ال البيت الاربعة عشر هذه سحابة ملكوتية كل ما نزل من ملفات في النبوة ملكوت هي عبارة عن جواهر ملكوتية هائلة كل هذا يحتفظ بها الامام ، فالامام الصادق يقول هناك مدارس روحية وما يفندها الوحي وانما يهذبها ويشذبها يعني ان في مدرسة اهل البيت وفي مدرسة الثقلين الروحية ان لم تصطدم بشيء محرم وان استرشدت بالوحي الرياضة الروحية باب مهم لان الامام هنا سيستعرض المدارس الروحية مدرسة الذكر مدرسة الحب مدرسة العبادة ولا كأن هذه المدارس اسستها بعثة سيد الانبياء هذه المدارس في الحقيقة طيلة سلسلة الانبياء موجودة كالحقيقة الشرعية والحقيقة المتشرعية .
مثلا يقولون الصلاة هل هي حقيقة شرعية او متشرعية او هي كانت من قبل? اصل معنى الصلاة هذا بحثوه في علم الاصول قالوا كانت موجودة عند الانبياء السابقين نعم تغييرات حدثت فيها في بعثة سيد الانبياء ولكن اصل معنى الصلاة معهودة منذ سلسلة الانبياء ويعبرون عنه في الاصول باصطلاح ذهب عن بالي يعني يريد ان يقول سيد الانبياء ان اصل نظام مكارم الاخلاق ونظام الاخلاق هذا ليس انه لم يكن من قبل هو كان من قبل على ايدي الانبياء او الفطرة الانسانية والنظام الاخلاقي وانما النبي يريد ان يكمله فهناك مدارس روحية واخلاقية نعم الشارع يهيمن وبعثة الانبياء والاوصياء الكرام تهيمن وتشذب وتهذب هذا صحيح لكن اصله كان موجود .
هذه المقولة المتواترة عن النبي بعثت لاتمم مكارم الاخلاق غايته لب البعثة وغاية لباب الدين بعثت لاتمم مكارم الاخلاق فانظر الاخلاق على حاله ومكارم الاخلاق على حاله واتمم يعني ليس تأسيس من سيد الانبياء هذي جدا وقفة لازمة من اخطر البحوث في علم الاخلاق هذه المقولة النبوية بعثت لاتمم مكارم الاخلاق فاولا بعثت وثانيا لاتمم ومكارم ثلاثة والاخلاق اربعة محاور خطيرة ذكرها الحديث النبوي دائما الاحديث النبوية عبارة عن انفجار حقائق استراتيجية في العلوم ونفس الحديث الشريف يحتاج له وقفة اصولية فقهية لغوية ذات ابعاد ولو يقضى الانسان عمره ويكتب موسوعة في هذا الحديث الشريف لكان من الفائزين بفوز كبير لان هذي فيه علوم نفسها لماذا قال اتمم وما قال اكمل?
هناك اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ما الفرق بين الاكمال والاتمام? شيء فضيع في نظام مشروعية قوانين علم الاخلاق هذا التعبير النبوي العظيم قال اتمم وما قال اكمل فرق بين اتمم وبين اكمل في اية الغدير اليوم اكملت لكم اكملت اصول الدين .
المرحوم الشهيد المطهري عنده نقل عن كبار الفلاسفة الشيعة ما الفرق بين اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي فرق عقلي عجيب غريب وكلامهم صحيح وشواهد قرآنية عليه فالكمال اسند الى الدين اما في النعمة اتمام لماذا? ليس هذا الشعر ولا خيال ادبي هذه حقائق هنا النبي قال اتمم فهذا يدل على ان ما سبق ليس هباء منثورا وانما ما سبق يؤسس عليه ويتمم بخلاف لما يقول اكمل ، المكارم يعني هناك مكارم وهناك اخلاق وبنيان الاخلاق شيء ومكارم الاخلاق شيء واتمم شيء وبعثت شيء اخر اربعة محاور عظيمة في معنى والمنهج في علم الاخلاق والنظام في علم الاخلاق شيء عجيب وعظيم يستحق البحث كثير بلغة اصولية وتفسيرية وكلامية وفقهية بلغات متعددة .
