45/08/25
الموضوع: سلسلة الفرق المنحرفة عن العقيدة المهدوية
كنا في صدد التعرض لموقف الامام الصادق كنموذج مع الفرقة الخطابية وهذه الرواية رواها محمد بن الحسن الصفار ابن فروخ الاشعري القمي من اعاظم علماء قم ومن اصحاب الامام الهادي والحسن العسكري وتوفي في بداية الغيبة الصغرى يعني بعد ثلاثين سنة من الغيبة الصغرى مئتين وتسعين رواها عن شيخه علي ابن ابراهيم الذي يظهر ان علي ابن ابراهيم صاحب تفسير القمي من المعمرين يعني بحسب التتبع هكذا .
لاحظ علم الرجال من المجحف ان نظن انه عبارة عن باب الجرح والتعديل حصرا هذا اماتة لعلم الرجال وللاهداف العظيمة له وذكرنا مرارا كرارا النجاشي لاول صفحة من كتابه و الشيخ الطوسي في اول صفحة من كتاب الفهرست ذكرا ان علم الرجال يعطي للانسان بصيرة بالديانة وبصيرة بحقيقة المذهب وهوية المذهب يعني يعطي للانسان بصيرة عقائدية وحتى بصيرة اجتهادية في الاستنباط ان هذا المتن الذي وصل الخبر على يد من وصل من الرواة و ذوي اي مدرسة بالمدارس تلاميذ الائمة وكيف هم يعني?
بالتالي فعلم الرجال اذا درس حق دراسته يفيد المجتهد في الوقوف على قرائن في مفاد المتن في الاستنباط اما ان نقتصر بشكل جاف مخل ان علم الرجال هل هو ثقة او ضعيف مجهول? هذا ليس علم رجال هذا نوع من علم الرجال الخاوي حيث هو له ابواب عديدة واحد ابوابه هو الجرح والتعديل وحتى الجرح والتعديل اذا تعرف سبب الجرح وسبب التعديل فليس بالضرورة ان توافق الجارح ، الجارح ليس شهادة حسية ، هي الشهادة الحسية قد تخطئ فضلا عما لو كانت حدسية.
فالمقصود ان مدارس علم الرجال عند المشهور تختلف تماما عن مدرسة السيد الخوئي وحتى عن مدرسة السيد احمد ابن طاووس وهذا ليس بمنكر من القول فمدارس علم الرجال مختلفة فلا تدايني باراء السيد الخوئي ، هو له رأيه والاخرين لهم اراءهم ولهم مشارب وفي الفترة الاخيرة توصلت الى ان اعلم علمائنا في علم الرجال هو أغا بزرك الطهراني صناعيا وموادا طبعا الميرزا النوري متبحر في المواد لكن كصناعة مع انه تلميذه لكنه اقوى عقلية صناعية فذة .
فهذا كتاب الذريعة ليس ترجمة كتب فقط وانما كتاب رجال وكتاب موسوعة للعلوم الدينية كتاب تاريخي للمذهب والعلماء المذهب وللسيرة العلمية يعني هو كتب هذه الموسوعة وليس كتاب واحد ويمكن استخلاص منه موسوعات فضلا عن كتب عديدة جدا انه هذا الكتاب العظيم الذريعة يجعل في تطبيق الموبايل كي يكون اسهل لتناول الملايين لان عيبه الفني انه لا يبحث أغا بزرك الطهراني المبحث الواحد في مكان واحد وانما يبحثه بشكل موزع فالبحث الالكتروني يفيد كي يطلع الانسان انه مثلا هذا الكتاب بحثه أغا بزرك الطهراني في عشرة مواضع لملمة كلامه في عشرة مواضع تصبح الصورة واضحة لدى الانسان .
مثلا محمد ابن سنان و داوود ابن كثير اين بحثه أغا بزرك الطهراني? مثلا ما رأي أغا بزرك الطهراني في منتخب الطريحي? بحثه في اكثر من الف مورد وهذا صعب يعني ما ان يجد نسخة وقرينة يذكرها في موضعها كأنما يخزن كي تصير واضحة كتاب الاختصاص كيف يشيد من عظمته? علميا وليس عاطفيا ولكن يذكره على الاقل في ثلاثة مواضع ولكن انظر ان الذي ذكره اين ممن ذكره السيد الخوئي الذي هو متأخر عنه الطهراني لان طبقة أغا بزرك الطهراني متقدمة على السيد الخوئي والسيد الخوئي يذكر في كتاب رجاله في موضعين او ثلاثة أغا بزرك الطهراني كقامة في علم الرجال.
