الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/09/02

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: سلسلة في مناهج الفرق المنحرفة عن العقيدة المهدوية

 

خير ما نستهل به باقعة عطرة من ذكر صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف.

ورد في دعاء العهد استحباب الضربة على الفخذ الايمن او اليمين، العجل العجل يا صاحب الزمان ثلاث مرات، وورد في قبال ذلك انه هلك المستعجلون، فكيف يتلائم العجل العجل مع هلك المستعجلون؟

هذا في الحقيقية لا يكون تناقص الشوق الى صاحب العصر والزمان يجب ان لا يهدأ والرغبة والاصرار على مشروعه عجل الله تعالى فرجه الشريف، فازدياد الشوق والرغبة والهمة والاصرار والاستمرار بلا ملل بلا كلل بلا كسل لابد ان يستمر لكن هذا ليس بمعنى ان يعقد الانسان آماله على الفورية، لا هذا خطأ، بل يعني ان يصبر الانسان ويصر على الشوق والاراداة وان طال الامد ما طال، يزداد الشوق في الزيارة في الدعاء: فلو كذا و كذا ما اصابني شك او كذا او جزع او هلم جرا، فمن جانب الاصرار والشوق لابد منه ومن جانب آخر الفورية بمعنى هلك المستعجلون بمعنى الوقت الا بمعنى الاحباط واليأس هذا باطل، اما الامل والاصرار وان بلغ ما بلغ هذا شيء آخر.

شبيه بعض الموارد ان الله يحب العبد الدعّاء يعني يدعو بالدعاء الكثير لكن تدعو بمعنى اما ان يستجيب له والا تتبرأ من الله نستجير من الله هذا خطأ، اذا تتبرأ لايعني هذا في الحقيقة تعلقك بالحاجة اكثر من تعلقك بالله، هذا لا يكون صحيح، لكن ان كثرة التعلق بالله في كل صغيرة وكبيرة وتلح في الدعاء، الالحاح في الدعاء لا بمعنى انه شره واصرار في الحاجة اكثر من الاقبال على الله لا هذا خطأ، فلذلك ان لم يستجب له الدعاء ربما يصل به الحال ان يعادي الله هذا خطأ، لكن بمعنى انه لا يدعو الله و بمعنى ان يوجه حصر توجهه وانقطاعه الى الله هذا خطأ، لكن بمعنى ان يسلم امره لله فكيف يسلم على الله يلح على الله بلا ان يتبرا من الله هذه حالة متواردة ولازم متوازنة.

يعني كثيرا من المفاهيم العقائدية او الاخلاقية خلق مع الله او مع النبي واهل بيته، هذا عظم الخلق واعظم الادب، هذا له موازين خاصة يجب ان لا يخلط الانسان بينه، يعني لا يكون في الدعاء صنمية لذات الانسان، هذا ما صار تضرع لله، اذا صار في الدعاء حرص واصرار في الدعاء لكن لاجل تلبية شوق الذات والهوى هذا بالعكس اعوذ بالله، ما ان لا يستجاب له يتبرم ويعرض عن الله، هذا ليس تضرع، سبحان الله، هذا الدعاء نوع من التبرم مع الله، الدعاء الذي هي التضرع يعني يصر الله ويلح لكنه يسلم امره الى الله في تسليم امره الى الله يدعو، لا يسوء الظن بالله، واذا قضى الله شيئا لا يتبرم منه بل يرضى بذلك.

فكيف الانسان؟ لا من باب الشهوة في الحاجة ورغبته في الحاجة اكثر من الله هذا ليس عبادة، الدعاء ان يكون مسلما وكونه مسلما لا يعني ان لا يطلب الحاجة من الله، وكونه يطلب الحاجة من الله لا يكون الحاجة هي المركز، سبحان الله كيف الموازنات الصعبة لازم ان نلتفت اليه، في الحالات الروحية والقلبية الامور حساس جدا، ومعقدة جدا.

