45/08/21
الموضوع: سلسلة الفرق المنحرفة عن العقيدة المهدوية
كان الكلام في اسباب الانحراف في الفرق عن الصراط المستقيم وصراط الثقلين
فمر بنا ان من تلك الاسباب التأويل بالباطل وقد بين الوحي على لسان القرآن وعلى لسان سيد الانبياء ان التأويل خطورته عين التنزيل ، يعني كيف في التنزيل تقام المعاجز والقتال صار عليه كذلك الحال في التأويل ، كيف ان التنزيل لابد ان تكون من قناة وحيانية مضمونة التأويل يجب ان يكون من قناة وحيانية?
احد معالم تفسير النبوة والرسالة انها التنزيل والامامة هي تأويل ولا يعقل وحي بتنزيل دون ان يكون وحي بتأويل من استخف بخطورة التأويل لم يقر بضرورة وجود قناة وحيانية في التأويل يعني الامامة وفي الحقيقة استخف بحقيقة الوحي لان الوحي ليس مجرد تنزيل الوحي ايضا تأويل ، بل كما مر بنا معظم الوحي في التأويل لا في التنزيل وان كان للتنزيل خطورة انه رأس الخيط حبل ممدود هذا الوحي طرف منه عند الله ممدود يعني لا انقطاع له وطرف منه عند الناس فما عند الناس امر خطير نعم ولكن ايضا من جهة الامتداد او بقائه كذب يا علي من زعم انه امن بي وكفر بك وجحدك لان هذا الحبل الموجود الذي طرف منه عند الرسول لابد ان يكون ممدود باقي والتأويل هو هذا .
فاذا امن بالرسول ولم يؤمن بعلي يعني كانما امن بحبل مقطوع وهذا ليس حبل الله ، في بيان عند امير المؤمنين ليس شيء في الشريعة وفي الدين له ظاهر وتنزيل وليس له تأويل ، بمعنى انه حبل ممدود طرف منه ليس مقطوع وانما يمتد الى ان يصل الى الله عز وجل لان الله ليس له حد جغرافي كي تصل اليه ولا احد عوالمه كي يتصل اليه الكل عند الله القربة الى الله الى ما لا نهاية .
فاصل حقيقة الدين لم يؤمن بها من يؤمن بالرسالة والنبوة دون ان يؤمن بالامامة كيف حبل ممدود? ومن ثم ايضا ورد عنهم لا ظاهر بلا باطن ولا باطن بلا ظاهر .،
يعني قديما كان الطرف الاخر يرمي مدرسة مذهب اهل البيت عليهم السلام انها باطنية الان يخجلون يطعنون بهذا الطعن وان كان كثير من الفرق الباطنية ايضا عندهم انحرافات عن جادة اهل البيت لكن اصل الباطن ما يمكن انكاره يعني ان هناك في خفاء ولا تناهي ما يمكن انكاره كما لا يمكن انكار الظاهر حيث الظاهر يعني التنزيل كانك لا تؤمن بالتنزيل هل يمكن ؟ وستأتي قاعدة ايضا من يتوهم تناقض الباطن مع الظاهر فقد احال ، لا ظاهر بدون باطن ولا باطن بدون ظاهر ، الظاهر والباطن اعظم من معية اي معية اخرى، هذه احد معاني المعية معية الباطن والظاهر كذب ودجل من زعم ان هناك تناق بين الظاهر والباطن وهذه قاعدة مستقلة قاعدة تقول لا باطن بلا ظاهر لا تنزيل بلا تأويل لا باطن بلا ظهر ولا ظاهر بلا باطن لا تأويل بلا تنزيل ولا تنزيل بلا تأويل عدة قواعد
ثم نصل الى هذه القاعدة قواعد وحيانية عقلية قاعدة التتابع القذة بالقذة بين الظاهر والباطن بين التأويل والتنزيل على خلاف مذاق كثير من اعلام الامامية في بحث حجية الظهور في الدورة الاولى الاصولية والثانية وان شاء الله هذه الثالثة نصل اليه ان التأويل منتزع ومتولد من نفس بنية الظهور والتأويل يوصل اليه من نفس الظهور لكن ليس من قدرة البشر الا بالاستعانة بالمعلم الوحياني وهو المعصوم فبدون الاستعانة الوحياني صعب ممتنع بعد الا بمقدار لكن لا ان التأويل منقطع عن الظاهر ابدا ولذلك يصح ان يقال كل تأويل هو ظاهر والظهور درجات من قال هذا?
