45/09/26
الموضوع: دل على ذاته بذاته/وإبصار الآية/
احد النقاط التي وردت في دعاء الندبة الى متى احار فيك يا مولاي واي خطاب اصف فيك واي نجوى?
في باب المعرفة يقال ان هناك حيرة ممدوحة وهناك حيرة مذمومة الحيرة الممدوحة هي مواصلة المعرفة وازدياد المعرفة وهناك حيرة مذمومة ، وهي عملية الشك .
فالتساؤل في المعرفة ممدوح لمزيد من تحصيل المعرفة والتدقيق والتفتيش في المعرفة واما التساؤل لاجل الانكار وللتوقف وعدم البحث فهذا مذموم ، فالحيرة منها ممدوحة ومنها مذمومة فكثيرا ما يخادع الفكر البشري باسم الفحص العلمي لكنه تشكيك ، والتشكيك او الريبة حالة ليست علمية وانما حالة جهلية لانها تتضمن انكار مستبطن باسم التساؤل ولكنه ليس تساؤل وانما انكار غير موجه وغير معتمد على دليل فانكار تحت ذريعة ان عدم الدليل دليل على العدم بل عدم الفحص عن الدليل وعدم الوصول الى الدليل حتى ولو بدون فحص يخادع به الفكر البشري بانه دليل العدم .
فهذه مغالطة وهذه ليست السيرة العلمية فمن ثم القرآن دوما يذم الشك والريبة والاسترابة وليس في صدد ذم التساؤل والتنقيب والبحث لكن المشكلة ان الطريق التي يخادع بها الفكر البشري انه تحت ذريعة عدم الوصول او الوقوف ومن دون فحص على دليل بمجرد عدم الوقوف عليه لعدم التفحص والتثبت والمسارعة الى انه دليل العدم فاولا الخطأ انه ليس فحص فهذا وليس عدم دليل بل عدم الفحص ثم قلب هذا عدم الدليل لدليل العدم هذا مغالطة ثانية ثم مغالطة الثالثة قراءة هذه الخطوتين المغالطتين بان هذا تمام الفحص وهذا منهاج علمي .
ومن ثم يذم القرآن باشد ذم الريبة والاسترابة والتشكيك لانه بزي علمي لكنه في الحقيقة متعمق في اللا علمية وفي المصادرة وفي الدعاوى الكاذبة فاذن هناك حيرة مذمومة التي هي عبارة عن الشك والريبة في فكر الانسان مذمومة جدا هذه حتى في الامور العملية يذمها الوحي فكيف بالامور العلمية والمعرفية والعقائدية اجتنبوا كثيرا من الظن بهذا اللحاظ يعني من دون فحص وكذا ومن دون تثبت فهو نفس النكتة ونفس المطلب ونفس قضية التشكيك والريبة .
المهم هذا بحث اخر لا ادخل فيه كثير ولكنه كثيرا ما يغالط به الانسان ويغالطه الشيطان والاتجاهات الفكرية المنحرفة وربما حتى في المسار الحوزوي تصير مجاذبات فكرية على ضوء هذه المنهجية الخاطئة انه عدم الدليل مع عدم الفحص اللازم هو دليل.
اذن عدم الدليل كأنما هو دليل على الفحص وليس بفحص فحص كل شيء بحسبه ويريد له انه منهج علمي وهو لا صلة له بالعلم وانما منهج جهولي الحيرة الممدوحة هي التي تثير الانسان لمزيد من التساؤل ولمزيد من البحث ولمزيد من الفحص فهذا التعبير في دعاء الندبة الى متى احار فيك يا مولاي هذه اشارة الى انه معرفة المعصومين عليهم السلام لا يعرفون بالكنه وان كانوا مخلوقين مربوبين .
وهذي مغالطة عجيبة موجودة انه ما دام الشيء مخلوق اذن يدرك في الكنه فهل تدرك الارض بكل الخفايا والطبيعيات? ايها المدعي دجلا ذلك ؟ فهذه الارض قطرة في السماء هل يمكنك ان تحيط بالعلوم الطبيعية? فاذا كذبت في ادعائك وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فكيف تدعي انه كلما لا يدرك كنهه اذن يعني الوهية ؟ وكثير من المخلوقات ليس بالامكان ان ندركها فهل معناها انها غير مخلوقة ؟ القرآن يصف نفسه وكلمات الله ولو كان البحر مدادا لكلمات الله لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلمات الله ولو ان ما في الارض من شجر اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفذت كلمات الله فماذا تقول? كيف تقول احيط بالكنه?