معروف في وسائل الشيعة في باب احكام الاموات وفي كتب الاربعة وغيرها ان ابا بصير وغيره من الرواة الكبار دخلوا على الامام الصادق فروأوه يلح في الدعاء وكانه ثكلى او كذا وكذا، وبعد ذلك اتت جارية اخبرته بموت الطفل مثلا كان يلح في الدعاء فذهب واتى ووجهه متهلل وتعجبوا من جهة يصر على الدعاء ويريد حاجة و من جهة اتى مستبشر بعد ما مات الطفل؟! لاحظ اذن لا يكون الاصرار من باب شهوة النفس، رغبة الانسان رغبة الذات، هذه ليست من التضرع لله، هذا تضرع لميول النفس سبحان الله، الدعاء يجب ان يكون خضوعا لميول الله عز وجل، وفي حين ذلك يطلب ويلح لكن الحاحه زيادة من اظهار الفاقة اليه تعالى لا انه يبرم على الله و يحتم على الله وهو اعلم من الله في ان هذا صالح له مثلا، لا هذا لا يكون صحيح، يسلم امره الى الله و يتجه الى الله، وهلم جرا. فاذن انظر كيف الموازنة في الدعاء في حين ان الالحاح في الدعاء ضروري لايكون بنمط آخر.

فالمقصود هكذا الامر في بحث العجل العجل يعني المزيد من الشوق يعني تمادي الازمان وكذا لا يصل المؤمنين عن الاصرار والارادة.

احد من الحضار: (غير مفهوم)

الاستاذ: لا، بغض النظر عن علمه بحاله لا يغني عن السوال، يعني الاعظم عند الائمه ان تسئل لا انه يغنيك عن سوال، والا الائمة اكمل من ان يغني عن سوالك، لا يلحون بالسوال.

احد من الحضار: فلو تطاولت الدهور

الاستاذ: فلو تطاولت الدهور وتمادت الاعصار لم ازدد بك الا يقيقنا ولك الا حبا، لا ييأس لا يكون ياس وتبرم، الموازنة بين هذه الجهات معاني لطيفة ودقيقة وليست بالسهلة.

فبالتالي اذن هذه الموازنات ليست فقط عبادة ودعاء لا، هي معاني قلبية معرفية شفافة وعجيبة وصعبة، والا ابليس ستة آلاف سنة صار سيرا قلبيا روحيا معوجا، المقصود فاذن العجل العجل بمعنى لا يخمد شوقنا له عجل الله تعالى فرجه الشريف وفي حين لا يخمد شوقنا ليس املاء لرغبتنا في رفاع العيش وكذا و نتبرأ ونيأس، لا، على كل هذه باقة مهدوية لا باس نواصل البحث.

البحث الآخر في الحقيقة انا في صدد البحث عن مبحثنا وهو في الفرق المنحرفة لكن استهوتني باقة من معارف اهل البيت شدتني لا اقدر اتخلص منها.

سبق ان صار مداولة مع الاخوان ان في البحار الطبعة الجديدة من المجلد ثلاثة وعشرين واربعة وعشرين، خمسة وعشرين ستة و عشرين سبعة و عشرين، خمس مجلدات عقدهم صاحب البحار في القواعد العامة في الامامة، كلها في القواعد العامة في الامامة، شبيه بصائر الدرجات، خمس مجلدات عقدهم صاحب البحار في الامامة العامة، اصطفاء خاص باهل البيت الاربعة عشر معصوم، واقعا هذه المجلدات الخمسة هي نبوة هي امامة هي كذا وهلم جرا ولاية، وعقد صاحب البحار في هذه المجلدات الخمسة مائة وثمانية واربعين او قل مائة و خمسن باب او قل بالدقة ربما مائة وثمانية واربعين باب.

سبق ان تم تداوله على الاخوان فهرسة كتب الحديث صناعة معرفية دقيقة، فقط فهرسة كتب الحديث في المعارف، فهرستها صناعة معرفية عظيمة، شبكة صناعية علمية عقلانية وعقلانية الوحي، مثلا كتاب التوحيد للصدوق الفهرست الذي فيه، لان الفهرست عبارة عن التبويب، عبارة عن النظام، عبارة عن منظومة، هذه المنظومة غالبا كالصدوق رحمة الله عليه رحمة الله على الشيخ المفيد في جانب علم الخلاف ابن بجدتها في علم الكلام وجدلية الكلام لكن بالنسبة الى افق المعارف الصدوق اكثر تضلعا في العقل الوحياني مع الاحترام لكلا العلمين، وان كان للمفيد امتيازاته على الصدوق وللصدوق امتيازاته على المفيد عموم وخصوص من وجه كما يقال.

ففهرسة التوحيد فهرست كتاب اعتقادات الصدوق، فهرست اصول الكافي، فهرست بصائر الدرجات، هذا الفهرست ايضا خمس مجلدات في الامامة وهذه يا اخوان ليست مطالب روائية الرواة اخبارية الرواة لا، ما لها ربط، هذه معادلات وحيانية غالبها عقل وحياني يفوق ذهن الفلاسفة والمتكلمين والمفسرين والعرفاء، اصلا من يهتدي الى الغوالب ما هي معناها غوالب وحيانية لان هذه الغوالب وردت في اطر وحيانية.

