45/07/04
الموضوع: تنوع فيوضات الهية والحكمة فيها
كنا في شرح زيارة أمين الله بمناسبة فقه القلوب ووصلنا الى هذا المقطع وهو ان فيوضات الله عز وجل متعددة والكمالات التي تفاض من قبله متعددة متنوعة هذه المقاطع الاخيرة في زيارة امين الله لو لاحظناها كالتالي :
وسبل الراغبين اليك شارعة طبعا هذه فيها ملاحم كثيرة هذه المعادلات ملاحم علمية في علم الرياضات الروحية والرياضات القلبية الشيء الكثير نحن الان في صدد احد هذه الملاحم وهو تعدد وتنوع ولا تناهي الماهوي في ذلك حيث هناك لا تناهي ما هوي ولا تناهي كمي ولا تناهي كيفي وان تعدوا نعمة الله ليس فقط عددا او كما او كيفا ان تعدوا نعمة الله تنوعا انواعا اجناسا لا تحصوها فانواع الفيض الالهي لا تعد ولا تحصى نوعية الكمالات فضلا عن عددها وكيفيتها وكم نوعية الفيض الالهي لا تعد ولا تحصى
يعني كبار اهل العلم الذين شممنا منهم او الصلحاء بلغوا من الصلاح الى درجات تراهم سبحان الله ان المواهب التي اعطيت لهم مختلفة متنوعة كثيرا وغالبا ترى من هؤلاء قدرات مختلفة تماما وحتى من جهة اختلاف المواهب التي تعطى لهم ليست على شاكلة واحدة وانما كثيرة جدا يعني في الكمالات مختلفة وليست متحدة ،
طبعا سبل الراغبين اليك شارعة فيها ملاحم لم نستوفيها مع انها هي المعادلة الثانية واعلام القاصدين اليك واضحة فيها ملحمة ايضا لم نتعرض اليها لابد ان نتعرض لها افئدة العارفين منك فازعة اصوات الداعين اليك صاعدة هنا يبدأ السيل هذا كله ملاحم
هذا التنوع ابواب الاجابة مفتحة دعوة من ناجاك مستجاب توبته مقبولة عبرة مرحومة اغاثة موجودة اعانة مبذولة العداة منجزة الزلل مقالة الاعمال محفوظة الارزاق نازلة عوائد واصلة ذنوب مغفورة حوائج مقضية الجوائز موفرة عوائد متواترة موائد معدة المناهل مترعة فهذا يبين لك تعدد الفيوضات الالهية على اثر هذا المبحث في باب الفيوضات الالهية والكمالات القلبية والروحية هناك توصية من الكبار جدا مهمة على الضوء نفس هذا البيان الوحياني التوصية جدا مهمة اياك ثم اياك ان تصر او تطمع حتى من باب الغبطة لا الحسد المذموم الحسد ان تتمنى زوال تلك النعمة عن شخص ان تزال عنه
انواع هي الغبطة ان الموهبة الالهية لشخص صالح تقي حيث التقوى رياضة ترويض النفس كما يقول ذلك امير المؤمنين انما هي نفسي اروضها وفي منطق امير المؤمنين التقوى رياضة واعظم رياضة ، والتفكر في المعارف العقائدية رياضة فكرية من اعظم الرياضات لكن ذلك في جانب الفكري النظري ومهم وهذا التقوى رياضة روحية قلبية
وفي منطق بيانات اهل البيت الصيام رياضة انت انظر لبعد الرياضة الروحية في الصيام انظر للجانب الروحي في الصلاة وكذلك الزكاة والخمس وفي الجهاد في كل العبادات بعد الرياضة الروحية فيها سواء مستحبة او واجبة ذلك البعد عظيم وفيها الغبطة انك تتمنى نفس الهبة الالهية من دون ان تزول من الاخر تثبت لك بل يعجبك ان هذا الصالح هذا المتقي المرتاض برياضة التقوى الذي لديه كرامات من الله بسبب رياضة التقوى كلما يشتد التقوى يبدأ السيل الالهي يبدو لك
طبعا عظمة العبادة ان لا تأتي بها طمعا في الهبة الالهية حيث اذا اتيت بها بداعي الهبة الالهية سوف يكون نصيبك اقل اما اذا اتيت بها حبا فيها وحبا لله من دون ان يستحوذ على نواياك الهبة اللدنية سبحان الله تعطى هدايا ملكوتية من حيث لا تحتسب اما اذا بيت النية لاجل شيء غالبا ما يقع لا انها تكون عديمة الاثر لكن النية خصوصها نفس الواجبات الشرعية هي رياضات اذا اعدت الانسان بها من دون طمع في الهبة الالهية يهدى هدايا عجيبة غريبة لا يحتملها حتى في الواجبات والمستحبات مع الادمان وتطوير مراتب الامتثال
التوصية الاولى :
انه لا تتمنى ان تبلغ ما بلغه صالح من الصلحاء وتقي من الاتقياء يعني الغبطة انواع تارة تقول هنيئا له بما صلح وبالصلاح فنفس الصلاح والمثابرة على الصلاح والتقوى والورع والرياضة على الورع والرياضة على التقوى والرياضة على العفاف والرياضة على تجنب الرذائل هذا نفسه جمال يتمنى للانسان ان يكون فيه بغض النظر عن ان الله ماذا سيكافئه? ففيض الله متنوع وسير الله متنوع وليس خاص بشيء معين فمن الخطأ حصر فيض الله بقالب معين لان الفيوضات متعددة فاستوسع فيض الله ما الحكمة في ذلك?
