الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/06/19

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: الولاية شرط صعود الأيمان وقبوله

 

لا زلنا في شرح زيارة امين الله وهي كما مر بنا منظومة في فقه القلوب

وصلنا الى هذا المقطع منها: واصوات الداعين اليك صاعدة ودعوة من ناجاك مستجابة فالدعوة متى تصعد؟ وكذا الدعاء؟

حتى في روايات الفريق الاخر انه لا زال الدعاء يرفرف على رأس الداعي حتى يصلي على النبي والال ومن دونه لا يرتفع ، وكذلك الاعمال وكذلك بالنسبة الى الايمان ، اليه يصعد الكلم الطيب يعني الاعتقاد متى يصعد? اذا صدق بالنبي وصدق باله ، بنص ايات عديدة ومنها سورة الاعراف ان الذين كذبوا باياتنا في مقابل صدقوا وتكذيب الاية هي الاية الناطقة والحجج ، فان الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها مقابل الاستكبار والخضوع

الباري تعالى ايضا عبر عن الخضوع لادم بانه استكبرت ، فاستكبر وابى فالباري تعالى يحصر العبادة به تعالى ولكن يأمر بالخضوع والتذلل لخلفائه ، طأطأ كل شريف لشرفكم وذل كل شيء لكم

هذه بنود زيارة الجامعة اصولها قرآنية فنحن عندما نسجد لله باتجاه الكعبة تعظيم للكعبة ، صحيح هو ليس سجود وعبودية للكعبة ولكنه سجود لله وتعظيم للكعبة وان لم يكن تاليه لها فبالتالي هو تعظيم للكعبة السجود باتجاه الكعبة

ومن ثم هذا الدعاء الذي يقرأ عند دخول بيت الله الحرام الحمد لله الذي عظمك وكرمك وشرفك لذلك يقال كعبة المكرمة المقدسة المشرفة مكة المكرمة لانها كرمت ، فبالتالي صحيح السجود هو لله لكنه تعظيم واحترام للكعبة

من ثم الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتابه في الرد على الوهابية في منهج الرشاد يذكر ان السجود لاولياء الله واوصيائه لو افترض انه نهي يرد في ذلك فهذا السجود بالدقة لله وليس لغير الله وانما هو تعظيم لخلفاء الله ، انت من تعظم ؟ لمن تسجد ؟ لخليفة الله? فهو سجود لله ومآله يرجع الى الله غاية الامر هذا الولي المصطفى خليفة الله يعظم بسبب اضافته الى الله وانتسابه الى الله سبيل الله و وجه الله ، فالمسجود له بالحقيقة هو الله وانما من ينسب اليه تعالى يعظم لعظم النسبة الشرفية

فليس هناك شرك ولا شيء اخر نعم المعصية ربما موجود لانه فيه نهي ومن ثم ورد متواترا في رواياتنا في اداب زيارة النبي واهل البيت بل ورد حتى في الزيارة الاصطفائية للدائرة الثانية فضلا عن الاولى ورد استحباب وضع الخد والوجه على تراب القبر لله توسلا بالقبر ، فهو في الحقيقة سجود له تعالى حصرا والعبادة له تعالى حصرا ولكنه تعظيم وتوقير لاولياء الله وللمصطفين باعتبار انهم منتسبين الى الله

لماذا نعظم الكعبة? لان الكعبة باعتبارها اضيفت الى الله وبيت الله فكيف بمن هو اعظم من الكعبة حرمة ? فمن ثم خاطب الله ابليس قال استكبرت ، استكبر وابى فهذا الخضوع وان كان الخضوع اللا متناهي هو حصرا بالله لكن من توابع تعظيم الله هو تعظيم من ينتسب الى الله والا لما عظم الله تعظيما كاملا وتعظيما ينتسب الى الله ليس الشرك وانما شفيع وليس شريك وهذا الخلط قد يحصل لدى العرفاء او الصوفية وربما حتى المتكلمين يخلطون بين الشفيع والشريك ، الشفيع ليس شريك الشفيع تكملة لتعظيم الله كيف انت تعظم الله ولا تعظم بيت الله ؟ لا يصير ، اذا تعظم الله يجب ان تعظم بيت الله لتعظيمك لله ، فتعظيم بيت الله ليس بمعنى انه شريك لله وانما هو تكملة واكمال لتعظيم الله لان البيت اضيف الى الله ونسب اليه نسبة شرافة