رحمة الله على صاحب الجواهر في مبح النكاح في النفقة على الزوجة يذكر قول الفلاني و يذكر خمسة اقوال وكل قول مثلا ان الزوجة شرط نفقتها التمكين يقول هذا ليس مانع ولا مطرد، شرط الزوجة ان لا تكون ناشزة ايضا ينقض عليها بموارد، شرط الزوجة ان لاتكون خارجة من بيتها وينقض عليها موارد، على اي حال خمسة اقوال ذكرها الفقهاء كلها يقول هذه لا مطردة ولا مانعة، يعني ينقض عليها بموارد مسلمة، فاذن ما هو شرط نفقة الزوجة، يقول لو كنا ناخذ بالعناوين الواردة في الروايات ونضم بعضها مع بعض كان اضبط غالب، طبعا الفقهاء يتصيدون غوالب وراء الالفاظ الواردة هذا صحيح، فقهاء الفروع او فقهاء الكلام او فقهاء المعارف هذا لا ريب فيه انهم لا يقفون عند اللفظ السطحي و يهذبون الى المعنى سواء المعنى الاستعمالي او المعنى التفهيمي او المعنى الجدي وهو حصيدة مركبة من تصيد نظام آخر، هذا كله صحيح، لكن اياما كان الغالب اللفظي في الوحي شيء عجيب وسفينة نجاة عاصم من الانحرافات، وايضا احد ضوابط العصمة من الانحراف هو التمسك بغوالب الوحي ليس تمسكا سطحيا، جموديا لا، بمعاني، وكذلك التمسك بغوالب الوحي في التاويل، ليس فقط في التنزيل، فهذه ايضا من احد الاساباب.

الذي ذكره صاحب البحار من هذه الابواب مائة وثمانية واربعين باب، وكل باب تحته عناوين عديدة، وهذه عناوين جامعة، مائة وثمانية واربعين قاعدة امّ، وهذه القواعد في الحقيقة تحتها قواعد في كل باب بعد قواعد تندرج تحتها، مائة وثمانية واربعين ، خمس مجلدات جمع فيه صاحب البحار الروايات المستفيضة والمتواترة حول قواعد في الامامة في معرفة الامامة والنبوة وهلم جرا، خصوص سيد النبيين والعترة الطاهرة.

فكما مر هذه القواعد مهمة جدا، وليست قواعد من نسيج البشر ولا من افكار البشر، هذه قواعد غورها لا متناهي وهلم جرا والبحث فيها عجيب وغريب، فالمعجم الامامة والولاية للنبي والعترة هذه الخمس مجلدات.

فصاحب الوسائل مر بنا ان فهرسة كتب الحديث والاحاطة بها وحفظها فهما فهرسة المعارف، حفظها وقد يحفظ كتب الفلاسفة هذا بحث آخر، يحفظ فهرسة كتب الكلام، ولو مقتبس من الوح وما فيه مانع، او كتب العرفا او غيره، لكن لما نحفظ عن فهم يعني نعلم الرابطة الصناعية العلمية بين هذه القواعد كيف تشكل شبكة ومنظومة ونظام وكيف تشكل شبكة عنكبوتية او نسميها شجرة طيبة في قبال شجرة خبيثة، يعني لا انه شجرة شكله الهندسية يختلف عن الهرمات، وكل هذه لها مغازي صناعية علمية رياضية منطقية وليست تشبيهات شكلية، صناعة علمية، طبيعة القواعد ارتباطها الشبكي بهذا النمط.

خلاصة ان العلمان بفهرسة فقط فهرسة كتب الحديث المنجم مع شيء من الفهم، رحمة الله على الشيخ حسين الحلي كان يسمى لسان النائيني، لسان يعني حوزة تدريسية لميرزا النائيني وتلاميذ آخر جهابذة للنائيني وكل لها امتياز، وهذا الشيخ حسين الحلي المغرم بعلم الاصول لكن الشيخ حسين الحلي كان يحفظ عدد لا متن الاحاديث ما يحفظ متن الاحاديث، بل عدد الاحاديث في كل باب في الوسائل، هكذا نقل عن تلاميذه.