فاذن عدم درك الكونه ليس معناه انه يصير الوهية هذه مغالطة عقلية باطلة عاطلة باعتبار ان المخلوقات مراتب ولا يحيط المخلوق الصغير بالعظيم والكبير فكيف تدعي انك تدرك الكنه? فاذن ما بينه الامام الرضا في اصول الكافي لعبدالعزيز المهتدي الراوي بينه انه كلت الالسن وخرست الالباء وحسرت الادباء والشعراء او الفهماء الحكماء ان تأتي بشعاع من اشعة الامام .
هذا بيان عقلي واضح لذلك نقول مؤمن بسركم وعلانيتكم فلهم سر خفي يعني وهذا معنى انهم مخلوقون مربوبون ولذلك الائمة في تخطئتهم وتكذيبهم للغلات فيما يقولون من اسماء لله وهي ليست للائمة عليهم السلام في حين ذلك يقول الامام عدة روايات يقول للغالي نحن دون ما تقول ولكن فوق ما تتصور وتظن في نفسك يعني انت ايها الغالي بلسانك مخطئ غالي ولكن بقلبك انت دون ان تدرك كنه الامام حتى انت الذي تدعي الغلو لكن لا تدرك من المعصوم كنهه ولا المقصر يدرك من المعصوم كنهه في كلا الطرفين .
فالمقصود اذن مؤمن بسركم وعلانيتكم وباطنكم وظاهركم هذه التعبيرات الى متى احار فيك يا مولاي? واي خطاب اصف فيك? واي نجوى? هو الجانب القلبي يعني في التعلق بالمعصوم يحتاج الانسان الى جناحين جناح العقل الفكري وجناح الجذب القلبي نظير ما هو وارد في اداب الزيارة وفتحت باب فهمي وهو العقل الفكري بلذيذ هذه اللذة جذب الجانب القلبي .
فاذن العلاقة مع الله عز وجل ثم العلاقة مع النبي ثم مع الائمة تحتاج الى جناحين جناح العقل الفكري وجناح القلب ، القلب يحركه الجذبات وما شابه ذلك ، لذلك هنا ايضا الى متى احار فيك يا مولى واي خطاب اصف فيك يعني هذا ايضا العقل الفكري النجوى ترتبط بالقلب .
فعلي ناجى النبي يعني ماذا بقلبه ؟ يعني عملية التواصل بين النبي والوصي عبر القلب والوحيد الذي ناجى النبي من هذه الامة والوحيد الذي عمل باية قبل ان تنسخ فقط هو امير المؤمنين ااشفقتم كذا كذا? وايضا ما ورد متواترا او مستفيضا عند الفريقين ان عليا ناجى الله بحضور النبي ومشهد من المسلمين والصحابة في فتح الطائف في خيبر ربما اقل تقدير خمس مواطن في مشهد عام في ملأ يعترض علية الصحابة انه ما لهذا النبي يناجي ابن عمه هذا الغلام واوقف الجيش وكذا موقف مزلزل وكذا وفي بعض مواطن ساعات يناجي النبي عليا بعد ذلك يقول ما انا ناجيته لكن الله انتجاه .
وهذا مر بنا ان احد الايات الاصطفائية الوحيانية والغيبية لامير المؤمنين انه بمشهد من المسلمين وهذا غير غدير خم ان النبي يظهر للمسلمين وللصحابة اجمع ان عليا يرتبط بالغيب بمشهد من النبي الذي هو حي يوحى بمشهد منه يعني كأنما النبي نوع جهاز وشبكة اتصالات ليتصل أمير المؤمنين بالله وليأخذ منهم الاقرار بان عليا يناجيه الله وهو يناجي الله يعني تناجي موجود وهذا موجود عند الفريقين فهل يريد سيد الانبياء ان يقول ان عليا نبي من الانبياء ؟ كلا لانه قال لا نبي بعدي ولكن يريد ان يقول ايها المسلمون ان كنتم اصحاب عقول علي لكم قناة بعدي وفي وجودي علي يتصل بالغيب وهو ظل تابع لي مع الله وليس الملائكة فقط هو فوق المحدث والله ما انا انتجيته لكن الله انتجاه يعني كأنما النبي يريد ان يظهر للمسلمين ان علي ليس فقيه عالم مرجع وانما هو وحي لا تقل لي استحقاق بشري البشر كيف عنده ؟ هذا علي وليس بشر .
