45/09/13
الموضوع: سلسلة في مناهج الفرق المنحرفة عن العقيدة المهدوية
(26)( شرطية الولاية في طوائف من الايات وأقسام الاسلام)
في البدأ كالعادة ناخذ نطفة من نطف هذا الدعاء الشريف حول الظهور او حول الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
هذا الدعاء الشريف ذكره الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد وذكر الشيخ الطوسي انه روي عن النائب الاول عن ابي عمرو بن سعيد العمري رضي الله عنه قال اخبرنا جماعة عن ابي محمد هارون بن موسى التلعكبري ان ابا علي محمد بن همام اخبره بهذا الدعاء، وطبعا هذا شيخ الطائفة محمد بن همام ابو علي ويروي عنه شيخ الطائفة التلعكبري فهذا ابن همام فالسند يعني صحيح اعلائي لمن يصف السند بالصحة والا المبنى المشهور طبقات الفقهاء يصفون المتن بالصحة او يصفون الكتاب بالصحة وليس الصحة عندهم تدور مدار السند، وانما السند والطريق احد القرائن المنضمة، الاصطلاح يختلف.
ومن ثم لابد ان نكرر ان هنا مدرستان على الاقل، مدرسة مشهور ان الصحة وصف للمتن والكتاب وهناك من يرى ان الصحة والحجية تدور مدار الطريق، المحدثين يدور المدار عندهم على الطريق ما حتى على الكتاب والطريق، ولكن الفقهاء والمجتهدين المدار عندهم المتن في الدرجة الاولى وفي الدرجة الثانية هي، ليس يعرفون الحق بالرجال يعرفون الرجال بالحق، المجتهدين هكذا، المتن عندهم هو المهم والمدار، حينئذ يشخصون الراوي من هو وكيف هو. واصحاب الجرح والتعديل بين الفريقين طرا انما يشخصون اوصاف الراوي بالمتون التي يرويها ويتبناها فالمتن اساس علم الرجال عند ارباب الرجال الاولين والاخرين، لا ان المتن يثبت بالرجال والرواة، اعظم مصدر لعلم الرجال في الجرح والتعديل او في الطبقات او في اي شيء هو المتن، المتن هو يحدد كل شيء، منه واليه، والمتن اذا يحدد بعض تخيل ثبت الارض ثم انقش، اصلا اثبات وثاقة الرواة بالمتن ان هذا واقفي او ان هذا جبري او قدري او اياما كان بالمتن لا العكس، يعني كثرة المتن الموجودة.
فالمتن اساس علم الرجال ويعطيك الراوي، مثل واحد يتكلم عن موقف معين نقول هذا ميوله كذائية يعني شخصيته وهويته، الانسان مخبون تحت لسانه لا ليلسانه يعني ما ذيله وثوبه و كذا، اول شيء يتكلم اتجاهه ميوله اهوائه، ما ان ينبت ببنت كلمة خلص تتوجه انت على بعد هويته واتجاهه وعقله ومدى حصافته ومدى علمه وكذا، لا العكس، فالمتون تلاحظ وراء كل الرجاليين، يعني الكبار والكبار مدة قرون عدا المتاخرين في هذا العصر، المتن الذي يرويه الراوي، ومن ثم الراوي مثلا يروي فضائل علي بن ابيطالب كثير كثير نفس هذا نقول هذا عنده تشيع، والتشيع اقسام، اذا يروي مثالب الصحابة يقول هذا رافضي، فلاحظ المتن يشخص به الراوي انه من الشيعة او من غير الشيعة، اموي، زبيري وهلم جرا، تلاميذه، تجاهاته، اسماء كتبه مثلا من هذا القبيل تتحدد هويته، طبيعة ما يرويه متنقة، عنده ضبط وهلم جرا، لا العكس.