اياما كان يعني في الالمام بكتب الوحي وهو الحديث في الاستنباط يجب ان يكون الانسان ملم بالمصادر كيف يستنبط بدون ما يعرف القرآن و سور القرآن وآيات الاحكام وشبكة الآيات، يعني يستنبط على الهوى نعم، فصح ناقص نعم، لا يكون استنباط وحياني، لازم ان يكون ملم، كيف تلم بالتفسير وعلم التفسير وهلم جرا، كذلك لازم ان يكوم ملم بكتب الحديث، لسنا من اصحاب مدرسة الراي بل من اصحاب مدرسة النص الوحياني لا الجمود الحرف القشري الحشوي الجمودي السطحي لا، الغوري لكن نغور في الاعماق بتوسط سفينة وحياني وغالب وحياني.

رحمة الله على الشيخ الانصاري وهو من اكبر المتاخرين في علم الاصول دائما لما يذكر صاحب البحار يقول غواص بحار الانوار، يابى ان يصفه الا بهذا الوصف، الشيخ الانصاري لم يصفه هكذا؟ مقصود هذا الباب مهم للالمام به.

اذن قضية فهرسة احد الاخوة كمل السطوح ونشط وادعى انه جمع في ملف ورد كل فهارس كتب الحديث، قلت جزاك الله خيرا، الالمام بكتب الحديث، هذا شيء صعب لا يكون سهل.

السيد هادي الميلاني رحمة الله عليه كان السيد تقي القمي نقل عن السيد الخوئي ان السيد الخوئي يعترف ان السيد الهادي ميلاني انبغ الترك نباهة، يعني يريد ان يقول انسان معروف بواب الميرزا النائيني، السيد الهادي الميلاني والسيد محمود الشاهرودي الكبير المدفون في مسجد الراس، هذين الكبار الاعلام السيد هادي الميلاني زميل العمر للعلامة الطباطبائي وهو الفيلسوف المفسر وغيره، هذان العلمان مع ثالث نسيت اسمه تباحثا في الوسائل من الجلد الى الجلد في النجف الاشرف، الطباطبائي مع انه فيلسوف ومفسر و كذا وكذا دارس مع نفسه البحار كله ولخصه او استخرج منه امور بوبه حسب ما ارتئى، هذا كتاب عنده في التفسير ست مجلدات اسمه كتاب البيان تفسير روائي، كتبه قبل الميزان، الشيخ جعفر السبحاني تلميذه يقول العلامة الطباطبائي دارس البحار مرتين مع نفسه لا مرة واحدة، والعهدة عليه.

فانظر هولاء لا عقليتهم قليلة ولا اصوليتهم قليلة كيف يغوصون في بحار الاحاديث، لان هذا العلم الجم والعلم العرشي وعلم ما وراءهم وليس في نتاج البشر، نعم نتاج البشر يطلع عليه الانسان كي يتمرن ويتدرب و يرتاض علميا لا انه يحبس نفسه فيه ينطلق في بحار الوحي في القرأن والعترة.

فاذن هذا فهرسة كتب الحديث علم جم ويقسم الائمة لو عرفتم علومنا او كذا لكنتم اعلم الناس، بلا شك، فهذه امور عظيمة، من ضمن هذه الدورات كتاب فصول المهمة في معرفة اصول الائمة للحر العاملي صاحب الوسائل الفه مقدمة للوسائل وان طبع على حدة وليس مطبوع مع الوسائل، ثلاث مجلدات دورة عقائدية فيه، دورة قواعد فقهية فيه، دورة اصول الفقه فيه، دورة طبية فيه، دورة اخلاقية فيه، عدة ما شاء الله منظومة، قواعد فقط، المجلد الاول لهذا الكتاب ايضا من التوحيد الى المعاد جمع فيه صاحب الوسائل نفس المجلسي كيف صنع في المجلدات الخمسة هذا المجلد الاول طبعا ما كل المجلد، اربعمائة وخمسين من مجلد الاول، جمع دورة عقائدية فيه وفيه قواعد قواعد لم يات بكلمة من نفسه، كلها قواعد نظمها ولفها ونسقها، هذه استنباط، كلها قواعد مستفيضة من التوحيد الى المعاد نبوة امامة رجعة و كذا، يعني دورة ممتازة. على كل الالمام بكتب الحديث الالمام بحديث العترة، الالمام بالثقل الثاني هو ضروري في الاستنباط اي عالم في اي علم من العلوم الدينية.