قاله القرآن الكريم في سورة العنكبوت بل هو يعني القرآن الكريم ايات بينات يقول احد الائمة هوايات بينات لم يقل القرآن الكريم هو ايات بينات كلها بين الدفتين الذي بين الدفتين منه محكمات واخر متشابهات اذن هذه هذا ايات بينات كله القرآن اين? في صدور الذين اوتوا العلم هل تناقض من القرآن? كلا التنزيل فيه ظهور الى ظهور وتشابه وهلم جرا.
اما الذين في صدورهم العلم عندهم قدرة ان يبينوا كل درجات التأويل وينتزعوها يأخذوها من الظاهر هذه قدرة المعصوم والراسخون في العلم .
الكتاب الهي عقلا يتناسب مع معلم الهي كتاب بشري يناسبه معلم بشري معصوم يناسبه معلم معصوم لذلك ان هناك معية في صفات القرآن هذه احد معاني معية معية الثقلين ولن يفترقا لها عدة معاني منها معية الصفات ومنها معية الظاهر والباطن القرآن ظاهر وتنزيله بيان المعصوم والراسخون في العلم .
فايات بينات ينبه على ان قدرة المعصوم ان يأخذ بيدك من الظاهر خطوة خطوة بموازين الظهور يوصلك الى اعماق لا متناهية من التأويل ومن ثم ادعى الامام الباقر عليه السلام يقول لو شئت لاستخرجت الايمان والشرائع عناوين عديدة ذكرها من لفظة واحدة لفظة الصمد وهذا ليس من اية وانما من لفظة في القرآن شبيه هذا البيان من الباقر له نظير عقلي في العلوم انتم رأيتم علم من العلوم استورد فيه نظريات جديدة بل استورد فيه علوم تفريعية كثيرة كثيرة مثل علم الرياضيات الان الى ما شاء الله من العلوم الرياضية بحث الانترنت والالكترونيات كلها رياضيات النووي رياضيات الفيزياء كذا فلان كلها رياضايات فكل هذه العلوم التي تتوارد من الرياضيات انطلقت من بديهيات الرياضيات ولكن هذا البديهي هو كيف يفتح ويفتق? يفتح كنزه المعصوم عنده قدرة فتحه الى ما لا نهاية اما غير المعصوم فكلا درجات البشرية تتطور شيء فشيء
فاذن قاعدة ان الظاهر والباطن لابد ان يكونا متطابقين ما يقوله كثير من علماء الامامية ان بيانات اهل البيت في ذيل الاية تأويل تعبدي يعني مقصودهم نذعن به اجمالا لا نقدر على الاهتداء الى استخراجه بالموازين تفصيلا ولكن هذا المقصود في قباله الرواندي في فقه القرآن وملا شريف الفتوني استاذ بحر العلوم يعني كان في عصر الوحيد البهبهاني وصاحب الحدائق وهذا متبحر في الفقه وفي علم الحديث وفي الكلام هنيئا له في عدة علوم متبحر وعنده كتاب ضياء العالمين في الامامة حسب كلام العلامة الاميني وغيره لم يكتب في الامامة الى الان مثله طبع الحمد لله عشر مجلدات او اكثر لانه في الصناعة الفقهية متفحل وفي الصناعة التفسير فحل وتبحر في المواد الحديثية ما شاء الله جمع بين الجهات العديدة صاحب كتاب مرآة الانوار في التفسير ملا شريف الفتوني جد صاحب الجواهر من الام درس عنده العلامة بحر العلوم حسب ما نقل .
المهم هذا الفتوني الفقيه المحدث المتبحر في عدة علوم قطب الدين الرواندي وغيرهم من الاعلام عندهم هذه النظرية ان كل تأويل من اهل البيت تنبيه واشارة وايماء لما هو موجود في بنية الظهور لكن يحتاج اليها تدبر وفطنة وكياسة وتروي كي تلتفت طبعا ليس مجرد رواية واحدة وانما من مجموع الروايات في ذيل الاية تلتفت الى مفاتيح بنية الظهور كيف توصلك الى التاويل الموزون عند اهل البيت بحسب قدرة الانسان .