فالمتن كما هو اساس لعلم الفقه والعلوم الدينية والكلام هو اساس علم الرجال لا العكس، لا المتن الواحد طبعا بل المتون العديدة وما شابه ذلك مثل المجموعة، على اية حال هذه غفلة شائعة في هذا العصر الاخير ان الطريق هو الاساس وهذه عملية مقلوبة جدا على المدرسة الاخرى مدرسة المفيد والطوسي والمرتض ى حتى النجاشي نفسه حتى ابن الغضائري نفسه، والمتن ميدان الاجتهاد، رجال الاجتهاد، رجال يعني رواد الاجتهاد في المتن يشخص عنده
مثلا امس احد الفضلاء سالني فلان شخصية من الاعلام في القرن الكذا كيف رايك فيه، قلت ما يخص راينا به لاحظ المتون التي يرويها، المتون التي يرويها مطابق للمحكمات من الايات والروايات من مذهب اهل البيت فهو يعول عليه، انظر الى ما قيل، شخصنة فقط في المعصوم سلام الله عليه، وفي غير المعصوم ما مهم بل المهم المتن، اما نجعل عقولنا في ميزان نعرف الحق بالرجال لا، نعرف الرجال بالحق، انت لاحظ الثوابت بعد تلتفت اليه لا العكس، فلان وثقه فلان ما وثقه.
النجاشي مع انه مبناه ليس هذا المبنى كم يمتلك من رصيد الا بحيث مصير الطائفة بما يقول النجاشي؟! هذا معقول؟! نسخة من كتاب ابن الغضائري ما معلوم اصله اصلا، هذا معقول؟! مذهب باصله، عقائد ضروريات فقيهة، ضروريات في علم الكلام وضروريات في الاخلاق والادب نجعله بمصير واحد اثنين ثلاثة اربعة؟! الطائفة هذه، اصلا كل علماء الطائفة، ان المذهب يحدد بهم او بالوحي والقران واهل البيت؟! اعظم من دور العلماء واعظم وكل العلماء اذا تاتي بهم في مصاف الاعتبار عقلا نفس علماء الامامية يقولون اجماع العلماء من دون المعصوم ليس بحجة، مقصودهم اي حجية؟ يعني ليس بحجة وحيانية والا التواتر يحصل، الحجة الحسية موجودة لكنه لا ترتقي الى الوحي، فكيف نحن نريد ان نجعل عيار الوحي هو الرجال؟!
قد واحد يقول انت ما تقول مغالطة لان كلامنا في الظنيات والفروع والتفاصيل. نقول حتى التفاصيل نعرضها على الوحي الذي هو اقوى محكمات القران وسنة المعصومين او نعرض على مذاهب الرجال؟ واهواء الرجال وان كان اهوائهم العلمية؟! نعم القرينة بحث اخر، القرينة تنضم اما تقول هو الميزان غير معقول بحيث نجنب محكمات الوحي ثم نجعل الطريق الظني هو الميزان، كتاب ما معروف اصلا نسبته، كتاب ابن الغضائري نجعله قيوم الازلي على تراث المذهب، معقول هذه؟! اقوال الرجاليين من اين جائت؟ مسندة؟ يا سيدنا السيد الخوئي من اين جائت؟ لا تنظر الى اسانيد الرجاليين لم؟ قال لانه متواترة! عجيب، هنا ادعى التواتر يعني كل ما قاله النجاشي من مصادر متواترة؟! هذه معقولة؟! كلام يصرف او ما يصرف؟! كل كلام ذكره النجاشي ثقة وغير ثقة وكذا مصدره التواتر؟! وما مذكور السند في كلام النجاشي، قيل فيه انه ثقة قيل فيه مثلا انه بعيد، انه كذا وكذا، يعني كل هذه تواتر؟! هنا التسامح ما له معنى، هنا الحدس ما له معنى.
هذه كتب التراث كلها مسندة اسانيد فيها ومتكاثرة فقط الكتب الاربعة قريب من ستة وثلاثين الف مجموع احاديث الكتب الاربعة لعله فوق الثلاثين الف، ستة الاف في الاستبصار، سبعة الاف في الفقيه، ستة عشر الف في الكافي، التهذيب لازم يصير اكثر اربعة عشر لعل، قريب اربعين الف حديث مسند، ما نريد نقبل، بينما اقوال النجاشي برمتها واحدا واحد متواترة؟! كم مصدر يعني؟! مصادر الحديث اربع مائة اصل بل اكثر تسعة مائة اصل، السيد الخوئي يدعي التواتر عجيب؟! بينما اربع مائة وتسع مائة غير الكتب التي غير الاصل فقط الكتب الاصل قريب بالاضعاف الرجال تلك لا تخلق التواتر، الرجال لو عشر الحديث يخلق تواتر؟! تلك قسمة عادلة علمية حيادية، هذه علم الرجال، هذا مضمون علم الرجال وهو اعظم من هذا.