هذا في حديث الفريقين فاذا ما تقبله فصير علماني هذا بحث اخر اما تريد دين مأخوذ عن الفريقين ومتفق عليه الفريقان فعلي عليه السلام عنده قناة وحيانية واظهر النبي في الباطن علي وفي باطن الدين ما لم يكن يعرف يعني هذه قضية المناجاة والارتباط هل هو امر خفي? هو بمشهد من النبي الذي تزعمون انكم تصدقون وتؤمنون به يقول لك علي اتصل بالغيب ، يناجيه الله وهو يناجي الله ، فالتناجي من الطرفين هو يكلم الله والله يكلمه مع انه النبي هو سيد الانبياء وهو معلم له .
يعني هذه ملحمة معرفية عظيمة ومروية عند الفريقين وفي مصادر الفريقين ليت انه تصنع موسوعات في جمع المصادر ولكن اقل تقدير خمس موارد كانت ولكن هي اكثر وعند مشهد المسلمين بعضها ذكرت لكم ساعات يتناجون كي لا ينكر فيما بعد فيشهد النبي من باطنه لما لا ترون هذه حقيقة الامامة لا تقل لي بشر وانه فقيه وعالم ومجتهد وكذا هذا دين المسلمين وقد اتفق عليه الفريقان واذا لم تؤمن فانت علماني اما اذا تصير متدين فهذا هو .
نرجع الى احد صياغات القاعدة كما مرت بنا هذه القاعدة لها تسع صياغات يعني هي تسع قواعد بحثها الفقهاء والمتكلمون واهل المعنى والمفسرون بصياغات عديدة و ان وردت في الادلة والسياقات بعضها في الادلة بالسياقات التسعة لكن هي ترجع لبا لقاعدة واحدة احدها شرطية الولاية في قبول الاعمال و احد صياغتها التي مرت بنا قاعدة انه بنا عرف الله وبنا عبد الله موجودة بالفاظ ومعاني مختلفة وطرق كثيرة وكيف تتلائم مع قاعدة يا من دل على ذاته بذاته مع انه بكم عرف الله فكيف تنسجم?
بين ذلك عقليا علي ابن موسى الرضا في محاججته مع عمران الصابئي وكتاب الاحتجاج اسمه فيه يعني لا يعتمد على وثاقة زراره فزرارة اين والوحي اين? مع احترامي لزرارة كتاب الاحتجاج يعني المتن ينطوي على الحجة الا تلتفت كما في كتاب الفلسفة كما يدعى انها حكمة وفلسفة هل تأتي لك بسند لابن سينا ولكتاب الفارابي? هذا لا ربط له بالسند? وانما له ربط بالدليل نفسه كتاب الاحتجاج اسمه فيه ، المتن فيه حجة برهانية لا انه يحتج البشر لانه غير المعصومين ومن المستضعفين هو ثقافة مستضعف وعلما مستضعف فليس الاحتجاج بالمستضعف وانما الحجة بالعالين والطبرسي نعم الاسم انتخبه يعني انا احتج بالحجج الداخلية في ضمن الموروث بشرط ان تحرك العقل مع انه يذكر كل هذه عن مصادر مشهورة اصلا في باب المعارف لا يعتمد على الطرق لا نأخذ ديننا الا من الوحي والعقل الوحياني وانما الرواة دورهم وسيط تكويني .
انت الماء الان عندما يصير عندك ماء زلال هل الانبوب له دور? كلا الانبوب دوره ايصال تكويني فالانبوب واسطة تكوينية واعتبارية يقول سيد الانبياء رب حامل فقه وليس بفقيه لا يعلم ماذا ينقل ورب حامل الفقه الى من هو افقه منه يعني لما نقول اليه اكثر فهما وعلما يفهم معيار هذا الوحي الذي نقل اليه هنا يقول دور الوسطاء مجرد حالة تكوينية فلا يحتج لقول النبي بما هو دون النبي ولا يحتج بقول المعصوم بمن هو دون المعصوم انما يحتج له بنفس قول المعصوم بمحكمات الكتاب ومحكمات السنة اعرضه على الكتاب والسنة فالشيء يسانخ نفسه والوحي يسانخ نفسه لاالمستضعف فاسم الكتاب اسم صناعي جدا منهجي .