هنا ايضا هذا الحديث الشريف الذي اودعه في كتابه زميل الصدوق والزميل لابن قولويه واستاذ المفيد محمد ابن حسن ورواه خمسة من اعلام الطائفة طوليا هذا الحديث الشريف يتعرض فيه الامام الصادق للمدارس الروحية وليس الاخلاقية فرق بين المدارس الاخلاقية والمدارس الروحية طبقة المدارس الروحية مهيمنة على الاخلاقية وطبقة المدارس الاخلاقية مهيمنة على مدارس الاداب اربع طبقات رئيسية اجمالية موجودة .
فقه القلوب واحوال القلوب مهيمنة على احوال الروح واحوال الروح مهيمنة على هيئة الاخلاق في النفس وفي النفوس وهيئات النفوس مهيمنة على حركات الادابية للبدن اربع طبقات في الانسان هنا يتعرض الامام الصادق لهذا الحديث الشريف في كتاب كفاية الاثر الذي الف في بدايات الغيبة الكبرى ورواه عن والد الصدوق وعن التلعكبري عن الاسكافي عن الحميري تبنوها خمسة من زعماء الطائفة وليسوا من صغار الطائفة ولا هم من متوسطيها انما هم كبار زعماء يدل على ان المدارس الروحية نسبتها للامام الصادق وبيانه في هذه المدارس الروحية ليس تأسيس وانما امضاء بشروط كما انه عندنا تارة سيرة تأسيسية من الشارع واخرى سيرة امضاءية شبية قول سيد الرسل بعثت لاتمم مكارم الاخلاق اتمم امضاء وليس تأسيس امضاء بشروط وبتهذيب وتشذيب دائما امضاءات الشارع فيها تشذيب وتهذيب رقابة تدقيق هذا صحيح ليس انفلات ولكن لا تقل انها تأسيس كلا ليس تأسيس .
اذا كان الحال في نظام علم الاخلاق والنظام الروحي انه امضائي اذن لا بد من التعرف على مسيرة الاديان وانبعاثات الانبياء السابقين وسيرة العقلاء المنزهين في المدارس الروحية لان الامضاء هذا معناه ، في الامضاء لا يصد الشارع عما كان وانما يشذب ويهذب لك ، ما كانوا سئل الامام الصادق عن شيء من الاشياء قيل له يا ابن رسول الله هذه سنة شرعية مستحبة? قال لا ليس سنة ولكن مكرمة / مكرمة يعني يمضيه الشارع ليس سنة اسسها الشارع مكرمة هذي فيها كرامة فطرية كرامة انسانية كذا يمضيها الشارع مع ان الشارع فصل هذا الفعل حتى سيد الانبياء فصل فيه ومع ذلك يقول الامام الصادق لم يكن من النبي هذا التأسيس انما هو امضاء للسيرة العقلائية الحسنة فهذبها النبي والائمة بشروط وقيود معينة وقال مكرمة .
بعثت لاتمم وهذا الحديث المتواجد لسيد الانباء يثبت نكتة مهمة هذه منهجية اصولية لان علم الاصول يمنهج لنا كل العلوم الدينية هذه فائدة علم الاصول لا ان تقول لي خبر احاد نحن ليس عندنا احاد عندنا كتلة مذهبنا وهويتنا ليست احاد وانما عندنا هوية مذهب وهوية معالم اجيال فاذن مسيرة الادلة في نظام علم الاخلاق وهذا مبحث اصولي في علم الاخلاق وفي علم المدارس الروحية ان لم تكن منحرفة لكن خذها واعرضها على وحي سيد الانبياء واوصيائه كتشذيب وتهذيب لا انك تلغي اللغة الروحية ولا ان تلغي اللغة الاخلاقية هي امضائية وليست تأسيسية .
