الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/06/27

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: كمال القيادة الإدارية للأمام بين البشرية والإعجاز

بمناسبة شهادة الامام الهادي وميلاد الامام الباقر ع نتطرق الى بعض الجهات في شخصية الائمة عليهم السلام بشكل تكون بارزة في شخصية الامام الهادي عليه السلام والا هو شيء موحد بين الائمة يعني عدة من الزوايا وهذا موجود في شخصيات الائمة عليهم السلام الامام الباقر والصادق والكاظم وامير المؤمنين قبلهم والحسن والحسين

هذه الخاصية ما هي? هذه الزاوية وحتى قبل كل الائمة يعني في شخصية سيد الانبياء هذه الصفة والكمال ما هو ؟

ان المعصوم صلوات الله عليه هذا الكمال نستطيع ان نعبر عنه بتعابير ذكرت عدة لكن هذه تعابير مجموعها معجون في هذا الكمال وهذا الكمال قدوة لعموم المؤمنين ولا سيما لمن يدير مسؤوليات قيادية باي درجة من القيادة والادارة سواء اسرة رب العشيرة وزارة مدير عام او متوسط في اي مجال هذه الصفة تكون والكمال هي مركبة من كمالات وصفات وليست صفة واحدة تركب هذه الصفات والكمالات في مركب واحد وفي معجون واحد ضرورية في نجاح القيادة والادارة والامامة وهي عند المعصوم بشكل عظيم يمكن لنا ان نعبر عن هذه الصفة المركبة من الصفات او الكمال المركب من كمالات يمكن ان نعبر عنه بتعابير وقد ورد هو في الحقيقة بتعابير عديدة لكن من الضروري ان لا نتخيل ان كل كمال من هذه الكمالات المركبة هو كمال على حدة وانما هو نوع بديع في تكامل الانسان ان كل كمال وكل فضيلة من الفضائل تركب الفضائل فينجم عنه كمال اعظم وهذا غير شدة الكمال وضعف الكمال الواحد

مثلا الكمال وحده كالشجاعة لها طبقات ودرجات الانسان شجاع في موطن وغير شجاع في موطن اخر او عنده شجاعة بدرجة وليس عنده شجاعة بدرجات وهذه نكتة مهمة في علم النفس والاخلاق وفقه القلوب ان الكمال ايضا له مواطن وبيئات وليس موطن واحد فقد يكون كريما في جانب لكن ليس لديه صفة كرم في جانب اخر يعني نفس الكمال له بيئات وله مواطن وهو درجات في كل بيئة مثل هذا التعبير من باب توضيح الفكرة ان عمر ابن عبد ود كان يقال عمر يضاهي الف فارس يعني قوة الف فارس لكن الفين بعد ما يقدر فهذي درجات الشجاعة بينما في كمال لامير المؤمنين في كلامه والله لو تظاهرت علي العرب ما وليت هاربا

فهذه شجاعة في القتال ولكن هناك شجاعة في مواطن اخرى مثلا في الحرب النفسية حرب الارادات ان الكمال الواحد له مواطن وله بيئاته ذكر ذلك علماء الاخلاق والفلسفة والعرفان والتفسير وعلماء نفس الصفة الواحدة لها مواطن ولها درجات يخاطب الامام الحسن النبي يوسف عليه السلام والامام الحسن حي كان يعني الاصفياء عندهم تواصل شبكات مختلفة وليس بينهم حجب فاشاد الامام الحسن بعفة النبي يوسف فقال له النبي يوسف اين درجة العفة التي رزقتها عن العفة التي انت قمت بها في موطن معين الان لا اريد ان اذكر التفاصيل كلامنا في الكبريات في نفس بيانات اهل البيت العفة التي لدى امير المؤمنين درجته اشد والعفة التي لدى سيد الانبياء اشد واشد درجات عجيبة في العفة عند الامام الكاظم اشد من النبي يوسف لكن هي على كل المورد الذي ذكر عن الامام الكاظم كان اخف من جده وعمه الامام الحسن والمورد اللي عند امير المؤمنين كان اشد من مورد الامام الحسن وما عند رسول الله اشد واشد اكثر مما عند امير المؤمنين

