الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/10/07

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: فقه القلوب وصلاح النفوس

 

لا زلنا في ملحمة اية الكرسي وهي كما بين في بيانات اهل البيت احد الاعمدة الاربعة في القرآن الكريم وهي ملحمة مهمة وضرورية ففيها التوسل بالاسماء الحسنى الاحترازية الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ... هناك في نظام الاسماء سواء في اية الكرسي او الايات الاخرى والسور الاخرى مثل سورة الحشر نلاحظ الرعاية الاكيدة من الوحي رعاية التسلسل مراتب الاسماء وهي نكتة جدا مهمة ومراتب الاسماء وهذه الجهة ليست بالهينة وهي جهة مقصودة .

ولا يخفى ان الاسماء كمالات ولوحظ في الكمالات مراتب هناك رواية انه لما اراد الله عز وجل ان ينزل فاتحة الكتاب واية الكرسي وشهد الله وقل اللهم مالك الملك التي تسمى اية الملك تعلقن بالعرش ليس بينهن وبين الله حجاب فقلن يا رب اتهبطنا الى دار الدنيا لمن يعصيك ونحن متعلقات بالطهور والقدس فقال سبحانه وعزتي وجلالي ما من عبد قرأهن في دبر كل صلاة الا اسكنته حظيرة القدس والا نظرت اليه بعيني المكنونة في كل يوم سبعين مرة والعيون التي تضاف الى الله عز وجل ليست جزء بدني وانما جزء مراتب وعين مكنونة وغير مكنونة واعيننا والا قضيت له في كل يوم سبعين حاجة ادناها المغفرة .

و هذه الجهة فيها تآملات معرفية فحينئذ هذه التي هي من اعلى العرش وتعلقن بالعرش واعلى العرش كيف تنزل ؟ هذا مبحث معرفي مهم الذي هو حقيقة ملكوتية للقرآن هل هو اعلى من العرش الروح القدس او دون العرش او مع العرش ؟ مبحث معرفي يحتاج له تتبع علمي تحليلي صناعي والعرش كله طهور وكل ما دون العرش كذلك كل ما تصعد طهور وتتقدس القدس اكثر فاكثر الى ان تصل الى حظيرة الاسماء واعظم الحظائر قدسا ، وباسمك القدوس الطهور الطاهر المطهر كل ما تصعد الطهارة والقدس اكثر اكثر واذا تصعد اكثر قد تستوحش من الجنة هؤلاء الذين يعطيهم الله الرضوان يستوحشون من الجنة ويستوحشون من الحور العين فالطهر والقدس هي مراتب تتصاعد ترتقي ترتقي من ثم تعلقن بالعرش .

اتنزلنا الى عالم الذنوب والى دار الذنوب? والرواية ظاهرا في الكافي في الجزء الثاني ، ذكر امير المؤمنين في دعاء كميل يعني منظومة معادلات غيبية معرفية غامضة جدا اعجازية احد المعادلات منظومة معارف عقائد دعاء كميل هو هكذا قبل ان يكون دعاء ترانيم صوتية او طلب حاجات هو عبارة عن منظومة عقائدية مهولة جدا فمن ضمن المعادلات المهولة المعرفية في الدعاء وباسمائك وباسمائك وباسمائك ، لم لم يسأل الله بالاستعانة بالاسماء ؟ وبلا الاستعانة بالوسيلة ؟ من النظام الوحياني التكويني ان تسال الله بالتوسل و بالاستشفاع اسألك بـ بـ بـ بـ لا انك تسأل الله بدون ان تتوسل فلابد ان تتوسل بالوسايل وتستشفع بالوسائل هذه بداية الدعاء نظام في الوفادة على الله ان يسأل الانسان ويتوجه الى ربه يستعين بالوسيلة .

فمن ضمن ما ذكره عليه السلام من منظومة معارف وباسمائك التي ملأت اركان كل شيء هذه العبارة عظيمة عجيبة المعادلة فيها ان الاسماء ليس ملات كل شيء وانما ملأت اركان كل شيء ، اصلا ركنية الاسماء الالهية اصل ركنيتها وركن هويتها وركن وجودها وركن تحققها بالاسماء فهل الاسماء تنزل او ملأت اركان كل شيء? هي ملأت فهناك تنزل وهناك اركان كل شيء .

نرجع الى نفس النقطة الاولى في هذه الجلسة ان في النظام الوحياني القرآني والكلام النبوي وكلام ائمة اهل البيت عليهم السلام الرعاية الاكيدة لمراتب الاسماء وهذا الترتب يدركه العقل كقعل وحياني وان الكمالات ليست مرتبة واحدة بل على مراتب باعتبار ان الاسماء والصفات هي كمالات ومن ثم اسم الجلالة في تفسيره مجمع وجامع لكل الصفات والكمالات ، الذات المستجمعة لكل كمالات .