مثل القرآن الكريم يقول حكمة لقمان ولقد اتينا لقمان هل اوتي الرسالة والامامة ؟ كلا وانما حكمة يعني ما عليك من لقمان نفسه وانما نفس المقال عليك به كبرهان فالحجية بهذا اللحاظ والا لقمان لا نسب ولا حسب ولكنه عبد وفقه الله الى ان يتلقى نفس البرهان فما يذكره برهانه فيه لا من باب التعبد ولا من باب الاعتبار والنقل كذلك هو الدور الدائرة الاصطفائية الثانية لم يركز الشارع تسليط الظوء على ذلك بتلك الدرجة وان كانت موجودة نصوص قرآنية الكلام في نفس مضمون ما يقولون واباء واجداد النبي ايضا هكذا دورهم ما في ما يلقون وما ينشرونه حجة .
القرآن مثلا حجته من النبي ومن نفسه ، القرآن حجيته من الائمة والائمة حجتهم من نفسهم ومن القرآن فالنبي بما اوتي من صفات اربعين سنة في قوم فيهم كل الانزلاقات الاخلاقية الشرسة موجودة فيهم ولا يرون فيه انزلاقا واحدا كيف هذا يستعصم في بيئة ملوثة ؟ يقول عن سيد الانبياء ثابت القدم على زحاليفه في الزمن الاول يعني زمن الجاهلية فوصف امير المؤمنين برهان لشخصية سيد الانبياء يأتي يقول لي دعاء الصباح اين مصدره ؟ هل انت فهمت دعاء الصباح ما هو? او هل الراوي فهمه? هل الفقهاء فهموه? او العلماء فهموه? هو فوق مستوى البشر فكيف يأخذ اعتبار ممن هو دون المعصوم? اذن كتاب الاحتجاج اسمه فيه لانه يجب الالتفات الى ادنى هذا تراث الحديث انه تراث عظيم ايانا وان نغالط على هذا التراث وان نخضع للابتعاد عن هذا التراث .
في احتجاج الرضا فيه انه كيف ان الله تبارك وتعالى مع انه غني عن العالمين كيف دل على ذاته بذاته? لم يعرف احدا الله الا بالله ومن جهة اخرى بكم عرف الله الامام الرضا قال هناك شواهد في التكوين كثيرة بينه الله عز وجل انه لا يوجد تناقض بين الوحي ، في الاساس عرف الله بالله ودل على ذاته بذاته كالمرآة الان المرآة كما هو بين سلام الله عليه المرآة من جهة تقول رأيت زيدا بالمرآة ومن جهة تقول رأيت زيدا بصورته هو ، لو لم يكن زيد له نوع نسبة مع المرآة هل يمكن ان ارى زيدا بالمرآة? كلا ، اذا صورة زيد الموجودة في المرآة هي دلتني على زيد فزيد دلني على زيد ومن جهة استطيع ان اقول نعم رأيت زيد بالمرآة فهي وسيلة فهي مثل الاسم و الية وطريق اما في الحقيقة هذه الوسيلة انما مكنتني ان ارى زيدا بزيد لانه ليس بالمرآة وحدها بلا شك ولا كان يمكني ان ارى زيد الا بتوسط المرآة لانه ليس لي احاطة بمكانة زيد .
من ثم يبين الائمة سواء في احتجاج الرضا او احتجاجات اخرى للائمة وهذا هو دور الاسماء الالهية من يدعي من المخلوقات انه يعرف الله من دون وساطة الاسماء? الاسماء دورها كالمرآة ومر بنا في ابحاث كثيرة وهذه قاعدة معرفية توحيدية متأصلة في القرآن والوحي والروايات ما هي القاعدة العقلية الصارخة في التعقل وفي البداهة والفطرة قضية ناموس وقانون الايات او الاسماء او الكلمات او الحروف ربما خمسين او مائة عدوان او مائتين عنوان كلها بينها ترادف عقلي لا ترادف لغوي ، تقول اسم تقول اية تقول كلمة تقول حرف تقول دليل تقول برهان حجة بيان كذا الى ما شاء الله كل هذه الكلمات لها معاني ولكن بينها معنى عقلي مشترك .