فهذه الدرجات وطبقات هي تصير كمال لكنها درجات لها مواطن قد الانسان العادي عنده عفة من شهوة معينة ولكن ليس لديه عفة من شهوة اخرى لان العفة لها مواطن وبيئات وليست بيئة واحدة فهي درجات وهي مواطن بل كله كمال الكرم كذلك والشجاعة ايضا لاحظ الكمال الواحد له تنوير طولي وتنويع عرضي الملاحظ ان هذه الكمالات عندما تتركب مع بعضها البعض تولد كمال اخر فهناك جملة من الكمالات في الانسان لا سيما المعصوم هي في الحقيقة ليس كمال بسيط وانما كمال مركب معجون يولد كمال اخر يعني كماله متولد ومتركب من كمالات عديدة فالكمال الواحد له تنويع فكيف بك اذا انعجن كمالات متعددة وكونت كمال معين ، الكمال الذي نريد ان نستعرضه في الائمة عليهم السلام وفي خصوص الامام الهادي وبقية الائمة هو مرتبط بالقيادة والامامة والادارة ولذلك هو كمال مركب

ايانا ان نظن انه كمال بسيط واقصد غير مركب ، هو في ذاك كمال اول وثاني وثالث كمالات متعددة تنعجن بالكاد حينئذ تؤلف هذا الكمال المركب فهذا الكمال المركب اللي هو دخيل في نجاح القيادة ونجاح قيادات المعصومين هذا الكمال نسلط الضوء عليه بعناوين وعناصر متعددة ومهم في القيادة

طبعا قبل ان لا ندخل في البحث في مقدمة اخرى تمهيدية هي ان كمالات المعصوم سبق ان مرت بناء ليست الجائية جبرية بل بالكد واليمين ولكن في حينها هي هبة من الله فكاصطلاح في علم الكلام او الاخلاق او العلوم الروحية لا يقال لها كسبية اما كسب بمعنى اخر ربما

كل نفس بما كسبت رهينة هذا استعمال عام للكسب فهي اختيارية كاصطلاح لهذا العلوم وفي حين هي وهبية اصطفائية من الله فكمالات المعصوم اختيارية وهبية لدنية اصطفائية ففي حين هي اصطفائية لكن لم يعطه الله عز وجل مجانا وجزافا شرط علمت فاعطيتهم في بداية دعاء الندبة شرطت عليهم بالامتحانات وعلمت بنجاح الامتحان فاعطيتهم

المهم هذه سبق ان دخلنا فيها كثيرا فقط نستذكرها فهرسيا ان كمالات المعصوم الاصطفائية ليست الجائية ولا جبرية ولا تفويضية بل اختيارية وليست كسبية بالاصطلاح ، اختيارية جزائية جزاء اصطفائي وليست جزاء عادي وانما نتيجة امتحان

كما ان نقطة اخرى مرت بنا هذه الايام في التفسير في ملحمة طالوت وداوود وجالوت يستفاد من الادلة الكثيرة ان امتحانات المعصومين وتفاوت درجاتهم في الاصطفاء بسبب اختلاف نجاحاتهم في الامتحانات فالباري تعالى ليس عنده نسب مع احد ولا ولا ولا وان ليس للانسان الا ما سعى وان سعيه سوف يرى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فيشمل الانبياء والاوصياء وعموم الناس او عموم المخلوقات ولذلك قال ومن وما قال الانسان او الثقلين? يعني حتى الملك

سبعين او تسعين بالمئة من بنود القرآن لا يرتبط بشريعة الجن والانس وانما هو من الدين والدين يشمل حتى الملائكة حتى الحور العين وحتى كذا كذا فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فالاصطفاء ايضا جزائي وبين المصطفين الذين اصطفاهم الله ايضا تفاوت درجات وهذا ليس حسم وانما الباب مفتوح لامتحانات الله للاصفياء والانبياء والاوصياء في كل العوالم مستمر فضلا عن غير المعصومين

نقطة اخرى نذكره عطفا على هذه النقطة وهي معقدة وجديدة تدبيرات المعصوم وقيادة المعصوم هل هي اعجاز او ليست باعجاز? او ماذا? دعونا نطرح نعبر بهذا التعبير نجاح ادارة المعصوم اعجازية او غير اعجازية بشرية مسددة ؟ ماذا نقول عنها?