على كل دخلنا في البحث كيف نتركه، تعال للاستظهار في الاستنباط، قول اللغويين النحويين الصرفيين مسند او مراسيل؟ يخلق منه الظهور الحجة، فهكذا كتب الحديث واللغة مراسيل، يومية اطمئنان حاصل في الاستظهار يعني في البداية مراسيل وفي النهاية مراسيل هنا يصير تشدد، يعني كيف يمكن يعقل؟! ما المباني التي هي متدافعة ومتناقضة؟! بينما نمشي بالمبنى المشهور وانضمام القرائن تتصاعد تراكم تصاعد الجانب الكيفي والكمي هذا وجيه، كل قرينة تشدده، هنا دعاوى مسانيد وهناك اقل من عشر او ثلث كتب الحديث يصير التواتر؟! على اية حال هذا منهج علمي؟! كيف يصير مبنى علمي منتظم. بينما علم الرجال مدارس وهذا نقاشنا في انه من اي المدرسة في علم الرجال والا نفس النجاشي رحمة الله عليه في اول الكلام ذكرنا والشيخ الطوسي في الفهرست علم الرجال..
في كبت الاربعة واحد واربعين الف طريق، وكتب الرجال بالقوة السيد الخوئي يستشهد بكلام اقابزرك مائة ونيف كتاب، كانت لدى النجاشي مثلا، مائة كتاب اين وكتب الاربعة؟! يعني عشر حتى ما يصير بل اقل من العشر، تلك يحصل منها تواتر ولا يحصل من هذا التواتر! نحن لا ندعي التواتر لكنه كيف يحصل له التواتر هناك؟! اذن بناء على اساس غير قويم اصلا، هذه التضعيفات والتوثيقات والا النجاشي ما يلزم على الوحي رحمة الله عليه وابن الغضائري وهلم جرا.
على اية حال نعم لا يصر عندنا غلو في النجاشي ولا في ابن الغضائري ولا في واحد آخر، الغلو غير محمد، كيف نجعل واحد انه المصدر والميزان لكل تراث المذهب، قال كذا قال كذا! تعال نقحه اجتهد، قال انهم غلاة قال انهم مفوضة قال انهم مقصرة قال انهم مثلا كذائية، نقح المطلب، هذه الاقوال نعتني لكن لا انه وحي منزل، قابل للنقاش، الاجتهاد حياة العلم، الاجتهاد الحقيقي لا الاجتهاد بمعنى التقليد، هو لا يفيد.
المقوصد بالدعاء الشريف المروي بسند عالي الاسناد ومن مصادر هكذا: اللهم لا تمتني ميتة جاهلية ولا تضق قلبي بعد اذ هديتني، اللهم فكما هديتني لولاية من فرضت علي طاعته من ولاية ولاة امرك بعد رسولك صلواتك عليه واله حتى واليت ولاية امرك امير المؤمنين والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة القائم المهدي صلواتك عليهم اجمعين اللهم فثبتني على دينك واستعملني بطاعتك ولين قلبي لولي امرك، هذا الورد مؤثر لين قلبي لولي امرك، لان العمدة في الطاعة القلب، هذه نكتة مهدوية في الليلة، بقية الدعاء ان شاء الله نقراها، رواه الطوسي في مصباح المتهجد.
نرجع الى بحثنا، كنا قد استعرضنا في قاعدة شرطية الولاية في الايمان والاعمال ان ملحمة ابليس دالة على هذه القاعدة بصياغاتها المختلفة، يعني ان هذه القاعدة كما مر بنا لها صياغات اربع او الخمس نفس القاعدة الواحدة، تصاغ في بخمس صياغات في العلوم الدينية، احد الصياغات عدم قبول الاعمال الا بالولاية، هذه صياغة عامة موجودة في الكتب الحديثية، الصياغة الاخرى شرطية الولاية في التوحيد في الايمان بالتوحيد والعبادات، وهذه مرت بنا جملة من الايات دالة على ذلك منها ملحمة ابليس والخلل عند ابليس في كل السور خلل في الولاية والانقياد، وايات اخرى مرت بنا ايضا.
