الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/10/05

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: ضرورة لغة القلب في العقائد

 

باعتبار انه من جمادى الاولى بدأنا بفقه القلوب بمناسبة بيان الامام الرضا ان المعرفة بالله و اصول الاعتقادات لا يكفي فيها المعرفة الفكرية فقط بل لا بد ان ينضم اليها المعرفة او الايمان القلبي يعني فعل العقل الفكري والمعرفة الفكرية هذا اول الدين يعني اوليات ابتدائية وهذا مبحث مع احترامنا الكبير لجهود المتكلمين طوال قرون الا انهم لم يركزوا على البعد الثاني في المعرفة وفي التوحيد في العقائد بعد افعال القلب المرتبطة بالعقيدة ومن ثم بقينا عدة اشهر ونبقى الى امد معين لان هذا ركن في الاعتقاد للاسف ما تم التركيز عليه في كتابات المتكلمين وهو ضروري .

والايات مرت بنا جملة منها الاشارة اليها فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ولم يقل لا يعرفوك يصدقوك فقط يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت الحرج في النفس والقلب والروح وليس في الفكر ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ، فاشترط الباري ان فعل القلب وهو التسليم افمن شرح الله صدره وهذا غير الفكر هذا الصدر النفس الروح القلب فاذن اصل ماهية الاعتقاد في بيانات المتكلمين صورة ارتكاز قطعا هم لا ينفون هذا الشيء لكن صورة التعريف اللي ذكروه ناقص بابتدائيات الاعتقاديات وليس لنهائيات الاعتقاد وكامل الاعتقاد فهو يجب ان يكون زج فعل القلب فيه وليس لغة المعرفة .

كمال تصديقه توحيده وكمال توحيده الاخلاص له والاخلاص في القلب وليس فقط فعل معرفي فبالتالي في بيانات اهل البيت والقرآن وبيانات الوحي اخذ القلب جانبا كثيرا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وليس في افكاركم فالاقتصار في تعريف العقيدة على فعل القوة الفكرية والعقل هذا تعريف مبتور ناقص ليس بكامل والكامل يجب ان تضم اليه فعل القلب وهناك ايات الى ما شاء الله في القرآن سبق ان استعرضناها في الشهور السابقة قائمة كبيرة من الايات والسور والاحاديث المتواترة كثيرة جدا .

اذن هذا العمود يجب ان يركز عليه من ثم القرآن تارة يبين العقائد بلسان الفكر اي وجود وعدم وكون ونفي كون هذه لغة العقل النظري وتارة يبين العقيدة بلسان العقل العملي يعني القلب الروح الحسن القبح افمن شرح الله صدره للاسلام ان الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها او ان سيد الرسل اذا كنا نؤمن بسيد الرسل فهو يرضى لرضى فاطمة ويغضب لغضبها وهذا رضا فاطمة في الامور الفردية او العامة ؟ ليس في السياسة فقط وانما في اصل امور الدين اذا رضيت بشيء يرضى الله ورسوله واذا سخطت على شيء يسخط الله ورسوله .

اذا نؤمن برسول الله انه ليس بشر عادي انه رسول الله ما ينطق عن الهوى ما ضل صاحبكم وما غوى لا ضلال في سيد الرسل ولا غواية ان هو الا وحي يوحى فاذا كان رسول الله كتلة وحيانية بكل طبقاته فاذن رضا رسول الله يناط برضا فاطمة وغضبه يناط بغضب فاطمة هذه لسان الحجية والامامة والولاية بلسان العقل عملي او بلسان فعل القلب اذن لاحظ تارة يقال لك حجية واخرى يقال لك وجوب هو حجة كان كذا حجة لسان العقل النظري واخرى لسان العقل العملي يعني فعل القلب .

من ثم الفضائل التي ندقق فيها في لسان القرآن قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى المودة فعل القلب وليس فعل الفكر لماذا استدل بها ائمة اهل البيت وسيد الانبياء قبلهم واستدل بها علماء الامامية جيلا بعد جيل على انها تفيد امامة اهل البيت ؟ هي فعل القلب ما ربطها بالبحث المعرفي العقلي الوجود والعدم ؟

ربطه هذا ان افعال القلب وافعال العقل وجهان لحقيقة واحدة فلا يحبس الباحث عقله وفكره في لغة العقل الفكري فقط ، هذه لغة من لغات قوى الانسان ايضا لغة القلب مودة القلب يود احدهم لو يعمر الف سنة انظر المودة يعني الشدة والحرص على الشيء شديدا من ثم هذه الفريضة العظيمة مر بنا بحسب القرآن والحديث النبوي المتواتر حديث الجذع كلنا مقصرون في هذه الفريضة يعني الفرض ان المودة حرص شديد نحن حرصنا الشديد على انفسنا بينما اية المودة تقول حرصكم الشديد يكون مع قربى النبي والنبي قل ان كانت لكم تجارة او مساكن او ازواج احب اليكم الكلام هنا معيار الايمان .