وهذي مغالطة ربما تحدث عند العرفاء والصوفية وحتى ربما في البحث الفقهي ففرق بين الشفيع والشريك وفرق بين الوسيلة والشريك فسبيل الله ليس دون الله اتفاقا في موضع من مواضع القرآن الكريم يوجد هذا التعبير دون الله ودون رسوله يعني الرسول جعله مندكا كسبيل الى الله ،

هذي المغالطة العقلية دائما تتكرر باساليب متعددة يجب على الباحث الفطن ان يميز بين الشفيع والشريك وبين الوسيلة وبين الجبت والطاغوت حيث الجبت والطاغوت اذا اقتربت اليه لا يؤدي الى الله وانما يصد عن سبيل الله ولابد ان تتبرأ منه كي تصل الى الله لانه قاطع الطريق لا بد ان تتجاوز عنه وتبتعد عنه

الجبت في اللغة العربية بمعنى القطع والتاء زيادة جبت يعني جبب من قطع الطريق وكذلك الطاغوت تصدي عن سبيل الله ومن ثم في اية الكرسي ومن يكفر بالطاعوت فالاتصاق بالطاغوت تاليه وشرك والطاغوت لم يستخدم في القرآن الا في البشر ، ما استخدم في الاصنام وكذا ، كلمة طاغوت استخدم في البشر فرعون هامان ثمود واما عاد طغوا في البلاد فصب عليهم ربك سوط عذاب ان ربك لبالمرصاد

اية الكرسي تترجم الالهة بطواغيت البشر ومعناه في القرآن الكريم ان هذه الالهة المراد بها الطواغيت وكذا الاوثان المراد بها الطواغيت و ولاية ائمة الجور فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله يعني سبيل الله وهم ائمة العدل فقد استمسك بالعروة الوثقى لان سبيل الله يؤدي الى الله وهذا معنى المقابلة والا كيف مقابلة بين ائمة الجور والله?

الوله والولاية لائمة الجور ولاية الباطل تصد عن سبيل الله اما ولاية اولياء الله تؤدي بك الى الله اذن صعود الايمان في قوله تعالى اليه يصعد الكلم الطيب هذا الكلم الطيب لا يصعد الا بشرط يعني حتى الايمان ليس فقط الاعمال ، الايمان اذا لم يتوفر على ثلاثة شروط والتصديق بحجج الله الناطقة هذي كلها في سورة الاعراف وسور كثيرة سورة الاعراف الاية اربعون ان الذين كذبوا باياتنا هذه الايات ناطقة انت قد تكذب بها وقد تصدق بها ليس ايات صامتة جامدة تعرض عنها ان الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها وصدوا عنها لا تفتح لهم ابواب السماء

هذا المنطق المذكور في سورة الاعراف بعينه مذكور في سورة المنافقين اذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون لووا اي لا يصدقون برسول الله ورأيتهم يصدون بدل يقبلون استكبروا عنها يعني اعرضوا عنها وهم مستكبرون

نفس العناوين الثلاثة التي ذكرت في سورة الاعراف ذكرت في سورة المنافقون تجاه رسول الله وذكر في قصة ابليس مع ادم في سبع سور خارطة واحدة قرآنية كقوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم يعني ليس لديهم توحيد والتوحيد ليس فقط الشهادة الاولى قد العرفاء او الفلاسفة او بعض المتكلمين يقولون ذلك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا حرجا في انفسهم مما قضيت ويسلموا تسليما

فهنا ربط الله عز وجل اصل الايمان بالتوحيد ربطه بالارتباط بسيد الرسل والتصديق به والخضوع له والانقياد له فالخضوع لرسول الله خضوع لله كما مر بنا فثلاثة شروط اشترطها القرآن في سور قرآنية عديدة التصديق بالنبي وباله والخضوع لهم والاقبال عليهم ، والاخير ليس هو الاقبال الجسماني فقط وليس الاقبال العاطفي والروحي وانعم بها مثلا في العلم اصد عن علوم اهل البيت واذهب الى علوم البشر وهذا اعظم مصيبة ، فالصد والادبار عن علوم اهل البيت اعظم من الادبار عن ابدان اهل البيت او عن الولاية السياسية

من اصغى الى ناطق فقد عبده فاطاعة اهل البيت في العلم اعظم من اطاعة اهل البيت في غير العلم ، اطاعة الله في العلم اي علم الدين واطاعة اهل البيت في العلم اعظم من اطاعة اهل البيت حتى في السياسة لان العلم مهيمن فاذا اتمرد عليهم بالعلم ولا اخضع لهم بالعلم والسياسة كذلك ولكن المبادئ هي التي تهيمن على السياسة ، السياسة اليات اذا كانت المبادئ غير مسلم بها هنا كتصبح سياسة كالعرض ليس سياسة مبدئية فالسياسة من الدين لكن الاحكام على درجات فاذا طاعة الله في العلم اتعلمون الله دينكم?

