45/06/23
الموضوع: فقه القلوب فريضة اعتقادية
كان الكلام في مبحث التوحيد وانه بينا ان التوحيد ليس مجرد وظيفة العقل النظري الفكري بل هناك ركن في الايمان والتوحيد وهو فعل القلب وممارسات القلب في اتجاه التوحيد فلغة التوحيد في افعال القلب كالاخلاص فالاخلاص توحيد من افعال القلب وليس كلغة الفكر
الاخلاص مع التوحيد مترادفان بهذا اللحاظ يعني توحيد و احدية بلحاظ الفكر والاحدية في القلب هوالاخلاص يعني موحدين بلغة القلب نظير ولا يخشون احدا الا الله ، هذا توحيد الله في الخشية وفي الخوف وفي الرجاء ، فلماذا يخوفنا الله بالنار? هل هو شرك? كلا ولماذا يرغبنا الله بالجنة? هل شرك في القلب ؟ كلا ، باعتبار ان جهنم او الجنة فيها اضافة الى فعله تعالى ويرجع اليه تعالى
فالخوف من النار ليس شرك بل الذي لا يخاف من النار هذا متمرد بالعكس يعني لانه وظيفة فعل الله ويخوف الله عباده هذا التعبير موجود مثل يرغب الله عز وجل فهل هو يدعو الى الشرك بالله? كلا وانما بلحاظ اضافته تعالى للجنة
كما مر بنا وجه الله يد الله سبيل الله شفيع الله الوسيلة الى الله هذا ليس غير الله ودون الله ذلك الله يخوف به عباده مثل فاخذناهم بالبأساء او الضراء لعلهم يتضرعون فاليات تضاف اليه تعالى
اذن التوحيد في لغة القلب شيء اخر فهذا باب واسع اهمله علماء الكلام وهو من اوجب الفرائض اي التوحيد في فعل القلب ،
نظام العلاقة بين القلب وبين الباري تعالى اكبر الكبائر التي ذكرها صاحب الوسائل في ابواب جهاد النفس سبعين بالمئة منها مرتبطة بافعال القلب مع الله عز وجل يعني هذه فرائض عقائدية الزامية وليست ندبيات ادبية مستحبة او واجبات عادية ، كلا مرتبط باصل العقيدة وبفعل القلب
مر بنا مرارا ان صرف المعرفة بالعقل من دون انفعال القلب مع هذه المعركة الفكرية اصلا ليس بايمان وليس فيه اي ترديد او مجاملة ، فانفعال القلب واستجابة القلب كما يقولون ربما من اهل الكتاب من يقيم براهين على نبوة سيد الانبياء لكنه لا يستجيب وكم من عالم يهودي في زمن رسول الله علموا دلائل قول النبي موسى في سيد الانبياء لكنهم لم يستجيبوا
فالمقصود ان المعرفة بالفكر لا تحقق بمجرد الايمان المنجي الموجب لدخول الجنة والمنجي من النار وانما لابد ان ينفع القلب نعم الدين معرفة فكريا وقلبيا لكن هذي المعرفة الفكرية بمجردها لا تكفي
او لم يقل الباري وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ، يعني فكريا يقين عنده لكن قلبه لا يطاوعه فكيف يكون حينئذ هذا ايمان وكيف يكون هذا مستحب? هذا اصل الدين وفعل القلوب اصل الدين بل العمل على وفق مراسم الشريعة وان كان العمل مهم ومقدس لكن القلب اذا كان وقلوبهم لاهية ساهية لا يقبل الله الصلاة ، هم ساهون يؤدون الصلاة لكن قلبهم ساهي لاهي
اصلا القلب سكان المسير فالصلاة ليست سبوح قدوس بحسب البدن لكن الخشوع بحسب القلب ليس خشوع البدن سبوح قدوس مقدس قدوس في البدن ما الفائدة? الله اكبر في الصوت ماذا فائدته اذا لم ينبض القلب هذه الصلاة ميتة لا حياة لها الدعاء بمجرد اللسان لا حياة له ، حياة الاعمال بنبض القلب ورادار القلب وتوجه القلب باستمرار بيانات ائمة اهل البيت يعني المسك بالقلب صعب حتى على بقية الانبياء
طبعا هذا ليس عذر بانه ينفلت القلب من السيطرة عندنا وانما هو التنبيه على ان المسك بالقلب هو تحديق النظر الى القلب امر يحتاج الى ترويض يومي بل حتى بالثواني والدقائق اني وجهت وجهي ، هل الوجه البدني او وجهت قلبي?