بعبارة ثالثة كلما اشتد سعي المعصوم هل المعصوم يشتد في النجاحات ؟ هذا مر بنا انه حتى المصطفين من الانبياء يتنافسون في السبق الاصطفائي عندنا ادلة كثيرة قرآنية وروائية تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ، فضلنا النبيين ليس جزافا وانما اذا كان جزاء فاذن هناك تنافس اعجازي اختياري ماذا?

مثلا يقول الله عز وجل كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء محظورا يعني الله عز وجل من عدالته راية الشر وراية الخير يمدها بالمدد التكويني والخلقي لكي لا يقول الطرف مثلا انه اصاب انحياز من الله ولولا انحياز لما كان اهل الخير يمكن لهم ان ان

فاذن هناك عدالة فلماذا يقول الله عز وجل كلا نمد هؤلاء وهؤلاء? هذه الاية ما هي فلسفتها? عدل الله في العصاة او في الاخرة ما ربطها بالعدل

الان مثلا دولة من الدول تجاه شعبها هل تمد الاشرار كما تمد الاخيار? كيف يعني وباي معنى? باي درجة? بلا شك انه ما يمكن اي مدبر متعالي يعني يمد الخير يمد الشر كيف يعني باي معنى باي معنى او باي درجة بينما القرآن يقول ان الذين قالوا ربنا الله تتنزل عليهم الملائكة بينما هناك تتنزل عليهم الشياطين ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا

فاذا هو باي معنى متساوي? دعني اطرح هذه النقطة الاخيرة اللي هي افعالي المعصوم اعجاز مثابرة مكابدة كدح

احد يسأل الائمة يقول ظهور الحجة وانتصاره سيكون يعني بعفوية لان الله يمده بقوة واعجاز يتغلب فيها على الارض كلها قال لو كان عفويا لاقامه الله عز وجل تجاه احب الخلق اليه وهو سيد الرسل ولم يفعل ذلك اذن ما هو معنى ان الله عز وجل يقول عن النبي المنصور المؤيد ؟ فيه ايات كثيرة مضمونها ذلك ، فهو كابد ما كابد وثابر ما ثابر وكان في زلزال من المؤامرات والاغتيالات فهل مثابرة الرسول دخيلة في نصر الرسول? ام انه اعجاز? وفعل الله ؟ او بعبارة اخرى نقول اليس كل شيء لا جبر ولا تفويض? امر بين امرين الانبياء والرسل ما معنى تارة يفعلون بالاعجاز? وتارة لا يفعلون بالاعجاز ؟ الاعجاز خارج عن قانون لا جبر ولا تفويض ولكن امر بين امرين وغير الاعجاز داخل في قانون لا جبر ولا تفويض ام القضية ماذا?

دعني اذكر هذا السؤال بصيغة اخرى ان الامام المهدي ينتصر باعجاز ام ينتصر بمثابرة? وبكد وبجهد جهيد هل هذا اعجاز عصمة ام فيها جنب بشرية مثابرة?

نستطيع ان نصيغ السؤال بصياغة عاشرة عشرين افعال المعصوم في امامة وقيادته بشرية او اعجازية ؟ اذن الجانب البشري له دور والمثابرة لها دور والتدبير له دور اذن هذا الجانب البشري مثلا هل المعصوم يدير جانب التصنيع العسكري والزراعة والاقتصاد هل هو بشري او اعجازي? الجائي او اختياري? هل هو جزاف او مثابرة? يعني اذا العدو ليل نهار يدبر ويخطط ويحاول يكتشف اسلحة سواء اقتصادية عسكرية تكنولوجية هل المعصوم له دور في هذه الميادين? ام لا? هل كن فيكون? كلا

اذن كل سلسلة الائمة من سيد الانبياء وانت نازل كان لهم ادوار في هذا المجال ام لا? هذه الادوار هل نعتبرها انجازات بشرية يعني الصور لتكن واضحة طبعا لماذا اطرح هذا المطلب? لانه مرتبط صميميا بصفة الكمال الذي نطرحه والمركب التي مرت بنا وليست بسيطة هذه درجات الاصطفاء في الكمالات ان قيادة المعصومين بدءا من سيد الانبياء وسيد الاوصياء وسيدة النساء وسيدا شباب اهل الجنة وصولا الى الامام الهادي او الباقي ادارة معصومية ام مكابدة بشرية? كلاهما فالمكابدة البشرية هل لها دور? هل هناك تنافس بشري بين المعصوم وعدوه? اذا القضية تعتمد على مدى الجهد التي يبذل جهد فكري جهد اداري وكيفية الادارة الان سناتي شيئا فشيء اذا البشر له دور