ذكرت هذه المقدمة لاذكر هذا الباب، احد الابواب من القريب من مائة وخمسين باب في الخمس مجلدات عقدها صاحب البحار في هذه المجلدات الخمسة وهو معجم الامامة، احد الابواب باب خمسة وستين او سبعة و ستين في المائة وخمسين تسلسلا هذا الباب في المجلد السبعة وعشرين، الرقم لان كل مجلد يعقد لها صاحب البحار تسلسل ابوابي خاص بالمجلد لكن اذا اردنا مجموع المجلدات الخمسة قريب من مائة و ثمانية و اربعين باب، فيه قواعد، هذا الباب قاعدة ام و تندرج فيه قواعد، يعني كانما بصائر الدرجات بمقدار خمس مرات لان بصائر الدرجات عبارة عن معجم في الامامة والولاية والنبوة، اسرار المطالب فيه، كتاب المحاسن للبرقي ضاع منه اجزاء علينا كثير كان اكبر من بصائر الدرجات بالمرات، وفيه من الروايات افضع خطورة ومعربية حتى من بصائر الدرجات و من اصول الكافي، فيقال ان بصائر الدرجات مخفف المحاسن واصول الكافي مخفف المخفف هكذا قيل.

المهم في المجلد السابع والعشرين صاحب البحار عقد في الباب السابع والستين لعل اذا ما اشتبه عقد باب واورد فيه واحد وسبعين رواية واحد وسبعين رواية، هذا الباب عنونه المجلسي في البحار تحت عنوان ان الله لا يقبل اعمال العباد الا بولاية اهل البيت، والمقصود باهل البيت اولهم سيد الانبياء صلى الله عليه وآله، هذا العنوان متواتر في روايات اهل البيت بل في روايات الفريقين عدة من طرق هذه الروايات من طرق العامة.

ولا ادري صاحب العبقات عقد لهذا الحديث النبوي بابا ام لا؟ لان صاحب عبقات الانوار السيد اللكهنوي المعاصر للميرزا الكبير الف خمسين او خمسة و خمسين مجلدا بالطبعة يعني نصف البحار في الاحاديث النبوية المتواترة في علي والعترة وهذا طبعا صاحب العبقات خمسة و خمسين مجلدات باللغة الفارسة طبعا، والذي ترجم منه بنحو ملخص، جزى الله المترجم لكنه بالتلخيص، وعلى رغم التلخيص لا يجزم الانسان هذا كل ما في العبقات، والجانب في فقه الحديث في العبقات اعظم من احصائيات سلاسل الاسانيد، يعني عنده بحثين، وعلميته في هذا الجانب عظيمة، فقه الحديث، الاحاديث النبوية المتواترة عند الفريقن في علي والعترة.

مرارا وكرارا الكبار يذكرون هذا المطلب العلامة الاميني اضاع عمره كله في حديث نبوي واحد، حديث الغدير، فانظر احاديث النبي يعني تستحق علينا في تكامل معرفتنا ان نقضي عمرا فيها، فكل حديث نبوي مدينة في العلم، مدن في العلم، لمن اراد ان يغوص في هذه المعارف النورية.

المهم ان احد الاحاديث النبوية المتواترة في علي والائمة عليهم السلام انه لا تقبل الاعمال الا بولايتهم، وهذا البحث جار عند علماء الاماية كقاعدة عظيمة لكن الذي شددني في هذا البحث لانه معارفهم سلام الله عليهم كالحدائق الغناء النورية اجمل من الجنة واجمل من الحور العين، واني اشد في هذا المطلب رايت الاحاديث ليست تذكر شرط الاعمال الولاية بل شيء اعظم تذكر وهو ان شرط توحيد الله وشرط الايمان بالله ولاية النبي والعترة، اللهم صل على محمد وآل محمد، الايمان في اي مكان والاعمال في اي مكان؟! وان كان ببيانهم عليهم السلام الايمان عمل كله، اذا كان بهذا المعنى نفس الايمان عمل من الاعمال جيد، اعظم عمل ياتي به الانسان الايمان، اعمال القلب كما قال الجواد صلوات الله عليه، حافظين الحديث! لفظة فيها عمل القلوب اعظم من عمل الابدان، فالقلوب لها عمل وهو الايمان والمعرفة، فاذن لا يقبل الله الاعمال راسها الايمان بالله، وتوحيد الله عز وجل لا يتم الا بالولاية، نلتفت قليلا القبول في الايمان لا ينفك عن الصحة، يعني لا نفكك الصحة عن القبول، الايمان الغير المقبول لا يكون شيئا، الايمان الذي لا يقبل اصلا يكون ايمان، يعني لا تفكك بين صحة الايمان وقبول الايمان، ليس فيه تفكيك، هذا بحث صناعي فقهي كلامي صناعي، فلسفي ما شئت فعبر، في الايمان ما يمكن تفكيكه عن الصحة، انا ما شغل فقهاء انا اشغل متكلمين واشغل العقلانيين، واشغل الفقهاء بمعنى.

