الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/08/09

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: سلسلة الفرق المنحرفة عن العقيدة المهدوية (7)( الموازنة والتأويل بالباطل)

 

كنا في مقام اسباب الانحراف في الفرق عن الحق وعن جادة مذهب اهل البيت وعن امامة الامام الثاني عشر و احد الاسباب المهمة الخطيرة الكبيرة في الانحراف هو التاويل بالباطل والمبحث حساس طويل الذيل .

طبعا لعلم اصول الفقه وعلم الكلام والعلوم الدينية دور مهم في تبيان هذا المحور ، المعروف مثلا عن الصوفية او الفرق الباطنية التي ربما ادى بها التاويل الباطل والتاويل بلا ميزان وبلا ضوابط جرجرهم الى انكار وجحود وتبديل ضروريات الدين ، مثلا استباحة ترك الصلاة ترك الحج ويكون استباحة جملة من المحرمات والفجور .

التاويل امر خطير ومعالجة هذا التاويل لدى جماعة من اهل الالتزام بالشريعة ربما ادى بهم هذا المعالجة وغلق باب التاويل بالباطل الى سد باب التاويل بالمرة لكن هذه المعالجة خاطئة وينجم منها عكس العلاج .

فمر بنا ان معالجة الجبر ليس بان يزج الانسان نفسه بالتفويض وكذا معالجة التفويض ليس بان يزج الانسان نفسه في الجبر وانما هناك خيار وهو الصحيح امر يغاير الامرين لا امر ممزوج بين الامرين .

يسال هشام الامام الصادق ما معنى امر بين امرين ؟ قال اوسع ما بين السماوات يعني هناك خيار ثالث اخر ، فليس ضدين لا ثالث لهما وهذا المطلب جدا حساس ان معالجة الخطا بالخطا تكريس للخطا ومعالجة الباطل بالباطل تكريس للباطل بل لا بد من معالجة الخطا بالصح .

فمعالجة الغلو بالتقصير منهج وهابي كما ان معالجة المنهج الوهابي بالغلو هذا ايضا باطل لا هذا ولا هذا بل بالاستقامة على سبيل النجاة وبهداية الوحي نجاة من الطرفين المتقدم مارق والمتاخر زاهق اما المتمسك بكم لازم وفي بعض الزيارات واللازم لكم لاحق .

لماذا سيد الانبياء واهل بيته اذا يذكرون سرطان يذكرون سرطان اخر ؟ يعني تنبيه واضح يعني لا تذهب الى هذا ولا الى ذاك بل خذ شيئا ثالثا .

التعطيل في معرفة الله باطل والتشبيه باطل وكذا في معرفة النبي ، فهناك سر السر ، فلا ندعي الكنه ولا نقول بالتعطيل بل نتخذ شيئا ثالثا متبع ومسلم وهلم جرا.

وهذه نكتة مهمة منهجية لا نتناسى في كيفية علاج اي امر ظاهر سيما في العقائد والمعارف والفرق والتمذهب في معالجة باطل معين حذاري ان نقع في معالجته بباطل اخر بل نعالجه بشيء ثالث قويم هناك حديث مستفيض يا علي هلك فيك اثنان كي يقول لا الحب الافراطي ولاالبغض .؟

علماء العامة نقلوا في كتبهم اقسام الناصب التي ذكرها علماء العامة اكثر من الاقسام التي ذكرها علماء الامامية في بعضهم نقل 15 قسم من الناصب ومن علماء الامامية الذي وقفت عليه ذكر خمسة او ستة ، الوحيد الذي رايته هو المقداد السيوري تلميذ الشهيد الاول في التنقيح الرائع ذكر 10 اقسام اما بقية الاعلام مع انه المفروض اعتناء العلماء الامامية باقسام الناصب اكثر من علماء الجمهور يعني هو رئيس الحنفية او الصوفية لكن صوفية في الفكر كالزمخشري والقندوزي والشبلنجي والحسكاني وابن حجر الهيتمي وغيرهم .

فهم في الفروع يلتزمون باحد المذاهب الاربعة لكن في المشي العقائدي ليسوا حشوية كالوهابية ، بل بالنمط الصوفي الذي يحب اهل البيت .

فالاقسام التي يذكرونها للناصب احدها من رويت له رواية في علي وفضيلته فشك فيها ، وشكك غير تثبت يعني سارع في التبرم منها ، ربما تثبت هذا لا باس به منهج علمي ولكن ربما تتبرم منه ورايتهم يصدون ، وهذا كاشف عن البغض بدرجة لعلي بن ابي طالب .

هذا كلام علماء الجمهور ان يسارع في التبرم والنفي بلا مستند ولا دليل كما ان النفي يحتاج الى دليل الاثبات يحتاج الى دليل ، فتفحص وافحص .

العلامة الاميني قضى عمرا في حديث واحد وصاحب عبقات الانوار وهو وكتاب عظيم 55 مجلد بالفارسي في فقه الحديث وبحثه في فقه الحديث اعظم من الاسانيد والمصادر وذكر 50 حديث نبوي في اصطفاء وولاية علي بن ابي طالب فانت اذا تريد ان تفحص افحص .

موجود في ميزان الاعتدال الذهبي احد اعلام العامة عنده 12 مجلدا فقط في طرق حديث الغدير ، فلا تسارع في النفي من دون ان تتدبر في معانيها ومصادرها

هو دليل اجتهادي ظني في العقائد هل هو اصل عملي تتمسك باصالة النفي ؟ هل يتمسك بالاصل العملي في العقائد ؟

فيقولون احد اقسام الناصب من تافف في ذكر فضيلة من قبل اهل البيت وهذه درجة من البغض والقران يقول لا يجرمنكم شنئان قوم الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى وان عوقبتم كذلك فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ، فمن الضروري الانتباه الى انه عند المعالجة لا نستحدث انحراف جديد ، فيعالج الانحراف بالانحراف ، فتح ذريعة معالجة الانحراف انت تقع في انحراف اخر هذا جدا خطير يجب ان تكون المعالجة منضبطة والا بدل الدواء يصير قاتل اخر .