في نقطة قبل ان ادخل التفاصيل سبق ان ذكرت مرارا او ربما بعضكم ملتفتين له وهي ان هناك ادلة تاريخية وشواهد قاطعة على ان سيد الانبياء وسيد الاوصياء وبقية المعصومين كان بامكانه تحقيق النصر من دون الملائكة واعجازا بتفوق الادارة البشرية الذي لديه ومن دون الامة الان لا اريد ان ادخل في هذا الملف هذا ملف مستقل ولدي ادلة ذكرها الفريقان وليس فقط الامامية ذكروا شواهد بس تثبطوها من هذا المطلب يعني في صفين امير المؤمنين سبعة عشر موضعا كان بامكانه تحقيق النصر من دون مالك الاشتر ومن دون بقية الجيش ومن دون اعجاز الملائكة بادارته الذكية لكنه لم يعمل هذا النصر يعني غير مأذون وكذا الحسن وكذا الحسين عليه السلام من دون الملائكة والاصحاب والانصار ومن دون ابي الفضل العباس بادارته الذكية بامكانه ان يحقق النصر ومن دون ان ينزل على الله عليه سيفا من الجنة هو تفوق اداري في الازمات لدى المعصومين هو يصيب ذلك

الامام السجاد هكذا فيه شواهد تاريخية دامغة ولكن الله لم يأذن له بذلك والفلسفة واضحة لانه الله يريد للامة ان تتكامل وليس المعصوم فقط ، فحتى لو خذلت الامة عندهم القدرة على النصر موجودة بارادتهم المتفوقة البشرية نحن كلامنا في الادارة البشرية للمعصوم هذه الادارة التي تكون عنصر الامتحان فيها موجود

كل الائمة حتى الامام الصادق شواهد دامغة على هذا الشيء حتى امام الرضا ولكن ما اذن لهم لان هذا النصر وليس فتح ، الفتح يكون للامة دور تتغير او تتكامل ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم هذا الملف موجود الان بعد هذه الملفات والعناصر التمهيدية التي مرت بنا نأتي لبحث كمال مركب معجون في المعصوم ندرسه ونحلله لكي يكون هذه المعرفة بهذا الكمال المركب من جهة هو يعطينا كيف نظام التعامل الرعية مع المعصوم كيف نتعامل معه?

لان كثير من اصحاب الائمة وتلاميذهم يتعاملون مع معصوم كل انواع الاعجاز كن فيكون هذا اشتباه ليس كل شؤون المعصوم كن فيكون

من باب المثال مرت عليكم شخص يأتي لاحد الائمة يقول له الامام يدنا صفرات و يجي شخص اشد من هذا والامام بشكل اعجازي يزود ذلك بالمال وهذا يتأذى وكانما اعوذ بالله يبدا قلبه يوسوس او يشكك كيف المعصوم يقول ما عنده مال واعطى ذلك مال فلماذا اعمله هناك ؟

بالنسبة لنفسه مأمور ان يعيش بحالات فقر وبالاسباب الطبيعية ما شئنا فنسم وقد يعيش كثير من تلاميذه بهذه الطريقة لكن في مورد يؤمر المعصوم بان يعمل الاعجاز ما هذا النظام? كيف يمكن تفسيره وتصويره يعني متى الاعجاز? متى الجهة البشرية? متى الجهة الظاهرية? فشبيه هذا السؤال والتساؤل طرح ومطروح في معرفة مثلا متى الامام يعمل بالعلم اللدني الملكوتي الغيبي ومتى يعمل بالاسباب الظاهرية? ما هو هذا النظام الموازنة? وهل في فرق ام ليس في فرق?

