45/08/10
الموضوع: سلسة الفرق المنحرفة عن العقيدة المهدوية (8)فقه القلوب(٦٠) (التاويل بالحق و خطورته)
كان معرض الحديث عن سلسلة الفرق المنحرفة في المقام الاول اسباب الانحراف و احد محاور الانحراف الخطير هو التاويل بالباطل وهذا التاويل بالباطل اذا اقيم لا يبقي ولا يذر ، تتبع الاهواء وفتن الشياطين وتستباح المحرمات ويمحق الدين .
فالتاويل بالباطل من اخطر الامور التي تحدث لا سما في الفرق التي تتقمص المعنويات او الروحانيات او تتقمص المعارف او تتقمص الرياضات الروحية وما شابه ذلك ، وهو باب عظيم للشيطان وللغواية .
ومن ثم البحث في هذا المجال ضبطه من اعظم المهمات ان التاويل بالحق ما هو والتاويل بالباطل ما هو ؟ ونفي التاويل هذا ايضا باطل بقول مطلق .
في بيانات ومنطق اهل البيت عليهم السلام ما من شيء في الشريعة وفي الدين الا وله تاويل ولكن تاويل بحق فالتاويل بالحق في الوحي ضرورة من الضروريات الكبيرة وكما مر بنا جل الدين وجل الوحي في التاويل مع ان التنزيل له دور مهم .
تصوير النبي تصوير وحياني للقرآن او للثقلين حبل ممدود يعني ممتد امتداد لا متناهي في الامتداد ليس مقطوع لاانه ممتد ثم ينقطع كلا هو يمتد ويمتد فلا يقع عليه صفة القطع لان طرفا منه عند الله وما عند الله لا ينقطع وهذا معنى لا متناهي وطرف منه يعني شفا يعني حرف نهآياته عند الناس .
فالتنزيل الذي هو المصحف الشريف الموجود بين يدي البشر هذا المصحف الشريف تنزيل القرآن وطبقة من القرآن تسمى تنزيل الكتاب لا ريب فيه الف لام ميم ذلك الكتاب فذلك الكتاب اشارة الى مقام غيبي في الكتاب اي البعيد ، انه لقرآن كريم في كتاب مكنون ، يعني في كن غيبي .
فالمصحف هو تنزيل الكتاب وليس هو تاويل الكتاب وليس المصحف ام الكتاب ، وعنده ام الكتاب وليس عندنا ،
اذن المصحف الشريف في خارطة الوحي هو الطبقة الاخيرة النازلة من القرآن وهذه من اساسيات معرفة القرآن اكد عليها اهل البيت وجملة من كبار علماء الجمهور اقر بذلك الطبري في جامع البيان وهو المعاصر للكليني يقر ان ام الكتاب عند الله وان القرآن له تنزيلات فالمصحف الشريف تنزيل القرآن والكتاب ، اما تاويل الكتاب وام الكتاب والكتاب المبين القرآن وصف نفسه بمقامات ومنازل قال الكتاب المبين وقال كتاب مسطور ولوح محفوظ وكتاب مكنون وام الكتاب اسماء غيبية كثيرة للقرآن ذكرها القرآن عن نفسه وهذه كما يقول سيد الرسل ليست بيد الناس وانما بيد اهل البيت الذين طهرهم الله هم الذين يمسون الكتاب .
اذا كان كذلك فمن يدعي الانتماء لاهل البيت يتاول من نفسه سواء كان عالم عارف فيلسوف ايا ما كان اذا كان يدعي او ينهج منهج الاستغناء عن اهل البيت في الوصول الى التاويل الكتاب هذا غواية وزيغ فضلا عن العوام حتى العلماء كذلك فكيف بالعوام فضلا عمن يكفر بتنزيل الكتاب فكما نؤمن بتاويله عند اهله وهم اهل البيت نؤمن بتنزيله وهذه احد معاني معية الثقلين ان نؤمن بتنزيله ونؤمن بتاويله وان تاويله عند العترة اني تارك فيكم الثقلين تعدد في التنزيل بين التنزيل وبين العترة اشخاص العترة المطهرة والا في التاويل فهما شيء واحد لان التاويل ليس الا عندهم .