كما هو الحال في بحث المعاملات ذكره علماء الاصول للبيع اللغوي البيع العرفي والقيود الان تأتي الى الادلة والتهذيب الموجود في الادلة انك تنعزل ولا انك تقتصر على العقلاء هذا غير صحيح او على ما سبق يجب ان تسترشد بوحي سيد الانبياء واوصيائه لكن لا ان تلغي ذاك بالمرة وهو امضاء فرق بين الامضاء والتأسيس فرق بين اتمم واكمل اتمم يعني ينص على الامضاء وليس تأسيس بخلاف لما يقول اكمل قد يكون فيه تأسيس قالوا امنا قل لم تؤمنوا ، فنفى ذلك من جذور ماهية الايمان واثبت ماهية اخرى هذا يسمونه اكمال فالاكمال ليس هناك امضاء وانما نفي من الجذور وتأسيس ما وجد .
في اية الغدير تأسيس كان الاسلام شهادتين الان اصبحت ثلاث شهادات ففي يوم الغدير تأسيس لهوية الدين غير تلك الهوية التي كانت في مكة تعبير علمائنا الاعلام قال اكملت لكم دينكم ما قال اتممت لو قال اتممت يعني كانما امضاء لما سبق وزيادة امضاء وقال اكملت يعني اصلا تشهدك ليس تشهد اسلام نعم اذا تريد تشهد الاسلام الصوري التنزيلي الظاهري الناقص بحث اخر اما تريد تشهد حقيقي واقعي يجب ان يكون ثلاثي في اي موطن سواء في تلقين الميت وتلقين المحتضر تشهد الصلاة في اي مكان لان الاية تقول لك اكملت يعني تأسيس دع ما مضى خذ ما يأتي قال اكملت ما قال اتممت لو قال اتممت يعني امضاء اما عندما يقول اكملت ليس امضاء وانما تأسيس .
فرق ما قال سيد الانبياء في نظام الاخلاق قال اتممت ما قال اكملت اما في ولاية علي عليه السلام قال اكملت يعني تأسيس من الان فصاعدا هذا هو الدين قالوا امنا قل لم تؤمنوا بل قولوا اسلمنا ، هذا شيء ظاهري ولما يدخل الايمان في قلوبكم فاكمل فيه يعني التأسيس واتممت عليهم فالفرق بينهما كبير وهذا بحث ليس بالسهل اذن عبارة اكملت في اللغة الاصولية تأسيس وعبارة اتممت امضاء في المدارس الروحية والاخلاقية سيد الانبياء قال امضاء ولم يقل تأسيس وما الغى ما سبق بينما في بحث الولاية والتشاور قال اكملت .
السيد بحر العلوم اعتمد على لفظة اكملت في فتواه بالوجوب للشهادة الثالثة وجزئية الشهادة الثالثة وليس خاص بالاذان وانما في كل هوية التشهد لذلك يفتي بالوجوب مطلقا كالسيد المرتضى اعتمادا على لفظة اكملت وليس اتممت مما ينبهك على نكتة مهمة في الاية قوله ورضيت لكم الاسلام دينا يعني هل مرهون رضا الرب بالاسلام بالشهادتين ؟ كلا لابد من معية الشهادات الثلاث ومعنى معية الشهادات الثلاثة عبارة اخرى عن معية الثقلين احد التفاصيل العظيمة باللغة العقائدية لمعية الثقلين هي الشهادات الثلاث ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا تمسكتم بهما يعني الثلاثة ، لذلك قيد الرضا في اية الغدير في سورة المائدة ورضيت لكم الاسلام دينا اليوم اكملت لكم دينكم يعني كرر الدين وفي اية الغدير مرتين اليوم اكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام دينا ، فبلحاظ الدين هذا تأسيس وتأسيس ما سبق عبروه صار تطور اخر بخلاف اتمام النعمة ، النعمة شيء اخر اتمام النعمة امضاء يعني اصل تشريع الصلاة ما ينسفها وكذا اصل تشريع الصوم سوف نكملها بلحاظ النعمة اتمام اما بلحاظ الدين هو تأسيس جديد ، هذا الدين اصلا يغير ماهية عما كنتم عليه ، ما كنتم عليه كان تدريب الان حقيقة الدين .
هذا هو الاستدلال الذي استدل به بحر العلوم في الشهادة الثالثة في منظومته الفقهية التي نقلها صاحب الجواهر .