وايضا مرت بنا اية الكرسي فمن يكفر بدل ما يقول الله عز وجل لا اله الا الله قال لا طواغيت الكفر بالطواغيت والبراءة ثم لا اله براءة، البراءة مقدمة حتى على الايمان بالله تعالى، تبرأ من الوثنية والشرك ثم تتولى الله، سبحان الله، لا اله ليس في التولي لله فقط، فيها تبري من الشركاء، فهذه اذن قاعدة ناموسية دينية ان التبري قبل التولي، لا يتم التولي الا يقدمه التبري. الفلاسفة او العرفاء ايضا عندهم البرهان على هذه، او الشيء التخلية من الرذائل وبعد ذلك التحلية بالفضائل، فاول الشيء التخلية من الرضائل، فاول الشيء تخلية من الشرك، فالتبري اولا ثم التولي، هنا لا اله تبري ثم الا الله تولي.
في آية الكرسي رائعة من روئع القران الكريم في اية الكرسي، فمن يكفر بالطاغوت هنا الكفر بولاية الجور وائمة الجور دخيل في اصل التوحيد يدل على ان التوحيد يتم وينتهي نصابه الى الولاية، فمن يكفر بالطاغوت يعني لابد من الكفر بولاية ائمة الجور هذا لتقرير اصل ويؤمن بالله، فجعل هنا مقابلة بين ائمة الجور وولاية الله عز وجل، مما يدل على ان ولاية الله ترجع الى ولاية الله عز وجل، فالتوحيد لا يتم الا بولاية ولي الله، لا تتم بالشهادة الاولى ولا بالثانية، لانه كما مر بنا مرارا الشهادة الثالثة ترتبط بكما الشهادة الاولى والا لكان يد الله والعياذ بالله مغلولة، قالوا يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان، فبالتالي اذن الشهادة الثالثة في الاصل ليست ترجع الى ولاية علي بن ابيطالب، بل قبلها ولاية الرسول وقبل ولاية الرسول ترجع الى ولاية الله عز وجل، فانت اذا تؤمن بان الله ولي فكيف ما تؤمن بان لله خليفة؟! لان الله ليس بجسم، كما ان الله عز وجل جعل بينه وبين خلقه من الملائكة ومن الجن والانس رسلا يوصل اليهم حكمه وتشريعه ومشيئته كذلك جعل الله عز وجل بينه وبين خلقه اولياء ولي الله، يد الله، ليوصل اليهم حاكميته، وهذا ليس عجز في الله بل عجز في المخلوقات، والا الله عز وجل يجعل كل الانبياء قابية ما عندهم، في سورة المدثر بل يريد كل امرء منهم ان يؤتى صحفا منشرة، يعني يصير نبي، يعني ما لكل الانبياء قابلية الوحي، فلذا يجعل بينهو بين خلقه، حتى بين الملائكة رسل الله يصطفي من الملائكة رسل يعني ما كلهم رسل مع انهم لا يعصون الله مع ذلك الرسل يصطفيهم منهم، هكذا في الولاية وحاكيمته ومشيئته وارادته، فالله ولي اذن لابد ان يكون بينه وبين خلقه وسائط والا لعطلنا الله عز وجل ولايته ، الا نقرأ انما وليكم الله؟! فاين الواسطة بيننا وبين الله تنزل مشيئته وارادته وتفاصيل تنفيذه والسلطة التنفيذية له تعالى؟! لابد منه سواء في السماء او في الارض فلابد من رسل لان بقية الخلق ليس لديهم القابلية.