ففي بحث الايمان لا يمكن التفكيك، القبول يعني الصحة والصحة يعني القبول، كما مر التداول مع الاخوة ان القبول لو يمكن تفكيكه عن الصحة لو قيل به السيد محمود الشاهرودي الكبير المدفون في مسجد الراس في كتاب الحج يقول من الممتنع التفكيك بين الصحة والقبول عنده برهان عقلي، ميرزا كاظم التبريزي من تلاميذ السيد الخوئي يقول كنا في النجف نحضر ثلاث دورات السيد الخوئي يقدر يحضر دروة واحدة للسيد الشاهرودي من ثقل المطالب الاصولية، يعني واحد يقارن بين كتاب الحج للسيد الشاهرودي وكتاب الحج للسيد الخوئي يرى مدى الثقل الصناعي العلمي الموجود في كتاب السيد الشاهرودي وهو من متقدي تلاميذ الميرزا النائيني، اقدم من السيد الخوئي، ويقدم.على اية حال فهو عنده هذا برهان عقلي لكن ما هو معصوم لكن بالتالي عنده فكرة.

هذا بحثهم في العبادات يمكن ان يفكك بين الصحة والقبول هذا بحث آخر لكن في نية العبادة قبول النية وقابلية النية لان اتقرب بها مع الصحة والقبول ما يمكن التفكيك يعني ما يقدر الانسان ان يتقرب بما لا يقبل، فشرط القبول في نية العبادات في خصوص نية العبادات شرط القبول هو شرط الصحة وشرط الصحة هو شرط القبول، ما يمكن التفكيك في النية بين القبول والصحة في نية العبادات واعترف الفقهاء اجمعون اكتعون ان عبادية العبادات بالنية لا بغيرها، روح العبادات بالنية.

اذا في النية شرط القول لا ينفك عن شرط الصحة ما يمكن وهذا بحث مفصل، وما اريد ادخل فيه، وفقط فهرسة والفهرسة عندنا اهم من التفاصيل، والفهرسة صناعة مهمة جدا، فاذن اذا كان هناك من باحث يفكك بين الصحة والقبول في العبادات في نية العبادات ما يمكن حسب الدليل وفيه اجماع بدليل انه اجمع الفقهاء على ان الكافر لا تصح منه العبادة، حتى لو اتى بعبادة لا تصح، لان صفة الكفر عنده ما تاهل ان تقرب الى الله، كيف كافر على الله مترد من الله وهو يتقل من عنده؟! ما يتقل من عنده، امكانية القبول من الكافر ما يمكن، هذا ليس نصوص بل قاعدة، فالكافر لم تفسد عباداته واعماله الخير؟ لانه نيته ما يمكن ان يتقرب ها، صفة الكفر مانعة له عن ان يتقرب بنيته، يعني ما يمكن التفكيك بين القبول والصحة في نية الكافر، كذلك الحال اذن في اي شرط من شرائط القبول في النية يعني شرط الصحة، واذا كان شرط الصحة لا محالة سيكون شرط الصحة في العبادة، الانتقال صغرى و كبرى و نتيجة ملتفتين اخوان.

صناعة لا ريب فيها كلها بديهيات ما نظريات عند الاعلام، فالنية العبادية لا يمكن التفكيك فيها بين الصحة والقبول، كذلك في الايمان في المعرفة، ما يقبل يعني ليس صحيح، فالتوحيد الذي لا يقبل من الذي يومن بالله لا يقبل الا بولاية النبي وعترته، لا يقبل يعني لا يصح.

مثلا من قبيل اليهود يقرون بالله عز وجل لكن يقولون يد الله مغلولة، يد الله ما جسم الله، الله ليس جسم، يد الله ليس من ذات الله، يد الله حجج الله، قالوا يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان، نحو قدرة الله، الكلام في الآية اليهود وهذه القدرة مخلوقة وما القدرة عين الذات، يد الله مغلولة في مقام الفعل، فلاحظ اعوذ بالله الاله المحبوس المجمد لا يكون اله، وهلم جرا.