الحكمة الاولى :
ان انواع الفيض الالهي مختلف ومن تعظيم العبد والمخلوق لفضل الله ان لا يحصر فيض الله ولا رغبة هذا العبد فيض دون فيض لان فيوضات الله كلها جميلة لله الاسماء الحسنى فادعوه بها ولم يقل باحدها فانت يجب ان تعتني وتدعو الله بكل اسمائه لا باسم واحد تزداد وتتكامل
الحكمة الثانية :
ان قابلية المخلوقات متنوعة ، الناس معادن كمعادن الذهب والفضة هناك مقولة مصيدة من بيانات الوحي والان في علم التنمية البشرية اقروا بهذه المعادلة وهي موجودة في بيانات الوحي ان كل انسان فيه قابلية خاصة اعطاه الله اياه اذا اكتشفها واستثمرها سيكون متميزا بين العباد وسنبين ان هذا فيه شواهد عقائدية عجيبة فكل انسان فيه شفرة خاصة وهذا سر من المعصوم عظيمة وسيما ائمة اهل البيت يعني يكتشفون شفرتك ما هي? فتصير متميز فضلا عن الباري تعالى فكل انسان وبشر فيه قابلية متميزة وهذه التجارب مصدقة لبيانات الوحي انه من الاخطاء انك تريد ممشى عين ما رأيته من احد الصلحاء الكبار او احد اصحاب الورع الشديد هذا لا يناسبك غالبا لم تصل الى ما وصل اليه لان شاكلتك تختلف عن شاكلته ارضيتك تختلف عنه
وفي الارض قطع متجاورات يقال هذا التعبير كناية عن ارضية النفوس والقلوب والارواح تختلف بل اكثر ان هذا الانسان الواحد بلحاظ قواه المختلفة ارضيته متنوعة مختلفة يعني في حال من الاحوال البرنامج العبادي التقوي الورعي بنوع وفي جانب حالة اخرى قوة اخرى يفيده برنامج عبادي اخر بنمط اخر من التقوى
الامام الصادق عنده بيان في كتاب محمد بن الحسن الخزاز الاشعري القمي كفاية الاثر في النص على الائمة الاثني عشر هناك يورد الامام الصادق ان الطرق الروحية للرياضة وبلوغ الكمالات والرياضات القلبية متعددة كطريق المحبين عن طريق الحب لله ورسوله يصل وفي طريق الذاكرين والعابدين والمتقين والمتعلمين فيذكرها ويصرح باسمها جعفر ابن محمد الصادق طبعا في دعاء الصباح امير المؤمنين ايضا يذكر طرق متعددة لمن يلتفت الى اصطلاحات هذه البحوث في دعاء كميل ايضا امير المؤمنين يذكر طرق متعددة لتكامل النفس ورياضات الروح ليس طريق واحد فهذا التعدد يعني انك لا تحبس نفسك على شاكلة لانك رأيت العالم الفلاني او الصالح الفلاني الذي بلغ في الصلاة طودا عظيما لانه لا تتأثر ولا تقتدي به اهل الصلاح يقتدى بهم اقصد لا تقتدي بالجزئيات المشخصنة لهم خذ الكليات للجزئيات
هذا الفرق بين الغبطتين وكثير من يفشل في التكامل لانه ياخذ غبطة اولى كالاستنساخ هذا خطأ لان فيض الله متنوع بحسب البشر بل بحسب الانسان الواحد في حالات متعددة وبحسب قوى الانسان الروحية
اذن في زيارة امين الله يقال لك الانهر الالهية متعددة والبحور متعددة لا تحبس نفسك على بحر واحد ولكن كيف تكتشف المناسبة والتناسب? وان كان هذا ليس معناه ان الانسان لا ينفتح على الجميع والمجموع
وتتمة الكلام غدا.