ان الله بعث لكم طالوت ملكا، يعني ولي، حتى لاحظ الولاية بعثة الهية ورسالة الهية، فالبعثة مخصوصة بالنبوة او حتى بالولاية؟! تشمل الولاية، الملك في القران الاصطفائي هو الولاية والامامة، الملك العظيم لان كل الملائكة في الارض وفي الدنيا وفي الاخرة يطيعون خليفة الله فهذا ملك عظيم، طبعا هو ما يملك بمشيئته وانما هو بمشيئة الله عز وجل، مشيئتهم مندكة في مشيئة الله، فكما ان الله اذن بالتالي هو الاول والاخر والازلي القوم السرمدي، فالله عز وجل هو ومن احسن من الله حكما يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت، ايضا الله ولي اما ان تفكك الولي عن اعتقادك بالله هذا ليس اعتقاد بالله، الى ههنا التوحيد، اذا تعتقد بان الله ولي لابد له من خليفة وولي يوصل لك ارادته ومشيئته وحاكميته.
فاذن اية الكرسي اية رائعة جدا في بيان ان الشهادات الثلاث مندكة في الشهادة الاولى والثانية والثالثة، لانا لا نؤمن بالرسول فقط انه نبي، بل هو ولي، انما وليكم الله ورسوله، فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك، هذه الجهة جهة الولاية في الرسول، اذن لابد ان تبقى هذه، نبوة النبي لا نبي بعدي صحيح، لكن الولي باقية.
اللطيف ان هذه الاية في سورة النساء، فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، هذه في سورة النساء قبله ولو انهم اذ ظلموا جاؤوك، سبحان الله هي قاعدة واحدة صاغه القران بصياغتين في القران ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك قلنا التوجه العبادي، لوجدوا الله توابا رحيما، هذا في مطلق العبادة والتوبة نوع عظيم من العبادات يعني في العبادة في كبد العبادة ومستهل العبادة ان تتوجه وتتوسل الى النبي وال النبي الى الله هذا من ادب العبادة الذي اشترطه القران، وهذه صياغة اخرى للقاعدة، هو ان التقرب الى الله لا بد فيه من التقرب بالنبي واله ليوصلون الى الله، هذه معناه، ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله بعد ذلك رقم الشرط الثالث، اول الشيء التوسل والاستشفاع، الاستشفاع فعلنا.
لاحظ هذه الاية الكريمة تدلل على ان الغاية في العبادة صحيح ان الغاية النهائية هي القرب الى الله لكن لها غايات وسطية توصلنا الى الغاية النهائية بان نتوجه الى النبي ونتعبد لكي نحضى بشفاعة النبي لكي يوصلنا الى قرب الله، فاحد غايات الصلاة هو طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه واله بنص هذه الاية الكريمة، ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك، نتوسل فعلنا ثم نتعبد الله فاستغفروا الله هذه العبادة لله، غاية العبادة لله واستغفر لهم الرسول يعني شفاعة الرسول، جعلت شفاعة الرسول وفعله غاية لعبادتنا لله، لانه الذي يوصلنا الى الله تعالى، المعبود هو الله ليس غيره، فكي نحقق العبودية له تعالى ولا نكون كابليس المترد اللعين لابد ان نتوسل بولاية الله، لا انه ما كنت لاسجد لما امرتني، لا نؤمن ونخضع ننقاد.
فالتوسل الى خليفة الله اعظم خلفاء الله هو سيد الرسل واله، ثم نعبد الله، وهذه العبادة لله غايتها شفاعة النبي ، القرب الى النبي شفاعة، يعين ما تقرب الى النبي ونتودد، تملق الرسول صحيح لانه يقربك الى الرسول ثم يقربك الى الله، واحد يريد يصير متملق ما مشكل به لانه ما يتملق البشر، التملق مع المعصومين مفيد ويورث المحبة، التملق مع المعصومين تودد وتخدد والتملق وذكرهم والمؤانسة القلبية مع المعصومين مفيدة، ما هي المؤانسة لاحظ تحب الشيء دوما يتفكر فيه، قليلا كنت عندك تذكر مع المعصوم جولان قلبنا مع المعصوم خواطرنا مع المعصوم يوصلنا الى الله عز وجل.