الشيخ المفيد ذكر ان الله عز وجل يأمر النبي وشاورهم في الامر ما هي الغاية والحكمة في ذلك? يذكر احكام كثيرة ونعم الامور التي ذكرها وهذه الجدلية موجودة في هذا الجانب وشاورهم في الامر له دور ام لا? بعض التفسيرات من الامام الرضا ع يشاورهم في الامر لم يخطر على بال الشيخ المفيد الامام الرضا يقول احد فلسفات او غايات مشاورة الامام المعصوم المسدد بالوحي ان ينزل على المعصوم وحيا جديدا على لسان هذا غير المعصوم قد يجري الله وحيا مجددا لا ان هذا المسؤول غير المعصوم اعظم نورا او صفاء او ارتباطا بالله من غير المعصوم

ماذا هذا النظام? بالتالي كما كان يزور جبرائيل الرسول يعني الكلام في تفسير البعد بشري للمعصوم انما انا بشر مثلكم هذا جانب اما امثلة اخرى حتى يوحى اليه ليس يوحى اليه جزافا بل امتحانا جزاء امتحان اصطفائي حتى انه في موارد من الروايات من البيانات الموجودة ان الوحي الذي ينزل على سيد الرسل مرتبط كجزاء اصطفائي بالامتحان الالهي واعمال النبي البشري من جهة دوره البشري

مثلا في بيان لباقر عليه السلام ان دنى فتدانا في قراءة اهل البيت ليس فتدلى ، والكل فسره بعروج النبي ومعراج النبي الكل قالوا به بينما باقر العلوم يقول كلا وهو الذي بقر العلم بقرا يعني فتقه فتقا قال هذه الحالة حصلت لسيد الانبياء ايضا في غير المعراج عندما طاف ثلاث مئة وستين او ثلاث مئة وستة وستين الترديد من عندي طواف حول الكعبة عند فتح مكة وليس شوطا وانما طوافا كل سبعة اشواط طواف فلما انتهى سيد الانبياء وسيد الاوصياء من هذا العدد في الطواف ذهبا للسعي فحينها نزلت هذه الاية على النبي ثم دنا فتدانا يعني اصبح قرب الرسول يعني ليس حالات الرسول كلها دنى فتدانا يعني حسب بيان الوحي النص يعني النص العقلي في الوحي فيدل على انه حتى حالات النبي ايضا مرهونة بجانب مكابدة النبي وشدة الامتحان في النبي

فاذا كان الحال كذلك فكلامنا في بقية الشؤون الادارة العسكرية للنبي والسياسية مثلا البعض يسأل لماذا لم يقم النبي بنمط من الادارة بحيث يفوت الامر على السقيفة هل هذا في عجز في ادارة النبي? حشاه ، فهل هذا مكابد الامتحان? ام ماذا?

امير المؤمنين كان بامكانه النصر في صفين وبدون الملائكة وجيش ولكن لم يحقق النصر هل هو عجز في امير المؤمنين? حاشاه لماذا ؟

تأخر ظهور صاحب العصر والزمان الف سنة هل عجز فيه? حاشاه اذن ما هو السبب هل هو سببه الامة? لماذا لا يربي الامة بطريقة تطوي مسافات الكمال? البحث ما هو? ما هو الاعجاز? كيف نظام الاعجاز? كيف نظام القضاء والقدر? كيف نظام بشرية المعصوم? كيف قيادة الامام المعصوم الوحيانية هذا المعجون مع بعضه البعض كيف نصوره? هذه كل اسئلة موجودة وكثير من هذه الاسئلة ربما لم تلق اجابات لدى اطراف كثيرة ما مستبصرة بحقيقة اهل البيت

مثلا الامم في الانبياء كثير من الامم جعلت الانبياء طبقا لهذه النظرية عندهم قالوا ملك قال كلا لو كان ملك لو انزل ملك لقضي الامر لان الانبياء لا يعتمدون على الجهة الملكانية يعتمدون على الجهة البشرية تصير مهلة لامتحان البشر اذا هذا النظام نظام لقراءة وتفسيره ومعرفته يحتاج الى زوايا عديدة

ندخل في اصل كمال المركب الذي نريد ان نخوض فيه ما هو? لدى الائمة والامام الهادي نموذجا