فاذن من ينصب لنفسه تاويلا عالما كان او من العوام من الفرق او في الفرق الكذا اذا ينصب نفسه تاويلا ويتدين به خرج عن التمسك بالثقلين وتمسك بالاهواء ، اقصد من تمحل وتكلف واصطنع لنفسه تاويلا لا يرجع الى التنزيل ولا يرجع الى المصحف الشريف ولا يرجع الى الاعتراف بالتاويل حينئذ هذا اصطنع لنفسه دينا اخر وهذا معنى التاويل بالباطل ،
فافراط وحصر الدين بالتنزيل غواية وحصر الدين بالتاويل دون التنزيل ايضا هو غواية وهما معا هداية لذلك بالتالي في القرآن كريم او حديث الثقلين او الحديث النبوي ما ان تمسكتم به شبيه التمسك باحد المعصوم ال14 ، يجحد ويحل لنفسه عدم التمسك بالبقية هل يصير ؟ لا لقصور للقرآن او في التنزيل او في احد المعصومين القصور فينا نحن لا يمكننا النجاة والهداية الا ان نتمسك بمجموعهما ، اتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ؟
مع ان الامام الباقر يقول كلمة في القرآن استطيع ان استخرج منها كل الشرائع وكل الدين وكل السنن ونحن لا نستطيع ان نتمسك بكلمة واحدة من القرآن نعم الباقر عليه السلام من كلمة واحدة يمسكنا بكل منظومة الدين ونحن اذا لم نتمسك بالمجموع لا نجاة لنا .
فلا تصير مغالطة هنا النقص ليس في المعصوم وفي الكتاب وانما النقص فينا نحن مثلا في سورة الرعد كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب لماذا يقول الله عز وجل ومن عنده علم الكتاب ؟ وهل نقص بين كفى بالله شهيدا بيني وبينكم لماذا يضم الله عز وجل ذلك ؟ الله خالق هل يحتاج الى المخلوق ؟ اما المخلوق لا طريق له الى الخالق الا مخلوق مثله من الانبياء والرسل والاوصياء .
فالنقص ليس في الخالق النقص في المخلوق ليس الله محتاجا للانبياء حاشاه اذا لم يحتج الله للانبياء والرسل فليكفر بالانبياء !! ما هذه الذريعة الشيطانية؟ هذه صفه الله ، الله لا يحتاج لا نحن وهذه مغالطة دائما نسحب بصفات الله لنا ، الله غني الله قريب من كل المخلوقات ، لا ان كل المخلوقات قريبة من الله هذه مغالطة للاسف حتى العرفاء والصوفية وبعض الخاصة ممن لهم مذاق فلسفي ومذاق عرفاني في تفسيره وقع في هذه الورطة ان الكل بالتالي سيصل بدرجة واحدة كيف هذا ؟! يعني الذي في النار في النهاية سيصل الى الله بنفس من وصل الى الله في الجنة!! هل معقولة ؟ ذاك يصل الى المنتقم الى القاهر وهذا الى الرحمن الرحيم الحي القيوم .
فهم خلطوا بين صفات الله وبين صفات المخلوق مشكلة الصوفية والعرفاء اكثرهم يقعون في هذا الاشتباه بسحب صفات الخالق الى صفات المخلوق ، الخالق شانه شيء وانا شيء اخر ، اني قريب في بيانات وحيانية في القرآن واهل البيت : الرحمن على عرش المخلوقات استوى ، يعني كل مخلوقات الله عنده سواسيا في قدرته لا سواسيا المخلوقات في الوصول الى الله ، قدرة الله على النملة والذرة من التراب كقدرة الله على السماوات والارض لا تتفاوت قدرة الله في الذرة والنملة والبعوضة كقدرة الله على المجرة والسماوات وكل المخلوقات ،
لو كانت قدرة الله تتفاوت بين مخلوق ومخلوق لما كان الله هو الله كان الله يتبعض و بالتالي تنتفي وتنتهي .
قدرة الله على كل المخلوقات سواء وكذا علمه لا ان المخلوقات كصفة لها في قربها من الله حاشاها يعني هل الطاعين نفس العاصين ؟ ام نجعل المجرمين كالمسلمين ؟ هل يستوي الذين لايعلمون مع علي بن ابي طالب الذي يعلم ما لكم كيف تحكمون ؟
كيف ان علي بن ابي طالب سواء مع البقية هو اعلم الصحابة لا يستوون عند الله فالمشكلة هذه صفات الله نسحبها الى صفات المخلوقين وهذا اكبر غلو ، غلو المخلوق في نفسه فكفى بالله شهيدا بيني وبينكم .
لماذا يضم الله عز وجل ومن عنده علم الكتاب ؟ لاننا نحن اي وسيلة لنا مع الله ؟ هو الله قريب منا لكن نحن لسنا قريبين منه يعني كانما هو جسم مادي فاذا الله قريب فنحن قريبون كلا ، الله قريب ونحن بعداء مثل الله غني ونحن فقراء .
لماذا نقول نحن اغنياء ؟ الله عليم ونحن الجهلاء ، الله قوي ونحن الضعفاء وصفاتنا تختلف عن صفات الله ، فقال اني قريب لا انتم قريبون ، يعني الله قدرته على اعظم مخلوق كقدرته على ادنى مخلوق سواء ما تتفاوت ، لو كانت المخلوقات تتفاوت عند الله في القدرة عليها لكان الله يتبدد قدرته ولو كان في علمه التفاوت لكان يتبدد فكل ما يتفاوت ينتهي يتبدد .