فعلم الرجال لا تحاكم المذهب بعالم بل المذهب حتى لا يحاكم بالمشهور فكيف بعالم واحد او عالمين او ثلاثة? وذكرنا كرارا مرارا حتى عامة الناس كون المصدر معتبر ككتاب هذا يدخل في مقدمات الاعتقاد ولا يسوغ التقليد فيه يجب على العامي عندما نقول لا يسوغ التقليد فيه لا انه ينقطع عن العلماء يعني اما ان يحتاط او يجتهد هو بقدر ما يسعه لان الاجتهاد وهذه فتوى صياغتها جديدة الاجتهاد في العقائد واجب عيني على كل مكلف لاالاجتهاد التام وانما الاجتهاد المتوسط الابتدائي فالاجتهاد واجب كفائي في الفروع اما في العقائد واجب عيني لان سكان العقيدة لا يصير ان توكله لغيرك كان تكون امعي فيه لا يعذرك الله فالاجتهاد في العقائد لكل فرد فرد من عموم المكلفين واجب عيني ليس كفائي بمقدار ما تتضح له الصورة .
والاجتهاد ليس انقطاع المجتهد عن العلماء اي عالم يجتهد ينعزل علميا في الاستدلال والاستنباط والفحص عن جهود العلماء الكل اتفقوا على ان اجتهاده باطل لان الاجتهاد معناه الانفتاح اكثر واكثر على كل طبقات العلماء وعلى اكبر عدد ممكن متوفر من العلماء والانعزال فقط بالنسبة للائمة المعصومين اما غيرهم يجب ان ينفتحوا على بعضهم البعض.
فمعنى حرمة التقليد ليس الانقطاع عن العلماء بل مزيد من الانفتاح على العلماء مجموعا ولا يكفيك ان تنفتح على عالم مرجع اعلى ما يبرئك الذمة ان ترجع الى مرجع اعلى او مرجع غير اعلى او كذا في العقائد ، في العقائد يجب ان تنفتح على جميع العلماء المفيد وحد لا يجزئك ولا يبرئك الذمة يجب ان تنفتح على الطوسي والمرتضى والمفيد والصدوق والكليني لا يجزئك ان تنفتح على الاصولين والمتكلمين فقط يجب ان تنفتح على المحدثين كالكليني والصدوق والنعماني والصفار فتنفتح على الجميع ، العقائد هكذا والاجتهاد هكذا ما يجزئك ان تنفتح على فئة دون فئة فلا يوجد تحزبات في العلم ، العلم شفاف الكل يجب ان ينفتح عليه من علماء الامامية ولا يبرئك الذمة ان لا تنفتح على الكل .
هناك جماعة من فقهائنا يسمون بالحلبيين يعني الذين درسوا في حوزة حلب حيث كانت في يوم من الايام انا زرت حلب طبعا هناك ابن زهرة قبره موجود وقبر بن شهراشوب كان المرجع الاعلى للشيعة مع انه مازندراني من الديلم وكذا ولكنه كان المرجع الاعلى في حلب وكانت عاصمة لحوزات الشيعية انذاك قبل الحلة بعد النجف كانت هي حلب قبل ان تأخذ حلة عاصمة الحوزات العلمية هذه في فترة القرن السادس كانت الحوزة العلمية الشيعية هي في حلب لان الحمدانيين وغيرهم كانت دولتهم اثني عشرية في الموصل وهم رفعوا واعلنوا الشهادة الثالثة في الاذان والتشهد وهذه الدولة معاصرة ابتداء وانتهاء مع الدولة البويهية الاثني عشرية في بغداد وفي ايران والتي كان مفتيها الصدوق .
هذا التاريخ اذا تسبره هكذا تفطن لمسيرة المذهب وسيرة المذهب وسيرة علماء المذهب كيف هي? هذا علم الرجال تاريخ مبسوط لا انه شيء مختزل بنتائج مخلة موجزة لا تعرف اساسها من فرعها هذا ليس علم رجال يعني اعظم بجهود وبكتاب معجم الرجال في بعض الامور من جهة الطبقات كتاب محترم النسخ كتاب محترم معجم اما من جهة علم الرجال كمواد ليس موجود في معجم الرجال .