المهم فمسلك قطب الرواندي في فقه القرآن كل الروايات بلا استثناء تعالج بنية الظهور الخفية والمقداد السيوري في الكنز العرفان في ايات الاحكام في فقه القرآن في ذيل اية المحاربة كيف يعني يتعرض بقوة وبشدة المقداد السيوري يعترض على مسلك الرواندي ان كل الروايات الواردة في ذيل الاية هي تعليمية لكيفية الوصول الى التاويلات الخفية التي لا يقدر عليها الفقهاء والعلماء من دون تعليم المعصوم فالمعصوم معلم ومنبه لا انه ولي امر وانما مقام التنبيه والتعليم والارشاد الى كيفية مفاتيح عناصر بنيوية في الظهور .
هو يرفضها السيوري يقول ما عندنا قدرة وهذا الادعاء الذي يدعيه الرواندي حتى لو علمونا المعصوم ما نقدر، وانما ما ينبه عليه المعصوم ناخد كلامه تعبدا ، وكلامه للعجزة صحيح اما لمن اصر ان يتعلم انه يتنبه في ذيل اية المحارب وحد المحارب فالنزاع بين الراوندي وبينه طبعا الراوندي متقدم في القرن السادس بينما السوري في القرن الثامن لكن المقصود هناك في كنز العرفان في ايات الاحكام يشير السيوري الى مبنى الراوندي ونعم المبنى .
الان فقط نقول ان كل التأويل لابد ان يطابق او على الاقل لا ينافي بشكل منافاة قطعي للظاهر كيف ان العقل لا ينافي الوحي? والوحي لا ينافي العقل? اي عقل لا ينافي الوحي? العقل البديهي ليس الظني النظري واي وحي ؟ هو حي البديهي ، هذا السجال الذي دار بين الاخباريين والاصوليين سجال مثمر ان البديهيات في الطرفين ممتنعة ان تكون متناقضة او القطعيات كذلك بين الظاهر والباطن فمن اول التأويل بالباطل ليناقض ويسقط الظاهر هذا بلا شك مرق من الدين مثلا بالتاويل يريد يسقط وجوب الصلاة او وجوب الحج او وجوب الزكاة هذا باطل عاطل او يؤول نوع من التأويل يستحل به الحرمات العظيمة الفجور هذا اغواء الشيطان .
الائمة عليهم السلام يقولون هل في زمن الامام الصادق كانوا يشكون في الامام الصادق انه جعفر بن محمد ؟ ما يشكون بديهي وكذلك في زمن علي بن ابي طالب لا يشك انه علي بن ابي طالب ابن عم الرسول و ولي للمسلمين? فالامام الصادق يقول لو دعونا الناس لما ينافي قطعي الكتاب لوجب على الناس الرد علينا وعدم اتباعنا وحاشانا ان نقول ، كذلك لو دعونا الناس ان يؤلهونا لكان على الناس ان يردوا ذلك وحاشانا ان نقول ان يؤلهونا الناس انه نحن مستقلون في الوجود وفي الخلقة لان قطعيات الدين هي قطعيات فرائض الله وقطعيات الدين في التوحيد لاالظنيات هذه فوق صلاحيات سيد الرسل فكيف بالائمة? لا من جهة عظمة القرآن وانما من جهة عظمة الله والا الرسول اعظم من القرآن لكن من جهة بديهيات الدين .
لذلك في الدرجة الاولى اطيعوا الله في البديهيات وفي درجة ثانية اطيعوا الرسول وفي الدرجة الثالثة اطيعوا اولي الامر كما ان الائمة عليهم السلام اعظم صفة تذكرها الزيارات المتواترة عن علي بن ابي طالب ان علي ابن ابي طالب تابع لشريعة سيد الرسل واعظم صفة له تبعيته المطلقة لسيد الرسل حتى انه في كثير من الاسئلة يقومون بها النصارى او اليهود او حتى المسلمين ويسألون علي ابن ابي طالب انه هل انت نبي ؟ هو يقول انا عبد من عبيد محمد يعني يتعجبون ان عليا يستخرج من الغيب ما لم يبرز على يد رسول الله وما يدعي النبوة لانه حقيقة وصي النبي ووصي اعظم الانبياء واعظم من نبوة ابراهيم وموسى وعيسى نبوة الانبياء من دون نبوة سيد الانبياء ما قيمتها?