والوسيلة نفس الكلام احد الاخوة كان يحضر ابحاثنا لعله جمع فيما استعرضناه من روايات او ايات خمسين عنوان وان كانت اكثر وانما هي من باب جرد بسيط رحمة الله على الشيخ جعفر كاشف الغطاء في منهج الرشاد لمن اراد السداد نفس المبحث يعالجه يقول الشفاعة واستشفاع في العبد وشفاعة من النبي تقول شفاعة وسيلة لواذ استغاثة استعانة تقول كل هذه المعاني هي ثمانية ابواب هو عنونها بلغة عقلية وبلغة فقهية ولغة كلامية ولغة تفسيرية .
كرارا اذكر الاخوان ان يراجعوا هذا الكتاب لانه الشيخ جعفر عالجها بلغة تفسيرية كلامية فقهية وحتى عرفانية وبين ان هذه الثمان ابواب لها حقيقة مشتركة عقلية واحدة مثل بحث الوسيلة يعني التوحيد المذكور في القرآن كله معرفة بالايات وبكلمات الله تركيز القرآن على ان المعرفة بالايات وبالاسماء قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى ، تركيزه على ان المعرفة بالله لا يمكن فلابد من وجه اما نقول باستحالة معرفة الله وتعطيل وهذا شيء باطل يا يا باطنا ليس يخفى ويا ظاهرا ليس يرى هذه في ادعية الليالي العشر الاواخر من شهر رمضان يا ظاهرا ليس يرى يعني الصحيح هو ظاهر ولكن لا يمكنك ان تحيط به ويا باطنا ليس يخفى البطون ليس بمعنى التعطيل الباطل والاحاطة بالكنة باطلة فاذن ما هو طريق التوحيد? التعطيل كفر والحاد والاحاطة بالكنه يعني تشبيه ـ، التشبيه يعني هو بمعرفة الله بالكنه فهو لا يمثل ولا يكيف ولا يؤين ولا يشبه يعني لا يحاط بالكنه فهي قاعدة لها عدة اسماء فمن جانب لا يعرف لا يشبه ولا يمثل ولا يكيف فنفس القاعدة بعناوين متعددة .
فمن الضروري للباحث في المعارف ان يتنبه الى تعدد عناوين القاعدة الواحدة ومن جانب اخر لا تعطيل ، التعطيل مساوق للانكار وللجحود فاذا انتفى التعطيل وانتفى المعرفة بالكنه بقي اي خيار ؟ هو خيار المعرفة بالوجه والمعرفة بالاسماء والمعرفة بالايات فمن يدعي اني استطيع ان اعرف الله بدون اياته كيف يصير? انت لا تعرفه بكنهه واذا اردت الا تعرفه لا يمكن فبقي معرفته بالايات والاسماء والكلمات وجه الله يعني ايات الله فالوجه المراد في الاسماء والايات والوسيلة قلت ربما يصير خمسين مائة مائتين الله اعلم نفس العناوين بحث عقلي عضال وحتى صعب على الفلاسفة وعلى العرفاء لانه وحي فكيف تخلص انت من التشبيه? اللي هو نوع الشرك احد مرادفات التشبيه هو الشرك لان التشبيه شرك ، فانت من جهة غير مشرك ومن جهة غير ملحد ، الملحد هو التعطيل حتى مرادفات التعطيل هو الالحاد ، الملحد معطل فانت لا الحاد ولا تشبيه اللي هو شرك او تمثيل او الاحاطة بالكنه .
هذي كلها اسماء لقواعد عديدة ولكن لها معنى عقلي مشترك وحي مقابل الباطن لا يبقى لك خيار الا المعرفة بالايات والمعرفة بالاسماء والمعرفة بالوجه والمعرفة بالكلمات وبالبراهين ولا مفر فتقول لا اريد بيني وبين الله واسطة اذن انت ما تحيط بالله وتتعانق مع الله وتحيط بكنهه انى لك ؟ وتعطل فهذا باطل .
فاذا هي اول اية في دين التوحيد بسم الله الرحمن الرحيم يعني بالاسماء وبالوسيلة اعظم شأن في التوحيد الباء هي للاستعانة والتوسل بالاسماء الى الله فلم يقل بالله الرحمن الرحيم وانما يقول بسم الله الرحمن الرحيم فيستعين بالاسم والاسم ليس حجاب بالعكس هو يوصلك الى الله ، فهو يظن انه يوحد الله بنفسه وهو لا يستطيع اذا جعل الله الملائكة المقربين يتقربون بخليفته ما عدا ابليس ولذلك اول اية في الدين هي باسم ، اول التوحيد والمعرفة والدين وبدون الوسيلة ما يمكن .