اين مثلا كتاب تنقيح المقال او منهج المقال مع كتاب معجم الرجال ، الرجال عبارة عن بحر من المواد كي تشكل انت صورة هل عندك تحليل عقائدي تحليل تاريخي ديني بما يرتبط بالسيرة ابعاد عديدة يجب ان تحللها هذا هو علم الرجال .
وفي الذريعة أغا بزرك الطهراني منفتح على علم الرجال بهذه الابعاد يعني اذا تريد تتدرب على علم الرجال تدرب على يد أغا بزرك الطهراني في كتاب الذريعة وادمن من المراجعة لكتاب الذريعة في مواطن عديدة سترى كيف يدربك دورة متينة في علم الرجال صناعية ومواد مفتوحة .
طبعا كتاب الذريعة موجود في بعض الموسوعات الالكترونية مثل اي شيعة او مكتبة اهل البيت ولكن لو يكون في تطبيق فيصير اسرع في الموبايل بحيث في يومياته يمكن يراجع بسرعة كتاب الذريعة لا اقول احصر مراجعتك بالذريعة وانما قارن بين الذريعة ومعجم رجال السيد الخوئي سترى كيف الفرق? بل قارن بين حتى تنقيح المقال اعظم واكرم من السيد الخوئي واكرم من الشيخ عبد الله المامقاني لكن انظروا أغا بزرك الطهراني كيف يتميز?? واعظم بهؤلاء كلهم جميعا واعظم واكرم.
اجمالا نفس المطلب يا اخوان انا راجعت كيف ان الصفار يروي عن علي ابن ابراهيم لان الصفار مات سنة مئتين وتسعين علي ابن ابراهيم مات مائتين وسبعة و أغا بزرك الطهراني ينقل عن سند معين معتبر ان علي ابن ابراهيم صاحب تفسير القمي كان حيا الى سنة ثلاثمائة وسبعة فحينئذ الصفار الذي هو تلميذة مات قبله بسبعة عشر سنة فيصير تلميذه مات قبل الاستاذ.
مثلا السيد الخوئي رحمة الله عليه من المعمرين كثير من طبقاته توفوا وراحوا وهو بقي فهذا يصير يعني ما في مانع فعلي ابن ابراهيم بعد تلميذه الصفار سبعة عشر سنة وتلميذ تلميذ علي ابن ابراهيم هو سعد ابن عبد الله الاشعري من اساطين قم اشعري جهبذي عالم وتلميذ الصفار ايضا مات سنة ثلاث مئة فمات التلميذ وتلميذ التلميذ والاستاذ بعده باقي فعمره مبارك .
نفس علي ابن ابراهيم روى عن ابيه كثيرا ابراهيم ابن هاشم وابراهيم ابن هاشم يروي عن الامام الرضا والكاظم وروى عن كثير عن ستين شخص من اصحاب الصادق فعلي ابن ابراهيم ادرك زمن الجواد على اقل تقدير ان لم يكن اكثر فعلي ابن ابراهيم كان في عهد الجواد والهادي والحسن العسكري ع والغيبة الصغرى الى ثلاثمئة وسبعة فهو من المعمرين وهذا مما يوثق وانا سابقا حققت في كتاب علي ابن ابراهيم وذكرت عنصرين مسندين بسند صحيح فات أغا بزرك الطهراني مع انه أغا بزرك اعظم من سبر اعتبار حال كتاب تفسير القمي لكن فاته سندين مهمين استدركتهما على كلامه ذكرته في الجزء الاول من الرجال .
اليوم اذكر لكم نقطة انا ايضا لم اقف عليه سابقا وقفت عليها ان علي ابن ابراهيم كان من المعمرين يعني عندما انتشر كتابه في الدولة الزيدية طبرستان شمال ايران ممزوجا بكتاب ابي الجارود هذه النظرية حدست بها في كتاب الرجال ودللت عليه بشاهد وشاهدين لكن هذا شاهد ثالث اليوم وهو ان علي بن ابراهيم كان من المعمرين وكان هو مشرف على انتشار كتابه ممزوجا بكتاب ابي الجارود زياد ابن المنذر الزيدي تلميذ الباقر في التفسير في شمال ايران لانه بقي معمر يعني بقي الى عهد النائب الثالث اذن هذا شيخ ضرغام فيجب ان يتبعه الكليني مباشرة يروي عن علي ابن ابراهيم ام لا? وهذا شاهد اخر انه من المعمرين مع انه علي ابن ابراهيم يروي عن اصحاب الرضا واصحاب الكاظم مع ذلك هو بقى الى عهد النائب الثالث .