كان رسول الله يستقبل القبلة في كل شؤونه استقبال بدن مهم عند سيد الرسل او استقبال القلب ؟ استقبال القلب اعظم شرط من شرائط اركان الصلاة استقبال البدن هل هو هذا فقط? كلا وانما استقبال القلب اعظم ،
وجهت قلبي للذي فطر السماوات والارض حنيفا مسلما والا في الصلوات المندوبة عند الحركة قبلتك اينما تول وجهك ، اينما تولوا فثم وجه الله ، قضية القبلة في بداية الاسلام لم تكن الكعبة قبلة وانما البيت المقدس او بيت الصخرة
فلاحظ اذن القبلة القلبية مهمة ، ان الله لا ينظر الى صوركم واعمالكم وانما ينظر الى قلوبكم قضية القلوب مهمة فالشغل الشاغل للمؤمن المكلف اولا وبالذات واخيرا هو القلوب طبعا لابد ان يراعى الاعمال
جملة من العرفاء والصوفية يتركون الشريعة ، الشريعة هي الاعمال في عدة من زيارات سيد الشهداء او بقية الائمة اللهم اجعل ما اقول ، اصطلاح قال اقول مقال كلام كلمة يعني عقيدة اقول مقال كلام لذلك سمي علم الكلام بالكلام هذا تبع للاصطلاح الوحياني علم الكلام يعني علم العقائد اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه الكلمة هذا اصطلاح وحياني وليس من ابتكار المتكلمين
قال ماذا اقول في التشهد والصلاة? والرواية في كتب الاربعة وفي الوسائل قال ليس للتشهد شيء مؤقت توقيفي خاص التشهد هو امر عبادي يعني ليس شيء مؤقت بتوقيت توقيف خاص بالصلاة و التشهد الذي هو حقيقة شرعية في الابواب العديدة قال قل احسن ما علمت قل يعني عقيدة احسن ما علمت بتعبير السيد المرتضى كثير من اكابر زعماء علماء الامامية في مذهب اهل البيت بالضرورة ليس عندنا اصل بعد الاصلين الاول والثاني اعظم من الشهادة بالولاية وهي الشهادة الثالثة يعني حتى الاقرار بالمعاد عندهم ليس برتبة الشهادة الثالثة وهذا تصريح صارخ من كثير من زعماء الامامية جمعناها بحسب الادلة ، والادلة تقول لم يناد بشيء كما نودي بالولاية ، انت حتى لو تعمل استقراء في القرآن الكريم اليوم الاخر يوم المعاد كذا اسماء المعاد برمتها هي مع اسماء الولاية ، يعني ليس كلمة ولي فقط وانما امام هادي ملك
فبالتالي يجب ان يكون تمركز الافعال على القلب والقلب جانب مهم غير جانب الاعمال فاذا فقه القلوب ليس امر مستحب او واجب عادي بل هو كمال ومن اصل الدين وليس ندبي
اللهم اجعل ما اقول حقيقته في قلبي يعني المعتقد حقيقة في قلبي وشريعته في عملي في جانب العمل الشريعة وجانب المقال القلب
وصلنا الى هذا المطلب واصوات الداعين اليك صاعدة الدعاء لبه توجه القلب ، صوت القلب قبل صوت البدن صوت البدن يعين على صوت القلب ذكر البدن اللساني يعين على ذكر القلب العمدة هوالذكر الخفي وهو الذكر العلي وهو القلب يعني هو الذكر الخفي لكن الذكر البدني يروض القلب
بل في بيانات في الوسائل وفي الروايات موجودة لب لباب الصلاة بالقلب عدة روايات مرارا سبق ان استحضرناه في روايات الحج في الوسائل لبه القلب ، لا نترك الفروع ولا نجمد عليها كقشر اللب ، والقشر بلا لب هو خواء المهم كلاهما والصعوبة في كليهما والا جملة من الصوفية ومن الدراوشة او حتى العرفاء تركوا بعض الشريعة
الجانب القلبي في روايات الصوم في الوسائل عن الائمة ان عمدة الصوم هو صوم القلبي وذلك لا يعني ان تترك الصوم البدني عندنا صوم بدني وعندنا صوم نفساني اخلاقي وعندنا صوم روحي الى ان يصل الى صوم القلب يعني الغاية القصوى من المراتب الدانية للوصول الى الصوم هو الصوم القلبي