هذه الشقوقات التي ذكرناها عن استدلالات اهل البيت هي عقلية وليس كلام ابن سينا والفارابي وارسطو هذه براهين عقلية وحيانيا فوق نتائج البشر وتعتمد على فطريات وبديهيات فبالتالي اذن ضرورة الوسيلة نعم اما قول العرفاء والفلاسفة قسم منهم حكمة متعالية بان لكل مخلوق طريقان الى الله طريق بالوسيلة وطريق ليس بين الله وبين عباده حجاب ولا واسطة هنا وهذا يلتزم بها كثير من عرفاء الشيعة وحتى فلاسفتهم على مسلك الصوفية والعلامة الطباطبائي في موضع مع انه يذكر هذا البرهان ولكنه يتناساه في موضع اخر انه قانون العلية والمعلولية لا يمكن حذف الوسائط انا راجعت اخر سورة الشورى لم اقف عليه ولكن البرهان موجود بالواسطة .
فالمغالطة اين? مثلا زرارة سال الصادق عليه السلام عن الغشوة التي تصيب النبي قال تلك النبوة زرارة كذا كذا قال ذلك اذا لم يكن بينه وبين الله جبرائيل ولا ملك ولا وسيط فهنا الامام يبين هذا الشيء فماذا تقول? هنا ماذا مراد الامام? اولا سيد الانبياء ذو طبقات لا طبقة واحدة وهذه الطبقات النازلة اذا لا تستعين بوساطة ووسيلة العليا للنبي لا يمكن فمراد الامام الصادق عندما يقول ذلك اذا لم يكن بينه وبين الله ملك مراده ليس نفي الواسطة وانما نفي جبرائيل او ميكائيل او اللوح والعرش وهلمجرا لا نفي وساطة طبقات عليا من النبي للطبقات النازلة للنبي .
اذن ليست نفي وساطة بقول مطلق ايضا ما يقولون ان الحالة التوحيدية ان لا ترى الاسماء وهذا لا ننفيه لكن هذا ليس بدلالة انه لا دليل في الاسماء ولا وساطة لها ولا شفاعة للاسماء هنا المسألة حساسة .
ذكر الاكابر الذين التقينا بهم وكانوا معاصرين الى هذه المعركة العلمية التي حصلت في النجف قبل ثمانين سنة من الطرفين من الطرف التوحيدي ومن الطرف الولائي يعني عرفاء وفقهاء النجف اصبحوا فرقتين فرقة تسمى توحيدية ولها رجالات هؤلاء يقولون ان للمخلوق طريق ليس بينه وبين الله واسطة نفس كلام عرفاء والصوفية وملاصدرا والفلاسفة وفرقة تقول ان هذا كلام غير تام بكم عرف الله هؤلاء عرفوا بالولائيين فادركناهم وكنا على علاقة قلبية مع كلا الطرفين وترعرعنا علميا على كلا الطرفين كي نوازن وكي ينتقد علميا الطرف الاخر ولا بأس فبهذا حياة العلم .