فهذه الدراسة عن شخصية علي بن ابراهيم غير انه تقول لي ثقة ام لا ، ثم ماذا? بين لي طول عمره تلاميذه اساتذته شبكته العلمية كلها وللاسف مع احترامنا العظيم لمعجم الرجال اما في تنقيح المقال شيئا ما نجد اكثر وعند الميرزا النوري في الخاتمة اكثر وعند الطهراني اكثر واكثر .
فعلم الرجال عبارة عن تحريات حقيقية دقية في التاريخ ، فاذا انت تعرف الشخصيات تعرف الرجال بهذا النمط كي تعرف هوية المذهب ما هو ؟ التراث الذي نقل لك بايدي امينة جهابذة اوتاد اساطين وذكرت ان الشيخ المفيد يقول المذهب له رجالات نجوم كل عصر هم من الامامية من نجوم العلم وهذه نكتة جدا مهمة تعرف على المذهب كيف تناقلته هذه الايدي ايدي الاساطين الكبار الاعلام الجهابذة .
فعلي ابن ابراهيم ما يلتزمه من مبنى في تفسيره يلتفت يعني من عهد الجواد والهادي والحسن العسكري ع والبدايات للغيبة الصغرى الى قريب اواخر الغيبة الصغرى هذا هو علي بن ابراهيم وكتابه هكذا يحمل معلم المذهب هكذا شخصية وازنة في العلم في موقع المذهب هنا نفهم مدى اعتبار كتاب علي ابن ابراهيم لا انه الثقة النقة او ضعيف ما الذي يكسبك هذا? وانما يكسبك المزيد من الجهالة يكرس مزيد من الغفلة هذا ليس علم هذا هو حقيقة علم الرجال كما صرح بذلك تحريات تحقيقات تدقيقات الجنائية هكذا .
فانت لا تقرأ التاريخ على عواهنه لا تستلمه على سذاجة ، الساذج لا يصلح ان يكون باحثا محققا يجب ان يكون فطنا كيسا حذرا حصيفا نبها لا مستغفلا هذا الباحث المحقق ذو بصيرة ما يغش ولا يغشش لا يكذب ولا يكذب عليه كما يقول امير المؤمنين انه من صفاته انه ما كذبت ولا كذب علي ، من اين تعرف انه لم يكذب عليك? لا يكفي انه يلتزم بالصدق بل يقول يجب الانسان ان لا يكذب عليه ولا يخدع من اين تأخذ المصدر? لا تأخذه بسذاجة فلينظر الانسان الى طعامه القرآن اطلق على العلم طعام وكذا في سورة يوسف اطلق على العلم طعام ما ياتياكما من رزق فلينظر الانسان الى طعامه يعني العلم ممن يأخذه ، انظر معجزة الصادق والائمة كيف يعرفون حقائق القرآن فلا يكفي ان تصدق فقط انظر عمن تأخذ لمن تصغي? فما كذبت ولا كذب علي في موارد عديدة يذكرها علي ابن ابي طالب هذا المطلب يجب ان تلتفت الى المصدر ما هو .
فاذن علم الرجال علم عظيم بهذا المعنى يجب ان تلتفت ان شاء الله شهر رمضان نواصل هذه سلسلة الفرق المنحرفة ونحن في بداية البحث الرجالي لهذه الرواية ولكن يفيدك انه علم الرجال برهان عقائدي للمذهب كما ذكر النجاشي في الصفحة الاولى وكما ذكر الشيخ الطوسي في اول صفحة في الفهرس راجعوا عبارة النجاشي والشيخ ان علم الرجال خادم للعقيدة حامي حارس العقيدة وللمذهب وتراث المذهب لا انه مشكك ومدمر في المذهب بالعكس النجاشي يقول ان علم الرجال مدافع حامي حارس مبرهن .
انظر نظرة النجاشي اين ونظرة الشيخ الطوسي اين في علم الرجال ؟ بدل ان يجعلوه محور هدم ليس كذلك دائما انظروا والتفتوا كبار المذهب ماذا يقولون؟