فاذن القرآن الكريم في العقائد يتضمن لغتين وليس لغة واحدة وجود وعدم كان ولم يكن هذه لغة في المعارف هذه اللغة اذا لا تفهم يترجل فيها كثير في المعارف القرآن هذه لغة عقائد لغة معارف لكن بلغة القلب فاذن هذه لغة يجب احياؤها لانها في الحقيقة احياء للعقيدة جملة عظيمة من بيان الوحي في القرآن وفي الاحاديث المتواترة للنبي واهل البيت هي بلغة فعل القلب احب الله من احب حسينا يعني ليس فقط الحب وانما المقصود منها هي عقيدة ليست لغة عواطف وكذا.

من ثم نقلت لكم عن اهل البيت وعن علماء الامامية تبعا لاهل البيت اية المودة وفيها فاطمة هي الدليل على امامة ال البيت لماذا جعل المودة ضمن دائرة الامامة? مع ان فعل القلب ولن تجد في القرآن دليل على الامامة الا وفيها فاطمة لكن الامامة في القرآن ليست فقط منحصرة بلفظة امام وانما خمسين مئة عنوان الله اعلم كم عنوان هو مرادف وحياني للامامة? ابعث لنا طالوت ملكا يعني ملك تدبير الامور فلقد اتينا ال ابراهيم ملكا عظيما .

احد عناوين الامامة في القرآن الملك ، احدها الولاية احدها الخليفة احدها اية التطهير لذلك اية التطهير احد اعظم ادلة امامة الائمة الاثني عشر ومنهم فاطمة والا يعني يكون خلل في الاستدلال النبي واهل البيت على امامة الاثني عشر الذكور في اية التطهير الاستدلال التام كما تدل على الامام الذكور الاثني عشر بعد النبي تدل على ولاية وحجية وامامة فاطمة .

هذا بحث عقلي وحياني كذا اية المباهلة احد ادلة امامة علي ابن ابي طالب وامامة الحسنين تدل على امامتهم وكذا في فاطمة هي ماهية عقلية تكوينية? المقصود هذه مباحث مختلفة مرتبطة باصل العقيدة اذن لا ندرس بحث الاعتقادات بلغة واحدة وهذا خطر جدا يجب ان نعرف تعدد اللغات والمعارف بحسب اصطلاحات الوحي قال علي بن موسى الرضا في احتجاجه على علماء الجمهور بمحضر الخؤون العباسي عندما طلبوا منه وقالوا له يا ابن الرسول ائتنا باثني عشر دليلا في اصطفائكم اهل البيت احد الادلة التي اوردها دليل موجود في عيون اخبار الرضا وكتب اخرى للصدوق جملة من الادلة لسانه فعل القلب فرائض فعل القلب منها مثلا اية ان الله وملائكته يصلون على النبي يقول علي بن موسى الرضا وقد اجمع المسلمون في تشهد صلاتهم ان يصلوا على النبي والال .

فهذا لسان فعل القلب العملي وليس فعل الفكر فاستدل به علي بن موسى الرضا وقبله جده امير المؤمنين احتج على الحاخام اليهودي جاثليق رأس الجالوت احتج عليه ايضا بهذه الاية قال هذه اعظم اية لاصطفاء النبي .

فاذن ادلة الاعتقادات التي ندرسها نتدبرها نحتج بها نعتمد عليها نؤمن بها ليست بلغة واحدة وشاكلة واحدة ، لا نتصور انه فقط لغة العقل للفكر النظري والا سوف لا تستقيم ملفات العقل العملي .

نحن منهجيا قبل ان ندخل العقائد نلتفت ان العقائد لها لغات وليست لغة واحدة كان عندنا بحث في اصول الكافي قبل ستة عشر عام مر بنا نقلنا كلمات الاعلام ان العقائد ليس فقط لغتان هذه اللغتان الرئيسيتان العقل الفكري ولغة القلب والا العقائد لها لغات في الوحي بعدد قوى الانسان وبعدد العلوم البشرية والوحيانية وليست لغة واحدة الفيزياء لغة من لغات العقائد وان كان لا يكثر منها القرآن وكذلك الطب .