فاذن لاحظ هذ الناموس الذي تذكره سورة النساء اية اربعة وستين، بعد ذلك الاية الكريمة ماذا تقول؟ لوجدوا الله توابا رحيما يعني بعد ذلك ياتي القرب الى الله، القرب الى الله ليس هو طفرة، تدريج فيه، طرفة في البحوث العقلية ممتنع، اولا الاستشفاع، ثم نستغفر يعني ناتي بالعبادة لله، سناتي الان ايات كثيرة في القران تقول الغاية في العبادة قبل ان نصير الى الغاية النهائية لابد لها ابواب تدخل فيها، بدون هذه الابواب ما يمكن، اول باب بسم الله الرحمن الرحيم يعني التوسل، الباء يعني التوسل، هذه القاعدة نفسه، شرطية الولاية، هي قاعدة واحدة بصياغات متعددة ولعله بلحاظ المراحل. فاذن نفس النية العبادية للصلاة وللصوم وللزكاة والسجود فيها التوجه الى الله بالنبي والال.
ذكرنا تشهد العامة الان والمذاهب الاخرى الاسلامية، في التشهد الوسطي اولا يسلمون على النبي قبل ان يتشهد الشهادة الاولى والثانية، هذه في كتبهم الحديث والفقه، وروايات اهل البيت لم تمنع هذا الشيء التي تخطأ عبد الله بن مسعود لانه الراوي لهذا الشيء، بل تخطئه في قول تعالى جدك هذا الخطاب لله خطأ ولازم يقول تعالى عرشك كما يعلمنا اهل البيت ما تقول تعالى جدك، وصف مع المخلوقون ما نصف به الله هذا خطأ.
ومن ثم اسماء توقيفية لانا لا نعلم كيف نتادب مع اللع وكيف نزري مع الله عز وجل، حتى الملائكة ليس لديهم علم كامل كيف يثنون على الله، لانا نثني على الله بما هو شين هذا يناسب الله؟! وكيف للمخلوق النازل ان يصف الله عز وجل؟! يظن المخلوق النازل ان المخلوقات العليا هي الوهية وهي دون الله ويحك هي دون الله، لكن من الذي يعرف هذه دون الله؟ الوحي هو الذي يعلمنا، ومن ثم هذا البحث ان اسماء الله توقيفية لانه توصيف الله انت كما وصفت به نفسك، انت كما تقول وفوق ما نقول، هكذا.
فاستغفروا الله جاؤوك توسل وتوجه، هذه اية وليست رواية، نؤمن بها او نكفر بها؟! منسوخة؟ استغفر الله ما منسوخة، اول الشيء التوسل بالنبي والتوجه بالنبي، وهل يظن ظان هذا مخصوص بالتوبة لا، تعبير الالوسي كل اوبة وكل رجوع وعبادة لله اولها التوجه بالنبي والتوسل بالنبي والاستشفاع من صميم الدين، اذن اول الشيء التوسل والاستغفار ثم تاتي بالعبادة وهذه العبادة غايتها تنال شفاعة النبي ليقربنا الى الله، لوجدوا الله توابا رحيما، ثلاث امور شرطها الله عز وجل.
نفس هذا النظام في العبادة لله سنذكره موجود في سورة التوبة، في سورة التوبة يقول عبد الله بن عباس هذه مغالطة، اسم سورة التوبة ليس توبة في زمن الرسلو ما تسمى توبة، بل سورة المنافقين، سور الكاشفة، زلزلة، البراءة، لان كل ملفات المنافقين ثلاثة عشر فئة من المنافقين لرسول الله في المدينة المنورة يكشف ملفاتهم القران الكريم.
المقصود في هذه السورة سناتي ايات متعددة ايضا دالة على ان غاية العبادة يجب ان يكون التقرب الى الله واللى رسوله صلى الله عليه واله، بدون التقرب الى الرسول واله، والتقرب الى الرسول واله ليس عبادة للرسول بل استشفاع بالنبي، وسيلة وسبيل الى الله، وبدون السبيل الى الله ايها المخلوق لن تصل الى الله، لابد لك من السبيل الى الله، وابتغوا اليه الوسيلة هذه ابتغوا ليس مستحب بل هذا اصل الدين حصريا، اصل الدين حصريا ابتغاء الوسيلة لتوصلك الى الله، وابتغوا اليه الوسيلة يعني ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك واستغفر لهم الرسول نفس المطلب، نفس الميزان ونفس الميزان، سناتي الى تلك الايات.
