45/08/08
الموضوع: سلسة الفرق المنحرفة عن العقيدة المهدوية (6) (أحد أسباب التأويل...
كان الكلام عن الفرق المنحرفة ومن ضمن هذا البحث مقامات عديدة اهمها مناشئ واسباب الانحراف في الفرق حسب ما بين في القران وفي بيانات اهل البيت هناك جملة من الاسباب للانحراف ومن الضروري المرور بها .
احد تلك الاسباب التي لابد ان نخوض فيها هي التاويل بالباطل اذن مسالة تاويل النصوص الدينية منشا خطير وعظيم وسبب للانحراف ، فيقع الكلام فيما هو التاويل وما الفرق بين تاويل الحق والباطل وما هي اهمية وخطورة التاويل .
هناك في موارد عديدة بين اهل البيت الخطا والمقياس ، كابن الخطاب كان نائبا خاصا وكان اخص بالامام الصادق من زرارة ولكنه انحرف فما هو حقيقه انحرافه وما هو حقيقة انحراف اتباعه الخطابية ؟
بحث طويل فالمقام الثاني عندنا في هذا البحث استعراض نماذج الفرق المنحرفة في روايات وبيانات طبعا هذه النماذج من الانحرافات وقعت في ظل الغيبة الكبرى للامام المهدي كثيرا ونشير اليه فيما سياتي .
فيذكر الامام الصادق ع ان احد اسباب انحراف الخطابية وسبب انحراف اتباعه ما هو ؟
طبعا ورد في ابن الخطاب والمغيرة بن سعيد وغيره ان احد الاسباب هو اذاعة السر و احد اسباب الاخرى هو التاويل بالباطل حيث ابو الخطاب اول بالباطل .
اذا ندقق مثل الخطابية كعبد الله بن سبا وعبد الله بن سنان تاول بالباطل ورد في ذلك وحتى في زمن سيد الانبياء هناك شخص كان من الخاصة بل كان نائبا خاصا لسيد الرسل وانحرف احد اسباب انحرافه هواذاعة السر ، ما معنى ذلك ؟ سياتي ولعنه النبي .
فتاول بالباطل كذلك عبد الله بن سبا حتى في زمن السجاد كذلك وقد ورد في الروايات ما منها من المعصومين الا في كذابين لهم يعني نفس اذاعة السر كذب والروايات فيه متواترة سياتي معناها .
طبعا النيابة الخاصة ليست هي مختصة بالامام الثاني عشر في الغيبة الصغرى ، في الغيبة الكبرى هناك قطع من المذهب الامامي ان النيابة الخاصة من يدعيها دجال لكن الكلام في الغيبة الصغرى فالنيابة الخاصة ليست مختصة بالامام الثاني عشر في الغيبة الصغرى بل كانت منذ عهد سيد الانبياء وامير المؤمنين وفاطمة نواب خاصين وكان لكل من ال 14 نواب خاصين الا في الغيبة الكبرى .
وفي كتاب الفناه قديما دعوى النيابة في الغيبة الكبرى جزءان نقلنا فيه كلمات الاعلام وادلتهم وان لم نستقصيها كاملة ففي سلسلة من المنحرفين السبب هو معنوي روحي وقعوا في الانحراف بسبه كالخطابية وكذا وهناك سلسلة فرق اخرى منحرفة سبب الانحراف فيهم ليس باطن روحي سبب الانحراف هوعلم الكلام والزلل في علم الكلام لهم كالواقفية والفطحية والناووسية والكيسانية ، هؤلاء لا يعدون فرق باطنية وانما فرق مذهبية كذا سبب الانحراف عندهم مفهوم خاطئ اعتقادي في علم الكلام بينما الخطابية والمغيرة والبيانية عندهم جانب معنوي روحي قلبي و ادى بالتالي الى الانحراف العقائدي .
بالنسبة الى الواقفية مثلا كمثال نموذج يبين الامام الرضا ع سببه التاويل بالباطل حتى حصلت محاججة بين الامام الرضا وعلي بن حمزة البطائني فكان كبير السن لانه ادرك الصادق وكانت تلميذ ابي بصير وكان وكيلا مطلقا للامام الكاظم وكان مشهورا سديدا في زمن الامام الكاظم وبعد ذلك انحرف .
الامام الرضا يبين احد اسباب انحراف البطاني هو التاويل بالباطل وعدم ضبط النص الديني مع انه كان فقيها يعني روايات البطائني عملت بها الطائفة قبل انحرافه وبعد انحرافه عملت برواياته ما قبل انحرافه واما بعد انحرافه قطعته كما ان الشلمغاني وابن ابي عزاقر كان اعلم فقهاء الامامية في الغيبة الصغرى في عهد النائب الثاني والثالث واعلمهم بالتسالم لكنه انحرف فبين الامام ان سبب انحرافه هو التاويل بالباطل وسياتي في بيان استعراض الفرق المنحرفة حسب بيانات اهل البيت كثير من الموارد يبين الامام ان سبب الانحراف هو تاويلهم بالباطل .
فهذا جدا خطير لانه الانسان قد يخالف عقيدة حقة بتاويل باطل ، فالتاويل ليس الامر فيه هينا وسهلا حتى في الفقه جملة من الفرق المنحرفة الاباحية التي تستبيح المحرمات تسبيح ذلك بتاويل باطل فالتاويل امر خطير ولا يخفى على الاخوان ان النص الديني الذي يؤول بالباطل المراد منه هو النص الضروري اما غير الضروري وان كان هذا خطر لكن لا يبلغ خطورة حتى يكون مخالفة للضرورة التاويل سواء كان في نص ظني معتبر هو انحراف لكن انحراف علمي جزئي بخلاف تاويل النص الضروري .