فالتوحيد اشترط فيه ولاية النبي، يعني الشهادة الاولى اشترطت فيها الشهادة الثانية، الشهادة الثانية مخلوق من المخلوقات، كيف يشترط الايمان بالمخلوق في الايمان بالخالق؟ كيف يمكن نتصور؟ هذا خالق، لا اله الله خالق، كيف يناط الايمان بالمخلوق وهو رسول الله بالايمان بالله؟ اصل الدين، اصل الاسلام يناط الايمان بالله بالايمان بالمخلوق من المخلوقات، هذا بالضرورة من المسلمين حتى بالضرورة من الاديان يعني التوراة والانجيل وهلم جرا، اذن معناه انه الايمان بالله عز وجل شرط صحته اصلا الذي لا يؤمن بنبوة سيد الانبياء لم يوحد الله، يظن انه وحد الله لكنه وحد غير الله واله غير الله، الباب اليه تعالى الشهادة الثانية، فلا طريق للشهادة الاولى الا الشهادة الثانية، فاذن الباب الى التوحيد هو سيد الرسل صلى الله عليه و آله.

طبعا بين القوسين وسنشرحه في بيانات الوحي الشهادة الثانية ليست هي النبوة فقط، الشهادة الثانية فيه الولاية، ولاية النبي يعني هذا تعريف المتكلمين و الفلاسفه وكذا المفسرين ان النبوة معرفة النبي انه النبي هذا تعريف ناقص عاطل باطل، الشهادة الثانية انما وليكم الله ورسوله، اذا ما تقول وليي الرسول ما اعترفت بالنبوة، لاسئل الكثير من الذين يفسر الشهادة الثانية الاقرار بنبوة سيد الانبياء هذه ليست الشهادة الثانية ابدا، هذه ناقصة، الشهادة الثانية فيها الولاية وفيها الامامة، ولاية النبي وامامة النبي، وفيها ايضا ان النبي صلى اله عليه و آله كل ما انزل عليه تومن به، يعني فيها ايضا رشحة من الشهادة الاولى، كما ان الشهادة الاولى توحيد الفلاسفة شكل و توحيد المتكلمين ايضا شكل وتوحيد العرفاء شكل و توحيد الوحي شكل آخر، التوحيد في الوحي انما وليكم الله، الله بدون ولي هذا الله؟! يد الله مغولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا، هذا المعروف في تعريف المتكلمين او الفلاسفه او العرفا هذا التعريف للشهادة الاولى او التوحيد تعريف جامد، هذا ليس تعريف، توحيد الذي فيه ولاية الله هذه نعم توحيد، جاكمية الله هذا هو الصحيح، اما تقول توحيد وفقط انه الوهية اله، ذات الازلية كلها صحيح لكن هذا هو فقط؟! بدون انما وليكم الله وبدون اطيعوا الله؟! لذلك في بيان القرآن فلا وربك لا يومنون حتى يحكموك، حاكمية النبي وحاكمية الله لازم ان تومن بها.

اذن كيف نعرف الشهادة الاولى فقط بالذات المجردة في الفريزر الفكري؟! هذا يسمى التوحيد الفلسفي، وليس توحيد الوحي، توحيد الوحي شيء آخر.

اذن الشهادة الاولى فيها ثلاث شهادات على ما يكون لله كالشئون الالهية، الشهادة الثانية فيها ثلاث شهادات يعني تشريع النبي ونبوة النبي ثم ولاية النبي و امامته، كما ان الشهادة الثالثة لامير المومنين والعترة ايضا لها طبقات.

هذا ما نجيل في الوحي وفي بيانات عديدة في الآيات والروايات لهذا المطلب، دعونا نتحرر عن القوالب المختزلة او ربما التي لا ترقى في موازات الوحي، الوحي هكذا.

اجمالا اذن المقصود هذه النقطة ولم ندخل فيها بعد وفقط عنوناها وهو ان الولاية شرط التوحيد، ما شرط الاعمال فقط، فاذا كانت الولاية شرط التوحيد طبعا الولاية في الاصل ولاية الله ثم ولاية الرسول ثم ولاية علي والعترة، ثلاث ولايات، تجليات فيها، فالمقصود اذن الولاية التي صنامها ولاية الله ثم ولاية الرسول اؤمن بالله لكن لا اؤمن بان لله حق ان يتدخل في مجتمعات البشر! عجيب هذا الايمان بالله! اؤمن بالله لكن لا اؤمن بان الله عز وجل يجب على العباد ان يطيعوه! هذا ليس اله، اله ليس له حاكمية وليس له احكام الحاكمين في بعد من الحكومة الالهية في الارض تم استعراضه في الصيف في مشهد مع بعض الاخوة بعد جديد في الحكومة الالهية، عل كل هذا حلقة من حلقات قد نوفق اليه.