المغالطة هنا تكمن بان بعض المرايا هي شديدة الصفاء والنقاء بحيث انت محال ان تلتفت الى انها مرآة مثل بعض الاماكن السرية الامنية يخلون مرآة مسلحة بحيث هذا الذي يتلصص او يخترق لا يلتفت ان الباب هي اين يعني كأنما لا يوجد هناك ابواب فلا يستطيع ان يشخص الباب الحقيقي عن الباب المرآتي بطريقة امنية ولكن يجعلوه مرآة مسلحة يعني حتى لو ركزت لا تستطيع ان تقول هذه مرآة او هي باب حقيقية ، هذه يسمونها محو المرآة ومحو الواسطة ، محو الواسطة ليس فناء الواسطة فيه الواسطة لا يعني عدم وجودها الفناء الذي يقولون فاني فاني ليس معناها غير موجود ولكن ليس فيه رائحة الانانية ورائحة امكانية الذاتية او ليس من البراهين الوحيانية ان اسماء الله مخلوقة فهل البشر يمكنه ان يستخرج برائحة امكانية في اسم الجلالة وهو مخلوق? وليس في صوتها ومعناها وانما في اسم الجلالة الاسم لا المسمى هو مخلوق هل تستطيع ان تشم منه قلبك وسرك وعقلك شيء بالامكان ؟ ابدا او يكتشف او يشم هوية امكانية لولا الائمة ؟ اللي ما فهمنا هذه المطالب عقليا والفلاسفة لا يقدرون عليها ولا اقولها تعصبا انا درست كل مقررات الفلسفة ودرستها مع النقد وكذلك العرفانية درسناها ودرسناها لكن هذه المطالب ما موجودة الا عند اهل البيت يقول ائمة اهل البيت لولا الكثرة في الاسماء لما عرف انها مخلوقة لانه لا يوجد هوية امكانية محو في الله وهذا كلام يحتاج الى تكرار كورد فكري وكالورد اللساني الف مرة تفكر في هذا المطلب من قرأ بعقله سورة القدر الف مرة او بلسانه ؟ فاي قراءة يريدها الامام? ادرك ليلة القدر قراءة بفكره يعني تركيز تركيز يصير انفجار من قرأ سورة القدر ليلة القدر الف مرة ادرك ليلة القدر هل قرأها بفكره وقلبه او بلسانه? او بما هو او بوهمه او بخياله ؟ كلها قراءات القراءة عقلية فمعنى عدم الواسطة ليست عدم وجودها وانما محوها فلما رأيته بلقيس رأيت الجسر المصنوع من قوارير الموردة من الزجاج ولكن هو زجاج صافي لا يرى فلما رأته حسبته الماء فكشفت عن ساقيها وكشفت فلماذا قال وكشفت? وهي كناية عن ماذا? وحسبته يعني رأته ولم تره هذا يسمى بالمحو قيل لها انه صرح يعني بمعنى انه طريق للعبور والوصول ممرد هذه انانيتها ممرودة لا ترى فيها صرح ممرد من قوارير .
اذكر هذه الاية ونختم في قول الله تعالى وهذه عظيمة ايضا نفس المطلب يذكر بالقرآن يقول القرآن في سورة الاسراء وهي سورة تتضمن اسرار الاية الاثني عشر وجعلنا الليل والنهار فمحونا اية الليل نحن نرى الظلمة لكن لا نرى الليل هل محاوناه يعني افنيناه? واعدمناه؟ كلا اية لكن فيها محو اية لكن فيها محو وهذه هي النكتة التي غفلوا عنها فمحونا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة فكيف تصير اية وهي ممحية? يعني تؤثر من دون ان تشعر بها ؟
كما في الحجج عبد المطلب حجة عظيم لكنه يضخ للبشر الحكمة والرشاد واهل شعبة الحجاز باعظم ما اهله النبي موسى وعيسى شعوب البلدان الاخرى لانه هيأهم لعلم اعظم النبي ،/ عبد الله عبد المطلب ابو طالب هاشم عبد مناف قصي معلم فحجة مغمورة لكن الضخ الذي ضخه والتربية الذي يربيها وهذه من الجذريات العجيبة في مجتمع الحجاز انه ساقط في اشد الانزلاقات لكنه مؤهل لترك اعظم معجزة عند الانبياء بحيث ان الله عز وجل لم ير شعبا اكثر مناسبة لدرك هذا المطلب الا اهل الججاز لانه تربى على اباء النبي بينما الشعوب التي ربيت على يد اولي العزم لم يرها الله مؤهلة لتلقي هذه المعجزة والا انت تأتي ببروفيسور للناس بما وراء العقل ؟ يعني ما وراء التخلف هل هذه حكمة? كلا
فمحونا اية الليل يعني لها دور ولكن لا يشعر بدورها فليست الوسائل كما توهم العرفاء والفلاسفة لكن تارة الاية تصير محو ولكن لا يراها الا الله هذا صحيح يصير من دون حجاب لا انه ليس هناك واسطة لاتشعر بها لاتحجبك ولا تشغلك ، هذا صحيح وتارة انت تنشغل بالواسطة فالسبب انت لاالواسطة وجعلنا اية النهار مبصر وهذه من الحكم التوحيدية العرفانية المعنوية في القرآن .
اذن لا تنافي بين بكم عرف الله ويا من دل على ذاته بذاته اصلا ضرورة التشابك بين هذين المنهجين هم يقولون تناقض بين هذين المنهجين جماعة التوحيد في قبل الجماعة الولائيين والصحيح ما ذهب اليه جماعة الولاية وهم عين التوحيد.