سبق ان هذا الكمال مركب وليس بسيط لجدارة وقيادة المعصوم الميرزا النائيني عنده طلعات معرفية في الولاية وفي الامامة لطيفة جدا هذه قضية الكمال المركب والكمال البسيط الميرزا في كتابه الحكومة الاسلامية يقول البشرية تقول ان الحاكمية الاحادية ديكتاتورية فما بالكم انتم الشيعة الموالون لاهل البيت تحصرون القيادة والحاكمية بالمعصوم احادية? اليس هذه ديكتاتورية؟ بخلاف الشورى كذا مثلا

فيجيب الميرزا في كتابه يقول طبيعة ادارة المعصوم ليست احادية وانما هي تنظم تنشيط كل الطاقات بلا اعاقة ولا ممانعة لاحد عن ان يصل الى كماله بعبارة اخرى المعصوم ناظور مهول لعدم اصطكاك الطاقات مع بعضها البعض طبيعة الادارة تنشط كل الطاقات بلا اصطدام وبلا معاوقة

كازدحامات المرور تارة انفراز يسير في مكان يسبب حركة انسيابية للسيارات الشوارع متداخلة المهندس المروري الذكي يضع اصبعه على سبب الازدحام المروري وساعات الازدحام ما هي? ساعات هو سببه الغفلة عن المنطق اللولبي لفض الازدحام لذلك علم المرور هو علم هندسي هندسة الشوارع لماذا بنوا جسورا وكذا وكذا? كي لا يصير ازدحام ولا يصير توقف حتى لمدة عشرة دقائق اي حركية انسيابية للحركة ادارة المجتمع ادارة البشرية تجد اصطكاكات ونزاعات ودماء بسبب ان المدير ليس مهندس ذكي في ادارة البيئات المختلفة والفئات البشرية المختلفة

من باب المثال في الكورونا الكثير ركز على جانب الصحة انت تركز على جانب الصحة والاقتصاد والتعليم وجانب العطش الروحي ما تركز عليه هذه هي تخلق ازمات اخطر من الكورونا في البداية غفلت البشرية وقالت نركز فقط على الصحة ولا غيره هذا اشتباه البشر كما انه يحتاج الى الصحة البدنية يحتاج الى الصحة الروحية لماذا تسد العتبات? لماذا تسد بيت الله الحرام? وازن بين الامرين

المقصود فلذلك جملة من الدول الكبرى اقترحت هذه الشعار كما ان الصحة ضرورة الاقتصاد ضرورة كما ان الصحة ضرورة والتعليم ضرورة اذن الادارة الانسابية لا تجعل شيء معوق لشيء اخر لا الاقتصاد على حساب التعليم ولا التعليم على حساب الصحة ولا الصحة على حساب الدين ولا الدين على حساب الصحة يجب ان يكون هناك هندسة انسيابية وهي الادارة

هذه الهندسة الادارية الدرجات المتعالية فيها تعبير ما يقدر عليها الا المعصوم فرق ان المعصوم اذا سلمت له زمام الامور لا يكون جرم في البين ولا يكون ظلم في البين والفائض في النعم يصير مهول لانه ادارة انسيابية والبشر عاجزين عن دركها بخلاف المعصوم

الان احد تعاريف العدالة هو هذا ليس اعطاء كل ذي حق حقه وليس التساوي انما العدالة ان ينشط القائد كل الطاقات ويرعاها ويربيها الى قابلياتها المتاحة في التكامل لذلك لاحظوا في بيانات المعصومين في دولتهم سواء دولة الظهور او دولة الرجعة للائمة لا تجدانسان فقير ولا تجد هذه النقائص التي تقع في المجتمع حتى لا تجد ذلك بين الحيوانات والنباتات وتخرج الارض كنوزها لان طريقة الادارة الزراعية والمائية والهوائية الان هي تعوق بعضها بعضا لسوء الادارة وسوء هندسة الادارة المعصوم هندسته الادارية لا تعوق البيئة المائية ولا الهوائية والبيئة النباتية البيئة الحيوانية والبيئة الحيوانية الفلانية البيئة الفلانية الان البشر راحوا في صوب التكنولوجيا ودمروا بيئات كثيرة فلا افراط ولاتفريط اذن هندسة المعصوم يعبر الميرزا النائيني لماذا المعصوم احادي? ليس انه ديكتاتورية لانه الكل ، لانه المسارات التي تتفجر فيها كل نشاطات الكل في الكل كل يصل الى كماله المنشود المتاح ، قدرة المعصوم في هذا الجانب