في سورة التوبة الاية ستة عشر ورد من لله ودون رسوله فهذه الاية تفسر كل ايات القرآن الكريم ان دون الله هي دون الله ورسوله والمؤمنين وهم الائمة عليهم السلام والا الرسول والائمة هم سبل يؤدون الى الله وليس دون الله

اذن ثلاث شروط لفتح ابواب الايمان حيث الايمان يصعد اليه الكلم الطيب فضلا عن الاعمال فثلاث شروط لفتح ابواب السماء التصديق والخضوع وعدم الادبار هذا الادبار في العلم اعظم شيء ، انا اخذ عقائدي من العرفاء والفلاسفة او من المتكلمين بما هم بشر الكلام الكلام واحبس نفسي في نتاج البشر

طبعا الاستعانة بجهود العلماء مفيدة ولا ننأى بانفسنا عن العلماء ولكن المحور اني تارك فيكم الثقلين المحور هو موازين الوحي

فاذن الادبار عنهم في السياسة في العلم وهلم جرا ، طأطأ كل شريف لشرفكم ، تعظيمهم بان اسجد عند قبور الائمة ولكن اسجد لله تعظيما وتوسلا بصاحب القبر هذا ادب متواتر في الروايات ان تمرغ خديك في تراب القبر تمرغ خديك لله توسلا بصاحب القبر

اللهم اني خضعت وتضرعت اليك بتراب قبر وليك متوسلا لله ، فالسجود هو لله فالايمان لا يقبل الا بولاية الله وولاية الرسول وولاية اهل البيت عليهم السلام يعني تصديق وخضوع واقبال يعني اقبال في كل شيء والتوقي من الادبار في كل شيء عنهم سواء في الولاية السياسية او الحب القلبي وهل يرضى الله بالدين غير الصحيح? كلا ، الدين الصحيح هو المرضي عنده

لذلك ولاية الله وولاية الرسول وولاية قربى الرسول له دخل في اصل دخول الانسان في الايمان والدين وبدون ولايته لا يدخل

لاحظوا سيرة رسول الله في بدء الاسلام لا سيما في العهد المدني كان يقبل الاسلام ولا يقبل اسلام بعض وهل الدخول في الاسلام مرهون برضا الرسول? نعم لابد ان يرضى الرسول ويفتح الباب واما اذا اغلق الباب فما تستطيع ان تدخل وكذلك اهل البيت عليهم السلام موجود في كتب الفريقين يا رسول الله اقبل اسلام فلان ولا تقبل اسلام فلان لماذا ؟ ولاية منه عليه السلام.

هذا موجود في القرآن نفسه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما بولاية الرسول في الدخول في الدين ، بدون ولاية الرسول ما نستطيع ان ندخل في الدين الا ان يرضى الرسول ويفتح لنا الباب واوصيائه اذا رفضونا نرفض

هو معنى لايصعد الكلم الطيب الى الله الا بهم ليس فقط اعتقد بهم هم لابد ان يقبلون ، لاحظ القرآن ماذا يقول ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول يعني توسلوا بك ، لابد هو يمضي ويشفع والا توبتك لم تكن مقبولة وصلاتك وايمانك لم يكن ايمان

فهذا معنى شفاعة الرسول

احد معنا ولاية ولاية الرسول يعني اصل دخولنا في الدين مرهونة بقبوله خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وصل عليهم ان صلاتك اي شفاعتك سكن لهم السكينة في شواهد عديدة ذكرها ائمة اهل البيت انها ايمان يعني حتى الايمان لا يحصل الا بشفاعة الرسول ، شفاعة جزائية وشفاعة تشريعية وشفاعة تكوينية ، الرسول واهل بيته عليهم السلام

اذن ليس عبط ان يرد في طرق الفريقين ان الدعاء وهو روح الصلاة الدعاء لا يرفع والصلاة لا ترفع الصلاة ليست الا مراسيم اعتقادية لا ترفع ولا تفتح لهم ابواب السماء ،

متى يكون القتل في سبيل الله ؟ اذا كان في سبيل سيد الانبياء وقربى سيد الانبياء والا لم تكن الشهادة في سبيل الله ولن تصعد هذه الشهادة لانها تصب كمخزون في غير سبيل الله غاية اخرى وما الفائدة في القتل في سبيل غير الله? وسبيل الله لا توجد في غير سبيل للنبي وسبيل النبي لا يوجد في غير سبيل قربى النبي