كالطبيب الذي يقتل المريض الذي يعالجه ومن قتل نفسا في المعرفة وفي الكذا اكثر ممن قتل بدلا او زهق روحا عن بدنه .

فاذن التاويل بالباطل محور خطير في الانحراف لكن لا يعالج التاويل بالباطل بنفي التاويل بنحو مطلق .

لاحظوا في سورة ال عمران : هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم .

فالقران هو لم يعالج التاويل الزائغ الباطل على الاطلاق بل قال دواء التاويل الباطل هو التاويل الحق الذي يستند الى الوحي فكما ان الوحي يعني التاويل ايضا وحياني وله تاويل ولكن لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم يعني تاويل بالحق قل لو كان البحر مدادا او قل ما كان في الارض من شجرة اقلام ...

فنفس القران يدل على ان بحور معاني القران لا تتناهى في حين يواجه القران الكريم التاويل الفتنوي الزيغي الهوائي لكن لا ينفي ان بحور معاني الشريعة والدين والقران لا تتناهى بل يقول القران هذا حصر لله وبيد الله والراسخون في العلم يعني لا يمسه الا المطهرون بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم ، ففي موقع يقول محكمات ومتشابهات في موقع يقول بينات ولكن بينات في صدور الذين اوتوا العلم .

اذن القران في حين يواجه المؤولين المحرفين الفتنويين الذين يفتون الناس في عقائدهم ومذهبهم هذا كله صحيح يواجههم القرآن ولكن لا يواجههم بان يقول ليس للقران تاويل ليس يواجههم بان يقول للقران بحور تتناهى وانما هناك بحور لاتتناهى رغما عنكم ، ولكن هذا حبل ممدود .

كما يقول السيد الحقائق طرف منه عند الناس وطرف عند الله ممدود يعني لا متناهي فلم يقل سيد الانبياء ان ما بيدكم كل القران وهذا حديث متواتر القران حبل ممدود طرف منه عند الناس لا كله وطرف عند الله .

ففي حين ان الوحي تصدى لمواجهة المبطلين المنحرفين الفتنويين لا ينفي ان للقران بحور لا تتناهى وليس كل حقيقة القران في الظاهر بل معظم حقيقة القران ما وراء الظاهر ، الظاهر هو طرف يقول عنه سيد الانبياء وهذا طرف اخر .

درجات من القران التنزيل اما الطبقات اللامتناهية شهد النبي وسيد الانبياء لها معية مع العترة الطاهرة لن يفترقا وهم يصلون الى كل لامتناهي القرآن ، وعنده ام الكتاب وام الكتاب هو الاساس الغيبي للكتاب .

كل هذه الطبقات لا تفترق العترة عنها و احد النكات هذه ما دام القران لا متناهي بالقياس للمخلوقات المادون التي تمثلها المعية لا تفترق لا تناهي القران .

فاذن هو في حين يعالج التاويل بالباطل يقول اين هو التاويل بالحق ؟ اذا اخذتموه عن الراسخين في العلم وعن عترة اهل طاهرين ، بين قوسين سورة الاحزاب والواقعة وسورة العنكبوت وسور عديدة ، اذا اخذتم نظامه وموازينه من العترة الطاهرة ستكونون في امان .

اذن في حين القران يواجه التاويل بالباطل يقول هناك تاويل بالحق فلا النفي بقول مطلق صح ولا انفلات التاويل صح انما امر ثالث التاويل بالله .

مر بنا امس مدرسة النص يعني مدرسة الوحي ليست مدرسة اللفظ ، النص ليس المراد به حصرا اللفظ النص هوالمراد به الوحي .

فجل حقائق القران فيه تاويل طرف نازل اخير من القران هو المصحف والقران له تاويل كل سنة وكل عام وهذا تبقى من تاويل القران وهي اعظم من التنزيل لان التاويل يبلع ويهيمن على التنزيل ، يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا بينما التاويل محيط بل في الروايات كل ليلة وكل آن هناك تاويل للقران .

فاذن القران لاينفي التاويل بالحق وبالعترة ، التاويل الظاهري الوحياني بالوحي القراني ومن ثم يقول اهل البيت وجعفر بن محمد الصادق منهم لا ظاهر الا بباطن ولا باطن الا بظاهر .

اليوم ذكرنا عدة ضابطة للتاويل المنحرف منها ان تاخذ التاويل بتشهي بدون موازين وضوابط ومنها ان الذين يرتكبون التاويل بالباطل يكفرون بالظاهر ويجحدون الظاهر ويسفهون الاخذ بالظاهر ، فمن ناموس علم اهل البيت عليهم السلام نؤمن بظاهره وباطنه ،ـ ونؤمن بسركم وعلانيتكم وبظاهركم وبباطنكم ، فاذا نسف الظاهر لا يبقى الدين ، بينما الذين يتأولون بالباطل لان تاويلهم باطل يجرهم الى الكفر بالظاهر ، بينما علامة التاويل الحق ان لا يدعك التاويل الحق الى الكفر بالظاهر ولا الايمان بالظاهر يدعوك الى الكفر بالتاويل بالحق معية هناك بين الظاهر والباطن وسنشرحه بشكل مفصل غدا ضابطة عظيمة عجيبة.