فاذن فرق بين الكمالات وبين جامع الكمالات ومجمع الكمالات ترتيبا يختلف والكمالات لها مراتب وفي كل الادعية هناك نظام للاسماء وللصفات وهي وجه اخر للاسماء .

في دعاء البهاء للامام الباقر في سحر شهر رمضان هذا رشحانه في كل سحر وفي كل يوم ولماذا في السحر وليس في النهار? خصوصية السحر في الليل في جوف الليل ليس جوف النهار الاصطلاحات الواحد في الليل والنهار كتعريف معرفي ان الليل قوس النزول والنهار قوس الصعود فليس خصوص الليل الزماني وان المراد بعوالم التنزل عالم الاظلة عالم الاشباح عالم الطينة عوالم الذر وكذا عالم القضاء والقدر فلم يعبر عنها ليل ؟ اما قوس الصعود عندما يصطلح ويعبر عنها حتى دعاء السحر للامام الباقر يعني نظام الاسماء وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة احد معاني المحو والخفاء في العوالم الخفية في قوس النزول المخلوقات كالليل انا انزلناه في نهار شهر رمضان او ليلة القدر ؟

في الليل خفاء وجانب خفي وهو لا ينافي الليل الزماني ولكن الكلام في الخفاء هناك عوالم خفية وهناك عوالم جلية مطوية من عوالم سابقة بالنسبة الينا خفية والعوالم التي سنقدم عليها ستتجلى الينا شيئا فشيئا فالساعة التي هي في القيامة سيكون لها تجلي وليس خفاء لا يجليها لوقتها الا هو لكن الليل فيه تجلي ليس خفاء مطلق فالعوالم الاتية ستتجلى لنا شيئا فشيئا لكن هذه العوالم بالنسبة لنا خفية ، فالليل كناية عن الخفاء وعوالم الخفاء واما النهار كناية عن العوالم التي ستتجلى هكذا فسرت هذه الالفاظ .

لعل من هذا الجانب عبر ان فاطمة هي ليلة القدر ، كثير من مقامات فاطمة او ولاية فاطمة وحجة فاطمة وامامتها خفية على الكثيرين مع انه ابو بكر في محاججته للصديقه اعترف عن النبي ان فاطمة عين الحجة ليست حجة بل عين الحجة? وذكر انها عليها السلام سيدة امة ابيها وليست سيدة النساء وانما امة ابيها رجالا ونساء والمصادر التي تذكر الاحتجاج في فدك تذكر اعتراف ابي بكر بذلك لفاطمة عليها السلام وهناك عشر مناقب اصطفائية يذكرها ابو بكر لفاطمة احدها انه منشأ الفضل لنسلك منك وانها منشأ الفضل لذريتها يعني هي مهيمنة وحجة الحجج .

فلعل احد تفاسير وصف فاطمة عليها السلام بليلة القدر لخفاء مقاماته على الكثيرين وحجيتها اذن مراتبية رتبة الاسماء والمعرفة امر اعتقادي يجب ان لا يخلط فيه فصح ان يقال ان الاسماء توقيفية ، اذا كان دين الله لا يصاب بالعقول في الفروع فكيف بك في الاصول? ولا سيما الاسماء فلا يصاب بالعقول توقيفية بتعليم من الوحيد فلا يصاب بالعقول من انفسها بمفردها لكن يصاب بهداية دين الله واذا استعانت بتعليم الوحي فتدرك حينئذ .

لذلك هناك جملة من فلاسفة الشيعة اقروا بان الاسماء معرفتها توقيفية ومن اهم الجهات التي نلاحظها في اية الكرسي وفي كل ايات القرآن والايات المهمة المحكمة ان بين الاسماء الترتيب لابد من مراعاته وهي من الشؤون العظيمة الالهية لا ان نخبط ونخلط كيفما كان ، فعندما يقال دين الله لا يصاب بالعقول لا انه لا يفهم اذا كان المعلم هو الوحي لا يصاب يعني لا تستطيع العقول ان تصل اليه من دون تعليم الوحي اما اذا استعانت بتعليم الوحي فتصل وتفهم لان المخاطب الاصلي هو العقل .

المهم خلاصة البحث في هذه الجلسة من اية الكرسي وغيرها ان نظام الاسماء نظام تراتبي مراتبي وليس عشوائي وللكمالات مراتب هذه السلسلة التكوينية لها منشأ مهم وعظيم يجب ادراكه والتفطن اليه .