اذن هناك كمال مركب برز في الائمة وبالخصوص في الامام الهادي وغيره من ابائه ان القيادة الالهية في الائمة نستطيع ان نعبر عنها بكمال مركب بعدة عناصر :

    1. انها لا تستفز من قبل العدو يعني لاحظوا الحروب رد الفعل لا كما يريده العدو اذا قمت برد الفعل كما يريده العدو انت كنت في موضع ضعف واستطاع العدو ان يسيرك كما يريد ، الخطة هو رسمها والزمن والمكان هو الذي اراده قد يسمى بالصبر الاستراتيجي يعني انت تمتص الضربة ولكن لا ترد كما يريد العدو انت تستدرج وتخطط وتدبر كما هو مشروعك يمشي يسمونه الصبر الاستراتيجي الان علي ابن ابي طالب يوم الهجوم على الدار لم لم? لم لم? هذا صبر استراتيجي لانه اذا انساق امير المؤمنين في ردة الفعل كما يريد الطرف الاخر لن يبقى على وجه الارض من يثق ببعثة سيد الانبياء ويقولون بني هاشم ذوي مصالح ورئاسة وعندهم الملك عقيم فهو لا ينزل بما يخطط الامويون ويخطط الطرف الاخر ، الطرف الاخر الذي لم يدخل في قلبه ان هناك نبوة و وحي وكذا لذلك احد اليهود لما رأى الفتنة بين المسلمين ورأى ان علي ابن ابي طالب يجرجر اعلن الشهادات الثلاث قيل له كنت رأيت رسول الله وهو اعظم اما الان والمسلمون في فتنة تسلم? قال نعم علمت صدق النبي من ابن عمه ان هؤلاء ليسوا طلاب رئاسة والا انتم ابدا ما تقفون امامه كما تصف الزهراء وخانك ريش الاعزل هذا ليس كلام الزهراء وانما كلام عموم ذهنيات الساذجة للناس يعني قدرته في المواجهة الامنية العسكرية ما تعوقه لكن هذه المواجهة ستعطي انطباع لدى الاخر والاجيال التي سيأتي تقول بني هاشم طلاب رئاسة وما معلوم ان عندهم وحي? اما لما يصبروا صبر استراتيجي عقيدة الدين الاهم من الرئاسة السياسية عنده وعند النبي وعند امير المؤمنين لما صبر النبي لقتل ام عمار ابن ياسر عينه استفزاز يعني حتى هتك عرض ومواقف كثيرة كانت تمارسها قريش لاستفزاز النبي والنبي يمسك

الم تر الى الذين قيل له كفوا ايديكم يعني لا يستفزكم العدو الصبر الاستراتيجي يسمى كظم الغيظ يعني القتال لا كما يرسمه العدو وانما كما يرسمه الخطة الالهية لماذا صاحب الزمان يرى هكذا يصنع? مثل الشاعر السيد حيدر او غيره يصف صاحب الزمان ماذا يهيجك? هو لا يهيجه العاطفة يهيجه الخطة الالهية العظيمة قد يرى مشاهد تبكي لها العين دما

امير المؤمنين هذا الذي حصل تجاه زهراء هذا شيء لا يطاق وهذا اخطر امتحان ابتلي به امير المؤمنين لكن صبر استراتيجي مقابل الاستفزاز لذلك هائج الغضب كاظم الغيظ كاظم الغيظ صفة ادارية قيادية ومعلومة

من صفات الامام الهادي والعسكري مذكور في زيارتهما ابتلي بعضم المحن او هول البلاء يعني استفزاز امني صلف وقح عنيد سافل الى اقصى حد يعني اذا كان الامام الهادي والامام العسكري وهو مسجون في قاعدة عسكرية تسمى سر من رأى في بيته يدخلون معه علماء البلاط ست او اربعة يعني شاهر ظاهر في عقر داره وملزم بها تحت ذريعة يعني هم كانوا في حالة استنفار على قرب بشارة ولادة المنقذ المصلح من اهل البيت