فوصي اعظم نبي اعظم من كل نبوات الانبياء ثم ورد انه لو كان يخاطب النبي وفي مصادرنا مصادرهم موجودة عدة طرق لها يخاطب النبي اليهودي الذي يحتج على النبي قال لو كان موسى حيا لما وسعه الا اتباعي ولو لم يتبعني لما نفعه نبوته وايمانه بالله عن اتباعي ، فايمان النبي موسى كم هو ؟ لا ينفعه بقدر تبعيته لسيد الانبياء فايمان موسى بالله لا ينفعه من دون اتباعه لسيد الانبياء يعني الاتباع لسيد الانبياء هو المصحح والمنجي لتوحيده والا التوحيد يصير عاطل باطل ، الشهادة الاولى بدون الشهادة الثانية مردودة على النبي موسى وتكون الشهادة الاولى غير حقيقية وسيأتي ان نبوة النبي موسى لا ريب في مكاشفاتها انها حقيقية فلما جاء موسى الشجرة نودي اني انا الله لا شك فيه .
يقول سيد الانبياء هذه المكاشفة الوحيانية العظيمة لموسى ما تنجيه من دون ان يتبع سيد الانبياء ويؤمن بسيد الانبياء مع ان هذا وحي وبتعبير معيار قياسي لا ريب فيه ووثقته كل الكتب السماوية يقول سيد الانبياء هذا الوحي الذي نزل عليه من الله لا يغنيه من الله شيئا ان لم يتبع سيد الانبياء ويؤمن به .
مقام غيبي ضرب بعصاه البحر فانفلق كل كالطود انزل المن والسلوى على بني اسرائيل او ما صنع النبي موسى ايات تسع نزلت عليه من الله ليس فعل الشيطان قالوا يا ساحران ادعوا لنا ربكم كذا هكذا كل هذه الايات العظيمة كل الملكوت الذي نزل على موسى لا ينفعه من دون الشهادة الثانية ما ينجيه اذا لم تغن الشهادة الاولى من دون الشهادة الثانية لان حقيقة الشهادة الاولى في الثانية وصدق الثانية في الاولى وصدق الاثنتين في الثالثة وفي القرآن موجود اية لطيفة وسنتعرض له من يقول لا اله الا الله بدون الشهادة الثانية كاذب في الكلمات حتى قلبه كاذب من دون ان يشعر وهذا موجود في القرآن منبه عليه اهل البيت بيان عقلي .
لا تقل ان الصلاة مثل او اعظم من الولاية هي نبوة النبي موسى وايمانه ومعجزاته ما تقارن بالشهادة الثانية فكيف هؤلاء العرفاء والصوفية يريدون ان يستحلون بديهات الدين يتركوها وبديهيات العقيدة وشريعة سيد الانبياء ، علي ابن ابي طالب بلغ كذا قال انا عبد من عبيد محمد .
اعظم صفة لعلي انه لا يوجد احد اكثر تبعية لشريعة النبي منه متشدد في التبعية كالفصيل لامه في بعض الزيارات على شاكلة النبي وعلى وتيرة النبي وعلى منهاجه تسع بنود لا ان نتمرد على شريعة سيد الانبياء هذا من يخادعه الشيطان ويتأول في مخالفة الظاهر لشريعة سيد المرسلين والانبياء وصلوا للباطن صدقا وحقا لا ينفعهم من دون الشهادة الثانية دينهم بالشهادة الثانية لا بتجرد التوحيد ، التوحيد من دون الشهادة الثانية توحيد باطل عاطل لا ان تقارنه لي بالصلاة وسيأتي في بيان لامير المؤمنين ان الصلاة نفسها ان لم تدعك الى ولاية اهل البيت هذه الصلاة زقوم جحيم تدعوك الى جهنم ما تقارن الصلة بالولاية غاية الغايات في الصلاة ولاية الله وولاية الرسول وولاية اهل البيت والا هي زقوم جحيم . بيان عقلي عند علي ابن ابي طالب في ذلك.
اذن هذه القواعد مهمة ظاهر وباطن وتأويل وتطابق خمس ست سبع قواعد والا نكون في المنزلق والانحراف الامر عصيب جدا ولا ننسى ان العاصم من الانحراف قالب الوحي في التنزيل وقالب الوحي في التاويل نحن نحتاج للنصف للتنزيل ونحتاج للنصف في التاويل والا اختراعات البشر معرض للانزلاق.