فاذن الشهادات الثلاث لا نفسر الشهادات الثلاث وفي كل كتب المتكلمين او الفلاسفه توحيد تجريدي عقلي جاف، ما يلامس الفطرة وما يلامس المجتمع السياسي ولا غيره، لانه حذفت منه ولاية الله، ليس الله حاكم، لا، مثلا البشر حاكم.

فالمقصود اذن لا تقبل الاعمال الا بالولاية راس تلك الاعمال الايمان بالله، وهنا الايمان بالله اشترطت فيه الولاية واذا اشترطت فيه الولاية يعني اشترطت فيه الشهادة الثالثة لانه مبين ان الشهادة الاولى فيه الولاية، سبحان الله الشهادة الثالثة تبين ان الشهادة الاولى هي بمراتب ثلاث وليست بمرتبة توحيد مجمد فريزري، انظر كيف الولاية.

لذلك اجمع علماء الامامية ان الايمان وهو الدين الحقيقي الواقعي بدون الشهادات الثلاث ما يمكن، اما الشهادتين فالاسلام التنزيلي ارضاها وليس واقعي، اجماع هذا، تنزيلي يعني مثل الطواف في البيت صلاة، وهذه الرواية ايضا من طرقهم ولكنه من باب التمثيل، ما صلاة حقيقية، يعني لها شبه بالصلاة من جهة، الاسلام التنزيلي هذا معناه، فالاسلام التنزيلي امر آخر، الاسلام الواقعي شيء آخر، الاسلام التنزيلي اسلام ظاهري والظاهري شيء والواقعي شيء آخر، وسورة المنافقين والسور الأخرى تبين ان الاسلام لا الايمان ليس على قسم واحد، آيات عديدة، كلامنا في الاسلام الواقعي والتشهد معقود لاي اسلام؟ الاسلام الواقعي او التنزيلي؟ انت تشهد بماذا؟ بالتنزيلي او بالاسلام الواقعي؟

على اية حال سنصل خطوة خطوة ومن خلال الآيات براهين في هذا الباب، الباب السبعة والستين في مجلد السبعة وعشرين، واحد وسبعين رواية وليست قصته واحد و سبعين رواية، ومع الاحترام للرواة لا قيمة للرواة القيمة للمروي لا للرواة، الرواة مغلوب على امرهم، الاستدلال الموجود في المروي هذا الاستدلال بديع وعظيم وكثير منها عن سيد الانبياء واستدلال عقلي بالآيات القرآنية ان الايمان بالله شرط القبول فيه الولاية، انت تتشهد بالشهادة الاولى بدون الشهادتين هذا ليس توحيد، بدون الشهادة الثانية والثالثة، شرط صحة وشرط قبول والا هو اسلام تنزيلي و ظاهري، وليس اسلام واقعي.

على اية حال هذا بحث ممتع في الآيات ويناسب شهر رمضان وهو باتالي نؤمن بالالتفات الى مجالات عديدة عن الانحراف، فتقول لي الولاية ليست ضرورة الاسلام، اي اسلام؟ الاسلام التنزيلي؟ خل يمك، الظاهري تريد؟! الاسلام الظاهري يقول عنه القرآن والله يشهد ان المنافيقن لكاذبون، هذا نريده؟! فاي الاسلام تريده وتقول لا يكون الولاية ضرورة فيه الصلاة ضرورة فيه، اي اسلام؟! مع ان هذا الاسلام التنزيلي اجمع المسلمون ان حرمة عداوة اهل البيت من الضرورة فيه، حتى هذا التنزيلي الظاهري، ويقول عنها القرآن كاذبون كاذبون كاذبون، هذا الكاذبون ما نريد بل صادقون، انت تصلي صلاة الكاذبون؟ تشهد شهادة الكاذبون؟ لا بل شهادة الصادقين. فلاحظ في بيان القرآن الكريم ان الاسلام الواقعي، الاسلام لا الايمان وبحث الايمان بحث آخر.

المقصود بحوث قرآنية بينها سيد الانبياء في هذا الباب واحد و سبعين رواية واكثرها من العترة ولكن ايضا جملة كثيرة منها عن سيد الانبياء ويبين صلوات الله عليه ما في نفس القرآن من بيانات خلابة، آيات عديدة ومفاجئة للفكر وللبحث الصناعي الفكري.