ايضا في الوسائل في روايات الزكاة ، الزكاة مراتب ، لب لباب الزكاة ان تصل الى الزكاة القلبية ما هي الزكاة القلبية? ان ترى كل ما في يدك وبدنك ونفسك ليس ملكا لك وانما لله تعالى هذه ليست افكار بل اثبات قلبي ليس معناه ان الاموال تصرف فيها او تبذر فيها ، لا تبسطها كل البسط ولا تجعلها مغلولة الى عنقك وابتغ بين ذلك سبيلا
هذا ولا تناقض بينها وبين ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة بيناه في احد مجلدات قواعد التفسير فاذن في باب الوسائل في الصوم والزكاة والحج في الصلاة في كتاب الوسائل ذكر ان العبادة القلبية في هذا الموارد كما ان النبي في حديث متواتر عند الفريقين بين ان الجهاد البدني ليس اعظم الجهاد وليس جهاد صغير وانما الاصغر اما الجهاد الاكبر هو القلب على مدار الساعة الحرب قائمة مع الهواء مع النفس مع الشيطان مع الطغيان مع الرذائل اصلا لا يوجد باب من الابواب يعقدها الشارع الا ويؤكد على المرتبة من العبادة القلبية ليس الفكرية
اذن باب فقه القلوب ليس مستحب نعم فيها مستحبات لا انفي وفيها واجبات عادية لا انفي لكن اوجب الواجبات يجب ان يكون الشغل الشاغل لدى الانسان هو عبارة عن مراعاة وحراسة هذه القلب القلعة الخطيرة اكبر قلعة للانسان قلبه ثم روحه ثم نفسه القلب فوق النفس وفوق الروح القلب
ان النفس كما يقول سيد الرسل كمثل اخبث الدواب فالنفس دابة هذه النفس دابة يعتبرها القلب وفوق كل سيد سيد وفوق كل ولي ولي وفوق كل قيم قيم وفوق كل شاهد شاهد وفوق كل ذي قوة قوة والقلب اكبر قلعة للانسان ومعرفة هذا القلب حصونها ابوابها حراسها شيء منطقي بديهي شيء عظيم هذه بتوسط التعلم من الوحي انما كلمات البشر في هذا المجال من باب اللغة التصورية ليس اللغة التصديقية والتصديقية اخذوها من الشارع الصوفية والعرفاء والفلاسفة والمتكلمين هذه لغة تصورية كاللغويين في فقه الفروع التصديق نأخذه من الوحي ونسترشده بالوحي او بديهيات العقل او بديهيات الفطرة فالعمدة يتعلم القلب من الوحي
فهذه امور يجب ان لا ننساها في كل العبادات واجبة كانت او مستحبة نزور امير المؤمنين بابداننا عظيم وضروري بانفسنا ايضا مهم بفكرنا ايضا مهم لكن زيارته بالقلوب شهد عسل زيارة الحسين بالقلب شهد عسل زيارة سيد الانبياء بالقلب ولو عن بعد البدن له دور لكن اذا بدنك وفكرك في السوق وفي السيارة وفي كذا نعم البدن ضروري لكن ضرورة القلب اكثر
فاذن عندما نحضر نزوره بقلوبنا حجبت سمعي عن كلامهم ما قال فتحت وانما حجبت سمعي عن كلامهم وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم ، الغاية هي نجوى القلب النجوى قد تكون بالفكر لكن العمدة نجوى القلب فهذه امور ترجع كلها الى القلب فيجب ان لا نرفع اليد عن هذا الناموس ان الاصل الاصيل الركين في العبادات عند الوحي هو القلب مع المراتب الاخرى وليس الصوفية والعرفاء وكذا هؤلاء بعيدون عن موازين الشريعة ولكن الشريعة حقيقتها في زيارة اهل البيت حقيقة الشريعة واجعل ما اقول حقيقته في قلبي وفي الشريعة اعمالي ، فالحقيقة في القلب كما نص عليه في زيارات الحسين والائمة اجعل ما اقول حقيقة في قلبي وشريعة في عملي هذه هي هم سرقوها من الوحي