فالله لا يتفاوت في قدرته وعلمه وابديته كذا كذا ، فاذن نحن عندما يبين لنا القرآن الوحي ان القرآن لا يكفي لا يعني ان القرآن ليس فيه تبيان كل شيء نحن ما عندنا قدرة ان نستخرج من القرآن الا بمعلم ، الان كتاب الفيزياء لابد من معلم فيزياء بدون معلم ما يمكن وكذلك كتاب العرش يحتاج الى معلم عرشي .
هل كتاب الجامعة يعلم الابتدائية ما يصير او المعلم الابتدائية يعلم كتاب البروفيسورية والماجستير مالكم كيف تحكمون ؟ تناسب الكتاب مع المعلم .
اذا الكتاب المعصوم لامتناهي لابد من ان يكون المعصوم معلم لا متناهي هذان لن يفترقا والقرآن يفترق عن العلماء ويفترق عن الفقهاء ويفترق عن المراجع ، اذا يتمسكوا بالثقلين .
فالذي اكد وضمن سيد الانبياء انهما لن يفترقا فقط القرآن والعترة الصحابة لم يضمن النبي الا يفترقوا عن القرآن وكذا فقهاء الامة وعلماء الامة ، فقط الضمان الالهي الذي لا يتزلزل و ابدي هو العترة لا تفترق عن القرآن اما غير العترة لا ضمان في ان لا يفترق ولا هناك قانون تكويني ان لا يفترق بقية المخلوقات والامة لن تضلوا بشرط ما ان تمسكتم بهما لا باحدهما اما تمسكوا باهوائكم وبارائكم وتمسكوا بعضكم البعض لا يكفي .
لن تجتمع امتي على اذا كانت فيها العترة اذا لم تكن فيها عترة فباطل ، لذلك عند الامامية ان اجماع الامة من دون المعصوم لا حجة فيه انت اجمع كل حواري الائمة اجمعهم من دون وجود المعصوم لا حجية فيهم ، كل علماء الامامية من دون وجود المعصوم لاحجية فيهم ، طبعا هم العلماء الامامية تبع للائمة فتصير حجية بهذا المقدار بمقدار التبعية .
فاين ينتهوا شبابنا وغير شبابنا من هذه الفرق التي تدعي المعنويات والتاويلات الباطلة ما انزل الله بها من سلطان يسرقون عقول الشباب او غير الشباب .
سنتعرض في الجلسة اللاحقة انه تاويل الحق من العترة مر بنا ان النجاة في العقائد وفي الدين باتباع النص الديني هذا النص الديني ليس فقط في التنزيل كذلك في التاويل النجاة باتباع النص الديني ومر بنا مدرسة النص ليس المقصود منه بخصوص التنزيل الوحي فنحن نحتاج الوحي في التنزيل ونحتاج الوحي في التاويل وهذه نقطة نتعرض لها مفصلا .
نقطة اخرى لاحظوا كلام سيد الانبياء ان القتال على تنزيل القرآن سواء مع القتال على التاويل يا علي انت كما قاتلت على تنزيله ستقاتل على تاويله يعني يبين سيد الانبياء ان القتال لاقامة الدين على تاويل الكتاب بعين القتال في اصل الاسلام بحث عجيب غريب يبين سيد الانبياء ان القتال على التاويل هو عين بل اخطر من القتال على التنزيل .
صاحب العصر والزمان سيقاتل على تاويل الكتاب بامتحان وفتنة اشد من قتال السيد الانبياء على التنزيل ، ومستفيضة تلك الروايات عن ائمة اهل البيت ان الثقل الذي سيقع على الامام الثاني عشر اشد وسيد الانبياء من وراء الامام الثاني عشر يسدده وهو يد جده المصطفى لكن هذه دولة النبي من وراء صاحب العصر والزمان في الظاهر.
فهذه الدولة النبوية ودولة العترة الان ستواجه في الظهور مسؤولية اشد مما واجهته دولة النبي وعترته في التنزيل وقتالهم على التاويل اشد من قتالهم على التنزيل ، يعني سيد الانبياء الان يحضر لابنه الامام عشر برنامج مسؤولية ومواجهة هذا البرنامج التي على سيد الانبياء وعلى امير المؤمنين وعلى صاحب العصر والزمان اشد مما وقعت المسؤولية على رسول الله وامير المؤمنين في بدء الاسلام .
فالتاويل هكذا خطورته وهكذا تداعياته الخطيرة الثقيلة اعظم واعظم من القتال على التنزيل واتفقت الروايات على ذلك
اين ينتهي بكم ايها الشباب .