فاذن في سورة النساء بعد ان يذكر الله عز وجل نظام العبادة يذكر فلا وربك لا يؤمنون، يعني هذه ليست عبادة فقط بل حتى الايمان، فلا وربك لا يؤمنون حتى يعني يتولوك ويجعلوك وليا علاوة على نبيا ورسولا وموصلا لاحكام الله لابد ان نتخذك وليا، انت الولي، شرط الولاية في اصل الدين واصل الايمان، هذه ايتان تتلو احدهما الاخرى يعني قاعدة واحدة بصياغتين ذكرهما، اصلا نفس التعبير وما ارسلنا من رسول الا ليطاع يعني الولاية، اطيعوا الله واطيعوا الرسول غير التديق الرسول بل هو الولاية، لا اله الا اله لكن ليس لله حق الطاعة؟! عجيب! اي التوحيد هذا؟! ما يمكن هذا التوحيد.
لذلك التفكيك بين الشهادات الثلاثة كانما نقول ان الشهادة الثالثة يعني الله ليس بولي، لذلك اليوم رضيت لكم الاسلام وتسليمكم والا بدون هذا ليس مرضي عند الله واي دين صحيح وليس مرضي، الاسلام الظاهري في القران الكريم للمنافقين الاسلام التنزيلي والصوري والاستسلامي اقسام عديدة ذكره القران والروايات وافتى به الفقهاء، هذا اسلام ظاهري وكلامنا في الاسلام الواقعي، فلا وربك لا يؤمنون نفس الكلام يعني الاسلام الواقعي حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجوا في انفسهم يعني ما فقط التسليم البدني والخارجي بل لازم تولي قلبي، هذا كافي؟ لا، عدم الحرج نفي الطاغوت النفساني ما كافي، ويسلموا تسليما يعني يتولون، لا يجدوا حرجا البراءة من الطغيان النفسي، ويسلموا تسليما تولي قلبي، فلابد ان لا يجدوا في انفسهم طاغوت في النفس تبرأون منه، هذا اول، المقطع الثاني يتولون قلبا، يعني يتولونك ظاهرا سياسيا بدنيا ويتبرؤون من طاغوت النفس والثالث يتولونك نفسيا، لابد هكذا.
فاذن فلا وربك قسم وغليظ، هذا اسلام واقعي، يتكلم القران عن الاسلام الواقعي نعم الاسلام الظاهري اذا جائك المنافقون، وحكم عليهم السلام بحقن الدماء والاموال وكذا نعم اسلام ظاهري هذا بالنسبة الى المنافقين ونفس القران يقول والله يشهد ان المنافقين لكاذبون ما اسلام واقعي، هو القران الكريم في سورة اخرى يقول لا تصل على احد منهم مات ابدا، هذا تقسيمات الاسلام بنفس القران الكريم، بحسب الابحاث العلمية الموجودة عند الفقهاء سبعة درجات الاسلام الصوري ذكرها القران الكريم غير الاسلام الظاهري، يجب ان لا نخلط بحسب فتاوى الفقهاء.
وهذا ليس مخصوصا بمذهب الامامية بل كل المذاهب الاسلامية على ان الاسلام ينقسم الى اقسام ودرجات، اسلام دعني عن الايمان الان، يعني هذا ليس مخصوص مذهب اهل البيت بل كل المذاهب الاسلامية مجمعة ان القران والسنة القطعية تقسم الاسلام الى الواقعي والظاهري، اذهبوا فتشوا عن مذهب اسلامي يقول كل من قال الشهادتين هو مسلم واقعي بقول مطلق، ما عندنا في المذاهب الاسلامي، منهم المنافقين وهلم جرا، بحسب اختلاف انظارهم طبعا فيه.
ان شاء الله ان كمل بعدين بقية الايات عن هذه القاعدة التي صاغها القران الكريم بصياغات عديدة، لا ننسى صياغات عديدة جدا.