لذلك تعددت معجز الانبياء حيث لغتهم ليست واحدة وانما متعددة النبي موسى لغته لغة قوة الادراك والخيال والمثال في مقابل السحر التصرف في عالم المثال وبقوة الخيال هذي معجزة النبي موسى ، معجزة النبي عيسى هو علم الطب يعني ما بين الروح والنفس والبدن هذي معجزة اخرى يعني برهان على العقائد ، مثلا معجزة النبي موسى افتراض فيزياء الماء او فيزياء الصناعة والسفينة لنوح والنبي صالح الفن والنحت يعني يخرج ناقة من جبل يعني كانوا ينحتون من الجبال بيوتا وهم طلبوا منهم معجزة تسانخ ما برعو هم فيه ، وهلم جرا.

معاجز الانبياء بحسب التطور الحضاري التمدني لدى الامم عندهم اذن يا ايها الباحث في العقائد لا تضيقن لغة العقائد هي بكل اللغات الفقه احد لغات العقائد وسبق نقلنا للاخوة عن الفقهاء ما كان رائجا والان للاسف اندرس ان الفقهاء عندهم قائمة بالمباحث العقائدية الخطرة في الفقه وفي نفس الابواب الفقهية الاصطلاحية وبلغة فقهية يفهمها الكل قانونية مثلا بحث المذاهب والاديان بحثه الفقهاء في باب الطهارة فلا تظنن ان الدليل العقائدي يقتصر على اللغة العقلية الفكرية التجريدية الجافة وانما يشمل كل علم ولغة كل علم هو لغة من لغات العقائد .

نعم ابرزها اشهرها لغة العقل الفكري ولغة القلب فاذن فعل القلوب ليس فقط لغة تهذيبية للروح وتذكير وتزكية للروح وتذكير للروح وانعم بهذا الشيء واعظم ايضا فعل القلب اعظم من ذلك لغة معرفية عقائدية فاذا فعل القلوب لم يدرجوه علماء الكلام في تعريف اصل ماهية الاعتقادات بشكل بارز نعم ربما ارتكازا واجمالا ادرجوه كما ركزوا على العقل الفكري لم يركزوا على فعل القلوب والحال جملة عظيمة من بيانات الوحي في العقائد هو بلسان فعل القلوب ليس فقط فعل العقل الفكري .

كما لو قارنا بين نتاج علماء الكلام او الفلاسفة او العرفاء والصوفية والمفسرين الوحي مثلا في اصل التوحيد وفي النبوة مثلا التوحيد الفلسفي او العرفاني او الصوفي او الكلامي غير التوحيد الوحياني التوحيد الوحياني فيه اخذت ولاية الله هذا ما مذكور في تعريف المتكلمين ولاية الله كأنما حكم تبعي للتوحيد والحالة ان القرآن اخذ الولاية لله في اصل التوحيد فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ، ولاية ائمة الجور والالوهية لهم شرك في القرآن ولاية ائمة الجور في قبال خليفة الله و ولي الله هذه هو ولاية الله .

المقصود اذن التعريف الذي ذكر للتوحيد بحسب بيانات اهل البيت تعريف التوحيد للمتكلمين او الفلاسفة او العرفاء تعريف ناقص وتنشأ منه اشكالات عند الحداثوين وعند العلمانيين عندما يكون التعريف ناقص ماهية الاعتقاد ناقصة? ماهية التوحيد? ماهية الامامة? تنشأ الاشكالات وكانما استنتاج المتكلمين وحي يوحى ، كلا هو صحيح استند الى الوحي لكنه ناقص ولم يلملم ويجمع كل بيانات الوحي وهذه نقطة جدا مهمة .

اذن بحثنا في فقه القلوب وتطويلنا لانه لغة من لغات العقائد ، كفى غفلة ان نقتصر في لغة العقائد على العقل الفكري فقط هذا البيان من الائمة ومن القرآن حول العقائد بلسان فعل القلب وافعال قلوب للتدليل على ان اصل الاعتقاد بالنبوة وامامة ومعاد اصل الاعتقاد بهذه الاصول يجب ان يمتزج فيه فعلان فعل العقل الفكري وفعل العقل العملي و هو القلب لان احد اسماء القلب هو العقل العملي او الفطرة او الضمير او الوجدان اسماء عديدة للقلب وكذلك السر والاخفى والخفي وغيرها من العناوين الوحيانية .

فاذن مكوثنا في افعال القلوب ليس خروجا عن مبحث العقائد وانما في صلب العمود الفقري للعقائد لكن بلغة اخرى يجب احياؤها بقوة يعني ضرورة البحث في افعال القلوب ليست فقط التزكية وتربية الاخلاق وان كان هذه ايضا امور عظيمة وضرورية جدا ولكن ما هو اعظم منها لغة فعل القلوب.