فلاحظ هذا الاستفزاز وهذه الامتحانات والا امام معصوم عالم المسلمين واشرفهم نسبا اعوذ بالله ياتي هذا الخليفة الفاسق العباسي في حفلة مجون خمرية يستفز الامام غنى ورقص وخمر وتأتي انت اقدس من في الارض في هذا المحفل

لاحظ الاستفزازات والانتهاكات / او يجعل سجن امام الهادي تحت اعماق الارض والسراديب ولكن لابد ان يدخل بشكل حبوي يعني المسافة ليست كبيرة يعني هذا قتل بطيء كثير دخلوا هذه السجون يقال احدى عشر سجنا اقامته الدولة العباسية للامام الهادي والعسكري احدى عشر مبنى سجن وكله تحت الارض فبما رحمة من الله لنت لهم

فهذه صفات متعددة مركبة تنعجن مع بعضها البعض تكون نجاح القيادة كيف هو خلط من الفضائل تربطها مع بعضها البعض تصير ادارة ناجحة بين الصبر والبصير والصبر الاستراتيجي من البصيرة وبين كاظم الغيظ وبين ما يستفز وبين انه ما يستفز ما يذوب في الطرف الاخر هائج الغضب لماذا يجمع في توصيف امير المؤمنين هائج الغضب كاظم الغيظ? ليكون الغضب يطفأ ، لم لا يطفئ? لم يجمع بين هيجان الغضب وبين ادارة الغضب? فلسفة عجيبة هيجان الغضب لكي لا يذوب في انحراف الطرف الاخر ولا يهادن انحراف الطرف الاخر لم تلبسك الجاهلية من مدلهمات ثيابها

من جهة كاظم الغيظ ان هذا الغضب يحتاج له مسك والا الغضب بدون كمال اخر وتركب الكمالات لم يكتب له الكمال المنشود مما يدلل على ان الكمالات ان لم تتركب لم تصل الى كمال القمة

يحدثنا القرآن الكريم ان ابراهيم كان حليم اواه لكن لم يصل الى القمة لانه لم يركب معه كمالات اخرى فلما جاءت ابراهيم البشرى يجادلنا في قوم لوط يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك لماذا ترك الاولى هنا? لم يصل الى كمال القمة كسيد الانبياء لانه فقط اشتمل على الحلم والتأوه

بينما هناك كمال اخر لو ضمه ابراهيم الى هذا لما ارتكب ترك الاولى

فالكمالات والفضائل ايها الانسان لك في سيد الانبياء الذي هو قدوة للانبياء وفي سيد الاوصياء الذي هو قدوة لبقية الانبياء لنا فيهم قدوة واننا لا يكفي ان نبني في انفسنا كمالات يجب ان نعجن كمالات مع بعضها البعض والا الاكتفاء مع بعضها البعض الكمالات يؤدي الى السلبيات

يقول الامام العسكري ذو الحكمة المحمدية وليس الحكمة الابراهيمية او الموسوية او العيسوية يقول الحزم اذا افرط في الانسان ينقلب الى جبن فالحزم كمال اذا ما تضم له كمال ثاني ثالث رابع ينقلب الى نقص اذن الفلسفة موجودة في الدولة المحمدية وهوجمع الكمالات وتركيبها كي يتفادى من سلبية نفس الكمالات

فالكمالات لها سلبية الاقتصاد الاكتفاء على بعض الكمالات يؤدي الى سلبية فرق ادارة المعصوم عن الفقيه والمجاهد عن مالك الاشتر وسلمان فرقه ما هو? سيما الدولة المحمدية ؟

فرقه ان غير المعصوم يعني غير سيد النبياء و اله جمع الكمالات والادارة للملفات المتناقضة والمتضادة صعب عليلهم الان اعظم معضلة يذكرها علماء الادارة الاستراتيجية هو التنسيق والتحديث والتطوير هذه موجودة خاصية التنسيق بين المنظومة الكاملة والتنسيق بلا تصادم وبلا معوقة مع دوم التطوير والتنسيق والتنشيط وبشكل منظومي وبلا معوقة فقط عند دولة سيد الانبياء دون غيره

اذن هذا الكمال مركب في شخصية المعصومين هذه بادرة بحث وتنقيب عدة اسئلة وجدليات مر ذكرها من دون الاجابة عليها