فالانحراف عن الضروريات هذا خطبه جليل وخطير وان كانت الانحرافات العلمية في التفاصيل قد تؤدي بالتالي الى الانحرافات في الضروريات لكن بالتالي قلعة الضروريات هذه خط احمر خطير اذا خالفها الانسان او الجماعة او الفئات.
فالمراد اذن في التاويل الباطل للنص الديني هو النص الضروري ولا يخفى عن الاخوة ان النص الضروري وان كان يتعلق بالفروع لكنه اذا بلغ درجة الضرورة فهو ليس من الفروع ، اي شيء يبلغ الدرجة الضرورية الدينية لا يبقى فرع من الفروع بل يؤول الى العقيدة والدين ، لان الضرورة امر ادراكي تصديقي وليس عملاني .
مر بنا ان وجوب الصلاة ليس من الفروع وانما اداؤها من الفروع وجوب الصلاة امر ضروري ادراكي اعتقادي من ثم يسمى وجوب الصلاة من اركان الفروع وليس نفس الفروع ، حيث الركن يقيم الشيء فوجوب الصلاة ركن لمنظومة الفروع يقيم الفروع والصلاة عمود الدين بلحاظ وجوبها ، فالشيء اذا بلغ الضرورة يدخل في العقائد ولا يبقى في فروع الفقه .
وجوب الزكاة يغاير اداء الزكاة الاداء فرع من الفروع ولكن وجوبها ضرورة تدخل في العقائد بتعبير علماء الاصول يقولون موافقة التزامية قلبية ادراكية ، العقائد المخاطب بها ليس البدن ولا الجسم وانما القلب واللسان هو بتبع القلب ، اقرار باللسان واعتقاد في الجنان .
الشهادة الاولى او الشهادة الثانية والثالثة وظيفة اعتقادية بتبع القلب ، فالقلب يخاطب بالاعتقاد ، المكلف الاكبر في اعضاء الانسان هو القلب هو يخاطب بالعقائد ايها الفكر العضو الاكبر في الانسان انت تتحمل مسؤولية المعارف والمعرفة وليس البدن ولا الغرائز النفسانية ، فالشيء اذا بلغ درجة الضرورة لم يعد من الفروع بل هو من الاصول الاعتقادية .
فحاشا لله ان تكون من الفروع هي ضرورة لذلك من ينكر مودة اهل البيت الخاصة بهم عند كل المسلمين يمرق من الدين لان الوجوب ضرورة وهي ليست فقط ايات المودة ، فضائل وتفضيل اهل البيت في القران من ينكره يمرق من الدين لانه ضرورة قرانية ان القران يعظم عليا وفاطمة والحسن والحسين ، من يتدين بعدائهم يتزندق لان القران يعظم عليا بشخصه وفاطمة بشخصها والحسن والحسين بشخصهما وذلك لهم خاصة وهذا التعظيم لا يتناسب الا مع العصمة .
العصمة بالضرورة بيد فاطمة وعلي ومن ينكر ذلك ينكر الضرورة في سورة الحشر .
لم يناد في القران بالصلاة كما نودي ب علي وفاطمة فكيف تكون ولاية اهل البيت من الفروع ؟ كيف نقفز على الضرورة القانونية فضلا عن الضرورة النبوية المتواترة ؟ فيجب ان يكون عندنا وعي صناعي ان ما هو الضرورة انها ليست من الفروع بل هي من اصول العقيدة .
فالنص المؤوّل بالباطل ان كان نصا ضروريا فخطبه عظيم اذا كان نصا ظنيا فخطوبته اقل ، مثلا العقائد وان كان مرتبطا بالفروع لكن لا تتوهم انها من الفروع ، وجوب الصلاة اداؤها من الفروع لكن اصلها من الاصول ، انت تريد ان تشبه الولاية بالصلاة ؟ لا اقل شبها بوجوب الصلاة لا باداء الصلاة ، وجوب الصلاة من الضروريات وليس من الفروع والا كيف صارت عمود الدين ؟ فعمود الدين يعني اصول وليست فروع ، اداء الصلاة من الفروع واذا تهاونت بحث اخر اما نفس وجوب الصلاة عمود الدين يعني نفس اركان الدين واصول الدين بني الاسلام على يعني اصول او قل الركن او عمود كله معنى واحد هذا ليس عبط وانما الوحي هكذا يعني قسم الوحي الاحكام الى اصول الدين وفروع الدين .
فالنص الديني تاويله خطير اذا كان بالباطل .
نقطة اخرى في هذا المبحث كما اوضح ذلك جملة من المحققين ان المراد من النص الديني كما نقول مدرسة الامامية مدرسة النص لا مدرسة الراي ومدرسة اهل البيت مدرسة النص ما المراد من النص الذي تاويله بالباطل يوجب وخابة الامور ؟ النص في مدرسة النص ليس خصوص اللفظ الظاهر ربما وقع فيه حشوية الاخباريين وحشوية الاصوليين لكن المحققين من الفريقين يدركون ان المراد من النص يعني الوحي تارة الشيء وحياني واخرى بشري سواء كان موزون او غير موزون .
المراد من مدرسة النص ليس خصوص التنزيل بل يشمل التاويل الوحياني للبشرية اغابزرك الطهراني عنده كتاب في معنى مدرسة النص والاجتهاد .